صحافة دولية » أخبار وتقارير ومقالات من صحف ومجلات ومواقع أجنبية

- صحيفة 'نيويورك تايمز'
يدلين: على الولايات المتحدة طمأنة إسرائيل إلى أنها ستمنع طهران من إنتاج سلاح نووي / 'يو.بي.آي'

اعتبر الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية 'أمان' عاموس يدلين، أن ضرب إيران الآن هو يضمن الاستقرار لأمد بعيد في المنطقة، ولكنه رأى انه في حال امتنعت إسرائيل عن توجيه ضربة إلى إيران، فإن على الولايات المتحدة طمأنتها إلى أنها ستمنع طهران من إنتاج سلاح نووي.
وكتب يدلين الذي يرأس حاليًا معهد أبحاث الأمن القومي في جامعة تل أبيب، الخميس، مقالة في صحيفة 'نيويورك تايمز' بعنوان 'فرصة إسرائيل الأخيرة لضرب إيران'، أن 'ضمان ألاّ تتحول إيران إلى دولة نووية هو الضمان الأفضل للاستقرار الإقليمي على المدى الطويل، سيكون أسهل احتواء إيران غير نووية من احتواء إيران بأسلحة نووية'. وقال انه 'من غير المجدي أن يحذر المسؤولون الأميركيون إسرائيل من التحرك (ضد إيران) من دون توضيح ما الذي تنوي أميركا فعله إذا تم تجاوز خطوطها الحمراء'.

واعتبر أن على الرئيس الأميركي باراك أوباما، أن 'ينقل تفكير جهاز الدفاع الإسرائيلي من التركيز على 'مرحلة الحصانة' (النووية لإيران) إلى 'مرحلة الثقة'. وأوضح يدلين ان 'هناك حاجة إلى ضمانة أميركية صارمة بأنه إذا امتنعت إسرائيل عن التحرك بمفردها ضمن الفرصة المتاحة لها ـ وفشلت جميع الخيارات الأخرى لوقف مساعي إيران النووية ـ فإن واشنطن ستتحرك لمنع إيران من حيازة سلاح نووي'.

وقال إنه يأمل أن يوضح أوباما هذا الأمر جيدًا لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو خلال لقائهما في واشنطن الاثنين المقبل، مضيفًا 'ولكن إذا لم يفعل، فقد يختار المسؤولون الإسرائيليون التحرك في الوقت الذي يكون ذلك متاحًا لهم'. ودعا يدلين إلى عدم التقليل من قدرة إسرائيل على ضرب إيران بشكل فعّال كما حصل عام 1981 حين فوجئت أميركا بقدرة إسرائيل على ضرب مفاعل 'تموز' (أوزيراك) العراقي، لكنه أقر بأن الولايات المتحدة لديها موارد عسكرية وتكنولوجيا تسمح لها بحرية تحرّك أكبر والقدرة على اختراق التحصينات الإيرانية تحت الأرض.


- صحيفة 'واشنطن بوست'
مواقع النووية الإيرانية تحت الأرض ليست بمأمن من القنابل الأميركية / 'القدس العربي'

ظلت وكالات الاستخبارات الغربية لسنوات تراقب عن كثب قمة صخرية في شمال غربي إيران، التي تحتوي على أحد أكثر المواقع النووية غرابة في العالم، وهو موقع 'فوردو' الذي بني داخل مخابئ جبلية مصممة لتحمل الهجمات الجوية. وقد أعلن سابقا مدير الدفاع المدني الإيراني أن هذا الموقع 'حصين'.

ويقول المخططون العسكريون الأميركيون، الذين يشعرون بثقة متزايدة تجاه قدرتهم على توجيه ضربة قاصمة لمنشأة فوردو، إن هذه المنشأة لن تكون حصينة إذا أمر الرئيس الأميركي بقصفها. ويقول المسؤولون الأميركيون إنه لا توجد لديهم خطط وشيكة لقصف الموقع، وإنهم قلقون من أن يؤدي هجوم أميركي، أو هجوم من قبل أقرب حلفائها في منطقة الشرق الأوسط (إسرائيل)، إلى عواقب وخيمة مثل ارتفاع أسعار البترول، وقيام إيران بأعمال انتقامية، وتصاعد التوتر بشكل درامي في هذه المنطقة الهشة.

ويقول محللون حاليون وسابقون في الجيش والاستخبارات إنه لاعتبارات فيزيائية، تبقى محطة فوردو أكثر عرضة للهجوم مما هو متصور بشكل عام. ويضيف المسؤولون أنه ليس من الضروري أن تقوم الذخائر الخارقة للتحصينات الجديدة، التي أضيفت حديثا إلى الترسانة العسكرية الأميركية، باختراق أعمق التحصينات لإحداث ضرر لا يمكن إصلاحه للبنية التحتية وللمعدات النووية شديدة الحساسية أيضا، وهو الأمر الذي سيؤخر البرنامج النووي الإيراني لسنوات. ومن المرجح أن يتم التطرق إلى قدرات الأسلحة في المناقشات التي ستعقد مع عدد كبير من القادة الإسرائيليين الذين يصلون إلى واشنطن خلال الأسبوع المقبل.

وستسعى إدارة الرئيس الأميركي أوباما إلى طمأنة الزائرين، بمن فيهم وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، إلى عزم الولايات المتحدة الأميركية على التصدي لإيران إذا قررت بناء قنبلة نووية. في الوقت ذاته، يشعر مسؤولو البيت الأبيض بالقلق إزاء قيام إسرائيل بتوجيه ضربة استباقية ضد إيران دون سابق إنذار، وهي الخطوة التي يؤكد المسؤولون الأميركيون أنها لن تكون حاسمة في وقف الطموحات النووية الإيرانية، وربما تؤدي في الحقيقة إلى تعميق التصميم الإيراني على أن تصبح دولة نووية. وفي هذا الصدد، يعترف المسؤولون الأميركيون بوجود بعض الشكوك حول قدرة حتى أحدث أسلحة البنتاغون 'القنابل الخارقة للتحصينات'، التي تدعى 'قنبلة الاختراق الهائل' أو (MOP) على اختراق الغرف الواقعة تحت الأرض حيث تقوم إيران بتخصيب اليورانيوم، بضربة واحدة.

ولكنهم يؤكدون أن هجوما أميركيا مستمرا يتم تنفيذه على عدة أيام قدم يؤدي إلى جعل المنشأة غير صالحة للاستعمال؛ حيث سيؤدي إلى تهدم الأنفاق وتدمير معدات الطرد المركزي شديدة الحساسية والعديد من الأميال من المواسير والأنابيب والأسلاك اللازمة لتشغيلها بصورة لا يمكن إصلاحها. ويقول مسؤول استخباراتي بارز سابق قام بدراسة موقع فوردو الذي كان سريا في الماضي ووافق على مناقشة التفاصيل الحساسة لقدرات ضربة أميركية موجهة ضد إيران بشرط عدم الكشف عن اسمه: 'يتطلب تدمير المواقع المحصنة عدة طلعات جوية'. ويرى خبراء ومسؤولون أن ثقة الجانب الأميركي قد تعززت بعد القيام بتدريبات قامت فيها قاذفات القنابل بمهاجمة أهداف مماثلة في مخابئ مدفونة عميقا في الأرض وأنفاق جبلية.

وأكد المسؤولون الأميركيون على أهمية مسألة الضربات المتعددة في خضم تحذيرهم إسرائيل من توجيه ضربة من جانب واحد ضد المنشآت النووية الإيرانية. فيرى بعض المسؤولين والمحللين الأميركيين أنه وإن كانت إسرائيل قادرة بنفسها على القيام بقصف موقع فوردو بالقنابل الخارقة للحصون، فإنه ينقصها الذخائر والإمكانات الأميركية الأكثر تطورا على شن حملة قصف مستمرة لعدة أيام أو أسابيع. ويرجع الخلاف الإسرائيلي - الأميركي حول مدى الحاجة الملحة لوقف التقدم النووي الإيراني، إلى اعتقاد بعض المسؤولين الإسرائيليين بأن فرصتهم في النجاح في مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية تتضاءل بسرعة كبيرة، حيث تقوم إيران بنقل الأصول المهمة لبرنامجها النووي إلى المخابئ. فتحدث وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك في خطبة ألقاها هذا الشهر عن التقدم الذي تحرزه إيران في إنشاء منطقة حصينة للبرنامج النووي الخاص بها. وعلى الجانب الآخر، يرى المخططون العسكريون الأميركيون، أنه حتى إذا كان هناك ما يسمى المنطقة الحصينة من الأساس، فلا تزال أمام إيران أعوام لإنشائها.

وفي الوقت ذاته، لا تستبعد الإدارة الأميركية إمكانية توجيه ضربة لإيران في المستقبل، فهي ترى أن أي عمل عسكري يجب أن يكون الحل الأخير، وتفضل إتاحة المزيد من الوقت لمحاولة تغيير السلوك الإيراني عن طريق ممارسة الضغوط السياسية والاقتصادية.ويعتقد محللون غربيون أن محطة فوردو ليست محمية فقط عن طريق الصخور الطبيعية التي تحيط بها؛ ولكن أيضا عن طريق التحصينات الإضافية المعتمدة على الخبرة الكورية الشمالية في بناء المخابئ. وأكد تقرير أصدره مركز الدراسات الدولية والإستراتيجية الأسبوع الماضي، وهي مؤسسة فكرية مقرها واشنطن، عن اعتقاده باحتواء هذه المنشأة على العديد من الأبواب المضادة للانفجار وجدران فاصلة واسعة النطاق وأسقف محصنة وجدران خراسانية بسمك 20 سنتيمترا وأسقف خراسانية مزدوجة مملوءة بالتراب بين طبقاتها.

وقال التقرير الذي كتبه أنتوني كوردسمان، المدير السابق للتقييمات الاستخباراتية في وزارة الدفاع والذي يشغل الآن أستاذ 'كرسي آرليغ بيركي' في الاستراتيجية بمركز الدراسات الدولية والاستراتيجية، الذي أكد فيه على أثر القصف الجوي: 'إن مثل هذه الدفاعات السلبية يمكن أن يكون لها تأثير رئيسي'. واعترف كوردسمان أن 'التقارير الخاصة بشأن مثل هذا التحصين عادة ما تكون غير مؤكدة، ومبالغا فيها، أو تتحدث عن معايير إنشائية تفوق ما تم تنفيذه بالفعل'. بيد أن المسؤولين الأميركيين الحاليين والسابقين يعترفون أن تحصينات فوردو تفوق نظيراتها في المنشآت الأخرى التي واجهتها الولايات المتحدة في الصراعات السابقة بما في ذلك ملاجئ 'التاجي' التي كانت تحمي مقر قيادة صدام حسين وقت غزو العراق عام 2003.

وفي مواجهة مثل هذه الأهداف، تمتلك الولايات المتحدة أسلحة تقليدية خارقة للتحصينات، تشمل القنبلة 'BLascii85-122' أو 'الأقحوان القاطع' التي تزن 5.000 رطل والقادرة على اختراق أكثر من 20 قدما من الخرسانة أو 100 قدم تحت سطح الأرض قبل الانفجار، إلى جانب قنبلة الاختراق الهائل والمعروفة اختصارا باسم 'MOP' 'العملاق' التي تزن 3.000 رطل التي يمكن لأضخم قاذفات القنابل الاستراتيجية حملها. وعلى الرغم من سرية المعلومات بشأن القدرات الدقيقة لهذه الأسلحة، فإن التوقعات تشير إلى أن القنبلة 'MOP' قادرة على اختراق 200 قدم من التراب والصخور قبل الانفجار.

ويستثمر البنتاغون في الوقت الراهن عشرات المليارات من الدولارات في تحسين قدرة القنبلة 'MOP' التدميرية واختراق الجدران الخراسانية. ويشير البعض إلى أن أداء السلاح يعتمد بشكل جزئي على الجيولوجيا، خاصة ذلك النوع من كثافة الصخور التي تمر فيها القنبلة. ويقول مايكل آيزنستات، المستشار العسكري السابق لوزارة الخارجية الأميركية: 'من المستحيل معرفة الأثر الدقيق الذي يمكن أن تحرزه القنبلة ضد أهداف بهذه الصعوبة. صحيح أن الطائرات الحربية الأميركية ستعوق الجهود النووية الإيرانية، لكن إلى متى؟'. ويضيف آيزنستات، مدير الدراسات الأمنية والعسكرية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى: 'نحن لا نعلم يقينا حتى الآن. نحن قريبون للغاية من الحواف الخارجية للتكنولوجيا حتى إنها أصبحت تعتمد بشكل أكبر على الحظ'.ويرى العديد من المحللين أن القدرة على تدمير فوردو لا تعتمد على ما إذا كانت القنبلة قادرة من الناجية البنائية على الاختراق للوصول إلى حيث تعمل أجهزة الطرد المركزي الإيرانية؛ فقد قال كوردسمان في مقابلة: 'هناك نتائج جيدة بخلاف أماكن أجهزة الطرد المركزي؛ حيث تستطيع الضربات ضد الأهداف الأكثر سهولة - من مداخل الأنفاق وفتحات التهوية إلى أنظمة الطاقة والمياه - وقف المحطة عن العمل.

وبمقدور الضربات المتكررة أيضا بث الخوف في نفوس الإيرانيين لصدهم عن محاولة إصلاح الضرر'. وشدد محللون آخرون على الضعف الخاص لأجهزة الطرد المركزي، التي تدور بسرعة الصوت لتنقية غاز اليورانيوم إلى حالة مخصبة صالحة للاستخدام في التطبيقات النووية. فأي شيء يمكن أن يضر بهذه الأجهزة المتوازنة فائقة الحساسية - من موجات اهتزازية والحطام إلى تعطل الكهرباء - يمكن أن يوقفها عن العمل، بحسب أحد مسؤولي البنتاغون الذي طلب عدم ذكر اسمه لمناقشته أهدافا إيرانية محتملة. وقال المسؤول: 'إذا كان بإمكانك استهداف واحدة من المعدات الحيوية بدلا من الأمر برمته، أليس هذا أمرا جيدا؟ وحتى عبر خفض المداخل إلى الأنقاض ستكون قد دفنت الموقع بفاعلية'.


- مجلة 'التايم'
حماس توحي بقطيعة مع طهران بعد توتر علاقتها مع دمشق / 'إيلاف'

إعلان يوم الثلاثاء بأن قيادة حماس قد انتقلت رسمياً من دمشق، والتصريحات العلنية بدعمها للمعارضين في سوريا، تشير إلى تحوّل جذري سياسي مع إيران، وضع حداً لأي أمل كانت تملكه طهران من شأنه التأثير على التيار العربي الثوري.

لطالما اعتبرت واشنطن أن الجمع بين الحوافز والعقوبات قد ينجح في 'نزع' الرئيس السوري بشار الأسد عن محور المقاومة الإيراني، لكن أحداً لم يتوقع أن تكون حركة 'حماس الفلسطينية' الحلقة الأضعف في هذا التحالف. استقر زعيم حماس خالد مشعل الآن في العاصمة القطرية، الدوحة، في حين انتقل نائب رئيس المكتب السياسي للحركة موسى أبو مرزوق إلى القاهرة. وخلال صلاة الظهر يوم الجمعة الماضي، أعلن اسماعيل هنية علناً عن احترامه ودعمه لـ 'الشعب السوري البطل، الذي يسعى بجهد إلى الحرية والديمقراطية والإصلاح'.

في هذا السياق، اعتبرت صحيفة الـ 'التايم' أن حماس على علم بأن إيران لن ترحّب بهذا الإعلان، إلا أن الحركة لا تكترث كثيراً لذلك. وبدأت العلاقة بالتوتر بين حماس والأسد، حليف طهران الرئيس، عندما أعلنت المجموعة الفلسطينية عن رفضها تنظيم تظاهرات موالية للأسد في المخيمات الفلسطينية في سوريا. وقال المرزوقي في حديث لوكالة الـ 'أسوشيتد برس': 'موقفنا في سوريا هو أننا لسنا مع الحل الأمني الذي ينتهجه النظام، ونحن نحترم إرادة الشعب'، معترفاً بأن 'الإيرانيين ليسوا سعداء بموقفنا من سوريا، وعندما تكون طهران غير مسرورة تغير معاملتها'. 'طريقة معاملتها' في هذا السياق تعني 'الدعم المالي'، وعلى الرغم من أن إسرائيل تعتبر حماس واحدة من أذرع إيران في المنطقة، إلا أن لمحة في تاريخ المنظمة الأيديولوجي والاجتماعي والسياسي تشير إلى أن علاقة الحركة بطهران كانت عبارة عن 'زواج قناعة' بالنسبة إلى حماس، التي كانت تعاني اليأس قبل 6 سنوات من اليوم. وعدلت حماس خياراتها السياسية في ضوء انعكاسات المد الثوري، الذي اجتاح بعض الأنظمة الاستبدادية العربية الرئيسة، ووضع المجموعات الإسلامية في سدة الحكم، مثل 'الإخوان المسلمين' وغيرها من المجموعات القريبة أيديولوجياً من حماس.

يقف الجمهور الفلسطيني بقوة وراء الثورة السورية، التي يعتبر الإخوان المسلمون العنصر الرئيس فيها. وفازت مجموعات إسلامية مشابهة في الانتخابات، التي جرت في تونس ومصر، ويبدو أن هذه المنظمات ستكون المستفيد الرئيس من موجة الديمقراطية في أنحاء العالم العربي كافة. وفي الوقت الذي تمكن فيه الربيع العربي من إسكات إيران بصفتها 'المتحدثة باسم الجمهور العربي المقموع'، فقد تمكنت الثورات من وضع حد للمخطط، الذي رُسم في عهد الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، بهدف توحيد الأنظمة العربية المعتدلة (بما في ذلك السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس) في تحالف ضد إيران ومحورها.

نجح الربيع العربي في إسقاط بعض هذه الأنظمة، من ضمنها النظام المصري في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، فيما يشنّ ملوك الخليج حرباً إقليمية باردة ضد إيران، التي تقسم المنطقة على أسس طائفية، بدلاً من وضع الخطوط المعتدلة في مقابل الحركات الراديكالية. كما إن الحلفاء العرب للولايات المتحدة لا يتبعون التعليمات الأميركية، لاسيما وأن قطر وتركيا تبرزان كلاعبين إقليميين، لا يشاركان الولايات المتحدة وإسرائيل في نفورهما من حماس، ولا يؤيدان استراتيجية واشنطن لعزل إيران، على الرغم من أنها بمثابة منافس سياسي لهما في كل أنحاء المنطقة. ذهبت قطر في عكس جهود الولايات المتحدة وإسرائيل لسحق حماس، بعدما توصلت إلى اتفاق وحدة وطنية بين حركة حماس وحركة فتح المنافسة، على الرغم من أن تنفيذ هذه المصالحة ما زال بطيئاً في ظل المنافسات عميقة والانقسامات الداخلية في حماس على شروطها.

وتعتقد حماس أنها لم تعد حركة معزولة بين حكومات المنطقة، وبالتالي لم تعد تعتمد على الدعم الإيراني، ومن المرجّح أن قطر سوف تعمل على سد العجز المالي الذي سينتج من ابتعاد الحركة عن طهران. وعلى الرغم من أن جهود الإخوان المسلمين ستنصبّ على محاولة بسط سلطتها في المجتمعات المعقدة والصعبة، الأمر الذي سيشغلها عن شنّ حرب على إسرائيل، إلا أنها لن تقوم بفرض ضغوط على غزة، كما فعل الرئيس السابق حسني مبارك، وفقاً للصحيفة.

وقد يكون ثمن انضمام حماس إلى هذا التيار السياسي هو احتضان شروطه، التي تدعو إلى وضع استراتيجيات سياسية، وليست عسكرية، لإحراز تقدم في القضية الفلسطينية. ويبدو مشعل مستعداً لهذه الخطوة، إذ أعطى تلميحات في أكثر من مرة إلى التحوّل من الأسلحة نحو 'المقاومة الشعبية'، على الرغم من أن مثل هذه الأمور قد تكون مسألة خلاف داخل حماس. أما من ناحية إسرائيل، فمن غير المتوقع أن يلقى رحيل حماس هتافات ترحيب من تل أبيب، وذلك لأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اعتمد منذ فترة طويلة على الإدعاء بأن حماس هي وكيل إيران، حتى لا يتوقع أحد من إسرائيل أن تقدم تنازلات إقليمية مع الفلسطينيين في أي وقت قريب.

كما إن حماس، التي تتحرك نحو التيار الإسلامي المعتدل، قد لا تفرض تهديداً عسكرياً على إسرائيل، إلا أنها يمكن أن تشكل تحديًا سياسيًا لها، على الرغم من عدم وجود أي مؤشر إلى أن حركة حماس أو أي فصيل فلسطيني آخر سيقدم رؤية استراتيجية متماسكة في الوقت الحاضر. من خلال قفزها ببراعة في سفينة الثورة السورية، تضمن حماس – وإن كانت ستعاني أزمة مالية على المدى القصير – أنها ستستطيع في نهاية المطاف أن تقدم أداءً أفضل بعد الثورات العربية، مقارنة بحركة فتح المنافسة لها. وهذا هو الاحتمال الذي لن يرضي إسرائيل والولايات المتحدة على حد سواء.


- قناة 'سي بي اس' الأميركية
إسرائيل تكشف النقاب عن ملاجئ متطورة في تل أبيب

تحت ساحة مسرح هابيما الوطني، انتهت إسرائيل من وضع اللمسات الأخيرة على مكان تجمع جديد تأمل ألا يستضيف أي حشد أبدا: الملجأ الأكثر تطورا في البلاد. والملجأ، الذي يتكون من أربعة طوابق تحت الأرض بمساحة تتسع ل2000 شخص، هو جزء من بنية تل أبيب التحتية للدفاع المدني. وكان مسؤولو المدينة يهيئون الملاجئ وخدمات الطوارئ في الأشهر الأخيرة في ظل تصاعد التوتر مع إيران وميليشيات  قطاع غزة. وقد أعطى الكلام الأخير حول حرب مع إيران معايير السلامة أهمية إضافية.

ويقول المسؤولون أن التوقيت هو  مجرد صدفة، حيث أن إسرائيل هي عرضة لتهديدات مستمرة من قبل جماعات معادية على حدودها الشمالية والجنوبية.  وتقوم قوات الأمن بمناورات سلامة بشكل متكرر، والمدن مجهزة بملاجئ ضد الغارات الجوية بشكل عام، ويجدر بالشقق الجديدة أن تكون غرفها مضادة للصواريخ. وقد حذر عضو مجلس مدينة تل أبيب موشيه تايمكن أنه في حال شنت إيران ضربة على تل أبيب، فإن النتائج ستكون وخيمة.  المرة الأخيرة التي واجهت فيها المدينة صواريخ مباشرة كانت في عام 1991، عندما أطلق العراق صواريخ على المدينة الساحلية.  وأضاف اعتقد أننا هذه المرة لا نتحدث عن 40 صاروخ، بل عن عدد أكبر من ذلك بكثير'...


- صحيفة 'واشنطن بوست'
نتنياهو استطاع حشد الغرب ضد إيران ليصرف الانتباه عن بناء المستوطنات

ذكرت صحيفة 'واشنطن بوست' أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، استمر منذ عام 1996 في تحذير العالم من إمكانية امتلاك إيران أسلحة نووية، حتى استطاع الآن وبعد 16 عاما في حشد الغرب لقضيته ليضع الملف الإيراني في صدارة الأجندة الدولية وليصرف الانتباه عن بناء المستوطنات الإسرائيلية 'غير الشرعية' في الضفة الغربية. ونقلت الصحيفة عن 'ألوف بين' رئيس تحرير صحيفة هآرتس الإسرائيلية قوله 'إن نتنياهو نجح في تحويل الحديث الدبلوماسي إلى الملف الإيراني بعد أن ركزت الإدارة الأمريكية في السابق على جهود السلام مع فلسطين، لتبدو تصريحات نتنياهو بشأن إيران على أنها جهد لصرف الانتباه عن بناء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية الذي تعارضه واشنطن بنبرة عالية'.

واعتبر بين - في تقرير للصحيفة على موقعها الإلكتروني اليوم الخميس - أن نتنياهو أجاد عمله في تغيير أولويات العالم من خلال إطلاق التهديدات ضد إيران. أوضحت الصحيفة، أن نتنياهو منذ تولى فترته الأولى في منصبه عام 1996 حذر في خطاب أمام اجتماع مشترك للكونجرس من محاولة إيران امتلاك أسلحة ذرية، وحث الولايات المتحدة الأمريكية على وقف تحول الدول الإرهابية إلى دول نووية.

وأشارت الصحيفة إلى التركيز على الاجتماع المقرر يوم الاثنين المقبل لنتنياهو مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما في البيت الأبيض، خاصة في الوقت الذي يتم فيه تحقيق قوة دفع للعقوبات الدولية على إيران، مشيرة إلى أن أمريكا ليس لديها دليل قوى على أن إيران اتخذت قرارا بتصنيع أسلحة نووية وهو ما أوضحه مسئولون أمريكيون من الجيش والاستخبارات. ولفتت الصحيفة إلى آراء محللين يرون أن نتنياهو يتعامل مع التحدي الإيراني بحس التاريخ.. معتقدين أنه يقاتل لمنع هولوكوست آخر يتمثل في تهديد بإبادة للدولة اليهودية على الطريقة الحديثة.


- صحف دولية
أهالي بابا عمرو كتبوا وصياتهم/ 'سي آن آن' و 'بي بي سي'

تناولت الصحف الدولية الصادرة الخميس، تقارير متشابهة حول الأوضاع في سوريا، مؤكدة انقطاع الاتصالات مع حي بابا عمر في حمص، ومشيرة نقلا عن عدة مصادر أن مصير سكان الحي هو القتل، بعد محاصرة الحي المعزول.

ففي صحيفة 'واشنطن بوست' تقرير حول الأوضاع في سوريا يقول 'خيم انقطاع اتصالات لا ينذر بخير على حي باب عمرو المحاصر في مدينة حمص السورية الأربعاء، في وقت أطلقت فيه القوات السورية، تدعمها الدبابات، هجوما واسع النطاق يهدف إلى انتزاع السيطرة على المنطقة من المعارضين للحكومة.'
وأضافت الصحيفة 'كانت هناك تقارير عن معركة شرسة على مشارف الحي، بينما يصف المقيمون في أماكن أخرى في حمص القصف المكثف هناك وفي أجزاء أخرى كثيرة من المدينة.. بوجود مخاوف من أن العنف يمثل بداية لمحاولة شاملة لسحق المقاومة في بؤرة التمرد ضد الرئيس السوري بشار الأسد.'

وتابعت الصحيفة 'ولكن مع انقطاع جميع الاتصالات مع حي عمرو باب، بما في ذلك هواتف تعمل بالأقمار الصناعية كان الناشطون يستخدمونها لنقل الأخبار والصور إلى العالم الخارجي، فإنه من الصعب تحديد ما الذي يحدث.'

من جهتها، قالت صحيفة 'ديلي تلغراف' إن 'القوات النظامية كشفت ممرا سريا طوله نحو ميل ونصف ميل يعد آخر خط إمداد ونقل المصابين في بابا عمرو، في وقت يحاول فيه سكان المنطقة الفرار.' وتشير الصحيفة إلى أن 'الجيش الحكومي لم يدخل حي بابا عمرو رغم قصفه بلا انقطاع،' مضيفة 'أن قوات الفرقة الرابعة، التي يُعتقد أن ماهر الأسد هو قائدها، والتي تنفذ الهجوم على الحي منيت بخسائر فادحة في الأرواح.' وتؤكد الصحيفة مثل عدد من مثيلاتها أن 'نشطاء المعارضة في بابا عمرو أصبحوا الآن مقطوعين عن العالم الخارجي وتنقل رسالة من أحدهم قبل انقطاع أخبارهم يرد فيها: سيكون القتل مصيرنا.'

وتحت عنوان 'الأسد' لا يمكنه الهروب من مصيره في سوريا'، علّقت صحيفة 'الغارديان' على العمليات العسكرية التي تشهدها سوريا قائلة 'إن سقوط حي بابا عمرو في أيدي القوات النظامية ، إن حدث، سيمنح الرئيس السوري بشار الأسد فرصة أخرى لسحق التظاهرات المطالبة بإسقاط حكمه في أي مكان داخل سوريا'. وقال الكاتب فارس شمس الدين في عموده التحليلي بالجريدة إن تعامل 'جيش الأسد' مع التظاهرات المنددة بحكم الرئيس السوري أتخذ 'منهجاً ساحقاً' للمتظاهرين ويضيف الكاتب أن 'الحملة العسكرية الوحشية' للقوات الحكومية بدأت قبل عام تقريباً في مدينة درعا، ثم استمرت قوات الأسد في قصف المدن السورية التي تشهد تظاهرات مطالبة برحيل النظام واحدة تلو الأخرى.

ويدلل شمس الدين على ذلك بقصف 'مدينة حماة' أثناء شهر رمضان الماضي لأن سكانها 'تجرأوا وخرجوا بالآلاف مطالبين بسقوط النظام'، على حد قول الكاتب. ويختتم شمس الدين مقاله بالقول إن 'الرئيس السوري لو استمر على نفس المنوال في التعامل بقسوة مع التظاهرات المطالبة برحيله، فلن يلوم إلا نفسه في النهاية'.  أما صحيفة فاينانشال تايمز فأفردت لحصار ضاحية بابا عمر بمدينة حمص السورية مساحة واسعة من تغطيتها لأخبار الشرق الأوسط. وقالت الصحيفة إن أهالي بابا عمرو 'كتبوا وصياتهم' وحذّروا من حدوث مجزرة بسبب تواصل قصف القوات النظامية واقتراب الجيش السوري من اقتحام المنطقة.  
وتضيف الصحيفة أن وسائل الاتصالات التليفونية وخدمات الانترنت مقطوعة في الضاحية، التي تشهد 'تظاهرات حاشدة' تطالب بسقوط النظام في سوريا. وأبرزت الصحيفة في عددها تصريح مسؤول سوري لوكالة أسوشيتدبرس بأن منطقة بابا عمرو سيتم 'تنظيفها' خلال ساعات. وتحدثت الصحيفة في تغطيتها للشأن السوري عن الأزمة الإنسانية الحادة في المناطق المحاصرة التي تشهد قصفاً من القوات الحكومية، وتسببت في نقص المواد الغذائية والأدوية والمستلزمات الضرورية.


- صحيفة 'الاندبندنت'
فيسك: التنظيف ينذر بقتل جماعي في بسوريا / 'الجزيرة'

علق الكاتب البريطاني المتخصص في شؤون الشرق الأوسط روبرت فيسك على تعبير 'تنظيف' الذي تستخدمه السلطات السورية لدى هجومها على مدينة حمص، قائلا إن هذا التعبير تقشعر له الأبدان، ولا سيما أنه عادة ما يسبق الكثير من القتل. ودلل على ذلك في مقاله بصحيفة ذي إندبندنت باستخدام الإسرائيليين لمرادف ذلك التعبير بالإنجليزية عندما اجتاحوا لبنان عام 1982، وسقط أكثر من 17500. وهو ما تكرر قبل ذلك بخمسة أشهر، عندما اجتاحت القوات السورية حماة (إلى الشمال من حمص) وسقط ما بين عشرة آلاف و15 ألفا.

ويشير فيسك إلى أن السلطات السورية قالت حينها إنها تفتش المنطقة وتحقق، وكانت الكلمة المستخدمة 'البحث'. ويقول إن تلك الكلمة بمثابة حلاوة الكلام الذي تستخدمها الجيوش عندما تعتزم التخلي عن الحقوق الإنسانية.

فالبريطانيون استخدموا كلمة 'تمشيط' في الحرب العالمية الثانية، فسقط نحو ستين مليونا، وكذلك فعل الروس. كما استخدم الألمان كلمة 'تطهير' اليهود بالشوارع عام 1944، وهي الكلمة التي استخدمها اللواء ستروب يورغن في تقرير الشرطة حين قتل خمسين ألفا، كما يقول فيسك.

ويخلص الكاتب البريطاني إلى أن التنظيف والبحث والتمشيط والتطهير كلمات تعبر عن قتل جماعي معفي من المسؤولية. ويعلق على ما هدد به مسؤول سوري من أن 'شهر الحسم' قد بدأ، قائلا إن كل شهر في سوريا كان شهر حسم، ولكن ذلك امتد إلى عام حتى الآن. ويذكر الكاتب بأن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين تحدث عن 'شهر الحسم' في الحرب مع إيران، ولكن تلك الحرب امتدت ثماني سنوات، وقتل فيها نحو مليون ونصف المليون. ويختم فيسك بالقول: للأسف، إن جميع العطور العربية لن تجمل تلك الأيدي المتورطة في عمليات القتل.


- 'التايم'
الأسد هل ينجو سياسيا؟ / 'الجزيرة'

استبعدت مجلة 'التايم' أن يتمكن الرئيس السوري بشار الأسد من تحقيق انتصار باستخدام القوة العسكرية، وتساءلت: هل يستطيع أن يحقق شيئا على الصعيد السياسي؟ وقالت إنه رغم الموت والدمار الذي تحدثه قوات الأسد بالأحياء التي تسيطر عليها المعارضة، من المستبعد أن ينجح الأسد في سحق الثورة التي امتدت نحو عام.

فالاشمئزاز الدولي - والكلام للمجلة - إزاء الإجراءات الحكومية الصارمة وولادة انتفاضة يحمل فيها السوريون الأسلحة للقتال حتى الموت يعقدان محاولة الأسد في استعادة الأمور إلى ما كانت عليه في السابق بالطريقة العسكرية. ولكن حتى لو أن الأسد لم يحقق الانتصار، فلديه من الأسباب ما تجعله يعتقد أنه يستطيع أن يقاتل حتى يحقق ما وصفته بالتعادل الفوضوي. وتقول المجلة إن الفرق بين التعادل والهزيمة يرقى بالنسبة للأسد إلى مدى قدرته على الوصول إلى الطاولة إذا ما آلت الأمور إلى التفاوض بشأن حل سياسي. وهنا تشير المجلة إلى أن العقوبات الاقتصادية التي فرضها الاتحاد الأوروبي الأحد ما هي إلا تشديد لعقوبات سابقة.

كما أن مؤتمر 'أصدقاء سوريا' في تونس أكد أن ثمة اتفاقا محدودا على الإستراتيجيات الجديدة التي ترمي إلى تحقيق الأهداف المرجوة، وهي وقف القوات السورية للعنف وتنحي الأسد عن السلطة. وتلفت المجلة النظر أيضا إلى أن القوى الغربية لا تشتهي التدخل العسكري في سوريا، ليس بسبب تبعات التدخل في العراق وأفغانستان وليبيا، بل بسبب المخاطر السياسية الإقليمية والطائفية في الصراع السوري التي تهدد بفوضى عارمة في المنطقة.

فأميركا من جانبها ما زالت متشككة في اقتراح إرسال الأسلحة إلى المعارضة السورية، حيث قالت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون 'لا نعلم بالضبط هوية من يستحق التسليح'. ورغم أن الولايات المتحدة وحلفاءها يأملون بالاعتراف بالمجلس الوطني السوري باعتباره ممثلا شرعيا للشعب السوري -كما حدث مع المجلس الوطني الانتقالي الليبي- فإن اعتراف مؤتمر تونس به كأحد ممثلي الشعب السوري وليس الممثل الشرعي كان يعني الكثير.

فمدى سلطة المجلس على الأرض ما زالت محل شك، كما أن نفوذه على الجيش السوري الحر ليس قائما، حسب تايم. ورغم أن أغلبية الدول الأعضاء في الأمم المتحدة أيدت مبادرة جامعة الدول العربية، فإن الأسد ما زال يحظى بدعم روسيا وإيران، وإن بعض الدول مثل الصين والعراق تصران على أن أي حل في سوريا يجب أن يبنى وفق الإصلاحات الدبلوماسية والحوار مع النظام، وليس استبداله. وعن إجراء الاستفتاء على الدستور الجديد وما وصفته بمبالغة النظام في تقدير الإقبال، قالت المجلة إن صحفيين غربيين شاهدوا الآلاف من السوريين في دمشق وحلب يتوجهون إلى مراكز الاقتراع رغم دعوات المعارضة للمقاطعة. وهذا -والكلام للمجلة- يدل على أن نظام الأسد ما زال يحظى بقاعدة تأييد قوية في عدد من الدوائر الانتخابية، خاصة في أوساط الطائفة العلوية الحاكمة والأقليات الأخرى مثل المسيحية.

لكن الأسد، عبر عسكرة المنافسة السياسية في سوريا، خلق بفاعلية حربا أهلية تقدم للسوريين خيارات تصب في صالحه، وفق المجلة. فكلما اشتد الصراع العسكري، زاد الخطر بأن قيادة الثورة بحكم الأمر الواقع قد تصل إلى عناصر أكثر تطرفا وطائفية، وهو ما يعزز التأييد للأسد.

وترى المجلة أن جميع الأطراف في سوريا يتمترسون استعدادا لحرب أهلية طويلة الأمد، وهو ذلك النوع من الصراع الذي لا يهزم فيه أي طرف، في ظل الدعم الخارجي للمتقاتلين. وإذا ما بلغ الصراع طاولة المفاوضات -كما حدث في حروب البلقان في تسعينيات القرن الماضي- فإن الأسد يأمل بأن يضمن على أقل تقدير مكانه لاعبا أساسيا على الطاولة. وتشير المجلة إلى أن مهمة الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان -الذي عين مبعوثا لسوريا عن الأمم المتحدة والجامعة العربية- تكمن في إجراء حوار مع نظام الأسد وأعدائه لتحقيق تسوية عملية تضع حدا للعنف.


- 'نيويورك تايمز'
المخاوف الطائفية في سوريا تهدد المنطقة

ذكرت صحيفة 'نيويورك تايمز' أن الاحتجاجات الراهنة في سوريا التي تتزعمها الغالبية السنية ضد حكومة العلويين، وهى فرع من المذهب الشيعي تتصاعد بشكل خطير ولا يمكن التنبؤ بها، مما يفاقم التوترات الطائفية عبر حدودها إلى منطقة تعانى بالفعل من انقسامات دينية وعرقية.

وأوضحت الصحيفة أن القتال والنضال في سوريا ليس فقط تحرير شعب يعيش في ظل نظام ديكتاتوري، بل في ظل سلطة ومصلحة ذاتية، كما ينخرط داخل قوى طائفية خطيرة، مما يهدد بانزلاق صراعه إلى مواجهة أوسع نطاقا، وظهر هذا بالفعل في دولة لبنان المجاورة له، حيث اشتبك السنة والعلويون، وبالنسبة للعراق حيث أغلبية السكان من الشيعة، وضعت الأحداث عبر الحدود بغداد على حافة الانقسام الديني، حيث تسير على نمط النظام في سوريا.  

وتابعت الصحيفة أن مواطنين سوريين يهربون من مدنهم إلى الدول المجاورة خوفا من التعصب الديني وليس من القوات الموالية للنظام السوري التي تشن حملات عنيفة ضدهم. وأضافت الصحيفة أنه رغم سقوط أنظمة دكتاتورية في الدول المجاورة، ازدادت فقط قوة الهويات الدينية والعرقية والتحالفات غير أن مفاهيم المواطنة لا تزال على الهامش. وأشارت الصحيفة إلى سبب ذلك، وهو القتال في سوريا، حيث يشعر الشيعة بالقلق إزاء استيلاء الغالبية السنية على الحكم والذي من شأنه أن يبشر ليس فقط بحرب طائفية جديدة بل بنهاية العالم من وجهة نظرهم.

واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول إنه رغم مطالبة الحكومات الغربية والعربية باتخاذ إجراءات لوقف إراقة الدماء - وأن الخيارات التي تم بحثها تشتمل على دبلوماسية أكثر عدوانية وحديث عن تسليح الثوار أو التدخل العسكري - إلا أن هذه الإجراءات تبقى معلقة بسبب التفكك ونقص التماسك بين المعارضة السورية، وقد يكون من بين الثوار عناصر تابعة لتنظيم القاعدة وهناك أنباء واردة عن عمليات قتل طائفي.


- مجلة 'فورين بوليسي'
إيران والقاعدة ثنائي غريب… متباعدان لكن علاقاتهما ممتدة / 'الجريدة' الكويتية

قد يواجه تنظيم القاعدة مشاكل كبرى إذا علم بعض عناصره أو الجهات التي يموّلها بأنه على ارتباط وثيق بالإيرانيين الشيعة المكروهين، بالنسبة إلى إيران، تختلف دوافع الإبقاء على سرية تلك العلاقة ولكنها لا تقل أهمية. يُعتبر الكلام الذي صدر عن وزارة الخزانة الأميركية في الأسبوع الماضي، حين اعتبرت أن وزارة الاستخبارات والأمن الإيرانية تدعم الإرهاب، أحدث خطوة لتشديد الضغوط على طهران. قد تبدو هذه الانتقادات مجرد مصطلحات عابرة مقارنةً بالتهديدات بمقاطعة النفط وتنفيذ اعتداءات عسكرية، لكن ذلك التصريح يسلط الضوء على واحدة من أهم وأغرب الشراكات في التاريخ المعاصر: علاقة إيران بتنظيم &ldqascii117o;القاعدة&rdqascii117o;.

يسهل الاستهزاء بطبيعة الروابط التي تجمع طهران بذلك التنظيم الذي يرأسه أيمن الظواهري، إذ يشير بعض من يصدقون وجود تلك العلاقة إلى أن الصداقة بينهما أمر طبيعي لأنهما يدعمان أجندة متطرفة ومعادية للولايات المتحدة ويسعيان إلى نشر الإسلام المتشدد. في المقابل، يعتبر المشككون أن نظام إيران الشيعي يمقت المجاهدين السنّة، ما يجعل التعاون بين الطرفين مستحيلاً، وقد يكون التحليلان صحيحين: تتبع إيران و&rdqascii117o;القاعدة&rdqascii117o; المسار نفسه بسبب أعدائهما المشتركين، غير أن الشكوك المتبادلة تُبقي تلك الشراكة تكتيكية وتمنح الفريقين أسباباً وجيهة لتوخي الحذر. تقل البيانات غير السرية حول علاقة إيران و&rdqascii117o;القاعدة&rdqascii117o;، لكن يمكن الحصول على ما يكفي منها من بعض المواد المتوافرة لفهم نطاق تلك العلاقة وأسبابها. في الأسبوع الماضي، اتُهمت وزارة الاستخبارات والأمن الإيرانية بتسهيل تحرك ناشطي &ldqascii117o;القاعدة&rdqascii117o; في إيران وتزويدهم بالوثائق وبطاقات الهوية وجوازات السفر، ووفق ذلك الاتهام، &ldqascii117o;توفر وزارة الاستخبارات والأمن الإيرانية أيضاً المال والأسلحة إلى &ldqascii117o;القاعدة في العراق&rdqascii117o; (جماعة إرهابية مصنفة على لائحة الإرهاب تحت المرسوم التنفيذي رقم 13224) وقد تفاوضت معها على إطلاق معتقلين ينتمون إلى التنظيم&rdqascii117o;.

ذكرت اتهامات سابقة وجود روابط تكتيكية خاصة بين &ldqascii117o;القاعدة&rdqascii117o; وإيران لكن يبدو أن تلك العلاقة قائمة منذ سنوات عدة. لا مجال للشك بروابط إيران مع الإرهابيين، لكن غالباً ما تكون أبرز علاقاتها مع جماعات مثل &ldqascii117o;حزب الله&rdqascii117o; اللبناني الذي يتألف من مسلمين شيعة ويؤيد النزعة الشيعية الثورية في إيران، ويشعر بتقارب شديد مع طهران باعتبارها زعيمة العالم الشيعي. في المقابل، من المعروف أن &ldqascii117o;القاعدة&rdqascii117o; يرفض الفريقين معاً، وقد يؤدي الخطاب الإيراني اللاذع إلى التركيز على طبيعة الإيديولوجيا الثورية، لكن غالباً ما يطغى التفكير الاستراتيجي على سياسات النظام الديني تجاه الجماعات الإرهابية. تكون إيران في أغلب الأحيان أكثر براغماتية مما يظن الكثيرون، فهي دعمت الجماعات الإرهابية والمقاتلة ضد العراق في عهد صدام حسين والنظام المؤيد للسوفيات في أفغانستان وأعداء آخرين، رغم تراجع النقاط المشتركة مع بعض عملائها.

خلال التسعينيات، بدأت إيران تبني علاقة قوية مع الجماعات الإسلامية الفلسطينية، وتحديداً حركة &ldqascii117o;الجهاد الإسلامي في فلسطين&rdqascii117o; وحتى &ldqascii117o;حماس&rdqascii117o; لكن بدرجة أقل. أدت هذه العلاقات إلى إضعاف خصم إيران، إسرائيل، وإعاقة الجهود التي تقودها الولايات المتحدة لعزل إيران، كما أنها عززت الهدف الإيراني الأوسع الذي يقضي بردم الهوة بين السنّة والشيعة من أجل إنشاء جبهة إسلامية معادية للولايات المتحدة. (خلال خطبة حديثة في أحد أيام الجمعة، ألمح القائد الأعلى علي خامنئي إلى هذه المقاربة قائلاً: &ldqascii117o;سنتابع دعم أي دولة أو جماعة تحارب أو تواجه النظام الصهيوني، ونحن لا نخشى المجاهرة بذلك&rdqascii117o;).

نشأت علاقة طهران و&rdqascii117o;القاعدة&rdqascii117o; بناءً على هذه المعطيات، ففي عامي 1991 و1992، حوّل كبير الإيديولوجيين السودانيين، حسن الترابي، السودان إلى موطن للمقاتلين السُّنة من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك عناصر &ldqascii117o;القاعدة&rdqascii117o; بين عامي 1992 و1996. خلال هذه الفترة، تقابل مسؤولون من &ldqascii117o;القاعدة&rdqascii117o; وإيران في السودان، لكن لم يتضح بعد مدى فاعلية تلك اللقاءات. وعندما غادر &ldqascii117o;القاعدة&rdqascii117o; السودان إلى أفغانستان في عام 1996، أصبحت إيران طريق مرور للمقاتلين من أفغانستان وإليها (لكنها تبقى أقل أهمية من معبر باكستان طبعاً). بعد اعتداءات 11 سبتمبر، زادت أهمية الدور الإيراني، فبعد أن خسر &ldqascii117o;القاعدة&rdqascii117o; ملجأً آمناً في أفغانستان وواجه ضغوطاً عدة في باكستان، هرب بعض قادة التنظيم إلى إيران، فرحّب النظام هناك بهم ولكنه فرض عليهم بعض الضوابط في الوقت نفسه، فلم يمنع جميع نشاطاتهم، بل وضع بعض القادة تحت شكل من أشكال الإقامة الجبرية.

بدت تلك العلاقة الثنائية متوترة، وبعد شن الحرب الأميركية ضد &ldqascii117o;طالبان&rdqascii117o; في أفغانستان غداة أحداث 11 سبتمبر (عندما تعاونت طهران ضمناً مع الجهود الأميركية)، هاجم الظواهري طهران علناً بسبب انحيازها إلى الولايات المتحدة فقال: &ldqascii117o;فجأةً، اكتشفنا أن إيران تتعاون مع الولايات المتحدة وأن إيران طعنت الأمة الإسلامية في ظهرها&rdqascii117o;.

لكن جاء الغزو الأميركي للعراق في عام 2003 ليعيد الجمع بين إيران و&rdqascii117o;القاعدة&rdqascii117o;. أراد الفريقان إيذاء الولايات المتحدة بأي ثمن، وكان الطرفان يدعمان جماعات مختلفة ومتخاصمة في العراق، لكن كان معظم حلفائهم المحليين يعارضون الولايات المتحدة. يمكن استخلاص درس واضح من هذا الوضع: صحيح أن أهداف إيران و&rdqascii117o;القاعدة&rdqascii117o; مختلفة جداً، إلا أنهما يجمعان على ضرورة إضعاف وإيذاء بعض الخصوم المشتركين، ويبدو أن الفريقين مستعدان للقتال والتعاون في الوقت نفسه. بعد السيطرة على عناصر &ldqascii117o;القاعدة&rdqascii117o; وعائلاتهم، يمكن أن تخفف إيران ضوابطها على أعضاء &ldqascii117o;القاعدة&rdqascii117o; الموجودين في إيران، وأن تسهل تنقلهم إذا أرادت زعزعة الوضع في أفغانستان أو العراق (أو التحرك ضد الولايات المتحدة عموماً).

على صعيد آخر، يمكن أن تحد إيران من تحركهم أو حتى تسلمهم إذا أرادت تحسين علاقتها مع واشنطن أو خصوم &ldqascii117o;القاعدة&rdqascii117o; العرب. كذلك، تترقب إيران عودة أعضاء حركة &ldqascii117o;مجاهدي خلق&rdqascii117o; (جماعة معادية لإيران كانت متمركزة في العراق لفترة طويلة)، صحيح أن الولايات المتحدة تعتبر حركة &ldqascii117o;مجاهدي خلق&rdqascii117o; منظمة إرهابية، إلا أنها منحت أعضاءها في العراق نوعاً من الحصانة بموجب اتفاقيات جنيف ولم ترسلهم إلى إيران عندما سيطرت على العراق. منذ ذلك الحين، ضغط الأميركيون على بغداد للسماح ببقاء &ldqascii117o;مجاهدي خلق&rdqascii117o; في العراق.

نجحت إيران في استغلال عناصر &ldqascii117o;القاعدة&rdqascii117o; المقيمين في إيران لضمان سلوك إيجابي من حركة الجهاد السنّي عموماً. عام 2005، تواصل الظواهري مع أبو مصعب الزرقاوي الذي كان حينها زعيم &ldqascii117o;القاعدة في العراق&rdqascii117o;، فحثه على عدم استهداف الشيعة في العراق أو الموارد الإيرانية وذكّره بأن إيران تضم أكثر من مئة معتقل وينتمي معظمهم إلى القيادة وهم مطلوبون في بلدهم، وبالتالي هم يخضعون لضغوط إيرانية شديدة.

تساهم الروابط الإيرانية مع &ldqascii117o;القاعدة&rdqascii117o; ومجاهدين آخرين (تماماً مثل روابطها مع الجماعات الإرهابية عموماً) في منح إيران خيارات عدة للتعامل مع أي حالات طارئة محتملة أو مستبعدة. في ما يخص العلاقة مع المملكة العربية السعودية اليوم، لم تعد طهران تدعو إلى إسقاط قيادة آل سعود لكن تبقى إيران أحد خصوم الرياض، وفي حال تدهور هذه العلاقة، قد تميل إيران إلى التعامل مع المجاهدين السنّة المعادين للنظام وقد تستغل روابطها مع هؤلاء المجاهدين للرد على أي ضربة تستهدف منشآتها النووية. من وجهة نظر &ldqascii117o;القاعدة&rdqascii117o;، يبدو التعاون مع إيران منطقياً أيضاً. صحيح أن &ldqascii117o;القاعدة&rdqascii117o; يبقى منظمة إرهابية نافذة ولكنه يفتقر إلى الموارد اللازمة التي تملكها دولة قوية مثل إيران، فلا شك أن التمكن من المرور عبر إيران هو أمر مفيد جداً للقتال في العراق وأفغانستان وباكستان، وكذلك، يستفيد &ldqascii117o;القاعدة&rdqascii117o; حتماً من حصوله على ملجأ آمن هناك كونه يحتاج إلى استراحة من حملة الأميركيين وحلفائهم الذين يريدون اعتقال عناصره وقتلهم. بعد أن نجحت العمليات الجوية الأميركية باستهداف كبار قادة &ldqascii117o;القاعدة&rdqascii117o;، ستكسب إيران أهمية غير مسبوقة نظراً إلى حاجة &ldqascii117o;القاعدة&rdqascii117o; إلى مكان يضمن على الأقل بقاء قادته على قيد الحياة. على الرغم من هذه الأهداف والحاجات المشتركة، كانت العلاقة بين إيران و&rdqascii117o;القاعدة&rdqascii117o; متوترة في بعض الأوقات. يعتبر بعض السُّنة (تحديداً في معسكر المجاهدين) أن الشيعة هم من المرتدّين. في بعض المناسبات، أدت هذه المشاعر العدائية إلى ارتكاب مجازر أو انتهاكات أخرى ضد الشيعة الذين يعيشون تحت حكم المجاهدين السُّنة. حتى إنّ بعض الجماعات التي تشارك &ldqascii117o;القاعدة&rdqascii117o; أهدافها مثل حركة &ldqascii117o;جند الله&rdqascii117o; (جماعة سنية صغيرة نسبياً تتمركز في محافظة بلوشستان في باكستان) هاجمت إيران نفسها في إحدى المرات.

صحيح أن العراق كان عدواً مشتركاً، إلا أنه ولّد بعض الانقسامات أيضاً، فنفّذ الفرع العراقي لتنظيم &ldqascii117o;القاعدة&rdqascii117o; حملة وحشية ضد شيعة العراق بينما شنّت الجماعات المدعومة من إيران عمليات دموية ضد العراقيين السُّنة. قُتل عشرات الآلاف خلال هذا الصراع الطائفي. بالنسبة إلى الفريقين، يحتّم هذا النوع من العداء الحفاظ على علاقة ثنائية سرية، وقد يواجه &ldqascii117o;القاعدة&rdqascii117o; مشاكل كبرى إذا علم بعض عناصره أو الجهات التي تموّله بأنه على ارتباط وثيق بالإيرانيين الشيعة المكروهين. بالنسبة إلى إيران، تختلف دوافع الإبقاء على سرية تلك العلاقة ولكنها لا تقل أهمية، فمن المعروف أن بعض أعداء &ldqascii117o;القاعدة&rdqascii117o; هم بلدان ترغب إيران في صداقتها (مثل روسيا) أو لا تريد معاداتها على الأقل (مثل بعض دول أوروبا). كذلك، يكنّ بعض الإيرانيين مشاعر الكره للمجاهدين السنّة بسبب خطاباتهم وأعمالهم المعادية للشيعة، وبا

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد