واشنطن: إيران لن توسع نفوذها والتغيير سيحصل في سوريا
- شككت تمارة ويتس، وكيلة مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية، في إمكانية أن تنجح إيران بتوسيع نفوذها في دول ما يسمى بـ'الربيع العربي،' قائلة إن توجهاتها الحقيقية تتناقض مع طموحات شعوب تلك البلدان، كما نفت قيام واشنطن بتمويل أحزاب في المنطقة، وقالت إن الشعب السوري لن يتراجع عن مطالبه، كما أن التغيير سيحصل، رغم محاولات نظام دمشق.
وقالت ويتس، في لقاء عبر الانترنت الثلاثاء مع عدد من الصحفيين حول القضايا التي تشغل المنطقة في ظل الثورات المتلاحقة والتغييرات السياسية، إن تقديم التمويل المباشر للأحزاب مخالف للقانون الأمريكي، نافية أن تكون واشنطن قد قامت بخطوات مماثلة في الشرق الأوسط، كما تتهمها بعض الجهات. وأوضحت ويتس بالمقابل أن ما تقوم به الولايات المتحدة هو تأمين التدريب على الديمقراطية والعمليات السياسية من خلال المنظمات غير الحكومية.
وفي الملف اليمني، قالت ويتس، رداً على سؤال حول القلق من احتمال تدخل القوى الدينية والقبلية للسيطرة على الحراك الشبابي المناهض للرئيس علي عبدالله صالح: 'في كل مرة يحصل انفتاح مماثل بالمجتمع نرى محاولات تدخل لمن يحاول نقل الثورة إلى جانبه.' ولكنها أعربت عن ثقتها بأن الشعب اليمني، المطالب منذ أشهر بالتغيير الديمقراطي والإصلاح، سيكون 'الضمانة' لمنع انحراف حركته السياسية نحو أهداف أخرى.
وأقرت المسؤولة الأمريكية بأن التاريخ شهد حصول ما وصفته بـ'عمليات اختطاف' للثورات، بسبب حالات عدم الاستقرار التي ترافق التغييرات السياسية الكبرى، وقالت إن الثورة الإيرانية عام 1979 'اختطفت من قبل القوى المتشددة التي استغلتها لتحقيق أهدافها.' وأضافت أن على جميع القوى السياسية المشاركة في الحراك الشعبي، أن تلتزم بمجموعة متطلبات، بينها حرية التعبير والالتزام بعدم اللجوء للعنف والتعهد بتطبيق الأصول الديمقراطية سواء في حالات الربح أو الخسارة، وكذلك معاملة كل الناس على قدم المساواة، مشددة على أن هذه القواعد في العمل السياسي ستضمن تحقيق الشعوب لأهدافها دون خطر سقوط الثورات بيد جهات متشددة.
وأكدت ويتس أن واشنطن تشدد على هذه الملفات مع جميع القوى في المنطقة، مضيفة أنه في نهاية المطاف فإن الكلمة الأخيرة للشعوب 'في صناديق الاقتراع.' ورداً على سؤال لـCNN حول سعي إيران لبناء خطوط اتصال مع الأنظمة الجديدة في تونس ومصر وليبيا، خاصة مع بروز أدوار للقوى الإسلامية فيها، وتأثير ذلك على التوازنات بالمنطقة بعد الانسحاب الأمريكي من العراق، قالت ويتس إن اللقاء بين الطرفين صعب لأن التوجهات التي عبرت عنها الثورات العربية تتناقض مع ما تقوم به إيران في الشرق الأوسط.
وأوضحت ويتس وجهة نظرها بالقول: 'الشبان الذين حركوا الثورات في ليبيا وتونس ومصر أظهروا حقيقة النفاق الإيراني السياسي في المنطقة، وقالوا إنهم لن ينتظروا من أحد أن يجلب لهم حق المشاركة السياسية بل سينتزعونه بأنفسهم، كما رفضوا مقولة أن الطريقة الوحيدة لإجراء التغيير هو التدخل الخارجي، وقاموا بالأمور بأيدهم.' وتابعت: 'هذه التصرفات من قبل الشعوب كانت الرد الأمثل على القوى التي ترفض التخلي عن سياسة المواجهة في المنطقة،' في إشارة إلى إيران.
وأعربت ويتس عن اعتقادها بأن لدى الليبيين والمصريين والتونسيين 'مشاغل محلية تتعلق بالتنمية والسلام وتحقيق الازدهار،' وهي تختلف كلياً عن توجهات إيران و'دورها في المنطقة الذي يزيد التوتر ويزعزع الاستقرار،' داعية تلك الدول إلى 'النظر إلى مصالحها.' وعن الخطوة الأمريكية بقطع التمويل عن منظمة اليونيسكو بعد ضمها لـ'فلسطين' قالت ويتس إن جميع الأطراف متفقة على ضرورة التوصل إلى حل سياسي، مضيفة أن واشنطن عارضت الطلب الفلسطيني في المنظمة لأنه 'مكسب رمزي لن يوصل الفلسطينيين إلى الدولة المستقلة ذات السيادة.'
وحول سوريا قالت ويتس: 'من راقب ما يجري في سوريا سيشعر بالانبهار من الشعب السوري المصر على مطالبه بمواجهة القمع الممارس من السلطة التي ترد على شعبها بالقوة، وهذا يزعزع الاستقرار في سوريا ودول الجوار، ويجب العمل لمواصلة دفع (الرئيس بشار) الأسد لرؤية النتائج السلبية لسياسته والتخلي عنها.' وأضافت المسؤولة الأمريكية: 'الشعب السوري لن يتراجع، والتغيير سيحصل في سوريا، رغم محاولة الأسد منعه.' كما تطرقت ويتس إلى الملف العراقي، فقالت إن الانسحاب الأمريكي من ذلك البلد كان بناء على اتفاقية أمنية مع حكومته، وشددت على أن ذلك لا يعني بأن واشنطن ستترك العراق بمفرده، مشيرة إلى أن بغداد لديها الكثير من 'الشركاء' في المنطقة والعالم.
صحيفة 'ديلي تلغراف'
الهند تخطط لبناء 'اخطر خط سكك حديدية في العالم'
ذكرت الصحيفة أن الهند تخطط لبناء ما يمكن أن يصبح أخطر خط سكك حديدية في العالم يبدأ من المنطقة الغنية بالمعادن في قلب أفغانستان مروراً وحتى ميناء إيراني على البحر العربي في محاولة لفتح طريق تجارى جديد والحد من تبعية كابول لباكستان. وتشير الصحيفة إلى أن تفاصيل هذا المشروع ظهرت عشية انعقاد مؤتمر إسطنبول للأمن والتنمية الاقتصادية في أفغانستان في إطار الإعداد للانسحاب الأمريكي من البلاد والمخطط له في عام 2014. وقد حثت واشنطن كل من الهند وباكستان وأفغانستان على التعاون في خلق طريق تجارى جديد لكسر الشكوك الحالية التي تشوب العلاقات السياسية ويقيد التجارة بين البلدان الثلاثة. وتتوقع الهند رفضا أمريكيا لمخططها لأنه من شأنه أن يدعم القدرات البحرية لإيران بتطوير ميناء مهم في منطقة شابهار جنوب البلاد. وستكون الجائزة بالنسبة للهند حصولها على عقد لاستخراج احتياطي الحديد الأفغاني الذي يقدر قيمته بحوالي 3 تريليونات دولار أي أضعاف حجم الاقتصاد الهندي المتنامي، وكذلك الميزة الإستراتيجية المتمثلة في الطريق التجاري إلى أفغانستان والذي يمر بباكستان. وعلى الرغم من تحسن العلاقات الدبلوماسية بين الهند وباكستان في الآونة الأخيرة، إلا أن التجارة بينهما لا تزال مقيدة بشكل كبير.
- 'ديلي تلغراف'
سوريا: داخل حماة.. مدينة الخوف والأشباح/ 'سي آن آن'
كتب أندرو جيليغان عن حماة.. في إشارة إلى المدينة السورية التي كانت تحت سيطرة المعارضة قبل أن يفرض النظام سطوته عليها بالقوة. وقال: تنتشر على الأرصفة وفي الميادين المتاريس العسكرية والنقاط الأمنية المحاطة بأكياس الرمال، وكلما تمر في شارع ما، يتتبعك الجنود المدججين بأسلحتهم.. وفي مكان ما أعلى التل هناك، فوق قلعة قديمة تعود للعهد البيزنطي، اتخذ قناصة النظام أماكنهم، بما يمكنهم من إطلاق النار على كل من يمر في الشوارع من تحتهم. وبعدما كانت حماة إحدى أولى نقاط انطلاق شرارة الاحتجاجات في سوريا، أصبحت الآن مدينة الخوف والأشباح.. فطوال ستة أسابيع، كانت المدينة مسرحاً لتحركات المعارضة، ولكن النظام أرسل قواته إلى هناك، وبعدها تم إغلاق جميع الطرقات، وقطع كافة خطوط الاتصالات، كما قُطعت عنها خدمات الانترنت، وحُرم أهلها من التيار الكهربائي، حتى إمدادات الغذاء الرئيسية توقفت عن المدينة.
- صحيفة 'وول ستريت جورنال'
كاتب أميركي يقر بهزيمة بلاده في العراق/ 'الجزيرة'
وصف خبير في الأمن القومي في مجلس العلاقات الخارجية بالولايات المتحدة ماكس بوت انسحاب القوات الأميركية من العراق بأنه يشكل إستراتيجية مأساوية تتخذها إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، وصرح بأن الانسحاب يعتبر هزيمة محققة وليس نصرا. وأوضح بوت في مقال نشرته له صحيفة وول ستريت الأميركية أن أوباما يقول إن بلاده تنسحب من العراق بسبب تصلب موقف السياسيين العراقيين، ولكن الرئيس الأميركي –والقول للكاتب- لم يحاول اتخاذ المفاوضات مع العراقيين على محمل الجد. وفي حين أشار الكاتب إلى تصريحات أوباما في 21 تشرين الأول الماضي والمتمثلة في قوله إنه حقق وعده بسحب القوات الأميركية من العراق بعد حرب دامت قرابة تسع سنوات، وإلى أن أوباما تحدث في البيت الأبيض بلغة المنتصر، قال الكاتب إنها كانت هزيمة أميركية في العراق وليست انتصارا. كما تساءل الكاتب عن الأسباب الواقعة خلف ما وصفها بهزيمة الولايات المتحدة في العراق، وقال إن السبب الظاهري يتمثل في رفض العراقيين منح الجنود الأميركيين الحصانة من الوقوف أمام المحاكم العراقية في حال انتهاكهم القوانين المحلية في العراق.
وأوضح أنه بالرغم من أن التحفظات العراقية بشأن حصانة الجنود الأميركيين كانت هي نفسها في عام 2008، فإن مفاوضات جرت بين بغداد وواشنطن حينها وأسفرت عن اتفاقية لتمديد بقاء القوات العسكرية الأميركية في العراق، وأن ذلك الاتفاق جرى بين رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وإدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش. وتساءل الكاتب عن سر توصل إدارة بوش إلى اتفاق مع المالكي بشأن تمديد بقاء القوات الأميركية في العراق بالرغم من أن عددها عام 2008 كان يقرب من 150 ألفا، في مقابل عدم قدرة إدارة أوباما على التوصل إلى اتفاق مع المالكي نفسه بالرغم من انخفاض عدد القوات الأميركية في العراق هذه الأيام بشكل كبير. وحذر الكاتب إزاء ما وصفها بعدم قدرة العراق على الدفاع عن نفسه، سواء على مستوى القوات الجوية أو الأرضية، إضافة إلى ما قال إنها جماعات 'إرهابية' متعددة لا تزال تجثم على الأراضي العراقية، ومن هنا –والقول للكاتب- فإن الانسحاب الأميركي من العراق في هذا التوقيت يعتبر مأساة وليس نصرا، بل إنه هزيمة محققة.
