- مجلة 'فورين بوليسي'
انتقام السنة؛ حقيقة الربيع العربي / إدوارد لوتواك
اتسم العقد الأخير بصعود الشيعة في الشرق الأوسط، سواء أكان ذلك عبر الرصاص أو عبر صناديق الاقتراع. حيث صعدت الأحزاب الشيعية إلى السلطة من بغداد إلى بيروت – ليصل الامتداد الإيراني إلى قلب العالم العربي. بدورهم كان الحكام السنة يراقبون 'الهلال الشيعي' الجديد الممتد من إيران وصولا إلى لبنان بكثير من القلق.
لكن، وفيما باتت الانتفاضة الشعبية -- والعسكرية الآن -- في سوريا أكثر قوة، بدأت الهيمنة الشيعة تقترب من نهايتها. فمع كل يوم يمر، يبدو أن قبضة الرئيس بشار الأسد على السلطة تضعف.. والآن، تأمل القوى الإقليمية السنية في استغلال الاضطرابات لشن هجوم مضاد يمكنها من استرداد ما خسروه.
لقد بدأت السطوة الشيعة في الشرق الأوسط مع الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، والتي عززت النفوذ الإيراني -- ليس فقط على مستوى حكمها الثيوقراطي، وإنما أيضا على مستوى هيمنتها على الشيعة 'الإثني عشرية' في جميع أنحاء العالم العربي... وفي لبنان، بات حزب الله الشيعي الحزب الأقوى دون منازع في الحكومة اللبنانية الحالية، حيث ميليشياته المسلحة هي أقوى من الجيش الوطني...
وبالنسبة للمملكة العربية السعودية السنية المتطرفة، وللدول الصغيرة التي تجاورها كذلك (الكويت، البحرين، قطر، والإمارات العربية المتحدة) إن التقدم الشيعي كان غير مرحب به على الإطلاق. وقد اتسعت الخلافات الدينية إلى حد كبير في السنوات الأخيرة: حيث تركز العبادات الشيعية، لا سيما في إيران، بشكل متزايد على الإمام الثاني عشر المغيب، والذي تخلف عودته المنتظرة بفارغ الصبر محمدا نفسه على جانب الطريق. وعلى حد سواء، ينافس الحج إلى المزارات الشيعية إلى الحسن والحسين في العراق – المناسك التي تعتبر وثنية لدى السنة المتشددين – بطبيعتها الحج إلى مكة المكرمة.
وقد يكون الأمر الأكثر أهمية في الواقع، هو ظهور أكبر لبعض الممارسات والطقوس المشبوهة أو المثيرة للاشمئزاز لدى السنة. وتشمل هذه الممارسات المشكوك فيها 'زواج المتعة'، التي ابتدعه رجال الدين في إيران، حيث يستخدمونه بحرية بدلا من البغاء، والآذان الشيعي الإيقاعي الذي يبدو منافيا للإسلام، إضافة إلى الطقوس الأكثر تطرفا، مثل عاشوراء. هذه الممارسات بعيدة كل البعد عن الجدة، لكن العديد من السنة باتوا يواجهونها الآن فقط في مشهد مواكب تعذيب النفس على الأرصفة الزلقة بدمائهم وحيث تفتخر الأمهات بضرب جباه أطفالهن بشفرات الحلاقة، لتنزف في ذكرى استشهاد الحسن والحسين.
غير أن إمكانية امتداد هذا الهلال جنوبا، مع ذلك، هو الذي حوّل الأمر إلى تهديد استراتيجي للمملكة العربية السعودية والدول السنية المجاورة. فعدد الشيعة يفوق عدد السنة ليس فقط في البحرين والكويت، وإنما أيضا – والأهم من ذلك -- في المنطقة الشرقية المنتجة للنفط من المملكة العربية السعودية، حيث يأتي المال. وقد اندلعت احتجاجات جديدة في المنطقة في الأسابيع الأخيرة، مسفرة عن مقتل عدة متظاهرين...
من الواضح أن دول الخليج حيث الحكام المطلقون لم تدخل المعركة من أجل سوريا ديمقراطية في المستقبل. فالنسبة للمملكة العربية السعودية وحلفائها الخليجيين، إن هدف إسقاط الأسد هو كسر 'الهلال الشيعي': لكي تصبح دمشق تحت حكم السنة، وتتخلص من تحالفها مع إيران، وتحرم حزب الله من قاعدته اللوجستية في سوريا، وبالتالي السماح لسنة لبنان باستعادة السلطة جنبا إلى جنب مع حلفائهم المسيحيين. وثمة هدف آخر هو توفير ملجأ لسنة العراق، بمجرد أن يعبروا الحدود. وعبر حرمان طهران من حليفها العربي الوحيد يتحقق هدف أوسع، ألا وهو الحد من قبول إيران وسط الشعوب العربية في كل مكان.
وتحقيق هذه الأهداف سيستعيد الهيمنة السنية بعد نكسات السنوات الأخيرة. وبما أن الأسد ليست لديه همة والده -- الذي أسكت خصومه الإسلاميين عبر المجازر -- من السهل التنبؤ بهوية المنتصر. قد لا تنتصر الديمقراطية، لكن السنة سيفعلون بالتأكيد.
- صحيفة 'الاندبندنت'
الجميع فقدوا أحدا يحبونه في سوريا، الآن سنحارب / 'بي بي سي' و'سي آن آن'
كتب مراسل صحيفة الاندبندنت جوستن فيلا من داخل الأراضي السورية تقريرا عن 'الجيش السوري الحر' الذي يضم مدنيين وعسكريين منشقين يحملون السلاح ضد القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد قال فيه أن مزيدا من المدنيين يتركون بيوتهم وينضمون لهذا الجيش بسبب الكره المتنامي لنظام الأسد. وقال المراسل أن الجيش السوري الحر اتخذ من مدينة عين البيضاء التي تبعد قرابة الميل عن الحدود التركية مركزا ينطلق منه لمهاجمة وحدات من الجيش النظامي، الذي يتواجد بكثافة في هذه المناطق على حد تعبير قائد المجموعة أبو محمود.' ونقلت الصحيفة عن أبو محمود قوله: 'الناس يموتون في سوريا، ولا أحد يساعدنا، أنا غير راض عما يحدث في بلادي، وأفضل الموت هنا وعدم الرحيل.'
وأضافت الصحيفة أن قادة هذا الجيش والدول الغربية وتركيا تنفي تماما تقديم الدعم لهذا الجيش رغم إعلان عضو البرلمان التركي عن حزب المعارضة الرئيسي أن الأسلحة تدخل الأراضي السورية عبر تركيا. وعن مصادر تسلح هذا الجيش ينقل الصحفي عن احد قادة الجيش أن أسلحتهم هي تلك التي يجلبها معهم الجنود المنشقون والأسلحة التي يتم الاستيلاء عليها أو التي تسرق من مخازن الدولة. ويقر الصحفي بان الجيش السوري الحر يمتلك شبكة واسعة من المهربين ينتقلون بين سورية وتركيا وينقلون الأدوية والأجهزة الطبية والملابس الشتوية والطعام والهواتف التي تعمل عبر الأقمار الصناعية. وينتقل الصحفي إلى معسكرات اللاجئين السوريين في الأراضي التركية وينقل عنهم رغبتهم بالعودة إلى بلادهم وحمل السلاح 'لحماية شعبنا من أعمال بشار الأسد' حسب قول احد اللاجئين.
- صحيفة 'التايمز'
حرب الجاسوسية؛ للبرنامج النووي الإيراني مصدر قلق لواشنطن/ 'بي بي سي'
انفردت صحيفة التايمز اللندنية بخبر عن الحرب السرية الدائرة بين الولايات المتحدة إيران تناولت فيه موضوع طائرة التجسس الأمريكية التي قالت واشنطن انه سقطت بسبب عطل ميكانيكي فيما قالت طهران أنها تمكنت من إسقاط الطائرة شرقي البلاد مؤخرا. وتنقل الصحيفة عن مصادر عسكرية أمريكية أن الولايات تراجعت في آخر لحظة عن القيام بعملية كوماندوس بهدف استعادة حطام الطائرة آو تدميرها كي لا يطلع الإيرانيون على المعلومات الموجودة في تجهيزات الطائرة أو التقنيات الحديثة التي تستخدمها. وسبب تراجع واشنطن أن الإيرانيين حددوا مكان سقوط الطائرة بسرعة وجمعوا حطامها مما جعل مهمة استعادة الحطام عبر عملية كوماندوس أمرا محفوفا بالمخاطر وقد يؤدي إلى مواجهة عسكرية بين الجانبين.
وتقول الصحيفة أن حطام الطائرة سيكون بمثابة دليل على ما تقوم به واشنطن من أنشطة ضد إيران منذ سنوات وهو ما يمثل إحراجا لها. كما أكد مصدر عسكري أمريكي آخر للصحيفة أن مهمات التجسس على إيران بدأت منذ عدة سنوات باستخدام هذه الطائرات وان هذه الطائرة لم تكن الوحيدة التي تحلق في الأجواء الإيرانية وعلى ارتفاع 50 ألف قدم للتجسس على المنشآت العسكرية النووية الإيرانية. وتشير الصحيفة إلى أن الطائرة كانت تقوم بمثل هذه المهمات انطلاقا من قاعدة في إقليم هيرات الأفغاني على الأرجح وأنها لم تكن تابعة لوزارة الدفاع وإنما لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية.
- 'سي أن أن'
جنرال أمريكي: العراق ضعيف من الجو
رغم أن الجيش الأمريكي يدبر بعناية المسار السريع لخروجه من العراق، إلا أن جنرالا أمريكيا رفيعا اعترف الأربعاء، بأن العراق لا يزال ضعيفا، خصوصا من الجو. وقال الجنرال فرانك هيلميك 'العراقيون يعرفون أن هناك فجوة.. لديهم فجوة في القدرة على الدفاع عن مجالهم الجوي إذا أراد شخص ما أن يدخل الأجواء دون أن يراه أحد.. كيف يتعاملون مع تلك الفجوة؟ هذا أمر يرجع لهم.' وستتم القوات الأمريكية انسحابها الكامل بحلول نهاية العام الجاري، وتأتي تصريحات هيلميك لتكون الأخيرة في سلسلة من التصريحات الإعلامية العسكرية التي نقلت من العراق إلى البنتاغون بالتزامن مع الانسحاب. وبصفته نائبا لقائد القوات الأمريكية في العراق، امتدح هيمليك الجهود الأمريكية والعراقية لبناء قوات الأمن المحلية، لكنه أشار إلى ضعف عدة إمكانات. وأضاف 'هناك تحديات وتهديدات أمنية خارجية، وعلى العراقيين أن يستمروا في الضغط على الميليشيات المدعومة من إيران وتنظيم القاعدة وغيرها من المنظمات المتطرفة العنيفة.'
ومضى يقول 'لا تزال هناك بعض الثغرات الأمنية مثل سيادة العراقيين على أجوائهم، وقدراتهم على الدفاع الجوي، وحماية منصات النفط، والقدرة على القيام بعمليات مسلحة مشتركة للدفاع الخارجي، وتنسيق عمل قوات المشاة والدروع والمدفعية.. لم يصلوا بعد إلى تلك القدرات.' وعن عمل القوات الأمريكية طيلة السنوات الثماني الماضية، قال هيمليك 'إذا كان لي تحديد ما هو أعظم إرث تركناه، فإنه سيكون مفاهيم الثقة، والمهنية وروح العمل الجماعي التي كانت تغرس داخل قوات الأمن العراقية، وكذلك الصداقات والعلاقات التي أقمناها معهم.'
- 'سي أن أن'
صحف دولية تسخر من مقابلة الأسد التلفزيونية
ركزت ابرز الصحف العالمية الخميس، على تصريحات الرئيس السوري بشار الأسد خلال مقابلة تلفزيونية والتي 'تبرأ فيها من ضلوعه بأي مجازر يقوم به الجيش السوري.' وقد تناولت صحيفة الواشنطن بوست الأميركية في عنوانها الرئيسي تهرب بشار الأسد من عمليات الإبادة التي تقوم بها قوات الأمن والجيش السوري في عدة مدن على امتداد الأراضي السورية. ونقلت الصحيفة على لسان الأسد في مقابلة مع أحد قنوات التلفزة الأجنبية، 'لا يمكن لأي حكومة في العالم أن تقتل شعبها إلا إن كان على رأسها شخص مجنون.' وأضاف الأسد 'هؤلاء ليسوا قواتي، في وصف للقوات المسلحة والأمن السوري.' وأشارت الصحيفة إلى إن هذه التصريحات كان لها تأثير كبير على الأوساط السياسية ومنظمات حقوق الإنسان، حيث أن هذه التصريحات عبارة عن إنكار صريح ومباشر من الرئيس السوري لما يحصل من سفك لدماء الأبرياء المنادين بالحرية والعدالة.
بدورها وصفت نيويورك تايمز الأميركية ردود الفعل الرسمية للنظام السوري بالعنيدة، حيث لم يتخذ النظام السوري أي خطوات جدية لنزع فتيل الأزمة، سوى بالمواجهة العسكرية والقمع للمواطنين والمتظاهرين العزل. وذكرت الصحيفة أن التصريحات التي يطلقها عدد من الشخصيات الرسمية في النظام السوري لا قيمة لها، وهي عبارة عن تمثيل على الهواء مباشرة، وخصوصا في خطاب وزير الخارجية السوري وليد المعلم عندما تناول ورقة بيضاء من جيبه قائلا: أنها تحتوي على أخبار مهمة، وقدم هذه الأخبار دون النظر إليها. وأشارت الصحيفة إلى الفيلم القصير الذي قدمه المعلم عن أعمال الجماعات الإرهابية على حد تعبيره، والتي تقف وراء هذه الأزمة التي تمر بها بلاده، وما تم اكتشافه لاحقا بأنه صور لأحداث حصلت في السابق في دول أخرى تهدف إلى تضليل الرأي العام...
- صحيفة 'نيويورك تايمز'
تولي المؤسسة العسكرية الأمريكية ملف مكافحة الإرهاب يضر بالأمن القومي
ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن القواعد الجديدة التي يدرسها مجلسا النواب والشيوخ الأمريكيان أثناء مناقشتهما لمشروع قانون الميزانية العسكرية؛ والتي يتم بمقتضاها سحب سلطات تنفيذ الإجراءات الخاصة بالتعامل مع العناصر الإرهابية ومحاكمتها من الجهات الاستخبارية المختصة ومنحها للمؤسسة العسكرية قد تضر بنظام العدالة والأمن القومي في الولايات المتحدة.
فقد تناولت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية القواعد والأحكام الجديدة المطروحة للدراسة بشأن إجراءات مكافحة الإرهاب، والتي تسحب من الهيئات الأكثر خبرة ونجاحا في هذا المجال مثل مكتب التحقيقات الفيدرالي والنيابة العامة الفيدرالية سلطات إجراء الإستجوابات وتوجيه الإتهامات وتولي المحاكمات الخاصة بأغلب قضايا الإرهاب ومنح هذه السلطات للهيئات العسكرية. وقالت الصحيفة إن مثل هذه القواعد ليس من شأنها فقط الإضرار بنظام العدالة والأمن القومي في البلاد، بل وأيضا يمكنها أن تعيق عملية جمع المعلومات الإستخباراتية وتصعب من مهمة تتبع العناصر الإرهابية، كما ستجعل الدول الأخرى أقل رغبة في التعاون مع واشنطن في هذا الصدد. وأوضحت الصحيفة أن عددا من الخبراء والمختصين أمثال مدير المخابرات الوطنية جيمس كلابر ورئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي روبرت مولر ومساعدة النائب العام للأمن القومي ليزا موناكو انتقدوا هذه القواعد الجديدة، كما صرح وزير الدفاع ليون بانيتا -والذي لطالما عمل بجهاز المخابرات الأمريكي- بأن المؤسسة العسكرية لا ترغب في تحمل هذه المسؤولية، غير أن انتقادات هؤلاء وتصريحاتهم قوبلت بالتجاهل من الجهات التشريعية.
وأشارت نيويورك تايمز إلى ما سيقوم به مجلسا النواب والشيوخ من إدخال سلسلة من التعديلات على قانون تفويض الدفاع القومي من خلال مشروع قانون الميزانية العسكرية لمنح المؤسسة العسكرية السلطات السابق ذكرها، حيث سيقوم المجلسان بتعديل أحقية المؤسسة العسكرية في اعتقال العناصر المشتبه تورطها في أعمال إرهابية، كما اتفق المجلسان على حظر محاكمة هؤلاء المعتقلين أمام المحاكم الفيدرالية. وتابعت الصحيفة أن ما سبق يعني تراجع دور الهيئات المدنية المختصة بإنفاذ القانون، كما قد تمتنع الدول الأخرى عن تسليم المتهمين للسلطات الأمريكية إذا ما فرضت عليهم الاعتقال العسكري.
وذكرت أن نسختي مشروع القانون قد تجعل من معسكر الإعتقال بخليج غوانتانامو الكوبي رمزا للظلم والوحشية على مستوى العالم، كما ستجعل الاحتمالات مفتوحة أمام إخضاع المواطنين الأمريكيين للاعتقال العسكري دون توجيه اتهامات إليهم أو إخضاعهم لمحاكمات عادلة. واختتمت الصحيفة بالقول 'إن هذه القواعد والأحكام الجديدة إذ تمثل نهجا سياسيا سيئا فإن الولايات المتحدة ليست في حاجة لها على وجه الإطلاق'.