- صحيفة 'جيروزاليم بوست'
إسرائيل دمرت بنية إيران التحتية النووية
بدأت ويكيليكس الإفراج عن 5 ملايين رسالة من رسائل البريد الإلكتروني التابعة لشركة استخبارات أميركية؛ وتنقل إحدى الرسائل عن عميل إسرائيلي تشكيكه بإمكانية شن هجوم على إيران. لقد دمرت إسرائيل كل البنى التحتية النووية الإيرانية على الأرض، هذا ما جاء في بريد إلكتروني في شهر تشرين الثاني من شركة ستراتفور الاستخباراتية الأمريكية والذي كشفت عنه ويكيليكس نقلا عن 'عميل مخابرات إسرائيلي موثوق.'والبريد الإلكتروني هو واحد من خمسة ملايين رسالة يعتزم الموقع نشرها من شركة التحاليل الأمنية العالمية.
ويبدو أن رسائل البريد الإلكتروني تحتوي على كمية كبيرة من التكهنات والشائعات . وفي رسالة بتاريخ 7 تشرين الثاني 2011، نقل عن ضابط في المخابرات الإسرائيلي قوله حول التقارير التي تفيد بأن إسرائيل تستعد لهجوم عسكري ضد إيران، 'أعتقد أن هذا تضليل. فالإسرائيليون قد دمروا جميع البنى التحتية النووية الإيرانية في على الأرض في الأسابيع التي مضت '.ويضيف المصدر انه يعتقد أن التوتر مع إيران هو جزء من مؤامرة أوروبية.'إن الحملة الحالية بشأن ضرب إيران جاءت بأمر من قادة الاتحاد الأوروبي لتحويل انتباه الرأي العام عن مشاكلهم المالية الخاصة'.
- صحيفة 'ذي اندبندنت'
الاستفتاء في سوريا مهزلة / 'الجزيرة'
قالت 'ذي إندبندنت' إن ما وصفته بالاستفتاء 'الهزلي' على الدستور في سوريا ليس من شأنه أن يقدم شيئا للشعب الذي يعاني مأساة كارثية، في ظل مواصلة قوات الرئيس بشار الأسد قصف مدنه وبلداته بالمدافع الثقيلة وراجمات الصواريخ. وأوضحت الصحيفة بافتتاحيتها أن هذا الاستفتاء الذي أجرته الحكومة البارحة أشبه ما يكون بالكابوس، في ظل استمرار قصف حمص ثالث أكبر مدن البلاد بلا رحمة للأسبوع الرابع على التوالي. وقالت إن آلام أهالي حمص مستمرة في ظل استمرار دبابات الأسد بقصف أحياء المدينة بشكل عشوائي، مما أسفر عن قتل وجرح أعداد متزايدة من سكانها، مشيرة على أن عدد من يلاقون حتفهم على أيدي قوات الأسد بشكل يومي يتراوح ما بين ستين وتسعين شخصا.
وتساءلت الصحيفة عما إذا كان أي من أهالي حمص قادرا على وضع إشارة على نموذج الاستفتاء على الدستور أو ما وصفته بلائحة التسوق التي يزعم الأسد من ورائها أنه يسعى نحو إصلاحات بالبلاد. وقالت إن الرئيس السوري كان –بجميع ا لأحوال- وعد بإصلاحات متنوعة من مثل فترة رئاسية محددة وتعددية حزبية وغير ذلك مما وصفتها الصحيفة بالأشياء التافهة، مما يطرح التساؤل بشأن جدوى القيام بإجراء استفتاء على الدستور.
وأوضحت 'ذي إندبندنت' أن الأسد بإجرائه استفتاء على الدستور بهذه الأوقات العصيبة التي تمر بها البلاد، إنما يريد أن يذري الرماد في عيون المجتمع الدولي، ودعم المطالبة من جانب حلفاء النظام في طهران وبكين وموسكو المتمثلة في أن الأسد يحتاج إلى وقت لتنفيذ التغييرات المخطط لها. وقالت إن الأسد يحاول شراء المزيد من الوقت بينما قواته تواصل قصفها حمص وذبح أهاليها، كي يجعل من المدينة وأهلها عبرة لبقية المدن والبلدات الثائرة، بأنهم سيواجهون مصيرا مشابها إذا ما استمروا في تحديهم للنظام.
كما دعت الصحيفة وزيرة خارجية أميركا هيلاري كلينتون إلى محاولة الضغط على روسيا وإقناعها لتغيير موقفها من الأزمة الكارثية بسوريا، وقالت إنه من الحماقة استمرار موسكو بدعم نظام الأسد. كما أشارت إلى الدروس التي يمكن استنباطها من أزمة البلقان في تسعينيات القرن الماضي، وسط تحذيرات بتطور الأزمة بسوريا وانزلاق البلاد إلى حرب أهلية طائفية يتطاير شررها بالمنطقة.
- صحيفة 'التايمز'
حماس تخاطر بقاعدتها في دمشق لدعم المعارضة السورية /'بي بي سي'
توقفت صحيفة 'التايمز' في تقرير لها عند موقف حركة حماس مما يجري من سوريا، مشيرة إلى أن حماس جازفت بفقدان قاعدتها في دمشق أو ما وصفته 'بجنتها الأمنة' في دمشق التي ظلت قيادتها المنفية تتمتع فيها لأكثر من عقد، بعد أن القت بثقلها لتأييد المعارضة السورية. ويذكر التقرير إعلان زعيم حركة حماس في غزة اسماعيل هنية عن مسيرة تضم الالاف دعما للمعارضين السوريين الداعين لإسقاط نظام بشار الأسد الذي دعم الحركة لوقت طويل، الأمر الذي سيتسبب بنظر الصحيفة في توبيخ شديد اللهجة من الحليفين السوري والإيراني لحماس.
