صحافة إقليمية » - - - مقالات مختارة من صحف عربية

ـ صحيفة 'القدس العربي'
رغم هبوب رياح الطائفية عليها: ما حدث في البحرين ثورة شعبية
علي الهيل:

كان الأمر يمكن أن يكون أقل كلفة بكثير في البحرين لو أن تلك الدعوة للحوار وتنفيذ المطالب تم قبل اضطرار المواطنين للنزول إلى الشارع. وأصلاً القول بطائفية الثورة الشعبية البحرينية هو حكم قيمي قاطع.
كما أن افتراض أو اقتناع البعض بأنها ليست شعبية بحرينية وطنية في خطها العام وذات مطالب عادلة كغيرها، يبخس الناس المظلومين أشياءهم. وكان يمكن بدلا من الموقف السلبي الذي اتخذه بعض قادة الرأي من الثورة البحرينية أن يعي أولئك القادة الناس، سنة وشيعة، وهم أهل دين واحد وينصحونهم بضرورة حصر المطالب الشعبية في إطارها الوطني البحريني، وعزلها والنأي بها عن مصادر التأثير الخارجية والمذهب الشيعي كما السني تعرضا للتسييس منذ القرن الأول الهجري، ومع ذلك يمكن القول إن الثورة الشعبية البحرينية - كما لاحظ الكثيرون - هبت عليها رياح تسييسية طائفية، بدءاً من أسبوعها الثالث تقريباً أجبرت بوصلتها على الانحراف عن غاياتها النبيلة.


ـ  صحيفة 'الجزيرة' السعودية
هؤلاء الذين يزعمون الدفاع عن الشيعة
جاسر الجاسر:

يدعي النظام الإيراني بأنه الحامي والمدافع عن الشيعة، ولا يترك أي مناسبة إلا ويؤكد هذا الزعم من خلال التحديات والمواقف خاصة تلك التي تقود الشيعة العرب إلى الصدام مع حكوماتهم الوطنية التي أكدت بأن نظام طهران يستغل أبناء الشيعة لتبرير تدخله في الشؤون الداخلية للدول العربية. ولأن هذا النظام لديه توجه لاستغلال الشيعة فقد وُضع مخطط بدأ ومنذ مدة وقبل أحداث البحرين، تتكشف أبعاده وخطورته على الشيعة أنفسهم الذين أصبحوا مشتبهاً بهم مع أنهم متمسكين بولائهم لأوطانهم وقياداتها، وإذ تورط نفر قليل مع المخابرات الإيرانية، فإن هذا النفر قد أُعد لهذه الأعمال، وبذلت أجهزة المخابرات الإيرانية جهوداً مضنية لتدريبهم وإعدادهم لنشر الفكر الصفوي الذي أصبح لدى ذلك النفر القليل مقدم على العقيدة وعلى الوطن معاً.
هذا الادّعاء يكشف زيفه معاملة نظام طهران للشيعة العرب بمن فيهم العلماء &laqascii117o;المرجعيات العربية" وأيضاً التجاوز الفاضح لفكر الإمام جعفر الصادق.
هذا القول لا نقوله اعتباطاً، بل &laqascii117o;الدستور" الإيراني الذي وضعه خميني يؤكد ما نقوله، ومن يشكك في ذلك عليه أن يقرأ ذلك الدستور.

فالدستور الإيراني، تنص إحدى مواده على أن رأس الدولة يجب أن يكون شيعياً ومن أبوين فارسيين، ولا ندري حينما يظهر &laqascii117o;المهدي" الذي يحكم ولي الفقيه نيابة عنه حتى يظهر، كيف سيتسلم الحكم كونه من أبوين قرشيين عرب..!!
كما أن الأحاديث التي أثيرت في حوزة قم عن نقاء نسب &laqascii117o;السادة" الذين يحكمون إيران، فالسيد هو من ينحدر من الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي العربي، يجعلنا نتساءل، هل السيد الخميني، والسيد خامنئي، والسيد خاتمي وغيرهم من أصول عربية أم فارسية؟ وإن كانوا من أصول عربية فهل ينطبق ذلك على نص الدستور الإيراني الذي يقصر رئاسة الدولة ورئاسة تشخيص النظام على من ينحدر من أصول فارسية..؟!!  ثم إن الذين يديرون النظام في إيران يحتقرون العرب أصلاً سواء سنة أو شيعة فكلاهما في ميزان عنصري واحد، وهذا يفسر إبعاد العناصر العربية عن المرجعيات، ورغم أن الدراسة في الحوزة &laqascii117o;قديماً" كانت تركز على إجادة اللغة العربية، إذ لا يمكن أن يفهم القرآن الكريم ولا الفقه الإسلامي، ولا المراجع الإسلامية إلا الذين يتقنون اللغة العربية تحدثاً وكتابة، إلا أنه في المقابل تجرى محاولات حثيثة لتهميش اللغة العربية، ومنع التحدث بها حتى في المقاطعات العربية كالأحواز والمدن العربية المحتلة الأخرى.
أما في الحوزة التي كان يجري التدريس بها باللغة العربية، فقد جرى تهميش العلماء العرب وفرض فقهاء فرس على الحوزات الشيعية العربية سواء في النجف أو دمشق.
أبشع من ذلك قامت مؤسسة &laqascii117o;نور" إحدى أذرع حوزة قم والمكلفة بنشر المراجع العلمية والثقافية، بتمجيد الشاعر الفردوسي وقامت بطبع ونشر قصيدته &laqascii117o;شاهنامة" التي يحتقر فيها العرب ونشرها على نطاق واسع، يقول فيها ما ترجمته:
&laqascii117o;سحقاً لك أيها الزمان.. الذي بلغ فيه العرب.. الذين يأكلون الضَّب.. ويشربون لبن البعير.. أن يطمحوا في تاج المُلك". هؤلاء من يزعمون الدفاع عن الشيعة العرب، الذين يضطهدونهم من تحت كنفهم سواء في الأحواز وحتى الذين يأخذون العلم في الحوزات، فكيف يقبل من خُدع بزيف ادعاءاتهم أن يكون أداة بيد هؤلاء العنصريين؟


ـ 'القدس العربي'

لماذا مزق اهل حوران صورة سيد المقاومة مع سيد القمع؟
رافي حداد (كاتب من سوريا):

 خطب السيد حسن نصر الله، فقال حازما جازما من دون لبس، إن الشعوب أرادت الحياة فاستجاب لها القدر. واتهم الأنظمة بانها بدلا من ان تبادر إلى حوار صادق وإجراء إصلاحات حقيقية وجدية، بدون مناورات ونفاق، بادرت إلى القمع والقتل والاتهام والاضطهاد والإهانة والإذلال، وكالت للثوار الشتائم وقيل انهم فئران وجرذان ومتعاطو حبوب هلوسة وطائفيون، واتهموا بالعمالة للقاعدة او أمريكا، وهذا عقد الأمور وعطل إمكانية الحوار، وبالتالي رفع من سقف مطالبات وتوقعات الشعوب.
وتابع السيد حسن تضامنه الصريح مع المستضعفين والتائهين والموجوعين في انحاء بلاد العرب، وخص اليمن والبحرين بقوله: دماؤكم وجراحكم ستهزم الظالمين والطواغيت، وتجبرهم على الاعتراف بحقوقكم المشروعة، ثم قفز السيد إلى ليبيا وجمرها متجاهلا بشكل تام ما يحصل في سورية.
لا نريد إحراج السيد حسن، وهو يعرف حوران جيدا، ويوما من الأيام قدّم لابن درعا وحوران رستم غزالة بندقية الشرف، التي ظفرها المقاومون من ضابط (إسرائيلي) غاشم.
فما كان من أهل حوران إلا ان مزقوا صورة للسيد حسن، بالحقيقة مزقوا صورة واحدة لا غير، وللدقة فصلوا تلك المصافحة بين سيد المقاومة وسيد القمع رستم غزالة. مزقوا تلك الصورة التي لا تليق بك يا سيد المقاومة، فدم أبنائهم الحار كان يسيل في الساحات وعيونهم مشرعة على كلامــــك، وإذ بالخذلان حليفهم.
كانوا يقولون نعم للحرية، ولا للخــــوف.. لا لفساد رامي مخلوف بالذات، وكل الفساد الآخر بالعام. قالوا ان الشعب لم يعد يريد أن ينذل تحت أي مسمى. كلها شعارات سلمية ليس بها خطر واحد على أي نظــــام، أو الرئيس الوطني، بل على العكس تعطيه الفرصة ليباشر فورا باستغلال الثقـــــة والأمل الذي داعب السوريين يوما بان التغيير ممكن، وإن الاصلاح السوري سيكون أنموذجا يحتذى، فسال دم عشرات الجرحى وخمسة قتلى. هؤلاء هم أهلك وناسك يصرخون في وجه الظلم والقمع، حضنوا المقاومة وحموها بكل طوائفهم ومشاربهم وانتمائتهم. باسم المقاومة قبلوا أن تتحول حياتهم لبونات مازوت، وتشرد شبابهم في أنحاء الأرض بحثا عن لقمة رزق وصونا للمقاومة. تحملوا خلطات التجريب الاقتصادي والحريات المقننة والقوانين المفصلة على مقاس ثلة من رجال المال والأعمال والمنافذ. النفق الذي بدأ يدخل به المشهد السوري المطمئن، بالتأكيد يقلق السيد حسن قبل السلطة. ولكن حين يتكلم الدم السوري البريء مستصرخا، بأي ذنب سكبت، يصبح الصمت أقرب للخيانة.. انهم أهل سورية، إذا استكثرت على دمهم الطاهر في درعا كلمة عزاء علنا، نرجو ان تكون فعلتها سرا. وإنهم المعتقلون الوطنيون يتهمون بأشنع الصفات والألقاب وتسحل كراماتهم بالشوارع، فإذا كان هؤلاء هم عملاء مأجورين، يعني إنه يوما ما يمكن أن نصدق إنك عميل ومأجور 'حاشاك'.
نرجو أن تكون قد همست ولو من باب المحبة لمن يتحاور مع كل قوى العالم من الأعداء الالداء والسفلة التي اتسع لهم قلب سورية الكبير وضاق على أبناء شعبه. نرجوك ونتوسطك أن تخبره إن الدم السوري ليس رخيصا وان السوري لا يستحق هذا الظلم وهذا الحيف وهذه العنجهية. وإن قمع السوريين هو الخطر على المقاومة. إن زج أحرار سورية بالمعتقلات باسم إضعاف الشعور القومي وبث الوهن في جسد الوطن، هو الذي سيضعف روح المقاومة. فيا سيد المقاومة، لأن سورية المفعمة بالحرية هي سورية المقاومة حتما. ننتظرك في خطابك القادم ان تقول ما يستحقه الشعب السوري فعلا.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد