صحافة دولية » أخبار ومقالات من صحف ومجلات ومواقع أجنبية

- صحيفة 'نيويورك تايمز'
إيران سترد بالصواريخ والـ'إرهاب' إذا ما هوجمت

قال مسؤولون أميركيون شاركوا في تقييم ردّ إيران المحتمل على أي هجوم إسرائيلي قد تتعرّض له منشآتها النووية، إنهم يعتقدون أن إيران ستطلق صواريخ باتجاه إسرائيل وتشنّ هجمات ذات 'أسلوب إرهابي' تستهدف الطواقم المدنية والعسكرية الأميركية في الخارج.

ونقلت صحيفة 'نيويورك تايمز' الأربعاء، عن المسؤولين الذين شاركوا في إجراء التقييم إن الردّ الصاروخي ضد إسرائيل سيكون شبه مؤكد، غير أن إيران ستحاول على الأرجح مراقبة عيار عملها العسكري ضد الولايات المتحدة كي لا تمنح واشنطن سبباً قوياً بما يكفي لشنّ هجوم عسكري قد يشلّ برنامج إيران النووي بشكل كامل. وقال الجنرال المتقاعد جيمس كارتوايت الذي كان يشغل منصب رئيس القيادة الإستراتجية ونائب رئيس هيئة الأركان المشتركة، إن 'الإيرانيين أسياد التحكّم في التصعيد'. وقال كارتوايت وعدد من المحللين إن الأهداف الإيرانية ستشمل البنية التحتية النفطية في الخليج والقوات الأميركية في أفغانستان حيث اتهمت طهران بالمساهمة في تسليح المتردين. وقال مسؤولون أميركيون وإسرائيليون إن آخر ما تريده إيران هو حرب شاملة على أراضيها على الرغم من صعوبة التكهن بالآراء الداخلية للقيادات العليا في إيران.

وتشير التقارير الأميركية الصادرة مؤخراً إلى أنه لا توجد أدلة حاسمة حول بدء إيران في صنع قنبلة نووية، ولكن احتمال شنّ إسرائيل ضربة إستباقية كان مركز تركيز أميركي مؤخراً.  وقد أعربت واشنطن عدة مرات عن معارضتها لتوجيه ضربة إلى إيران في الوقت الحالي. وقال المحللون إنه في حال تعرض إيران لضربة، فإنها ستقوم بخطوة إنتحارية في حال هاجمت القواعد الأميركية في الخليج، وقال كارتوايت إن ' التوازن الذي سيحاول تحقيقه الإيرانيون يتمثل في التسبب بضرر كبير بما يكفي ولكنه أقل من أن يستدعي من الولايات المتحدة أن تقوم بعملية غزو'.وقال مسؤول إسرائيلي سابق إن إيران ستحسب ردها بالتوازن مع قدراتها وهي لن تشعل النار في الشرق الأوسط. وأشار مسؤولون أميركيون إلى أن إيران قد تغلق مضيق هرمز مؤقتاً ما سيثير المزيد من الإضطرابات في أسواق النفط العالمية...


- موقع 'سي أن أن'
خطط أمريكية لعمل عسكري بسوريا وتونس تعرض اللجوء على الأسد

كشفت مصادر أمريكية لـ'سي أن أن' أن وزارة الدفاع 'بنتاغون' أنجزت وضع 'خطط تفصيلية' لعمليات عسكرية تستهدف النظام السوري، وأضافت أن الخطط جاهزة للتطبيق إذا أصدر البيت الأبيض أوامر بذلك، في حين عرضت تونس علناً على الرئيس بشار الأسد وأسرته اللجوء السياسي على أراضيها، بخطوة غير مسبوقة عربياً.

وقالت المصادر التي تحدثت لـ'سي أن أن' في واشنطن إن هذا التطور في مجال وضع خطط للتدخل العسكري جاء بعد أسابيع من عمليات تقييم أجراها محللون في وزارة الدفاع الأمريكية ضمن 'مجموعة كاملة من الخيارات.' وبحسب تلك المصادر، فإن تلك المخططات تشمل مجموعة من الخيارات العسكرية المتنوعة التي يمكن استخدامها ضد النظام السوري، وجرى تحديد أنواع الأسلحة والمعدات المناسبة لكل خيار، مع عدد القوات الضرورية لتطبيقه. وتأتي هذه المخططات في وقت تواصل فيه الإدارة الأمريكية تأكيدها على ضرورة السير في الخيارات الدبلوماسية مع سوريا، والضغط على الأسد سياسياً لدفعه إلى مغادرة السلطة. وذكر مسؤولون في البنتاغون لـ'سي أن أن' مشترطين عدم ذكر أسمائهم، أن استخدام جنود الجيش الأمريكي في عمليات من هذا النوع لن يكون أمراً سهلا، ولكنهم وضعوا الخطط باعتبار أن الإدارة ترغب في وجود 'مجموعة متنوعة من الخيارات' أمامها. وأضاف أحد المسؤولين قائلاً: 'استخدام القوات الأمريكية لن يكون أمراً سهلاً في ذلك الجزء الحساس من العالم (الشرق الأوسط) على المستويات السياسية والعسكرية، ولكن القيادات السياسية والعسكرية تواصل التفكير بجدية في ما يمكن فعله.'

وتابع المسؤول بالقول: 'نحاول دراسة كل الخيارات ونريد أن نفهم حقيقة الإمكانيات الموجودة أمامنا،' ولفت إلى أنه في حال صدور أوامر للجيش الأمريكي بالتحرك ضد سوريا فسيتوجب على القوات المسلحة إجراء المزيد من عمليات التخطيط ونقل الوحدات العسكرية. واعتبرت جهات مطلعة في واشنطن أن الولايات المتحدة تفكر في الإمكانيات التي يمكن أو يوفرها الجيش الأمريكي في عمليات إيصال المساعدات الإنسانية على سبيل المثال، كما سبق لـ'سي أن أن' أن أشارت إلى أن وزارة الدفاع الأمريكية تدرس خيارات لحماية المخزونات السورية من الأسلحة الكيماوية في حال تركها دون حراسة، الأمر الذي قد يحتاج إلى تدخل عشرات آلاف الجنود.
ويعتقد مسؤولون أمريكيون أنه في حال سقوط الرئيس السوري فإن بعض أركان نظامه في الأجهزة العسكرية والأمنية سيستمرون في مناصبهم لفترة من الزمن كفيلة بضمان استتباب الأوضاع، أما في حال حصول انهيار كامل للنظام فسيكون على واشنطن والمجتمع الدولي التدخل للحفاظ على الأمن وحماية المدنيين. وسبق لـ'سي أن أن' أن أشارت إلى قيام الولايات المتحدة بالتقاط صور جوية للأوضاع في سوريا ولتحركات القوات، إلى جانب التجسس على أنظمة الاتصالات العسكرية السورية، دون وجود أوامر للتشويش على تلك الاتصالات في الوقت الحالي.


- صحيفة 'ديلي تلغراف'
الثوار السوريون تلقوا أسلحة من الغرب / 'بي بي سي'

نشرت صحيفة 'ديلي تلغراف' على موقعها على الانترنت خبرا مصحوبا بمقطع فيديو بعنوان 'الجيش السوري الحر 'تلقى أسلحة من الغرب'. ويقول الخبر أن احد جنرالات الجيش السوري الحر المعارض لنظام الرئيس السوري بشار الأسد تحدث أمام الكاميرا لمراسل وكالة رويترز لكن دون الإفصاح عن هويته.

وبمشاهدة الفيديو، يقول الرجل في زى عسكري ـ دون أن يمكن التحقق من هويته أو تأكيد انه من قيادات الجيش الحر ـ أنهم تلقوا أسلحة من فرنسا والولايات المتحدة. وتشير الصحيفة في الخبر المكتوب إلى أن ذلك أمر لم تتأكد منه من مصدر آخر.  وبمشاهدة الفيديو، يقول العسكري فيه لمراسل لا يظهر في الفيديو لكن يسمع صوته يوجه أسئلة: 'بمساعدة فرنسا وأمريكا وصلت الإغاثة، وأصبحت عندنا، ونحن أن شاء الله قادرون'.

وحين يستفسر المراسل عما يقصد بالإغاثة، هل هي سلاح أم شيء آخر، يرد: 'نعم وصل، أصبح عندنا سلاح وأصبح عندنا مضاد للطيران وبهذا كله سنقضي على بشار وأعوانه قريبا'. ويعد من وصف بأنه جنرال في الجيش السوري الحر بأنه في خلال عشرة أيام سيسمع الناس أخبارا طيبة، ويضيف: 'سلاح بشار كله عاطل، لم ينفع'. ويمضي المتحدث في مقطع الفيديو قائلا: 'منذ أمس بدأنا استخدام الطيران، الجيش الحر أصبح يستخدم الطيران. أمس نزلت ثلاث طائرات وان شاء الله قريبا تسمعون أخبارا طيبة'.


