- صحيفة "السفير"علي محروسربما كانت الصدفة وراء وقوع حدثين متشابهين أو ذوي صلة في آن. ما يزيد عن ذلك لا يعد صدفة، بل خطة أو مؤامرة أو منهج.
عندما طالب مقدم البرامج الرياضية علاء صادق وزير الداخلية المصرية بتقديم الاعتذار، على خلفية الاعتداء الذي قامت به – من دون تدخل سريع من قوات الأمن – مجموعة من مشجعي نادي «الترجي» التونسي بحق بعض أفراد الأمن في «استاد» القاهرة، ربما لم يكن يعلم أن النتيجة ستكون منعه من الظهور بتاتاً على شاشة التلفزيون المصــري. وهو مـنع يلغيه تماماً من الشاشة الفضية، بعدما استقال، عبر الهواء مباشرة، من برنامجه على شاشة «مودرن» قبل حوالى العام، إثر خلافات مع الإدارة.
يأتي اليوم إيقاف برنامجي صادق «ظلال وأضواء» و«لأجل غير مسمى»، من قبل وزير الإعلام المصري، من خلال قرار رئيس التلفزيون أسامة الشيخ، ليعلن الإعلامي المخضرم دخـوله فترة راحة. ولولا أن أزمته تزامنت – في اليوم ذاته – وأزمة رئيس تحرير جريدة «الدستور» المستــقلة إبراهيم عيسى، لحازت قضية صادق اهتماماً إعلامياً أكبر. لكن «استراحة المحارب» التي أعلـنها عيسى بعد إقالته من الجــريدة التي أسسـها وصنعها، حازت – وما تزال- على اهتمام كبير، بطبيعة الحال.
تصعب الإحاطة بقضية إقالة عيسى عن جريدتـه، إذ تختــلط فيها الســياسة برأس المال والحريات وقضايا المهنة والسياسة التحريرية. ويبدو مذهلاً للكثــيرين أن يدفــع رجال أعمال ملايين في صحــيفة، كي يقــضوا علــى وجــودها ومعــناها. لكن تزول الدهــشة لما يتبيّن بأن لهؤلاء مصــالح اقتصادية مع الدولــة، أخــطر بكــثير وأكــبر من مــلايين عدّة توزعت على مساهمين عدة هم مالكو الصحيفة.
ليس مبالغاً القول إنه مع رحيل عيسى انتهت صحيفة «الدستور» كما عرفها قارئها. وفي ذلك مكسب لا شك فيه لسلطة تنوي تزويراً لانتخابات برلمانية مقررّة بعد أسابيع قليلة. لا تهم هنا مسألة حق الإدارة في تعيين مسؤوليها «التحريريين»، فعملية شراء «الدستور» والقضاء عليها لم يكن ليوقفها بند في عقد، والإقالة لم تنشأ عن اختلافات مهنية بل سياسية، والنــهاية الدرامية ليست مستغربة بحد ذاتها، بل الاستغراب منبعه السرعة التي تمت بها، بعد ساعات قليلة من نقل الملكية رسميّا.
يدخـل عيــسى إذن «استراحته»، بعد أيام عدة من اســتراحة لا أمد لها يقــضيها عــمرو أديب في لندن. وأديب ينـتمي إلى عائلة لطالما اعتبرت قريبــة من دوائر القــرار، لكنـه ظل يشـاغــب دائماً. وبـدا أن إيقاف برنامجه «القاهرة اليوم» كان هو الهـدف الفــعلي وراء إيقاف برامـج قنـاة «أوربت» في القاهرة. إذ رفــضت «مديـنة الإنتاج الإعلامي» تسلم الشيكات التي أرسلتها القنــاة لدفـع ديونها، بحجة أنها بلا رصيد. ثم تسلموا الشيكات وسلموا الاستديوهات للقناة بلا كهرباء. وعادت الكهرباء لكن عمرو أديب لم يظهر مرة أخرى.
استراح أديــب بدوره، وإن تردد أنه وقــع عــقداً لبــرنامج جديد مع قنــوات «الحــياة» التــي يملكها الســيد البدوي شحـاتة، وهو ذاتـه المالك الــجديد الذي أقال إبراهيم عيـسى عن رئـاسة الدسـتور. من قال إنها صدفة؟!