صحافة إقليمية » - مقالات مختارة من صحف عربية

- صحيفة 'القدس العربي'
الاسرائيليون 'يهيئون' للحرب في لبنان
(رأي القدس):

الاسرائيليون يستعدون للحرب في لبنان، والامريكيون يهيئون الاجواء والتحالفات اللازمة لدعم هذه الحرب، من خلال افشال المبادرة السورية ـ السعودية اولا، وتصليب مواقف جماعة الرابع عشر من آذار بزعامة السيد سعد الحريري ثانيا.
المعارضة اللبنانية تدرك بدورها ان الوضع في لبنان متجه نحو التصعيد بقرار امريكي، تحت ذريعة استمرار عمل المحكمة الدولية. هذه المعارضة اخطأت ومعها سورية في قراءة الموقف الامريكي والتخطيطات الاسرائيلية تجاه لبنان بشكل وثيق وصحيح، عندما راهنت على المبادرة السورية السعودية، واعتقدت ان المملكة العربية السعودية تستطيع ان تغير وجهة المحكمة، وان تؤجل او تلغي قرارها الظني. المبادرة السعودية السورية استخدمت من اجل كسب الوقت، وتهدئة الاوضاع في لبنان بشكل مؤقت، تمهيداً لنضوج الاوضاع على الارض واكتمال الاستعدادات الاسرائيلية، والا ما معنى ان ينفي السفير السعودي في لبنان وجود هذه المبادرة في الاساس فجأة. وسيكون من الصعب على اي رئيس وزراء جديد يكلفه رئيس الدولة ميشال سليمان تشكيل حكومة جديدة في ظل حالة الاستقطاب والتجاذب الراهنة، الامر الذي يعني اتساع الشرخ، وتعمق الانقسامات، وقرب صدور القرار الظني الذي قد يشعل فتيل المواجهات.


- 'القدس العربي'
مقامات الحريري
محمد السنوسي:

ليت لبنان كان مقامة حريرية لها نعمة البداية وحسن الخاتمة، لكن هذه المقامة ترضخ لأنماط استثنائية، حيث ان كل الحلول المقترحة لحل الأزمات الطارئة او الهيكلية ليست في الواقع سوى ألغام موقوتة مبرمجة لكي تنفجر بين أصابع من يوقع عليها، فيما تتناثر شظاياها لتصيب القريب والبعيد. وتبقى تلك الحلول مجرد عقد جديد لانها تكون لصالح طرف على حساب أطراف أخرى.
كما لو ان اسرائيل في حاجة الى شرعنة حروبها على العرب، او هي في حاجة الى مبررات لتسويق حروب الابادة وجرائم ضد الانسانية في السوق الدبلوماسية الدولية، لكن الا يعني ان الفرقاء في لبنان والجوار هم من السذاجة بحيث يضعون القرار الظني للمحكمة الدولية على طبق من ذهب لهمج اسرائيل لكي يعيثوا في ارض لبنان فسادا، بمباركة من الدول العظمى التي تعتقد ان تدمير قلاع المقاومة اللبنانية هو بداية الحل للمعادلة الايرانية في المنطقة.


- رسالة مفتوحة إلى الحريري
اربعة ملايين تحت رحمة قرارك
أحمد منصور (صحافي لبناني):

إنَّ والدك لم يمت، بل هو على الألسن والأعين ووجوه التلفزيونات والصحف وعشرات الكتب، بل مئاتها التي تتحدث عن مآثرهِ ناهيك عن بثّ الإذاعات. فلماذا ترضى أن يكون في متناول الصناعة السياسية عند الكبار؟

سيدي الرئيس:
كل شيء يتوقّف على وقفة، على موقف، على شعرة، فالبطولة على شعرة، والحب على شعرة، والحقيقة على شعرة، والاستشهاد على شعرة، والحياة على شعرة، وقد يُنقذ أحيانا الحَذَرُ من القَدَر. إنك أمام امتحان لا يرحم... وأمامك الفرصة التي قد تكون الوحيدة كي تكون فوق المستوى العام.. وتقرع باب التاريخ لتصير فاتحاً من فاتحيه .
ليس هناك حقيقة في المطلق إلاّ الله. أمّا على الأرض فالحقيقة كالديمقراطية والدستورية مفاهيم للاستهلاك السياسي ولتسيير أمور ومصالح الأقوياء في هذا الكون.
إنّ تراب هـذه الأرض لَكَم جُبِلَت بدماء الأبرياء، ولكنّ الأقوياء يعتبرون أنفسهم آلهة على الأرض، وكلّ شيء مُحللٌ لهم.
ثق بأنهم ليس حبّاً بوالدك يظهرون الأصوات المدوية والعواطف الجيّاشة، بل كرهاً بآخر واستجابةً لتنفيذ خطة أو خطط خطيرة نجهلُ مداها.
لقد تعبَ هذا البلد من الحروب المتواصلة على أرضه، وكذلك من الاغتيالات التي تكاد لا تنقطع. والقاتل الذي يقتل ويكون قوياً يشكل خطراً على الآخرين وعلى نفسهِ. لقد قال خروتشوف رئيس وزراء الاتحاد السوفييتي بالخمسينات جملة خالدة : 'إذا مدحك الإستعمار ففتش عن الجريمة التي ارتكبتها'. سيدي الرئيس :
ليتك تتفرد كليّاً بأخذِ قرارك وحدك تفاجئ العالم بتميّزه وتدخل التاريخ من بابهِ العريض الواسع مترفعاً عن الوقوع في المطبات اللبنانية.


- صحيفة 'الرأي' الاردنية

لبنان.. في عين العاصفة!
محمد خروب:

أهدر سعد الحريري فرصة تاريخية للبروز, كسياسي من طراز لبناني مختلف, بعد أن أسهم مساهمة كبيرة وشخصية في اسقاط التسوية السورية السعودية, عندما رضخ للضغوط الاميركية وابقى أذنيه على موجة مسيحيي 14 اذار, وخصوصاً القوات اللبنانية وحزب الكتائب وبقايا قرنة شهوان وبكركي, أو سمير جعجع وأمين الجميل وفارس سعيد, وما تهمس به قيادة الكنيسة المارونية, بعدم إحالة ملف الشهود الزور على المجلس العدلي..
لبنان هو المستهدف, والاحتلال الاسرائيلي عندما بسط هيمنته على بلاد الارز لم يفرّق بين مسلم ومسيحي ودرزي وأرمني, الا بمقدار عمالة هذا الحزب أو ذاك, وهو عندما أضعف لبنان أو اعترض على تسليح جيشه أو شن عدوان تموز 2006, لم يكن يسال عن الهوية الطائفية أو المذهبية للساكنين في الضاحية أو في قرى الجنوب المختلفة..
إهدار مبادرة الـ (سين سين) هي مسمار في نعش صيغة التعايش اللبنانية الهشة أصلاً, والتعويل على القرار الاتهامي لابتزاز المزيد من التنازلات من الطرف الآخر, هي في المحصلة قصر نظر وفهلوة سياسية ورهان على دبلوماسية اميركية انتهازية وفاشلة, بل ومجربة ليس فقط في عدوان تموز 2006, وانما أيضاً في ملابسات القرارات الغبية في 5 أيار 2008, التي لم تعجّل فقط في قلب الموازين بل وايضاً في عزل وتعرية فريق 14 آذار, الذي انسجم معظمه حد التماهي مع أهداف عدوان تموز 2006, التي لم تتحقق بل وغدت عاراً على منفذيها ومن اعطوا الضوء الاخضر ومن راهنوا عليها من اللبنانيين والعرب..
ما بالك أن سمير جعجع وأمين الجميل وقرنة شهوان لن ينقذوا مستقبل سعدالدين الحريري السياسي, الذي يبدو أنه بات في مهب الريح حتى لو صدر القرار الاتهامي, وحتى لو غدا مجلس الامن ساحة للدعم والتحشيد والشحن والتحريض..
ليس غير اللبنانيين من ينقذ لبنان من السقوط في هاوية المجهول, وليس غير النضج السياسي وبُعد النظر من يحول دون زج لبنان في مرحلة الفوضى والانتحار المجاني..

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد