بعد ساعات فقط على مداهمة &laqascii117o;مرصد الحريّات الصحافيّة" ومصادرة محتوياته وأرشيفه، تعرّضت &laqascii117o;شبكة عين" للمصير ذاته. السلطة حاولت بشتى الطريق إيقاف الزخم الإعلاميّ الذي رافق التظاهرات المطلبيّة أمس
- صحيفة 'الأخبار'
حسام السراي
بغداد| بعد يومين فقط على لقاء رئيس الوزراء نوري المالكي بأعضاء نقابة الصحافيّين العراقيّين وتصريحه بأنّ &laqascii117o;الحكومة هي التي تريد أن تتظاهر ضدّ الصحافيّين" في إشارة إلى الحرية الكبيرة التي ينعمون بها بحسب رأيه، تعرّض &laqascii117o;مرصد الحريّات الصحافيّة" في بغداد يوم الأربعاء لاقتحام قوّة أمنيّة بقيادة أربعة ضباط. وقد دمّرت القوة المقر وصادرت كلّ محتوياته وأرشيفه. وسرعان ما أصدرت &laqascii117o;الجمعية العراقيّة للدفاع عن حقوق الصحافيّين" بياناً رأت فيه أن الحادثة &laqascii117o;انتهاك صارخ للدستور العراقي وتجاوز لسلطة القضاء". لكنّ ردود الفعل على الحادثة لم تتوقّف عند حدودها المحليّة.
فقد أعلنت منظمة &laqascii117o;مراسلون بلاحدود" على لسان أمينها العام جان ـــ فرانسوا جوليار &laqascii117o;أنّ هذا الهجوم الإجراميّ يهدف الى إسكات منظمة تناضل منذ أعوام لحماية الصحافيّين العراقيّين من خلال العمل بحريّة واستقلاليّة ومن دون أن تتردد في فضح الانتهاكات التي ترتكبها القوى الأمنيّة". وطالبت المنظمة السلطات بإجراء تحقيق مستقلّ &laqascii117o;فلم يعد يجوز للإفلات من العقاب أن يكون القاعدة السائدة في العراق، هذا البلد الذي يدّعي الديموقراطية".
إلا أنّ المدير التنفيذي للمرصد زياد العجيلي ربط موضوع اقتحام منظّمته بمحاولة إيقاف الزخم الإعلاميّ الذي رافق التظاهرات المطلبيّة التي انطلقت أمس في محافظات العراق المتعددة، وتمت الدعوة إليها عن طريق &laqascii117o;فايسبوك". وقد انضم الإعلاميون إلى هذه التظاهرات، مقدّمين ما استطاعوا من دعم. العجيلي الذي كان يجلس وسط ركام ما بقي من أثاث مرصده، قال لـ&laqascii117o;الأخبار": &laqascii117o;الاعتداء الذي وقع علينا رسالة قوية وصادمة لصحافيّي العراق، ومفادها أنّنا قادرون على الوصول إليكم وإيقاف تحرّكاتكم تجاه ترسيخ مبادئ الديموقراطيّة وحريّة التعبير في العراق".
وبعد ساعات فقط من الاعتداء الذي تعرّض له المرصد، أعلنت &laqascii117o;شبكة عين" ـــ وهي منظمة مدنيّة تعنى بمراقبة الانتخابات في العراق ـــ أنّ مقرها وسط العاصمة، تعرض هو الآخر لمداهمة &laqascii117o;قوّة عسكريّة مشتركة يرافقها مدنيّون مسلحون، وتمّت مصادرة بعض محتوياته ومنها وثائق تخصّ نتائج الانتخابات الماضية". ولم تتوقف هذه الانتهاكات عند حدود اقتحام المقارّ. إذ أصدرت &laqascii117o;قيادة عمليات بغداد" قراراً يقضي بمنع سيّارات التغطية المباشرة لأحداث تظاهرات الجمعة في ساحة التحرير وسط بغداد. حتى إنّ السلطات داهمت أمس فضائية &laqascii117o;الديار" العراقية (مستقلة) واعتقلت المسؤولين عن النقل المباشر في المحطة بسبب تغطيتها المباشرة للتظاهرات. وجاء ذلك بعدما ألقت السلطات القبض على الصحافي منتظر الزيدي خلال محاولته يوم الخميس عقد مؤتمر صحافي في مدينة الأعظمية في بغداد، بعدما أعلن مشاركته في تظاهرات أمس.
الناطق باسم تجمّع &laqascii117o;جياع" الكاتب شمخي جبر لفت الى &laqascii117o;أنّ الناشطين المدنيّين والمؤسّسات الإعلاميّة يتعرضون إما الى تهديدات مباشرة أو غير مباشرة للتقليل من زخم التظاهرات، بدءاً من الادعاء بأنّها بعثيّة تقف خلفها جهات إرهابيّة، وصولاً إلى ممارسة مختلف أشكال الترغيب والترهيب ضدّ الناشطين المدنيّين والقنوات الإعلاميّة".
وأشار جبر الى حالة مؤسفة قامت بها قناة &laqascii117o;الحرة ـــ عراق"، إذ &laqascii117o;لجأت في تقاريرها ولقاءاتها ومقابلاتها الإعلامية إلى وصف تظاهرات الجمعة بأنّها &laqascii117o;بعثيّة"، بينما هي مطلبيّة بحت دفاعاً عن الحقوق المسلوبة للعراقيّين التي تحوّلت الى امتيازات ينالها المسؤولون العراقيون في الحكومة والبرلمان". ولأنّ هذه القناة تتيح في تغطياتها المجال للمسؤولين في الحكومة لكيل الاتهامات للتظاهرات كما يؤكد الناطق باسم تجمّع &laqascii117o;جياع"، أضاف: &laqascii117o;طالبنا جهات إعلامية عديدة في مكتب &laqascii117o;الحرة" في بغداد بضرورة انتهاج المهنيّة والموضوعية والحيادية في ما يقدّمونه، إلا أنّهم أكّدوا لنا أنّهم ليسوا مسؤولين عن هذه التغطية، بل إنّ تلك مسؤولية مدير المكتب فلاح الذهبي".
ورأى الناطق الإعلاميّ باسم اتحاد الأدباء والكتّاب في العراق الشاعر ابراهيم الخياط: &laqascii117o;أنّ ما يحصل هذه الأيام من انتهاكات يعطي للعالم إشارات سلبية عن واقع الحريّات في العراق وشكل الدولة الجديد الذي نأمل أن لا يحمل مثل هذه الصبغة البوليسيّة". وفي سياق ابتعاد أكثر من مؤسّسة إعلاميّة عن الموضوعية في تغطيتها، يجد الخياط أنّ &laqascii117o;قناة &laqascii117o;العراقيّة" (شبه الرسميّة) تفتقر الى المهنيّة". ويضيف: &laqascii117o;ما هكذا تكون تغطية الأحداث وخصوصاً عندما يتعلّق الأمر بحقّ التظاهر المكفول دستوريّاً. وقد بالغت &laqascii117o;العراقية" في التهويل وتخويف الناس من تظاهرات الجمعة".