صحافة إقليمية » مقالات وآراء من صحف عربية

- صحيفة 'القدس العربي'
الازمة اللبنانية: لا أحد سيخرج بلا خسائر
بشير نافع:

تصريحات نصرالله التصعيدية في منتصف هذا الشهر تعكس التوكيد المتزايد في الساحة اللبنانية على أن الوساطة السورية ـ السعودية لإيجاد مخرج من أزمة المحكمة الدولية لم تصل إلى نتيجة تذكر. بكلمة أخرى، يدرك حزب الله الآن أن المقاربة التي تبناها في الشهور القليلة الماضية، والتي استهدفت دفع القوى السياسية اللبنانية، بمن في ذلك رئيس الحكومة السيد سعد الحريري، والقوى الإقليمية النافذة في الشأن اللبناني، سيما سورية والسعودية، لإلغاء لجنة التحقيق الدولية، أو منعها من إصدار قرارالاتهام إلى أجل غير مسمى، لم تعد مقاربة فعالة.
فمنذ تحرير الجنوب اللبناني في ربيع 2000، تحول حزب الله إلى معضلة استراتيجية للدولة العبرية وطرفي التفاهم الأمريكي - الفرنسي حول لبنان. والأرجح أن عواصم عربية لا تقل في تقديرها السياسي السلبي للحزب وقوته المتزايدة.
ما يهم هو أثر الحزب في ميزان القوى الإقليمي، لاسيما ما يتعلق بمستقبل الدولة العبرية وأمنها، ومستقبل الدور الإيراني في المنطقة، في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق إيراني - غربي. ولذا، فإن هدف هذه القوى الرئيسي يتعلق بمحاصرة الحزب وإضعافه وإنهاكه سياسياً، أو دفعه إلى موقع يجعل من اليسير توجيه ضربة عسكرية له.
اتهام عناصر قيادية في الحزب بارتكاب جريمة اغتيال شخصية من حجم رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، بكل ما في هذا الاتهام من أبعاد طائفية أيضاً، يفقد الحزب موقع القوة المقاومة الخالصة، ويقوض واحداً من أمضى أسلحته وأبرز مصادر شرعية وجوده: الالتفاف الشعبي العربي والإسلامي حوله. وهذا ما يجعل خيارات الحزب قاسية حقاً. بيد أن حزب الله ليس وحده من يواجه خيارات صعبة. ففي حال عمل الحزب على حماية عناصره، وامتنع كلية عن تسليمهم، فقد يتعرض لبنان كله لعقوبات دولية.


- صحيفة 'الخليج' الاماراتية
حصار لبنان بين الحكومة والمحكمة
خليل حسين:

مفارقة لبنان وقوعه بين حصارين محلي ودولي، ومفارقة هذا الحصار أنه ممهور بتوقيع سياسيين أعمتهم لعبة الفتنة المذهبية التي لن ينجو منها أحد لا في لبنان ولا خارجه إذا ما اشتعلت .
فخطاب السيد نصرالله العاشورائي فيه الكثير من الدلالات والإشارات التي ستؤسس إلى ما بعد القرار الاتهامي . فهي المرة الأولى التي يشير فيها بإصبع الاتهام للحكومة بحماية شهود الزور ما يعني أن الحزب قاب قوسين أو أدنى من اتخاذ قرار أقله ذات صلة بمشاركته بالحكومة، إذ لم يكن مسار إسقاط الحكومة وبخاصة إذا اعتبر هذا الإسقاط أحد وسائل إفشال وإعدام القرار الاتهامي ويبدو أن الأمور تسير بهذا الاتجاه . أما الإشارة الثانية المدوية التي أطلقها السيد نصرالله هي فساد المحكمة من أساسه.ا
في جميع الأحوال، يتحكم في الواقع اللبناني وملفاته القابلة للاستثمار الإقليمي والدولي، مساران متكاملان: محكمة تحاصر لبنان بمشروع قرار اتهامي لا أساس قانوني أو أدلة دامغة فيه، وحكومة تمتنع عن البت بأحد أسس قضية الاغتيال، وفي كلتا الحالتين ثمة اتجاه للانتظار مجدداً على وقع محاولات الاستثمار الأمريكي - &ldqascii117o;الإسرائيلي&rdqascii117o; لملفات المحكمة وتردد الحكومة، وفي كلتا الحالتين أيضا لبنان هو الخاسر الوحيد بين اللاعبين المحليين والإقليميين والدوليين .


- صحيفة 'الرياض'
هل استفاد الحزب من تجاربه؟
طارق الناصر:

 يبدو أن أقطاب المعارضة اللبنانية لم تحسن استخلاص العبر من درس الاعتصام الشهير إبان حكومة الرئيس فؤاد السنيورة. إذ إن المعارضة آنذاك صعدت الشجرة دون أن تضع لنفسها سيناريو للهبوط منها.
الآن، ونحن على بعد أيام من صدور القرار الظني هل لدى حزب الله خطة بديلة للخروج من مأزق التراجع عن تهديده، أم سيلجأ إلى سلاحه مرة أخرى؟. ربما يستسهل الحزب استخدام السلاح لإسقاط الحكومة، فالسلاح في السابع من أيار هو الذي مكنه- في الحقيقة- من الحصول على كل ما يريد عبر اتفاقية الدوحة. لكن ما هو أهم من السؤال السابق هو؛ هل قام الحزب بدراسة تستقرئ ردة فعل الأكثرية؟.
الأكثرية تعلمت من درس الاعتصام ومن أحداث أيار أن قوتها تكمن في ضعفها، فهي لن تنحني لكنها لن تقاوم من يحتلون الشوارع ولن ترد بالسلاح.
وبالعودة إلى المعارضة، يتساءل المرء. هل أعدت خطة بديلة في حال رفضت الأكثرية الانصياع لدفتر شروطها سواء تم استخدام السلاح أم لا؟ هل استفادت من تجربة الاعتصام؟ سياق الأحداث حتى الآن يقول إنها لم تفعل.

2010-12-24 00:00:00

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد