صحافة إقليمية » مقالات مختارة من صحف عربية صادرة الأربعاء 6/1/2010

- صحيفة 'الامان' الكويتية
الأبعاد الحقيقيّة لمواقف نصر الله في عاشوراء؟
قاسم قصير

... مصادر قيادية في حزب الله تعتبر &laqascii117o;انه بعد تشكيل حكومة الرئيس سعد الحريري الجديدة دخل لبنان في مرحلة تهدئة داخلية وانتهت الصراعات الأساسية التي كانت قائمة خلال الخمس سنوات الماضية. وان هذه التهدئة تحظى بدعم سوري - سعودي - اقليمي. كذلك فإنّ الأطراف الدولية، وخصوصاً (أميركا وفرنسا) لم يعد لها مصلحة في اعادة تفجير الوضع اللبناني في هذه المرحلة".
وتضيف المصادر &laqascii117o;ان التطورات الدولية والاقليمية التي حصلت بعد حرب تموز 2006 وحرب غزة 2008، أدت الى تغيير المعادلة في لبنان والمنطقة، وان المحور الدولي - العربي الذي كان يراهن على حصار سوريا وضرب قوى المقاومة في المنطقة قد تراجع وفشلت رهاناته، وان المصالحة السورية - السعودية شكلت محطة هامة على صعيد تغيير الوضع في لبنان والمنطقة. وان تشكيل حكومة الرئيس سعد الحريري على قاعدة (15-10-5) قد أدى الى حصول توازن داخلي جديد في لبنان، كما ان مواقف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط قد غيرت المعادلة الداخلية بشكل كامل".
في ضوء ذلك تعتبر المصادر &laqascii117o;ان حزب الله وقوى المقاومة تشعر بحالة من الارتياح ولم تعد متخوفة من التطورات الداخلية والاقليمية، وهي تعتبر ان الأولوية اليوم تتركز على ترتيب الوضع اللبناني الداخلي، ولم يعد هناك أية مشكلة أساسية في سلاح المقاومة أو دورها، وان المواقف التي تصدر عن بعض الأطراف هي محاولة لتثبيت الدور والموقع بعد التراجع الذي تعرضت له هذه الأطراف (القوات اللبنانية وحزب الكتائب وبعض مسيحيي 14 آذار)، وكل ذلك يتطلب من جميع القوى اللبنانية ان تعيد النظر برؤيتها الداخلية والخارجية، وان تستفيد من الأخطاء التي حصلت خلال السنوات الخمس الماضية وخصوصاً لجهة العلاقة مع سوريا او الحملة التي تعرضت لها قوى المقاومة".
نحو حوار حقيقي
وبعيداً عن ردود الفعل السلبية التي اطلقها البعض حول كلام نصر الله، سواء لأسباب سياسية أو بروتوكولية أو لعدم الارتياح للاسلوب الذي تحدث به ووصفه من قبل البعض &laqascii117o;بالمرشد"، فإن الجانب الأهم في هذه المواقف يتركز على نقطتين أساسيتين:
1- الدعوة الى هدنة داخلية والانصراف لبناء الدولة ومعالجة مشكلات المواطنين وعدم فتح سجالات غير مفيدة حول &laqascii117o;سلاح المقاومة" وترك هذا الملف لطاولة الحوار.
2- الدعوة لمناقشة هادئة وعميقة للمرحلة السابقة والرهانات التي التزم بها البعض لتغيير الوضع اللبناني، سواء من قبل المسلمين او المسيحيين.
هاتان النقطتين تحتاجان الى التوقف والنقاش بهدوء بعيداً عن الانفعالية او المواقف السلبية المسبقة سواء كان السيد نصر الله محقاً في مواقفه أو بالاسلوب الذي طرح فيه هذه المواقف أم لا، فإن هذين الملفين سيشكلان محوراً للنقاش والحوار. وقد اعلن بعض المسؤولين في الأمانة العامة لقوى 14 آذار، انه يجري التحضير حالياً لاعلان &laqascii117o;مبادرة مسيحية جديدة" حول الوضع اللبناني والموقف المسيحي من مختلف التطورات الداخلية والخارجية وان الحديث عن هذه المبادرة يؤكد الحاجة الى إعادة قراءة التطورات السياسية من منظار جديد بعد المتغيرات التي حصلت بعد الانتخابات النيابية ومواقف وليد جنبلاط وزيارة الحريري الى سوريا.


- صحيفة 'الأهرام' المصرية
حقائق
إبراهيم نافع
  
بدأت تداعيات محاولة التفجير الفاشلة للطائرة الامريكية ليلة عيد الميلاد في الظهور‏,‏ فقد أعلنت الولايات المتحدة أنها سوف تعمل علي مواجهة تنظيم القاعدة في اليمن‏,‏ وبدأت في تطبيق إجراءات أمن إضافية علي المسافرين من دول عربية وإسلامية‏.
وقد بدأت بتحديد‏14‏ دولة عربية وإسلامية تطبق اجراءات تفتيش إضافية علي مواطنيها‏,‏ وأيضا علي الاجانب القادمين علي رحلات من هذه الدول‏,‏ ومن بين هذه الدول لبنان‏,‏ العراق‏,‏ ليبيا‏,‏ الجزائر‏,‏ المملكة العربية السعودية واليمن‏,‏ وبدأ المبعوثون من هذه الدول يعانون الاجراءات الجديدة‏,‏ كما بدأت الولايات المتحدة في تطبيق اجراء جديد في التفتيش عبر المرور من جهاز جديد يكشف جسم الانسان بالكامل‏,‏ وهو أمر يراد من وراءه التأكيد من عدم وجود أكياس تحمل بودرة مواد متفجرة كالتي كان يخفيها علي ساقه الشاب النيجيري الذي حاول تفجير الطائرة ليلة عيد الميلاد‏,‏ وقد أثار الجهاز الجديد جدلا شديدا من الناحية الاخلاقية حيث انه يكشف جسم الانسان العابر كاملا وبجميع التفاصيل من تحت الملابس‏,‏ وقد رأي البعض في ذلك عملا غير اخلاقي حيث يعري الانسان بالكامل ويكشف جميع تفاصيل جسمه علي شاشة عرض امام مسئولي الامن في المطارات‏,‏ وهناك من شدد علي ان الجهاز ينتهك حرمة الجسد ويعري الانسان تماما‏,‏ وهناك من رأي ان الهدف من وراء ذلك تأمين حياة الانسان ومنع الانتحاريين الذين يريدون تفجير الطائرات من المرور‏,‏ ومن ثم فلا مجال للحديث عن الاعتبارات الاخلاقية هنا‏,‏ فالغاية هي تأمين الحماية للانسان‏,‏ ومن ثم لابد من التغاضي عن الوسيلة‏.‏
وفي تقديري ان ما حدث كان متوقعا وسبق ان أشرت إليه في هذا المكان بعد الاعلان عن محاولة التفجير الفاشلة‏,‏ وقلت بشكل واضح ان النتيجة الاولي لهذه المحاولة هي تشديد الاجراءات الامنية علي السفر عامة‏,‏ وتشديد القيود علي العرب والمسلمين تحديدا‏,‏ وربما عودة بعض اجواء مابعد اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر والنظرة المتشككة تجاه كل ماهو عربي ومسلم في الدول الغربية‏,‏ وبدء دورة جديدة من معاناة العرب والمسلمين في الغرب سواء كانوا من المقيمين او المبتعثين‏,‏ وهو مابدا في التبلور ويخشي تصاعده في الفترة القادمة‏.‏


- صحيفة 'الوطن' السعودية
أنا... مقاوم!
تركي الدخيل

مفهوم 'المقاومة' تمت إعادة منتجته على يد الحركات الإسلامية، ليصبح كل من حمل السلاح مقاوماً، حتى وإن كان سفاحاً، يهلك الحرث والنسل! ولأنني ضد العنف بكل أشكاله، وأنا أقرأ مقال الكاتب اللبناني علي حرب في زاويته أمس في صحيفة 'البيان' الإماراتية.
لأنه سكّ مصطلحاً هو الأقرب إلى نفسي، وأعني به 'المقاومة الوجودية'. ويقصد به أن المقاومة لا تشترط أن يكون لك مجموعة من الأعداء تصب عليك الرصاص، وإنما يكفي أن تكون حياً تؤدي واجباتك لتكون مقاوماً، يقول في المقال: 'بهذا المعنى كان اللبناني مقاوماً بامتياز، بالمعنى الوجودي للكلمة. هذا شأن الفلاح الذي كان يحرث أرضه تحت دوي القذائف الإسرائيلية، أو التاجر الذي يفتح محله، أو السائق الذي يتجول بسيارته، أو الموظف الذي يذهب إلى إدارته، أو الصحافي الذي يكتب مقالته'.
قلت: وفي أحد معارض الكتب لفت نظري مثقف سعودي ضربته حماسة متأخرة للتضامن مع الجماعات المسلحة، وحينما رأى شاباً يشتري رواية، نصحه على الملأ قائلاً: 'يا بني اقتن هذا الكتاب عن ثقافة المقاومة'. حينها هممت أن أهمس بأذن المثقف وأخبره أن كل من مارس هوايته أو عمل على تطوير نفسه وتثقيفها، وإخراجها من نفق الجهل فهو يقوم بالمقاومة التي أسماها علي حرب بـ'المقاومة الوجودية'. بهذا المعنى فإن العائلات المنكوبة في جدة هي عائلات مقاومة بامتياز، وكذا العائلات المنكوبة بالجنوب. وكل الطلاب والمجتهدين في أعمالهم، كل هؤلاء يقاومون بالمعنى الوجودي.


- صحيفة 'الرياض' السعودية
إيران عداء الله ورسوله جزء من قوانين الأزمة
د.علي بن حمد الخشيبان

هكذا هي الدول الثيوقراطية والأيديولوجيات المتطرفة عندما تصل إلى ذروتها وتعجز عن فرض قوانين العدالة ومحاسبة ذاتها تلجا إلى توظيف أقدس أفكارها وأقدس معاييرها لتحاسب من يعترض عليها، وكذلك هي كل جماعات التشدد والتطرف الصحوية منها والنائمة.
كل الذين حكموا البشر باسم الإسلام واستخدموا هذه المفاهيم (عداء الله ورسوله) وكل الجماعات المتطرفة والمتشددة والإرهابية التي استخدمت هذه المفاهيم هي سبب الأزمة والإساءة إلى الإسلام، فعبر التاريخ ذهب الكثير من البشر وزالت الكثير من الدول لأن هناك من أراد أن يزيلها تحت مظلة أنها (عدو لله ورسوله) بينما لم يكن من بين أعداء الله من يطالب بحقوق أو يسعى إلى مصلحة وطنية أو عالمية.
لن يسمح المسلمون بان يحدد السياسي في إيران أو غيرها علاقته بالإصلاحيين عبر وصمهم بأنهم (أعداء الله ورسوله) عدو الله ورسوله عدو للمسلمين أجمعين ولكن كيف وتحت أي ذريعة أو مسار يمكن أن يوصم إنسان مسلم أو غير مسلم بأنه عدو لله ورسوله.
إن اللعب بمفاهيم إسلامية ذات قيمه عالية لدى المسلمين يجب أن يتوقف سواء من إيران أو من غيرها من الجماعات الإسلامية أو الصحوية والتي تحاول أن تدفع بكثير من الكيانات السياسية الإسلامية إلى أن تتبنى مواقفها.
... لم يأت التشيع إلى إيران لأنه قام فيها ثورة فقد كان قبل الثورة بسنوات بل مئات السنوات ولم تتغير مفاهيمه بعد الثورة، فلم ينته المذهب الشيعي من إيران ولن ينتهي، سوى أن الثورة التي استخدمت الدين لتصعيد مسارها تعلن للعالم نهايتها مع العلم أنها بالكاد تكمل ثلاثة عقود من عمرها فهل نعي الدرس وتعيه الجماعات الإسلامية والمتطرفة وكل من يحاول صياغة مشروعه الفكري أو السياسي بهذه الطريقة؟


- صحيفة 'الوطن' القطرية
اليمن تحت الأضواء

فجأة أصبح اليمن في عين العاصفة، وصار بالنسبة للغرب أهم من العراق وأفغانستان وباكستان مجتمعة، وفي تصريح شديد اللهجة قالت هيلاري كلينتون إن عدم الاستقرار الأمني في اليمن يشكل خطرًا على المنطقة والعالم بأسره وإن على الحكومة اليمنية أن تسارع إلى استعادة أمنها وإلا فقدت دعم الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين.
كل ذلك بسبب قنبلة الشاب النيجيري عمر عبدالمطلب التي أبت أن تنفجر في طائرة الركاب الأميركية يوم عيد الميلاد. وهذا ما يدفعنا إلى التساؤل: وماذا لو انفجرت القنبلة وأسقطت الطائرة وقتل جميع من فيها؟
وفيما تقيّم الولايات المتحدة وجودها في اليمن، يقلل المسؤولون اليمنيون الكبار من شأن الشراكة مع واشنطن، مخافة أن تدفع حكومتهم الثمن السياسي غاليًا مقابل اصطفافها إلى جانب واشنطن. كما أنها قد تبدو أضعف من أن تتمكن وحدها من السيطرة على تنظيم القاعدة الذي ينتمي إليه عمر عبدالمطلب.
ويقول مدير الأمن الوطني اليمني علي محمد الأنيسي إن التهديد الذي تشكله القاعدة في اليمن مبالغ فيه. وقد جاءت ملاحظته هذه بعد يوم من زيارة الجنرال ديفيد بترايوس إلى صنعاء وتعهده بمساعدات أميركية لليمن. وليس من الخطأ القول إن الحكومة اليمنية تجد نفسها في ميزان دقيق بين الشراكة مع الأميركيين وعلاقاتها مع القوى القبلية والسياسية والدينية التي ترفض التدخل الأميركي في الشؤون اليمنية وتتعاطف مع إيديولوجية القاعدة.
وكما قال عبدالله الفاكح أستاذ العلوم السياسية في جامعة صنعاء، فإن بقاء الحكومة اليمنية يعتمد على المجموعات القبلية والاجتماعية المتنفذة التي يملك بعضها ارتباطات مع القاعدة. وتنشغل الحكومة حاليًا بحرب مع الحوثيين في الشمال وبحركة تمرد نشطة في الجنوب، إضافة إلى عجز عن التصدي للفقر والبطالة.
ورغم قول كبار المسؤولين إن شراكتهم مع أميركا قوية، فإنهم ينتقدون تركيز واشنطن على مكافحة الإرهاب دون معالجة مشكلات اليمن الاجتماعية والاقتصادية. وينصح وزير الخارجية أبو بكر القربي واشنطن بالتعلم من تجاربها في أفغانستان وباكستان وألا تكرر الأخطاء نفسها في اليمن خلال تعاملها مع الحكومة والقاعدة.
ويضيف الوزير أن على أميركا والغرب تقديم تنمية مستدامة لليمن لتخفيض مستوى الفقر ورفع مستوى التعليم، لأن هذا في اعتقاده هو السبيل الأمثل لمكافحة الإرهاب.
ويقول عبدالكريم الإرياني رئيس الوزراء الأسبق لـ &laqascii117o;الواشنطن بوست" إن الثقة بين واشنطن وصنعاء تأتي وتذهب حسب التطورات، فكل طرف له حساباته تجاه هذه العلاقة المتأرجحة.
ويصر الكثير من المسؤولين في صنعاء أن على اليمن أن يكتفي بالتنسيق الأمني والمخابراتي مع واشنطن، وألا يوافق على استقدام قوات أميركية لأن خطوة كهذه لا تلقى التأييد الشعبي.
لكن عبدالله الفاكح يضيف أن من المستحيل على الحكومة أن تشن حربًا في الشمال وتواجه تمردًا في الجنوب وتقاتل القاعدة في وقت واحد، فالأمر في هذه الحالة يحتاج إلى &laqascii117o;سوبرمان" !


- صحيفة 'البيان' الإماراتية
عام 2009 لبنانياً.. عام التسويات 
جورج ناصيف: 
من نواكشوط الموريتانية غرباً إلى إسلام أباد الباكستانية شرقاً، من مقديشو الصومالية جنوباً إلى الموصل العراقية شمالاً، تمتد مساحة من الاحتقان والاضطربات الدموية على امتداد العام الذي ولّى، بقي لبنان خارجها أو كاد.
فإذا شئنا أن نطّل على عام 2009 إطلالة تقويم إجمالي، اعتبرنا أنه عام المصالحة والتسويات التي باتت تكتسب أساسًا متيناً، يجعلها عصية على الانهيار السريع.
ما هي أبرز المحطات الإيجابية التي طبعت العام؟
كتفي بتعداد أربع محطات مفصلية.
أولاً: إجراء انتخابات نيابية أعادت الصراع السياسي إلى كنف المؤسسات الدستورية، بعدما خرج هذا الصراع إلى الشارع المحتقن مذهبياً، وتجاوز الخطوط الحمراء التقليدية.
وإذا كانت الانتخابات قد اتسمت بدرجة عالية من الحدة، على مستوى الخطاب السياسي، كما على مستوى التحضيرات التي سبقتها، أو على مستوى الإنفاق المالي الذي رافقها، إلا أنها انتهت إلى استرخاء سياسي وشعبي، وإلى إقرار الطرف المهزوم انتخابياً (8 آذار) بنتائج اللعبة السياسية عبر صناديق الاقتراع.
إلى ذلك، فإن توازن القوى طائفياً وشارعياً منع الطرف المنتصر انتخابياً (14 آذار) من أن ينتشي بالنصر، أو يسلك سلوك الغلبة، وألزمه بالدخول في محادثات شاقة مع تجمع 8 آذار، انتهت إلى التسليم بالكثير من المطالب التي رفعتها المعارضة السابقة.
ثانياً: تشكيل حكومة &laqascii117o;اتحاد وطني" حقيقي، يسلّم الجميع بأنها تمثل التوازنات الفعلية في البلاد، راهناً، وتأتي ثمرة لاتفاق الدوحة، وللميزان السياسي والعسكري في البلاد بعد 7 أيار، تاريخ المصادمات بين &laqascii117o;حزب الله" من جهة و&laqascii117o;تيار المستقبل" وحليفه &laqascii117o;الحزب التقدمي الاشتراكي"، من جهة أخرى.
والحكومة الجديدة التي اقتضت خمسة أشهر حتى أبصرت النور، أكّدت القدرة التمثيلية العالية لتيار العماد ميشال عون، وانطوت على &laqascii117o;ثلث معطل" لمصلحة تيار 8 آذار، وإن بشكل مقّنع أو ملتبس، وعلى كتلة ذات وزن تمثل العماد ميشال سليمان، رئيس الجمهورية، وتشكل تعويضاً عن انعدام وجود كتلة نيابية كبيرة موالية له، أو تلتزم بنهجه السياسي.
ثالثاً: دخول البلاد في مرحلة توافق سياسي، بعد انعقاد المصالحة التاريخية بين المملكة العربية السعودية والجمهورية العربية السورية، إثر زيارة الملك عبدالله إلى دمشق (7 أكتوبر 2009)، وبعد إنجاز بيان وزاري للحكومة الجديدة يتضمن لوناً من ألوان تشريع النفوذ السياسي والعسكري ل&laqascii117o;حزب الله"، واعترافاً رسمياً بدور المقاومة المسلحة التي أطلقها الحزب، إلى جانب دور الجيش الرسمي.
وغني عن القول ان مظلة سياسية حاضنة للسلم الأهلي وللوفاق السياسي، قد ارتفعت في سماء لبنان، وضبطت استقراره السياسي العام، عنوانها اتفاق الدوحة، والتفاهم السعودي ـ السوري الذي جاء بسعد الحريري رئيساً للوزارء، وسمح ل&laqascii117o;حزب الله" بالاحتفاظ بسلاحه خارج الدولة.
رابعاً: كان من شأن هذا التوافق السياسي أن انعكس ازدهاراً اقتصادياً هو الأهم منذ سنوات، وتحديداً منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 2005.
فالنمو الاقتصادي سجل نسبة 7 في المئة عام 2009، خلافاً للتوقعات التي كانت تشير إلى نسبة 3 ـ 4 في المئة في أفضل تقدير. والودائع بالنقد الأجنبي بلغت 100 مليار دولار، أي ما يعادل ثلاثة أضعاف الناتج المحلي. والقطاع السياحي شهد نمواً يزيد على 30 في المئة عام 2009، فضلاً عن نمو موازٍ في القطاع العقاري الذي يسجل طفرة غير مسبوقة.
هل معنى كل ذلك أن الصورة وردية، بلا تحديات؟
أبداً. فالتحديات التي ما زالت تواجه لبنان عديدة، أخصها على المستوى الاقتصادي، ثلاثة تحديات:
أولاً: ضرورة احتواء مشكلة المديونية التي بلغت 50 مليار دولار.
ثانياً: إطلاق ورشة إصلاح إداري في مؤسسات الدولة، تخرجها من حال الاهتراء والزبائنية الطائفية.
ثالثاً: إطلاق ورشة إنمائية إعمارية لتحديث البنى التحتية الخدماتية في العاصمة والمناطق الريفية.
إلى جانب هذه التحديات الاقتصادية الرئيسية، ثمة تحديات سياسية ذات شأن:
ـ استمرار التهديد الإسرائيلي بعملية انتقامية واسعة ضد لبنان ـ الدولة وضد &laqascii117o;حزب الله" سواء بسواء.
ـ الوصول إلى توافق لبناني عام حول قانون جديد للانتخابات اللبنانية، وملء الشواغر العديدة في الوظائف الرئيسية، والانتقال بالعلاقة اللبنانية ـ السورية من مرحلة الوعود الطيبة، إلى مرحلة تنفيذ التعهدات، وحول مشروع إلغاء الطائفية السياسية الذي أعاد رئيس المجلس النيابي نبيه بري طرحه بقوة، وترتيب حل توافقي عام لمسألة السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، جمعاً له، أو داخل المخيمات، تنظيماً له.
ـ انعقاد جلسة الحوار الوطني، للمرة السابعة، برئاسة رئيس الجمهورية، وبت مسألة المشاركين فيها عن القوى السياسية، ومسألة المواضيع المطروحة في ظل تباين حول حصرية موضوع سلاح &laqascii117o;حزب الله"، أو سائر المواضيع السياسية، كما تطالب الموالاة بذلك.
انقضت السنة في ظل ارتياح لبناني عام لاستعادة العلاقات السورية ـ اللبنانية بطابع الحوار الودي، والإصرار على قيام المؤسسات الدستورية بمعالجة جميع الإشكالات &laqascii117o;بروح أخوية"، كما جاء في البيان الوزاري للحكومة.
معظم المراقبين السياسيين في لبنان اتفقوا على عنوان واحد للسنة التي شهدت احتقانات كبيرة وانفراجات غير قليلة: إنها سنة التسويات، في بلد التسويات بامتياز.
 

- 'البيان'
العلاقات الأميركية الإسرائيلية وكسر التابوهات
بقلم: د.منار الشوربجي *

حين قرأت أنباء التراشق الذي دار بين سفير إسرائيل لدى واشنطن ومسؤولة في إدارة أوباما، ثم الانتقادات التي تعرضت لها تلك المسؤولة لأنها تجرأت وانتقدت سفير إسرائيل، أدركت أننا إزاء خطوة جديدة نحو كسر التابوهات داخل الجماعة اليهودية الأميركية بشأن انتقاد إسرائيل.
والقصة باختصار أن حنا روزنثال مسؤولة إدارة أوباما لمناهضة معاداة السامية، كانت قد تعرضت لهجوم شرس من رموز يهودية أميركية مهمة، لأنها انتقدت السفير الإسرائيلي لدى أميركا مايكل أورين، واعتبرت أن انتقاداته لمنظمة جي ستريت غير موفقة.
وكما ترى، عزيزي القارئ، فإن القصة كلها تدور داخل الجماعة اليهودية الأميركية، وموضوعها الجوهري هو انتقاد إسرائيل. ف&laqascii117o;جي ستريت" هي لوبي جديد مناصر لإسرائيل، نشأ في واشنطن في إبريل 2008 ووصف نفسه منذ اليوم الأول بأنه &laqascii117o;مناصر لإسرائيل ومناصر للسلام" معا.
وكان هدفه المعلن منذ اليوم الأول هو إحداث بعض التوازن الذي يقلل من التأثير المهيمن للوبي إسرائيل الرسمي في واشنطن &laqascii117o;إيباك"، والتي استطاعت على مدار العقود الثلاثة الأخيرة أن تجر الساحة الأميركية كلها نحو مواقف اليمين الإسرائيلى.
بعبارة أخرى، فإن جي ستريت نشأت لتوفر الغطاء السياسي، للسياسيين الأميركيين الذين يريدون اتخاذ مواقف تختلف مع اليمين الإسرائيلي.
ومن المهم هنا الإشارة إلى أن انتقاد إسرائيل في أوساط اليهود كان دوما من التابوهات. فمنذ أن بدأ اليهود الأميركيون في الخمسينات إنشاء منظمات هدفها دعم إسرائيل، ظل أغلب هذه المنظمات ـ على تباين مواقفها من القضايا المختلفة ـ تتفق على أمر واحد هو عدم انتقاد إسرائيل علنا، أو القبول بأي ما فيه شبهة الضغط عليها بأي شكل من الأشكال.
فعلى سبيل المثال، نشأت في عام 1973 منظمة يهودية أميركية أطلقت على نفسها اسم بريرا (أي بدائل)، وهي كانت منظمة جد مختلفة من حيث أهدافها، إذ دعت منذ اليوم الأول لحوار علني بين إسرائيل ويهود الشتات. ودعت إسرائيل علنا للانسحاب من الأرض التي احتلتها عام 1967.
وقتها قامت الدنيا ولم تقعد، واجتمعت كبريات المنظمات اليهودية، واتخذت قرارا جاء فيه أن حكومة إسرائيل هي وحدها التي لها الحق في اتخاذ القرارات الكبرى، وأن على اليهود الأميركيين أن يؤيدوا إسرائيل في العلن أيا كان موقفهم من سياساتها.
ومضى القرار ليقول إن من حق اليهود الأميركيين أن يعبروا طبعا عن رأيهم، ولكن في السر فقط وفي الغرف المغلقة، لئلا يستغل ذلك لخدمة أهداف خصوم إسرائيل وأعدائها. وقد قضى ذلك القرار بالطبع على منظمة بريرا، والتزم فعلا الكثير من اليهود الأميركيين بالقرار.
لكن ظلت هناك بالقطع استثناءات، إذ ظهرت منظمات عدة خلال العقود الأخيرة، ونجحت فيما فشلت فيه منظمة بريرا. إذ صار هناك خلال العقود الأخيرة، بعض المنظمات اليهودية اليسارية، مثل السلام الآن وتايكوون وصندوق إسرائيل الجديدة، التي بقيت على دعمها لإسرائيل، ولكنها عبرت علنا عن موقفها المؤيد لوقف الاستيطان وإقامة دولة فلسطينية.
لكن تلك المنظمات ظلت في الحقيقة خارج عملية التأثير على صنع القرار، نظرا لوضعها القانوني وصغر حجمها النسبي أيضا. ومن هنا تأتي أهمية جي ستريت، لأنها من الناحية القانونية سجلت رسميا كلوبي، أي نشأت في الأساس للتأثير على صانع القرار الأميركي. لذلك تعرضت جي ستريت منذ البداية لانتقادات غير مسبوقة، بالمقارنة بانتقادات وجهت لمنظمات أخرى اختلفت علنا مع إسرائيل.
أما مايكل أورين السفير الإسرائيلي لدى واشنطن، وهو في الأساس مؤرخ معروف بمواقفه اليمينية، فقد ناصب جي ستريت العداء منذ توليه. فهو قاطع مؤتمرها السنوي الذي عقد منذ شهور، وراح يطلق بين الحين والآخر انتقادات قوية ضدها، كان آخرها أن اتهمها بأنها &laqascii117o;تلعب بأرواح سبعة ملايين شخص" (يقصد الإسرائيليين).
ومن هنا تأتي أهمية ما قالته حنا روزنثال. ففي أول حوار صحفي بعد توليها منصبها كمبعوثة إدارة أوباما لمناهضة المعاداة للسامية، انتقدت في لقاء مع صحيفة هآرتز الإسرائيلية ما جاء على لسان السفير الإسرائيلي. وقد تعرضت روزنثال لهجوم شرس شنته عليها منظمات يهودية عدة، لكن أعنف هجوم وجه لها كان من آلان سولو رئيس منظمة مؤتمر رؤساء كبرى المنظمات اليهودية.
أهم ما في القصة أن انتقادات المنظمات اليهودية لم تردع روزنثال، التي عادت وأكدت إصرارها على ما قالت. ومغزى الواقعة هو أن الاختلاف العلني من جانب اليهود الأميركيين مع إسرائيل، صار أكثر سهولة اليوم من أي وقت مضى. وموقف حنا روزنثال المنتقد لسفير إسرائيل يمثل نقطة أعلى في هذا الصدد.
والسبب يرجع إلى أن المنصب الرسمي لم يحل بينها وبين أن تعلن اختلافها مع سفير إسرائيل. فروزنثال يهودية معروفة بمواقفها المؤيدة لإسرائيل، وهي كانت فيما سبق مديرة لمنظمة يهودية اسمها المجلس اليهودي للشؤون العامة. لكن رغم أنها تشغل اليوم منصبا رسميا إلا أنها لم تتورع عن أن تعلن رفضها لما قاله سفير إسرائيل.
ورغم أن وظيفتها في منصبها الجديد هي ملاحقة العداء للسامية، إلا أنها انطلقت في حوارات مختلفة تعلن رأيها في ما يتعلق بضرورة وضع حد للصراع العربي الإسرائيلي، وقالت إن ذلك مرتبط ارتباطا وثيقا بوظيفتها، &laqascii117o;إذ علينا التفرقة بين الانتقاد المشروع لإسرائيل، وبين العداء للسامية".
بعبارة أخرى، بعد أن كان انتقاد إسرائيل من جانب اليهود في أميركا يقتصر على الدوائر اليسارية، انتقل بجي ستريت إلى الوسط السياسي. أما روزنثال، فهي بانتقادها سفير إسرائيل علنا لأنه انتقد منظمة تنتقد اليمين الإسرائيلي، فإنها نقلت المسألة نقطة أعلى، فهي سابقة مهمة أن تنتقد مسؤولة &laqascii117o;أميركية يهودية" علنا مسؤولا إسرائيليا.
 
* كاتبة مصرية


- صحيفة 'الدستور' الأردنية
فتاوى الجدار مستمرة ودعم من السلطة لمؤيدي بنائه!!
ياسر الزعاترة
 
في مواجهة فتاوى تحريم الجدار التي توالت فصولا بعد موقف الشيخ القرضاوي ، ونقول موقف لأن كلامه كان أقرب إلى الرأي السياسي منه إلى الفتوى ، وبالطبع لأن الأمر ليس ملتبسا كي يحتاج إلى فقيه أو مفتي.. في مواجهة تلك الفتاوى التي توالت من مصر والسعودية والجزائر والأردن ودول عديدة من بينها فلسطين ، جاء الرد المصري بفتوى مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر ، والتي تبين أنها كانت بترتيب من الشيخ وليس بإجماع المجمع ، ولم يكتف القوم بذلك ، بل أرادوا مزيدا من التأكيد عبر موقف فلسطيني من وزير الأوقاف في سلطة رام الله.
وفيما لم تتوان قيادة السلطة عن دعم الموقف المصري ببناء الجدار كما جاء على لسان رئيسها وآخرين ، لم يخيب وزير الأوقاف (محمود الهباش) ظن المصريين أيضا ، فبادر إلى هجاء مواقف الناقدين معتبرا أن 'من حق مصر أن تتخذ من الإجراءات ما تراه مناسبا لضمان أمنها وحماية حدودها وتنفيذ القانون في أراضيها' ، ولم يتوقف عند ذلك ، بل أضاف إلى ذلك القول إن 'جميع الفتاوى التي صدرت من جانب حركة حماس بهذا الخصوص هي فتاوى سياسية' ، وأنها قامت بليّ 'أعناق النصوص الشرعية لتكون في خدمة القضية السياسية' ، وهو أمر برأيه 'مخالف تماما لروح الاسلام وروح الشريعة الاسلامية'.
كانت جبهة علماء الأزهر قد خرجت عن صمتها فأصدرت بيانا قويا وقاسيا في سياق الرد على موقف مجمع البحوث الإسلامية ، موجهة نقدها لشيخ الأزهر.
بيان الجبهة قال إن 'القول بالتحريم والتحليل بغير سلطان سوى سلطان الوظيفة الزائلة هو لون من الكفر يتهدد مرتكبيه بالعذاب الأليم في الدنيا والآخرة' ، مضيفا 'ليس مما أنزله الله إليكم أن تعينوا الغادر على غدره بباطل القول وزوره ، وأن تعينوا الفاجر على فجوره بالصمت عليه والتسويغ له'.
ما يعنينا هنا هو موقف وزير الأوقاف الفلسطيني ، وهو الموقف الذي يأتي كما أشير سابقا استمرارا للعبة المناكفة السياسية بين السلطة في رام الله وحركة حماس ، والتي وصلت حد التهريج في كثير من الأحيان.
وإذا كان الجدار الذي يُبنى قد صمّم لمنع الأنفاق ، فإن الحل برأي فريق رام الله هو بالمصالحة الفلسطينية التي تعيد السلطة إلى قطاع غزة كمقدمة لإعادة الوضع تماما إلى ما كان عليه قبل الانتخابات ، وبالطبع عبر انتخابات جديدة تحت النار والحصار ، مبرمجة لإخراج حماس من الباب الذي دخلت منه ، وعندها ستفعّل اتفاقية المعابر (2005) التي وقعتها السلطة مع الإسرائيليين برعاية أوروبية مصرية ، وهذه الأخيرة كفيلة بتزويد القطاع بما يحتاجه من مواد ، فضلا عن توفير سبل الدخول والخروج للناس.
ما يتجاهله هؤلاء هو أن الإصرار الأمريكي الإسرائيلي على بناء الجدار لم يكن متعلقا باستخدام الأنفاق من أجل تهريب المخدرات (يتمنون لو يُدمن عليها كل سكان القطاع) ولا سائر المواد الأساسية ، لأن هذه ينبغي أن تدخل ابتداء من الجانب الإسرائيلي الذي يتحمل بحسب القوانين الدولية المسؤولية عن حياة المدنيين تحت الاحتلال ، بدليل أنه يزود القطاع بالكهرباء والوقود حتى الآن ، وما يعني واشنطن وتل أبيب ومن شايعهم من الأوروبيين هو وقف تهريب الأسلحة ، وهذا ما عبرت عنه الصحف الإسرائيلية مرارا في سياق ترحيبها ببناء الجدار.
ما يعني الإسرائيليين هو انضمام القطاع إلى حالة الاستسلام السائدة في الضفة الغربية ، وإلى منظومة الهدوء والتنسيق الأمني ، وليستورد ويصدر بعد ذلك ما يشاء. هل ترون ما يتدفق على الضفة الغربية من بضائع يأتي الناس حتى من الأراضي المحتلة عام 48 لكي يشتروا منها (الصينية تحديدا نظرا لرخص أسعارها)؟، الجدار إذن هو لمنع تهريب الأسلحة وفرض الاستسلام على حركة حماس والقطاع وعموم الشعب الفلسطيني ، وليس فقط لمنع تهريب بعض المواد الأساسية أو حتى الكمالية ، فهل هو تبعا لذلك حرام أم حلال؟ (أفيدونا يا رعاكم الله) ، وسنتحمل بالطبع معزوفة (أين المقاومة في غزة؟) التي يرددها دون كلل مرضى يؤجرون عقولهم لخطاب معروف سبق أن رددنا عليه مرارا وتكرارا.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد