- صحيفة 'الحياة'
القاهرة – نيرمين سامي
عملية &laqascii117o;فلاش باك" سريعة لتاريخ الصحافة في مصر، منذ ولادتها مع دخول الحملة الفرنسية بقيادة نابوليون بونابرت، ستكون كفيلة بتلخيص حقيقة ذات قصص متشعبة، وهي أن نشأة النظام الإعلامي المصري في أحضان السلطة أكسبته سمات سلطوية مقيّدة لحرية الرأي والتعبير. لكن &laqascii117o;ثورة يناير" (كانون الثاني) 2011، جاءت لتزعزع أركان نظام إعلامي راغب في مزيد من الحريات يفرضها واقع عالمي ينادي بهامش ديموقراطي وحريات نسبية.
يرسم كتاب &laqascii117o;الإعلام المصري والتحول الديموقراطي" (دار &laqascii117o;المحروسة للنشر" - القاهرة) خلفية معرفية عن تلك الإشكالية التاريخية، ملقياً الضوء على أهمية وسائل الإعلام ودورها في التحوّل الديموقراطي، وماهية الأطر القانونية التي يجب أن تنظم نشاط وسائل الإعلام.
الكتاب، الذي يقع في خمسة فصول، تولى تحريره فريق عمل برئاسة عميد كلية الإعلام في جامعة القاهرة الدكتور حسن عماد مكاوي، بدعم من &laqascii117o;مؤسسة فريدريش ناومان من أجل الحرية". يرصد الفصل الأول تطور حرية التعبير والإعلام من خلال التأصيل الفلسفي لحرية الرأي والتعبير وتطورها التاريخي والنظريات المرتبطة بحرية الرأي والتعبير، ورصد تاريخي لحرية الرأي والتعبير في وسائل الإعلام المصرية المقروءة والمسموعة والمرئية.
ويناقش الفصل الثاني حرية الإعلام وحقوق المواطن، من خلال عرض المعايير الدولية لحق الرأي والتعبير، وحماية الشرف والاعتبار والحياة الخاصة، والحق في محاكمة عادلة. ويتناول الفصل الثالث تحديات مستقبل الصحافة المصرية بعد الثورة، من خلال طرح واقع الحريات العامة في مصر والجدل السياسي حول مستقبل الصحافة المصرية، واقتراحات تعديل البنية التشريعية لإطلاق الحريات الصحافية. ويبحث الفصل الرابع في التحديات والفرص التي تواجه البث الإذاعي والتلفزيوني، من خلال رصد المعوقات. ويقدم الفصل الخامس رؤية موضوعية للتنظيم الذاتي لوسائل الإعلام المصرية، وكذلك مشروع إنشاء هيئة وطنية مستقلة.
يحوي الكتاب معلومات غزيرة حول آلية العمل الإعلامي، المرئي والمسموع والمطبوع، راصداً أحد أهم حقب الإعلام المصري، مع ظهور القنوات الخاصة (&laqascii117o;المحور" و &laqascii117o;دريم") في مصر في كانون الأول (ديسمبر) 2001، ليبلغ عددها 40 شركة ( 59 قناة) أواخر عام 2010. في المقابل، بلغ عدد الشركات خلال الأشهر الثلاثة الأولى فقط من &laqascii117o;ثورة يناير" 16 شركة تبث 22 قناة فضائية. هذا بخلاف القنوات الجديدة التي خرجت من عباءة قنوات كانت قائمة قبل الثورة، وقنوات لم تحصل على تراخيصها بعد.
وأبرز الكتاب ما لتلك القنوات وما عليها، معتبراً أن أداءها اتّسم في جوانب كثيرة بالجرأة وطرح القضايا الخلافية وانتقادات النظام السابق، ما حفّز الشباب على القيام بالثورة، غير أنها تواجه انتقادات عدة، منها احتكار بعض رجال الأعمال ملكية هذه القنوات. كما التزمت هذه القنوات خطوطاً حمراً عند نقد النظام السابق ورموزه. وعلى رغم هامش الحرية الكبير المتاح في الإعلام المصري، يشير الكتاب إلى أن الأمر ليس سوى حرية عرفية مهددة بأخطار عدة، إذ توجد فوضى إعلامية وتهديد مستمر للصحافيين بالمنع من العمل وإغلاق الصحف والقتل والغرامات الضخمة.
ورصد الكتاب ظاهرة إيجابية بعد الثورة وهي الترخيص لعدد كبير من الصحف الخاصة والحزبية، إذ وافق المجلس الأعلى للصحافة على صدور 56 صحيفة بين يومية وأسبوعية خلال 2011، ليزيد بذلك عدد الجرائد اليومية إلى 42 صحيفة.