- صحيفة 'السفير'جمال الغربي ـ صنعاءيشكل الإعلام في مواكبة أحداث الثورة اليمنية على كافة المستويات الحلقة الأضعف في هذه الثورة، وخصوصاً في مواجهته الشاقة مع الترسانة الإعلامية التي يمتلكها النظام عبر الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، وفي ظل الفشل في خلق أطر إعلامية للثورة تواجه الإعلام الرسمي وبعض الفضائيات التي تعمل وفق أجندة المنظومة الإعلامية الخليجية والعربية الداعمة للرئيس اليمني، ولو بشكل غير مباشر.
وعلى الرغم من اتساع رقعة الثورة إلى كافة المحافظات اليمنية المطالبة بإسقاط النظام، وارتفاع نسبة مؤيدي هذه المطالب من الشباب، إلا أن النظام يقود أشرس الحملات الإعلامية، ويظهر الشباب السلميين على أنهم &laqascii117o;بلطجية" وليسوا أصحاب مطالب محقة.
تعمل قنوات &laqascii117o;اليمن الأولى"، و&laqascii117o;سبأ" و&laqascii117o;الإيمان"، وإذاعتا &laqascii117o;صنعاء"، و&laqascii117o;عدن" وإذاعات محلية أخرى، لصالح النظام وإظهاره على أنه يرعى الديموقراطية سلوكاً وممارسة. كما تعمل قناة &laqascii117o;العربية" أحيانا على دعم النظام، وإظهاره بصورة إيجابية.
وهناك ثلاث صحف رسمية هي &laqascii117o;الثورة"، و&laqascii117o;الجمهورية"، و&laqascii117o;أكتوبر"، ووكالة الأنباء اليمنية &laqascii117o;سبأ" التي عين مؤخرا رئيس الدائرة الإعلامية في الحزب الحاكم طارق الشامي رئيساً لمجلس إدارتها. ويؤكد أن هذا الإعلام يرتكز على تملق المشاعر، ويخدم السلطة والرئيس في حشد جماهيره، وتكذيب ما تنشره بعض الفضائيات مثل &laqascii117o;الجزيرة"، من فضائح المذابح البشعة التي يرتكبها النظام ضد الثوار العزل الذين يواجهون الموت بالصدور العارية، على الرغم من أن معظم الشعب اليمني يمتلك بنادق من نوع &laqascii117o;الكلاشينكوف"، التي تعتبر أحد رموز الشخصية اليمنية.
أما الثوار فلا يملكون غير صوت واحد هو قناة &laqascii117o;سهيل" التابعة للملياردير حميد الأحمر، التي تحاول أن تتصدر جبهة المواجهة ضد الإعلام الرسمي في اليمن، إلا أنها برأي الكثيرين لم ترتق إلى المستوى المطلوب، بسبب افتقادها عنصر التطوير والإبداع، وعدم توفيقها بين متطلبات الثورة وهواجس المواطنين.
وفي ما يتعلق بأداء قناة &laqascii117o;الجزيرة"، يجمع بعض المعتصمين في &laqascii117o;ساحة التغيير"، رغم تسمية بعض الخيم المنصوبة بإسمها، ورفع لافتات شكر لها، أنها تكون محكومة أحياناً بتوجهات رسمية قطرية تضر في سير الثورة، الامر الذي يستثمره الرئيس علي ضدهم، وهذا ما حصل في خطابه &laqascii117o;جمعة الوفاق"، الذي ألقاه في ميدان السبعين.
أما على مستوى الإعلام المكتوب، وتحديداً الصحف الحزبية التابعة لأحزاب اللقاء المشترك، فلم تستطع الخروج من نطاق الخطاب الحزبي، لا سيما أن قسماً منها كان يدور قبل الثورة في فلك المؤتمر الشعبي الذي يترأسه الرئيس اليمني. فيما تعاني معظم الصحف المعارضة منذ فترة مثل &laqascii117o;الوحدوي"، من شح مالي، دفع بعضها الى تحويل إصداراتها من يومية إلى أسبوعية.
ولا يختلف هذا المشهد عن واقع إعلام الإنترنت، رغم أن موقع &laqascii117o;فايسبوك" كان يشكل أحد أهم أسلحة الثوار، كما في بقية الثورات العربية. فضعف شبكة الإنترنت &laqascii117o;المفتعل" يشكل عائقاً كبيراً أمام إستثمار هذه الوسيلة بشكل أوسع. أما موقع &laqascii117o;اليوتيوب"، فعمدت السلطة اليمنية إلى تحديد مدة الفيلم الواحد، الذي يمكن تنزيله عليه بما لا يتعدى الدقيقتين، في محاولة منها لشل الحركة الإعلامية للثوار، رغم قدرتها على قطع الانترنت كليا عن اليمن، ولكنها تحاول أن تلعب دور من يعطي مساحة للمعارضة.
يؤمن الثوار في اليمن بأن الإعلام هو نصف المعركة، ورغم إمكانياتهم المحدودة المتاحة على الانترنت، إلا أن الشاب الجامعي حمزة (في كلية الإعلام في جامعة صنعاء) يدير موقع أنشأه المعتصمون في الميدان باسم &laqascii117o;المركز الإعلامي لساحة التغيير في اليمن"، في محاولة لعكس صورة الثورة الحقيقية، وفضح ممارسات الرئيس اليمني وأضاليله. ويلفت حمزة إلى أن المركز يتواصل مع باقي ساحات المعتصمين، ويغطي كافة الفعاليات في باقي المحافظات على الشبكة.