- صحيفة 'القدس العربي'
الثورة في لبنان ثورة ألوان
ريما شري:
حين سافرت إلى الخارج أحببت أن أنظر إلى لبنان من بعد وأراقب الأحداث بشكل موضوعي واشاهد كل المحطات وأقرأ معظم الصحف، فأدركت مدى تفكك لبنان وبعد ابنائه بعضهم عن بعض، فحسدت مصر وتونس على وحدة شعبيهما.
فكم من الصعب أن يشهد لبنان ما شهدته مصر وتونس في يوم من الأيام. يوم يثور فيه اللبنانيون على كل ما هو ضد مصلحتهم ومصلحة بلادهم، وأن يتفقوا، ولو لمرة، على أمر واحد يعود بالسلام على لبنان وأهله من دون ان يكونوا مقيدين بما يمليه عليهم زعيم أو تنظيم معين.
فالشعب التونسي والمصري انطلق من الشارع وهو من اشترط من يبقى ومن يرحل. لبنان بحاجة إلى ثورة فعلية. ثورة يقوم بها الشعب كله ضد التلاعب الحزبي والطائفي الذي يمارسه معظم الساسة اللبنانيين على حساب مستقبل لبنان وأمنه واقتصاده.
الشعار الوحيد لثورة فعالة في لبنان يجب أن يكون، 'الشعب يريد إسقاط الطائفية السياسية' ولكن هذا يحتاج إلى الكثير من الوقت والجهد لبلوغه. ربما يتوجب على كل لبناني أن يسافر ثم يعود إلى لبنان كي يستوعب أن لبنان بلد واحد وليس 'بلداناً' وكي يستطيع أن ينظر إليه كقوة واحدة وليس كقوى متعددة ومتنافرة. فالثورة لن تحدث طالما الشعب يصر على العيش في 'بلده' الخاص: أي طائفته.
- صحيفة 'السياسة' الكويتية
زلزال الشرق الأوسط: هل هو نسخة جديدة أم استكمال'للفوضى الخلاقة'؟
مهى عون:
وبإجابة سريعة على هذا التساؤل يمكن القول بأن الطوفان الحاصل اليوم على نطاق واسع عبر الشرق الأوسط, ينطبق عليه التوصيفين الاثنين. فهو من ناحية يشكل نسخة جديدة ل¯'الفوضى الخلاقة' كون الفوضى الحاصلة اليوم ستنتهي بإرساء 'شرق أوسط إسلامي'على حد توصيف وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون. أما طابعها الجديد أو نسختها الجديدة اليوم, فهي تتمثل بطابعها الذي سوف يكون إسلامياً, ذا وجه سني هذه المرة. وذلك لإقامة نوع من التوازن المذهبي, مقابل الفوضى التي تكلمت عنها سابقاً السيدة كونداليزا رايس, وأدى إلى قيام عالم ذي طابع شيعي, بقيادة ولاية الفقيه.
ولكن لا بد من وضع الأمور في موقعها الصحيح. فللإدارة الأميركية في سعيها إلى انزال أو اسقاط الديمقراطية بشكلها الغربي, في العالم العربي تجربة مريرة وفاشلة.
- صحيفة 'القبس'
المذهبية والحراك المطلبي
ايمان شمس الدين:
يقول عمر المختار &laqascii117o;لئن كسر المدفع سيفي فلن يكسر الباطل حقي".
ففي كل مكان اشتعلت فيه الثورة وجدنا الاتهامات بمذهبة الحراك المطلبي كانت معلبة وجاهزة، ولعل أشدها أوارا ما حدث في البحرين حيث وصل الامر بالبعض الى السكوت عن نزيف الدم الذي استخدم فيه رصاص الجيش ضد الشعب وقتل فيه أبرياء ليس لهم ذنب الا انهم كانوا يصرخون في وجه الامن &laqascii117o;سلمية.. سلمية"، وغطى الاعلام الغربي ما حدث في ساحات الاعتصام بطريقة عجز - للأسف - عنها الاعلام العربي في نقل الحدث نتيجة محاباته المقيتة التي تبرر قتل الابرياء لمجرد انتمائهم المذهبي ولا تنظر الى حقهم المطلبي وأحقية حراكهم السلمي مهما كان انتماؤهم ومذهبهم.
ولعل البحرين كانت الاكثر اتهاما بالمذهبية في حراكها المطلبي، كون الاكثرية من الشيعة، بل هم اكثر من يعاني الحرمان والاضطهاد، حيث قمت بعدة زيارات وشاهدت ذلك بنفسي، بل اطلعت على تقارير لمحطات غربية تتحدث عن الفقر في البحرين والطبقية.
فكون أغلبية البحرينيين من الشيعة لا يسلبهم ذلك حقهم في التظاهر السلمي ولا يبرر المجازر التي ارتكبت بحقهم.