- صحيفة 'السفير'
مؤمن المحمدي
&laqascii117o;فقد المصريون ما تبقى من ثقتهم في الإعلام، أو بالأحرى في ما يقدم لهم من مادة إخبارية وتحليلية"، هذا ما أسفر عنه يوم أمس الذي شهد فض اعتصامي جماعة &laqascii117o;الإخوان المسلمين" في ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر. لم يجد المتابعون للمحطات الفضائية ما يمكنهم الوثوق به في نقل الأحداث بشكل عام، بل تحول الأمر إلى فسطاطين أو جيشين إعلاميين، كل منهما يستخدم ما يمكن استخدامه من وسائل التهويل والتهوين والتضخيم والتخوين والتخويف والتشويه والتشويش ضد الطرف الآخر.
دفاعاً عن &laqascii117o;الإخوان" اصطفت قنوات &laqascii117o;الجزيرة" و&laqascii117o;الجزيرة مباشر مصر" بالعربية وبالإنكليزية، ومعها قنوات هامشيّة أقلّ شأناً ورواجاً.. اعتمد معسكر &laqascii117o;الجزيرة" وأخواتها على تبني خطاب &laqascii117o;الإخوان" بالكامل، والنقل عن أعضاء الجماعة والمتعاطفين معها. ويبلغ الانحياز ذروته في عدم ذكر تلك القنوات للبيانات الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة المصرية، وبثّ أرقام عن أعداد الضحايا من دون ذكر مصدر. حتى وصل عدد القتلى بحسب ذلك المعسكر إلى أكثر من ألف قتيل، وعشرات الآلاف من الجرحى، وهو ما يفوق العدد الفعلي بنحو مضاعف.
من ناحية أخرى، تجاوزت &laqascii117o;الجزيرة" وأخواتها دورها كناقل لما يحدث إلى ما يشبه &laqascii117o;إدارة الأحداث". إذ استخدمت قناة &laqascii117o;الجزيرة" شريط الأخبار في أسفل شاشتها، وما يضمّه من تعليقات للمشاهدين، لتوجيه رسائل إلى أعضاء الجماعة تحرّضهم على النزول في التظاهرات أو المشاركة في الأحداث والتصدي للجيش.
كما أغفل هذا الفريق من القنوات بث أية أحداث قد تدين الجماعة، كأحداث شارع جامعة الدول العربية، وإحراق الكنائس، واقتحام دواوين الحكومة في عدد كبير من المحافظات، إضافة إلى اقتحام أقسام الشرطة المعتاد في مثل هذه الأحداث.
على الجانب الآخر، انضمت قنوات &laqascii117o;أون تي في" و&laqascii117o;سي بي سي" و&laqascii117o;النهار" و&laqascii117o;القاهرة والناس" و&laqascii117o;صدى البلد" و&laqascii117o;دريم" و&laqascii117o;الحياة" إلى التلفزيون المصري الرسمي، في تبنّي موقف القوات المسلحة المصرية، الداعم لفض الاعتصام، والمناهض لأنصار الرئيس المعزول. وتجلّى التعاون بين تلك القنوات في نقلها لقطات عن بعضها البعض، فـ&laqascii117o;القاهرة والناس" تنقل لقطات تحمل لوغو &laqascii117o;أون تي في"، أو تبث &laqascii117o;سي بي سي" لقطات من التلفزيون المصري، حيث جرت عمليات تنسيق كاملة بين إدارات القنوات لنقل ما يجري.
واستخدمت تلك القنوات فواصلها بشكل مكثّف لإذاعة لقطات أرشيفية تحمل تحريضاً على العنف من قبل قيادات الجماعة، ورغم أنها لم تعتمد بشكل كبير على رسائل المشاهدين، إلا أنها كثفت من المداخلات الرافضة للجماعة، والمؤيدة لفض الاعتصام في ميداني &laqascii117o;رابعة العدويّة" و&laqascii117o;النهضة".
وبطبيعة الحال قللت تلك القنوات من أعداد القتلى والمصابين الذين سقطوا في عملية الفض، في مقابل التركيز على الضحايا من جهاز الشرطة، وتكثيف اللقطات عن قطع الطرق، وإحراق أقسام الشرطة، والاعتداء على الكنائس.
أداء جميع القنوات بالأمس، كان تطوراً طبيعياً لذلك الأداء الذي بدأ يوم الخامس والعشرين من يناير/ كانون الثاني 2011 على استحياء، خارقاً جميع قواعد المهنية انتصاراً لإدارة الأحداث، في نهج أرسته &laqascii117o;الجزيرة"، ليتبعها الآخرون. كلّ ذلك يؤثّر بشكل مباشر على جودة الأداء الإعلامي سواء خلال الأحداث الكبرى أو في غيابها، ويضع القنوات المصريّة على وجه الخصوص، في مأزق، بعدما أصبحت مصداقيتها على المحك، لا بل بلغت الحضيض.
&laqascii117o;سي أن أن" أمّ الصبي
أسمتها &laqascii117o;الأزمة المصريّة"، وراحت تنقل التطوّرات لحظة بلحظة من ميدان &laqascii117o;رابعة العدويّة". استضافت &laqascii117o;سي أن أن" معلّقين أجمعوا على إدانة المجزرة، وواكب مراسلوها في القاهرة الأحداث من &laqascii117o;رابعة" و&laqascii117o;النهضة". عن شاشة &laqascii117o;الجزيرة" نقلت &laqascii117o;سي أن أن" العديد من الصور التي عرضتها. كما عرضت سلسلة شهادات لمتظاهرين من الإخوان، تحدثوا عن أداء الجيش على الأرض. وصف مذيعو النشرات الإخباريّة المشهد في مصر &laqascii117o;بالمجزرة"، ونقلوا أرقام القتلى عن التلفزيون المصري الرسمي.
شهداء الصحافة
أعلنت شبكة &laqascii117o;سكاي نيوز" البريطانية أنّ المصوّر العامل لصالحها ميك دين (61 عاماً)، قتل بينما كان يمارس عمله في القاهرة صباح الأمس، بعد إصابته بالرصاص، وفشل الإسعاف في إنقاذه. دين متزوج وأب لولدين ويعمل مع الشبكة منذ 15 عاماً، وقد نعاه رئيس الوزراء البريطاني جايمس كاميرون في تغريدة عبر موقع &laqascii117o;تويتر".
كما نعت نقابة الصحافيين في مصر، الصحافية في جريدة &laqascii117o;غولف نيوز الإماراتيّة" حبيبة أحمد عبد العزيز (26 عاماً). وطالبت النقابة في بيان أصدرته بالأمس &laqascii117o;بالحفاظ على حياة الزملاء الصحافيين المكلفين بتغطية الأحداث, وعلى تمكينهم من أداء مهامهم"، ومشددّة على التحقيق الفوري بظروف استشهاد عبد العزيز.
كما أصيب العديد من الصحافيين خلال فض اعتصامي &laqascii117o;رابعة العدوية" و&laqascii117o;النهضة"، منهم مصور &laqascii117o;المصري اليوم" أحمد النجار، والمحرر في &laqascii117o;الوطن" طارق عباس، ومصطفى الشيمي من بوابة &laqascii117o;فيتو".