صحافة إقليمية » ـ مقالات مختارة من صحف عربية

- صحيفة 'العرب' القطرية
جبهة جنوب لبنان.. الحرب قادمة!
وائل نجم:

الحرب القادمة في جنوب لبنان مسألةُ وقتٍ كما يؤكِّد المتابعون هنا في بيروت، خاصة بعد التطوّرات والأحداث الأخيرة التي حصلت في الجنوب خلال الأسابيع الماضية. إذا تَتَبّعنا التصاريح والمواقف التي صدرت في الفترة الأخيرة التي أعْقَبت الاستهداف الذي طال 'اليونيفل'، سواءٌ على الصعيد المحلي أو الخارجي، وجدنا أنَّ هناك قلقًا واضحًا من المرحلة المقبلة، وقد عبّر عن ذلك أفضل تعبير النائب 'وليد جنبلاط'.  وإذا قارنا هذا القلق الجنبلاطي بالتصاريح الغربية التي حذّرت وكانت جادّة في تحذيرها من أنها قد تُقْدِم على سحب جنودها من الجنوب، وفقًا للتصريحات الفرنسية، أو أنها قد أقدمت على ذلك وفقًا للتسريبات الإيطالية، فإنَّ ذلك يعني أنَّ هناك قلقًا مشتركًا من دول هذه القوات من المرحلة المقبلة، إلا أنَّها لا تملك قدرةَ التصريحِ بكل المعلومات التي بحَوْزَتِها عن تصورها لآفاق المرحلة الآتية. وإذا ما استعدنا مفردات الخطاب الذي ألقاه أمين عام حزب الله، السيد حسن نصر الله، في مناسبة عدوان تموز، فإنَّنا نجد أنَّ الخطاب كان في مجمله عبارةً عن خطاب يهدف إلى رفع المعنويات، وشَحْذ الهمم، وشدِّ العزائم، وكأنَّ الحرب على الأبواب. وبهذا الاعتبار يتحيّن 'الكيان الإسرائيلي' الفرصة لفتح جبهة الحرب التي استعد لها في مناورات كبيرة على مدى خمس سنوات، وهو قد يرَى هذه الفرصة مواتية في اللحظة التي يرَى فيها أنَّ النظام في سوريا ينهار، ليفرض واقعًا جديدًا يكرِّس هيمنته في المنطقة. خاصةً وأنه أيضًا يحاول أن يتهرَّب من استحقاقات أيلول لجهة إعلان الدولة الفلسطينية عبر الاعتراف بها في الأمم المتحدة. على الجانب الآخر المَعْنِيّ بما يجري بشكل مباشر، تمرّ الأيام على حزب الله ثقيلةً في ظل الانهيار الذي يصيب النظام في سوريا، وفي ظلّ المذكرات الصادرة عن المحكمة الدولية بحق عددٍ من قياديّيه، وفي ظل الاختراق الواضح لصفوفه. وأما بالنسبة للنظام في سوريا فإنه قد يجد في الحرب المفتوحة مع 'الكيان الإسرائيلي' الورقة الوحيدة المتبقية للحفاظ على استمراره ووجوده، خاصة وأنها ستظهره بمظهر المدافع عن أقدس قضية للعرب والمسلمين، فضلاً عن أنَّها ستُحْرِج قسمًا كبيرًا من الشعب السوري الذي يطالب بحريته، وقد حاول النظام في وقت سابق من الشهور الماضية لعب مثل هذه الورقة من خلال فتح جبهة الجولان وحتى جنوب لبنان أمام الاعتصامات والتظاهرات التي سقط فيها عدد من الشهداء.


- صحيفة 'المدينة' السعودية
من هو النجار المسلّح الذي يقف وراء بشار؟
شريف قنديل:

الحق أن الأسد -الابن- كان مرشحًا لقيادة مسيرة الإصلاح والتغيير، قبل أن يلتفّ النجّارون المسلّحون حوله؛ لتحويل المهمّة، والعبث بمقدّرات أمة بدعوى الانصراف التام للتحرير والمقاومة. فما الذي حررناه؟ وما الذي قاومناه؟ مع ذلك.. ومهما يكن من أمر، ومع التقدير الكامل للمقاومة -ولو بالشعارات فقط- فإن ما يحدث الآن لا علاقة له من قريب أو بعيد بمقاومة إسرائيل، وإنّما بمقاومة شعب، وحصار مدن، وتشريد أطفال، وأمهات! لقد قال خادم الحرمين كلمته، وأصدرت الجامعة العربية بيانها، ونقلت تركيا تصوّرها.. فهل يستجيب بشار، وينقذ ما يمكن إنقاذه؟ أم يتداعى النجّارون المسلّحون للتشويه، والتجريح، والتشكيك؛ باعتبار أن العرب، والمسلمين، والناس أجمعين إنّما يريدون حرمان سوريا الأسد من المقاومة.. مقاومة شعب عربي أبيّ عزيز، سيظل مصدر فخر للعروبة والإسلام.


- صحيفة 'الرأي' الاردنية
وليد جنبلاط !
محمد الخروب:

يكسب الرهان اولئك الذين لم يطمئنوا الى تقلبات جنبلاط وقفزاته السياسية المتهورة, التي يظن البعض بحسن نية او سذاجة سياسية، أن لديه من قرون الاستشعار وبُعد النظر السياسي والقدرة على التنبؤ بمسار الاحداث, ما يغفر له نزواته ورعونته وبخاصة أن هاجسه المحافظة على مصالح الاقلية الدرزية, التي لا تستطيع الذهاب بعيداً وعميقاً وطويلاً في رهاناتها ومغامراتها أمام طوائف واثنيات كبيرة وذات عمق استراتيجي ديموغرافي وجغرافي وطائفي ومذهبي أيضاً. ما يقوم به جنبلاط الان من حراك (...) سياسي في اتجاه عواصم دولية واقليمية عديدة, كانت اخرها انقرة وقبلها موسكو وربما تتبعها لاحقاً باريس, وليس من المستبعد أن يلبي الدعوة &laqascii117o;القديمة" لزيارة واشنطن، التي وجهها له صديقه جيفري فيلتمان السفير الاميركي السابق في بيروت ومساعد وزيرة الخارجية الاميركية حالياً، يشي بان الرجل يستعد &laqascii117o;للانقلاب" على مواقفه الاخيرة، إن لجهة ادارة ظهره لسوريا بعد ان &laqascii117o;توغل" مؤخراً في الغمز من قناتها ووصف ما يحدث هناك بانه ثورة واستبطان تصريحاته على ان قطار الاصلاح قد فات نظام بشار الاسد، ام لجهة الانفتاح التدريجي على سعد الحريري وصمت فريق الاخير عن توجيه أي انتقاد له، ما يفتح التكهن على احتمالات لبنانية عديدة ربما تعيد خلط الاوراق وقلب معادلة الاصطفاف والتحالفات القائمة الان رغم اهتزازها وعدم صمودها بعد تداعيات الاحداث السورية التي يصعب تجاهلها لبنانياً، ما بالك ان عواصم عربية &laqascii117o;جديدة" قد دخلت على خط الازمة السورية واتخذت مواقف اكثر انكشافاً وعلنية عمّا ميزها طوال الاشهر الاربعة الماضية، ما يؤشر الى تطورات وشيكة باتت موضع متابعة وربما انخراط في تنفيذ السيناريو اللاحق الذي بدأت ملامحه تتضح بعد احداث حماة ودير الزور. لن يغير تموضع جنبلاط الجديد - إذا ما تم وهو سيتم - كثيراً في المعادلة، لان مآلات الازمة السورية (وحدها) هي من ستحدد المسارات والسيرورة ونحسب ان جنبلاط سيكون الخاسر الأكبر اياً كانت النتائج.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد