- صحيفة 'الوطن' القطرية
امنعوا تجدد الحرب في السودان
مازن حماد:
وضعت عشر منظمات إغاثة دولية إصبعها على الجرح عندما حذرت من امكانية اندلاع الحرب الأهلية مجددًا في السودان ما لم يتحرك المجتمع الدولي لإنقاذ اتفاق السلام الموقع بين الشمال والجنوب عام &laqascii117o;2005" وأنهيت بموجبه حرب استمرت أكثر من عقدين.
ويشكل تقرير المنظمات العشر صرخة استغاثة وجرس إنذار من انهيار ذلك الاتفاق بسبب تزايد العنف والفقر المزمن والتوتر السياسي. لكن القوى الضامنة لاتفاق الشمال والجنوب والتي تشمل الولايات المتحدة وأوروبا والأمم المتحدة انشغلت بأزمة دارفور وربما بتأجيجها أيضًا، وفشلت في التعامل مع الانتهاكات المستمرة للاتفاق مما دفع الوضع إلى التدهور.
ولا بد من التحرك الفوري وبذل جهود دولية قوية وواسعة لمساعدة الشمال والجنوب على حل القضايا العالقة وخاصة المتصل منها باستفتاء الجنوبيين العام المقبل، وهو استفتاء من المرجح أن يؤدي إلى انفصال الجنوب عن الشمال والاتجاه لانشاء دولة مستقلة.
غير أن المرء لا يملك إلا أن يشك في النوايا الغربية تجاه السودان، خاصة أن هذه القوى أثبتت معاداتها لوحدة السودان من خلال تشجيعها الجنوب على الانفصال، وتلاعبها في دارفور بطريقة تؤكد رغبتها في تفتيت الدولة السودانية إلى شمال وجنوب وغرب وربما إلى شرق أيضًا.
ومن خلال إلقاء نظرة على المشاكل القائمة بين الشمال والجنوب والتي لم تجد لها حلاً حتى الآن، يمكن لنا أن نطلع على ضخامة العقبات التي تعترض التوافق بين الشماليين والجنوبيين. ولنا أيضًا أن نتساءل عن امكانية توصل الجانبين إلى حلول لهذه المشاكل قبل استفتاء العام المقبل.
وكان غازي صلاح الدين مستشار الرئيس عمر البشير على حق عندما حذر من أن استفتاء &laqascii117o;2011" سيقود إلى حرب جديدة ما لم يتم حل القضايا الرئيسية وخاصة ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب علمًا بأن معظم حقول النفط السودانية تقع في تلك المناطق الحدودية.
وهناك أيضًا مشكلة الجنسية حيث يقيم مئات الآلاف من الجنوبيين في الشمال ومثلهم من الشماليين في الجنوب، وفضلاً عن ذلك هناك مشكلة الديون الخارجية السودانية والتي تصل إلى ثلاثين مليار دولار، ومشكلة الاتفاقيات الدولية التي يتعين على الجنوب الالتزام بها، إذا تم الانفصال، وأهمها الاتفاق الموقع مع مصر بخصوص مياه نهر النيل.
ولم يخطئ صلاح الدين عندما قال إن تصويت الجنوبيين لصالح الانفصال يشكل وصفة حرب إذا تم ذلك التصويت قبل حل المشكلات المذكورة.
أما زعم الحركة الشعبية لتحرير السودان بأن هذه المشكلات مبالغ فيها وبأن الخرطوم جعلت التوصل إلى حلول بشأنها شرطًا لعقد الاستفتاء، فمردود عليه بالقول إن كل واحدة من تلك المشكلات تحتاج إلى وقت وحسن نية لتسويتها، وإلا فإن الحرب ستكون بالمرصاد للشمال والجنوب إذا جرى الاستفتاء في موعده قبل ايجاد الحلول.
- 'الوطن' القطرية
ترقب الحلول باليمن
(رأي 'الوطن'):
ظلت تداعيات حالة التوتر الأمني التي يواجهها اليمن تثير الكثير من المخاوف، حيث يمثل تصعيد المواجهة العسكرية بين القوات اليمنية من جهة وعناصر التمرد الحوثي من جهة أخرى، واقعا ينذر بأزمة عميقة في الساحة اليمنية، ما لم يتسارع وقع الخطوات الرامية إلى احتواء هذا الوضع وإعادة الأمن والاستقرار بمناطق صعدة التي لا تزال تشهد أعنف المواجهات.
وما يعكسه الواقع الراهن في الساحة اليمنية يشير إلى استمرار تداعيات الأزمة الأمنية، ولكن برغم كل المخاوف التي يبصرها المراقب واضحة جلية في المشهد اليمني، فإن الجهود السياسية والدبلوماسية التي تبذل محليا، داخل اليمن، والتي تؤازرها أيضا مواقف وإرادة قوى إقليمية ودولية متعددة يهمها استقرار اليمن وأمنه، تحمل إمكانات واقعية مليئة بالأمل في إيجاد المعالجات الضرورية والعاجلة لهذه الأزمة، وما صحبها أخيرا من الكشف عن نشاطات إرهابية لتنظيم القاعدة داخل اليمن. إن واقع الأزمة في بعده الأمني، والمرتبط بالضرورة بأمن المنطقة، قد جعل دولا غربية مؤثرة في واقع السياسة الدولية تضع قضية الأمن في اليمن على رأس أولوياتها السياسية حاليا. فقد شهدت تداعيات الأزمة اليمنية تصاعد دعوات غربية ترمي إلى عقد مؤتمر دولي لمكافحة التطرف في اليمن.
ووسط الاهتمام الذي يوليه المراقبون لأوضاع اليمن، تتجمع الآن إشارات كثيرة بإمكانية التوافق على حلول عملية بين الحكومة اليمنية وجماعة الحوثيين لإنهاء الحرب بين الجانبين، وهو ما حملته تقارير إعلامية بالأمس، حيث قالت مصادر سياسية يمنية إن مفاوضات تتم عبر طرف ثالث بين صنعاء والحوثيين للتوصل لاتفاق مبدئي يشكل مفتاح معالجة الأزمة الأمنية. إننا نأمل في هذا السياق أن تثمر هذه الجهود عن تحقيق السلام في اليمن، وهو ما يستدعي أن تحتكم أطراف الأزمة إلى الحوار والذي يمثل المدخل الصحيح لمعالجة المشاكل.
- صحيفة 'الرياض' السعودية
هكذا عادت التوترات الأميركية - الروسية!
عبدالجليل زيد المرهون:
ما هي الأسباب التي أعادت العلاقات الأميركية الروسية إلى سابق مناخها المتوتر؟.لماذا صعّد الروس مجدداً خطابهم؟.وهل اكتشفوا متأخرين جوهر النظام الأميركي المعدّل للدفاع المضاد للصواريخ، الذي سبق ورحبوا به؟.
قالت موسكو إن منظومة الولايات المتحدة الجديدة للدفاع الصاروخي تمثل تحدياً محتملاً للتوازن الاستراتيجي، وإن كثيراً من الأسئلة تدور حولها.وقال الروس إن أية إعادة بناء للعلاقات الروسية الأميركية لا يمكن أن ترى النور ما لم تقدّم للجانب الروسي إجابات مقنعة على تساؤلاته، وما يرتبط بها من هواجس، ذات صلة بأمنه القومي.
وذهب البعض من الروس إلى حد القول إن القرار الخاص بالعدول عن تشييد الدرع الصاروخي الأميركي في أوروبا يُعد 'مناورة سياسية'، إذ لم يحدث أي تقدم على صعيد تخلي الولايات المتحدة عن خططها الهادفة إلى تطويق روسيا بمظلة مضادة للصواريخ، من شأنها تحييد قدراتها الإستراتيجية.
وقد طالبت الحكومة الروسية رسمياً بالحصول على توضيحات حول المنظومة الأميركية المعدلة للدفاع المضادة للصواريخ، ترتبط بصفة خاصة بأمرين أساسيين: الأول طبيعة الانتشار الجغرافي لهذه المنظومة، ومناطق توزيعها داخل أوروبا وخارجها.والثاني الحجم الفعلي للمنظومة المقترحة، من حيث عدد الصواريخ الاعتراضية المقرر نشرها في الأرض والبحر، وطبيعة الرؤوس التي ستحملها، وعدد ونوعية الرادارات التابعة لها، والحلقات الجوية والفضائية المدمجة أو المتصلة بها.
وبطبيعة الحال، فإن الأميركيين سبق وأعلنوا عن عدد ونوعية الصواريخ والرادارات المزمع نصبها، وبعض خريطة الانتشار المحتمل، إلا أن الروس انتهوا بعد ثلاثة أشهر من الإعلان الأميركي إلى القول بأن ما تم التصريح به لا يعد كافياً في الحسابات التقنية.
وكان الرئيس الأميركي، باراك أوباما، قد أعلن رسمياً، في السابع عشر من أيلول سبتمبر 2009، عن تخلي الولايات المتحدة عن الخطط الخاصة بنشر درع مضاد للصواريخ في شرق أوروبا.وقرر البنتاغون، وفق التصوّر الجديد، تشييد منظومة مضادة للصواريخ على أربع مراحل، بين العام 2010 -2020، تكون قادرة في مرحلتها الأخيرة على التصدي للصواريخ الباليستية العابرة للقارات، حيث سيجري في هذه المرحلة نصب صواريخ اعتراضية من فئة (SM-3 block 2B) على سفن حربية منتشرة في عدد من المواقع حول العالم.وهذه الصواريخ يمكن إطلاقها أيضاً من منصات أرضية متحركة، يصعب على الطرف المقابل ضربها.
وقد استنتج الروس بأن تطوّراً كهذا يعني أن بلادهم قد خرجت بخفي حنين من التعديلات الأميركية على المنظومة القديمة، وأن المعضلة تبقى قائمة فيما يتعلق بمستقبل التوازن الاستراتيجي مع الولايات المتحدة.
وسوف يجري على نحو مبدئي نصب صواريخ اعتراضية من نوع (SM-3)، بفئاتها المختلفة، في حوالي 70 سفينة حربية، وستحمل كل سفينة 90 إلى 122 صاروخاً من هذا الطراز.كما سيجري نشر الصواريخ الاعتراضية في محطات أرضية.وستكون كل من المحطات الأرضية والعائمة مفتوحة على صعيد العدد، وجغرافية الانتشار.
وفي أول إعلان رسمي عن اعتراض موسكو على الخطط المعدّلة للدفاع الصاروخي الأميركي، قال رئيس الوزراء الروسي، فلاديمير بوتين، في التاسع والعشرين كانون الأول ديسمبر 2009، إن خطط الولايات المتحدة لإقامة نظام دفاعي صاروخي تعرقل المحادثات الخاصة بإبرام معاهدة جديدة لتقليص الأسلحة الاستراتيجية الهجومية، من شأنها أن تكون بديلاً عن معاهدة 'ستارت – 1'.
وقال بوتين:'إذا لم نطوّر درعاً صاروخية مضادة للصواريخ، فسوف يكون هناك خطر من أن يشعر شركاؤنا ( الأميركيون) من خلال هذه المظلة بالأمان الكامل.وحينها يسمحون لأنفسهم أن يفعلوا ما يريدون، مما يخل بالتوازن، فتزداد العدائية على الفور.. وللحفاظ على التوازن علينا أن نطور الأسلحة الهجومية'.وأضاف: 'إذا كانوا يريدون تبادلاً في المعلومات، فعلى الولايات المتحدة أن تعطينا كل المعلومات عن الدرع الصاروخية، وسوف نكون مستعدين لإعطاء معلومات حول الأسلحة الهجومية'.
وثمة اعتقاد اليوم بأن روسيا لن تسير نحو تقليص أسلحتها الإستراتيجية الهجومية ما لم تجر الولايات المتحدة تعديلاً جديداً على خططها الخاصة بالمنظومة المضادة للصواريخ.وهنا، تكمن المعضلة.
وكان ألكسندر فيرشبو، نائب وزير الدفاع الأميركي، قد رد على موقف روسي مماثل، أعلن عنه العام الماضي، بالقول:إننا نفهم الرؤية الروسية للترابط بين الأسلحة الهجومية والدفاعية، لكننا نعتقد أن المباحثات يجب أن تركز قبل كل شيء على تقليص الأسلحة الهجومية.
وكان الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة قد توصلا منذ 38 عاماً إلى استنتاج مفاده أن تعزيز الدفاع الإستراتيجي لأحد الطرفين يقلل على نحو ملموس من القدرة الدفاعية للطرف الآخر. ولهذا فرضت معاهدة الدفاع المضاد للصواريخ، التي وقعها الطرفان في العام 1972 ، والبروتوكول الملحق بها في العام 1974 ، قيوداً شديدة على تطوير وسائل الدفاع الإستراتيجي كما على توزيعها الجغرافي.وقد خرجت واشنطن في العام 2001 من معاهدة الدفاع المضاد للصواريخ لعام 1972 ، وأعلنت عن برنامج مستقبلي لمنظومة وطنية متكاملة للدفاع ضد الصواريخ.بيد أن أحداث الحادي عشر من أيلول سبتمبر قد دفعت باتجاه إعادة توجيه هذا البرنامج وأضحى الحديث يدور حول منظومة للدفاع عن أراض معينة تقع في منطقة مصالح الولايات المتحدة وحلفائها.وقد تمت الإشارة إلى هذا التحوّل في مذكرة 'السياسة الوطنية في مجال الدفاع المضاد للصواريخ'، الصادرة في أيار مايو 2003.وبذلك أصبح برنامج الدرع الصاروخي موجهاً للدفاع عن أراضي قارة أميركا الشمالية على نحو مباشر، والقارة الأوروبية، ومناطق رئيسية في أقاليم آسيا والمحيط الهادي.ونُظر إلى منطقة الشرق الأوسط باعتبارها مصدراً للتهديدات، المصحوبة باستخدام أسلحة الدمار الشامل.
إن الخلاف الجديد حول البرنامج الأميركي المعدّل للدفاع المضاد للصواريخ، قد رمى بتداعياته المباشرة على المحادثات الخاصة بإبرام معاهدة جديدة لتقليص الأسلحة الاستراتيجية، بديلاً عن معاهدة ' ستارت – 1'، التي انتهت مدة سريانها في كانون الأول ديسمبر 2009، وجرى تمديدها على نحو مؤقت لحين انجاز المعاهدة الجديدة.
وعلى الرغم من حساسية الموقف بالنسبة للبلدين، كما للعالم عامة، فإن الروس يصرون اليوم على عدم التحرك باتجاه أي مشروع مرتبط بتقليص الأسلحة الاستراتيجية الهجومية ما لم يتم تعديل 'الخطة المعدّلة' لمنظومة الدفاع الصاروخي الأميركي.
وقد كثرت في الآونة الأخيرة، في وسائل الإعلام الروسية، الآراء التي تتبنى موقف الكرملين، القائل بالربط بين الأسلحة الهجومية والدفاعية. ويبدو أن الإعلام الروسي بات يُعبر عن موجة ثالثة من الحرب الباردة، بين موسكو وواشنطن، أو قريباً من ذلك.وتبدو هذه المقولة أكثر وضوحاً إذا لحظنا، في الوقت ذاته، أن هناك غالبية في الكونغرس الأميركي تقف ضد توجهات الرئيس أوباما الخاصة بتقليص الترسانة النووية، وتربط موافقتها على ذلك بالتزامه بإدخال تطويرات نوعية على السلاحين النووي والتقليدي، على نحو لا يبدو أن مفاوضي أوباما في موسكو قادرون حتى على الخوض فيها.وهذا دون الحديث عن الصين، بل وحتى الحلفاء الأوروبيين.فإلى أين يمضي هذا العالم؟.
- صحيفة 'الأهرام' المصرية
حقائق
ابراهيم نافع:
يشعر من يتابع تصريحات المتحدثين باسم حركة حماس, بقدر كبير من الحيرة, من الذي يمثل الحركة ويتحدث باسمها, ماذا تريد الحركة بالضبط من الدفع بعشرات المتحدثين باسمها, يتحدثون لغة مختلفة, بل ومتناقضة أحيانا.
هل يعكس ذلك خلافات وانقسامات داخل صفوف الحركة أم أنها لعبة توزيع الأدوار التي تجيدها إسرائيل واستوعبتها حركة حماس جيدا؟ قبل عشرة أيام فقط صدرت تصريحات سلبية من شخصيات محورية في حركة حماس تهاجم مصر ودورها, وتطالب بتوقيع وثيقة المصالحة الوطنية في أي مكان عدا القاهرة, مع التركيز في ملف صفقة الأسري علي الوساطة الألمانية اقتداء بما فعل حزب الله, فالهدف كما بدا هو الانتقاص من دور القاهرة في هذا الملف. وفي تقديري أن مصر لم تمانع في يوم من الأيام من أن يجري أي تقدم حقيقي في ملف الأسري أو المصالحة في أي عاصمة عربية أو حتي أجنبية, فالمهم علي الدوام كان إنجاز المصالحة وإنهاء ملف صفقة تبادل الأسري من أجل تمهيد الطريق أمام استئناف جهود التسوية السياسية.
وقبل أيام قليلة صدرت عن حركة حماس لغة مغايرة, تحدث رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية عن أن توقيع وثيقة المصالحة لن يكون سوي في القاهرة ولا مكان آخر, ثم أكد رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل أن حركته جاهزة لتوقيع وثيقة المصالحة في القاهرة, وأنه يرحب بلقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس علي أرض مصر لتوقيع وثيقة المصالحة, وبعد ذلك بساعات قليلة كانت قافلة شريان الحياة تتظاهر ضد مصر في ميناء العريش تنفيذا لخطة أعدتها قيادة حركة حماس في دمشق من أجل ممارسة الضغوط السياسية علي القاهرة.
والسؤال هنا: ماذا تريد حركة حماس بالضبط؟, هل ترغب في تحقيق التوافق الوطني الفلسطيني من أرضية فلسطينية خالصة أم أنها تواصل اللعب علي التناقضات الإقليمية وترمي بالورقة الفلسطينية علي مائدة اللعبة الإقليمية لحساب إيران وأطراف أخري في المنطقة؟ في تقديري أن الشكوك تتزايد تجاه نيات حركة حماس التي يبدو أنها تفضل الدخول في لعبة إقليمية علي حساب وحدة الصف الفلسطيني, وإذا كان الأمر غير صحيح فليأت خالد مشعل إلي القاهرة ويوقع علي وثيقة المصالحة الوطنية أولا, وسوف تراعي التحفظات عند التطبيق؟ فهل يأتي مشعل إلي القاهرة أم يواصل اللعبة التقليدية؟.
- صحيفة 'البيان' الإماراتية
لا يجوز أن يتطور الخلاف إلى أزمة
(رأي 'البيان'):
ما حصل على الحدود بين مصر وغزة، ينبغي أن لا يتجاوز حادثاً طارئاً تسبب به سوء تفاهم. والتعامل معه على هذا الأساس، يتطلب المسارعة إلى تطويقه، لحصر خسائره. الأهم، أن يصار إلى وضع صمامات أمان تكفل عدم تكراره.
مصلحة مصر تقضي بذلك. كذلك مصلحة فلسطينيي غزة. وفوق كل شيء، مصلحة القضية.
الحادث تعدّى الخطوط المفترض أن تبقى بعيدة عن الاختراق. لامس حساسيات وترك مرارات. وهذا بالذات ما يحتم استدراكه ومحاصرته، من باب أن نشوب أزمة مفتوحة على التصعيد، بين مصر وغزة؛ أمر غير مسموح به. ليس فقط لأنه لا يخدم هذا ولا ذاك. بل أيضاً لأنه يصب أرباحاً صافية لصالح إسرائيل.
وصول المسألة إلى النقطة المؤسفة التي بلغتها، لا بدّ وأنه جاء نتيجة أخطاء في الحسابات والأداء. على ما بدا، تحكّم الفعل ورد الفعل وبالتالي الانفعال، في قضية قافلة &laqascii117o;شريان الحياة". التسرع أدّى إلى صبّ المزيد من الزيت على نار التصعيد. الأجواء كانت مشحونة بالتوتر. والخلفية مثقلة بالشكوك، المتبادلة. فكان وقوع الإشكال.
وبدل التطويق السريع، تركت الأمور تتفاعل وتتعقد؛ إلى أن انتهت بالصدامات. بدأت بوقوع أحداث دامية بين المشاركين في القافلة وبين قوات الأمن المصرية. ثم تطورت إلى ما هو أخطر، عندما تحولت إلى اشتباك بالأسلحة، سقط فيه جندي مصري قتيلاً؛ إلى جانب العديد من الجرحى، المصريين والفلسطينيين.
المشهد، محبط. ولا يمكن تبرير مثل هذا التناحر، فيما تتفرج عليه إسرائيل؛ عن قرب وبمنتهى الرضى والارتياح. هنا تسقط كل الذرائع والمبررات. الصورة بدت من الخارج، أن قافلة أجنبية، معها حمولة باخرة من المساعدات إلى غزة؛ تسببت بوقوع صدامات، بين الأشقاء.
ما لا شك فيه، انه كان بالإمكان التعاطي مع هذا الموضوع؛ بصورة أخرى، تعفي من الحرج الكبير؛ الذي لحق بالجميع. كان من الممكن مراعاة كافة الجوانب، الإنسانية والقانونية والسياسية. أما وقد وقع ما كان يجب أن لا يقع؛ فالمهم الآن أن يصار إلى قطع الطريق على المزيد من التأزم، بين المحكومين بالجغرافيا والتاريخ وبروابط الأخوة.
- صحيفة 'أوان' الكويتية
لا عزاء للشيعة
عدنان حسين:
من أكبر المفارقات في الوضع الإيراني الراهن أن نظام خامنئي- أحمدي نجاد، يوجه إلى معارضيه، نشطاء الحركة الخضراء، تهمة &laqascii117o;محاربة الله والرسول". والمفارقة ليست في أن هذا النظام يقرر بنفسه، من دون تفويض، لا من إله أو رسول.. ولا من أحد سواهما. أنه هو القيّم على قضية الله والرسول، وأنه هو صاحب الحق المطلق في تصنيف من يكون في معسكر الله والرسول، ومن يكون في معسكر أعداء (محاربي) الله والرسول.
المفارقة الكبرى أن هذه التهمة هي نفسها التي واجهتها الحركة السياسية الشيعية طوال تاريخها. الفارق أن التهمة هذه المرة موجهة من نظام شيعي ضد حركة معارضة له، هي الأخرى شيعية.
على مدى ثلاثة عشر قرنا قدّمت الحركة السياسية الشيعية نفسها باعتبارها المدافعة عن الحقوق المغتصبة للشيعة، الذين تعرّضوا للاضطهاد والتهميش، بل أيضا إلى الاتهام بأنهم &laqascii117o;أعداء الله والرسول والخلفاء". وفي هذا السياق، حرّك آية الله الخميني الثورة ضد الشاه محمد رضا بهلوي، واعداً ًالشيعة &laqascii117o;المستضعفين" بإقامة نظام حكم يستعيد لهم حقوقهم، ويضع نهاية لمظلوميتهم التاريخية، ويجعلهم السادة. وعلى هذا الأساس، لم يكتفِ دستور الجمهورية الإسلامية بالنص على أن الدين الرسمي للجمهورية، هو الإسلام، بل تعداه الى التكريس الرسمي للمذهب الجعفري الاثني عشري (الشيعي): &laqascii117o;الدين الرسمي لإيران هو الإسلام، والمذهب هو المذهب الجعفري الاثني عشري، وهذه المادة تبقى إلى الأبد غير قابلة للتغيير".. كما جاء في المادة الثانية عشرة.
وبعد ثلاثين سنة من قيام نظام الجمهورية الإسلامية، وتطبيق هذا الدستور المذهبي الفريد من نوعه، انتهى المطاف بشيعة إيران إلى انتهاك مضاعف لحقوقهم، كما لحقوق سائر الإيرانيين من السنّة، وأتباع الديانات الأخرى.
إيران تعيش اليوم فترة حالكة في تاريخها لم تشهد لها مثيلا، حتى في عهد الشاه. ولا يمكن مقارنة ما يعانيه الإيرانيون إلا بما عاناه العراقيون في عهد صدام، والفلسطينيون تحت الاحتلال الإسرائيلي، ومن قبلهم الألمان في عهد هتلر، والسوفييت في عهد ستالين، والإسبان في عهد فرانكو، والجنوب إفريقيون في عهد نظام التمييز العنصري.
لا عزاء للشيعة، فـ &laqascii117o;شيعة" إيران الحاكمون يضطهدون شيعة إيران، وسنّتها، ومسيحييها، وزرادشتييها، كما لم يُضطهدوا على مدى تاريخهم الطويل.. بل إن الأذى الشيعي الإيراني يمتد نطاقه ليشمل سائر الشيعة في العالم.. من العراق إلى لبنان وأفعانستان وباكستان.
- صحيفة 'الراية' القطرية
الشقيقة الكبرى
توجان الفيصل:
... ان مصر التي كان يقصدها المكلومون والحالمون في آن، وكانت أبوابها مفتوحة، بل انها كانت مثل 'روما' بالنسبة للعرب، كل الطرق تؤدي إليها. وهي غير مصر التي تحيط نفسها بسور فولاذي، وأسوار أخرى عدة داخلية، والتي ترد خيرة الناس عن مداخلها، من مفكرين وقادة رأي وفنانين وحتى مجرد فاعلي خير ينضمون لقوافل إنقاذ تحمل معونات إنسانية .. فمداخل مصر اقتبست نموذج المعابر الإسرائيلية في الضفة، ولكن بينها وبين العرب. فخف الحجيج التاريخي إليها حتما.. والعجيب أنها تغضب لكونها لم تعد القِبلة القومية!!
خيرا فعلت حماس بالذهاب للسعودية التي سبق ورعت اتفاق مكة . فالفلسطينيون يكفيهم ما فيهم، ولا حاجة بهم لحمل معارك بينية إضافية أصغر بكثير مما لديهم. وبالتالي لا حاجة للعودة إلى القاهرة للتوقيع، ففي السعودية أقلام، ومكة تظل قبلة، والحج جائز لأكثر من مرة.. وإذا كان للرياض معاركها الخاصة أيضا، فهي من النوع الذي لا يكسب إلا عربيا وإقليما، ودمشق خير مثال.
- صحيفة 'المدينة' السعودية
النظام الإيراني بين الداخل والخارج
ياسر الزعاترة:
الأفضل بالطبع أن يتراجع قادة النظام عن خطابهم &laqascii117o;العنتري" ويجدوا فرصة للتفاهم مع المعارضة بدل المنازلة في الشارع ومن خلال العنف، لاسيما أن رموز المعارضة هم أبناء النظام وليسوا عملاء للخارج، فضلا عن كونهم معبرين عن قطاع لا يمكن تجاهله من الناس.
... الأكيد أن هذه التطورات الداخلية سيكون لها تأثيرها المهم على تماسك إيران في مواجهة الضغوط الخارجية، لاسيما تلك المتعلقة بالملف النووي، فيما يفكر الغرب حاليا في عدم الذهاب بعيدا في العقوبات بحيث تؤدي إلى التفاف داخلي حول النظام، مفضلا ترك الاحتجاجات تأخذ مداها.
هنا يمكن القول إن الغرب يعول على إمكانية شراء النظام لرأسه بتنازلات تتمثل في نسيان الطموح النووي، ووقف دعم المقاومة في لبنان وفلسطين.
الأفضل بالطبع أن يتراجع قادة النظام عن خطابهم &laqascii117o;العنتري" ويجدوا فرصة للتفاهم مع المعارضة بدل المنازلة في الشارع ومن خلال العنف، لاسيما أن رموز المعارضة هم أبناء النظام وليسوا عملاء للخارج، فضلا عن كونهم معبرين عن قطاع لا يمكن تجاهله من الناس.
- صحيفة 'القبس' الكويتية
عذراً.. غزة المحاصرة
عادل القصار:
اننا نشعر بالخجل وعقدة الذنب لتقاعسنا وعجزنا عن تقديم ما يحتاج اليه شعب غزة. نعم نشعر بالخجل والذنب نحن العرب والمسلمين ونحن نرى تظاهر المئات من أنصار الحركات اليسارية ودعاة السلام الإسرائيليين من العرب واليهود في وسط تل أبيب احتجاجا على الحصار الإسرائيلي .
هذه الاطنان الكبيرة من الحديد المخطط استخدامها في بناء الجدار الفاصل، أفليس من الاولى استخدامها في عمليات التشييد والبناء للبيوت والمدارس والمستشفيات التي دمرتها الصواريخ الاسرائيلية؟ سكان غزة المجاهدين بعد حظر ادخال مواد البناء (الاسمنت والحديد) بسبب الحصار لم يجدوا بداً من بناء مساكنهم التي دمرتها الحرب بالطين.
بعد كل هذا ليس لدينا من كلمة سوى ان نقول: &laqascii117o;معذرة... لغزة المحاصرة".&laqascii117o;فهل من مدكر؟"