صحافة إقليمية » -مقالات مختارة من صحف عربية-

- صحيفة 'القدس العربي'
هل سيقاتل إسرائيل وحده؟
د. عبدالوهاب الأفندي:

إن خطأ أنظمة 'الممانعة' والتدلل العربية الأبرز يكمن في افتراض آخر، وهو أن الشعوب العربية تحتاج إلى وصاية هؤلاء الأشاوس، بل إلى قمعهم وتأديبهم حتى تصبح مؤهلة وقادرة على دعم الصمود والممانعة، لأنها لو تركت لشأنها وأعطيت الحرية فلن تنجز المهمة. وعليه فإن الشعوب يجب أن تساق بالسوط إلى ميدان المعركة، وإلا فلن تقاتل عدواً وراء بطل الأبطال الممسك بدفة الحكم، وستقول له 'إذهب أنت ورجال أمنك فقاتلا إننا ها هنا قاعدون'. بالطبع فإن هذا لو صح عن هذه الشعوب فإنها لا تستحق الحرية، ولا تستحق أن يكرمها الله بمثل هؤلاء الأبطال المنقذين، لأن الاستعمار والعبودية هي جزاؤها الوفاق. هناك إذن وهم عشش طويلاً في الأذهان، وسقط في حبائله مفكرون كبار، كما اعتنقه عوام الناس. لم ينفرد العرب بذلك، فقد شاركهم في ذلك أهل الصين منذ عهد الأباطرة، والروس منذ أيام القياصرة، ومعظم أهل أوروبا حتى الثورات الديمقراطية الحديثة، وحتى بعدها. ألم ينصب الفرنسيون نابليون امبراطوراً عليهم بعد سنوات قلائل من إرسال لويس السادس عشر إلى المقصلة مثلما طالب قوم موسى بصنم يعبدونه بعد أن نجاهم الله من مصر؟ ولكن أبلغ حجة ضد كل طاغية يؤله نفسه ويستعبد الناس هي أنه يقود الناس حتماً، رغم كل دعاواه، إلى هزيمة منكرة. الحالة السورية لا تختلف عن غيرها إلا عبر مكر ودهاء القائمين عليها، ونجاحهم في التسويق المزدوج لسياسات النظام هناك. فاحتلال لبنان يسوق لدى الغرب على أنه ضرب للثورة الفلسطينية ونصر للمسيحيين، ويسوق عربياً على أنه قطع للطريق على احتلال إسرائيل للبنان. أما المشاركة في الحرب ضد العراق فيسوق دولياً على أنه تأكيد لدور سورية 'المسؤول' عالمياً، ويسوق عربياً على أنه دعم لسيادة الكويت. أما قمع المواطنين داخلياً فيسوق عالمياً على أنه ضرب للإرهاب 'الإسلامي'، وعربياً على أنه ضرب لعملاء الغرب. وهكذا. ولكن اللعبة قد وصلت إلى نهايتها هنا كما هو الحال دائماً مع حبل الكذب القصير.


- صحيفة 'الوطن' السعودية
إشكالية التفكير الطائفي
شتيوي الغيثي:

إن من حق كل طائفة أن تطالب بحقوقها، ومطالبتها هذه لا تعني أنها تخرج عن إطار المواطنة الذي هو مكفول الحق. لكن ربما تتحول هذه المطالبة إلى نوع من التصادم حينما يتم التفكير من خلال الطائفة ذاتها برؤية طائفية بحيث تتحول المطالبات إلى هجوم ضدي تجاه الطوائف التي لم تمنحها جزءاً من حقوقها بسبب رؤية طائفية قاصرة. وهذا إغراق في الطائفية إلى الحد الذي ينفي معه مفهوم المواطنة من أساسه. إن الخروج من أزمة الطائفة وإشكالية التفكير الطائفي هو في عدم التأثر بأي ظروف سياسية خارجية، ومحاولة تأصيل مفهوم التعايش الفكري والثقافي دون شروط إلا شروط المواطنة ذاتها، والتحول من إطار الدولة التقليدية إلى إطار الدولة المدنية وتأصيلها دينياً ومعرفياً، ومن ثم تطبيقها سياسياً مع إبقاء التنوع الثقافي الذي يثري المواطنة ولا يُضادُها.


- صحيفة القبس الكويتية
في رحاب الله أيها 'الناصر' الخرافي
سامي العلي:

لقد تحدث وكتب الكثيرون عن الفقيد &laqascii117o;الناصر"، وللأسف ركزوا على الجانب الاقتصادي من حياته ومدى نجاحاته في هذا المجال، وأغفلوا الجانب المقاومي والمدافعي عن قضايا الأمة، والتي يبدو كانت من أولوياته، حيث لم يغب عنه أي مشروع فتنة إلا وكتب وأعطى رأيه ومساندته للمقاومين وزعيمها، مسانداً لهم ومفنداً كل محاولات التشكيك والتخوين في أبطال المقاومة، لقد كان ماله الذي يستثمر به في جميع العالم حراً شجاعاً كالناصر، ولم يكن يعير أي اهتمام لمدى التأثير السلبي لمواقفه على مشاريعه. فقد كان &laqascii117o;الناصر" المدافع والمساند لأبطال المقاومة اللبنانية والفلسطينية، عندما كانوا في أمس الحاجة إلى مثل هذه المواقف، حيث لم تأخذه لومة لائم أو عتاب صديق أو جاهل شامت في طرح الحقيقة، فمثل ما كان الناصر ناجحاً في حياته المادية كان ناجحاً، وبامتياز، في مواقفه الرجولية. لهذا امتزجت نجاحاته الدنيوية مع الأخروية بوقوفه مع الحق الذي لا غبار عليه، فبالله عليكم أيوجد شخص مثل موقع الناصر ومكانته يأخذ مثل هذه المواقف الشجاعة؟ وما هي مصلحته؟ إنها والله السداد الإلهي.  لقد فقدنا ناصراً ولم نفقد الأمل في الله تعالى بأن تنجب الكويت ناصراً آخر، وهذه آخر كلمات الفقيد الناصر حين قال &laqascii117o;عيش العزة أو موت موت الكرام"، فإني أشهد بأنك اخترت الاثنتين عيش العزة وموت الكرام.


- صحيفة 'الجريدة' الكويتية

ناصر الخرافي... رجل الأضداد!
د. حسن عبدالله جوه:

فلنسأل لماذا أحب الشيعة ناصر الخرافي السنّي؟ ولماذا أحب الفقراء ناصر الخرافي الثري؟ ولماذا أحب البسطاء من الناس ناصر الخرافي صاحب الجاه والسلطة؟ وفي المقابل لماذا يقف ناصر الخرافي في وجه السياسة الخارجية الأميركية وحلفائها من الدول الأوروبية والرأسمالية الكبرى رغم كونه أحد أكبر رجال الأعمال، ويعرّض ثروته ومشاريعه للخطر في حين أن هذه الدول قد تكون الوعاء الأكبر لتنمية أمواله وتجارته؟ ولماذا يقف الخرافي بكل صلابة ضد الغطرسة الصهيونية ويفضح جرائمها مع أن الكثير من مشاريعه واستثماراته على بعد أمتار من الآلة العسكرية الإسرائيلية؟ ولماذا شخص كناصر الخرافي يسبح عكس التيار، ويكون اللسان الناطق في زمن الصمت والإذعان والصفقات، ويكون هذا الاتجاه العاكس من نفائس ندرة الرجال وأصالة الموقف؟ كانت تصريحات الخرافي المقتضبة والسمحة كالماء البارد الذي أخمد الفتيل والرأس الذي أطل من جموع الفوضى الغاضبة ليرشد العقل الكويتي، ويعلن أننا مازلنا بخير في بلادنا الكويت. وفي أتون الحرب الصهيونية على لبنان ومقاومتها الباسلة، وعندما وقفت حكومات عربية وتيارات كانت تتاجر بالقومية والإسلام إلى جانب العدو الأول للعرب والمسلمين كان موقف الخرافي بمنزلة نزع ورقة التوت عن عورة أولئك الحاقدين والمتآمرين. وعندما استبيحت غزة أمام مرأى العالم ومسمعه وساهم بعض العرب إما بتقديم الدعم السياسي، وإما بالتعتيم الإعلامي على جرائم اليهود، وقف لهم ناصر الخرافي بإعلان مدفوع الأجر ليغير مسار الأحداث، ويجعل عديمي الحياء يستحون على وجوههم! ويكفي الخرافي هذه المواقف المعلنة القليلة ليدخل في القلوب المنكوبة والعيون الدامية والمشاعر المجروحة، وهذه خير شفاعة له في الدنيا والآخرة.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد