- صحيفة 'السفير'
لم تمنح وسائل الإعلام مساحة كافية لتغطية الثورة البحرينية. لهذا نشط البحرينيون على مواقع التواصل الاجتماعي، وأصبح كل واحد منهم صحافياً مواطناً.
كان ذلك مناسبةً لبروز العديد من المواهب. مهندسون وطلاب جامعيون، صاروا اليوم مصورين محترفين، يوثّقون ما يجري في بلادهم لمصلحة وسائل إعلام عالمية. كما ظهرت العديد من المدونات، وإلى جانب العديد من القنوات على &laqascii117o;يوتيوب".
ولم تقم الجمعيات السياسية المعارضة بتشجيع صحافة المواطنة فقط، إنّما عمدت كلّ منها لخلق فريقها الإعلامي الذي يكتب، ويصور ويخرج المقاطع والمؤتمرات الصحافية وكذلك الأفلام القصيرة والوثائقية والفيديو كليب.
وبرز مؤخراً تطوّر في المشهد الإعلامي الكوميدي، إذ خرج من رحم الأزمة برنامجان يحظيان بشعبيّة كبيرة، هما &laqascii117o;محطات"، و&laqascii117o;شحوال".
على قناة &laqascii117o;اللؤلؤة" ــ تبث من العاصمة البريطانية لندن ــ تقدّم الصحافية البحرينية التي تعيش في المنفى لميس ضيف، برنامج &laqascii117o;محطات". يأخذ البرنامج طابع سرد الأحداث في البحرين، بنفحة فكاهيّة، عبر ستّ محطات على مدار ما يقارب 40 دقيقة أسبوعياً، منها محطة &laqascii117o;بلد العجائب"، و&laqascii117o;توب 5"، &laqascii117o;كلمة رأس"، &laqascii117o;قضية الأسبوع"، ومحطة &laqascii117o;ليسوا أرقاماً"، و&laqascii117o;سؤال صعب".
وكانت ضيف قد غادرت البلاد، بعدما تلقّت تهديدات بسبب مقالات تدعو فيها الحكومة للقيام بإصلاحات، وتنتقد الأداء الإعلامي والأمني. فما الذي دفعها إلى استكمال المشوار من المنفى؟ تقول ضيف لـ&laqascii117o;السفير": &laqascii117o;للسبب نفسه الذي دفعني لوضع نفسي في موضع الاستهداف في المقام الأول. إيماني أن للإعلامي دورا إصلاحيا، وعليه واجب خصوصاً في المنعطفات والأزمات".
وعن الرسالة التي تحاول ضيف إرسالها عبر برنامج &laqascii117o;محطات" تقول: &laqascii117o;إنّ للحراك السياسي في البحرين جذورا لا علاقة لها بالدين، وإنّ استماتة النظام لتطييف الصراع السياسي مجرد غطاء لأزمة ثقة بين شعب منح النظام الثقة مراراً، وخذله هذا الأخير تكراراً، لذا أركز على قضايا الفساد، ونهب المال العام، ومظاهر التمييز، قبل 14 شباط 2011 بسنوات. وإلى جانب ذلك، فضح &laqascii117o;ركاكة" مسرحيات النظام وتخبطّه وترنّحه وكذباته (...). وقبل هذا وذاك أهدف لتوعية الجمهور الموالي ورفع معنويات الجمهور المعارض المُغيب عن الإعلام، من خلال إبقاء القضية حية إعلامياً".
وتواجه ضيف التي تنشط سياسياً واجتماعياً أيضاً، صعوبة في إعداد برنامج يتناول ثورة البحرين، من لندن، لكنّها تقول: &laqascii117o;ليست مهمة مستحيلة بوجود التكنولوجيا الحديثة".
كما احتضن &laqascii117o;يوتيوب" برنامج الصحافي البحريني فيصل هيات &laqascii117o;شحوال"، وهي مفردة بحرينية تعني &laqascii117o;كيف الحال"، وأصبحت أكثر تداولاً ولها دلالة سياسية منذ بدء الاحتجاجات في البحرين قبل عامين. &laqascii117o;قد تعني انتقام النظام، السخرية، والتحدّي، هي شبيهة بكلمة &laqascii117o;البتاع" عند المصريين، وأصبحت مصطلحاً يتحوّل إلى فعل عندما يستدعي الأمر"، كما يقول فيصل. ويحكي هيات لـ&laqascii117o;السفير" عن السبب الذي دفعه لإطلاق البرنامج: &laqascii117o;استمرار سياسة قلب الحقائق في الإعلام الرسمي البحريني، وغياب الحياد والمهنية واعتماد مختلف أساليب تشويه الواقع وتشويه صور المعارضين. وهو منهج تكرّس وبات مقززاً، (...)، فكان لا بدّ من خطوة تتسم بالجرأة لإيجاد مساحة للتنفس. الإعلام الشعبي قام بدور مهم منذ بداية الهجمة الأمنية في آذار 2001 في تفنيد مختلف الروايات المضللة التي عرضها الإعلام الرسمي، وجاءت خطوتي لتكمل ما بدأه الآخرون".
ويرى هيات في البرنامج مساحته الخاصة للتعبير. &laqascii117o;بعد الاعتقال أدركت أن حقي في الكلام لن يقدمه أي أحد لي، بل علي النضال من أجله، وكنت أعمل في صحيفة وأشارك في برامج حوارية رياضية في قطر والإمارات. وحين خسرت كل ذلك، فكرت في إيجاد بديل في تويتر ويوتيوب".
وعمّا إذا كان خائفاً من انتقام الأجهزة الرسمية، يقول: &laqascii117o;لماذا علي الخوف دائماً؟ لماذا عليّ أن أعمل ألف حساب لأي كلمة تصدر عني أو فكرة تمر في عقلي؟ كيف يتم الادعاء بوجود مشروع إصلاحي إذًا؟ لن أخاف وليحصل ما يحصل (...)".
رابط قناة &laqascii117o;شحوال"
www.yoascii117tascii117be.com/ascii117ser/Sha7waal
رابط تلفزيون &laqascii117o;اللؤلؤة"
www.yoascii117tascii117be.com/ascii117ser/loascii117loascii117atv1