صحافة إقليمية » تقارير ومقالات مختارة من صحف ومواقع أجنبية

- صحيفة 'الاندبندنت'
للحقيقة، أنظروا إلى طهران ودمشق وليس طرابلس / روبرت فيسك / 22-8-2009
تجاهلوا الغضب الذي أبداه وزير خارجيتنا المحبوب إزاء الاستقبال الذي لقيه المقرحي في طرابلس، والذي قد يبعد الأنظار عن الحقيقة التي تقول أن المقرحي نفسه وليس محاموه من تولى إسقاط طلب الاستئناف الذي كان ربما سيكشف حقيقة ما حدث. لقد كان البريطانيون يفضلون إعادته إلى بلد مؤلف الكتاب الأخضر، العقيد القذافي، على فتح الباب أمام طوفان من المعلومات التي كان يمكن أن تظهر في الاستئناف...
ربما كان سيظهر في الاستئناف خلفيات اللبناني الذي لقي حتفه في التفجير والذي انطلق من مطار فرانكفورت، عبر ميليشياويين لبنانين معروفين والحقيبة التي كانت تحوي على القنبلة وضعت للتفتيش من قبل بديل هذا الراكب اللبناني الذي أخذه إلى المطار وتولى رعايته في ألمانيا قبل الرحلة,. 

لقد قرأت تحقيقات الشرطة الألمانية مع المشتبه بهم، ولقد كان هناك حلقة لبنانية بشكل واضح. وربما كانت هناك حلقة فلسطينية ولا ينسى ان أحمد جبريل زعيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الموالية لسورية كان قد نفى عن نفسه ودون مقدمات تهمة التورط في لوكربي'.
كما أن بعض الصحفيين ومن خلال علاقاتهم بمصادر في الاستخبارات البريطانية والأمريكية أشاروا إلى احتمال أن يكون حادث لوكربي رد إيراني على إسقاط طائرة إيرانية مدنية قبل ذلك بعدة أشهر...
,في ذلك الوقت كان القذافي يعاني مشاكل جراء إلقاء مسؤولية تفجير طائرة يو تي ايه الفرنسية عام 1989 عليه وبالتالي فانه كان في غنى عن المزيد من المشاكل... ومازلنا لا نعلم الحقيقة واعتقد أن الحقيقة توجد هناك في لبنان ودمشق وطهران...

- صحيفة 'التايم' الأميركية
ما وراء حرب حركة حماس على الإرهاب / توني كارون / 22-8-2009 
أُثيرت دهشة العالم اجمع في 14 آب حينما دمرت قوات أمن حركة حماس في رفح بسرعة، وبشكل وحشي المجموعة الإسلامية المستوحاة من تنظيم القاعدة التي كانت قد أعلنت قيام 'إمارة إسلامية' في جنوب قطاع غزة. فحماس هي حركة مدرجة من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على لائحة المنظمات الإرهابية، وكثيرون في الغرب لا يتوقعون من منظمة إسلامية سياسية علنية أن تقمع بقوة جماعة جهادية.
ويقول معين رباني، وهو باحث بارز في مؤسسة الدراسات الفلسطينية في عمان: 'إن ما يميز حركة حماس – ومنظمات أخرى مثل حزب الله والإخوان المسلمين في مصر – عن جماعات مثل تنظيم القاعدة هو أنها تعترف، سواء من حيث المبدأ أو من حيث الضرورة العملية، أن إرادة الشعب الذي يدعون أنهم يمثلونه لها أهمية قصوى، ولذلك إنهم يستجيبون في تصرفاتهم في نهاية المطاف لبيئتهم أكثر من لمبادئهم'.
وتبعث الإجراءات الصارمة التي فرضت على جند أنصار الله برسالتين مشددتين من حماس: الأولى للأفرقاء المحتملين، والثانية لمحاوريها المحتملين. إن السرعة والعنف الذي قمعت به حماس الجماعة الجهادية هو تحذير لجميع الأفرقاء المحتملين أن حماس لن تتسامح مع أي تحد لسلطتها في غزة. لكنه يشير أيضا إلى انه طالما تحافظ حماس على وقف إطلاق النار، فإنها مستعدة وقادرة على كبح جماح الآخرين بالقوة في القطاع ومنعهم من شن هجمات على إسرائيل.

ومن المرجح أن يعزز استعراض القوة هذا توافق الآراء الناشئة في الغرب بأنه لا يمكن تحقيق أي سلام فلسطيني إسرائيلي ذو مصداقية من دون موافقة حماس. وفي الواقع، قال دبلوماسي أوروبي في المنطقة لمجلة التايم أن المسؤولين الأمريكيين عبروا عن ارتياحهم لعمل حركة حماس في رفح. وقال رباني أن حماس استفادت مما حصل لأنه 'سمح لها بإظهار قدرتها على فرض سلطتها والنظام في قطاع غزة، وأن تميز نفسها أيضا عن الجهاديين الراديكاليين، وهذا يدل على أن حماس مختلفة عن القاعدة'...
إذا لم تشهد بداية فصل الشتاء أي تقدم في إعادة بناء منازل هؤلاء الذين يعيشون حاليا في الخيام وغيرها من الملاجئ المؤقتة – وسيما إذا مارست الولايات المتحدة ضغوطا لتنفيذ خطة يُنظر إليها على أنها محاولة لعزل حركة حماس – فإن الضغوط على الجماعة لوضع حد لوقف إطلاق النار لن يأتي فقط من الأفرقاء الأكثر راديكالية، ولكن أيضا من جانب قادة حماس ومقاتليها أنفسهم.


- صحيفة 'واشنطن تايمز'
إيران ترشح وزير الدفاع يشتبه في كونه إرهابي/ ايلي لايك / 21-8-2009
إن المرشح أحمد فاهيدي والذي رشحه الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد يوم الخميس ليشغل منصب وزير الدفاع، هو إرهابي دولي مشتبه به مطلوب على خليفة صلاته بهجوم عام 1994 المميت على مركز الجالية اليهودية في الأرجنتين.
والسيد فاهيدي، الذي هو قائد سابق لوحدة النخبة في الحرس الثوري المعروفة باسم قوة القدس، كان واحدا من 15 رجلا وثلاث نساء رُشحوا لمناصب وزارية عينهم السيد أحمدي نجاد فيما يبدأ فترة ولايته الثانية. ومن المرجح أن يزيد هذا الاختيار من فتور العلاقات بين إيران والمجتمع الدولي، وخصوصا إسرائيل.

وقد وضع الانتربول السيد فاهيدي وأربعة آخرين من المسؤولين الإيرانيين على قائمة أهم المطلوبين في عام 2007 بناء على طلب الادعاء الأرجنتيني، الذي قال أن الرجل لعب دورا في التخطيط للهجوم على مركز من سبعة طوابق في بوينس آيرس في تموز 1994.
ويُعتقد أن التفجير الذي أسفر عن مقتل 85 شخصا، نُفذ على أيدي أفراد من حزب الله، الذي هو ميليشيا لبنانية وحزب سياسي على صلة وثيقة بإيران. ويقولون أن السيد فاهيدي ساعد حزب الله على التخطيط للهجوم في اجتماع مع ناشطي حزب الله في مشهد، إيران. وكان فاهيدي في ذلك الوقت قائدا للحرس الثوري الإيراني.

وقال كينيث كاتزمان، وهو محلل كبير في الشؤون العراقية والإيرانية في خدمة أبحاث الكونغرس، أن السيد فاهيدي يشتبه أيضا بأنه كان له دور في هجوم عام 1996 على ثكنة القوات الجوية الأمريكية في المملكة العربية السعودية المعروفة باسم أبراج الخبر.
والسيد فاهيدي ليس أول مسؤول إيراني يكون مطلوبا على خليفة ارتباطه بهجمات إرهابية. فمرشح الرئاسة محسن رضائي، الذي هو القائد السابق للحرس الثوري، كان من بين الإيرانيين الخمسة الذين حددتهم المنظمة الدولية في عام 2007، كما كان الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني.

ولكن ترشيح السيد فاهيدي إلى هذا المنصب البارز كوزير للدفاع يشير إلى أن السيد أحمدي نجاد سيستمر في سياسة التحدي تجاه الغرب. وقال كينيث بيارنيك، وهو رئيس سابق لوحدة إيران - حزب الله في مكتب التحقيقات الاتحادي أن 'هذا يبعث بإشارة مفادها أن الإيرانيين لا يبالون برأي أي أحد  فيما يتعلق بالسجل الإرهابي السابق للنظام'...

