- صحيفة 'الرياض' السعودية
نصر الله وساعة الحقيقة
طارق محمد الناصر:
حذر الأمين العام لحزب الله من 'مؤامرة أمريكية ترمي إلى تقسيم سورية' معتبراً أن هذا الأمر 'إن نجح سيصل إلى السعودية'. تحذير نصر الله جاء أمام المجتمعين في السفارة الإيرانية ببيروت بمناسبة الذكرى الثانية والعشرين لرحيل مؤسس الجمهورية الإيرانية.
لم يكن منطقياً أن يختار نصر الله منصة كهذه للتحذير من احتمال انتقال المؤامرة
الأمريكية المزعومة لتقسيم السعودية. إذ إن كثيرا من منسوبي تلك السفارة ، فضلا عن جل أركان النظام الإيراني، سيصفقون طرباً لو تحققت نبوءة نصر الله. ليس هذا فحسب، بل إن 'جمهورية الولي الفقيه'، كما أسماها نصر الله، لن تمانع في تقسيم سورية إن كان التقسيم سيمتد إلى السعودية.
بعض المعلقين ظن، مخطئاً، أن في حديث زعيم حزب الله تهديداً للسعودية، في حين أن العكس هو الصحيح. فالسيد حسن أراد حث جميع العرب، وعلى رأسهم السعودية، على الوقوف بجانب النظام السوري معتقدا أن الطريق الوحيد الذي يمكن به استمالتهم لإنقاذ ذلك النظام هو بربط مصيره بمصير السعودية.
طريقة التحذير التي استخدمها نصر الله ليست إلا مؤشرا على مدى الارتباك الذييعانيه
وهو يرى تحالفاته الاستراتيجية في طريقها للانهيار. فالحزب يعلم أن جمهوريةولاية الفقيه، وإن كانت تمثل له القلب الذي يضخ الدماء في شرايينه، إلا أن النظام السوري هو الحبل السري الذي يتغذى عبره. لذا لم يكن مفاجئاً للمراقبين تواتر أصوات من المعارضة السورية تفيد بمشاركة مقاتلي حزب الله في قمع من يهتفون للحرية في شوارع المدن السورية. وبفقدان الحليف السوري ينكشف الحزب، أما إذا تحول النظام الجديد في سورية إلى عدو فإن الحزب ستكون أيامه معدودة.
معضلة السيد حسن الكبرى انه لا يملك رفاهية الصمت وتجاهل ما يحدث في سورية انتظاراً لما تسفر عنه انتفاضة الشعب السوري. فالنظام السوري يضغط عليه لتسويق قصة المؤامرة الأمريكية واتهام العصابات المسلحة والدول المجاورة، في الوقت الذي يدرك فيه أن التاريخ يقول أن لا حاكم في التاريخ استطاع النجاة عندما تتوحد الإرادة الشعبية ضده. بالنسبة للسيد نصر الله فقد حانت ساعة الحقيقة، ويقع عليه وحزبه عبء اتخاذ موقف واضح ومفصلي إما ضد نظام الرئيس الأسد أو معه. فمواقف الاستنكار الخجولة التي ساند فيها النظام السوري، والتي لم تُرض دمشق، أصبح يسمع صداها يتردد بين السوريين الذين يهتفون ضده وضد إيران. يتعين على نصر الله أن يفكر ألف مرة، فالقادمون الجدد، عادة، لا يسامحون من يساند الدكتاتور..
- صحيفة 'القدس العربي'
حزب الله أول ضحايا نظام |الممانعة|..
لينا ابو بكر (شاعرة عربية):
المقاومة اللبنانية هي أول ضحايا النظام السوري، ثم تأتي البقية، فهذا النظام يسعى إلى جمع أكبر عدد من المناصرين إليه كي يحافظ على شعبيته متوكلا على المقاومة، في نفس الوقت الذي يرمي بهذا الحشد إلى التهلكة بعد انتهاء مهامهم الفعلية فتتخلص منهم بإرسالهم في مهام وهمية وتصفيهم، وهنا سرعان ما يتوارد إلى الذهن سؤال سأله أحد المذيعين اللبنانيين عن مقتل عماد مغنية في سورية، يومها كان السؤال فتنة، ولو عاد الزمن سأعتبره كذلك طالما أن الجهة التي تثيره لها علاقاتها المشبوهة مع الصهاينة!
الإعلام السوري يستنسخ تكية السليمانية في دمشق استنساخا مهينا عندما يستعين برموز دينية ووطنية يوهم بها المشاهد أن نظامه محسوب على المقاومة، وأنه مَأَمُّ المقاومين يمد لهم يد العون والمناصرة والأوْلى أن يعين نفسه، فمحاولاته تبوء بالفشل في ظل انتشار الإعلام البديل، 'إعلام الضحايا الناجين' في شوارع الثورات العربية، وقد يصبح أحد أهم بؤر الثورة الإعلامية المقاومة لثورة التضليل التي يشنها إعلام الأنظمة، وهي على شفا حفرة من الخلع، فبمجرد الوقوف عند ردة الفعل على خطاب السيد حسن نصر الله تنذهل من المفارقة التي تلعب فيها الثورة دورها الأخطر على البطولة، إذ تبدلت المشاهد التي كانت تُظْهِر بعين الكاميرات الإعلامية التابعة لحلف الممانعة - التفاف الجماهير العربية حول صور الأمين العام لحزب الله تقبله وتضم صوره إلى صدورها، لأن كاميرات الثوار الآن تعرض لك الحدث مقلوبا بعد الثورة، حيث تلتف الجماهير حول حزمة نار لحرق تلك الصور أو تمزيقها ـ كما عرضت رولا الخطيب في تقرير بانوراما العربية - بعد أن دعا نصر الله الشارع السوري للإبقاء على نظامه والتمسك به، في الوقت الذي تداولت فضائيات الدنيا صور الطفل الشهيد حمزة الخطيب... فهل يخاطر حزب الله بجماهيريته وبالشعوب العربية من أجل أن يحافظ على حليف حرص منذ بداية الثورة على مغازلة اسرائيل مذكرا اياها انه أحد أهم أطراف المعادلة الأمنية بالنسبة إليها؟
بين المزرعة البوليسية والتكية الإعلامية:
أقارن بين خطاب السيد نصر الله بعد الثورة السورية وقبلها، فأشفق على العدالة، لأن الانحياز للشعب البحريني في ثورته التي غُيِّبَت إعلاميا من الحليف القطري 'الجزيرة' لم يكن لصالح الميزان، إنما لمصلحة التحالفات الايديولوجية والاستراتيجية، والدليل أن الشعب السوري مُطالب بالانضمام إلى حلف الممانعة الذي يجنده النظام السوري كصف احتياطي - بعد الحرس الجمهوري من طاقم الفنانين ـ في صفوف العملاء الذين انتهت مدة صلاحيتهم لديه وصار لابد من إعدامهم كرموز يشكل بقاؤها ترفا وخطرا عليه في ساحات الثورة، فكيف يقبل السيد المناضل حسن نصر الله دخول المزرعة الإعلامية للنظام أو دخول التكية الفضائية، وهو صاحب أشهر خطاب إعلامي للصمود والعزيمة والتحدي والثأر من قاتل ابنه البكر هادي، الذي قدمه قربانا للمقاومة في معركة جبل الرفيع في أيلول/سبتمبر عام 1997 فهز الدنيا عندما قال: 'نحن لا نوفر أبناءنا للمستقبل، ونرفع رؤوسنا عاليا عندما يسقطون شهداء'؟
لم يتم تشويه جثة الشهيد هادي نصر الله في اسرائيل، الذي أعيد جثمانه لبلده في عملية تبادل أسرى في حزيران/يونيو عام 1998، ولكن تم تشويه جثة الطفل حمزة الخطيب بما تأباه المروءة والكرامة الإنسانية ومبادئ المقاومة، فهل يكتفي العدل باعتبار الإعلام السوري لهذه الجريمة خطأ، ثم يرمي بها في سلة الوعود المجانية بالتحقيق في ملابساتها؟
الرسالة من وراء هذا الامتهان للجثث ـ حتى جثث الأطفال الأبرياء ـ هي التنكيل بنفسية المواطن السوري وعزيمته ومقاومته للجريمة وترهيبه، كما أوضح أحد المعارضين السوريين الذين استضافهم برنامج 'إيه سي 360 ' على السي إن إن، فهل نحرمه من حقه بالثأر والتحدي والنيل من القاتل؟ لا أتمنى أن تقع المقاومة في شرك المعادلة الأمنية إياها كأول الضحايا، خاصة أن المنابر الإعلامية السورية الان تقوم بدور 'شولا كوهين' الجاسوسة الاسرائيلية التي أفسدت البروتوكول الأمني بين لبنان وسورية لصالح اسرائيل ... فهل نقول شكرا للأمن أم للفساد؟
- صحيفة 'الجزيرة' السعودية
بيتي لا بيت الجيران هو الأهم
محمد عبد اللطيف آل الشيخ:
كان قادة الجمهوريات العربية بلا استثناء يتذرعون لإبقاء ديكتاتورياتهم ونهبهم لشعوبهم بحجة مناصرة القضية الفلسطينية؛ قتلوا شعوبهم، سحقوهم، سجنوا شبابهم، أذاقوهم كل أنواع الذل والمهانة، باسم نصرة القضية، والممانعة، والصمود والتصدي والعنتريات التي ما حررت شبراً قط. كانت (مناصرة) القضية الفلسطينية حجة من لا حجة له، وذريعة لإبقاء قوانين الطوارئ لجلد كل من قال (لا)، وأفضل السبل في نهب الشعوب، وتكميم الأفواه، وتنمية السجون والمعتقلات لا تنمية الأوطان. والغريب أن تجد من بين العرب من يُصدق هذه الأعذار المكشوفة. وعندما انتفض السوريون مطالبين بالحرية والمساواة والتوزيع العادل للثروة، وقف قوميو عرب الشمال وبالذات اللبنانيون منهم، وحزب الله، والإيرانيون، من انتفاضة الشعب السوري موقفاً يندى له الجبين. لقد كشف حسن نصر الله أنه ومعه حزبه (حزب المقاومة كما يدّعي) ليس إلا فصيلاً عميلاً صغيرا يُنفذ سياسة ملالي إيران، ويمرر أجندتهم السياسية إلى الداخل العربي؛ وكنت أقول وأكرر وما أزال : ما علاقة الفرس بمشروع النهضة العربية؟ .. ولو كنت سورياً أتجرع الذل والقمع والهوان والفقر من هذا النظام السوري لقلت: غبي ومغفل وأحمق من يقبل أن يدفع حريته ثمناً لكي (يقاوم) الآخرين؛ وهل من يقبل بخراب وطنه، بإمكانه أن يُعمر وطن غيره؟ ثم ماذا جنت القضية الفلسطينية من أنظمة القوميين العرب إلا الخراب؟
عبد الناصر سَكَرَ ضباطه حتى الثمالة في ليلة حمراء عندما تحركت جيوش إسرائيل في الليلة ذاتها عام 1967 م لتجتاح سيناء دونما مقاومة تذكر، وتقف على الضفة الشرقية للقناة؛ وكان بإمكان الإسرائيليين - بالمناسبة - أن يستمروا حتى آخر شبر في الأراضي المصرية، وربما التهموا السودان أيضاً، لولا حساباتهم السياسية.
صدام حسين، أو كما يُسميه القوميون (سيف العرب)، اجتاح الكويت محاولاً سرقتها، بعد أن ضاقت عليه الأرض بما رحبت بسبب فشله الذريع في التنمية الاقتصادية بعد أن قارب على الإفلاس، رافعاً شعار: (تحرير القدس يمر بالكويت)؛ فانتهى إلى حبل المشنقة، والعراق إلى الاحتلال.
الجولان باعها البعثيون السوريون لإسرائيل لكي يسمح الإسرائيليون ومن وراءهم الأمريكيون وكذلك السوفييت آنذاك أن يبقى حافظ الأسد في الحكم، ويورثه من بعده لأبنائه، وربما لأحفاده أيضاً؛ وظلَّ الجيش العربي السوري حارساً أميناً يحرس الجولان المحتل من كل من تسول له نفسه التسلل ليقاوم إسرائيل. تخطى وريث عبدالناصر (معمر القذافي) كل حدود العقل والمنطق والسياسة والكياسة والرصانة، وسامَ الليبيين كل صنوف العذاب والذل والمهانة؛ قتل شبابهم، واستعبد نساءهم، وسجن شيبهم وشبابهم، ونهب ثرواتهم وبددها في مشاريع حمقاء على ثورات العالم؛ بل حتى أطفال ليبيا لم يسلموا من سجونه ومعتقلاته وتعذيب أجهزة مخابراته؛ وعندما انتفض الليبيون يطالبون بالعدل والإنصاف والحرية والتنمية، لم يناصرهم ويقف معهم ويحميهم من دبابات العقيد وراجمات صورايخه ومرتزقته إلا (الغرب)، ومعهم الخليجيون العرب، الذين هم في أعراف قوميي عرب الشمال امتدادٌ للغرب الإمبريالي، أو كما يسمونهم: منفذو أجندة الغرب الاستعماري، ورمح التآمر معه.
أين عرب الشمال عن نصرة الليبيين؟ .. كانوا ربما مشغولين عنهم بنصرة (دولة) المقاومة والممانعة وقلب العروبة النابض سوريا الأسد، من (مؤامرة) الغرب الاستعماري وربيبته إسرائيل، ومواجهة (المندسين) وإفشال أجندتهم! .. ولو كنت ليبياً وطنياً لانصرفت أجذر علاقاتي، وأقوي وشائج مصالحي، مع من وقف معي في محنتي لا من خذلني، وتركت عني (خزعبلات) القوميين العرب وشعاراتهم الجوفاء؛ فقد ثبت الآن أن القمع والتخلف الاقتصادي من جهة والنظم القومية (العروبية) من جهة أخرى وجهان لعملة واحدة. لقد عرّت الأحداث الأخيرة ما تبقى من (صدقية) للفكر القومي العربي، وكشفت تفاهة وسخف وتخلف القوميين العرب بجميع أطيافهم؛ وثبت الآن أن نصرة القضية الفلسطينية في قاموس العروبيين كانت فعلاً كما كان قميص عثمان وأصابع نائلة في تاريخنا لا أكثر.
- صحيفة 'الدستور' الاردنية
الفــك الايـراني المفــترس
د. جابر التل:
قبل اكثر من شهر ونيف نشرت الصحف تصريحات لرئيس اركان الجيش الايراني حسن فيروز ابادي ربما اثارت القلة من القراء ولكنها وضعت مناصري الثورة الايرانية ربما على المحك!.
يعلم رئيس الاركان الايراني ان اكثر من ثلثي سكان الدول الخليجية عدا السعودية هم من اصول ايرانية وبلوشية وهندية وباكستانية ولو علمنا ان اقل من ثلث السكان في الدول الخليجية هم من المواطنين الاصليين واكثر من الثلثين هم من الوافدين المذكورين اعلاه خاصة الايرانيين والذين ينتمون الى الطائفة الشيعية لو علمنا ذلك فسنعرف الى ماذا يهدف العسكري الايراني من تصريحاته تلك! انه يريد ان يستبدل الموجود بالمأمول الذي يحلم به!.
ان الشرارة التي انطلقت من البحرين وقامت تطالب باجراء تغييرات في الحكم هو اساس ما يحلم به ويطالب بايجاده!.
ان صواريخ رئيس الاركان الايراني يجب ان تفتح عيون الغافلين والمؤيدين لايران على الحقيقة وتذكرهم بان الاسد الايراني الفارسي يخطط للعودة الى امبراطورية قورش ولو بمظهر اسلامي كجسر يمرون من فوقه!وعلى المستفيدين من ايران والمبحرون في قواربها ان يعودوا الى رشدهم ويدركوا مدى الخطرالذي يحيط بتلك الدول العربية الخليجية وغير الخليجية ويكفي ما جرته ايران على العراق من تدمير وتفكيك له ولمستقبله!.
ان الخطر الاميركي والصهيوني على ايران قد يدفعها الى التضحية بسوريا وحزب الله لتنجو هي من نيران اميركية صهيونية تدعي انها توجه اليها واقول تدعي لاننا الى الان ومنذ سنوات طويلة لم نلحظ أي تحرك صهيوني او اميركي 'يضر' بالمصالح الايرانية واكبر دليل على هذا القول هو ان الولايات المتحدة اعطت ايران اليد الطولى 'وكارت بلانش' كما يقال تفعل ما تشاء في العراق دون ان نرى ردات فعل اميركية لعملياتها في العراق الجريح! فهل سيكون مصير سوريا مثل العراق لا سمح الله؟ وهل تقع فريسة لمخططات ايرانية اميركية ايرانية تجد سوريا والشعب السوري انفسهم في بحر متلاطم الامواج'؟.