- مجلة 'فورين بوليسي'
غزو الأسد للبنان: كيف يقوم حزب الله بمهام الأسد القذرة في لبنان/ ميتشيل بروثيرو
النظام السوري يريد سحق أي معارضة في جارته الهشة. وحلفاء الرئيس السوري بشار الأسد في بيروت سعداء بتنفيذ أوامره.
دخلت السيارات الرياضية قرية عرسال الجبلية الصغيرة، في أقصى وادي البقاع اللبناني، في منتصف الليل في ليلة باردة في أواخر الشهر الماضي. معظم سكان المدينة من الطائفة السنية عرفوا على الفور ما الذي يحدث: لقد جاء حزب الله لكي يأخذ شخصا ما من سريره. لقد كان الهدف على ما يبدو احد الأقرباء السوريين لقبيلة محلية مهيمنة، الذين لجأوا إلى القرية، والتي تقع على بعد بضعة أميال من الحدود السورية...
لا زلنا لا ندري إذا ما كان الرجل منشقا سوريا أم غير ذلك – فمن جهتها تنفي الأسرة نفيا قطعا أي شيء من هذا القبيل. ومع ذلك، إن الغارة التي شنتها أجهزة حزب الله الأمنية الداخلية تتبع نمطا من المضايقة، والاختطاف، فضلا عن التسليم عبر الحدود للناشطين المناهضين للنظام السوري من قبل الموالين الكثر لسوريا في لبنان، بما في ذلك وحدات مارقة في الشرطة، وحركات سياسية مؤيدة لسوريا، وحتى انفصاليين أكراد. وفيما يتطلع الرئيس بشار الأسد إلى سحق الثورة السورية المثيرة للإعجاب والتي لا يزال مستمرة منذ تسعة أشهر، بدأ لبنان يتحول بشكل سريع إلى ساحة قتال أخرى بين المؤيدين والمعارضين لحكمه.
غير أن التوغل في قرية عرسال، لم يجر وقف مخطط حزب الله . فالرجال الذين كانوا في الشاحنات السوداء لم يثيروا إعجاب سكان عرسال: حيث أرسلت القبائل على الفور رجال مزينين بكافة الإكسسوارات التي يتزين بها أي مهرب بقاعي محترم – رشاش من طراز AK - 47 إضافة إلى قاذف قنابل صاروخية -- ونصبوا كمينا للقافلة قبل أن تتمكن من وضع يدها على اللاجئ السوري المزعوم.
وقد اصدر المسؤولون المحليون بعد ذلك بوقت قصير، بيانا حذروا فيه حزب الله من أي محاولة لتكرار مغامرته... بدوره، نفى حزب الله الحادث بشكل فاتر، ولم يصدر أي معلومات بشأن الضحايا، ولكن المعركة التي تلت ذلك كانت سيئة بما فيه الكفاية إلى درجة أن الجيش اللبناني أرسل فريقا لإخراج رجال حزب الله من الكمين – حيث تعرض الجيش نفسه لإطلاق نار من قبل القبائل.
وقد ادعى الجيش اللبناني في بيان ملتوي صدر عنه في اليوم التالي أن وحدة المخابرات كان تطارد مجرما معروفا عندما تعرضت لهجوم غير متوقع. بيد أن القصة تكشفت خلال الأيام القليلة التالية، عندما اتهمت مجموعة من المسؤولين المحليين والسياسيين المناهضين لسوريا حزب الله بالتحريض على الهجوم – وهو ما أكدته مصادر استخباراتية متعددة للفورين بوليسي إضافة إلى مسئولين عن إنفاذ القانون، واحد أبرز ناشطي حقوق الإنسان.
وهذه الحادثة ليست سوى أحدث مثال على كيفية امتداد التمرد السوري إلى الأراضي اللبنانية، مهددا بزعزعة استقرار البلاد الهش بالفعل. وعلى مدى الأشهر القليلة الماضية، عبرت القوات السورية إلى الأراضي اللبنانية مرارا، في انتهاك لحدود لم يحترموها قط منذ البداية، كما زرعوا ألغاما أرضية على طول حدودهما المشتركة في محاولة لوقف المهربين وردع اللاجئين عن مغادرة البلادة، ومنع المعارضين المسلحين من تنظيم عمليات ضد النظام.
بدوره كان حزب الله، الذي وقف بحزم وراء النظام السوري خلال الأزمة الحالية، الحليف اللبناني الرئيسي للأسد أثناء هذه الحملة. ويدير جهاز الأمن الداخلي ومكافحة التجسس التابع لحزب الله رجل، هو على الأرجح الأكثر رعبا في لبنان، وهو رئيس الأمن الداخلي لحركة 'المقاومة الإسلامية'، وفيق صفا، الذي يعتقل رجاله ويستجوبون كل التهديدات المتصورة بحق 'المقاومة'.
وفي الضواحي التي يسيطر عليها حزب الله جنوب بيروت، والمليئة بالسوريين الذين قدموا إلى لبنان لأسباب اقتصادية أو سياسية، هناك فتور ملحوظ فيما يحاول الناس تجنب التورط في الحرب السورية. ووفقا لمقيم لبناني شيعي في ضاحية بيروت الجنوبية والذي يعيش بالقرب من منطقة حزب الله 'الأمنية' حيث معاقل ومنازل عائلات كبار المسؤولين: 'إذا ما تم اعتقالك من قبل رجال يركبون سيارات دفع رباعي أو شاحنات صغيرة مظللة، فإنك إذن في حوزة حزب الله' . وأضاف 'حتى رجال [المخابرات العسكرية] يجب أن يكون لديهم لوحات على سياراتهم ولكن' المقاومة' لا تكبد نفسها أي عناء. فلا أحد في لبنان يمكنه محاسبتها على اغتيال رئيس الوزراء – اسألوا المحكمة الخاصة – فهل تظنون أنهم قد يشعرون بالقلق بشأن المخالفات المرورية، أو بشان اختطاف مواطن سوري؟ لا أحد قد يجرؤ على مسائلتهم'؟
وكحال كل شيء آخر تقريبا في هذا البلد المنقسم، إن القصة مرتبطة بشكل مباشر بالانتماءات السياسية. فبالنسبة لحزب الله وغيره من حلفاء النظام السوري، إن الأسد يقاتل تحالفا معقدا من تنظيم القاعدة والأصوليين السنة -- برعاية الأميركيين والإسرائيليين. ومن ناحية أخرى، يعتقد خصوم الأسد أنه قد تم ترهيب الحكومة اللبنانية عبر التهديد بغزو سوري إذا لم تساعد في سحق المعارضة في الملاذات الآمنة في المناطق الريفية على طول الحدود...
وقد أكد خطف ثلاثة سوريين بصورة غير مشروعة من موقف سيارات تابع لمركز شرطة في شباط -- حيث تم نقلهم بعد ذلك عبر الحدود وتسليمهم إلى المخابرات السورية -- أسوأ مخاوف العديد من السوريين المتمركزين في لبنان...
ووفقا لرامي نخلة، وهو معارض سوري بارز يقيم في لبنان منذ بداية الانتفاضة، لكنه اضطر في نهاية المطاف للهرب إلى الولايات المتحدة بعد أن تلقى تحذيرا بأنه اسمه موجود على لائحة الاغتيال أو الاختطاف من قبل حزب الله وغيره من الجماعات الموالية لسوريا 'إن السوريين لديهم ذراع طويلة في لبنان'. وقال ناشط آخر، لا يزال في لبنان لكنه طلب عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، إن أفراد أجهزة الاستخبارات اللبنانية المتعاطفين قد بذلوا قصارى جهدهم لحمايتهم، ولكن نظرا لنفوذ حزب الله وبقايا الاستخبارات السورية في لبنان 'غالبا ما يكون أفضل ما يستطيعون القيام به هو تحذيرنا عندما يصبح اسمنا على لائحة الإقصاء '.
من جانبه، ينفي حزب الله أي تورط له في أي عمل شرير. وقد اعترف احد مسؤولي الأمن الداخلي في حزب الله والذي أجرت الفورين بوليسي مقابلة معه بأن فريقه كان يلاحق المعارضين السوريين، لكنه نفى خطف المتظاهرين السلميين. وقال 'نحن نبحث عن تجار الأسلحة، وأعضاء تنظيم القاعدة، وأولئك الذين يريدون زعزعة استقرار لبنان'. وأضاف 'إن الأمر يشبه ما حدث عندما بدأ اللاجئون العراقيون يتدفقون إلى هنا للمرة الأولى في عام 2004 وكان علينا أن نراقبهم عن كثب لهم للتأكد بأنهم آمنين، ولكننا لا نخطف الناس وإذا اعتقلناهم فإننا نسلمهم إلى السلطات اللبنانية لمحاكمتهم '.
غير أن الادعاء بأن حزب الله لا يستهدف سوى تجار الأسلحة أو الإرهابيين يثير بعض المشاكل في الحسابات. وقد قال احد مسؤولي الاستخبارات اللبنانية إن عدد مهربي الأسلحة أو عناصر تنظيم القاعدة المعتقلين 'قد يصل إلى 10 كحد الأقصى.' وفي الوقت نفسه، لقد أفاد العشرات من السوريين في لبنان بأنهم قد تعرضوا للمضايقة أو الاعتقال، وحتى انه كان هناك حالات اختفاء في بعض الأحيان.
غير أن الخوف الأبرز هو أن تصبح سوريا، التي تتهم مدينة طرابلس الشمالية ومناطقها الريفية النائية ذات الغالبية السنية بإثارة الكثير من الاضطراب، أكثر جرأة وتوسع نطاق عملياتها إلى شن غارات على نطاق محدود في محاولة لوقف تدفق الدعم إلى المتمردين السوريين...
- صحيفة 'ديلي تلغراف'
تفجيرات العراق.. نوري المالكي يعلب بالنار عبر إضرام العنف المذهبي/ 'سي آن آن'
تناولت صحيفة 'ديلي تلغراف' الأحداث المتسارعة في العراق، منذ انسحاب القوات الأمريكية من ذلك البلد، وقالت الصحيفة إن الولايات المتحدة كانت تدرك وجود مخاطر أمنية لفترة ما بعد انسحاب قواتها، ولكن ما فاقم الأوضاع أيضاَ هو الصراع على النفوذ الذي يقسم حالياً الائتلاف العامل في إطار الحكومة، برئاسة المالي. واعتبرت الصحيفة أن التفسير الحقيقي لسلسلة التفجيرات التي ضربت العراق يكمن في التوترات التي نشأت بفعل الانهيار المحتمل للعملية السياسية التي وضعت واشنطن أسسها مع قادة البلاد خلال أصعب مراحل القتال المذهبي قبل ستة أعوام. وحذرت الصحيفة من أن السنة الذين كانوا يشكلون العامود الفقري للعمليات المسلحة قبل أن يشاركوا بكثافة في الانتخابات الأخيرة قد يستنتجون بأن العملية السلمية هي 'مضيعة للوقت' إذا جرى استهداف قياداتهم السياسية، وسيكون الخيار الوحيد أمامهم هو العودة إلى العنف. وختمت الصحيفة بالقول: 'السيد المالكي، الطموح والمتعطش للسلطة.. يلعب بالنار.'
- صحيفة 'نيويورك تايمز'
يتعين على الجامعة العربية اتخاذ موقف أكثر صرامة إزاء سوريا
اهتمت صحيفة 'نيويورك تايمز' في افتتاحيتها بالشأن السوري، ودعت جامعة الدول العربية إلى اتخاذ موقف أكثر صرامة ضد نظام الرئيس بشار الأسد الذي قالت إنه لم يدع أي مجال للشك في رغبته تدمير بلاده من أجل الحفاظ على قبضته على السلطة، وهو ما سيكون كارثة لمنطقة الشرق الأوسط كلها. وطالبت الافتتاحية الجامعة أن تنتقد بقوة انتهاكات الأسد وتوضح أنها لن تسمح له بالتلاعب بمهمة المراقبين وضمان أن العقوبات التي فرضتها قد تم تنفيذها بالفعل. وقالت الصحيفة إنه في نهاية السنة الصاخبة التي أطاحت بالرجال الأقوياء في الشرق الأوسط، لا يزال الرئيس الأسد موجوداً ومستمر في قتل شعبه، ولم يقم قادة روسيا والصين والدول العربية بما يكفى للضغط عليه للتوقف. وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من خمسة آلاف أغلبهم مدنيين قد ماتوا في الحملة الوحشية التي قامت بها الحكومة ضد الاحتجاجات المستمرة منذ تسعة أشهر. وأشارت الافتتاحية إلى أن الأسد لم يستجب للضغوط الدولية إلا بعد أن اتخذت الجامعة موقف متشددا منه في الشهر الماضي، ولم يوافق إلا بعدها على سحب قواته من المناطق السكنية وبدء الحوار مع المعارضة. إلا أن هذه الخطوة يبدو أنها مجرد حيلة أخرى لكسب الوقت حيث يحاول إجبار السوريين على الخضوع. ولم يقبل الأسد بتقييم مراقبي الجامعة العربية لمعرفة ما إذا يوفى بالتزاماته بالفعل أم لا إلا في يوم الاثنين الماضي. وبينما كان المراقبون في طريقهم إلى سوريا، قتلت القوات الأمنية 160 مدنيا على الأقل من المحتجين المدنيين والمنشقين عن الجيش. وللوصول إلى نتائج ذات مصداقية، ستكون مهمة المراقبة العربية في حاجة إلى دخول غير خاضع للقيود إلى كل مناطق الصراع في سوريا والإعلان عن كل نتائجها. ولا يوجد ما يشير إلى الاعتقاد بأن الأسد سيسمح بذلك، كما أن روسيا لا تزال تمنع مجلس الأمن الدولي من فعل ما كان ينبغي فعله منذ عدة أشهر وهو إدانة عهد الأسد الدموي وفرض عقوبات اقتصادية وتجارية صارمة عليه وعلى رفاقه فى الجيش ومجتمع الأعمال.
- صحيفة 'وول ستريت جورنال'
انهيار التصالح الطائفي في العراق / 'الجزيرة'
تناولت صحيفة 'وول ستريت جورنال' الشأن العراقي بالنقد والتحليل، وقالت إن ما سمته التصالحات والتسويات الطائفية سرعان ما انهارت في أعقاب الانسحاب العسكري الأميركي من البلاد. وأوضحت أن ما وصفته بالبيئة الهشة للنظام السياسي في العراق كان لا بد من أن تخضع للاختبار بعد رحيل القوات الأميركية، ولكن سرعة وخطورة الأزمة التي تتكشف الآن تأتي بمثابة المفاجأة الكبيرة. وأشارت إلى أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي كان في استضافة البيت الأبيض الأميركي الأسبوع الماضي، وإلى أن المالكي لقي حسن ضيافة وإشادات من لدن الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي وصف العراق بأنه أصبح دولة ديمقراطية ذات سيادة ومعتمدا على نفسه. ولكن، تقول للصحيفة، ما أن عاد السيد المالكي إلى بلاده، حتى بدأ على الفور بانقلاب ضد شركائه السنة من الائتلاف الحكومي في البلاد، مشيرة إلى أن حكومة المالكي أعلنت على شاشات التلفزة الاثنين الماضي عن توجيه اتهامات قاسية بـ'الإرهاب' إلى طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي. وقالت الصحيفة إن المالكي يلعب لعبة وصفتها بكونها قابلة للاشتعال، وبالتالي إشعال البلاد برمتها، خاصة أنه لم تمر سوى أربع سنوات على خروج العراق مما سمته بالحرب الطائفية الطاحنة، وهي حالة الحرب التي قام بإيقافها عام 2007 كل من القوات الأميركية وما وصفته وول ستريت جورنال بـ'الصحوة السنية'. وقالت وول ستريت جورنال إن حالة عدم الاستقرار وعودة العنف مجددا أو حتى تفكك العراق برمته، كلها ستكون في موضع ترحيب من جانب طهران، ومن جانب بعض من وكلائها من الشيعة في العراق ومن جانب من وصفتهم بـ'الإرهابيين' الذين يستلهمون نهج تنظيم القاعدة. مشيرة إلى احتمال وقوف الأخيرين وراء سلسلة التفجيرات التي هزت العاصمة العراقية أمس وأسفرت عن مئات القتلى والجرحى. ومضت الصحيفة إلى القول إن الوجود العسكري الأميركي في العراق كان إلى وقت قريب يشكل عاملا حاسما في تهدئة ما وصفته بالحمى الطائفية في البلاد، لا بل إن الأميركيين كانوا يعتبرون الوسيط النزيه في عيون الأكراد والسنة وحماية لهم مما وصفته وول ستريت جورنال بيد المالكي الثقيلة.
كما أن الوجود العسكري الأميركي في العراق -والقول للصحيفة- كان يقلل من حجم مشاعر الخوف لدى رئيس الوزراء العراقي المالكي إزاء أي تهديدات حقيقية أو متوهمة من منافسيه. كما أشارت الصحيفة إلى ما وصفته بالتحليلات التي قدمها المالكي لوكالة رويترز الثلاثاء الماضي، وهي تلك المتمثلة في قوله إن الأميركيين انسحبوا من العراق دون إكمال المهمة التي كان يجب عليهم إنجازها. وأما البيت الأبيض الذي كان ينتظر بشائر النصر الأميركي في العراق، فأدرك الآن أن ثمة أزمة في البلاد، وذلك ما استدعى توجه مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ديفد بترايوس إلى بغداد الثلاثاء الماضي لمحاولة إيجاد حلول معتدلة للأزمة العراقية المتفاقمة. وفي حين اتصل جوزيف بايدن نائب الرئيس بالمالكي وطالبه بضرورة الحفاظ على 'حكومة شراكة شاملة'، فإن انزلاق العراق إلى تناحر طائفي أو حالة من الدكتاتورية، يعني -حسب الصحيفة- أن قرار أوباما برفع الإصبع عن الزناد، وبالتالي الانسحاب من العراق لم يكن أمرا صائبا.
- 'ديلي تلغراف'
نوري المالكي يمزق العراق / 'الجزيرة'
بدلا من مراسم الاحتفال بخروج آخر جندي أميركي من العراق معلنا نهاية الحرب هناك، وبدلا من النقاشات الحوارية عن ما إذا كانت الحرب تستحق ذلك، فقد كان الواقع مأساويا، بصفة خاصة في التلفزيون العراقي، ففي صبيحة الاثنين الماضي، ظهر ثلاثة رجال يقدمون اعترافات عن قيامهم بتفجيرات واغتيالات. وما جعل هذه الاعترافات المزعومة قوية -حسب صحيفة ديلي تلغراف- هو أنها تناولت شخصية مهمة في النظام العراقي إنه طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية، والشخصية السنية الأبرز في تحالف الحكم ببغداد. وتشير ديلي تلغراف إلى وجود أزمة سياسية تختمر الآن، ولفهمها ينبغي تذكر شيء مهم وهو أن العراق ليس ديمقراطية طبيعية في الواقع بل دولة تفاوضية متوازنة بدقة بين إثنيات وطوائف متنوعة. وأن الأمر أشبه بلعبة جيو سياسية، إذ إن إزالة قالب منها -وهنا المقصود زعيم سني واحد- فإنه يمكن أن ينهدم الصرح بأكمله. ولهذا السبب ظهر الهاشمي فجأة -بعد أن ضيق عليه- في شمالي العراق -الواقع تحت سيطرة السلطات الكردية- وعلم أن بغداد لا يمكن أن تصل إليه هناك وهو الآن هارب من حكومته.
وقالت الصحيفة إن هذه الظاهرة العربية ليست غريبة. فعلماء السياسة يطلقون عليها اسم 'التوافقية' وهي نوع من تقاسم السلطة معمول به في دول من بلجيكا إلى سنغافورة. لكن المشكلة هي أن هذا الوضع يصبح شديد التقلب عندما تكون البنادق، وليس الخدمة المدنية المنصفة، هي التي تحفظ التوازن. كما أن الأمر يصبح إشكاليا عندما يوجه فصيلٌ القوة َالعسكرية للدولة نحو فصيل آخر. ولفترة طويلة كانت وزارة الداخلية العراقية تدير فرق الموت الشيعية لمهاجمة الخصوم السياسيين من السنة -حسب الصحيفة- لذا فليس من الصعب اعتقاد أن القوة السياسية السنية قد تورطت أيضا في اغتيالات للمضي قدما. وختمت ديلي تلغراف بأنه إذا استمر المالكي في تقويض قواعد لعبة التسوية السياسية في العراق فإن الصرح كله سينهار في نهاية المطاف.