- صحيفة 'العرب'
حزب الله.. هل اختار أنْ يشارِك بشار مصيره؟!
جواد البشيتي:
إنَّ أحداً من العرب المعادين لإسرائيل والمنادين، في الوقت نفسه، بالحرية والديمقراطية لشعوبهم من طريق إطاحة أنظمة الحكم الدكتاتورية كنظام الحكم الأسدي البعثي في سوريا، لا يُنْكِر أنَّ حزب الله اللبناني 'الشيعي' هو من أهم قوى المقاوَمة العربية للعدو الإسرائيلي 'في لبنان وجنوبه على وجه الخصوص' وأنَّه يتبادل مع هذا العدو القومي الأوَّل للعرب عداءً حقيقياً، وأنَّ وجه الاختلاف بين هذا العداء المتبادل 'والذي نَحْرِص على بقائه ونموِّه كل الحرص' و'العداء المتبادل' بين سوريا 'أي نظام الحكم السوري' وإسرائيل هو نفسه وجه الاختلاف بين 'النَّقْد الحقيقي' و'النَّقد المزوَّر'؛ كما لا يُنْكِر ما أبداه مقاتلو هذا الحزب من مقاومة بطولية في مواجهة العدوان العسكري الإسرائيلي عليهم وعلى لبنان، تشبه، لجهة نتائجها 'نصراً' على هذا العدو.
لكنَّ كل مآثِر حزب الله في صراعنا القومي ضدَّ العدوِّ الإسرائيلي لا تمنحه الحقَّ في أنْ يَقِف ضد ثورة الشعب السوري على الدكتاتورية والاستبداد، وضدَّ حقِّه في أنْ يؤسِّس له دولة ديمقراطية؛ كما لا تَمْنَح الحقَّ لأمينه العام الشيخ حسن نصرالله في أنْ يتبنَّى مواقف ووجهات نظر حُكْم بشار الأسد في شأنْ ما يَحْدُث في سوريا، وفي أنْ يُصوِّر هذا الذي يَحْدُث على أنَّه مؤامرة 'لإسرائيل يَدٌ فيها' ضدَّ سوريا؛ لكونها الدولة العربية الوحيدة التي ما زالت مقاوِمَة للعدوِّ الإسرائيلي، وتَدْعَم كل قوَّة عربية تقاوِمه.
وليس بمحض مصادفة أنْ يَخْرُج حسن نصرالله ليَمْنَح نظام حكم بشار شيئاً من 'الشرعية' في جُمْعة نَزْع الشعب السوري 'في حراكه الثوري الديمقراطي' الشرعية عن نظام الحكم هذا.
لقد أهدى نصرالله إلى بشار هذه الهدية وهو يَعْلَم 'أو لا يَعْلَم' أنَّه، وفي هذا الربيع الشعبي الثوري العربي مُخْتَلِف الموازين والمعايير، لا يستطيع أنَّ يَمْنَح الدكتاتورية في سورية 'شرعية 'استمدَّها هو من مقاومته الحقيقية والبطولية ضدَّ العدوِّ الإسرائيلي'' من غير أنْ يَفْقِد، في الوقت نفسه، قَدَرَاً كبيراً من شرعيته هو، أي من رصيده الشعبي، سوريّا وعربياً؛ فإنَّ الشعوب العربية الآن قد نَضَجَت بما جَعَلَها تَفْهَم 'القومي الجيِّد'، أكان حاكماً أم محكوماً، على أنَّه 'الديمقراطي الجيِّد'، و'الديمقراطي الجيِّد' على أنَّه 'القومي الجيِّد'، فلو أنَّ بشار الأسد حرَّر لها بيت المقدس لن تسمح له بأنَّ يتَّخِذ من هذه المأثرة القومية العظمى ثَمَنَاً يشتري به بقاء نظام حكمه الدكتاتوري؛ فالحرِّية والديمقراطية أوَّلاً!
حتى ضغوط 'الجغرافيا السياسية' لا تُبرِّر للأمين العام لحزب الله أنْ يَقِفَ 'وعلانيةً' مع بشار ضدَّ ثورة شعبه عليه؛ أقول هذا إذا ما كان لحُسْن الظنِّ بالدوافع التي دَفَعَت حسن نصرالله إلى أنْ يَقِفَ هذا الموقف مُبرِّراً واقعياً.
حزب الله يَعْلَم أنَّ الجغرافيا السياسية تُكْسِب أيَّ نظام حكم في دمشق القدرة على خَنْق هذا الحزب، عسكرياً ولوجيستياً، إذا ما أصبح لنظام الحكم هذا مصلحة في ذلك؛ وهذا إنَّما يَفْرِض على حزب الله أنْ يتعلَّم كيف يكون على علاقة جيِّدة مع سوريا، حاضِراً ومستقبلاً، وليس حاضِراً فحسب، وألاَّ يَقِف مواقف يمكن أنْ تفيده في الحاضر؛ لكنَّها ستُلْحِق به ضرراً كبيراً في المستقبل، إلاَّ إذا فَهِمَ ما يَحْدُث في سوريا على أنَّه صراع بقاء مشترَك، يخوضه، وينبغي له أن يخوضه، جنباً إلى جنب مع نظام الحكم السوري ضدَّ ثورة شعبه عليه، وكأنَّ لا خيار لهذا الحزب إلاَّ أنْ يَنْتَصِر مع بشار أو أنْ ينهزم معه.
وربَّما أراد 'الحزب'، بمواقفه المؤيِّدة لنظام حكم بشار ضدَّ الشعب السوري، أنْ 'يقيِّده أخلاقياً'؛ فهذا الحزب يخشى 'أي ربَّما يخشى' أنْ يكون هدف 'المؤامرة' التي يتعرَّض له نظام حكم بشار 'على ما يُزْعَم' هو إضعاف 'لا إسقاط' نظام الحكم هذا بما يَحْمِله على التضحية بحزب الله من أجل أنْ ينجو هو بجلده، ويتحرَّر من الضغوط التي يتعرَّض لها، والتي ما عاد قادراً على احتمالها.
إذا صحَّ هذا الافتراض فإنَّ حزب الله يَخْدَع ويُوْهِم نفسه بنفسه؛ فإنَّ 'الأخلاق' هي آخر قَيْدٍ يمكن أنْ يتقيَّد به نظام حكم بشار الأسد.
إنَّ الفرضية التي أراها صحيحةً أكثر من سواها هي أنَّ حزب الله يَفْهَم سقوط نظام حكم بشار الأسد على أنَّه نهاية لسوريا، دولةً ووطناً وشعباً؛ فإنَّ بعض الدولة العربية مُركَّبة بما يَجْعَل بقاءها موحَّدة من بقاء نظام الحكم فيها، فإذا سقط تمزَّقت وحدتها، وخَرَجَت من أحشائها 'دويلات القبائل المتصارعة'.
وتَوافُقَاً مع هذا الافتراض 'الذي أتوقَّع صحَّتِه' اختار حزب الله أنْ يتحالف مع نظام حكم بشار في حربه على شعبه، فإمَّا 'وهذا احتمال لن يسمح الشعب السوري بجعله حقيقة واقعة' أنْ يَنْتَصِر معه 'وتبقى سوريا من ثمَّ موحَّدة' وإمَّا أنْ يأتي تمزُّق سوريا 'الافتراضي' بما يفيد حزب الله وإيران.
في هذا الربيع العربي ما عاد ممكناً الجَمْع بين 'القلعة' السورية 'التي يَزْعُم نظام حكم بشار الأسد أنَّه يمثِّلها وصاحبها' في مواجهة العدو الإسرائيلي وبين بقاء سورية سِجْناً للشعب السوري؛ فإنَّ الشعب الذي يَجْعَله حاكمه جماعة من العبيد 'سياسياً' له ليس بالشعب الذي يَصْلُح لخوض معارك الدفاع عن حقوقه وقضاياه القومية؛ وهل ثمَّة من حاجة إلى التذكير بأنَّ العبيد لا يقاتِلون؟!
وإنَّني لأسال كل أولئك الذين يحامون عن 'المقاوِم الأوَّل'، أي نظام حكم بشار الأسد، هل لدى الشعب السوري من الأسباب ما يَحْمله على الثورة ضدَّ نظام حكم بشار؟
إنَّه لأمرٌ منافٍ للسياسة الأقرب في منطقها إلى الفيزياء منها إلى الميتافيزياء أنْ يُحْكَم الشعب السوري في هذه الطريقة 'الأسدية البعثية الدكتاتورية' من غير أنْ ينمو في رَحْم هذا المحكوم جنين الثورة على حاكمه؛ فإنَّ هذا الحُكْم هو بحدِّ ذاته سبب ثورة شعبه عليه؛ فلا تبحثوا عن السبب الحقيقي لثورة الشعب السوري في خارج العلاقة بين الحاكم والمحكوم في سوريا، وبمنأى عنها؛ فإنَّ كل قوى الكون لن تستطيع أنْ تَسْتَخْرِج لنا من الماء صوصاً!.
- صحيفة 'الوطن'
حوار صريح جداً! "20&laqascii117o; نصر الله.. لا عذر ولا اعتذار!
عقيل سوار:
قال في تعويل متجدد على صحة تجنب نقد الرموز التي يحترمها الشيعة على حد تعبيره؛ إن سيد المقاومة حسن نصر الله الذي وصفته بالكذاب والأفاق في مقالك اليوم (أمس) لم يقل في خطبته التي تشير لها أن أعداد القتلى في البحرين هم بالمئات، بل قال إن القتلى والجرحى فيها بالمئات.. وهذه ثيمة إعلامية تأخذ بها جميع وسائل الإعلام ولا تخالف حقيقة أن عدد الجرحى البحرينيين في الأزمة الأخيرة وصل لأكثر من ألفين و... فأرجو أن تلتزم بما تلزم نفسك به من تقارير صحيحة وتعتذر للناس! قلت؛ لو لم يكن حسن نصر الله خطيباً مفوهاً، ولو لم يبسمل ويصلى على آل البيت (ع) مجدفاً على قدسيتهم أبشع تجديف، وأخيراً لو أعرف له موقفاً معلناً من أمريكا من غير ثقب المصالح القومية الإيرانية المعادية للعرب، لقلت لا تثريب عليه أن يستعين بأسوأ ألاعيب 'النيوسبيك' الأمريكية وأقذرها، حيث تتساوى في ذلك 'الخطاب الجديد' المصاغة مفرداته لخدمة البربوجندا الصهيونية التي تسمي قتلى الفلسطينيين موتي وموتى الصهاينة قتلى، وتسمي المناضلين الفلسطينيين إرهابيين والمستوطنين الصهاينة المحتلين المسلحين جنوداً من عسل، أما والحال أنه يعرف كل هذا ومع ذلك يركبه ليزور حقيقة الوضع في البحرين خدمة لشراكته مع النظام الطائفي القمعي في سوريا، الذي فاق قتلاه الآلاف، فلا أعرف طريقاً مهذبة يمكن أن أوَصّف بها استهدافه للبحرين، وهي تسعى للملمة جراحها على ذلك النحو التحريضي القبيح الذي لا صدفة ولا زلل ولا خلل فيه غير مقصود، إذا نظرنا له من منظور محطة المنار التي كانت كل الوقت بطلاً من أبطال التأزيم الطائفي هنا وفي لبنان وفي أي مكان يرفض أهله المتاجرة الحرة بالقضية الفلسطينية ترسية لفضيلة طائفية! لكن بصرف النظر؛ فإن قضيتنا ليست مع شخص حسن نصر الله إنما مع حقيقة كونه مفردة من مفردات الخطاب الطائفي الحزبي البحريني الذي أوصل البحرين حيث يريد هذا وأمثاله من سماسرة ثورة من مظاهر ابتذالها أنها تبدأ من حيث بدأ الآخرون وليس من حيث انتهوا، كما تقتضي أبجديات التطور التاريخي الصحيح، فتمسح من تاريخ البحرين وعموم الأمة كل تجارب إعادة صنع الهوية القومية العروبية بإنجازات وإخفاقات تلك التجارب الطبيعية، لتفرض على البحرين وعموم الأمة هوية طائفية مخادعة يكمن في جوفها دمار تترقى على أنقاضه هوية قومية فارسية أبرز معالمها أن يتساوى عندها صدام حسين بأبي جعفر المنصور ساعة ظفر أزلامها ببغداد في ضرب من نزوع قومي فارسي صفوي قديم بريئة منه ذمم الشيعة العرب. لقد كنا كل الوقت وفي أحلك الساعات ضد التطاول على شيعة البحرين وضد أخذ قاعدهم بجريرة قائمهم من نخب حزبية ومن مرجعيات ملتبسة المشاعر، تماماً مثلما كنا وسنظل دائماً ضد كل مفردة من مفردات هذه النخب ومرجعياتها حين تستخدم للإساءة للبحرين، فلا سبيل أن نقبل أي وصاية طائفية تستثني نصر الله أو الحكيم أو الصدر أو الخامنائي، ومقاصدنا في هذا هي الانتصار للهوية البحرينية العروبية بحملها من ذاكرة بحرينية مشتركة، وليس أية هوية أو ذاكرة فئوية طائفية، ورايتنا في هذا أنه لا قدسية لبشر يعيش اليوم بيننا أو يستحضر من جوف التاريخ إشاعة لوعي متوهم بين الناس وإشاعة لأبطال وهميين وبطولات وهمية وثورات وهمية لا علاقة لها بالبحرين في لحظتها التاريخية الراهنة، حيث لا صوت يجب أن يرتفع ضد مساعي الحوار التوافقي حتى لو كانت مبرراته مقبولة سائر أيام البحرين على حصيرة الثراء، فضلاً عن صوت يعلو لينكل ويشمت بالبحرين وهي على حصير العوز والحاجة بمبررات كاذبة يقودها اليوم كذاب أفاق، لا اعتذر له أو لمريدي أوهامه، وهذا على خلفية تقرير صحيح هو أن قتلى البحرين المشتركين من أهل الدوار وضحاياهم لم يصلوا نصف مائة.. من مئات قررها حسن نصر الله كذباً!.
- 'الوطن' البحرينية
أوباما.. هل يعرف حسن نصر الله.. ولماذا لم يحاكم بن لادن؟!
فيصل الشيخ:
القائمة بأعمال السفير الأمريكي في البحرين قالت وبشكل واضح في برنامج 'كلمة أخيرة' بأن الولايات المتحدة تصنف 'حزب الله' اللبناني على أنه منظمة إرهابية. ما يعني أنها تتحدث عن ثوابت سياسية موجودة في الفهم الأمريكي، وأمور يعرفها الرئيس الأمريكي باراك أوباما قبل أصغر مسؤول في البيت الأبيض وما يتفرع منه. باعتبار أن أوباما يعرف حزب الله ويعرف من يكون حسن نصر الله أمينه العام، ويدرك تماماً تركيبة هذا الحزب، ودوره في شأن الصراع الشرق أوسطي، لابد وأنه يعرف تماماً أنه الذراع العسكري للنظام الإيراني صاحب الأطماع التوسعية في المنطقة. نتساءل هنا، لو أن الولايات المتحدة كشفت مخططاً يستهدف أمنها القومي، يضطلع به عناصر من الداخل الأمريكي تحركهم توجيهات حزب الله، ماذا ستكون ردة فعلها؟! هل ستقول بأن العناصر الداخلية الأمريكية، وإن كانت محسوبة على تيارات وأحزاب مرخصة، بأنها عناصر تمارس حقها الديمقراطي في التعبير عن الرأي والرأي الآخر بحيث تصل لمستوى المطالبة بإقالة الرئيس وإحلال نظام حكم آخر يدين بالولاء لحزب الله ومن يقف خلفه؟! نؤمن بأن الأمريكان الذين تواجد منهم عناصر في جلسات محاكمة المتهمين في التخطيط للانقلاب على النظام في البحرين، يعرفون أكثر مما يعرفه البحرينيون أنفسهم، بل يعرفون أكثر منا ومن بعض المسؤولين في البلد بشأن ما تمضي إليه البحرين، وماذا كان يستهدف البحرين، ومنذ متى كان المخطط يُعد له. إن كانت الولايات المتحدة تريد أن تقنعنا بأنها لا تعرف سلفاً ما كان سيحصل في البحرين، وما هي نوعية الحراك على الأرض في فترة الأزمة، فإننا نقول لها هنا: اسمحوا لنا، 'صعبة نبلعها'، فالأمريكان يملكون أقوى جهاز استخباراتي يعرف دقائق الأمور ليس على مستوى الولايات المتحدة فقط، بل على مستوى أي دولة من دول العالم لو أرادوا هم. وعليه، لابد وأنه نما إلى علم الأمريكان قبل البحرينيين، ما حصل لحسن مشيمع حينما ذهب إلى لبنان، وأنهم كانوا يعلمون بأنه التقى أمين عام حزب الله، وبالتأكيد يعرفون بتفاصيل ما دار معه من أمور، هي أصلاً توجيهات لكيفية إدارة الأمور بشأن مخطط الانقلاب في البحرين، بل أجزم بأنهم يعرفون تفاصيل التوجيهات التي وجهت عبر وسائل الاتصال للمنفذين على الأرض هنا، خاصة الأمر الذي وجه لهم للانسحاب السريع من المرفأ المالي لأنها خطوة من شأنها إفساد مسرحية الإيهام بالحراك السلمي، وستؤثر على الأطراف الخارجية التي كان بعضها يرى (ومازال بعضهم) بأن الحراك سلمي ومدفوع بمطالب مشروعة. إن كان الأمريكان سيقولون بعكس ما نقول، وأنهم 'آخر من يعلم'، فستكون مسألة صعبة التصديق، خاصة وأنه انتقاص من قدرات القوة العالمية الأولى التي يمكنها فعل ما تشاء وقتما تشاء وبالكيفية التي تناسبها دون وضع اعتبار لأي جهة حتى لو كان مجلس الأمن أو الأمم المتحدة يصرخان بأعلى صوتهما بالرفض. هم يعرفون كل ذلك، رأوا بأعينهم كيف كانت سابقاً ترفع أعلام حزب الله في البحرين، وكيف كانت ترفع صور الرموز الإيرانية، ويدركون تماماً طريقة تغيير الاستراتيجية برفع أعلام البحرين بدلاً من الأعلام الصفراء فيما حصل في شهري فبراير ومارس، بل يعرفون تماماً ما يعنيه تغيير شكل العلم البحريني. اللعب بمصائر الدول والشعوب حسبما تقتضيه المصلحة، وهي السياسة الأمريكية الأثيرة المعتمدة في أي تحرك، مسألة فيها من انتهاك حقوق الإنسان الكثير، إذ من غير المقبول أن 'تكيف' الدول وتحدد مستوى التغييرات فيها حسبما تريده الولايات المتحدة ولو على حساب الشعوب، أو المكونات الغالبة من هذه الشعوب. بالتأكيد أوصلت السفارة الأمريكية لرئيسها في واشنطن استياء كثير من البحرينيين من خطابه الذي ساوى فيه الضحية بالجلاد، بل غلب موقف الجلاد ونسي الضحايا وحقوقهم، في الوقت الذي كان هو أول المدافعين عن حقوق مواطنيه ورعاياه، ومنح نفسه كل الحق في الوصول لأي شخص يمثل تهديداً عليهم وقتله دون محاكمة أو حوار، على عكس ما يريد أن تفعله البحرين بمن سعى بوجه صريح لقلب نظام الحكم، ووصل بمستوى الإرهاب الذي مارسه إلى القتل. السيد أوباما يعرف تماماً من يكون حسن نصر الله، ويعرف تماماً أن عدداً من المحرضين هنا لديهم تواصل وثيق معه، بل يأخذون أوامره منهم، ويدرك تماماً وجود ضلع إيراني في كل ما حصل، ورغم ذلك مازال الخطاب الذي يصدر عنه لا ينصف الحقيقة في البحرين. ألم نسأل ألف مرة بأنه لو حصل ما حصل في البحرين كان هناك في واشنطن، كيف سيتصرف الرئيس أوباما؟! وما هو رأيه لو تم قتل رجال الشرطة الأمريكيين دهساً وبلا رحمة مثلما حصل لدينا؟! إن كان من يهدد الأمن القومي وبسببه قتل أناس وسقط ضحايا يستوجب أشد العقاب، لماذا تطبق الولايات المتحدة هذا المبدأ وأحياناً بدون محاكمات، في الوقت الذي تريد فيه من البحرين أن تتسامح مع من أرهب الناس وقتلهم، وكأنهم لم يفعلوا شيئاً؟! أنتم لم تتحاوروا مع أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة باعتبار أن له وجهة نظر حاله كحال من لديه وجهة نظر عندنا هنا، مثلما تقولون أنتم! بل كان توجيه الرئيس أوباما واضحاً لجنوده بأن ينفذوا العملية بهدف القتل لا القبض عليه، باعتبار أنه مصدر تهديد لسلامة الأمريكيين، رغم وجوده في كهوف أفغانستان! السؤال هنا: لماذا قتلتم بن لادن دون إجراء أية محاكمة ''عادلة'' له؟! لسنا ضد العدالة وأن يعاقب من يرتكب الإرهاب، وما حصل في الحادي عشر من سبتمبر مسألة مرفوضة تماماً، لكن الاستغراب هنا، بأنكم تدعون لأمور أنتم من الاستحالة أن تطبقوها لو مست أمنكم، حتى لو كانت بالنوايا فقط!
- صحيفة 'الراي' الاردنية
عمرو موسى.. &laqascii117o;غيت"!
محمد الخروب:
وانكشف المستور, ولم تعد ثمة ورقة توت تستر عريّ هذا الرجل, الذي اعتمد دبلوماسية الفهلوة والكلام
لم يخرج عمرو موسى ذات يوم عن النص المباركي (اقرأ الصهيواميركي الذي ادى دور الوكيل القذر والمقاول في مشروع تصفية القضية الفلسطينية) وعندما انتهى دوره (نقصد موسى) ارسله الى الجامعة العربية, فالعُربان يحتاجونه في &laqascii117o;المكلمة" المسماة جامعة الدول العربية, ومن غيره يستطيع تغطية عورات الانظمة والترويج لسياسة اللاسياسة واللاتضامن واللافعل, ما بالك أن احداث الحادي عشر من ايلول 2001 كانت على الابواب, وكان من &laqascii117o;حسن" حظ الانظمة ان يكون على رأس جامعتها شخص بمواصفات هذا الدبلوماسي, الذي رأى في منصبه فرصة لاظهار مواهبه الكلامية واطلاق التصريحات المتناقضة حيث يعتمد على مبدأ ان ذاكرة الناس ضعيفة, وان مجرد تكشيرة منه او ابتسامة صفراء في صورة يضع فيها السيجار في فمه, ثم يترك المجال لعينيه الواسعتين تجوسان المشهد الذي يقف حياله, كفيلة ببعث الرضى لديه عن دوره, الذي هو الان بعد عشر سنوات من مكوثه في المبنى القاهري الشهير, دور باهت وعقيم..
عمرو موسى الذي قال ذات يوم من ايام النظام البائد: ان المواصفات التي يجب ان تتوفر في رئيس الجمهورية المقبل موجودة لدى جمال حسني مبارك!! هو من وافق على تصدير الغاز لاسرائيل وعندما نُشرت الوثيقة هاج الرجل وماج ولشدة انفعاله وغضبه لم يسعفه ذكاؤه (المفترض) فأصدر بيانا نفى فيه &laqascii117o;بشدة" مثل هذا الكلام و"تحدى" من هم وراء نشره ان كان لديهم اي وثائق... ولما قامت اليوم السابع وبمهنية عالية ودفاعا عن صدقيتها بنشر الوثيقة الرسمية الصادرة عن وزارة الخارجية بتاريخ 12 تشرين الثاني 1993 والموقعة من موسى الى وزير البترول، رفع موسى يديه مستسلماً وخرج الى تبريرات متهافتة لا تقنع حتى طفلاً، من قبيل اننا كنا نلوّح لتل ابيب بـ (المزايا) وان السياق السياسي في تلك الفترة، كان الحل عن طريق التفاوض واجراءات بناء الثقة (...) وغيرها من التُرّهات والكلام المغسول تماماً كما على طريقة غسل الاموال التي تقوم بها عصابات المافيا ورجال العالم السفلي في السياسة والدبلوماسية وغيرهما..
واذا بدا الرجل منهاراً بعد هذه الفضيحة التي لم يكن يتوقعها حتى في اسوأ كوابيسه، فإنه تبنى نظرية شمشون عليّ وعلى اعدائي وقال: &laqascii117o;.. طالما ان الخطابات الرسمية في ملفات وزارة الخارجية اصبحت تسرّب وتهرّب او غير ذلك, فانني اطالب وزير الخارجية فتح الملف بأكمله امام الناس والرأي العام"..
هروب مرتبك ومذعور الى الامام لن ينفع معه هذا التذاكي الذي مارسه كثيراً وطويلاً هذا الرجل &laqascii117o;الحكّاء" وليس مستغرباً ان يخرج على الناس شاكياً ومتباكياً ومتهماً من كشفوا &laqascii117o;طبّته" بأنهم يريدون القضاء عليه واغتياله سياسياً بل هناك من يسعى لـ &laqascii117o;ذبحي" سياسياً رغم ما اشتهرت به (...) في الوقوف في وجه المشروع الاسرائيلي..