ـ صحيفة 'القدس العربي'
خطاب الأسد: سبعة أضاليل لا تطمس قطرة دم واحدة
صبحي حديدي:
الذين علّقوا عليه الآمال، طيلة الأيام التي أعقبت اندلاع الإنتفاضة السورية، خابت آمالهم في أن يقول مفردة واحدة تشي بأنه استمع إلى رسالة الشعب، أو ينوي الإستماع إليها في أجل قريب؛ أو أن ينطق مفردة عزاء واحدة لأهالي الشهداء. بيد أنّ خطاب بشار الأسد، أمام ما يسمّيه النظام 'مجلس الشعب'، كان أبعد أثراً من حكاية الآمال الخائبة والتفاؤل الجهيض، وانطوى على سلسلة أضاليل سيقت عن سابق عمد وتصميم، واستهتار برسالة المحكوم إلى الحاكم، واستخفاف بجراح الشعب وأحزانه. ولعلّ التضليل الأوّل كان إصرار الأسد على مخادعة نفسه بنفسه، والإلتفاف على تصريحات كان قد أدلى بها قبل أسابيع قليلة لصحيفة 'وول ستريت جورنال'، حول أولويات الإصلاح، وجداوله الزمنية التي قد لا يقطف ثمارها إلا أبناء جيل لاحق؛ فضلاً، بالطبع، عن حصانة نظامه ضدّ ايّ تحرّك شعبي، هو 'المقاوِم' و'الممانِع'.
ولو كان الأسد ينتمي إلى زمانه، في الحدود الدنيا لمنطق العصر ، لأوحى إلى معاونيه الأمنيين أن يأمروا هؤلاء المهرّجين النواب بالإقلال من تهريجهم، لأنّ العالم بأسره كان ينتظر خطابه، ولكان أوصى بأن لا يخرج عليه عضو يهتف له إنّ سورية والعالم العربي قليلة عليه، وموقعه قيادة العالم؛ هذا بمعزل عن أبيات الشعر السقيم وهتافات النفاق الجوفاء.
ـ 'القدس العربي'
أسئلة ما بعد التغيير السوري
د. عبدالله تركماني:
بعد أن سالت دماء سوريين من أجل التغيير الوطني الديمقراطي، أضحى هذا التغيير على جدول الأعمال السوري، إنّ الحالة التي وصلت إليها سورية، في حجمها وجديتها وأيضاً في تنوعها وشدة تواترها، يضعها أمام خيار هو الأسلم، بل الأفضل لحاضر سورية ومستقبلها، لكنه الأصعب على أغلبية أهل النظام ومصالح بعض المتنفذين بينهم، يقوم على تعاطٍ عقلاني مع الواقع القائم واتجاهات تطوره، تحسباً من أن تصل الأمور إلى حافة الهاوية، وفي كل الأحوال لن نستغرب إن بقيت القيادة السورية تراوح مكانها في سياساتها التي أكل عليها الدهر وشرب، فبنيتها الاستبدادية تبدو عصية على الانفتاح وفهم متغيّرات ومستجدات العصر، إذ أنّ مراكز القوى الأمنية فيها لا زالت أسيرة عقلية من مخلفات الماضي.
ـ صحيفة 'عكاظ' السعودية
المرأة السعودية ليست كيس زبالة
محمد الحربي:
في لحظة غاب فيها العقل ونام فيها الضمير واستيقظ فيها الخبث والحقد، تطاول رئيس حزب التوحيد اللبناني الوزير السابق الدرزي وئام وهاب على المرأة السعودية، ووصفها بأنها مثل &laqascii117o;كيس الزبالة الأسود". نريد وتريد كل السعوديات موقفا حازما ضد وئام وهاب، وتحركا عاجلا من الرئيس اللبناني ميشيل سليمان، ومن رئيس مجلس النواب نبيه بري، ومن مفتي لبنان محمد رشيد القباني، ومن كل الشرفاء في لبنان لمحاسبة وئام وهاب على تطاوله السافر على نساء المملكة وعلى الدين الإسلامي الحنيف وعلى القيم والأخلاق.
