- صحيفة 'القبس' الكويتية
انحنوا للعاصفة وإلا
صلاح الفضلي:
... عدم قدرة الأنظمة العربية على تغيير سلوكها يعود بشكل أساسي إلى عقلية التسلط لدى العرب، ولعل خير من صور هذه العقلية المفكر العربي عبدالرحمن الكواكبي في كتابه &laqascii117o;طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد" وهو يرى أن الاستبداد هو &laqascii117o;أن يتعامل السلطان مع أفراد مملكته معاملة المالك لأموالهم الشخصية، فالبلاد وما فيها ملك شخصي له"، وتاريخ العرب الطويل شاهد على ذلك، فكل خليفة يأتي يؤكد على معنى الحكم المطلق، ولذا ليس غريباً أن نسمع عبدالملك بن مروان يفتتح عهده مخاطباً الناس &laqascii117o;أما بعد فإني لا أداوي أدواء هذه الأمة إلا بالسيف حتى تستقيم لي قناتكم"، وإذا كان عبدالملك بن مروان يداوي الناس بالسيف فحكام العصر يداوونهم بالرصاص الحي والدبابات.
جميع الأنظمة العربية من دون استثناء مطالبة بالانحناء للعاصفة، ومن يكابر أو يعاند فالمستقبل سيعانده.
- صحيفة 'الخليج' الاماراتية
أزمة الحكم في لبنان بلا ضوابط
سليمان تقي الدين:
ألقت التطورات العربية بثقلها على لبنان، فذهب الاهتمام بعيداً عن هذا البلد المفلس سياسياً، بعجز قياداته عن إنتاج حلول لمشكلات متراكمة، أدت إلى إضعاف سلطته المركزية وهيبة دولته ومؤسساته وتعطيلها .
لا تعرف القوى السياسية اللبنانية أن تفصل بين الخلافات الوطنية المهمة وبين إدارة شؤون الناس اليومية والحياتية . بل إن الأزمة تكمن في فشل النظام السياسي الذي تكرس منذ ثلاثة عقود عن استيعاب المشكلات وحلها بين اللبنانيين وداخل المؤسسات .
كان المخرج الوحيد الممكن هو أن يبادر رئيس الحكومة المكلف بإعلان تشكيلة حكومية مستقلة ومحايدة، وفرضها كأمر واقع أمام أزمة الفريقين . لكنه أحجم وأضاع هذه الفرصة، ووقع في دوامة المطالب المتقابلة والمتناقضة، حتى صار متعذراً عليه إرضاء أي من الأطراف .
هكذا يتأكد يوماً بعد يوم أن النظام الطائفي لم يعد صالحاً لإدارة شؤون لبنان اليومية، وبات من الضروري إطلاق حوار وطني حول الإصلاحات الدستورية السياسية. لقد أدى التجاوز على الدستور والاحتكام لموازين القوى السياسية والاستنسابية إلى تراكم مشكلات سياسية وقانونية، بات من الضروري مراجعتها . ولن تنجح الحكومة وحدها، حتى لو تم تأليفها في حل هذه الأمور التي تحتاج إلى مراجعة سياسية شاملة للوضع الدستوري في البلاد، ولكيفية إنتاج السلطة وتوزيعها وآليات عملها.