- صحيفة 'القبس' الكويتية
المحكمة الجنائية والموقف &laqascii117o;الأميركوإسرائيلي"
عبد النبي العطار:
المحكمة الجنائية الدولية الخاصة بلبنان هي الهراوة الغليظة التي يعدها الغرب (اميركا تحديدا) لتليين موقف المقاومة اللبنانية تجاه مشروع التسوية مع إسرائيل. من الصعب فهم الموقف &laqascii117o;الأميركواسرائيلي" المتحمس وبصورة مبالغ بها لتفعيل بنود هذه المحكمة عندما نعلم أن اسرائيل من أبرز الدول التي اعترضت على ميثاق روما ومشروع المحكمة الدولية، ورفضت الانضمام إلى المشروع. والسبب (وياللسخرية) هو نفسه الذي يسوقه سياسيو حزب الله اللبناني، ألا وهو امكانية وقوع المحكمة تحت تأثير ضغوط سياسية لمصلحة دول ذات نفوذ، وأنها تعطي المدعي العام صلاحيات مبالغا فيها، وأن التوزيع الجغرافي للقضاة في غير مصلحة إسرائيل، اما الولايات المتحدة فقد رفض الكونغرس اعتماد المعاهدة لأنها تخالف مواد الدستور الأميركي، ضد السيادة الأميركية، ضد حقوق الإنسان الأميركي الأساسية، وأنها محكمة ذات طابع سياسي لا يحق لأحد استئناف احكامها، كلها أسباب في رأيي الشخصي منطقية ومعقولة ومقبولة، ولكن ما لا أفهمه، ما الذي يجعل هذه الأمور المرفوضة من قبل اسرائيل وأميركا مقبولة حين تفرض على لبنان؟ ثم لمَ هذا الحرص غير الطبيعي من قبل هاتين الدولتين على تبطيق قرارات هيئة أساسا لا يعترفون بشرعيتها؟ ثم هل هناك من يقنعنا ان الأمر سيقف عند حدود اتهام &laqascii117o;بعض" الأفراد غير المنضبطين في المقاومة، أم ان الأمر امتداد لما فشلت فيه اسرائيل عام 2006 في مسح المقاومة اللبنانية من الوجود؟
وفي ضوء هذا الحماس الاميركي المنقطع النظير لتحقيق &laqascii117o;العدالة" وجلب قتلة الحريري إلى القضاء أقول: ألا يفترض بذل حتى نصف هذا الجهد في الكشف عن قتلة &laqascii117o;الشهيد" جي اف كنيدي رئيس الولايات المتحدة الذي قتل علانية أمام مرأى الملايين، ام ان مصلحة استقرار النظام السياسي الأميركي تتطلب فرض الباء التي تجر في مكان ولا تجر في مكان آخر؟
- صحيفة 'البيان' الاماراتية
لبننة العراق أم عرقنة لبنان؟
كاتب مصري:
... القرار ال&laqascii117o;فرانكو أميركي" رقم 1959 شكل تدخلا دوليا مباشرا في الشأن اللبناني، وطالب سوريا بالانسحاب من لبنان وترك لبنان وحيدا في مواجهة إسرائيل، وطالب بنزع سلاح المقاومة اللبنانية، ليبقى لبنان ضعيفاً في مواجهة العدوان الإسرائيلي القادم، بعد أن تم التمهيد لذلك كله باغتيال الشهيد رفيق الحريري عام 2005 لضرب كل العصافير بقرار دولي واحد، وبجريمة شيطانية واحدة!
ليتم العدوان الصهيوني المخطط له على لبنان صيف 2006 بقرار أميركي، غير أن المفاجأة الكبرى لأميركا وإسرائيل ومن تبعهما بغير إحسان في لبنان وفي المنطقة العربية وفي الغرب المساند لإسرائيل هو فشل العدوان فشلاً ذريعاً في تحقيق أي من أهدافه؛ عسكرياً وسياسياً، بما أفقد الجيش الصهيوني قوة الردع الإسرائيلي.
ولم يعد أمام إسرائيل وأميركا وأعوانهما من سبيل لمحاصرة المقاومة الوطنية في العراق ولبنان وفلسطين والقضاء عليها ولمواجهة الدول المناهضة للمشروع الصهيو أميركي في المنطقة سوى بوابة أخيرة هي بوابة الفتنة الوطنية بتفجير الأوطان العربية والإسلامية من الداخل بشحنات طائفية ومذهبية وعرقية متفجرة، كما كشفت تصريحات &laqascii117o;عاموس يادلين" الرئيس السابق للاستخبارات الصهيونية مؤخراً.
تحت عنوان &laqascii117o;المحكمة الدولية" تجري محاولة ضرب تحالف الشعب والجيش والمقاومة، وتحت لافتة &laqascii117o;العدالة والحقيقة"، بينما العدالة والحقيقة في الواقع قد لا تؤشر بأصابع الاتهام باتجاه الضاحية في بيروت أو دمشق، في ما يمكن أن تؤشر في النهاية باتجاه تل أبيب وواشنطن بعد كشف الحقيقة بمحاكمة &laqascii117o;شهود الزور"..
لكن الغريب أن ذلك كله يجرى تحت ذات الشعار &laqascii117o;الحرب على الإرهاب"، بينما الاحتلال الصهيوني في فلسطين والأميركي في العراق هو بالحقيقة والعدالة كما تكشف الوثائق الأميركية والدولية هو أعلى درجات الإرهاب!.