صحافة إقليمية » مقالات مختارة من صحف عربية صادرة الخميس 24/12/2009

صحية 'اوان' الكويتية
فقط في لبنان.. المعارضة أكثر الموالاة
داني الكجي

ما حدث أخيراً، وبعد تشكيل حكومة سعد الحريري الأولى، يشبه انقلاباً سياسياً بالسلاح الأبيض، أكدته جلسة الثقة على البيان الحكومي،. لم يكن ذلك مفاجئاً. فحكومة الوحدة الوطنية، أسقطت كل أسلحة المعارضة وإمكانياتها، لـ&laqascii117o;تعارض نفسها" داخل سلطة تنفيذية تتمثل فيها بحوالي نصف وزرائها من حزبيين وحلفاء، وارتضت مسبقاً المثول لقراراتها وشروطها.
لكن المفاجأة بدت على أشدها في المقابل بمعارضة &laqascii117o;مائعة"، تولاها وزراء &laqascii117o;حزب الكتائب" و&laqascii117o;القوات اللبنانية". وتجلت المفاجأة الثانية في مشاركة رئيس حزب &laqascii117o;التيار الوطني الحر" ميشال عون في جلسة المطارنة الكاثوليك.  وبدت المفاجأة الثالثة في وثيقة &laqascii117o;حزب الله" التي أذاعها السيد حسن نصر الله في جمع عسكري وسياسي حاشد، وهي على الرغم مما احتوته من بنود ومقررات توفر بعض الثقة للفريق المسيحي المعارض لسلاحه والاستراتيجية الدفاعية، لكنها فشلت في إقناع العديد من السياسيين ومن معهم من اللبنانيين، عن الجدوى من استعمال هذا السلاح، وبالتالي تخلي &laqascii117o;حزب الله" عن أهدافه الاستراتيجية وارتباطه بالجمهورية الإسلامية و&laqascii117o;دولة الفقيه"!.
وأخيراً، كشفت تحفظات بعض مسيحيي 14 آذار حول المقاومة وسلاحها واستراتيجيتها، تؤكد أن اللبنانيين مازالوا بعيدين عن توحيد جهودهم لمواجهة الأزمات القديمة والمستجدة برؤية مشتركة تقيهم شر التدخلات الخارجية من أي جهة كانت.


- صحيفة 'الاهرام'
الحريري في دمشق‏..‏ خطوة أولي
حسن ابو طالب

... لبنان يمثل ترمومترا لحالة النظام العربي وكاشفا للتوجه العام وهو ما يحفز قدرا من التفاؤل الحذر بأن غيوما عربية كثيرة في طريقها إلي الزوال‏.‏.. إن الحاجة إلي علاقات سوية وصحية بين سوريا ولبنان ليست حاجة تخصهما فقط‏,‏ إنها حاجة عربية بامتياز وكل مايصب في تجاوز مرحلة الانقسامات العربية ويجسد مصالحات واعية وقابلة للتجسيد الحي والمتطور هو أمر يستحق الثناء والمساندة‏.‏ والأمل ألا يسيء البعض ـ لا في دمشق ولا في بيروت ـ قراءة المتغيرات العربية أو الاقليمية.


- صحيفة 'الاتحاد' الاماراتية
مغامرة الحريري في دمشق
خالد الدخيل

بعد أن حصلت، هل يمكن أن تحل زيارة سعد الحريري لبشار الأسد عقدة سوريا مع لبنان؟ هناك من سيستغرب هذا الطرح متسائلا: وهل هناك عقدة سورية مع لبنان أصلا؟ وما هي هذه العقدة؟ لنبدأ بالسؤال الأخير. تتمثل العقدة السورية في حاجة 'الشقيق' الأكبر والأقوى لـ'الشقيق' الأصغر والأضعف. وهذه مفارقة، خاصة وأن قادة دمشق يعتبرون هذه الحاجة من النوع الذي لا يمكن الاستغناء عنه ومهما كلف ذلك من ثمن. عناصر هذه الحاجة ثلاثة: وقوع منطقة الشام تحت الهيمنة العسكرية الإسرائيلية، ووقوع سوريا تحت حكم 'البعث' الذي تسيطر عليه الأقلية العلوية، وعزلة سوريا في منطقة الشام. وما يزيد من حاجة سوريا للورقة اللبنانية أن الحكم فيها يفتقد حتى الآن لعناصر قوة الدولة الرئيسية: قدرات عسكرية تتناسب مع موقع سوريا، ومع احتياجاتها الأمنية، وقدرات اقتصادية توفر له ذراعا سياسيا خارج حدوده. إلى جانب ذلك، لا يملك الحكم السوري أيديولوجيا تسمح له بالتعبئة الشعبية حول النظام. حاجة النظام السوري للبنان في منطقة الشام تحولت إلى عقدة للجميع.
بشار ورث الحكم عن أبيه في دمشق، وسعد الحريري ورث الزعامة السنية، ورئاسة الحكومة عن أبيه في بيروت، أما وراثة بشار فهي تماما مثل توريث معاوية بن أبي سفيان الحكم لابنه يزيد، وفي دمشق أيضا، قبل حوالي أربعة عشر قرناً من الزمن. هل تضع مبادرة الحريري في اتجاه دمشق حدا لعقدة الشام، وتفتح أفقا لعلاقة مختلفة بين بلدين كثيرا ما اتشحت علاقتهما بالالتباس؟ لو حصل ذلك تكون مغامرة الحريري من النوع المحسوب بميزان الذهب. لكن بيروت لا تستطيع الرقص بمفردها.

- صحيفة 'الوطن' القطرية
الغرب على شفا الفشل في أفغانستان
توماس دوغلاس:

يحتفل الناتو قريبا بالذكرى الستين لتأسيسه وسيتم بهذه المناسبة عقد مؤتمر قمة لزعماء الدول الاعضاء وذلك في ابريل حيث تشارك كل من فرنسا وألمانيا في استضافة تلك القمة.
الاستعدادات يطغى عليها الطابع الاحتفالي بمناسبة انتهاء السنوات الثماني العجاف في العلاقات عبر الاطلسي حيث ساد البرود هذه العلاقات خلال فترة رئاسة بوش.
لا يزال الرئيس اوباما يتمتع بشعبية طاغية في الدول الاوروبية وهي تتزايد مع مرور الوقت في الوقت الذي يمكن القول ان معظم القادم الاوروبيين هم من الموالين للولايات المتحدة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قرر هو الآخر اعادة بلاده للعضوية الكاملة لحلف الاطلسي المعروف بالناتو.
كل هذه التطورات جددت الآمال باعادة تشكيل الحلف وفق رؤى جديدة ومهام جديدة بعد 20 عاما من انتهاء الحرب الباردة وما رافقها من تصدعات في العلاقات الغربية. واذا قدر للناتو ان يبقي ذلك الحلف المهاب الجانب فإنه يتوجب عليه النجاح في افغانستان اولا وقبل كل شيء.
ما نراه حتى الآن على ارض الواقع هو الفشل وليس غيره. يتشكل الناتو من عضوية 26 دولة ولكننا نجد ان الجانب الاكبر من الحرب الدائرة في افغانستان تتحملها خمس دول فقط هي الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وهولندا والدنمارك.
يدرك الرئيس اوباما ومستشاروه مدى سوء الاوضاع في افغانستان وانها تسير من سيئ الى اسوأ وان هناك احتمالا حقيقيا للفشل الذي قد يؤدي بدوره لهزيمة الناتو مما يوجب على الجميع الجلوس والاتفاق على استراتيجية جديدة تتلافى جوانب القصور الكثيرة في الاستراتيجية الحالية.
الرئيس الاميركي يدرك اهمية تحسين الوضع في افغانستان بالنسبة للغرب وللولايات المتحدة على وجه الخصوص حيث دفعه ذلك لارسال 17 ألف جندي اميركي اضافي، وامر في نفس الوقت باجراء مراجعة للعملية برمتها.
ان التحركات السياسية والعسكرية الاميركية يجب ان توقظ دول الناتو من سباتها كون ان الوضع خطير حيث لا تلجأ الدول لمثل هذه الوسائل الا اذا واجهت اوضاعا صعبة توجب عليها في النهاية الاخذ بالقوة الصلبة &laqascii117o;العسكرية" وبالقوة الناعمة &laqascii117o;الحوافز والمساعدات" من اجل الحصول على نتائج تكون في صالحها. ان على الاوروبيين التقدم لمساندة الاميركيين ليس من اجل تقديم &laqascii117o;المساعدة" للولايات المتحدة بل لان الفشل سيشكل كارثة كبرى للجميع.
تحتفظ &laqascii117o;القاعدة" بملاذات آمنة على جانبي الحدود الباكستانية ــ الأفغانية، وقد سبق لعناصرها ان قاموا بـ &laqascii117o;زيارة" نيويورك وواشنطن وذلك في هجمات سبتمبر الإرهابية ولم تكتف بذلك بل &laqascii117o;زارت" أيضا كلا من لندن ومدريد وبومباي وعاثت تدميرا وقتلا.
ان المناقشات التي ستجرى في ابريل ستركز على الأخذ بهيكليات جديدة من أجل مواجهة التحديات الجديدة المتمثلة بانتشار السلاح النووي والتصرفات الروسية التي لا يمكن التنبؤ بها.
لقد صدق نائب الرئيس الأميركي بيدن عندما أبلغ الخبراء لدى زيارته لمقار الناتو قبل أيام أنه لا يوجد هناك تحد أكثر خطورة من أفغانستان.


- صحيفة 'عكاظ'
إيران والتصدير: &laqascii117o;الأزمة" بعد &laqascii117o;الثورة"
عبدالله بن بجاد العتيبي:

حدثان مهمان حدثا في إيران الأول : وفاة حسين منتظري أحد أهم المراجع الدينية والسياسية، والذي لم تحمه مرجعيته من التضييق عليه وحصاره لما يقارب العشرين سنة من قبل ثورة كان هو أحد أعمدة بنائها، الثاني: اقتحام إيران لسيادة العراق وحدوده عبر استيلائها وبالقوة على حقل الفكة النفطي ورفع العلم الإيراني عليه دون رد أو ردع!
منتظري كان رمزا في بناء الثورة الإسلامية، وكان أكبر الداعمين للانتفاضة الإصلاحية داخل إيران، وبرحيله سقط عبء كبير عن كاهل النظام، ولكن الأزمة مع الإصلاحيين لم تزل مستمرة ويبدو أنها لن تشهد نهاية قريبة فمطالب الشعب وإصرار القيادات الإصلاحية وعدم نجاح سياسة القمع الحومية ضدهم كلها مؤشرات على أن الأزمة الإيرانية الداخلية عميقة وخطيرة في الآن ذاته.
إن اقتحام إيران للبئر النفطية العراقية وانتهاكها الصارخ لسيادة العراق دليل آخر على اشتداد الأزمة الإيرانية الداخلية ومؤشر مهم على السياسة التي يتبعها النظام الإيران في مواجهة أزمته الداخلية عبر تصديرها للخارج.
لقد أصبح واضحا الآن ومن خلال رصد متأنٍ لتصرفات السياسة الخارجية الإيرانية أن إيران بعد عقود من رفعها لشعار &laqascii117o;تصدير الثورة" أصبحت تسعى وبكل قوة إلى ترويج سياسة جديدة وإن لم ترفعها شعارا، تقوم هذه السياسة على مبدأ &laqascii117o;تصدير الأزمة"، بمعنى نقل الأزمة الداخلية إلى خلق أزمات متفرقة وبؤر توتر وتحرشات في المنطقة.
كانت إيران في عنفوان الثورة ترفع &laqascii117o;تصدير الثورة" شعارا، وسعت إليه بكل ما أوتيت من قوة وفشلت في كثير من الحالات، وحالفها الحظ في بعض المناطق، وكان فشلها في &laqascii117o;تصدير الثورة" باعثا لها على اعتماد استراتيجية &laqascii117o;تصدير الأزمة".
استراتيجية &laqascii117o;تصدير الأزمة" تطورت وبدأت تأخذ أشكالا أكثر بجاحة ووضوحا، فمن يتتبع سياسات إيران اليوم الداخلية والخارجية، وتحركاتها في المنطقة يعلم أنها تعيش أزمة داخلية عميقة، فلم تعد استراتيجية &laqascii117o;تصدير الثورة" هي القائد، وإن نجحت هذه الاستراتيجية القديمة مع حزب الله وحماس وبعض الأحزاب العراقية، إلا أنها لم تعد ترى هذا مجديا، فتحولت لاستراتيجية &laqascii117o;تصدير الأزمة" وذلك عبر السعي الدؤوب لإحداث مشكلات وقلاقل في المنطقة بأسرها، ومن ذلك احتلالها المشين لبئر نفط عراقيٍ مستغلة ضعف الحكومة الجديدة في العراق وانسحاب القوات الأمريكية إلى قواعد محصورة، ومن المعيب أن تقف القوات الأمريكية مكتوفة الأيدي تجاه هكذا اعتداء لم تكن إيران لتجرؤ عليه في العهد الذي أسقطته أمريكا، ما يعيد السؤال عن حجم المسؤولية والالتزام الواجب على أمريكا تجاه العراق، وهي مسؤولية ينبغي أن تكون شاملة لا مسؤولية عن تنظيم الشأن الداخلي فحسب.
كنماذج لمبدأ &laqascii117o;تصدير الأزمة" الإيراني هناك الحوثيون وما فعلوه في الداخل اليمني، ومافعلوه من تحرش عسكريٍ بالسعودية، وهناك الدعم الإيراني اللامحدود للقاعدة في كل مكان وبخاصة القاعدة الأم والقاعدة في اليمن.
إن مبدأ &laqascii117o;تصدير الأزمة" لا يخدم إيران في مواجهة أزمتها الداخلية فحسب، بل ينجدها أيضا في تصدير أزمتها مع المجتمع الدولي حول مشروعها النووي، وقد أخذت الضغوط الدولية تجاهه تأخذ مسارا تصاعديا متسارعا ينبيء عن استعداد دوليٍ للانتقال إلى مستويات أعلى في مواجهته ربما كان بعضها بلا حدود.
لا أحد يلوم إيران حين تسعى لتطوير شعبها وبلدها، ولكن لا أحد ــ أيضا ــ يوافق إيران حين تسعى للإضرار بمصالح الآخرين، والتعدي عليهم، ومحاولة بسط نفوذها في المنطقة عبر منطق القوة.
إن دول المنطقة والمجتمع الدولي مستعدون لدعم إيران في برنامج نووي ذي أغراض سلمية، غير أن ما يجري في إيران مختلف وخطير، فهي تبني مفاعلات نووية سرية، وتخفي كثيرا من جوانب مشروعها، وتعاند المجتمع الدولي في هذا رغم العقوبات، وتضيف لهذا بالتوازي رفعا متسارعا لقواتها العسكرية وقطاعاتها المسلحة، وتصبغ هذا كله بتصرفات سياسية عدائية، وتصريحات نارية، وتجلل ما سبق بلغة ايديولوجية خرافية عبر تصريحات رئيسها المتكررة حول المهدي المنتظر!.


- صحيفة 'الدستور' الأردنية
حول ثمن شاليط وثمن المقاومة
* ياسر الزعاترة:

ربما كان دافع هذه السطور الرئيس هو مقال الزميل عريب الرنتاوي أمس الأربعاء ، والذي اعتبر كل الخسائر التي تعرض لها الشعب الفلسطيني منذ عملية الوهم المتبدد منتصف حزيران 2006 ثمنا لأسر شاليط ، لكن الموقف لا ينحصر في ذلك ، بل يمتد ليطال خطابا سياسيا (لا ينتمي إليه الزميل العزيز) لم يتوقف منذ عامين عن ترديد مقولات مشابهة ، وإن على نحو مختلف من حيث الإثارة والتسخيف لفكرة المقاومة برمتها ، ووصف الصواريخ بالعبثية ، والعمليات الاستشهادية بالحقيرة،،
في هذا السياق نلخص وجهة نظرنا في عدد من النقاط حتى لا يطول المقال أكثر مما تحتمله هذه الزاوية.
أولا: عملية الوهم المتبدد هي واحدة من أروع العمليات التي أنجزتها المقاومة الفلسطينية طوال تاريخها ، وهي تعبر عن إبداع هذا الشعب في كسر حواجز الاحتلال ، وكان النفق الذي حُفر وصولا إلى المفرزة الإسرائيلية تعبيرا عن ذلك.
ثانيا: الأكثر روعة من العملية هو قدرة الخاطفين على الاحتفاظ بالجندي طوال ثلاث سنوات ونصف رغم أحدث تكنولوجيا البحث والتقصي ، ورغم الطائرات التي ترصد على مدى الساعة كل شبر في القطاع ، ورغم جحافل العملاء على الأرض والقادمين من الخارج تحت لافتات شتى ، ولو وصلوا إليه لا سمح الله ، لما قلل ذلك من قيمة الإنجاز.
إن احتفاظ حماس بالجندي كل هذه المدة كان له أثر كبير على نفسية العدو ومجتمعه كما تعكس ذلك وسائل الإعلام ، الأمر الذي يبدو في غاية الأهمية في معركة إرادات بين العدو وبين الشعب الفلسطيني.
ثالثا: ليس صحيحا أن ما تعرض له الشعب الفلسطيني من خسائر منذ عملية الوهم المتبدد هو نتاج أسر الجندي ، بل إن سيناريو الأحداث لم يكن ليتغير كثيرا لو انتهت العملية دون أسره ، ولم يقل أحد في الكيان الصهيوني أن عملية 'الرصاص المصبوب' قد تمت من أجل الجندي ، بل من أجل المقاومة والصواريخ ، وبشكل أدق من أجل تركيع القطاع وضمه إلى الضفة في مسار نبذ المقاومة ، حيث كانوا يعتقدون أن دخول حماس الانتخابات هو عنوان الاستسلام ، وهو ما يفسر حرصهم على مشاركتها ، فلما رفضت ذلك عوقبت بالحصار في القطاع والاستهداف في الضفة.
هل يمكن تفسير الاستيطان والتهويد وآلاف المعتقلين في الضفة منذ ذلك التاريخ بأسر الجندي أيضا (القتل في القطاع هو الوسيلة الوحيدة لأن الجيش خارجه ، بينما تتبع في الضفة وسيلة الاعتقال)؟،
ما جرى إذن هو نتاج المعركة الدائرة بين الفلسطينيين وعدوهم الذي يريد تركيعهم ، وموضوع الجندي مجرد هامش على النص ليس إلا ، وما أهميته إلا بما يمثله من إذلال للعدو ورموزه.
رابعا: ألا يستحق أسرانا ، ومنهم حوالي أربعمئة من أصحاب المؤبدات أن يمنحوا بعض الأمل ، ولماذا ينشغل العدو بجندي واحد للحفاظ على معنويات جنوده ومجتمعه والأجيال القادمة ، بينما ننسى نحن أسرانا وأروع أبطالنا؟،
خامسا: ما قدمه الشعب الفلسطيني في تاريخه من تضحيات هو رائع وكبير من دون شك ، لكنه أقل من عادي في سياق حروب التحرر (سبعون لواحد في فيتنام وأربعون في الجزائر) ، وإن يكن أكثر من جنوب لبنان بسبب فارق الوضع اللوجستي والدعم السوري المباشر ، وبالتالي ليس من العدل أن تقاس الخسائر بلغة المياومة ، وإلا فإن الحل هو ترك المقاومة تماما ، وهو ما يريده أصحاب ذلك الخطاب ، مع العلم أن مطلب الترشيد الذي تحدث عنه الزميل ليس خاطئا ، لكن الخطاب الآخر لا يريد ترشيدا ، بل إلغاءً لبند المقاومة المسلحة من القاموس الفلسطيني ، لأن الحياة مفاوضات وحسب،،
إن الاحتجاج بميزان القوى لنبذ المقاومة لا يستحق الرد ، ففي معظم تجارب المقاومة كان ميزان القوى لصالح العدو ، وكانت خسائر المقاومين أكبر ، الأمر الذي يتغير عندما يستسلمون ، فهل يقترح عليها أصحاب الخطاب إياه أن نستسلم وننتظر فتات العدو؟،
سادسا: الاحتجاج بوقف حماس للمقاومة في القطاع للرد على هذا الكلام يبدو مقبولا ، لكن التهدئة الحالية هي مؤقتة من جهة ، ثم هي نتاج خطأ المشاركة في الانتخابات من جهة أخرى ، ويبقى أن ثمة فارقا شاسعا بين من يصر على المقاومة ويدعو إلى برنامج وطني لممارستها ، وبين من يعتبرها شكلا من العبث.
الأهم من ذلك أن القطاع محاط بسياج أمني وليس فيه جيش احتلال ، وليس لديه سوى الصواريخ ، بينما إمكانية المقاومة الحقيقية في الضفة ، وهناك يمكن رفع شعارها وممارستها حتى دحر الاحتلال دون قيد أو شرط كما وقع في جنوب لبنان.
تعالوا إذن نرفع شعار المقاومة حتى دحر الاحتلال ، وتوافق وطني على ذلك ، بدل التوافق على تكريس سلطة لا يستفيد منها سوى الاحتلال ، أما هجاء المقاومة فلا يخدم سوى برنامج عبثي آخر أخذ فرصته كاملة من دون أن يحقق إنجازا حتى ضمن شعاره الذي يحصر النضال في تحرير 22 في المئة من أرض فلسطين التاريخية.


- 'الدستور'
حـمى الفضائيات
* خليل قنديل:
 
تنتشر الفضائيات العربية والاجنبية كالفطر في مدى بث اقمارنا الاصطناعية ، وتحولت هذه الفضائيات بين ليلة وضحاها الى تاجر ماهر يسعى الى تسويق بضاعته النادرة بحسب الهدف الذي يرنو اليه. فهناك فضائيات سياسية واخبارية صارمة تتوخى الدقة والموضوعية في نشر الاخبار والتعليق عليها ومتابعتها لكنها ومن طرف خفي تقوم بإفادة الجهات الاستخبارية العالمية بمعلومات ما كان لها ان تحصل عليها لولا سطوتها الاعلامية في استحضار هذه الشخصية السياسية او تلك. وهناك الفضائية التي تختص بالافلام القديمة التي تأخذك من واقعك الذي يحتاج الى الف مواجهة كي تضعك في سرنمة الزمن الجميل ، والشيء ذاته تفعله تلك المحطة التي تضعك في مساحة الغناء والطرب بوجهيه القديم والحديث. وهناك الفضائية المختصة ببرامج الاطفال واخرى المختصة بالدعايات وتسويق البضائع والسلع.
وحالياً بدأت تعمل بعض الفضائيات على تسويق اعمال السحر والحجب عن طريق الأفّاق الذي يجلس امام الكاميرا ويبدأ بالترزق الهاتفي وهو يجيب عن اسئلة المصابين بالهموم والاوجاع النفسية بعد ان يسألهم عن اسم الوالدة. وتبلغ درجة الاحتيال عند مخرج هذا البرنامج ان يختار الشخص صاحب الملامح القوية والسميكة والصوت الاجش.
احدى المحطات الجادّة بثت مساء اول امس برنامجاً للممثل والاعلامي حسين الامام باسم 'اشباح حسين الامام' استضافت فيه ممثلاً كي يتحدث عن تجربته مع مشاهدة الاشباح ، ولان البرنامج يتطلب قدرة المخرج ومقدم البرنامج على شد المشاهد فقد اعتمدا اسلوب 'هتشكوك' في افلامه المرعبة.
وقبل ايام بثت احدى الفضائيات تقريراً تلفزيونياً تقشعر له الابدان حول الزيارات التي يقوم بها المرضى والممسوسون من الجن الى احد الاضرحة لاحد الصوفيين في المغرب. ومن شاهد النساء المشوهات روحياً وبدنياً بفعل المس من الجان وهن يضربن رؤوسهن باسمنت الضريح سوف يصاب بالفزع.
ان الفضائية التي يفترض انها اداة تكنولوجية تعمل على رقي الانسان وتطوير ذوقه في المشاهدة تحولت بفعل المافيات العالمية الى افخاخ تتوخى اصطياد الانسان وتحويله الى مربعها المكتظ بغباء المشاهدة.
وقد ذهب جنون الربح باصحاب هذه الفضائيات الى ابتكار اعتى واخبث الاساليب في تقديم البرامج التي تتوخى الربح وتوريم حجم رأس المال. وتحول المواطن الارضي الى مخلوق يتمغنط صبح مساء بغباء الاقبال والاندغام في الوهم الذي تكرسه حمى هذه الفضائيات دون حسيب او رقيب.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد