- صحيفة 'العرب' القطرية
ما أبعاد الانقسام السني في لبنان؟
فائق فهيم:
لا نبالغ إن قلنا إن الطائفة السنية في لبنان لم تسلك سلوك الطوائف، بل تصرفت دائما وكأنها الأم الحنون، ويكفي أن الطوائف الأخرى لم تضمر لها شرا كما كان الحال بينها.
وقد تعرض السنة مرارا لاتهامات باطلة مثل التحالف مع الفلسطينيين لأنهم سنة مثلهم، أو بأنهم ينافقون المسيحيين من أجل الحكم.
ويبذل حكماء السنة جهودهم لإعادة جو الأخوة والمودة إلى قيادات السنة، وإطفاء النيران التي شبت في هذه الطائفة الملتزمة. ويعتقد حكماء السنة أن استقرار لبنان مرتبط بشدة بتماسك السنة التي وقفت دائما في الملعب اللبناني صديقة للجميع، راغبة في العطاء، ورافضة للهيمنة، ولا خلاف على أن حجم الاضطرابات السائدة الآن يزيد على كل توقعات الساسة، والأسباب أتفه من أن توقع لبنان في شرك الفوضى. ولكن على لبنان أن يدرك دائما أنه مستهدف وعليه السعي لتنقية صفوفه حتى لا يحقق المندسون ما حرص عليه الأعداء.
- صحيفة 'الجزيرة' السعودية
كيف نقرأ خطبة خامئني؟
سعد بن عبدالقادر القويعي:
ما حدث في العراق، وما يحدث في فلسطين، ولبنان، وسوريا، واليمن، يؤكد: مدى تغلغل إيران في تلك الدول، وتدخلاتها المكشوفة في شؤونها الداخلية، التي تهدف إلى إخضاع هذه الدول لرؤيتها في المنطقة.
المرشد الأعلى لحكام إيران- علي خامئني، تجاوز في خطبته الأخيرة، كل الخطوط الحمراء في الحديث عن الشأن المصري، يؤكد لدى كل من يتابع العلاقات العربية - الإيرانية: أن الأطماع الإيرانية في الأراضي العربية لم تنته، وأن إطلاق الشعارات والتصريحات من قِبل مسؤولين كبار، وبالمستوى الذي يشغلونه -كمستشارين لرأس النظام الإيراني-، يعزز المخاوف والقلق لدى العرب -جميعاً-، كما يؤكد: التوجس من أفعال، وتدخلات النظام الإيراني في الشؤون الداخلية العربية، وأطماعه، وبالذات تجاه الدول العربية.
حديث -مرشد الثورة الإيرانية- على خامنئي -قبل أيام-، حول الأحداث الأخيرة التي شهدتها مصر، يستحق الإدانة؛ لأنه اصطياد في الماء العكر، وحلقة من كم كبير من استفزازات معادية من طرف إيران، حتى تستطيع فرض مصالحها على -المستويين- الإقليمي والدولي. فالهجوم على مصر، وضربها في خاصرتها، دليل على تنامي مطامع إيران التوسعية، -خاصة- وأن الواقع السياسي بين البلدين -كان ولا يزال-، يمر في أسوأ مراحله.
كان الأولى بمرشد الثورة الإيرانية، أن يتحدث عن أزمة بلاده التي عاشتها قبل عامين، وعن الممارسات الاستبدادية البشعة ضد معارضي النظام.
- صحيفة 'القبس' الكويتية
كفوا أيديكم عن مصر
طلال العرب:
الأميركي في الشؤون المصرية غير مقبول، فهو مهين ومزعج للنظام ومحرج لمعارضيه. أما تصريح خامنئي مرشد إيران تجاه مصر، وتدخله في شؤونها الداخلية، ومحاولته فرض أجندته على الشعب العربي المصري، فهو مرفوض تماماً، وكان عليه التذكر أنه ليس معصوماً من غضبة الإيرانيين إذا ما أرادوا الحياة، لا أحد يريد تكرار التجربة الإيرانية إلا أصحابها، فإذا كانت الشعوب الإيرانية نفسها تريد الخلاص منها فكيف بغيرهم، فعليه أن يتذكر الانتفاضة الملايينية التي خرجت إلى الشوارع الإيرانية، تطالب بسقوطه وسقوط رئيس جمهوريته، بعد أن تبين تزوير نتائج نجاحه، بها كما أعلن في حينه ، وبعد أن فاض بهم الكيل، كما أن عليه أن يتذكر الضحايا الإيرانيين الذين سقطوا دفاعاً عن حريتهم من نظامه الفاشل اقتصادياً وسياسياً، وأن يتذكر الملايين الذين هربوا من بلدهم، بحثاً عن لقمة العيش الشريفة، وهرباً من الفساد.
نحن نتفهم الرعب الذي أصاب النظام الإيراني من الانتفاضة المصرية، ونتفهم تمنياتهم أو استنجادهم لقدوم نظام إسلامي يماثل نظامهم، ولو أن هذه الأمنية تثير علامات استفهام كثيرة، فإذا ما نجحت تلك الانتفاضة المباركة، فإن تأثيرها سيشمل كل المنطقة العربية.
- صحيفة 'الغد' الاردنية
ليست ثورة إسلامية!
محمد برهومة:
إنّ العالم العربي تنقصه الحرية وعدالة توزيع الثروة وقيام دولة المواطنة وحكم القانون، وأعتقد أنّ الحديث عن ثورة إسلامية في ظل قصور الخطاب الإسلامي الموجود عن التعبير عن الشريحة الأوسع من المواطنين، وفي ظل مجتمعات تزخر بالتنوع والاختلاف والتعددية وتسعى لمزيد من الحريات لا تقييدها، فإن هذا الحديث سيكون ليس فقط بعيدا عن الدقة ومجريات الأحداث بالفعل، بل سيجرنا أيضا خطوات إلى الوراء بدلاً من أن تكون التطورات في تونس ومصر بداية أولى لتدشين عهد جديد في العالم العربي باتجاه ترسيخ الطابع الديمقراطي والمدني لدولنا، وتأسيس حكومات تعبّر عن إرادة الشعوب وأحلامها في الحرية والعيش الكريم، وتكون ممثلة لجميع مواطنيها من دون استثناء أو إقصاء لأي طرف.