- صحيفة 'السفير'
هيفاء زعيتر
قبل أيام على انتخابات مجلس الشورى الإيراني، تجدّدت فصول &laqascii117o;الحرب" المندلعة منذ العام 2009 بين السلطات الإيرانية وقناة &laqascii117o;بي بي سي" - القسم الفارسي، فيما اتخذت هذه المرة طابعاً قانونياً تمثّل في نشر &laqascii117o;مركز مكافحة الجرائم المنظمة" التابع للحرس الثوري في إيران تقريراً أشار فيه إلى ما أسماه &laqascii117o;تورط عدد من الصحافيين الإيرانيين في شبكة تجسس للتآمر ضد المصالح القومية".
وذكر التقرير أن هذه &laqascii117o;الشبكة المعقدة" مرتبطة بقناة &laqascii117o;بي بي سي" القسم الفارسي التي تعاملت مع مجموعة من الجواسيس في إيران بهدف &laqascii117o;جمع معلومات دقيقة ومحددة". وفيما اتهم البيان الشبكة بالارتباط بمنظمة الاستخبارات البريطانية، أكد أن قوات الحرس الثوري اعتقلت خمسة من الصحافيين والمدونين المتهمين بالتورط. كما تمّ اتهام 24 شخصاً بالتجسس وإعطاء معلومات حول المواضيع الاستراتيجية للوزارات الحساسة، والسفارات وحتى منصات النفط &laqascii117o;تحت غطاء" قناة &laqascii117o;بي بي سي الفارسية".
وعُرف من بين المعتقلين، الذين تمت الإشارة إليهم بالأحرف الأولى، المدون سهام بورقاني الذي اتهم بالتواصل مع عناصر من الاستخبارات والمشاركة في التظاهرات التي أعقبت الانتخابات الماضية، كما حُمّل مسؤولية التقاط عدد من الصور ثم إرسالها إلى قنوات معادية للثورة، والصحافي برستو دو كوهكي، والصحافية مرضية رسولي، التي أفرج عنهما لاحقاً بكفالة مالية.
وأعلن الحرس الثوري، في البيان، عن بثه في وقت قريب وثائقيا عبر التلفزيون الوطني يظهر &laqascii117o;العمليات التي تقودها &laqascii117o;بي بي سي" الفارسية"، موضحاً أنه لا &laqascii117o;بد من التعامل مع الوثائقي بحذر، علماً بأن والدة بورقاني أعلنت أن ابنها اتصل بها قبل أيام وقال لا تصدقوا شيئا مما سأقوله خلال الأيام المقبلة".
وأشار التقرير الذي نشره &laqascii117o;مركز مكافحة الجرائم المنظمة" في الحرس الثوري الإيراني إلى أسمائهم بالأحرف الأولى فقط. كما أن التقرير تضمن اسم إحدى السيدات وهي شقيقة إحدى الصحافيات العاملات في قناة &laqascii117o;بي بي سي الفارسية".
ويعترف التقرير بأن المحققين أجبروا شقيقة المتهمة، التي تسكن في العاصمة البريطانية لندن، على الرد على أسئلة المحققين عبر الإنترنت.
وكانت السلطات الإيرانية قد اتهمت &laqascii117o;بي بي سي" بالتحريض على الشغب، في أعقاب إعادة انتخاب الرئيس أحمدي نجاد العام 2009، على خلفية بثها شرائط فيديو للتظاهرات الاحتجاجية التي أعقبت صدور النتائج، ومقابلات مع محتجين أفادوا بمقتل وجرح بعض الإيرانيين. كما تحدثوا عن الاعتقالات التعسفية التي تقوم بها السلطات الإيرانية ضد المعارضين لنظام طهران. ووصل العداء مع القناة إلى ذروته بعد بثها نهاية العام الماضي تقريرا حول قائد الثورة الأعلى علي خامنئي، لكنها هذه المرة هي الأولى التي تتخذ فيها الأمور منحى قانونيا وتتهم فيه القناة بالتجسس.
يُذكر أن &laqascii117o;مركز مكافحة الجرائم المنظمة" تأسس في العام 2006، ويضم 20 ألف موظف تتلخص وظيفتهم في مراقبة جرائم التجسس والإرهاب في العالم الافتراضي.
(عن 'لوموند')