 

- موقع 'تريبيان دي جنيف'
حزب الله سيد اللعبة في لبنان 
جاء في التقرير الذي نشره الموقع  ان حزب الله وبعد انقضاء ثلاثة اعوام على حرب عام 2006 فقد استعاد الحزب الشيعي ترسانته العسكرية اضافة الى تعزيزه نفوذه السياسي في بيروت .كما يدعمه تاييد متزايد من قبل الشيعة ،وبات يشكل دولة ضمن دولة ،كما يقول خصومه وبدعم ايراني وسوري ،ولم يفلح وجود قوات اليونيفل في الجنوب في منع تسلحه ، وجاء حادث الانفجار في خربة سلم ليؤكد ذلك حيث تصدى ' القرويون ' للقوات الدولية مما سمح لميليشيا الحزب باخفاء أي اثار او ادلة .

- وكالة 'نوفوستي'
خفايا صفقة الصواريخ الروسية إلى إيران / 21-8-2009
أعادت زيارة الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز إلى روسيا إلى الأضواء مسألة تزويد طهران بخمس بطاريات من منظومات الدفاع الجوي الصاروخية الروسية 'إس-300 بي إم-1' البعيدة المدى بقيمة 800 مليون دولار.
فالرئيس الإسرائيلي يصر على أن الكرملين وافق على إعادة النظر في تزويد الجمهورية الإسلامية بهذه الصواريخ الفعالة، التي يصل مداها إلى 200 كلم.
يجب القول إن المفاوضات حول هذه الصواريخ بدأت عام 2006، ولم تهدأ محاولات تعطيلها منذ ذلك الحين.
إحداها تمثلت بفرض عقوبات اقتصادية أميركية منفردة في 23 أكتوبر 2006 على المؤسسة الحكومية لتصدير الأسلحة الروسية 'روس أوبورون إكسبيرت' لمدة عامين.

واتخذت المساومة بشأن المنظومة منحى غريبا أحيانا، حين لمحت تل أبيب في نهاية العام الماضي إلى إمكان تزويد موسكو بخمسين طائرة من دون طيار بعدما أظهر العدوان الجورجي الأخير على أوسيتيا الجنوبية تقادم الطائرات الروسية المماثلة وعدم فعاليتها وفعالية الطائرات الإسرائيلية، التي زُودت بها تبليسي.
ولتصوير الأمر وكأن إسرائيل تقوم بتضحية كبرى، بدأ الجدل هناك حول الصفقة المحتملة، فبينما أعربت وزارة الخارجية عن أملها بأن تحسن الصفقة العلاقات مع روسيا، رفضتها وزارة الدفاع 'لتخوفها' من تسرب التكنولوجيا الإسرائيلية إلى دول غير صديقة وتذرعت بممانعة أميركية، في حين لمحت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى إمكان تذليل العقبات كافة ولكن مقابل امتناع موسكو عن تزويد طهران بالصواريخ.

وفي الوقت نفسه، ذكرت مصادر إعلامية روسية أن عمليات شحن الصواريخ قد بدأت في نهاية العام الماضي ولكن ليس إلى إيران بل إلى بيلاروس، التي ستحصل على طرازات جديدة من الصواريخ الروسية في حين ستقوم مينسك بتوريد منظومتين مماثلتين لا تقلان فعالية وإن كانتا أقل حداثة إلى طهران. وبالنظر إلى أن مجمع الصناعة العسكرية الروسية لا يستطيع إنتاج أكثر من منظومتين في ثلاثة أعوام فلن تتعدى الصفقة هذا العدد، ولكن ذلك ينتظر القرار السياسي من الكرملين، الذي لا يزال ينتظر أجوبة حاسمة من طهران بالذات وليس تعليمات من تل أبيب أو واشنطن لإلغاء أو بدء توريدها.
فعلى الرغم من الدعم الإيراني لحليفة روسيا، أرمينيا، المحاصرة من جانب آذربيجان، والدور الإيراني الإيجابي في شمال القوقاز، في موازاة توسع النفوذ التركي هناك، فإن طهران تبقى مفاوضاً صعباً مع موسكو، إذ لم يتمّ التوصل حتى الآن إلى اتفاق على وضع بحر قزوين معها، ولم تخفض طهران ولو مؤقتاً تخصيب اليورانيوم كما تصر موسكو. أضف إلى ذلك هزيمة الإصلاحيين في الانتخابات الرئاسية الإيرانية، الذين كان الكرملين في حقيقة الأمر يعول على فوزهم للتخفيف من حجم الخسائر السياسية، التي يتكبدها على الصعيد الدولي، بفعل مواقف القيادة الإيرانية الحالية المتشددة