وينقل التقرير عن محللين فلسطينيين قولهم إن إعلان هنية يوم الجمعة جاء دليلا على أن حماس باتت مقتنعة بأن نظام الاسد سيسقط، وأن اختيارها القاهرة مكانا لهذا الإعلان مؤشر على أن حماس ترغب في التخلي عن ولاءاتها القديمة، مع ما يمثله ذلك من قطع للمعونات المقدمة لها من طهران مقابل أن تربط نفسها مع القوى الصاعدة في العالم العربي (الإخوان المسلمون في مصر).
وينقل التقرير عن الدكتور سمير عواد الخبير السياسي الفلسطيني المقيم بالضفة الغربية قوله بعيدا عن العواقب السياسية، كانت حماس خائفة من الوقوف مع الشعب السوري خوفا من أن يفرغ النظام غضبه في مئات الفلسطينيين اللاجئين في سوريا، بيد أن هنية استند إلى أن النظام السوري لا يمكن أن يفتح الآن جبهة جديدة ضد الفلسطينيين'. ويضيف التقرير أنه بينما تنكر حماس إغلاق مقرها الرئيسي في دمشق، فأن زعيمها خالد مشعل ومساعديه غائبون عن العاصمة السورية منذ عدة أشهر، ويبدو بعد إعلان الجمعة أنهم لن يعودوا إليها.
- صحيفة 'ديلي ميل'
سانتوروم ينتقد أوباما لاعتذاره للشعب الأفغاني عن حرق القرآن/ 'سي آن آن'
اهتمت صحيفة 'ديلي ميل' بانتقاد ريك سانتوروم، الذي يسعى للحصول على ترشيح حزبه الجمهوري لانتخابات الرئاسية الأمريكية هذا العام، للرئيس الأمريكي، باراك أوباما، لاعتذاره للشعب الأفغاني عن حرق مصاحف في قاعدة أمريكية، داعياً الأفغان للاعتذار جراء 'المبالغة في رد فعلهم' على حرق القرآن، وعن مقتل أربعة جنود أمريكيين، خلال موجة عنف متواصلة منذ نحو أسبوع، أججتها الواقعة.
وقال سانتوروم، في حديث لشبكة 'ايه بي سي' الأمريكية، إن إحراق المصاحف 'لم يكن عملاً متعمداً يقصد به عدم الاحترام.' وأضاف: 'قتل الأمريكيين ليس خطأ بل عمل متعمد.. هنا الجريمة الحقيقية وليس ما فعله جنودنا.' وتابع: 'ردة الفعل ينبغي أن يعتذر عنها (الرئيس حميد) كرزاي والشعب الأفغاني، لمهاجمتهم وقتلهم جنودنا، والمبالغة إزاء هذا الخطأ غير المقصود.' وقال سانتوروم إن اعتذار أوباما 'جعل الأمر يبدو وكأن أمريكا قامت بما ينبغي الاعتذار عنه، كما ارتكاب فعل عمداً.'
- صحيفة 'تايمز أوف إنديا'
بوتين يهاجم الولايات المتحدة وحلفائها / 'سي آن آن'
اتهم رئيس الوزراء الروسي، فلاديمير بوتين، الولايات المتحدة وحلفائها بالغرب، بدعم ثورات 'الربيع العربي' من أجل تحقيق مصالحهم، وحذر بقوة من أي تدخل عسكري في سوريا، وشن أي هجوم على إيران، بحسب ما نقلت الصحيفة الهندية، عن مقالة كتبها رئيس الحكومة الروسي، ونشرت في صحيفة 'موسكو نيوز' الاثنين. وقال إن روسيا تشعر بالقلق حيال تزايد التهديدات بمهاجمة إيران جراء برنامجها النووي محذراً من أن عواقب ذلك ستكون 'كارثة حقيقية.'
ودافع عن الفيتو الروسي-الصيني المزدوج بمجلس الأمن الدولي، الذي أجهض إصدار قرار دولي يدين حملة قمع للرئيس السوري، بشار الأسد، استهدف بها احتجاجات مناهضة له، قائلاً إن موسكو لن تسمح بتكرار سيناريو ليبيا، حيث أطاحت حملة الناتو الجوية بنظام العقيد الراحل، معمر القذافي.
- صحيفة 'نيويورك تايمز'
إحباط مخطط لاغتيال بوتين/ 'سي آن آن'27
تناولت صحيفة 'نيويورك تايمز' إحباط مخطط لاغتيال رئيس الوزراء الروسي، فلاديمير بوتين، حيث كشفت قناة تلفزيونية روسية الاثنين، عن أن الأجهزة الخاصة الروسية والأوكرانية أحبطت مخططاً إرهابياً لاغتياله، قبيل ستة أيام من انتخابات الرئاسة، يأمل بها الزعيم الروسي الفوز بولاية رئاسية لمدة ستة أعوام، لتصل فترة حكمه إلى 18 عاماً.
وأوضح التلفزيون الروسي، وطبقاً للصحيفة، أنه تم إلقاء القبض على 'القتلة المحتملين' مطلع كانون الثاني الفائت في مدينة أوديسا الأوكرانية، بعد انكشاف أمرهم بانفجار داخل شقة، أسفر عن مقتل شخص، وعلم لاحقاً إنه تم إرسال المجموعة إلى المدينة بواسطة 'الإرهابي الشيشاني' دوكو عمروف.
- صحيفة 'ديلي تلغراف'
تلفزيون طهران: فوز فيلم إيراني بـ'الأوسكار' انتصار على إسرائيل
نقلت صحيفة 'ديلي تلغراف' وصف التليفزيون الرسمي في طهران فوز الفيلم الإيراني 'انفصال' بجائزة أفضل فيلم أجنبي في مسابقة الأوسكار، التي تم إعلان عنها ليلة أمس الأحد، بأنه انتصار لإيران على إسرائيل. وأشارت الصحيفة إلى أن رد الفعل الرسمي في الجمهورية الإسلامية على فوز الفيلم الإيراني بالجائزة الأهم في عالم السينما، كان استخدام المشاعر القومية، خاصة أن فيلم 'الحاشية' الإسرائيلي كان ينافس على نفس الجائزة أيضا. وقالت الإذاعة الإيرانية، إن الجائزة التي حصل عليها الفيلم نجحت في جعل فيلم من إنتاج النظام الصهيوني في الوراء، وأكدت أن الفيلم حصل على عدة جوائز إيرانية خلال عام 2011 أيضا. وتلفتت التلغراف إلى أن تصوير الجائزة على أنها انتصار وطني يشكل خروجا عن المألوف من جانب وسائل الإعلام الرسمية في إيران. وتوضح الصحيفة أن إيران لديها صناعة سينمائية كبيرة، وحظيت الأفلام الإيرانية بإشادة دولية واسعة، حتى مع ما تواجه قطاعات الاقتصاد الأخرى في البلاد من عقوبات وما تتعرض له من أشكال من الضغوط بسبب البرنامج النووي لطهران. ويحكى فيلم انفصال قصة زوجين على وشك الطلاق ويتعامل مع المشكلات التي تواجههما ومنها وجود طفل صغير وأب مسن.
- 'نيويورك تايمز'
سوريا وإيران بين مبدأ أوباما وإسرائيل / 'الجزيرة'
اقتراحان تردد صداهما بواشنطن الآونة الأخيرة. الأول يطالب الإدارة الأميركية بتسليح الثوار السوريين، والثاني يقضي بمنح الإسرائيليين الأدوات التي يحتاجونها مثل القنابل التي تدمر الملاجئ الحصينة تحت الأرض حتى إذا ما قرروا ضرب المنشآت النووية الإيرانية جاءت ضرباتهم على الوجه الصحيح من الوهلة الأولى. تقول صحيفة نيويورك تايمز الأميركية في تحليل إخباري تحت عنوان 'سوريا وإيران ومبدأ أوباما' إن إضفاء مزيد من المصداقية على تهديدات إسرائيل بأنها قادرة على دك المنشآت النووية الإيرانية ظل محل تداول بأروقة العديد من الدوائر بواشنطن بدءاً بمرشحي الرئاسة الجمهوريين وحتى مراكز البحوث والدراسات التي تتهم إدارة أوباما بأنها لم تجعل بعد من عبارة 'كافة الخيارات مطروحة' تنم عن تهديد صادق. وحتى الآن لم يعمل البيت الأبيض على تسليح الثوار السوريين، وتعمد الغموض فيما يتعلق بنوعية التكنولوجيا التي تقاسمتها واشنطن مع الإسرائيليين. على أن المفاضلة الإستراتيجية بين الحالتين تختلف تماما. فالتدخل الإنساني في سوريا سيصبح بكل تأكيد اصطلاحا مرادفا لعبارة محاولة تغيير النظام مثلما كان يوصف العمل العسكري في ليبيا.
أما الجدل الدائر حول تقديم العون لإسرائيل فينحصر في إدارة الخلاف العلني بين واشنطن وتل أبيب بشأن أنجع السبل لوضع حد لفرص إيران في الحصول على أسلحة نووية في خاتمة المطاف. ويصعب الفصل بين مشكلتي سوريا وإيران. ففي أذهان الكثيرين من أعضاء فريق أوباما ليس هناك ما يُعَجِّل بتقويض قدرة إيران على خلق متاعب بالمنطقة أكثر من فقدان نظام الملالي لبشار الأسد، حليفهم الوحيد بالعالم العربي. والحديث الذي يُتداول هذه الأيام داخل وخارج أروقة البيت الأبيض أن قدرة إيران على تمرير الأسلحة إلى حزب الله وحركة حماس ستتضرر كثيرا، وسيضمحل نفوذها بالتالي إذا ما تصدعت حكومة الأسد في سوريا. وبالمثل، إذا تسنى إعاقة مسعى إيران للمضي قدما في برنامجها النووي بقنابل تدمر منشآتها الحصينة تحت الأرض، فإن تطلعاتها لمناجزة إسرائيل والمملكة العربية السعودية كأكبر قوتين بالمنطقة ستصاب بانتكاسة. إن أول سؤال يدور في أذهان المسؤولين داخل البيت الأبيض بشأن ثوار سوريا نفس السؤال الذي سألوه حول ليبيا قبل عشرة شهور: من هم هؤلاء؟
ففي ليبيا تجاوز أوباما مسألة تسليح المقاتلين هناك وآثر الانضمام إلى حماة الناتو الجوية. أما في سوريا التي فاقت حصيلة القتلى فيها ستة آلاف ضحية، فليس ثمة ما يماثل عملية الناتو حتى الآن، حيث ما يزال التطرق إلى تدخل محدود للتحريض على انقلاب أو خلق 'منطقة آمنة' للمدنيين السوريين بالقرب من الحدود التركية مجرد حديث يُتداول. وبالنسبة لإيران، فإن الإدارة الأميركية تجادل سرا وعلانية بأن مزيجا من العقوبات والعمل السري سيكون أكثر فعالية، وهو ما يأخذنا مباشرة إلى ما اصطلح على تسميته بمبدأ أوباما. فالرئيس الأميركي راغب في استخدام القوة على نحو منفرد إذا تعرضت المصالح الوطنية الأميركية المباشرة للتهديد، وأفضل مثال على ذلك الغارة التي قضت على أسامة بن لادن. ولكن عندما يكون التهديد أوسع نطاقا، ويتعلق بالحفاظ على النظام العالمي أكثر من أي شيء آخر فإن سجل أوباما يكشف عن أنه يلتمس الحل في قرارات الأمم المتحدة ومشاركة العديد من حلفاء الولايات المتحدة في ما ينوي القيام به. ولعل هذا ما يفسر سبب سعي الإسرائيليين حثيثا على التأكيد بأن إيران ستتمكن في غضون سنوات قليلة من امتلاك القدرة على تصنيع صواريخ قد يصل مداها إلى الولايات المتحدة، ومن ثم وضع طهران ضمن مهددات المصالح الوطنية الأميركية المباشرة. كما يفسر ذلك أيضا سبب تردد أوباما في الدخول في حرب أهلية بسوريا حيث المشاهد اليومية مروعة، لكن المصالح الأميركية هناك غير مباشرة في أفضل الأحوال.
- صحيفة 'لوس أنجلوس تايمز'
إسرائيل أم إيران.. أيهما تهديد أكبر؟ / 'الجزيرة'
تساءلت صحيفة 'لوس أنجلوس تايمز' بشأن من يشكل تهديدا أكبر، أهي إيران أم إسرائيل؟ وقالت إن إسرائيل تملك القنبلة النووية وإن إيران لا تملكها بعد، فلماذا يتوجب على إسرائيل الخشية من دولة نووية في الجوار؟ وأشارت الصحيفة إلى تعليقات النقاد على مقال نشره المؤرخ الإسرائيلي بيني موريس يوم 14 شباط الجاري يدعو فيه إلى شن هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية من خلال استخدام السلاح التقليدي.
ونسبت الصحيفة إلى بعض نقاد المقال قولهم إن إسرائيل هي التي تملك القنبلة النووية وهي التي تمثل الخطر الأكبر للأمن والسلم العالميين، وإنه ليس من داع لأن تبقى تل أبيب تعيش تحت هاجس الخوف من أن طهران ستستخدم القنبلة النووية ضدها أو ضد الولايات المتحدة أو غيرهما. وقالت الصحيفة إن المؤرخ الإسرائيلي بيني موريس يرد على النقاد بالقول إنه لا التفاوض ولا الدبلوماسية ولا العقوبات تمكنت من منع إيران من المضي قدما في طموحاتها ضمن برنامجها النووي.ويصيف موريس أنه إذا لم يتم منع إيران وإيقافها بشكل عسكري من السعي للحصول على السلاح النووي، فإنها سرعان ما تمتلك السلاح النووي في المستقبل القريب جدا، وسرعان ما تشكل خطرا يهدد أمن المنطقة والعالم.
ويضيف المؤرخ الإسرائيلي أن ثمة فرقا بين إسرائيل نووية وإيران نووية، زاعما أن النظام الإيراني سيئ وأنه يقتل شعبه، مشيرا إلى الأحداث التي شهدتها إيران في أعقاب الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها الرئيس محمود أحمدي نجاد لفترة رئاسية ثانية عام 2009.
وقال إن النظام الإيراني هدد بتدمير إسرائيل، مضيفا أن إسرائيل عندما تعرضت لهجوم من جانب القوات المصرية والسورية عام 1973 فإنها لم تستخدم السلاح النووي، الذي يعرف الجميع أنها تمتلكه منذ أكثر من أربعين عاما. وأضاف أن إسرائيل لم يسبق لها أن هددت بتدمير جيرانها، وذلك على الرغم من تسلم اليمين المتطرف زمام الأمور في البلاد.
ويدافع المؤرخ الإسرائيلي عن موقفه في مقاله بالقول إنه لم يدع إسرائيل لاستخدام السلاح النووي لقصف المنشآت النووية الإيرانية، ولكنه دعا إلى تدميرها بواسطة استخدام السلاح التقليدي المعروف. وقال موريس إنه إذا امتلكت إيران السلاح النووي فإن سباقا نوويا سرعان ما يندلع في المنطقة برمتها.
- موقع 'ذي أوبزرفر'
لماذا يتحفظ الغرب بشأن سوريا؟/ 'الجزيرة'
قال الكاتب بول فوليلي إن الحديث عن 'دقة وتعقيد' الحالة السورية أدى إلى شلل سياسي لا يخدم سكان حمص متسائلا: لماذا يتحفظ الغرب بشأن سوريا؟ ولماذا تدخل في ليبيا في حين أنه يتحفظ في سوريا؟ ويبدأ الكاتب في مقاله بصحيفة ذي أوبزرفر بالتعليق على ما قالته وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون 'فكرة أن سوريا مثل ليبيا قياس خاطئ'، متسائلا: ما الذي تملكه ليبيا ولا تملكه سوريا؟ الجواب الواضح هو النفط، كما يقول.
ويقول إن العقيد الراحل معمر القذافي كان متمردا مجنونا وعمد على مدى سنوات إلى إقصاء العديد من الجيران العرب والأوروبيين لدرجة أن لا أحد يبكي رحيله. ورغم أن القذافي لم يملك سجلا إجراميا -خلافا لسلالة الرئيس بشار الأسد- فإنه كان هدفا سهلا. أما الأسد -كما وصفه الكاتب- فهو صبي أكبر في ساحة المدرسة الدولية، ولا سيما أن لديه جيشا نظاميا مؤلفا من ربع مليون عنصر، فضلا عن أسلحة كيماوية وغاز أعصاب، ولديه أصدقاء كبار في الساحة وعلى رأسهم روسيا والصين. فوزيرا خارجية البلدين أكدا هاتفيا معا على 'المواقف المشتركة'، وأرسل البلدان وزيرا خارجيتهما إلى دمشق وصوتا معا ضد قرار مجلس الأمن الذي يدين انتهاكات الأسد الحقوقية.
ويفترض الكاتب أن ذلك التصرف ربما يأتي من مخاوف البلدين من أن يتحرك أحد ويدقق في سجلهما الحقوقي في كل من الشيشان والتبت. ويرى الكاتب أن روسيا أكثر تمسكا في مواقفها بشأن سوريا، عازيا ذلك إلى خسارتها معظم الحلفاء في الشرق الأوسط، وإلى الاستثمارات الروسية في سوريا التي تبلغ عشرين مليار دولار سنويا. ويشير فوليلي إلى أن الدوائر الدبلوماسية في الغرب تشهد حديثا بشأن دقة وتعقيد الحالة السورية، وفي ظل إصرار الأسد وحلفائه، 'بدأنا نختلق الأعذار'.
ومن هذه الأعذار التي سردها الكاتب أن المعارضة السورية أكثر ضعفا وتفككا مما كانت عليه نظيرتها الليبية، فالمجموعة المعارضة المعروفة (المجلس الوطني السوري) هي خليط من المثقفين والليبراليين والنشطاء والإسلاميين والأقليات العلمانية الذين لا يجمعهم سوى كراهيتهم للأسد، حسب تعبيره. فهم منقسمون على أنفسهم بشأن التفاوض أو عدمه مع الأسد، وبشأن السماح بالتدخل العسكري الأجنبي في البلاد.
ويقول كاتب المقال إن واشنطن ترى أن تسليح الثوار سابق لأوانه، لا سيما وأنها تتذكر كيف قدمت صواريخ أرض جو إلى 'المتمردين لإخراج الاتحاد السوفياتي من أفغانستان، ومن ثم تحول المجاهدون الطيبون إلى طالبان السيئة أمام أعين الأميركيين'. وهناك مشكلة أخرى -حسب تعبير فوليلي- وهي عدم وضوح الخطوط القتالية وعدم احتفاظ الثوار بمناطق كبيرة يمكن أن تحظى بحظر طيران في الأجواء. كما أن القتل في سوريا يجري في مناطق مدنية مكتظة بالسكان، وهو ما سيحد من جدوى الطائرات النفاثة الفرنسية والطائرات بدون طيار الأميركية لأن ذلك سيؤدي إلى خسائر بشرية كبيرة، خلافا لما جرى في ليبيا. ويمضي الكاتب قائلا إن طائرات الناتو ربما تتعرض لهجمات صاروخية روسية الصنع، مضيفا أن الوضع كله سيتخذ أبعاد الحرب بالوكالة، ليس فقط بين السنة والشيعة، بل لأجل حكومة فلاديمير بوتين التي لا تحظى بشعبية بهدف كسب الدعم في الداخل. ويخلص إلى أن ثمة خيارين، إما تسليح الثوار -كما فعل الفرنسيون والقطريون في ليبيا- وإما الوقوف موقف المتفرج حتى تتغلغل القاعدة في سوريا.
- 'ذي اندبندنت'
فيسك: الحرب الباردة بدأت بسوريا
اعتبر الكاتب البريطاني روبرت فيسك أن الحرب الباردة بدأت بالفعل في المنطقة ولكن محورها سوريا وليس إيران. واستهل مقاله في صحيفة 'ذي إندبندنت' تحت عنوان 'الحرب الباردة الجديدة بدأت بالفعل-في سوريا' بجمل اقتبسها من تصريحات وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ التي قال فيها: إذا ما امتلكت إيران قدرة التسلح النووي، فأعتقد أن دولا أخرى في الشرق الأوسط ستعمل على تطوير أسلحة نووية'.
وهنا يصف الكاتب هذه التصريحات بأنها أسخف ما صدر عن هيغ، وقال يبدو أنه قضى وقتا طويلا وهو ينتحل نفسه، لذلك 'لا أعلم عن أي شخصية لهيغ صدرت تلك التصريحات'. ويوضح فيسك أن أول خلل في هذه التصريحات أن هيغ لم يذكر بأن دولة أخرى في الشرق الأوسط تملك بالفعل ترسانة نووية وصواريخ قادرة على حملها، تسمى إسرائيل. ألا يعلم ذلك؟ بالطبع بلى.
ويتابع أن هيغ كان يحاول أن يقول بأنه إذا ما مضت إيران في طريق انتاج الأسلحة النووية، فإن الدول العربية -الدول الإسلامية- ستسعى في هذا الاتجاه، ولكن فيسك يقول إن هذا لن يحدث أبدا. ففكرة أن إيران -والكلام للكاتب- قد تسعى لامتلاك أسلحة نووية لأن إسرائيل تملكها، لم تطرأ على بال هيغ.
وقال إن بريطانيا التي تبيع برامج أسلحة عسكرية لدول الخليج بالمليارات، فإنها ليست في مكانة تمسح لها بالتحذير من انتشار الأسلحة النووية في المنطقة. ثم يأتي ما وصفه الكاتب بالقاتل التاريخي في خطاب هيغ المنمق، وهو أن الوزير حذر من 'أخطر جولة من انتشار الأسلحة النووية منذ اختراعها' التي قد تفضي إلى 'تهديد بحرب باردة جديدة في الشرق الأوسط'، وهو ما سيشكل 'كارثة في العلاقات الدولية'.
وهنا يتساءل فيسك: هل يعمد هيغ إلى تشويه التاريخ بهذه الدرجة من السوء؟ مشيرا إلى إن أخطر جولة من انتشار الأسلحة النووية وقعت عندما امتلكت الهند وباكستان الأسلحة النووية، فكانت الأخيرة تعج بعناصر القاعدة وبموالين لحركة طالبان، وبرجال استخبارات مراوغين. ويخلص إلى أن الحرب الباردة في المنطقة التي كان 'يهذي بها' هيغ قد بدأت بالفعل بشأن سوريا، وليس إيران، مشيرا إلى أن الروس اصطفوا 'ضدنا هناك، فيدعمون الرئيس بشار الأسد، وينتقدوننا'.
- 'نيويورك تايمز'
النزاع السوري قد يمتد إلى نطاق أوسع
رأت صحيفة 'نيويورك تايمز' أنه رغم الحملات المميتة التي يشنها النظام السوري ضد المعارضة في وقت فشلت الدبلوماسية في إنهاء حالة العنف، اتضح أن هذا الصراع فريد ومختلف من نوعه ويشكل خطورة على المنطقة المحيطة به.
وقالت الصحيفة - في تحليل إخباري أوردته على موقعها الإلكتروني- إنه على عكس ليبيا تقع سوريا في بؤرة إستراتيجية مهمة في قلب صراع عرقي وديني وخصومة إقليمية مما قد يجعلها في دوامة خطيرة. ونقلت الصحيفة عن أوليفير روى المؤرخ الفرنسي لشئون الشرق الأوسط قوله إن سوريا تعد الدولة الوحيدة فى دول الربيع العربي التي بإمكانها تغيير المفهوم الجيوستراتيجي للمنطقة.
ففي مصر وتونس على سبيل المثال نجد قادتهما الجدد يحافظون على التحالفات والمواقف السياسية، لكن في حال سقوط النظام فئ سوريا سنجد مشهدا جديدا مختلفا. ورأت الصحيفة أن العديد ينظر إلى الوضع في سوريا بأنه ثورة لا مفر منها وستنتهي في آخر المطاف إلى سقوط الرئيس السوري بشار الأسد، إلا أنه خلال الشهور الماضية منذ اندلاع الثورة أصبحت الدولة حلبة صراع لقوى أكبر في المنطقة وحولها.
وأضافت الصحيفة أنه لعدة عقود ماضية كانت سوريا محور النظام الأمني في منطقة الشرق الأوسط، حيث سمحت للروس والإيرانيين بتوسيع نفوذهم في المنطقة، كما وفرت حكومات الأسد المتعاقبة الطمأنينة للولايات المتحدة واستقرار الحدود لإسرائيل رغم دعمها لحزب الله في لبنان وحركة حماس في المناطق الفلسطينية. ومع ذلك فإن الحرب الأهلية الدائرة في سوريا غيرت هذه السياسة ووضعت روسيا والولايات المتحدة وحلفائهما الآخرين في الأطراف المعارضة لها. وأوضحت الصحيفة أنه الصراع الذي أشعل بشدة حالة التوترات بين الشيعة والسنة وبين إيران والسعودية ودول الخليج العربي، كما جعل إسرائيل تأمل في سقوط النظام الشورى الحالي رغم أنها تشعر بالقلق من النظام القادم. يذكر أنه من المقرر أن يتوجه الناخبون السوريون اليوم الأحد، للاستفتاء على الدستور الجديد للبلاد، على أن تعلن نتائج الاستفتاء غدا، وسط أجواء مثيرة على المستويين الداخلي والخارجي.
- مجلة 'فورين بوليسي'
صداقة على المحك/ ديفيد ماكوفسكي من 'معهد واشنطن'
سوف يعقد الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اجتماعاً رئيسياً الشهر المقبل بشأن التحدي النووي الإيراني الذي سيختبر علاقتهما التي يعروها الجمود أحياناً. وبعد زيارة مستشار الأمن القومي الأمريكي توم دونيلون إلى إسرائيل في نهاية الأسبوع المنتهي في الثامن عشر من شباط أعلن البيت الأبيض بعد ذلك ببضعة أيام أن أوباما سوف يستقبل نتنياهو في واشنطن في 5 آذار. وستكون هذه فرصة للزعيمين لتنسيق موقفيهما بشأن إيران.
وسواء أكان باستطاعتهما الوصول إلى أرضية مشتركة نوعاً ما أم لا - الآن أو في المستقبل القريب - فمن الممكن أن تكون هذه عاملاً حاسماً في عملية صنع القرار الإسرائيلي حول توجيه ضربة لإيران في وقت ما هذا العام. ولم يكن الضغط الدولي على الجمهورية الإسلامية أعلى مما هو عليه الآن. فبالإضافة إلى العقوبات الأمريكية التعجيزية الجديدة التي تم سنها في 31 كانون الأول و 6 شباط، تعهد الاتحاد الأوروبي مؤخراً بوقف استيراد النفط الإيراني بحلول 1 تموز.
وهكذا فإن الاقتصاد الإيراني آخذ في الترنح. ومن جانبهم لجأ قادة إيران إلى رفع حدة التصريحات العدوانية على نحو متزايد فهددوا بشن ضربة استباقية ضد أعدائهم وحذروا من أنهم قد يغلقون مضيق هرمز الذي يمر منه يومياً ما يقرب من 20 بالمائة من تدفقات تجارة النفط العالمية. وفي تحد آخر أعلن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في 15 شباط أن 'جيلاً جديداً' من محطات الطرد المركزية الإيرانية قد تم تفعيله في موقع ناتانز النووي. وقد مُنع هذا الأسبوع مفتشو 'الوكالة الدولية للطاقة الذرية' المكلفون بمراقبة البرنامج النووي الإيراني من الوصول إلى منشأة عسكرية فعادوا إلى فيينا بعد ما أسموها محادثات 'مخيبة للآمال' مع محاوريهم الإيرانيين.
ورغم تهديداتها واستعراض قوتها تشعر إيران بثقل العقوبات الدولية. فعلى مدى الشهر الماضي انخفضت قيمة الريال الإيراني بنسبة 50 بالمائة. وقد أوضحت إيران أيضاً أنها قد تكون مستعدة لاستئناف الدبلوماسية التي كانت قد استخفت بها منذ الجولة الأخيرة للمفاوضات في عامي 2009 و 2010. وحيث أن الإعلام حافلاً بالتكهنات حول احتمال توجيه ضربة عسكرية إسرائيلية محتملة ضد المنشآت النووية الإيرانية بحلول هذا الصيف، تصاعدت التوترات بين الدولتين إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق. فإيران تلقي بلائمة الاغتيالات الأخيرة لعلمائها النوويين على إسرائيل، وإسرائيل تتهم إيران بتدبير الهجوم الإرهابي ضد دبلوماسيين إسرائيليين في نيو دلهي في 13 شباط وكذلك محاولات لشن هجمات في تبليسي وبانكوك. ولم يعد سراً أن نتنياهو وأوباما لم يكونا قط متقاربين لكن حان الآن الوقت للزعيمين لكي يجدا أرضية مشتركة حول المسألة النووية الإيرانية.
وبالفعل كان هناك بعض التقدم في جعل كبار المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين يتحدثون عن إيران بعبارات مماثلة. ففي الأسبوع الماضي قال نتنياهو في الكنيست إن من الأهمية بمكان أن يحدد العالم - وليس فقط إسرائيل - 'الخطوط الحمراء' عند التعامل مع البرنامج النووي الإيراني. وفي ظهور له على شبكة 'سي بي إس' في الشهر الماضي صرح وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا أن تطوير إيران لسلاح نووي وكذلك غلق مضيق هرمز هي 'خطوط حمراء' بالنسبة للولايات المتحدة. ومع ذلك تختلف الولايات المتحدة وإسرائيل بشكل واضح حول أين تقع خطوطهما الحمراء. فقد صبت واشنطن تركيزها على اكتساب إيران فعلياً سلاحاً نووياً بينما ترى إسرائيل - وهي الأكثر عرضة لصواريخ إيرانية بسبب قربها الجغرافي - أن العتبة هي اكتساب النظام الإيراني لما يكفي من اليورانيوم منخفض التخصيب لبناء قنبلة، في انتظار صدور قرار سياسي لتحويلها إلى وقود بدرجة سلاح [يورانيوم عالي التخصيب].
كما أن المجموعة الأخرى من الاختلافات بين الولايات المتحدة وإسرائيل لها علاقة بالمدى الزمني الذي ترغب الدولتان بانتظاره قبل الحكم على نجاح أو فشل العقوبات الدولية المفروضة على إيران. فمن جهة نجد أن هذه هي المرة الأولى التي فرضت فيها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي نوعاً من العقوبات 'التعجيزية' التي لطالما دعت إليها إسرائيل. لكن من جانب آخر تؤشر التصريحات الأخيرة لوزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أن إسرائيل تعتقد أن فرصتها للقيام بعمل عسكري تتضاءل بسرعة. وبناء عليه يخشى المسؤولون الإسرائيليون من أنهم قد لا يجدون وقتاً للانتظار ورؤية ما إذا كانت العقوبات ستوقف برنامج إيران النووي سلمياً أم لا.
غير أن القدرات العسكرية الإسرائيلية لضرب مواقع إيران النووية - وخاصة تلك المخبأة بعمق في جبل خارج مدينة قم - أكثر محدودية من قدرات الولايات المتحدة. وفرصة وجود جولة جديدة من الدبلوماسية الإيرانية الأمريكية هي مُكون آخر حاسم في هذه المعادلة لأنها يمكن أن تزيد في تأجيل العمل العسكري الأمريكي في حال فشل العقوبات. وبأخذ الاثنين في نظر الاعتبار فإن هذه الظروف يمكن أن تجبر إسرائيل على اتخاذ قرار بشن ضربة استباقية في ظل ظروف غير مثالية.
إن كل هذا يضطر إسرائيل إلى الاختيار بين أمرين أحلاهما مرُّ. فيمكنها أن تأمل أن تردع العقوبات في نهاية المطاف برنامج إيران النووي، لكن ذلك قد يعني الامتناع عن اتخاذ قرار حاسم ضد ما تراه إسرائيل تهديداً وجودياً على أمل أن تكمل الولايات المتحدة المشوار في وقت لاحق. والمعروف عن باراك ونتنياهو بشكل شائع أنهما يفضلان توجيه ضربة لكن بناءاً على زيارتي الأخيرة للمنطقة من الواضح أنه ما تزال هناك شكوك لدى آخرين داخل مجلس الوزراء الإسرائيلي ومؤسسة الدفاع، ومن ثم فان احتمال توجيه ضربة ضد منشآت إيران النووية ليس حتمياً. ولو اعتقدت إسرائيل بأن الولايات المتحدة كانت ملتزمة بحزم بمعالجة هذه القضية فإنها بالتأكيد ستحوّل النقاش الإسرائيلي حول قيامها بتوجيه ضربة. ولكن من دون اليقين التام يصبح تأجيل الضربة قراراً يصعب على المسؤولين الإسرائيليين اتخاذه. فالكثير من القادة العسكريين الإسرائيليين هم أبناء الناجين من المحرقة ['الهولوكوست'] الذين انضموا إلى الجيش الإسرائيلي لضمان اعتماد إسرائيل على نفسها في الحرب ضد الأعداء الذين يكررون تعهدهم بالقضاء عليها. والمثال المؤثر الذي يُذكِّر بذلك هو الصورة الأيقونية لطائرات نفاثة إسرائيلية تحلّق فوق 'أوشڤيتز' في عام 2003، المعلقة على جدران العديد من مكاتب هؤلاء القادة.
ومع هذا فإن اعتبار ذلك مسألة أيديولوجية يُعتبر سوء قراءة جوهري من جانب إسرائيل. فالاعتبارات الإسرائيلية للضربة ليست متجذرة في فلسفة الاعتماد على النفس بل في الخوف من فشل الولايات المتحدة في نهاية المطاف في توجيه ضربة حتى لو فشلت العقوبات. وتمتزج مخاوف المسؤولين الإسرائيليين بمعرفتهم أن الشعب الأمريكي قد أصابه الملل من الصراعات، وبشكوك البعض من أن الولايات المتحدة لم تستبعد تماماً استراتيجية الاحتواء على عكس التأكيدات الأمريكية. وتعارض السياسة الرسمية لإدارة أوباما الاحتواء، حيث ترى أن البرنامج النووي الإيراني مزعزعاً جداً لاستقرار الشرق الأوسط. وكما قال الرئيس الأمريكي لشبكة 'إن بي سي' في 5 شباط 'سنفعل كل ما في وسعنا لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي وخلق سباق تسلح - سباق تسلح نووي - في منطقة حساسة.' إن المخاوف بشأن قيام إيران بتمرير تقنية القنبلة القذرة سراً لعناصر لا تمثل دولاً مثل ميليشيا &laqascii117o;حزب الله" اللبنانية إلى جانب المخاوف من أن تسعى إيران للهيمنة على الخليج الفارسي، هي جميعها أيضاً شديدة الواقعية.
وفي ضوء هذه التهديدات يمكن لبعض المحللين أن يجادلوا بأن أوباما - المعروف بتفضيله لضربات الطائرات بدون طيار من طراز 'بريداتور' في باكستان ومثل تلك العمليات التطهيرية التي قتل فيها أسامة بن لادن - سوف يلجأ في الواقع إلى عمل عسكري لو فشلت العقوبات. وعلى الرغم من التوترات بين أوباما ونتنياهو حول عملية السلام في الشرق الأوسط إلا أن مصادر قريبة من أوباما قد قالت لي أن هذه الاختلافات السياسية لن تخرق بأي حال من الأحوال التزام الرئيس الأمريكي بأمن إسرائيل. وفي الوقت نفسه أعرب مسؤولون في الولايات المتحدة أيضاً عن المخاوف من شن ضربة إسرائيلية على المدى القريب - كما يتضح من تعليقات رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكي الجنرال مارتن ديمبسي في 19 شباط بأن هجوم إسرائيلي سوف يؤدي إلى 'زعزعة الاستقرار.' وتتركز مخاوفهم على الاعتقاد بأن هجوماً تشنه إسرائيل ربما يحلحل العقوبات الدولية، وحينئذ ستكون إيران قادرة على إعادة بناء برنامجها في وقت قصير نسبياً.
فكيف يستطيع أوباما ونتنياهو كسب ثقة بعضهما البعض؟
يتعين على الجانبين التوصل إلى تفاهم أكثر دقة حول العتبات الأمريكية للبرنامج النووي الإيراني وماهية الردود الأمريكية لو تم تخطي هذه العتبات، وكذلك التوصل إلى اتفاق على جدول زمني للتخلي عن نهج العقوبات لكي تتسق مواقف الطرفين. وبعبارة أخرى يحتاج الطرفان إلى الاتفاق على الخطوط الحمراء التي يمكن أن تستثير رد الفعل. وربما تسعى إسرائيل إلى الحصول على بعض الضمانات من الولايات المتحدة قبل أن توافق على التخلي عن توجيه ضربة وقائية قد لا تنجح. وقد يتبين أن مثل هذه الضمانات مستحيلة بالنظر إلى سوء الثقة بين الطرفين والظروف الدائمة التغير في المنطقة. وأياً كانت الآلية لا شك أن العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل يمكن أن تستفيد كثيراً من اتباع نهج مشترك تجاه برنامج إيران النووي في هذا الوقت المضطرب. ولذلك فإن اجتماعهما المرتقب والأشهر المقبلة تنذر باختبار العلاقة بين أوباما ونتنياهو بما لم يسبق له نظير