صحافة إقليمية » -- مقالات مختارة من صحف عربية

- صحيفة 'القدس العربي'
هل يمكن إسقاط النظام في لبنان؟
عصام نعمان:

لبنان بلد تعددي وبالتالي فئوي، ولكل فئة من فئاته عصبية وشعائر وثقافة ومصالح وتطلعات، فلا يعقل ان ينجح الجزء في إسقاط الكل، من دون ان يسقط معه. الثقافة السياسية السائدة تذهب الى أبعد من ذلك، ترفع شعاراً مفاده انه ما من فئة، بمعنى طائفة او حزب او تكتل من لون واحد، يستطيع بمفرده ان يحكم لبنان. هذا 'المنطق' يستتبع قولاً آخر مفاده، ان الفئات مجتمعة تستطيع ان تحكم لبنان. فهل استطاعت فعلاً؟ يطرح سؤال، هل لأن احداً في لبنان الفئوي لا يريد إسقاط النظام؟ ولعل الجواب، لأن احداً في لبنان لا يستطيع، منفرداً، إسقاط النظام ولا حتى إصلاحه. يطرح سؤال آخر، هل في استطاعة مجموعة من الفئات لها قواسم سياسية واصلاحية مشتركة، او جماعات داخل الطوائف تحمل برنامجاً وطنياً للاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي ولحماية المقاومة، بناء جبهة سياسية عريضة قادرة على إسقاط النظام؟ الجواب، لا مجال لإسقاط النظام من داخله او بواسطة مكوّناته. من يلعب الاعيب النظام، سلباً او ايجاباً، يصبح جزءاً منه. ولا سبيل امام الجزء لإسقاط الكل إلاّ اذا كان مستعداً للسقوط معه. هذا، في حالة لبنان، احتمال غير وارد، إن لم يكن مستحيلاً. ثمة قوى وطنية لها أولوية مطلقة هي المقاومة، لكنها كقوى نظيفة لا تمانع أن تقترن المقاومة بالإصلاح، بما هو الديمقراطية ومكافحة الفساد. وثمة قوى نظيفة لها اولوية مطلقة هي الاصلاح بالديمقراطية ومكافحة الفساد، لكنها كقوى وطنية لا تمانع أن يقترن الإصلاح بأولوية وطنية هي المقاومة. المشكلة هي في وجود قوى محافظة نافذة في كلا الفريقين، المقاوم والإصلاحي، يخشى بعضها على دوره ومصالحه من جهة، كما يخشى بعضها الاخر من انكشاف مشاركة شرائح منه في مفاسد النظام من جهة اخرى، فتراها ناشطة لمنع تزويج المقاومة بالإصلاح. ذلك حال ويحول دون تطوير قضية التغيير الى قضية وطنية متكاملة ووازنة ومحفّزة للشباب ولسائر القوى الوطنية الحية. الأمل معقود على شباب عروبي لبناني يزاوج بين المقاومة والاصلاح وينطلق، بقواه الذاتية، الى ضخ عدوى الحرية والكرامة والعدالة في عروق الجماهير لينخرط الشباب والكهول معاً في أوسع مسيرة شعبية لتجاوز النظام الطائفي المركانتيلي الفاسد. فهل يرتقي الشباب الى إنجاز هذا الإعجاز؟


- صحيفة 'السياسة' الكويتية
خامنئي يريد أن يغير العالم كله إلا إيران
السيد محمد علي الحسيني:

خامنئي, الذي يصدر التصريحات والفتاوى تلو الاخرى ويظهر نفسه بمظهر المناصر والمؤيد والداعم لموقف الشعوب الرافضة لحكامها بصورة تجعله يبدو وكأنه الملهم والموجه لهكذا تيار, لكن, وعند التمعن والنظر بدقة الى المشهد الايراني والاوضاع المزرية التي يمر بها نظامه قبالة المطالب الجماهيرية العادلة للشعب الإيراني وابسطها رفض نظام ولاية الفقيه, نستطيع أن ندرك وبكل وضوح ان تصريحات وفتاوى 'التغيير'و'الثورة' التي يصدرها من طهران لا يصدرها إلا من أجل معالجة الاوضاع الداخلية الايرانية التي تكاد أن تشبه قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي لحظة. خامنئي يريد, ومن خلال اتباع سياسة توجيه الانظار صوب الخارج واصطناع او افتعال المشكلات والازمات او التدخل في امور اخرى من أجل أهداف خاصة, السيطرة من جديد على زمام الامور الداخلية التي باتت رويدا رويدا تفلت من يديه وهو كما يبدو مع جميع اركان نظامه يعاني الامرين من اجل إرجاع الاوضاع الى سابق عهدها, لكن وكما هو مؤكد فإن هذه المهمة صارت في حكم المستحيل.  ذلك أن نظام ولاية الفقيه قد عاش ويعيش على مبدأ الكيل بمكيالين في تعامله مع العالم من جهة, وإيران من جهة اخرى, وان هذا الاسلوب ومع مرور الايام قد أثبت عقمه وفشله الذريع في تسيير وتجيير الامور بما يحلو للنظام ويخدم أهدافه, واننا نقول ان تلك الفتاوى التي يصدرها خامنئي ويوجهها الى خارج إيران عليه أن يدرك جيدا انه ليست هناك آذان مستعدة للإصغاء الى كلام من يتجاهل معاناة وحرمان شعبه.


- صحيفة 'الاتحاد' الاماراتية

استراتيجية المقاومة الشعبية
خالد الحروب:

... وفي ظل الدرس العميق لثورتي تونس ومصر فإن البوصلة أصبحت تشير إلى ضرورة النظر جديّاً في تبني نوع المقاومة الشعبية على حساب المقاومة المسلحة في فلسطين. والمعايير الأساسية التي تقف خلف اختيار وسيلة مقاومة أو سياسة أو استراتيجية معينة تكمن في ثلاثة عناصر أساسية: الفاعلية، وإمكانية التطبيق، والظروف المحيطة. وهذه العناصر الثلاثة تدعم خيار المقاومة الشعبية وغير العنفية، فهي فعالة كما شهدت ميادين ومدن تونس ومصر حيث أسقطت أنظمة ديكاتورية قوية وتمكنت من حشد وتعبئة الملايين، وهي ممكنة التطبيق، والظروف الإقليمية والدولية والإعلامية المعولمة والرأي العام المتابع يساعدها ويتوافق معها. وقبل ذلك كله وفوقه تتمتع المقاومة المدنية والشعبية غير العنيفة بقوة منطقها الأخلاقي وإحراجها للعدو وحلفائه. فهنا تتمتع المقاومة غير العنيفة بموقف أخلاقي يعلو فوق الاحتلال الإسرائيلي والغطرسة الصهيونية. ولعل ردود الفعل الإسرائيلية المتشنجة والعنيفة على مظاهر المقاومة الشعبية والمعولمة تدلل على التأثير البالغ لهذه المقاومة.


- صحيفة 'الرياض'
الجرذان تطارد ملك الملوك!
كلمة الرياض:

الرؤية العامة؛ أن هناك شعباً ملّ، ثم انفجر ضد أغرب حاكم في العالم، ومثلما حرق &laqascii117o;نيرون" روما &laqascii117o;وستالين" مدناً وقرى في الاتحاد السوفيتي، جاء القذافي ليتخذ نفس الأسلوب، لكن في زمن مختلف وجيل آخر، وقد كشف الوعي الجديد أن العرب ليسوا في حالة بيات شتوي، إذ تحركوا في فصل بارد ليدفئوا العالم بحركة تاريخية غير مسبوقة، وهذا سبب المفاجأة والحيرة، عندما لم تتوقع قوى كبرى الذي حدث ومن دون مقدمات أو رسائل، وكيف صارت العفوية تجعل الإرادة الشابة تحدث تغييراً في ساحة هائلة أيقظت شعوراً عاماً عالمياً؟
ولم يعلم  القذافي أن الصراخ والالتجاء للتعابير الساذجة والخطب الرنانة، ستنقذه من قبضة مواطنيه، وهي حالة العصاب لرجل لا يزال يعيش الكوابيس بدلاً من الأحلام طيلة حياته..

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد