- صحيفة 'السفير'
مصطفى فتحي
استقال العديد من مستشاري الرئيس المصري محمد مرسي، ووزراء في حكومته، احتجاجاً على طريقة إدارة البلاد، وكانت الفضائية الرسميّة لجماعة &laqascii117o;الإخوان المسلمين"، &laqascii117o;مصر 25"، تشهد استقالات بالجملة أيضاً. وعلّل المستقيلون خطوتهم بأنّ الفضائيّة تهدف فقط إلى &laqascii117o;تجميل مرسي وجماعته". نور عبد الله، واحدة من مقدمات البرامج في &laqascii117o;مصر 25"، أعلنت منذ أيام قليلة عن استقالتها من القناة، مؤكدةً أنّ السبب في ذلك هو مضايقات تعرَّضت لها من إدارة القناة، بعدما تمّ تحويلها للتحقيق أكثر من مرة، إثر إعلانها رفضها للدستور الجديد، والتصويت عليه بـ &laqascii117o;لا". وتشرح الإعلاميّة الشابّة ما حدث في الكواليس: &laqascii117o;حين عرض علي العمل في القناة أخبرتهم أنني أنتمي للثورة، وأني أختلف سياسياً مع العديد من أفكار الجماعة. فقالوا لي أنهم يريدون أن تكون قناتهم قناة للرأي والرأي الآخر. وقد وقّعت العقد معهم بشرط التعبير عن أفكاري السياسية بحرية، إلّا أنّهم حوّلوني للتحقيق، ما أن أعلنت عن اختلافي مع إدارة مرسي". وتقول عبدالله أنّ سياسة القناة تقوم على تقديم صورة عن الجماعة، بأنّها &laqascii117o;رائعة، ولا تخطئ أبداً، وإن حاول الإعلامي التصرّف بموضوعيّة، يعتبرونه غير مناسب للعمل في مشروعهم الإعلامي القائم على تجميل صورة &laqascii117o;الإخوان"". أسّس الإخوان &laqascii117o;مصر 25" بعد ثورة &laqascii117o;25 يناير"، ويمتلك الرئيس المصري محمد مرسي أسهماً فيها، إلى جانب خمس قيادات كبيرة في &laqascii117o;الإخوان"، منهم صادق عبد الرحمن الشرقاوي، رئيس مجلس إدارة الفضائية حالياً.
تجربة نور عبد الله ذاتها تكرّرت مع الإعلامي معتز مطر، فهو معروف بتوجهاته الليبراليّة، لكنّه انضمّ إلى قناة &laqascii117o;مصر 25"، شرط الاحتفاظ بهامش حريّة واسع. لكنّ شهر العسل بين معتز والقناة لم يستمر طويلاً. واشتدّت الأزمة، بعد حلقة انتقد فيها مطر طريقة صياغة الدستور، ما اعتبرته إدارة القناة الإخوانية &laqascii117o;إحراجاً لمؤسسة الرئاسة". وبعدها طلبت الإدارة من مطر عدم استضافة شخصيات معارضة لمرسي وللجماعة، وعدم &laqascii117o;إحراج" مؤسسة الرئاسة، وعدم انتقاد الجماعة. فقرر الاستقالة بدوره. ويقول مطر: &laqascii117o;قبل انضمامي إلى فريق &laqascii117o;مصر 25" كنت أعمل في قناة &laqascii117o;مودرن حريّة"، لكنّي تركتها من أجل البحث عن مساحة حريّة أوسع. فقد تعرّض برنامجي &laqascii117o;محطة مصر" الذي كنت أقدّمه على شاشتها قبل الثورة لمضايقات من النظام السابق. الأمر نفسه تكرّر في تجربة &laqascii117o;مصر 25"، إذ اكتشفت أنّها بوق لتلميع صورة الرئيس، وأنني مجرد ديكور في تلك المهمة". وبــرأي مطر، فـإنّ &laqascii117o;"الإخوان" يريــدون القول للرأي العام أنّ هناك إعلاميين ثوريين يعملون في القناة".