ـ موقع 'ايلاف'
كلمة نصرالله تؤكد على ما بشر به مخلوف: أمن إسرائيل أولا
حامد بن عقيل:
سوريا هي النموذج الأبرز على أن الحكم العربي يستمد شرعيته من اللعب على وتر قضية فلسطين. على ذات الوتر، وتر القضية الفلسطينية والممانعة والكلام الذي يجتره النظام السوري منذ نصف قرن، جاءت كلمة الحليف الأهم لسوريا، السيد حسن نصرالله في 25 مايو. هنا يجب النظر إلى الموقف الإيراني المعلن من الحراك الشعبي السلمي في سوريا، وهو الموقف النقيض تماماً لموقفها من احتجاجات البحرين، إذ إن ربط مواقف حزب الله بطهران لا يعود إلى مجرد تكهنات لأسباب طائفية، بل إلى تصريحات معلنة من قبل رئيس الحزب، ففي مطلع تسعينيات القرن الماضي قال نصرالله في محاضرة من مجموع محاضرات حول وجود حزب الله وأهدافه: 'ليس لدينا مشروع نظام في لبنان، نحن نعتقد بأن علينا أن نزيح الحالة الاستعمارية والإسرائيلية، وحينئذ يمكن أن ينفّذ مشروع، ومشروعنا الذي لا خيار لنا أن نتبنى غيره كوننا مؤمنين عقائديين هو: مشروع الدولة الإسلامية وحكم الإسلام أن يكون لبنان ليس جمهورية إسلامية واحدة وإنما جزء من الجمهورية الإسلامية الكبرى التي يحكمها صاحب الزمان ونائبه بالحق الولي الفقيه الإمام الخميني'. هذا هو الهدف، المعلن منذ ما يقرب من عشرين عاما، لحزب الله، لهذا ليس من الغريب أن تكون كلمة نصر الله الأخيرة داعية لرفض أي عقوبات على سوريا، ملخصاً موقف حزبه، ممثل إيران الأبرز في المنطقة، بقوله: 'لا خيار إلا المقاومة، وأن تقول الأمة العربية لا للتفاوض ولا لوجود إسرائيل ولا لتهويد القدس'.
إذن، في ظل وجود هدف معلن يريد ارتهان المنطقة لحكم 'صاحب الزمان' ونائبه في طهران، جاء خطاب نصرالله ليحث العرب على تبني لاءاته الثلاث، والتأكيد على خيار 'المقاومة' المستهلك إعلامياً وسياسياً، ولكنه ضروري عند الحديث عن 'سوريا' تحديدا، لأنه مبرر وجود النظام الحاكم في دمشق إذ بلا 'مقاومة/ تصدي/ صمود/ ممانعة' يصبح نظام الأسد بلا معنى!. وهي الكلمة، أي كلمة نصرالله، التي جاءت لوضع النقاط على حروف رامي مخلوف بطريقة مواربة، إذ إن صواريخ حزب الله لم تعد منصوبة نحو إسرائيل كما كان يردد أمين الحزب، ففي ذات الخطاب تحولت صواريخ الحزب لتكون ذات دلالة أشمل من استهداف إسرائيل حصراً: 'ستبقى صواريخنا حاضرة بمعادلة المنطقة ولن يستطيع أن ينتزعها أحد'. لتصبح المقاومة أكثر تجلياً حين تعني خدمة مشروع إيران، المرتمية بكليتها في 'معادلة المنطقة'؛ وليس استهداف إسرائيل، فإسرائيل ستنعم بالأمن والاستقرار ما استقر نظام الأسد، بحسب مخلوف الذي سبق كلمة نصرالله في التبشير بفوائد نظام 'الممانعة والمقاومة' في دمشق، ثم تبعه نصرالله لينصب صواريخه خدمة لمعادلة أعلنها قبل عشرين عاماً، فليس من المعقول أن يكون 'لبنان' جزءا من حكم إسلامي يمتد إلى طهران ويدين لصاحب الزمان دون أن يمر بسوريا الأوفر حظاً الآن في وجود صواريخ حزب الله المنصوبة تحت راية 'ممانعة' أدمنها نظام الأسد حتى غاب عن الوعي بسوريا كوطن وارتمى في أحضان إيران ووكيلها المعتمد في 'المنطقة'.
ـ صحيفة 'السياسة' الكويتية
نصر الله ونصرة البعث السوري!
داوود البصري:
كعادته في إغتنام المناسبات والفرص أطل شيخ مشايخ 'حزب الله' الإيراني اللبناني على جماهير المحتشدين في البقاع اللبناني من خلال شاشة البلازما العملاقة ليخاطب تلك الجموع بمناسبة الذكرى السنوية الحادية عشرة للإنسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان لاحظ المسافة استبدال , وليوصل رسائل سياسية معلومة وملغومة لمن يهمه الأمر في المنطقة , وطبعا رصد أحاديث ورؤى السيد نصر الله تتم من خلال التركيز على النقاط الأساسية التي يود إستعراضها ضمن إستعراضاته المعروفة لكل الملفات الدولية في كلماته المفتوحة التوقيت , المهم إن الهدف المركزي كان الموقف من النظام السوري وهو يعيش تداعيات الإضمحلال والتلاشي في ظل الثورة الشعبية السورية الشاملة التي ستغير وجه سورية والشرق الأوسط الحديث , وثمة حقيقة تاريخية ترتبط بالتحالف الستراتيجي وبالزواج الكاثوليكي الذي يربط بين النظام السوري و'حزب الله' , وهي أنه لولا النظام السوري وجهوده الإستخباراتية ومنظومته الفكرية وحمولاته الآيديولوجية وتحالفاته الستراتيجية وحتى رؤاه الطائفية ما تسنى - لـ'حزب الله 'أبدا أن يكون في الموقع الذي هو فيه حاليا وأن يتحول لقوى مسلحة طاغية تهيمن على القرار الداخلي اللبناني خصوصا وتتحكم بمسارات المستقبل السياسي والأمني في لبنان , فالنظام السوري الذي خلق في بداية الثمانينات في القرن الماضي وهو يخوض حرب البقاء والصراع والإمساك بمحاور السلطة تجمعات طائفية مرتبطة بوشائج قوية ولا تنفصم مع العقدة المركزية الطائفية للنظام يعتبر 'حزب الله' بمثابة الجوهرة في تحالفاته وحيث تمكن النظام من تمكين حليفه الستراتيجي إيران بأموالها وقدراتها اللوجستية من بناء وتعزيز حالة ذلك الحزب الآيديولوجي أو الذراع الطويل لنظام الولي الفقيه , فبناء 'حزب الله' قد تجاوز بكثير البناء التنظيمي لحركة المحرومين ( أمل ) بل تميز عنها بكونه التابع الذي ينفذ ولا يناقش أولياء الأمر في دمشق وطهران , ثم تحول الحزب بإمكاناته المالية والتنظيمية والإستخبارية الهائلة ليكون فرعا خارجيا مهما من فروع المخابرات السورية , فقائده الأمني السابق والضليع في عوالم الإرهاب والخطف والإغتيال والتفجير وتكوين المجاميع المسلحة كان قد قتل في فبراير العام 2008 على أبواب المخابرات السورية في كفر سوسة! ما يعني أشياء كثيرة والحلقات الفنية واللوجستية والإستخبارية وشبكات رجال الأعمال المرتبطة ب¯ 'حزب الله' تتخذ من الشام قاعدة من قواعد تحركها و نشاطها , وفناء النظام السوري يعني النهاية الحقيقية ل¯ 'حزب الله' بكل ما يحمله من ملفات ومهام , فلولا نظام البعث السوري السائر في طريق الإضمحلال ما تسنى للحزب أن يمارس كل ذلك النشاط والتحرك ويحرك الشبكات من أميركا اللاتينية وغرب إفريقيا والمغرب وصولا للخليج العربي , فالدفاع عن نظام البعث السوري هو مهمة مركزية مقدسة لذلك الحزب لأنه بذلك يدافع عن نفسه ووجوده ومستقبله , فتلك مسألة مفهومة وواضحة للجميع ,ولكن أن يتعمد السيد خلط الأوراق وأن ينكر على الشعب السوري حقه في تقرير مصيره ومستقبله وإنهاء النظام المستبد الفاشل المتخشب بقوانينه المتهالكة وبنظرته وسياسته الأمنية الفاشية التي تقع نتائجها على أجساد السوريين , فتلك جريمة عظمى. لماذا لم يستنكر السيد مقابر النظام الجماعية أو يقارنها بمقابر نظام البعث العراقي البائد الجماعية ? لماذ الم ينطق السيد ولو كلمة عتاب ضد القمع المفرط لنظام المخابرات وضد عزل المدن وقتل وإعتقال الشباب بدلا من أن يكتفي بنفي مشاركة ميليشياته في مهرجان القتل والسلخ وهو نفي مثير للسخرية لأنه بدفاعه المستميت عن وطنية وصمود وممانعة النظام قد أكد مشاركة عصاباته في جريمة التعدي على السوريين! , بعد ذلك كيف يرتضي زعيم حزب لبناني مفترض لنفسه أن يوجه نصائحه الشخصية والفاقدة لمصداقيتها للشعب السوري صاحب التاريخ النضالي والثوري الطويل والمتحمل منذ عقود لآلام الهيمنة البعثية ولذل النظام الوراثي المهزوم الذي حول الشام لضيعة إستثمارية لنظام طهران ومن يلوذ بهم أو يحتمي بعباءاتهم وعمائمهم من المرتزقة والأعوان والدجالين وشركات الحرس الثوري الإرهابي الإيراني وغيرهم من الأتباع والمنافقين ?.. الشعب السوري الحر الواحد الموحد في البداية والنهاية لايأخذ رخصته النضالية من أي طرف وأهل مكة أدرى بشعابها والذي يعد العصي ليس كمن يتلقاها , وليوجه نصر الله نصائحه لسادته في طهران الذين يخوضون اليوم حرب البقاء بسلاح الهرطقة والخرافة و الإتهامات المتبادلة , كما إن عليه لو كان مؤمنا حقا بنظرية إنتصار الدم على السيف الثورية الحسينية الخالدة أن ينصح أحبائه وحلفائه في نظام البعث السوري بضرورة الرحيل والتواري عن مشهد التاريخ , فدماء السوريين الأحرار قد أثبتت قدسيتها وقدرتها الميدانية الفائقة على كسر سيوف الظلم والعدوان والهمجية البعثية,وإن إنتصار الشعب السوري النهائي والحاسم والتاريخي ليس سوى مسألة وقت , فشعب سورية الحرة قد حسم خياره التاريخي.. لذلك فليوفر نصر الله نصائحه لنفسه , الشعب السوري الحر يا هذا أرفع قدرا من كل عمائم الدجل وتجار الدين والعقيدة من سكنة السراديب.
ـ صحيفة 'القدس العربي'
شروخ في بنيان النظام السوري
صبحي حديدي:
أولى العلائم الدالة التي تشير إلى ابتداء الشروخ في بنيان النظام السوري، وفي القطاع الصيرفي من مركّبه الأمني/ العسكري/ الاقتصادي تحديداً، ذلك الخبر الذي يقول إنّ آل مخلوف قد عرضوا للبيع شركة 'سورية للأسواق الحرّة'، المعروفة باسم 'راماك'؛ وأنّ مجموعة من المستثمرين الكويتيين قد اشتروا كامل أسهم الشركة، وسيعلنون قريباً تفاصيل الصفقة، وسياسة التشغيل الجديدة.
ورغم أنّ هذه الشركة ليست أضخم الصروح الإستثمارية لآل مخلوف، صيارفة النظام الأبرز؛ وأنّ الصفقة قد تنجلي عن لعبة مافيوزية للتحايل على العقوبات الأمريكية والأوروبية التي طالت رامي مخلوف، عن طريق ترحيل الملكية إلى شركة وهمية، فإنّ ذلك كلّه لا يقلل من المغزى الكبير لخطوة كهذه.
كيف أمكن لحليف أمريكي مثل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، أن ينفتح على النظام السوري بما يناقض مصالح واشنطن؟ أو أن لا يكون إخراج الأسد من القوقعة بمثابة أداء بالإنابة للعمل ذاته الذي تقرّه واشنطن، لأنه ببساطة يخدم النظرية دون سواها، حول التغيير من الداخل؟ والشخصية التي صار الأسد يذهب بها إلى طهران، بصفة حامل رسائل الغرب الشفهية (وليس الحليف، شريك خندق الممانعة الواحد؟)؛ ألم تكن ترضي بوش وساركوزي، أكثر من إرضاء أحمدي نجاد وحسن نصر الله؟
فكم من 'راماك' سيبيع آل مخلوف، قريباً، قبل أن تُحزم الحقائب تحت جنح الظلام؟ وكم دبابة سيحتاج ماهر الأسد، قبل أن تصيبه جولات الفشل المتواصلة بصعقة الجنون الختامية؟ وأيّ استرحام ينفع رأس النظام اليوم، إذا كانت جغرافية انهيار سلطته ترنو إلى واشنطن وتل أبيب، عبر خرائب درعا وبانياس؟
ـ صحيفة 'الوطن' البحرينية
الوفاق وحزب الله.. تنكيس العلم مثـالاً!
غازي الغريري:
لازالــــــــــــــــــــــــت الوفاق تتعنت وتواجه الدولة وكأنها غير مبالية ولا تعير اهتماماً لمكانة علم المملكة حين نكسته فوق مقرها حداداً منها ضد الأحكام التي أصدرها القضاء العسكري بالإعدام في حق مجرمين أزهقوا أرواح رجال الأمن الذين لم تصدر الوفاق ولو بياناً يتيماً حتى تدين فيه ما يحدث من تعدٍ على الشرطة الذي لا يمكن تفسيره ضمنياً إلا أنها لا تعترض أو تستنكر مثل هذه الأفعال الإجرامية، وهي من تدعي بأن هذه الاحتجاجات سلمية، إذا كان كل ما يحدث لرجال الأمن إلى اليوم سلمية إذاً ما هو تعريف العنف والإجرام في نظر قياديي الوفاق؟. كان تنكيس علم المملكة الذي دوماً ما يقرن به علم الوفاق الخاص في محاولة منها لاستنساخ ما يقوم به حزب الله الذي دائماً ما يجعل علمه الأصفر بجانب علم الجمهورية اللبنانية، وكأننا في البحرين أصبحنا دولة داخل دولة على رغم كل ما حدث من تآمر لإسقاط النظام والدعوة إلى تغيير الحكومة وهو ما كانت الوفاق تدعو له وهي اليوم بلا شك ستنكر ذلك وستقول بأنها تدعو لإصلاح النظام وليس إسقاطه، لا أدري إلى متى ستتبع الوفاق التقية السياسية في عملها فقد كانت قبل أسابيع تنادي برحيل النظام واليوم رئيسها ونوابها السابقين أول المعزين للقيادة السياسية في وفاة أم الشيوخ رحمها الله. لابد هنا أن نشيد بما قامت به وزارة العدل وإلزامها الوفاق بإزالة علمها من فوق مبناها وأن تعيد رفع علم البحرين عالياً خفاقاً لا ينكس إلا بما ينص عليه القانون، وهذه مخالفة قانونية وقعت فيها الوفاق ويجب محاسبتها من قبل الوزارة وتطبيق الإجراءات القانونية عليها، وهي ذاتها التي تطالب دوماً بدولة القانون والمؤسسات والدولة المدنية وهم ذاتهم يخالفون القانون وينكّسون العلم من أجل مجرمين فعلوا ما فعلوه في رجال الأمن من قتل ودهس. ما تقوم به الوفاق هو الكيل بمكيالين كما أنها في تخبط دائم ولا توجد لديها رؤية واضحة في عملها السياسي الذي كان طائفياً من الطراز الأول وهي تحاول الآن بعد كل الأخطاء التي وقعت بها أن تستعيد ثقة الشارع الشيعي بعد الإخفاقات الكثيرة وكان آخرها القشة التي قصمت ظهر البعير عند وقوفها مع مشيمع وزمرته في المناداة بإسقاط النظام وإعلان الجمهورية، ونرى بعد أن عادت الأمور إلى نصابها بدأت الوفاق تقوم بتصرفات لا طائل منها تحاول أن تثبت بأنها لاتزال تساير نبض الشارع، وما قيامها مؤخراً بتنكيس العلم إلا محاولة لاسترضاء الجماهير التي باتت لا تسير خلف الوفاق ودليل ذلك ما قام به علي سلمان إبان الأزمة بأنه لا يستطيع أن يوقف الاحتجاجات، إذاً فالوفاق قد خسرت كل شيء. بعد كل ما قامت به الوفاق ضد الوطن وقيادته وشعب البحرين الوفي المخلص وتحريضها ومشاركة قياديها في الدوار الذي كان يكتب دوماً وبخط عريض ''الشعب يريد إسقاط النظام'' وغيرها من الشعارات التي تطالب برحيل أسرة آل خليفة، واليوم لن يغفر لكم التاريخ ما قمتم به ويجب أن تحاسبوا من الدولة وإن لم يكن ذلك فإن شعب البحرين سيحاسبكم وسيكون عليكم مغادرة السياسة بلا رجعة وعليكم أن تستقيلوا لأنكم تسببتم بحق الكثير من الذين ناصروكم ووقفوا معكم وهم اليوم في السجون ويحاكمون على ما قاموا به بسبب تحريضكم، وكذلك المئات قد خسروا وظائفهم وهم اليوم يتحسرون وكان السبب أنتم يا قادة الوفاق الذين أثبتم بأنكم مفلسون سياسياً. ؟ همسة.. علم البحرين لا ينكس إلا بحسب ما نص عليه الدستور والقانون، ولا يمكن للوفاق أو غيرها أن تخالف القانون وتنكس العلم بعد أن صدرت أحكام الإعدام بحق المجرمين، وبالتالي يجب محاسبة الوفاق بالقانون وهذا هو دور وزارة العدل باعتبارها مسؤولة عن الجمعيات السياسية!