- صحيفة 'الغارديان'
وراء كل ديكتاتور سيدة أولى/ 'بي بي سي'

نشرت صحيفة 'الغارديان' تحقيقا مطولا عن زوجات الزعماء العرب الذين انقلبت عليهم شعوبهم في انتفاضات ضد قمعهم. ويدور التقرير حول النقطة الأسخن فيما يسمى 'الربيع العربي' وهي سوريا، ويركز على زوجة الرئيس السوري أسماء الأسد. ويقول التقرير انها رغم تربيتها في بريطانيا وجمالها وأناقتها، لم تعد تكفي نشاطاتها الخيرية المعلنة للتغطية على ما يرتكبه نظام زوجها الرئيس بشار الأسد.

وأضاف انه حتى قبل عام كانت أسماء رصيدا ايجابيا لزوجها، وتنقل الصحيفة عن وزير الخارجية الفرنسي السابق برنارد كوشنير قوله للصحفيين مؤخرا: 'حين شرحنا انه (الأسد) أبشع طاغية قال (الرئيس الفرنسي نيكولا) ساركوزي: بشار يحمي المسيحيين ومع وجود زوجة عصرية مثل زوجته معه لا يمكن أن يكون سيئا'. ويشير التقرير إلى أن أسماء الأسد خطفت بريق الملكة رانيا، زوجة العاهل الأردني، التي اهتم بها الإعلام الغربي كزوجة شابة جميلة عصرية صنفتها هاربرز اند كوين كثالث أجمل امرأة في العالم عام 2005.

وتضيف 'الغارديان' أن الإعلام الغربي يبحث عما هو مثير، لذا صنع ضجة كبرى من زوجات رؤساء أمثال أسماء ورانيا. وحتى ما يعتبره تقرير الغارديان أسوأ مثال على سيدة أولى خلف ديكتاتور، ليلى طرابلسي زوجة الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي أو سوزان مبارك زوجة الرئيس المصري السابق حسني مبارك، فلم يكن الإعلام يوفر جهدا لتلميعهن. ورغم أن زوجة القذافي صفية فرقش لم تكن تظهر إعلاميا، إلا أن تقرير الصحيفة يشير إلى ابنته عائشة كمثال على 'سيدة العائلة العصرية'. وينقل التقرير عن خبير في شؤون الشرق الأوسط في باريس لم تسمه قوله: 'لكل ثورة ليدي ماكبث تخصها'.


- صحيفة 'نيويورك تايمز'
الاطاحة الأسد ذكاء وضرب إيران حماقة / 'الجزيرة'

ثمة بعض الحقائق عن سوريا، وهي أن الأوضاع في ذلك البلد ستمضي إلى الأسوأ قبل أن يطرأ عليها تحسن، وليس هناك من هو قادر على إعادة المارد إلى قمقمه، ذلك أن ما يدور هناك هي أم المعارك بالوكالة.
هكذا استهل الصحفي الأميركي البارز روجر كوهين مقاله المنشور في صحيفة 'نيويورك تايمز'، قبل أن يخلص إلى أن نظام الرئيس بشار الأسد يسير نحو نهايته، لكن متى يحدث ذلك يظل هو السؤال. إن الأمم -كما يقول- تتحرر من إسار طغاتها بطرق مختلفة، فعندما انهارت الشيوعية، انجرفت بعض دولها بعيدا عن الإمبراطورية السوفياتية صوب الغرب، فيما عانت دول أخرى من سكرات الموت كيوغسلافيا مثلا. وسوريا بلد متعدد الأعراق تحكمها بقبضة من حديد أقلية علوية ومعها طوائف مسيحية ودرزية وأقليات أخرى تشكل فيما بينها ربع سكان البلاد. أما الأغلبية فمن الطائفة السنية.

وقال كوهين إن بشار الأسد الطبيب بالمهنة قد داس بقدميه 'بصفاقة' قسم أبقراط على نحو لم يسبقه إليه طبيب آخر قط، وذلك عندما سعى إلى قمع انتفاضة شعبية عبر مذابح جماعية ارتكبها. ووصف الكاتب أسرة الأسد بأنها 'مافيا'، وأنها أقلية داخل أقلية من العلويين داخل أقلية يمثلها جهاز المخابرات. واستوعبت تلك الأقليات بعض الشرائح -لا سيما طبقة التجار السنة- عبر استقرار مفروض في نظام يشبه في جوهره أي طاغية اقتلعته ثورات الربيع العربي، فقد حكموا دولة وكأنها إقطاعية خاصة بهم، أو مثل لعبة يسلمها الأب للابن لصالح أبناء العمومة والمقربين.

لقد تصدع الميثاق الذي يؤلف بين الأطراف السورية، ولا يمكن تخيل ميثاق جديد تحت إدارة آل الأسد. وهناك مصالح أوسع تتحرك وتنطلق. 'فالحكومة الدينية في إيران، التي تشعر يوما بعد يوم بالعزلة، تدافع عن النظام السوري ضد جيش سوري حر يموله جزئيا نظام سني سعودي في ما يمكن أن يوصف بأنها حرب بالوكالة'. ويمضي كوهين إلى القول إن إسرائيل تعرف الأسد، الذي يساعد في تسليح حزب الله اللبناني، لكنه (أي الأسد) 'عدو سلبي إلى حد بعيد ويمكن التنبؤ بتصرفاته'.

وطالب كاتب المقال بضرورة الإسراع بتزويد الجيش السوري الحر بالسلاح والتدريب مثلما حدث لثوار ليبيا، على أن تتولى الأمم المتحدة في الوقت نفسه تنظيم عمليات لتقديم مساعدات إنسانية لمعسكرات اللاجئين السوريين في تركيا والأردن ومناطق أخرى، وإقامة ممرات آمنة لتوصيل تلك المساعدات متى ما كان ذلك ممكنا.

ودعا كوهين الغرب كذلك إلى استقطاب روسيا والصين إلى جانبه، مشيرا إلى أن الدولتين لن تظلا تدافعان عن الأسد إلى الحد الذي يشكل الدفاع عنه خصما على مصلحتيهما الأكبر في الولايات المتحدة والخليج وأوروبا. وخلص كوهين إلى أنه إذا سقط الأسد فإن إيران سينالها الوهن إلى حد خطير، وسيختفي الممر الذي أقامته طهران إلى حزب الله. 'إن الاختيار بين العمل على إسقاط الأسد وقصف المنشآت النووية الإيرانية أمر يتطلب قليلا من التدبر، فالأول خيار ذكي ويمكن تنفيذه، أما الثاني فهو من قبيل الحماقة'. وختم بالقول إن 'زوجة بشار الأسد اشترت منزلا في لندن، فاحملوها على أن تسكن فيه وتفك الشعب السوري من أسره'.


- مجلة 'التايم'
شقاق الوطني السوري بغير محله / 'الجزيرة'

اعتبرت مجلة 'التايم' ما وصفته بالانشقاق في المجلس الوطني السوري ليس في محله بالوقت الراهن، مشيرة إلى أن المجلس لم يكن متناغما بشكل حقيقي رغم الجهود التي يبذلها لتقديم نفسه موحدا.

وقالت إن الاختلافات في أوساط المجلس طفت على السطح أمس الاثنين عندما أُعلن عن تشكيل مجموعة العمل الوطني السورية التي تتألف من عشرين عضوا من علمانيين وإسلاميين. وتركز المجموعة الجديدة -حسب تايم- على دعم الجماعات المسلحة التي تنضوي تحت راية الجيش السوري الحر وتسليحه بشكل مباشر، وهو ما أيدته السعودية وقطر، ولكن المجلس الوطني آثر أن يتجنب تلك الفكرة.  

من جانبه أكد وليد البني -أكثر أعضاء المجلس الوطني جرأة والذي بات عضوا في المجموعة الجديدة- بعد ساعات على الإعلان أن المنظمة الجديدة ليست مجموعة جديدة بالفعل، وقال 'هذا ليس انشقاقا وهي ليست مجموعة جديدة'. وقال البني للمجلة إن هناك في المجلس إخوان مسلمين وأعضاء من إعلان دمشق، والآن هناك المجموعة الوطنية. فما المشكلة في ذلك؟ وهو ما أشار إليه أيضا كمال لبواني -الذي قضى معظم العقد الماضي في سجون النظام السوري- إذ قال إن المجموعة الجديدة ليست انشقاقا عن المعارضة، مشيرا إلى أن المجلس لم يفعل ما يكفي للثورة. وأضاف لقناة الجزيرة 'لن ننتظر حتى يموت شعبنا. يجب علينا أن نسلح الجيش السوري الحر'.

وتشير 'التايم' إلى أن المجلس الوطني يوشك أن يفقد مصداقيته مع الناشطين والمحتجين والمقاتلين على الأرض في سوريا، وذلك ليس لكونه مفرطا في الصقورية، بل لأنه ليس صقوريا بما يكفي. ويقول المحلل في شؤون الشرق الأوسط إميل هوكايم في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية، إن المحتجين في الشارع يريدون عملا أكثر قوة. ويصف هوكايم المجلس بأنه غير ناضج، مشيرا إلى أن ثمة سوءا في الإدارة والتنظيم، وقال إن أعضاء المجلس لا يملكون المهارات لإدارة مثل هذه المنظمة في مثل هذا الوقت.

أحد اللاجئين السوريين في تركيا يدعى عمر يقول للمجلة عبر برنامج سكايب إن المجموعة الجديدة هم من الشرفاء وسيسعون إلى تسليح الجيش الحر، أما الباقي فهم 'كاذبون، ويهتمون فقط بصنع أسماء لهم، ولا يعيرون بالا للناس وللدماء التي تراق في الشارع'. وتقول تايم إن افتقار المجلس إلى الوحدة الوطنية من المرجح ألا يقنع العديد من السوريين الذين يخشون ما يمكن أن يأتي بعد نظام الأسد. ويرى البعض أنه من غير الواقعي أن يتوقع المرء الكثير من المعارضة السياسية السورية بعد نحو خمسة عقود من حكم الحزب الواحد الذي سحق كل أشكال المعارضة، ويقول آخرون إن افتقار المجلس إلى الوحدة مظهر صحي ومثال على الديمقراطية التي يسعون إلى تطبيقها في البلاد.

غير أن المجلة ترى أن توقيت إعلان تشكيل المجموعة الجديدة 'ليس في محله على أقل تقدير'، مشيرة إلى أن الدعوات السابقة لتسليح الثوار والتي أثارت جدلا في الغرب بشأن هويتهم الحقيقية، ربما تطرح نفس التساؤلات عن المجلس الوطني السوري.


- 'معهد واشنطن'
الخلافة العليا: من سيقود إيران في المرحلة ما بعد خامنئي؟/ مهدي خلجي

ملخص تنفيذي ماذا سيحدث لجمهورية إيران الإسلامية عندما لا يكون المرشد الأعلى علي خامنئي في السلطة؟ رغم وجود أسباب قليلة تدعونا إلى الاعتقاد بأنه سيغيب قريباً عن المشهد إلا أن تقدمه في السن والشائعات عن اعتلال صحته والمصير الأخير لحكام إقليميين آخرين يعني أنه ليس هناك شيء مؤكد. وعليه فإن الولايات المتحدة وحلفاءها سوف يستفيدون من فهم كامل للكيفية التي ستتكشف بها عملية الخلافة وكيف ستؤثر على الوضع الداخلي والخارجي للنظام.  قبل عقدين من الزمن أدت المخاوف بشأن خليفة آية الله روح الله خميني إلى اتخاذ نخب النظام قراراً ندمت عليه لاحقاً وهو تعيين وريثاً في الوقت الذي كان فيه المرشد الأعلى ما يزال على قيد الحياة. ولذا سيحاول النظام على الأرجح ضمان بقاء أية محاولة للتخطيط لفترة ما بعد خامنئي وراء الأبواب المغلقة، وذلك بجعل هذا الوريث غير واضح. ويمكن لقادة النظام أيضاً أن يحاولوا تكرار التاريخ بتغيير الدستور لو اعتقدوا أنه سيحمي مصالحهم أثناء الفترة الانتقالية. وقد استجاب النظام لأزمة الخلافة في عام 1989 بتغيير القانون الإيراني مما سمح لرجال الدين من المرتبة الأدنى بالتأهل لمنصب المرشد الأعلى وإلغاء منصب رئيس الوزراء وتركيز السلطة التنفيذية في يد رئيس الجمهورية. وقد بات الآن واضحاً أن هناك تلميحات عن اتباع نهج مشابه للخلافة القادمة.

وعلاوة على ذلك، إذا كان التاريخ أي مؤشر فإن عملية الخلافة الرسمية التي أرساها الدستور قد لا تستمر. ومن الناحية الفنية فإن 'مجلس الخبراء' هو المسؤول عن اختيار الخليفة مع مجلس مؤقت - يتكون من الرئيس ورئيس السلطة القضائية وعضو في 'مجلس صيانة الدستور' - يتولى مؤقتاً مهام المرشد الأعلى من الوقت الذي يترك فيه خامنئي السلطة إلى تولي خليفته المنصب. وثمة هيئة أخرى رئيسية وهي 'مجلس تشخيص مصلحة النظام' التي لديها السلطة لاستبدال أعضاء المجلس المؤقت إذا لزم الأمر. وعلى الرغم من أن هذه القيادة المؤقتة يمكن أن تبقى في السيطرة والهيمنة إلى أجل غير مسمى إلا أن النظام يميل على الأرجح إلى تعيين خليفة حقيقي بأقصى سرعة ممكنة لكي يتجنب تدمير مصداقيته أو خلق حيز لأزمة سياسية.  وكما في عام 1989 فمن الصعب الاعتقاد بأن وريث المرشد الأعلى سيتم اختياره عن طريق 'مجلس الخبراء' وحده. وقد تم اختيار خامنئي بواسطة نخب سياسية مؤثرة ضغطت على 'المجلس' للتصويت كما فعل أعضاءه. كما أن دائرة صناع القرار سوف تكون أصغر اليوم بالنظر إلى المدى الذي عزز به خامنئي سلطته خلال فترة حكمه.