- 'وول ستريت جورنال'
المعارضة السورية محبطة / 'الجزيرة'
قالت صحيفة 'وول ستريت جورنال' إن المعارضة السورية محبطة وتقول إن بشار الأسد يستفيد من الوضع لتثبيت سيطرته بعد ثمانية أشهر من الاحتجاجات. وقالت مجموعة سورية معارضة إنها بعد اجتماع الدوحة لا ترى أية آمال سوى الضغط على الدول العربية كي تتوجه إلى الأمم المتحدة. فقد قالت بسمة كودماني الناطقة باسم المجلس الوطني السوري 'نأمل أن تصبح مطالبنا كمعارضة سورية، هي مطالب الجامعة العربية، وأن نجد دعما في الأمم المتحدة'.
وكان المجلس قد دعا إلى مظلة دولية لحماية المدنيين في صورة مراقبين إنسانيين أو قوة حفظ السلام. وأوضحت الصحيفة أن جامعة الدول العربية كثفت جهودها لحل الأزمة السورية قبل أسبوعين عندما دعت الأسد إلى فتح محادثات مع المعارضة في مقرها في القاهرة ووقف العنف ضد المتظاهرين في غضون 15 يوما. ومع انتهاء الأسبوعين يوم الأحد، قال النشطاء السوريون إن 343 شخصا قتلوا، بينهم 45 جنديا منذ بداية ما سمي بمهلة الدول العربية للأسد.
وقالت الصحيفة إن الأسد تجاهل الضغوط الدولية وجدد تحذيراته من التدخل الأجنبي حيث قال 'سوريا هي محور هذه المنطقة الآن، وهي خط الصدع، واللعب عليه سيسبب زلزالا' كما جاء في مقابلة نشرت في صحيفة 'صنداي تلغراف'، وأضاف 'أن أي مشكلة في سوريا ستحرق المنطقة برمتها'. وقال الناشطون إنهم لم يفاجؤوا بمدى ثقة الأسد في سلوكه، حيث أكد الناشط لؤي حسين وهو كاتب معارض أن 'الحكومة لا تزال تستطيع استخدام القوة لتفريق أي تحرك في الشارع، ولا توجد أية حلول واضحة يمكن للمعارضة تنفيذها'. وقالت الصحيفة إن 60 شخصا على الأقل قتلوا منذ يوم الجمعة الماضي وهي أكثر نهاية أسبوع دموية منذ أيار الماضي، وتركزت المواجهات في مدينة حمص حيث قتل 20 جنديا وجرح 53 آخرون في اشتباكات مع منشقين.
- 'وول ستريت جورنال'
انقلاب أردوغان فرصة لإسقاط الأسد / 'الجزيرة'
قالت صحيفة 'وول ستريت جورنال' إن الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي تردد في المطالبة بتغيير النظام السوري، يجد الآن فرصة سانحة لقيادة زعامة غير مباشرة لإطاحة الرئيس السوري بشار الأسد بعد انقلاب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان من حليف للأسد إلى قائد أعدائه.
وقالت الصحيفة إن أردوغان في البداية دعا الأسد للإصلاحات، لكن نداءه واجه آذانا صماء في دمشق فما كان منه سوى دعم المعارضة السورية. وأكدت الصحيفة أن أنقرة لا تعترف بالمجلس الانتقالي السوري الذي تشكل في إسطنبول الشهر الماضي، ولا تدعمه عسكريا، فوزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو يقول إن تركيا تريد رؤية سوريا تتحول إلى الديمقراطية سلميا، لكن تقارير إعلامية تشير إلى تحول في الموقف التركي، فهي تتحدث عن إيواء أنقرة قيادة الجيش السوري الحر الذي يهاجم القوات الموالية لبشار الأسد. وأوضحت الصحيفة أن انقلاب الموقف التركي قد يكون بمثل أهمية نداء الجامعة العربية للتدخل العسكري في ليبيا، فهو شجع الولايات المتحدة على سحب تحفظها ودعمَ مجلس الأمن في إصدار قرار الحظر الجوي على ليبيا وهو ما أدى إلى إسقاط القذافي.
وأكدت الصحيفة أن الموقف التركي الجديد يعطي الولايات المتحدة فرصة أخرى لتنظيم التحالف من أجل تغيير النظام في دمشق. فخارج مظلة الأمم المتحدة يمكن لواشنطن أن تعطي المجلس الوطني الانتقالي والجيش السوري الحر دعما دبلوماسيا ودعما غير عسكري (الاستخبارات، وتكنولوجيا الاتصالات)، وربما الأسلحة، والولايات المتحدة ليس لديها ما تخسره من اغتنام الفرصة لمساعدة الأتراك على إبعاد حليف إيران الذي يدعم الإرهاب في سوريا.
- صحيفة 'الغارديان'
الأسد هو التالي / 'الجزيرة'
وصفت صحيفة 'الغارديان' الرئيس السوري بشار الأسد بأنه أستاذ التأجيل والتحايل وخداع النفس في وقت تتزايد فيه العزلة المفروضة على نظامه، وأوضحت في افتتاحيتها أن الأسد يحاول تأجيل ما يعتبر أمرا محتوما، بإشعال حرب أهلية عندما يشعر بدنو نهايته، وأنه يعرف أنه التالي في السقوط. وقالت ذي غارديان إنه وبعد مرور أكثر من ثمانية أشهر على اندلاع الثورة الشعبية السورية ضد نظام الأسد، فإن أمورا كثيرة تغيرت على الأرض، ومن أبرزها أن جيشا للثورة قد يكون في تركيا هو 'جيش سوريا الحرة'، يقول بدوره إن لديه مقاتلين داخل الأراضي السورية. ولعل أبرز كتائب ذلك الجيش السوري الجديد هي كتيبة خالد بن الوليد في حمص والتي تتكون من عدة مئات من المقاتلين من الضباط والجنود الذين انشقوا عن جيش الأسد، والذين يقومون بحماية المتظاهرين السوريين السلميين، ويدافعون عن المحتجين عند تعرضهم لهجمات من جانب قوات الأسد، إضافة إلى قيامهم بنصب كمائن لأرتال جيش الأسد التي تهاجم المدن السورية المسالمة.
وأشارت الصحيفة إلى مطالبة المحتجين السوريين الثائرين ضد الأسد حلف شمال الأطلسي (ناتو) بحماية جوية دولية، في ظل انزلاق البلاد أسبوعا بعد آخر نحو حرب أهلية محققة. وقالت الغارديان إن الأسد -كغيرة من الطغاة في آخر أيامهم- يعتمد أسلوب التحايل وخداع النفس وإنكار الحقائق على أرض الواقع، مشيرة إلى مقابلة له مع صحيفة صنداي تلغراف، والتي هدد من خلالها بزلزلة المنطقة وإشعالها. وأوضحت الصحيفة أن الأسد خسر حلفاء الأمس بدءا بتركيا ثم السعودية، إلى أن خسر الآن جامعة الدول العربية برمتها، إضافة إلى أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تستعد لحزم حقائبها ومغادرة دمشق، وربما تنتقل بمكاتبها إلى تركيا والأردن وقطر. وقالت الغارديان إن سقوط نظام الأسد يعني أيضا فقدان حزب الله اللبناني شريان الدعم العسكري الحيوي الذي يتلقاه من إيران عبر سوريا. وأما صعود السنة الذين يشكلون الغالبية في سوريا إلى سدة الحكم في البلاد في مرحلة ما بعد الأسد -والقول للصحيفة- فذلك يعني اهتزاز الأوضاع في كل من العراق ولبنان وإيران، مشيرة إلى بدء مطالبات بعض الأقاليم ذات الغالبية السنية في العراق بالانفصال عن الحكومة الشيعية المركزية في بغداد، وتشكيل أقاليم خاصة بها ذات حكم ذاتي أسوة بإقليم كردستان العراق.
وفي حين اتهمت الصحيفة الأسد بالمبالغة عندما هدد بأن أي تدخل غربي في سوريا، يعني إيجاد 'عشر أفغانستانات' أخرى، قالت إن سقوط نظام الأسد يعني خسارة إيران مركز نفوذها في المنطقة برمتها. وقالت الصحيفة إن الأسد يعلم أنه التالي في السقوط، ولذلك فهو يحاول أن يلعب بكل الأوراق الممكنة، وخاصة الطائفية منها، وإنه يحاول التحايل وتأجيل ما هو محتوم وواقع لا محالة ممثلا بسقوط نظامه، وخاصة في ظل ما وصفتها بتداعيات لسعات العقوبات الاقتصادية. وختمت 'الغارديان' بالقول إنه لا بديل عن الحرب الأهلية في سوريا، وإن تلك الحرب لن تكون من خلال تدخل الناتو، ولكن شرارتها تنطلق عندما يشعر الأسد أنه انتهى، وعندما يشعر أن أمله في النجاة والبقاء لا يتأتى سوى بموافقته على حكومة انتقالية وانتخابات حرة في البلاد.
- 'معهد واشنطن'
تداعيات التدخل العسكري في سوريا/ جيفري وايت
'رغم أن التدخل العسكري في سوريا سوف ينطوي على بعض المخاطر، إلا أن عدم التدخل في مواجهة العنف والطبيعة القمعية اللذين كشف عنهما النظام بشكل كامل الآن سوف ينطوي على مخاطر أيضاً'.
من المرجح أن تزداد المناقشات بشأن التدخل العسكري في سوريا خلال الأسابيع القادمة بالنظر إلى العنف المستمر من جانب النظام وانتهاء تدخل الناتو في ليبيا وزيادة المعارضة المسلحة التي يعززها الانشقاقات من قوات النظام. ورغم الأهمية العاطفية لهذه المناقشات وعوامل أخرى، إلا أن أي مناقشة للتدخل يجب أن تقوم على دراسة جادة للمسائل الرئيسية التي ينطوي عليها استخدام القوة العسكرية: وهي تحديداً الغايات والوسائل والمخاطر التي ينطوي عليها الأمر.
الحاجة لأهداف واضحة
يتعين أن يكون لأي تدخل عسكري في سوريا أهداف واضحة وواقعية. وسوف يكون الهدف الأدنى هو وضع بعض تدابير الحماية للشعب السوري، المعرض حالياً لمخاطر كبيرة. ومن بين الأهداف الأخرى منح المعارضة القدرة على الاشتباك عسكرياً مع قوات النظام. إن يد النظام في الوقت الحالي مطلقة فعلياً في العمل ضد المعارضة. والهدف الأكثر طموحاً هو إلحاق هزيمة كلية ببشار الأسد، مع تدخل القوات الأجنبية بمفردها أو بالتعاون مع عناصر المعارضة. وبغض النظر عن الأهداف التي يتم اختيارها، إلا أنه ينبغي فهمها بوضوح والاتفاق عليها من قبل المشاركين في التدخل. وبالإضافة إلى ذلك، يجب أن تكون الأهداف قابلة للتنفيذ بشكل معقول من خلال القوات المتاحة وضمن إطار زمني ممكن من الناحية السياسية (أي أسابيع أو شهور وليس سنوات). كما يجب أن تكون قائمة بشكل مشروع على مصالح الشعب السوري، وليس فقط احتياجات الأطراف المتدخلة. إن العجز عن وضع أهداف واضحة وقابلة للتنفيذ ومشروعة للتدخل قد يؤدي إلى معارضة سياسية وعامة و'تحول المهمة تدريجياً' فضلاً عن الانشقاقات من المعسكر الدولي والتردد في وجه الانتكاسات والأزمات.
تقييم القدرات
يجب أن يقوم قرار التدخل كذلك على فهم واضح لقوة النظام ومرونته. واستناداً إلى أدائها حتى الآن، تبدو الحكومة قادرة على صراع طويل الأجل. يلزم كذلك تقييم قدرات المعارضة على خوض صراع طويل. هل سيكون بمقدور معارضي الأسد تحمل الوضع الذي من المرجح أن يصبح أكثر عنفاً؟ هل يمكنهم تطوير مكون مسلح فعال والاستفادة من المساعدات العسكرية الخارجية؟ لقد أظهرت المعارضة الليبية كل هذه القدرات وأكثر من ذلك بكثير منذ بداية ثورتهم؛ إلا أن الصورة في سوريا أقل وضوحاً بكثير.
تحديد الوسائل
هناك مسارات عمل محتملة عديدة لتحقيق الأهداف التي يقع عليها الاختيار. ولحماية السكان، على سبيل المثال، يمكن للأطراف المتدخلة أن تُنشئ 'مناطق آمنة' على حدود سوريا. وبدلاً من ذلك، يمكنهم إنشاء ملاذ آمن داخل سوريا، رغم أن هذا الخيار سوف يحمي عدداً صغيراً نسبياً من المشردين أو المعرضين للخطر – إلا أن المعارضة، رغم اتساع نطاقها، لا تستحوذ على أي مناطق كبيرة. وهذا مختلف جداً عن الوضع في ليبيا، حيث تم إنشاء معاقل كبيرة للمتمردين عند اندلاع القتال وتم الاحتفاظ بها بشكل كبير على مدار الحرب، وهو ما كان عاملاً حيوياً في النتيجة. فقوات المقاومة السورية بدائية فقط عند هذه المرحلة، لكن يبدو أن لديهم على الأقل بعض القدرات للبناء عليها. ولإعطائهم وسائل أفضل لمقاومة النظام، تستطيع الدول المتدخلة توفير مقاومة عسكرية سرية في شكل أسلحة وتدريب وإرشادات. ثم بدلاً من مواجهة المدنيين غير المسلحين الذين قد يتم قتلهم بدون عقاب، قد تواجه قوات الأسد احتمالات متزايدة من المصادمات مع الخصوم المسلحين. وسوف يؤدي هذا المنهج إلى زيادة تكلفة الإجراءات العسكرية على النظام، وسوف يؤدي هذا إلى زعزعة قواته نفسياً وربما يعجل من معدل الانشقاقات عن الجيش.
وبالإضافة إلى ذلك، يمكن الجمع بين فرض مناطق 'حظر الطيران' و'حظر القيادة' و'حظر إطلاق النار' على سوريا لتقييد العمليات العسكرية للنظام. وكما هو الحال في ليبيا، سوف يُحد هذا من قدرة الأسد على إجراء عمليات هجومية ضد السكان. إن جهود الإطاحة بالنظام سوف تمثل مسار العمل الأكثر طموحاً وتعقيداً. وفي ليبيا، فإن عمليات الناتو 'لحماية السكان' سهلت في النهاية من سقوط النظام، لذا فإن جهود الحماية في سوريا قد يكون لها تأثير مماثل. إن تنفيذ أي من المناهج الواردة أعلاه سوف يتطلب توفير الموارد. والمزيج الفعلي للقوات سوف يعتمد على المسار الذي يتم اختياره. وربما يلزم توفير قدر محدود من الموارد إذا اقتصر التدخل على توفير المساعدات العسكرية؛ لكن سوف يلزم توفير قوات أكبر بكثير لفرض قيود على الإجراءات العسكرية للنظام أو دعم تغيير النظام.
تقييم المخاطر
ينطوي التدخل على مخاطر جوهرية. وفي الحالة السورية، تشمل المخاطر المحتملة وقوع خسائر بين صفوف القوات المتدخلة والشعب السوري؛ أو التصعيد المحتمل للموقف للدخول في حرب أهلية أو الصراع مع الدول المجاورة؛ أو احتمالية أن تصبح الدول المتدخلة مسؤولية كلية عن مسار النزاع ونتائجه. بيد أن عدم التدخل ينطوي على مخاطر أيضاً. فمن المحتمل أن يزداد العنف ضد الشعب، مثلما حدث في ليبيا قبل التدخل. كما أن النظام قد يفقد أعصابه داخلياً وخارجياً إذا رأى أنه معرض للخطر بسبب الضغوط الداخلية. كما أن الوضع الحالي قد يتحول إلى حرب استنزاف بدون مدة أو نتيجة واضحة. وربما يكون السيناريو الأسوأ على الإطلاق هو أن يفوز النظام بسحقه للمعارضة.
عملية التدخل
أثبتت الحالة الليبية أن التدخل ليس بسيطاً أو أنه مساراً طولياً. كما أن هناك عوامل عديدة تدفعه، أحياناً في اتجاهات لا يمكن التنبؤ بها. إن ردود النظام تطورت في مواجهة المعارضة الداخلية والخارجية، وقد تتحول مهمة التدخل نفسها قبل أن تنتهي. إن الإجراء العسكري الخارجي، حتى في أضيق الحدود، قد يُشجِّع ويُمكِّن المتمردين المسلحين على زيادة الهجمات على قوات النظام، ويؤدي إلى مزيد من الانشقاقات. كما قد يحدث استنزاف، لكل من النظام والمتمردين بكل تأكيد، ويحتمل للقوات المتدخلة كذلك. ورغم أن ليبيا لم تشهد إراقة دماء فعلية للناتو، إلا أن التدخل في سوريا قد يؤدي إلى ذلك. وإيجازاً، لن يسير التدخل بشكل دقيق وفق الخطة. سوف يترتب على العمليات العديدة بشكل ضروري حالات طارئة تمثل تحديات للأطراف المتدخلة. وقد ينفِّذ النظام تهديداته بالانتقام، سواء ضد الشعب أو القوات المتدخلة أو حتى أراضيه. وقد يتصاعد النزاع داخل سوريا وخارجها. على سبيل المثال، هددت دمشق بالفعل بالهجوم على إسرائيل في حالة مهاجمتها من الخارج. وحتى الديناميكيات العادية للعمليات العسكرية – بما في ذلك الاشتباكات والتعقب والخطأ البشري – قد تدفع الأحداث في اتجاهات غير مرغوبة.
دروس تحذيرية من ليبيا
تشير الحالة الليبية إلى أن التدخل العسكري المحدود قد يحمي السكان ويساعد على الإطاحة بنظام لا يُحتَمل. كما أنه يظهر أن مخاطر مثل ذلك التدخل يمكن الإبقاء عليها عند مستوى مقبول، على الأقل في ظل بعض الظروف. إلا أن ليبيا توفر كذلك بعض الدروس السلبية. فالتدخل المحدود يعني تأثيراً محدوداً على الأرض وعلى النتيجة. فمنذ البداية إلى النهاية، كان للمعارضة الليبية على الأقل نفس تأثير تدخل الناتو على تطور الأحداث. وبالإضافة إلى ذلك، تشير الحالة الليبية إلى أن أي تدخل في سوريا قد يطول مداه. فالنظام المحصَّن هو خصم قوي: لقد حاربت قوات معمر القذافي ببعض المهارة والعزيمة الفعلية، وتحملت سبعة أشهر من عمليات الناتو إلى جانب جهود هائلة ومتزايدة من جانب المتمردين قبل الاستسلام. ولا يبدو أن الوضع في سوريا سيكون أكثر سهولة. كما أن ليبيا تقدم رسالة تذكير بأن المعارضة السورية معقدة وقد تثبت صعوبة التعامل معها. فتكوينها ودوافعها ونواياها وقدراتها لن تكون أموراً واضحة كلية على الإطلاق، ومن المرجح أن تتغير على مسار التدخل.
الخاتمة
سوف يستمر تطور الوضع في سوريا مع التدخل العسكري أو بدونه، ويجب أن يكون من يدرسون ذلك الإجراء مستعدين للتعامل مع الشكوك المصاحبة. إن تأثير العقوبات وتماسك النظام وطبيعة المعارضة ومرونتها مسائل لا يمكن أن يقررها سوى مرور الوقت. وحتماً سوف تنشأ مخاوف بشأن كيفية وأسباب وظروف دعم عناصر المعارضة المسلحة وغير المسلحة. إلا أن الانتظار حتى تتضح الأمور بشكل كامل قبل تقرير التدخل قد يؤدي إلى الشلل. ومما لا شك فيه أن التدخل العسكري في سوريا على أي نطاق كبير قد يكون مساراً معقداً وصعباً ينطوي على بعض المخاطر. لكن عدم التدخل في مواجهة العنف والطبيعة القمعية اللذين كشف عنهما النظام الآن بشكل كامل سوف ينطوي على مخاطر أيضاً، ويرجح أن تكون له تبعات عكسية. وعلى أي حال يجب على الولايات المتحدة وحلفائها بدء مناقشة المسألة علانية الآن – وسوف تبعث المناقشة القوية في حد ذاتها برسالة هامة إلى النظام.