نريد وتريد كل السعوديات موقفا حازما من كل الشرفاء في بلادهن ضد وئام وهاب، والتحرك عاجلا لرفع دعوى حسبة ضده ومحاكمته والاقتصاص لهن منه وإقامة الحد عليه. ما الذي كان يدور في ذهن وهاب عندما بث سمومه وأحقاده بهذه الصورة القذرة؟ هل هو مدفوع من تيار ما أو من حزب ما أو من جهة ما ليسيء إلى المملكة وفي هذا التوقيت بالذات؟
ـ صحيفة 'المدينة' السعودية
حمى الله مملكة البحرين
د. سلطان عبدالعزيز العنقري:
المؤسف في الأمر والمحزن في الوقت ذاته أن البعض من أبناء البحرين من الإخوة في المذهب الشيعي حولوا المظاهرات السلمية إلى مذهبية بغيضة بدلا من أن تكون المطالبة بحقوقهم المشروعة كمواطنين ينتمون إلى بلدهم البحرين وليس لأية جهة أخرى داخلية كانت أم خارجية على وجه التحديد لأن بلد الإنسان غالٍ حتى ولو جار عليه. تحويل المظاهرات إلى مذهبية بغيضة، من أجل استدرار عطف أتباع هذا المذهب سواء في الداخل أو في الخارج، وسواء كان ذلك بقصد أو بدون قصد، هو الذي جعل تلك المظاهرات السلمية تنفلت من عقالها وتعتدي على الأبرياء وتدمر مقدرات ومكتسبات الشعب البحريني وتعيق التنمية وتعطل الاقتصاد بل أدى ذلك التحزب المذهبي إلى قيام أطباء من المذهب نفسه في مستشفى السلمانية بوسط المنامة بمعالجة المرضى والمصابين من المذهب ذاته وطرد المرضى والمصابين من المذهب السني على الرغم من أن هذا بلدهم.
بالطبع وزير الخارجية البحريني لا يتحدث من فراغ بل وفق وثائق وأدلة وبراهين تثبت تورط إيران وابنها المدلل السيد حسن نصر الله في جنوب لبنان الذي يبدو أن الغطرسة والغرور أعمته عندما قيل له إنه رجل المقاومة الأول في جنوب لبنان إلى درجة أنه تبنى نظرية تصدير الثورة لإمامه الخميني لكي يتولى بالنيابة تصدير الثورات والفتن لمنطقتنا العربية والخليجية بالذات، وهنا نقول للسيد حسن نصر الله إن هذا خط أحمر ولن نسمح لك ولا لغيرك من المليارديرين في قم في إيران التدخل في شؤوننا بل عليك مساعدة أسيادك في &laqascii117o;قم" بنصرتهم وذلك بردعهم كونهم ظالمين عن ظلم الآخرين، وإرجاع الأمور إلى نصابها للسيد أمير موسوي الذي فاز بالانتخابات الرئاسية في إيران وألغاها سيدك المرشد خامئني؟!! ونقول في الوقت ذاته للسيد حسن نصر الله إنه من حقك التعبير وإبداء الآراء ولكن ليس من حقك أن تقول لنا إنك سوف تقف مع شيعة البحرين وستمدهم بآلاف من الرجال مردفين لزعزعة أمن البحرين، وهذا لن نسمح به كشعوب قبل الحكومات لأن هذا، كما أسلفت، خط أحمر &laqascii117o;بالبنط العريض"، وسوف تفتح على نفسك وحزبك أبواب جهنم والشر، لأننا سوف نتحالف لدك حصونك، وأينما كنت ولن تقوم لك قائمة بعد الآن.
فقد كان من الأولى أن تقوم يا سيد حسن نصر الله وتمد إخوانك في ليبيا وتزودهم بآلاف من الرجال مردفين لنصرة المظلومين المسلمين وغيرهم في ليبيا من طاغية سفاح مختل عقليًا اسمه القذافي، ينعت شعبه بالجرذان والجراثيم والكلاب الضالة، إضافة إلى أن السيد موسى الصدر وهو من &laqascii117o;أئمة الشيعة" اختفى في ليبيا وإلى الآن على يد القذافي، كما يزعم حزبك، فهذه فرصة لك، أولًا ناحية إنسانية لنصرة المظلومين من إخوانك وإخواننا المسلمين في ليبيا، وثانيًا لمعرفة مصير السيد موسى الصدر الذي قد يكون الآن يقبع في إحدى زنزانات الطاغية معمر القذافي في ليبيا فهم أولى بالنصرة بدلًا من بعث فرقك الانتحارية إلى دولة تحترم كل المذاهب الإسلامية وغيرها من الأديان الأخرى، وكذلك تحترم حقوق الإنسان، أليس كذلك يا سيد حسن نصر الله؟!!
وكان بودنا أيضا أنك أرسلت فرقًا انتحارية لردع الإيرانيين الفرس في العراق الذين يعيثون في الأرض فسادًا مع بقية التابعين لهم من المذهب الشيعي وتحرير العراق من القوات المحتلة ومن نوري المالكي الذي اغتصب السلطة بمباركة المرشد علي خامئني الذي دائمًا تقول عليه بأنه مثلك الأعلى والبركة بمئات الملايين من الدولارات التي يسرقها المرشد وغيرهم من الملالي والآيات من خزينة الشعب الإيراني وصرفها عليك وعلى أحداث الفتن والفوضى في عالمنا العربي.
وكان بودنا كذلك أن نسمع منك أنك أرسلت جزء من الصواريخ المكدسة لديك والتي يصل مداها إلى تل أبيب، حسب ما أشرت إليها في خطبك المكررة، وفرقك الانتحارية لإخواننا في فلسطين لرد العدوان الإسرائيلي الغاشم ليل نهار على أهلنا بفلسطين؟!!
السيد حسن نصر الله: ألا ترى أن ما صرحت به من زعزعة أمن دولة ذات سيادة غلطة، ودائمًا يقال: إن غلطة الشاطر بعشرة؟! وبخاصة في هذه الظروف الراهنة وهذا الطوفان من الانتفاضات والثورات الشعبية التي عصفت برؤساء يملكون جيوشًا نظامية ومباحث واستخبارات يعدون بمئات الألوف أكثر مما تملك، ومع ذلك سقطوا الواحد تلو الآخر، وآخرها ما تتعرض لها سوريا الآن من مظاهرات وانتفاضات شعبية عمّت جميع المدن السورية، ولو تأكد للشعب السوري أنك بالفعل أرسلت ثلاثة آلاف مقاتل لقمع تلك الانتفاضات لتحالفت قبائل وعشائر شمر وعنزة وغيرها في مدينة درعا السورية مع الشيطان وأطاحوا بك، بل ومزّقوك إربًا وبمحميتك في الجنوب. ألا تعرف أن حلفائك الذين يمدونك بالعتاد والسلاح في إيران وغيرها سوف تتوقف في حالة وصول طوفان الانتفاضات إليهم، وهذا ليس بمستبعد، وتصبح أنت وحزبك بين المطرقة والسندان، أي للتوضيح أكثر، بين جيش إسرائيلي لا يرحم ارتكب خطأ عندما أتى بك وبحزبك وزرعك في لبنان، وبين شعب لبناني اكتشف أنك تجيد فقط الخطب الرنانة وتنميق الكلام في حين أن هدفك تأسيس دولة داخل دولة على غرار جمهورية الخميني، وإلا ما الهدف من احتفاظك بسلاح المقاومة كما تقول، والجيش اللبناني الآن منتشر في الجنوب الذي يمثل سيادة الدولة على أراضيها وليس حزبك؟!
السيد حسن نصر الله: في خلاصة سوف أهمس في أذنك وأقول لك: لولا الله ثم المملكة العربية السعودية وتدخلها هي ودول مجلس التعاون الخليجي لوقف العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان لأصبحت أنت وحزبك الذي تتزعمه في عداد المفقودين؟!، ألا تعرف مرة أخرى أنه لولا الله ثم المملكة العربية السعودية التي وقفت مع لبنان من خلال اتفاق الطائف ومن خلال الدعم غير المحدود لأهلنا في لبنان لأصبح لبنان مثل الصومال الآن، ولكن دائمًا يُقال: &laqascii117o;العاقل خصيم نفسه"، &laqascii117o;وقد يموت الفتى من عثرة اللسان ولا يموت من عثرة الرجل" كما يقول الشاعر؟!!
ـ صحيفة 'الوطن' الكويتية
المقالك كفانا طائفية
نعم كفانا طائفية… تمزق المجتمع الواحد المتآلف والمترابط. لم تكن الطائفية بيوم من الأيام أداة بناء للوطن ولا لجمع وتوحيد صف المجمتع ولم ولن تكون سببا لإعمار وطن وتقدم مجتمع. في الكويت بين الفترة والأخرى نجد صراعا طائفيا يطفو على السطح إما بسبب تصرف غير مسؤول من الداخل أو حدث يقع خارج حدودنا، ولكن الخاسر الوحيد من الصراع والتناحر الطائفي الكويت وأبناؤها. أرجو من كل الذين يعشقون الصراع والتناحر الطائفي ويقتاتون عليه ويستنشقونه مثل الهواء، أن يرحموا الكويت ويرحمونا كأبناء لهذا الوطن العزيز من عبثهم، فالطائفية لم تخدم أحدا . ولنتأكد ونثق بأننا ليس لنا عزة ولا كرامة من دون الكويت التي بنيت بسواعد الجميع السني بجانب الشيعي والحضري.
ـ صحيفة 'السياسة' الكويتية
جواسيس إيران في الكويت!
داوود البصري:
التجسس الإيراني على الكويت ليس امراً جديداً أبدا في تاريخ الكويت السياسي الحديث , وبخاصة من أجل زعزعة الوضع الداخلي و محاولة زرع الفتنة و اخذ الكويت بعيدا عن إهتماماتها القومية و الإنسانية و التنموية و خلق بؤرة توتر دائمة , ولكن ظلت العيون الحارسة على أمن الوطن و المواطن تمارس سياسة النفس الطويل و الصبر الجميل. أجهزة الشر و الإستخبارات الإيرانية لم تغمض عيونها عن الكويت التي ظلت هي الهدف الذهبي لشياطين الحرس الثوري و أتباع الفكر الظلامي المتخلف و أهل الرؤى العنصرية الحاقدة الذين يأكلون و يسمنون من خير الكويت و لكنهم في النهاية يقدمون الولاء لمن لا يستحقه و لمن لا يهدف إلا إلى تعطيل المسيرة الحضارية و التنموية لهذا البلد الذي تعرض لظلم الأقارب و الأشقاء قبل الأبعدين. حملات الشر ضد الكويت و إيذائها لن تتوقف أبدا فهذا هو قدرها وصانع القرار الكويتي يعرف ذلك جيدا وقد أعد للأمر عدته.
- 'السياسة' الكويتية
ما هي الطائفية؟
محمد نامي:
في حقيقة الأمر فإن المد الصفوي (الآخذ بالاندحار حاليا) وأذنابه في المنطقة هم من أرهب الناس بهذا المصطلح , حيث أطلقوه على كل من خالفهم في الرأي سواء كان رأيا سياسيا أو غير ذلك . الطائفي من نواب مجلس الأمة هو من لا يطالب إلا بمطالب خاصة بطائفته ومصالحها وشؤونها , فتجد تاريخه في مجلس الأمة يخلو من أي طلب أو إقتراح برلماني لعامة الشعب والطائفي هو من يدافع عن أبناء طائفته من دون أن يعرف التهمة , وتجده أثناء دفاعه يتهم الطرف الآخر بالطائفية ! والطائفي إذا أنشأ صحيفة (على سبيل المثال) فإنك تجد الطوائف الأخرى من العاملين فيها نشاز , فهي بكل طاقمها من طائفة واحدة مهما اختلفت جنسياتهم , وتجد جل اهتمام صحيفته منصب على نصرة طائفته في المشرق والمغرب وفي أقصى بقاع الأرض .
ـ صحيفة 'الوطن' السعودية
الطائفية بين الفعل الدعوي والفعل السياسي
بدر العامي:
قلت مرة لأحد الدعاة الفضلاء والمهتمين بالحوار السني/ الشيعي في السعودية بأني أتحفظ على طريقة تعاطي بعض الدعاة مع قضية الحوار مع الشيعة، فإن بعض الدعاة يرسمون منهجاً جميلاً للحوار والتواصل، حتى إني أعرف بعض القضاة في المنطقة الشرقية لهم تواصل جميل مع الشيعة والحوار الحضاري والهادئ البعيد عن التكفير والتخوين، ولكن هذه الجهود كلها تنقض عند أي التهاب سياسي يطرأ في أي مكان في العالم الإسلامي والعربي، ففي الوقت الذي تبنى فيه الجهود التواصلية التي تقتضيها الحكمة في الدعوة، نقضي عليها مباشرة حين نصعد الخطاب ضد الشيعة في خطب الجمعة والمحاضرات، دون أن نفرق بين الحدث السياسي والحمولة العقدية للطائفة، فنكون كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً.
فإقحام القضية السياسية هو تحميل لكل الطائفة الشيعية الذين لهم موقف ضد أي امتداد خارجي أو أجندة سياسية تبعية، وها نحن نجد بعض علماء الشيعة في هذا الوقت مثل الشيخ علي الأمين اللبناني، والسيد محمد بن علي الحسيني وغيرهما من الشيعة في السعودية يقفون موقفاً سلبيا من الثورة الإيرانية، بل ويصرحون برفضهم القاطع للتدخل في شؤون الدول الإسلامية أو تجنيد الأتباع داخل العالم الإسلامي لتمرير أجندات سياسية مغلفة بلبوس ديني عقدي.
ـ 'الوطن' السعودية
من يقود التغيير؟
شتيوي الغيثي:
الرؤية السابقة للجماهير كانت دونية، الآن أعتقد أن هذه الرؤية بدأت تأخذ جانباً
آخراً، فنحن أمام شكل جديد من التغيُّرات الثقافية والاجتماعية، ولذلك فرؤيتنا تحتاج إلى إعادة نظر. نحتاج أن تكون زاوية النظر مختلفة حسب اختلاف نوعية هذه المتغيرات. فاتساع دائرة الوعي الشعبي بالحرية والكرامة لم يكن من فراغ، وإنما جاء بفعل ثقافي طويل الأمد حتى اتسعت دائرة النخبة في داخل دائرة الجماهير.إن الوعي بالحقوق، والوعي بالحرية، والشعور بالكرامة هو الذي قاد إلى هذه الثورات، وهذا يحتاج إلى عقود طويلة من العمل المتواصل في إثارة الوعي.
ـ صحيفة 'الرياض'
الخطر الفارسي أو التصدي للمشروع الفارسي!
محمد الصوياني:
شعارات لها تأثير الألعاب النارية صاحبت قيام الثورة الإيرانية: تحرير القدس.. المستضعفون في الأرض.. قوى الاستكبار العالمي.. الشيطان الأكبر 'أمريكا'.
قامت الثورة، فاتسعت أحداقنا بانتظار تشكل شعاراتها على أرض الواقع، لكنها قدمت مثالا لا يليق ب'الثورة النقية' بانتهاكها الأعراف الدولية والتعاليم السماوية باقتحام السفارة الأمريكية.. لم يكن في الأمر بطولة، فالرسل لا تقتل ولا تهدد، ومع ذلك ظل العرب والمسلمون يحسنون الظن وينتظرون صولة باتجاه الشيطان الأصغر 'إسرائيل'
لا الغدر بمن أعطي الأمان، لكنهم تلقوا صدمة أشد، عندما تم الكشف عن فضيحة صفقة أسلحة بين إسرائيل وإيران وأمريكا، أو ما يسمى ب'إيران جيت' أو 'إيران كونترا'.
أعياهم الصبر وأدمنت إيران (إصدار الشعارات تلو الشعارات حتى يصدقها الناس)؛ ليجد العرب أنفسهم أمام شعار لا حيلة فيه: تحرير القدس يبدأ عبر الكويت وبغداد والمنامة وأنفاق مكة، مصحوباً بتهليل عشرات الفضائيات الفارسية باللغة العربية.. يتصدى لها العرب بمئات الفضائيات العبثية.
قبل ذلك شعر العراق بالخطر فدشن مشروعاً نووياً فنافسته إيران، وفجأة يقوم الشيطان الأصغر 'إسرائيل' بقصف وتدمير المفاعل العراقي فقط، ويظل برنامج إيران في تصاعد، فترتكب قيادة العراق كارثة اجتياح الكويت، بعد أن أغرتها إشارة من إحدى السفارات الغربية بأنها لن تتدخل، لتبتلع الطعم ويتم إنهاك العراق ومحاصرة شعبه أعواماً ليصبح جاهزاً للنحر، وتتخلص إيران من الوخز في جانبها الأيمن، لكن وخزاً أشد أصاب جانبها الآخر: 'طالبان' تكتسح أفغانستان في خمس سنوات، فتأتي أحجية 11 سبتمبر، والتي ما زالت أهم حلقات أحداثها مفقودة والتحقيقات حولها غامضة، ليتم نحر أفغانستان قبل العراق، فتعترف إيران أنه لولاها لما تم ذلك، ويحين موعد نحر العراق فيحتاج بوش إلى مبرر، فيرفع شعار محور الشر:(كوريا الشمالية، وإيران، والعراق)؛ فتشعر كوريا بسخف التهمة وقائلها، وتتوعد بقصف أمريكا إن لم يكف عن سخافاته، فتلوذ أمريكا بالصمت، وتشعر كوريا بالنشوة فتقوم بتفجير نووي متحدية، فتهون أمريكا من شأنه وتغض الطرف عنه!، ويتعاظم مشروع إيران النووي، فتقصفها أمريكا بصواريخ الكلام، وتمطرها إسرائيل بقنابل الثرثرة، ويتم التركيز على المحور -الذبيحة (العراق) بأطنان من الأكاذيب الأمريكية البريطانية، ويتم الضحك على العالم بمقولة قدرة العراق على إنتاج قنبلة نووية خلال أيام، فيقسم العراق الأيمان المغلظة أن برنامجه النووي قد توفي بقصف إسرائيل، ويتم تفتيش العراق شبراً شبراً دون جدوى، فيقال للعالم إن صدام يخفي أسلحته النووية في غرفة نومه، فيتم تفتيش ملابسه في أكثر المشاهد رمزية على إذلال العرب وتدليل إيران. لكن بوش لا يشعر بالخجل.. ظل يبتكر الأكاذيب معلناً تهمة أسخف للعراق هي العلاقة بالقاعدة، ليتم نحره، ويُسلم مع أفغانستان على طبق من ذهب لإيران. وسط هذا المشهد المحبط للعرب تقوم ثورات في أجزاء من العالم العربي، فتشعر إيران بأن الوقت قد حان للاستثمار وتحريك خلاياها النائمة، لكنها تفاجأ بثورة من بين تلك الثورات ترفع سكينها الحادة لقطع أهم شرايين المشروع الفارسي، بل وإفساد ذلك العرسالعجيب بين ملائكة فارس وشياطين الغرب، أما العرب فأفاقوا على خطر تلك المصادفات الغريبة؛ لتبدأ حكوماتهم اكتشاف شعوبها والالتحام بها، فقد أدركت أنها قوتها الحقيقية، فهل يعي العرب أن انحسار المشروع الفارسي لن يبدأ إلا بنهاية الثقة المطلقة بالغرب الذي خذلهم، والاكتفاء بالتعامل معه على أساس المصلحة البحتة، والانخراط في نهضة علمية اقتصادية صناعية حقيقية.. خالية من الشعارات الفارغة والفساد المدمر.
ـ صحيفة 'البيان' الاماراتية
سوريا والتحديث السياسي
هنا الرهان لا يأتي من فراغ، بل ينبع من ثقة في قدرة القيادة السورية على إمكانية عبور الأزمة وفق الرؤى المتفائلة. ومما يعين على تحقيق هذه الغاية اعتراف الرئيس السوري بشار الأسد بحتمية إجراء الإصلاحات المنادي بها، بل إن الرئيس قال إن تنفيذ هذه العملية قد تأخر مما يعني أنه يدرك أهمية تسريع هذه التدابير المنتظرة. ليس الشعب السوري وحده الذي يترقب رؤية خطوة فعلية على هذا الطريق، بل كل الحادبين على بقاء سوريا مستقرة في نطاقها الداخلي وفاعلة في محيطهاالخارجي. وبما أن سوريا ليست في معزل عن محيطها الإقليمي، وبما أنها كما قال الأسد مستهدفة فإن تعجيل التحديث السياسي المرتقب يمنحها حصانة أكبر ضد كل المخاطر المحتملة.