وبدايةً، فقد همش خامنئي الجيل الأول للسياسيين الثوريين وخاصة أكبر هاشمي رفسنجاني (رئيس 'مجلس تشخيص مصلحة النظام' الذي ربما يقوم المرشد الأعلى قريباً بإطاحته من منصبه) ومير حسين موسوي (زعيم 'حركة المعارضة الخضراء' الذي ما يزال رهن الإقامة الجبرية). وفي الوقت ذاته أعاد خامنئي تشكيل الطيف السياسي بترقية جيل جديد من السياسيين الضعفاء الذين يدينون له بمؤهلاتهم.  ثانياً، إن التغييرات على الساحة السياسية الإيرانية قد تركت لرجال الدين فقط نفوذاً ضئيلاً على إدارة الدولة فقلّصت بشكل كبير من قدرتهم على التأثير على عملية الخلافة. ويرى الكثير من رجال الدين الآن أن منصب المرشد الأعلى هو منصباً عسكرياً أكثر من أن يكون سلطة دينية مستقلة. ثالثاً، إن سلطة الرئيس نفسها تتعرض للتحدي. لقد تحدث خامنئي بالفعل علناً عن تغيير نظام الانتخابات الرئاسية لجعله برلمانياً يختار فيه المجلس التشريعي السلطة التنفيذية بدلاً من الشعب. ولو حدث ذلك فلن يكون الرئيس قادراً على استغلال شعبيته الشخصية لتعزيز موقفه. كما أن البرلمان ['المجلس'] - الذي يوجهه المرشد الأعلى - سيكون له المزيد من السيطرة على الرئيس مما سيقلل من احتمال أن يصبح هذا الأخير صانع قرار في عملية الخلافة.

رابعاً والأكثر أهمية أن 'فيلق الحرس الثوري الإسلامي' - الذي يتحكم في الجيش والبرنامج النووي وجزء كبير من اقتصاد إيران - سيكون على الأرجح هو اللاعب الرئيسي في عملية الخلافة. وفي عام 1989 كانت السلطة في الغالب في يد المدنيين. ورغم أن خامنئي كان رسمياً القائد العام للقوات المسلحة إلا أنه لم يشغل قط هذا المنصب وحده، وكان دائماً يتنازل عن سلطته لآخرين. ومن جانبه كان 'فيلق الحرس الثوري الإسلامي' يمثل قوة عسكرية ثورية، ولم يكن له أي دور سياسي أو اقتصادي كبير. ومع ذلك فإن خامنئي اليوم هو الذي يدير بنفسه القوات المسلحة. وقد سمح لـ 'الحرس الثوري' باقتحام السياسة والسيطرة على ثلث الاقتصاد على الأقل. وفي الحقيقة إن خامنئي هو الشخص الأكثر نفوذاً في إيران، ويعود ذلك إلى حد كبير بسبب اعتماده على 'فيلق الحرس الثوري'. ومن الصعب التخيل بأن تسمح هذه المؤسسة لـ 'مجلس الخبراء' وحده أن يقرر من سيكون خليفته. كما سيلعب 'فيلق الحرس الثوري' أيضاً دوراً بارزاً في تهدئة مخاوف النظام بشأن الاضطرابات الشعبية خلال المرحلة الانتقالية.  وبالطبع، ربما لا يتحدث الجيش بصوت واحد فيما يخص الخلافة عندما يحين وقتها. فقد أصبح 'فيلق الحرس الثوري' خليطاً سياسياً اقتصادياً مع فصائل متصارعة لديها مصالح مختلفة في العديد من القطاعات. وعلى الرغم من أن خامنئي يتمتع بالسيطرة الكاملة على هذه الفصائل ويدير التناحر القائم بينها إلا أن توازن القوة داخل الجيش سوف يتغير بالتأكيد في غياب مثل هذا القائد. وعلى الأرجح سوف تكون لعناصر 'فيلق الحرس الثوري' الأكثر راديكالية فرصة أفضل للظهور في المقدمة بالنظر إلى ميلها الأكبر إلى اللجوء إلى القوة. وبعبارة أخرى فإن غياب خامنئي ربما ينتج عنه وضع تصبح فيه الحكومة أكثر عسكرة وراديكالية.

وفي ضوء هذه العوامل سيكون أول تحد للنظام فيما بعد فترة خامنئي هو خلق صوت موحد في 'فيلق الحرس الثوري'. وسواء أكان كل عضو من أعضاء 'الفيلق' موالياً لخامنئي ومبادئ الجمهورية الإسلامية أم لا فإنهم يعتقدون عموماً بأنهم ينبغي أن يكونوا هم المنتفعون الرئيسيون من النظام نظراً للتضحيات الكثيرة التي قدموها من أجل الجمهورية الإسلامية مقارنة برجال الدين. ووفقاً لذلك، سوف يكون التركيز منصباً على توزيع السلطات (السياسية والاقتصادية والاجتماعية) بين القادة المؤثرين في 'فيلق الحرس الثوري' مع إبعادها عن السياسيين المدنيين.  وعلى الرغم من أن المرشد الأعلى القادم سيكون على الأرجح تحت سيطرة مكثفة من قبل 'فيلق الحرس الثوري'، ومن هنا ستكون له سلطة شخصية ضعيفة (على الأقل في البداية) إلا أنه مع ذلك سيبقى الشخص المسؤول عن الحفاظ رسمياً على الشرعية والسلطة الدينية للجمهورية الإسلامية. وبناء على ذلك فإن خامنئي وكبار قادة الجيش لديهم بلا شك قوائمهم من الخلفاء (المتداخلة في أغلبها) مع أولئك المتاحين. وبغض النظر عن أي من المرشحين سوف يكون على القمة إلا أن هؤلاء الذين هم في السلطة حالياً سوف يؤجلون الأمر إلى ما بعد وفاة خامنئي.  

وأما عن السياسة الخارجية في فترة ما بعد خامنئي فإن بعض قادة 'فيلق الحرس الثوري' - سواء أكان ذلك تعبير عن إيمان حقيقي أم لتناحرهم الداخلي - سوف يسعون على الأرجح إلى عكس موقف إيران المناهض للغرب والبحث عن فرص لتغيير المسار الحالي للحكومة في قضايا معينة. غير أن خامنئي قد طوّق موقف النظام بعمق، ولذا يجب على الأطراف الخارجية أن تعلق آمالها على قيام تغيير كبير بعد وفاته. وقد رسخت العقود الثلاثة الأخيرة نموذجاً بين القادة الإيرانيين: أولئك الذين يملكون أكثر السلطات هم المعادون للولايات المتحدة، وأولئك الذين يخسرون السلطة يميلون إلى موالاة الغرب. بل حتى خامنئي لم يكن يُنظر إليه كسياسي راديكالي مناهض للولايات المتحدة قبل توليه منصب المرشد الأعلى حيث إن منافسيه اليساريين هم الذين استولوا على السفارة الأمريكية في عام 1979 وقادوا خطاب البلاد المعادي للولايات المتحدة. لكن لأنه كان ضعيفاً نسبياً في سنوات قيادته الأولى فإن خامنئي قد اختطف ذلك الخطاب وأصبح أكثر معاداة للولايات المتحدة حتى من اليسار الذين هجروا تدريجياً ذلك الموقف وأصبحوا إصلاحيين. ولأن المرشد الأعلى القادم سيحمل على الأرجح منصباً اسمياً في البداية فإن السؤال عما إذا سيكون مستعداً للتعاطي مع الغرب أم لا، يصبح سؤالاً غير ذات أهمية خاصة. والسؤال الحقيقي هو فيما إذا كان 'فيلق الحرس الثوري' سيعيد صياغة السياسة الإيرانية من خلال التفاوض مع الولايات المتحدة والتخلي عن صلفه أم لا. والضغوط المتصاعدة على سياسات النظام النووية إنما تؤذي بشدة اقتصاد الدولة وسيحتاج 'فيلق الحرس الثوري' على الأرجح إلى اتخاذ قرار بشأن هذه المسألة في فترة ما بعد خامنئي لكي يقوّي موقفه. كما أن الانفتاح نحو الغرب وخصوصاُ نحو الولايات المتحدة سوف يساعد القادة العسكريين على كسب شعبية داخلية وشرعية دولية، وفي الوقت نفسه ترميم الاقتصاد المتدهور.

ومع ذلك، فمن غير الواضح ما إذا سيكون 'فيلق الحرس الثوري' مستعداً لوقف تقدم إيران نووياً أم لا من أجل الوصول إلى هذا الهدف. فمستقبل سياسة إيران النووية ربما يتوقف على متى تحدث وفاة خامنئي، وما إذا كانت البلاد قد حققت قدرة على تصنيع أسلحة نووية بحلول ذلك الوقت أم لا. ولو ورث 'فيلق الحرس الثوري' نظاماً يملك هذه القدرة فإنه قد ينظر إلى الانفتاح نحو الغرب كإشارة ضعف أو حتى تهديداً للأمن القومي. غير أنه لو ورث إيران بدون القنبلة فستكون أول أولوية له هي تحقيق سيطرة سياسية واقتصادية كاملة بدلاً من تحدي الغرب من خلال الموقف النووي. ولذا يجب على المجتمع الدولي ألا يسمح لطهران امتلاك هذه القدرة لأن إيران النووية في ظل حكومة عسكرية ربما ستكون حينئذ أكثر خطورة من إيران نووية تحت حكم خامنئي. وعلى أية حال فمن المرجح أن تهتم الحكومة العسكرية قليلاً بالشرعية السياسية وبصورة أكثر بالسلطة والفعالية ولن تتردد في استخدام القوة إذا لزم الأمر.  وعلى افتراض أن إيران لا تصل إلى تلك العتبة النووية فمن المحتمل أن تتركز الأولوية الرئيسية لـ 'فيلق الحرس الثوري' أثناء الفترة الانتقالية على تعزيز السلطة في يده، وأن المواجهة الحادة مع الغرب ستجعل ذلك الهدف أكثر صعوبة. ويبدو أن 'فيلق الحرس الثوري' على وعي تام بالخطأ في فرضية 'الاحتشاد حول العَلَم' وهي الفكرة بأن استثارة صراع مسلح مع إسرائيل والولايات المتحدة سوف تلهم الشعب الإيراني على التعبير عن تضامنه الوطني مع الحكومة.

وفي ضوء هذه الاعتبارات يمكن أن يشكل موت المرشد الأعلى فرصة فريدة من نوعها بالنسبة لواشنطن من أجل تشجيع التغييرات في السياسة الخارجية العدائية للنظام.  وفي ضوء هذه الاعتبارات يمكن أن يشكل موت المرشد الأعلى فرصة فريدة من نوعها بالنسبة لواشنطن لكي تشجع حدوث تغييرات في السياسة الخارجية العدائية للنظام. وحتى لو لم تستطع واشنطن إقناع طهران ما بعد خامنئي بالانفتاح نحو الولايات المتحدة فبمقدورها على الأقل ضمان أن لا تؤدي طموحات 'فيلق الحرس الثوري' إلى تعريض مصالح الدول الأخرى في المنطقة إلى الخطر. ولأجل هذه الغاية فمن الأهمية بمكان أن تبدأ الولايات المتحدة وشركاؤها الأوروبيون بإنشاء خطوط اتصال مع العديد من فصائل 'فيلق الحرس الثوري'، عاجلاً وليس آجلاً، لأن هذه الفصائل تمثل القيادة الايرانية في المستقبل. وفي ظل حكم آية الله خامنئي لن تتغير سياسة الصلف النووي الخارجية للنظام ما لم يتم إضعاف المرشد الأعلى سياسياً. وقد وضع خامنئي نفسه في خندق الموقف النووي الحالي، ولو قُدر له أن يتراجع عن موقفه في هذا الموضوع نتيجة للضغوط الأمريكية فإنه سيواجه حينئذ أزمة سياسية كبرى، ربما لا تطاق، بحيث يمكن أن تكلفه منصبه. وبعبارة أخرى فإن السعي نحو صنع أسلحة نووية قد أصبح بالنسبة له قضية حياة أو موت، وأن التهديد الحقيقي بالقيام بعمل عسكري وشيك هو الشئ الوحيد الذي قد يغير رأيه.  ولذا فإن اأكثر ما يهم هو التواصل مع القادة المستقبليين للجمهورية الإسلامية داخل 'فيلق الحرس الثوري'. ولو نجح هذا التواصل فإنه ربما يعطي لـ 'الحرس الثوري' ما يكفي من الثقة لتحدي سياسات خامنئي المتصلبة في الوقت الذي ما يزال على قيد الحياة.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد