- صحيفة 'السفير'
مصطفى فتحي
^ هل تنتهي أزمة باسم يوسف ببيان مثلما بدأت ببيان؟
هل يحق للإعلامي انتقاد سياسة الوسيلة الإعلامية التي يعمل فيها؟ سؤال برز بقوة بعد قرار قنوات &laqascii117o;سي بي سي" المصرية وقف عرض الحلقة الثانية من الموسم الجديد لبرنامج &laqascii117o;البرنامج؟"، قبل عرضها يوم الجمعة الماضي، بدقائق معدودة. سبب وقف الحلقة بحسب إدارة &laqascii117o;سي بي سي"، هو أنها &laqascii117o;سخرت من القناة بشكل اعتبره رئيس مجلس إدارتها محمد إدارة غير مقبول ومسيء". أعلن عن وقف عرض الحلقة الثانية، في بيان قرأه الإعلامي خيري رمضان. ومنذ ذلك الحين، صدرت عشرات البيانات بعضها ينتقد قرار الوقف، وبعضها يشكر القناة على اتخاذه... كما صدر بيان عن الإعلاميين العاملين في القناة، أعلنوا فيه تضامنهم مع باسم يوسف، ورفضهم وقف البرنامج، وطالبوا بفتح حوار لإنهاء الأزمة. ومن أبرز الموقّعين على البيان، لميس الحديدي، وعماد الدين أديب، وخيري رمضان، ومجدي الجلاد، ودينا عبدالرحمن، إلى جانب محمد هاني (مدير قنوات &laqascii117o;سي بي سي").
وصدر عن شركة &laqascii117o;كيوسوفت" المنتجة للبرنامج بيان، أسفت فيه لـ&laqascii117o;قرار &laqascii117o;سي بي سي" المنفرد والمفاجئ بوقف عرض الحلقة، من دون إخطار أسرة البرنامج أو الشركة المنتجة بالاتجاه نحو اتخاذ هذا القرار". وأكّدت الشركة المنتجة في بيانها التزامها بتسليم كل الحلقات في مواعيدها وعدم إخلالها بأي من الشروط التعاقديّة.
وسط حرب البيانات، يتردّد سيناريو داخل أروقة &laqascii117o;سي بي سي"، يقول إنّ أزمة باسم يوسف قد تنتهي ببيان آخر من القناة، يوضح أنّها تحترم حرية التعبير، وإنّ خلافها مع باسم لا يعني قمعها لحرية التعبير، وإنّ الحلقة نفسها ستبثّ يوم الجمعة القادم.
^ هل يغادر باسم يوسف &laqascii117o;سي بي سي"؟
يوم الأربعاء الماضي، وأثناء تسجيل الحلقة الثانية الممنوعة من &laqascii117o;البرنامج؟"، شهد المسرح موقفاً يستحق التوثيق. فبعد انتهاء الحلقة، طلب باسم يوسف من الحضور عدم المغادرة، ليخوض معهم في نقاش غير مسجّل، حول مخاوفه من القيود التي باتت مفروضة عليه. وقال يوسف للحاضرين إنّه يتمنّى استمرار البرنامج، من دون أن يدخل السجن يوماً ما بسببه. وأضاف انّه لا يطمح بتاتاً للعمل في قناة عربيّة، كي لا يتّهم بالـ&laqascii117o;خيانة"، وبأنّه ينتقد سلبيات تحدث في بلده عبر قناة غير مصرية. وذلك ما لمّح إليه بيان الشركة المنتجة للبرنامج، إذ إنّها كذّبت الأخبار المتداولة عن مفاوضات مع قنوات عربيّة.
لا يعلم كثر من متابعي باسم يوسف، أنّه حين قرَّر ترك قناة &laqascii117o;أون تي في" المصرية، حصل على عروض عدة من قنوات مصرية وعربية. وكان من أهمّ أسباب اختياره لـ&laqascii117o;سي بي سي"، انّها قناة مصريّة ذات إمكانيّات ماليّة كبيرة، تضمن خروج البرنامج بالشكل الذي يرضي الإعلامي الطبيب. وقال مصدر من فريق عمل &laqascii117o;البرنامج؟" لـ&laqascii117o;السفير"، إنّ يوسف رفض أكثر من عرض، كان آخرها ما حصل عليه من الإعلامي محمد عبد المتعال مدير عام &laqascii117o;أم بي سي مصر". لكنّ يوسف قال لفريق برنامجه &laqascii117o;دعونا ننتظر، العمل في قناة مصرية وداخل مصر هو أفضل شكل لتقديم &laqascii117o;البرنامج؟" والحفاظ على حياديته"، مؤكّداً انّه يتمنّى &laqascii117o;ألّا يضطر" للعمل في قناة عربية.
مصادر أخرى من داخل &laqascii117o;سي بي سي"، أكدت لـ &laqascii117o;السفير" أنّ القناة &laqascii117o;لا ترغب بخسارة برنامج ناجح، يحقّق لها دخلاً بالملايين، ويضعها على خريطة القنوات الأهم في مصر". ويتردّد في كواليس القناة، أنّ محمد الأمين اعتبر أن سخرية باسم من القناة &laqascii117o;ابتزاز له". لذلك أراد من خلال وقف الحلقة، أن يقول له: &laqascii117o;لن أسمح لك باستغلال شهرتك العالمية في أن تفرض أفكارك على قناتي، هناك حدود". وبحسب المصادر نفسها، حدّدت إدارة القناة موعداً قريباً للاجتماع مع باسم يوسف، بهدف وضع &laqascii117o;بروتوكول" عمل جديد بين الطرفين يمنع تكرار هذا الموقف مستقبلاً.
^ هل تدخّل الجيش لإيقاف البرنامج؟
ترجّح مصادر قريبة من الملفّ، أنّ منع الحلقة الثانية من &laqascii117o;البرنامج؟" أمر &laqascii117o;داخلي بحت يتعلّق بالسخرية من القناة وإظهارها على أنّها قناة منافقة، لديها ازدواجيّة في المعايير". وكان المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة العقيد أحمد محمد علي صرّح في 27 تشرين الأوّل الماضي، أنّ &laqascii117o;الجيش لم يعلق أساساً على البرنامج".
الإعلامية، لميس الحديدي، مقدمة برنامج &laqascii117o;هنا العاصمة" قالت في حلقة أمس الأوّل من برنامجها، إنّ الأسباب التي دعت لإيقاف &laqascii117o;البرنامج؟" لا علاقة لها بضغوط سياسية. وأضافت الحديدي: &laqascii117o;متمسكون بمساحة الحرية التي نعمل تحت مظلتها في &laqascii117o;سي بي سي"، ورغم تحفظنا على منع الحلقة نأمل في التوصل لاتفاق بين المحطة والشركة".
واستطلعت &laqascii117o;السفير" آراء العديد من الصحافيين والمعدّين العاملين في &laqascii117o;سي بي سي" الذين أكّدوا أنّ المنع &laqascii117o;بعيد عن أي ضغوط سياسية"، موضحين &laqascii117o;أنهم اجتمعوا مع محمد الأمين لتقريب وجهات النظر بين الأطراف، وأنّه بدأ يقتنع بإذاعة الحلقة وبعدم خسارة باسم يوسف، وهو بدوره أكد لهم أن إلغاء البرنامج لم يأتِ تحت أي ضغوط".
تجدر الإشارة إلى أنّ حلقة باســــم يوسف التي منــــع عرضها، تنتــــقد أكاذيب &laqascii117o;الجزيرة"، وازدواجية &laqascii117o;سي بي سي" التي احتجت على احتـــواء البرنامــــج على &laqascii117o;إيحــــاءات"، بينما تعرض مسلســــلات تحتوي إيـــحاءات أيضاً.