صحافة إقليمية » الخطاب الإعلامي في «اتحاد الإذاعة والتلفزيون» في مصر نحو التغيير؟

167527056_350صحيفة 'السفير'
فاتن قبيسي

مرّ الخطاب الإعلامي في قنوات التلفزيون المصري منذ بداية ثورة &laqascii117o;25 يناير" وحتى اليوم، بثلاث مراحل. الأولى اعتمدت على التعتيم على التظاهرات، والثانية شهدت تحولاً تدريجياً مع &laqascii117o;الاعتراف" بالثورة، لتعرضها لانتقاد عنيف، دُفع في ظله وزير الإعلام أنس الفقي الى الاستقالة. وهي المرحلة التي مهدت للتغيير الواضح في السياسة الإعلامية الداعمة للثورة، بعد تنحي الرئيس حسني مبارك.
ومن يشاهد &laqascii117o;القناة الأولى" اليوم على سبيل المثال، يرى عبر شاشتها مقابلات مع عدد ممن شاركوا في &laqascii117o;ثورة 25 يناير"، ومع فنانين داعمين لها. فيما كان يحاول التلفزيون والنظام تشويه الثورة بإسنادها الى &laqascii117o;مخططات أجنبية" و&laqascii117o;أصابع خارجية". حتى قيل في التلفزيون المصري إن &laqascii117o;الشباب المتظاهرين شوهدوا وهم يتناولون وجبات &laqascii117o;كنتاكي" في &laqascii117o;ميدان التحرير"، ويتقاضى كل منهم خمسين دولاراً...".
وفيما يضم &laqascii117o;اتحاد الإذاعة والتلفزيون" في ماسبيرو، عدداً من القنوات منها: &laqascii117o;القناة الأولى"، والقناة الثانية"، و&laqascii117o;الفضائية المصرية"، و&laqascii117o;النيل للأخبار"، (بالإضافة الى شبكة تلفزيون النيل - قطاع القنوات المتخصصة سابقاً)، فإن القنوات العاملة اليوم تقتصر على &laqascii117o;القناة الأولى" والنيل للأخبار". وقد تم ضم بقية القنوات في الاتحاد إليهما. ويبدو مبنى الاتحاد شبه مهجور اليوم، في ظل تقلص عدد العاملين الى عدد محدود جداً، &laqascii117o;لتسيير أموره" في مجال إعداد وبث نشرات الأخبار، والبرامج السياسية بالدرجة الأولى.
وفي حين يبلغ عدد العاملين في الاتحاد حوالى 40 الف موظف في القطاعات المختلفة، فإن الصورة تبدو ضبابية، لجهة مغادرة القسم الأكبر من الموظفين المبنى، إثر اشتعال أحداث الثورة، إما عبر الاستقالة، وإما عبر تقديم إجازات مفتوحة، أو من خلال الانسحاب المؤقت والعودة اليه بعد تنحي رئيس البلاد.
الزميلة سهى النقاش الموظفة في الاتحاد منذ 20 عاماً، امتنعت عن العمل في &laqascii117o;النيل للأخبار" منذ اليوم الثاني من بدء الثورة. وتقول لـ&laqascii117o;السفير": &laqascii117o;قدمت إجازة مفتوحة، لكنها لم تسلك المسار الإجرائي الطبيعي، لأن مبنى الاتحاد اليوم أشبه بصحراء، وهو في حالة حرجة جداً، وعناصر الجيش حلت مكان الموظفين".
وعن سبب الإجازة توضح النقاش بقولها: &laqascii117o;في ثاني أيام الثورة، وفيما كان المتظاهرون يشعلون &laqascii117o;ميدان التحرير"، كنت مضطرة للقول عبر الشاشة: &laqascii117o;عاد الهدوء الى شوارع مصر". وكنت أتذمر في كل نشرة إخبارية أقدمها من هذه العبارة، وأطلب تغيير صياغتها على الأقل، لتناقضها الصارخ مع الواقع. وصرت أبحث بين نشرة وأخرى، عما يصلني بالشارع المصري، عبر قنوات &laqascii117o;الجزيرة" و&laqascii117o;العربية" و&laqascii117o;بي بي سي"... وقد قال لي بدوره رئيس التحرير: &laqascii117o;أنا منزعج جداً.. ولكن ما عندناش أي هامش للتحرك".
وفيما شهد مبنى الاتحاد في الأيام الأخيرة، عدداً من التحركات الاحتجاجية، فإن أهداف هذه التحركات تفاوتت بين الاعتراض على &laqascii117o;مظالم فردية" تتعلق بالوظائف والأجور، وعلى قضايا الفساد وكيفية استثمار الأموال العامة في الاتحاد، وعلى سوء التغطية الإعلامية التي درجت عليها قنوات الاتحاد. ولعل أبرز هذه التحركات كان الاعتداء بالضرب على رئيس قطاع الأخبار عبد اللطيف المناوي وإجباره على تقديم الاستقالة. كما طالب المتظاهرون بمحاكمته ورؤساء جميع قنوات الاتحاد.
وكان لافتاً ارتباك موقف المناوي أمس الأول، في برنامج &laqascii117o;مصر النهارده"، عندما سأله الزميل محمود سعد عن تزييف الحقائق، فاعترف بذلك في أيام الثورة الأولى، ثم قال إن &laqascii117o;اللهجة في التلفزيون المصري تغيرت بعد ذلك".
ومع نقل السلطة الى الجيش اليوم، كيف يبدو المشهد الإعلامي التلفزيوني الرسمي؟ مع التبدل في السياسة الإعلامية الملحوظة في &laqascii117o;القناة الأولى" و&laqascii117o;النيل للأخبار"، فإن التطور المهني الفعلي والمرتكز الى هامش الحرية، ما زال مؤجلاً، لحين استتباب الرؤية السياسية في البلاد.
وحتى ذاك الوقت يتم تناول سيناريوهات عدة، في ظل الحديث عن هوية وزير الإعلام المصري الجديد، وما إذا كان ثمة حاجة فعلية لوزارة إعلام، مع طرح إمكانية تحويل &laqascii117o;اتحاد الإذاعة والتلفزيون" الى هيئة مستقلة على غرار &laqascii117o;بي بي سي"، بحيث يتاح أمام المواطنين إمكانية الإسهام فيها، ما قد ينعكس على الهيكلية الإدارية والتنظيمية والمالية للاتحاد، وبالتالي على سياسته التحريرية. كما يطرح موضوع تطوير الاتحاد فكرة تقليص عدد القنوات التلفزيونية، وربما خصخصة بعضها. فالاتحاد إرث ثقيل وكبير جداً، يضم آلاف الموظفين، وتتبع له شركات عدة، منها &laqascii117o;مدينة الإنتاج الإعلامي"، و&laqascii117o;شركة صوت القاهرة للصوتيات والم

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد