- صحيفة 'السفير'
محمد شعير
أصبح وزير الإعلام المصري صلاح عبد المقصود حديث السياسة من جديد، بسبب فلتة إضافيّة، من فلتاته الفرويديّة. فخلال تسليم &laqascii117o;جوائز مصطفى وعلي أمين الصحافية"، راح الوزير يتحدث عن منجزات حرية الإعلام في عهد مرسي: &laqascii117o;تم تأسيس 59 صحيفة، و20 فضائية، ولم يسجن صحافي واحد" (راجع مقال الزميل مصطفى فتحي). الصحافية ندى محمد، وهي من حملة الجوائز، طلبت السؤال تعليقاً على كلام الوزير، فقالت: &laqascii117o;أين هي حرية الإعلام سيادة الوزير؟". فردّ الوزير بنبرة تهكميّة: &laqascii117o;ابقي تعالي وأنا أقول لك فين". التحرّش الواضح في تلك العبارة، يوحي باستعلاء ذكوري على طرف أنثوي مستضعف، ويشي بتهديد مبطّن. أعادت تلك الواقعة إلى المشهد &laqascii117o;فلتة فرويدية" أخرى بطلها الوزير نفسه، عندما قال لمذيعة قناة &laqascii117o;دبي" الفضائية زينة اليازجي: &laqascii117o;أسئلتك ساخنة زيك". وقتها خرج الوزير يدافع عن نفسه، شاكياً من التأويل المفرط. هذه المرة ترك الأمر للجان &laqascii117o;الإخوان" الإلكترونية للدفاع عنه، تحت شعار: &laqascii117o;اعتبروه باسم يوسف"!
بالتأكيد لا وجه للمقارنة بين برنامج باسم يوسف المعتمد على سخرية تحطم المحرّمات، وبين وزير إعلام مسؤول عن كلماته. ذلك ما دفع بنشطاء موقع تويتر إلى المطالبة بإقالة الوزير الذي لا يعرف قواعد منصبه ولا برتوكولاته. واقترح بعض المغردين تغيير اسم وزارة الإعلام إلى &laqascii117o;وزارة التحرش القومي". وقال الكاتب ســامح سمــير ساخراً: &laqascii117o;للأسف أداء وزير الإعلام لا يختلف فى شيء عن بقية المسؤولين في الدولة، تحرشات كلامية لكن فعل ما فيش". واقترح آخرون تغيير تردّدات محطات مصر الفضائية من &laqascii117o;نايل سات" إلى الـ&laqascii117o;هوت بيرد"، بينما اعتبر بعضم أن سقف المطالب لا يجب أن يقتــصر على إقالة وزير بل إقــالة نظــام بأكمله، خصوصاً بعدما طلــب رئــيس الوزراء هشــام قنديــل من ربــات البــيوت الاهتمام بتنظيف &laqascii117o;صدورهنّ" قبل الرضاعة، إلى جانب محاضرة الرئيس محمد مرسي الشهيرة عن &laqascii117o;الأصابع".
وطالبت &laqascii117o;الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان" بإقالة وزير الإعلام من منصبه وباعتذار رئيس الوزراء. وأكدت الشبكة، عبر بيان لها، أنّه غير مقبول استخدام مثل هذه الألفاظ من وزير مسؤول عن إدارة أكبر جهاز إعلامي في مصر. وامتدّت الانتقادات على أداء عبد المقصود إلى حلفائه في التيار السلفي، إذ انتقد منسق ائتلاف &laqascii117o;صوت الحكمة" السلفي وسام عبد الوارث الوزير قائلاً &laqascii117o;لا أدري من الذي اختار صلاح عبد المقصود وزيراً للإعلام، أرى فيه قول النبي صلى الله عليه وآله وســلم &laqascii117o;إذا وســد الأمر إلى غــير أهلــه فانتــظر الساعة"".
الصحافية ندى محمد صاحبة السؤال، حكت في شهادة لها على موقع &laqascii117o;حقوق" ما جرى، وأشارت إلى أنّ الوزير لم يكتفِ بالتحرّش اللفظي، بل وصفها بـ&laqascii117o;واحدة من المزايدين الذين يتحدثون بلهجة غريبة هذه الأيام".كلمات الوزير أصابت الصحافية الشابة بصدمة وإحباط شديدين، كما قالت: &laqascii117o;لم أتوقع رداً بهذا الشكل، وتوقعت رداً مهنياً وموضوعياً على سؤالي، أو حتى فتح مناقشة حول أزمة حرية الصحافة والاعتداء على الصحافيين. لم أستطع الرد على الوزير لأنني لم أعتد على هذه اللغة".
نصّ الدستور الجديد على عدم وجود وزير إعلام، ما يعنى أن الرجل يحتل منصبه بقوة &laqascii117o;الجماعة" لا القانون والدستور. كما أنّ الوزير عرف الوسط بـ&laqascii117o;صحافي الإمساكيات"، لأنّه اعتاد طوال سنوات حكم حسني مبارك توزيع إمساكيات رمضان على الصحافيين في المناسبات المختلفة، ولم يمارس أي عمل إعلامي، ولم يكتب منذ تخرجه من كلية الإعلام في العام 1980 مقالاً واحد.