- موقع 'بالستاين كرونيكل'
الأصولية الدينية اليهودية في إسرائيل / 'البابا وكرادلة الفاتيكان يتعاطفون مع كفاح حزب الله'!!! / ستيفن ليندمان
في كتابه 'التاريخ اليهودي والدين اليهودي'، كتب المفكر الإسرائيلي البارز إسرائيل شاحاك (1933-2001) إنه في الوقت الذي يجري فيه التشهير بالأصولية الإسلامية في الغرب وشجبها، فإنه يتم تجاهل الأصولية اليهودية المقابلة والتغاضي عنها إلى حد كبير.  
أما عمل شاحاك حول 'الأصولية اليهودية في إسرائيل'، فيتركز على البحث في تفسير تأثير تلك الأصولية المذهل والغامر على السياسة الإسرائيلية والجيش والمجتمع. 
باعتباره ناشطاً إسرائيلياً بارزاً في مجال حقوق الإنسان، وناجياً من الهولوكوست، قام شاحاك بمراجعة تاريخ الأصولية اليهودية، واختبر تياراتها، وبين المخاطر التي تشكلها الاتجاهات المشيخانية (التي تعتقد بعودة المسيح) منها. ذلك أنها تتعارض مع نوعية اليهود وغير اليهود وتدمر القيم الديمقراطية بسبب اقترانها بالعقيدة المتزمتة التي تعتبر اليهود متفوقين على الآخرين كافة.

كان التأثير الأبكر للحاخام الأصولي أبراهام كوك (1865-1935) كبيراً ويعتد به. فقد بشر بالتفوق اليهودي وقال: 'إن الفرق بين الروح اليهودية وأرواح غير اليهود –وكلها تقع في كل المستويات المختلفة- هو أعظم وأعمق من الفرق بين روح الإنسان وأرواح الماشية'. وقد ساعدت تعاليمه في خلق حركة المستوطنين، كما أسس ابنه الحاخام تسيفي يهودا كوك حركة غوش إيمونيم المتطرفة تحت شعار: 'أرض إسرائيل هي لشعب إسرائيل، وفقاً لتوراة إسرائيل'.
مثل كوك الكبير، ترى غوش إيمونيم إلى السلطة الدولية باعتبارها وسيلة للتقدم إلى حقبة المسيح الثاني وتمهيد الطريق لقدومه، وهي تؤمن بأن الله قد خلق العالم لليهود. أما الآخرون فكائنات أقل مكانة. وبأن إسرائيل الكبرى تعود لليهود وحدهم، وبأن خوض الحروب المقدسة هي وسيلة مقبولة لتحقيق ذلك.

كان كوك هو أول حاخام أكبر لإسرائيل. ومن أجل تكريمه والسير على تعاليمه، تم تأسيس 'مركز هاراف' أي (مركز الحاخام) عام 1924، ليكون 'يشيفا' أي جامعة دينية أصولية. وهي تعلم أن 'غير اليهود الذين يعيشون تحت قانون 'أرض إسرائيل' يجب إما أن يتخذوا عبيداً ليعملوا سقائين وحطابين، أو ينفوا من الأرض، أو يتم قتلهم'. وليس هناك أكثر تطرفاً من هذا الطرح الذي يبين المخاطر التي يتعرض لها الفلسطينيون في إسرائيل والمناطق المحتلة. إن حياتهم ورفاههم يجري التضحية بهما حتى تكون إسرائيل الكبرى لليهود وحدهم.
يخطط أعضاء حركة غوش إيمونيم والمتعصبون المتدينون الإسرائيليون الآخرون لتحقيق ذلك. وهم ناشطون جداً في الحياة السياسية الإسرائيلية، ويحتلون مقاعد في الكنيست، وهم شركاء في حكومة نتنياهو الائتلافية (بما فيهم أحزاب شاس، والتوراة الموحدة، وإسرائيل بيتنا)، وهم ممثلون على مستوى رفيع في الجيش الإسرائيلي من خلال الرتب العسكرية العليا والحاخامية. وكان حاخام الجيش الأعلى، البريغادير جنرال أفيخاي رونتزكي قد وصف عملية 'الرصاص المصبوب' الأخيرة ضد غزة بـ'حرب دينية'، والتي كان 'من غير الأخلاقي' فيها إظهار الرحمة تجاه عدو من 'القتلة'.

يشعر كثيرون آخرون في إسرائيل بالطريقة نفسها. ومن بين هؤلاء يبرز بشكل خاص خريجو مدارس 'هسدير يشيفات' التي تمزج التعليم الديني المتطرف بالخدمة العسكرية من أجل الدفاع عن الدولة اليهودية.
في العام 1981، قالت مقالة الحاخام هاراف ليتشينستاين المعنونة 'أيديولوجية هسدار: المشهد من يشيفات حار عصيون': 'تسعى هسدار إلى جذب وتطوير 'بيني توراه' أي (الأفراد المتدينين) الذين تحركهم كثيراً الرغبة في أن يصبحوا :تلميدي رشاميم:، أي (معترف بهم دينياً)، خاصة أولئك الذين يشعرون بأنهم ملتزمون أخلاقياً ودينياً بالمساعدة في الدفاع عن أبناء شعبهم وبلدهم، الذين... يعتبرون هذا الالتزام المزدوج ميزة وواجباً في الوقت ذاته... وبذلك نمكنهم من الحصول على خبرة يهودية متكاملة'.
يؤدي كل خريجي هسدير تقريباً الخدمة العسكرية والقتالية لما يصل إلى ست سنوات. واليوم، تعمل حوالي 41 مدرسة تابعة لها في أنحاء إسرائيل. وفي العام 1991، نالت هسدير 'جائزة إسرائيل' (أعلى تكريم في الدولة) لقاء خدمتها الاستثنائية للأمة.
عبر أحد القادة عن الشعور الذي يشعر به الكثيرون خلال أداء مهمتهم العسكرية، فقال:
'إننا نحن الشعب اليهودي. لقد أتينا إلى هذه الأرض بمعجزة. وقد أعادنا الله إلى هذه الأرض ونحتاج الآن إلى القتال حتى نطرد الغرباء الذين يتدخلون في احتلالنا لهذه الأرض المقدسة'.

يقوم حاخامات إسرائيل المتطرفون بتدريس وترويج هذه الأيديولوجيا. وفي العام 2003، قال الحاخام ساديا غراما في كتابه 'مجد إسرائيل ومسألة الشتات'، إن غير اليهود هم 'أشرار كلية'، بينما اليهود متفوقون جينياً. وبينما دان الحاخامات الإصلاحيون والمحافظون مقولاته، كال الحاخامات المتطرفون والأورثوذوكس له المديح. ويقول بعض الحاخامات الأكثر اعتدالاً أيضاً أن غراما يدافع عن فصل اليهود عن عالم عدائي ومعاد للسامية بنيوياً. وقد وصف الحاخام يوسف بلاو الكتاب بأنه 'دعوة لشعب متفوق للانسحاب من العالم والعيش في عزلة، في الوقت الذي يخضع فيه لأعدائه ويضع ثقته واعتماده على الله'.
ثمة آخرون في إسرائيل ممن يقومون بتعليم الفكرة المتطرفة القائلة بأن الوصايا العشر لا تنطبق على غير اليهود. وهكذا، يكون قتل هؤلاء في الدفاع عن الوطن مقبولاً، ووفقاً للحاخام دوف ليور، رئيس المجلس الحاخامي اليهودي، فإنه 'ليس هناك شيء اسمه الأعداء المدنيون في زمن الحرب. إن قانون توراتنا هو أن نتحلى بالرحمة على جنودنا وأن ننقذهم ونحميهم... إن أرواح ألف من غير اليهود لا تساوي ظفر يهودي واحد'.
أما الحاخام ديفيد باتسري، فقد دعا العرب 'طاعوناً، شيطاناً، كارثة... حميراً، وعلينا أن نسأل أنفسنا لماذا لم يخلقهم الله ليسيروا على أربع. حسناً، إن الإجابة هي أن هناك حاجة إليهم ليبنوا وينظفوا'. ولا يريدهم غلاة المتطرفين لأي غاية أخرى في المجتمع اليهودي.

عام 2007، دعا حاخام إسرائيل الأعلى السابق مردخاي إلياهو الجيش الإسرائيلي إلى قتل الفلسطينيين بشكل جماعي وكلي. وقال بلغة مجنونة متشددة: 'إن لم يتوقفوا بعد أن نقتل 100، فإن علينا أن نقتل 1000. وإن لم يتوقفوا بعد 1000، فإن علينا حينئذ أن نقتل 10.000، بل وحتى مليون. كل ما يتطلبه الأمر حتى يتوقفوا'.
في العام 2009، دعا كبير حاخامات صفد شمويل إلياهو إلى 'انتقام ترعاه الدولة' من أجل استعادة 'الرادع الإسرائيلي... حان الوقت لدعوة الطفل باسمه: انتقام، انتقام، انتقام. يجب أن لا ننسى. علينا أن ننتقم انتقاماً مرعباً للهجوم الإرهابي على مركز هاراف ييشيفا'، مشيراً إلى حادثة سابقة قتل فيها ثمانية طلاب
وفي شهر حزيران (يونيو)، عبر الحاخام الأميركي مانيس فريدمان عن مشاعر مشابهة حين دعا إسرائيل إلى قتل 'الرجال، والنساء والأطفال' الفلسطينيين. وقال: 'إنني لا أؤمن بالأخلاقية الغربية: أي لا تقتلوا المدنيين أو الأطفال، ولا تدمروا الأماكن المقدسة، ولا تحاربوا خلال موسم الأعياد الدينية، ولا تقصفوا المقابر، ولا تطلقوا النار حتى يطلقوا هم النار أولاً لأن ذلك سلوك لا أخلاقي. إن الطريقة الوحيدة لخوض حرب أخلاقية هي الطريقة اليهودية: دمروا أماكنهم المقدسة، أقتلوا الرجال، والنساء والأطفال (والماشية)'.

مع أن المتطرفين الإسرائيليين يشكلون أقلية، إلا أنهم متنفذون بما يكفي لصناعة السياسة، وهنا يكمن الخطر الذي يتهدد السلام وإمكانية إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة.
أدبيات الكراهية التي توزع على الجنود الإسرائيليين
حتى وقفه يوم 20 تموز (يوليو)، كان هناك كتيب نشرته مجالس اتحاد اليهود الأرثوذوكس في أميركا، بالتعاون مع الحاخام شموئيل إلياهو، عنوانه 'على أي من جانبي الحدود'، وكان يوزع على جنود جيش الدفاع الإسرائيلي، ويضم قصصاً مليئة بالكراهية التي تقدم على أنها حقيقية. ويقول الكتاب إن البابا وكرادلة الفاتيكان يتعاطفون مع كفاح حزب الله، وأنهم تآمروا مع المنظمة لقتل اليهود. ويزعم الكتيب أن الفاتيكان قد نظمت رحلات إلى معتقل أوشفتز لتعليم أعضاء حزب الله على كيفية القيام بذلك، وأن قائده حسن نصر الله، كان قد دعي للانضمام إلى وفد للسياحة في فرنسا، وبولندا وإيطاليا والفاتيكان.

يتهم الكتيب أيضاً ساسة وصحافيين أوروبيين بالتآمر ضد إسرائيل. وقد زعم ديفيد ميناحيموي، مساعد الحاخام إيلياهو، بأن مادة الكتاب كانت صحيحة، حتى ولو أن القصة التي تروى فيه خيالية. ومع ذلك، قال أحد الجنود الإسرائيليين إن الجميع في مختلف الرتب يقرؤون الكتيب ويصدقونه. وكان العديد من الجنود قد قالوا له: 'اقرأ هذا وسوف تفهم من هم العرب' ولماذا تظل القضية الإسرائيلية عادلة.
خلال عملية الرصاص المصبوب، تم توزيع 10.000 قرص مدمج على القوات الإسرائيلية، والتي تضم مواعظ طقوسية متطرفة. وقد حث الحاخام الإشكنازي الأعلى يونا ميتسغار الجنود على 'الثقة بالله ومعرفة أن الحرب قد شنت لإعلاء اسمه.. وأن لا يخافوا. إن عليهم أن يفكروا بزوجاتهم أو أبنائهم أو أمهاتهم أو آبائهم'.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد