صحافة دولية » التقرير الأسبوعي لمراكز الأبحاث الاميركية

برزت الأزمة الاقتصادية العالمية إلى المرتبة الأولى في سلم أولويات مراكز الفكر والابحاث الأميركية، كذلك زيارة نائب الرئيس الصيني للولايات المتحدة ومستقبل العلاقات الثنائية بينهما وما كان يعوّل عليها واستشراف توجهاته المقبلة حين يتولي منصب الرئاسة. ايضا، تعزيز الوجود الروسي في المياه السورية بات مسألة شبه ثابتة ومرادفة في خطاب المراكز البحثية حول نطاق المصالح الروسية في المنطقة. 

تغطية ايران أتت لتشد الانتباه لسياسة اوباما نحوها والذي اتهمته اوساط عديدة بانتهاج 'سياسة مترددة' لعدم حماسه للسياسة الاسرائيلية المعلنة بتوجيه ضربة عسكرية لايران. المواضيع الساخنة الاخرى التي تعصف بالمنطقة العربية كانت ايضا من ضمن الاهتمامات البحثية. وفيما يلي عرض لاهتمامات هذه المراكز:

- استهل مجلس العلاقات الخارجية الأميركية التغطية للاستدلال على 'الدوافع المادية' للسياسة الروسية الخارجية، خاصة في تحالفها القوي مع سورية وتعزيز وجودها في مياهها. بناء على ذلك، حث المجلس المعارضة السورية على 'ضرورة ارسال ضمانات لروسيا' بانه سيتم صون مصالحها ووجودها البحري في قاعدة طرطوس' ان استطاعت التوصل للسلطة.
وفي معرض استعراض المجلس للمداولات الدائرة في اروقة الكونغرس والمنادية بالتدخل العسكري،  افاد ان 'الاطاحة بنظام (الرئيس) الاسد ينبغي ان يكون من ضمن اهداف السياسة الاميركية،' سواء تم انجازه عبر السماح للحلفاء الاوروبيين لتزعم حملة الاطاحة او عبر 'دور اميركي مباشر محدود تحت لواء المساعدات الانسانية.'


- ناشد  'المركز الاميركي للسياسة الجديدة' الادارة الاميركية عدم اللجوء لخيار التدخل العسكري في سورية الذي ' لا يرجح ان يؤدي الى تحسين الاوضاع ... بل ينطوي على عناصر تفاقم الاوضاع.' وطالب بالمقابل الادارة الاميركية 'تركيز جهودها على محاصرة (سورية) في حملة متواصلة ومركزة من الضغوطات' ضدها بغية استدراج 'الاطراف الرئيسية في التحالف الحاكم لطاولة المفاوضات' وبلورة صيغة حكم جديدة للمستقبل.


- اعرب 'المعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي' JINSA عن اعتراضه للسياسة الاميركية حيال ايران والتي استطاعت 'تصوير اسرائيل بدور الكلب المفترس من فصيلة روتويللر يمسك اوباما بلجامه ... اذ ان وضع اسرائيل بموضع اللاعب المعتدي بحاجة الى كبح جماحه هو امر مضلِل، وساخر.' وطالب المعهد الدول الغربية 'بناء تحالف دولي يلتزم بوقف الجهود الايرانية عبر اي امكانات تفرضها الضرورة.' وشاطره الرأي عدد من الخبراء المؤيدين لاسرائيل الذين يطالبون اوباما 'ممارسة اكبر قدر مكن من الضغوطات على ايران بدل استهداف اسرائيل.'


- اعرب المجلس الاميركي للسياسة الخارجية عن قلقه من سياسة اوباما نحو ايران خاصة وان 'آيات الله (يستخدم التعبير للدلالة على مزيد من السخرية) لا يبرزون اي اشارات توحي بتراجعهم عن المضي في مسعاهم النووي.' وزعم المعهد ان تراجع الادارة الاميركية عن الخيار العسكري 'دفع بالاسرائيليين للتفكير بخيارات اخرى .. مما يدل على عيوب السياسة (الاميركية) المتبعة.'


- اصدر  مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية مؤخرا دراسة حول البرنامج النووي الايراني وتداعياته على عموم المنطقة. وقال 'الحل الوحيد والدائم لبرامج ايران النووية والصاروخية هو نموذج ما من الحلول السياسية التفاوضية ... قد يتضمن تقديم حوافز اقتصادية وغيرها لايران لحملها على تجميد برنامجها النووي ... ومعاقبتها لجهودها بالمضي تسليحيا ولرفضها الامتثال للوكالة الدولية للطاقة الذرية.'
 

- وضع مجلس الأمن الاميركي الجديد خطة عمل كمرجع للتعامل مع ايران، وتتضمن '(1) يختار الرئيس اوباما صيغة ما للتعايش مع ايران المسلحة نوويا .. او (2) الذهاب للحرب قبل استنفاذ كافة الخيارات الاخرى .. ويجب الابقاء على خيار العمل العسكري ..'


- أعرب معهد وودرو ويلسون عن شكوكه بنوايا ايران لموافقتها الحديث حول برنامجها النووي مستفسرا 'هل هي جادة في ذلك ... ام انها تكسب الوقت في مواجهة العقوبات الاقتصادية القاسية وتصعيد محتمل نحو الحرب؟' ولم يفرد حلا معينا سوى التوكيد على 'الوقت اضحى مناسبا للحديث الجاد' بين الطرفين.
 

- ليبيا كانت من نصيب معهد واشنطن Washington Institascii117te، الصهيوني مناشدا الولايات المتحدة التعامل 'بفعالية لدعم المسار الانتقالي' هناك، في الذكرى السنوية الاولى للاحتجاجات. وقال 'يتعين على واشنطن اغتنام الفرصة لتطوير الاوضاع الملموسة في ليبيا قبل بدء الانتخابات البرلمانية ... تجميع قوى المتمردين والمجالس المحلية والمجالس العسكرية من ناحية، الى جانب منظمات المجتمع المدني المتنامية ... وفي مستوى آخر مساعدة الحكومة الانتقالية لتطوير الشفافية في آلية اتخاذ القرار والشؤون المالية والمساءلة.'


- 'معهد واشنطن لدراسات الشرق الادن'
انتخابات 'مجلس الشورى' الإيراني: أيما كان الفائز، فإن الغرب هو الخاسر 
نيكولاي كوزهانوف:

'على الرغم من أن الانتخابات البرلمانية القادمة في إيران ستشهد منافسة قوية، إلا أنها لا توفر أي أمل لتحسين العلاقات الأمريكية الإيرانية.' 
لقد طرح المرشد الأعلى علي خامنئي مؤخراً فكرة تغيير الدستور الإيراني لمنح البرلمان سلطة انتخاب الرئيس. وقد أدت تلك التصريحات إلى زيادة حدة الصراع للسيطرة على الهيئة التشريعية، وسوف تشهد الانتخابات لـ 'مجلس الشورى' ['المجلس'] التاسع التي ستُعقد في 2 آذار/مارس منافسة شرسة. إلا أنه بغض النظر عن النتيجة، فسيكون من السذاجة توقع حدوث تغييرات جادة في نهج البرلمان تجاه القضايا الخارجية والمحلية.

الإصلاحيون المكمَّمون
هناك فرصة ضئيلة أمام المرشحين الإصلاحيين للفوز بعدد كبير من المقاعد في 'المجلس' القادم - وسوف تقع المعركة الرئيسية بين فصائل محافظة متنافسة. وقد أدت الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل من عام 2009 والمظاهرات الجماعية اللاحقة إلى فرض قيود خطيرة على دور الحركة الإصلاحية في الحياة السياسية الإيرانية. ولم تكن أمام القادة الرسميين للحركة الاحتجاجية وأنصارهم المقربين أية فرصة للحصول على إذن من 'مجلس صيانة الدستور' للترشح للمنصب في آذار/مارس. كما بذل النظام قصارى جهده لتقييد حرية التعبير، ولم يترك أية خيارات للمعارضة للتأثير على العملية الانتخابية. ومنذ كانون الأول/ديسمبر الماضي، على سبيل المثال، اعتقلت السلطات الإيرانية العديد من الصحفيين والمدونين الموالين للإصلاحيين إلى جانب 'جواسيس' و'عملاء نفوذ' غربيين مزعومين.

المحافظون المتنافسون
عندما فُتح باب التسجيل لأولئك الذين يسعون للتنافس في انتخابات الثاني من آذار/مارس، كان العديد من السياسيين المؤثرين بقيادة آية الله محمد رضا مهدوي كاني قد قاموا بالفعل بدمج أحزابهم في &laqascii117o;الجبهة المتحدة للمحافظين" وأعدوا قائمة مشتركة للمرشحين. ويُشكِّل أعضاء هذا التحالف أغلبية 'مجلس الشورى' الحالي، بمن فيهم شخصيات بارزة من بينها رئيس البرلمان علي لاريجاني وعمدة طهران محمد باقر قاليباف والنائبان أحمد توكلي ومحمد رضا باهنر. ويميل هذا الفصيل إلى انتقاد الرئيس محمود أحمدي نجاد.

وفي غضون ذلك، قام إصلاحيون آخرون بتشكيل تحالف خاص بهم وهو &laqascii117o;جبهة استقرار الثورة الاسلامية" برئاسة آية الله محمد تقي مصباح يزدي. وباستثناء مجموعة قليلة من الوزراء السابقين الذين شغلوا مناصب في مجلس وزراء أحمدي نجاد وأعضاء أحزاب سياسية محافظة وفصائل برلمانية محددة (مثل Jebhe-ye Valeh و قرارگاه عمار)، يتألف التحالف بصفة أساسية من أنصار خامنئي وحلفائه السياسيين الأكثر حماساً بين رجال الدين، بمن فيهم صادق محصولي، ومحمد حسين صفر هرندي ، وحامد رضائي، وعلي عسكر ضرائي، ومهدي كوشك زادة، وإسماعيل كوساري، وحجة الإسلام روح الله حسينيان، وغلام حسين إلهام، ومرتضي آقا تهراني، وآية الله خوشفاغت. كما يتمتع التحالف بدعم من أعضاء محددين في 'فيلق الحرس الثوري الإسلامي' و'الباسيج'، الذين يساعدون الحركة على تأسيس مكاتب تمثيلية في المحافظات.

وتهدف &laqascii117o;جبهة الاستقرار" إلى موازنة نفوذ &laqascii117o;الجبهة المتحدة" الآخذ في الاتساع، لا سيما في ضوء الشائعات بأن علي لاريجاني وقاليباف سوف يسعون إلى الترشح للرئاسة في المستقبل. ولا يَعتبر أعضاء &laqascii117o;جبهة الاستقرار" أن أياً من الرجلين مرشحاً مناسباً للرئاسة، مستشهدين بتهور الأول وإذعان الثاني. كما تذكر التقارير أن مصباح يزدي وأنصاره غير راضين عن الثقل السياسي المتنامي لمهدوي كاني. ويرأس مهدوي كاني حالياً 'مجلس الخبراء' و&laqascii117o;جمعية رجال الدين المناضلين"، وقد أدت محاولاته لصياغة روابط أكثر قوة مع &laqascii117o;جماعة المدرسين في الحوزة العلمية في قم" إلى إغضاب مصباح يزدي.

وبالإضافة إلى ذلك، تسعى &laqascii117o;جبهة الاستقرار" إلى الحد من النفوذ السياسي لمساعد الرئيس [مدير مكتبه] إسفانديار رحيم مشائي دون الإضرار بأحمدي نجاد نفسه. ويزعم أعضاء الحركة أنهم يحمون الرئيس من مكائد مشائي وطاقم العاملين معه.

حلفاء الرئيس
تعرّض فصيل أحمدي نجاد لانتكاسات سياسية كبيرة في العام الماضي. فقد بدأ خصومه حملة دعاية ناجحة باتهامهم مشائي وأنصاره بأنهم 'منحرفون' شوّهوا مبادئ النظام الإسلامي. وبفضل دعم المرشد الأعلى فقد انخرطوا في حملة اضطهاد ضخمة ضد حلفاء الرئيس. وبحلول خريف عام 2011، بدا أن المنحرفين قد فقدوا أية فرصة جدية للفوز بمقاعد في 'مجلس الشورى الإسلامي' التاسع.

غير أنه منذ ذلك الحين تغير الوضع نوعاً ما. فأحمدي نجاد لم يدّخر وسعاً في تعزيز مشائي وحلفائه، لا سيما في المحافظات. فعلى مدى الأشهر الخمسة الماضية كانت الإدارة الإيرانية تستبدل ممثلي المحافظات في وزارة الداخلية بمسؤولين أكثر ولاءاً لأحمدي نجاد ومشائي. كما زودت بعض المحافظين بقوائم لمرشحيها المفضلين في 'مجلس الشورى'. وبالإضافة إلى دعم مرشحي أحمدي نجاد كان من المتوقع من المحافظين تشويه صورة الخصوم الرئيسيين لفصيل الرئيس. ووفقاً لتقارير وسائل الإعلام المحلية طلب المسؤولون الحكوميون من أئمة المساجد الذين يلقون خطبهم أيام الجمعة في المدن الرئيسية في المحافظات - والتي تشمل رشت وأصفهان وقم ويزد وكاشان - حشد أتباعهم لصالح مرشحين معينين.
كما سعى أحمدي نجاد إلى تعزيز صورته بين السكان الفقراء في المحافظات. فعلى مدى السنوات السبع الماضية حقق نجاحاً كبيراً في استغلال مشاعرهم الوطنية وكراهيتهم للطبقات الأكثر ثراءً في طهران؛ ويمكن لهذه الجهود أن تؤتي ثمارها مرة أخرى.

المشهد المتوقع
لا تزال نتيجة المعركة بين المحافظين المتنافسين غير واضحة. فمن ناحية، لا يزال أحمدي نجاد ومشائي ضعفاء نسبياً، بينما لا يفضّل خامنئي أياً من الرجلين. كما أن التفضيلات السياسية لـ 'فيلق الحرس الثوري الإيراني' و'الباسيج' غير مؤكدة.
ومن ناحية أخرى، أظهر خامنئي بوضوح أنه لا يرغب في التخلص من أحمدي نجاد كلية. فاختفاء الرئيس عن المشهد السياسي سوف يعزز حتماً فصائل أخرى، وهو سيناريو لا يرحِّب به خامنئي الذي يتمثل مبدؤه السياسي الرئيسي في تحقيق التوازن بين القوى المتنافسة. وفي ظل هذه الظروف، يستفيد أحمدي نجاد فقط من الصراع بين &laqascii117o;الجبهة المتحدة" و &laqascii117o;جبهة الاستقرار"، والذي يحول دون توحيد المحافظين المعتدلين والمتشددين ضد مشائي وأنصاره.

التداعيات على الغرب: ليست كثيرة
لا ينبغي لأي شخص أن يتوقع أن تُحدث الانتخابات تغييرات ملموسة في الموقف الإيراني بشكل عام. فـ 'المجلس' له تأثير محدود على السياسة الخارجية والأمنية، حيث إنها تقع بشكل كبير ضمن سلطة المرشد الأعلى مع دور محدود للرئيس. وعلاوة على ذلك، يربط جميع المحافظين مستقبلهم بمستقبل النظام؛ وليس لكفاحهم السياسي أية صلة بإجراء مراجعة جوهرية للسياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية. ويُعتبر البرنامج النووي ودعم &laqascii117o;حزب الله" ومساعدة الحركة الفلسطينية جزءاً من الفكرة الوطنية الإيرانية، وأية محاولات للوقوف ضدها يُنظر إليها على أنها انتحار سياسي. وحتى لو حقق أنصار أحمدي نجاد نتائج سيئة في 2 آذار/مارس، كما هو مرجح، فإن 'مجلس الشورى الإسلامي' التاسع لن يُفرز بالضرورة قوى أكثر مرونة في طهران. وبعبارة أخرى، فإن الغرب سيكون هو الخاسر بغض النظر عن الفائز.


- 'يو إس أي تودي'
حان الوقت لرحيل الأسد 
دينيس روس:

كل يوم يحمل فظائع جديدة مرعبة في سوريا. فمع ارتفاع عدد القتلى إلى الآلاف أعلن نظام الأسد الحرب على مواطنيه. ويواجه السكان المدنيين السوريين نيراناً عشوائية - من الدبابات والمدفعية وقذائف الهاون والرشاشات الثقيلة - تطلقها قوات الأمن السورية سواء في حمص أو حماة أو درعا أو إدلب أو غيرها من المدن والقرى.
وحيث لم يُتح للمعارضة خيار الحد من أفعالها وتركيزها على المظاهرات السلمية فليس هناك دهشة كبيرة بأن أصبحت هذه المعارضة لنظام الأسد أكثر عنفاً. وفي الحقيقة لو كان المراد هو وقاية سوريا من حرب أهلية مدمرة ومزعزعة للاستقرار فإن الأمل الوحيد هو تسريع رحيل بشار الأسد.
ومن السهل الحديث عن رحيله بدلاً من النجاح في عملية كهذه. وفي الواقع لا توجد حتى خطوة واحدة من شأنها أن تضمن ذلك، لكن هناك سلسلة من الإجراءات التي يمكن أن تعجل رحيله. وعلى الرغم من أن عزلة نظام الأسد والعقوبات المفروضة عليه قد أضعفت الرئيس السوري إلا أنها لم تقوض قبضته على السلطة. ولذا ستكون هناك حاجة لاتخاذ العديد من الإجراءات:

&bascii117ll; أولاً، من الضروري إدامة الضغوط على الروس لتغيير موقفهم. إن مساندة الأسد ربما تحافظ على الوضع الروسي في سوريا في الوقت الحاضر لكنها ستقوضه بمرور الوقت. فلن تكون القيادة اللاحقة في سوريا راغبة في علاقات مع الروس حيث أن 'الفيتو' - الذي استخدموه في مجلس الأمن الدولي - قد تم رؤيته في سوريا وجميع أنحاء الشرق الأوسط بمثابة منح رخصة لنظام الأسد للاستمرار بأعمال القتل التي يقوم بها.

وما لم يغير الروس مسارهم ويكونوا جديرين بأن يشاد بهم لنجاحهم في نهاية نظام الأسد فسوف يرون وضعهم يتدهور في سوريا والمنطقة بشكل عام.

الروس لاعبون رئيسيون

إن جعل القادة العرب يُذكّرون الروس بذلك من شأنه أن يحدث تغييراً ويشكل أيضاً أمراً حيوياً. فالأسد وأولئك الذين يناصرونه في المؤسسة الأمنية يرون الروس كبوليصة تأمين لهم - أي المُدافع عنهم في الأمم المتحدة والعائق أمام التدخل الخارجي. إن تغيير هذا التصور من المرجح أن يغير ميزان القوى داخل سوريا.

&bascii117ll; ثانياً، حان الوقت لرفع مكانة 'المجلس الوطني السوري' الذي يمثل المعارضة الرسمية السورية، حيث يجب أن يُنظر إليه بشكل مستمر على أنه الخليفة المعترف به لنظام الأسد - أو على الأقل الواسطة لإدارة المرحلة الانتقالية نحو قيادة جديدة وشاملة.

إن الامتناع عن الاعتراف بـ 'المجلس' حتى الآن كبديل للأسد كان معقولاً كسبيل لتشجيع قادته على التغلب على المنافسات التافهة [القائمة في صفوفه] وتطوير خطة متماسكة غير طائفية لتجسيد مستقبل سوريا. وفي الأسبوع الماضي عندما اجتمع 'أصدقاء سوريا' - وهي مجموعة تشمل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وتركيا وعدد من الدول العربية - في تونس، تعامل القادة الدوليون مع 'المجلس الوطني السوري' باعتباره الممثل الشرعي للشعب السوري. ورغم أنها خطوة في الاتجاه الصحيح إلا أن هناك المزيد الذي ينبغي عمله لخلق جو من الحتمية يكون فيه 'المجلس الوطني الانتقالي' هو البديل للأسد.

دعم المعارضة

من المرجح أن يكون لذلك أيضاً تأثير على أولئك الذين يواصلون دعم الأسد أو يخافون من بديله. ومن الواضح أنه سيتعيّن على مجلس المعارضة تحقيق المزيد من التنسيق مع أولئك الذين ينشقون عن الجيش السوري ويشكلون ما هو معروف باسم 'الجيش السوري الحر'، في الوقت الذي يستمر هذا الأخير في تحدي النظام ويحاول حماية الشعب السوري. إن رفع المكانة الدولية لـ 'المجلس الوطني السوري' يمكن أن يساعد هذا الجهد.

&bascii117ll; ثالثاً من الضروري التواصل مع الطائفة العلوية التي تشكل ما يصل إلى 12 بالمائة من الشعب السوري لكنها تمثل العمود الفقري للمؤسسة الأمنية. لقد أصبح الأسد زعيماً طائفياً بشكل حصري يسعى لنقل الفكرة بأنه لو رحل فسيهلك العلويون من جراء قيام السنة بهجوم متطرف عليهم.

من الضروري إيجاد سبل للتواصل مع العلويين البارزين والإيضاح لهم بأن الأسد هو ليس الشخص الرئيسي لإنقاذهم بل إنه التهديد الأكبر لبقائهم على قيد الحياة. فكلما طال بقاؤه أصبح الانهيار في سوريا أكثر عنفاً. يجب أن يكون التواصل مع العلويين متسقاً، بحيث يشمل مواطنين سُنة يشجبون الانتقام ضد العلويين، وإعادة الطمأنينة من قبل 'المجلس الوطني السوري' و 'أصدقاء سوريا' بشأن الكيفية التي ستدار بها الفترة الانتقالية للحفاظ على الطبيعة الوحدوية وغير الطائفية لمستقبل سوريا.

&bascii117ll; وأخيراً يجب عمل المزيد لاستغلال مخاوف الأسد. فالعقوبات والعزلة وحدهما لن يجعلانه يرحل، بل ينبغي أن يرى أن ميزان القوى يتحول ضده. فالأسد ليس معمر القذافي. فهو لن يقوم بأعمال خفية سرية ويحاول قيادة انتفاضة. يجب أن يرى بأن الخيارات الذي كان يعتقد أنها لن تُطرح، هي [في الواقع] معروضة على الطاولة.

إن إنشاء ممرات إنسانية أو مناطق آمنة للمدنيين، وإن كان من الصعب تنفيذها، إلا أنه يجب طرحها على الطاولة وتطويرها كاحتمالية فعلية. كما أن تسليح 'الجيش السوري الحر' - عندما يفتقر إلى التنظيم الواضح ويكون شديد المحلية - إنما يثير عدداً من الأسئلة المقلقة حول من أولئك الذين سيتم تسليحهم وماذا عسى أن يتشكل في سوريا. لكن ثمة مساعدة - أقل من أن تكون تزويد سلاح - يمكن أن تغير الحقائق على أرض الواقع مثل منع الاتصالات بين قوات الأسد وتسهيل الاتصالات المتعلقة بـ 'الجيش السوري الحر.' وعلاوة على ذلك، ونظراً لسلوك قوات الأسد ينبغي عدم استبعاد المساعدة القاتلة التي تتم إدارتها بشكل متماسك عن طريق الأردن وتركيا.

ولأسباب أخلاقية ومن أجل المصلحة المتمثلة بعدم رؤية العنف يتشعب من سوريا إلى خارجها، من الضروري محاولة التعجيل برحيل بشار الأسد.


- صحيفة 'تايمز أوف إزرئيل'
المتاعب الحادة التي تمر بها 'حماس' 
إهود يعاري:

يواجه حالياً زعيم &laqascii117o;حماس" خالد مشعل - الذي لم يعد قائد الحركة بلا منازع - مشكلة كبيرة حيث يلقى صعوبة في إيجاد مأوى جديد بعد مغادرته دمشق. فخلال رحلاته في جميع أنحاء العالم العربي يواجه معارضة متنامية لسياساته من داخل حركته.

ويشكل ذلك أخطر صدع حدث على الإطلاق في صفوف &laqascii117o;حماس" وقد تحول بالفعل إلى جدال علني مرير بين مشعل ومساعديه الموالين القليلين ضد نائبه في رئاسة المكتب السياسي الدكتور موسى أبو مرزوق وكبار القادة في قطاع غزة.

ويجري حالياً جهد عظيم لحل الأزمة بهدوء وعرض ما يشبه بوحدة متجددة بين القيادة العليا لـ &laqascii117o;حماس". لكن الوقت قد تأخر جداً حيث أصبح الآن من الواضح أن &laqascii117o;حماس" منقسمة بشدة حول مسارها المستقبلي وحول هوية رعاتها في فترة ما بعد سوريا [الأسد].

بعد بضعة أشهر من الانتفاضة ضد بشار الأسد توصل مشعل إلى استنتاج مفاده أن &laqascii117o;حماس" لم تعد قادرة على تحمل الظهور في صورة الداعم والمستفيد من النظام السوري الذي يذبح شعبه. وقد فهم أن &laqascii117o;حماس" - الجناح الفلسطيني لـ جماعة &laqascii117o;الإخوان المسلمين" - ينبغي ألا تضع نفسها ضد رفاقها في &laqascii117o;الإخوان المسلمين" السوريين الذين يكافحون من اجل استعادة السيطرة على الثورة التي حصلت على المباركة العلنية من المرشد الروحي لـ &laqascii117o;الإخوان" الشيخ يوسف القرضاوي - الذي يتخذ من قطر مقراً له - ومن جميع الفروع الأخرى للحركة.

وقد تسلل قادة &laqascii117o;حماس" واحداً تلو الآخر إلى خارج دمشق حيث قاموا أولاً بترحيل عائلاتهم ثم نقلوا مكاتبهم السياسية والعسكرية. وامتنع الأسد عن أي نقد علني لرحيل &laqascii117o;حماس" مقابل وعد مشعل بالاستمرار في الإشادة بدور سوريا في مساعدة 'المقاومة' مع التعبير في الوقت نفسه عن تعاطف مبهم فقط مع 'تطلعات الشعب.'

وقد وجد مختلف قادة &laqascii117o;حماس" ملاذات جديدة لأنفسهم: فقد ذهب أبو مرزوق إلى القاهرة ومحمد نزال إلى عمان فيما عاد عماد العلمي (المسؤول العسكري) إلى غزة. بيد، لم توافق حتى الآن أية دولة - باستثناء قطر البعيدة جغرافياً - على استضافة مقرات &laqascii117o;حماس" والسماح لها بالعمل من أراضيها. فقد رفضت مصر والأردن بل والسودان طلب مشعل.

وبالتخلي عن قاعدتها الآمنة في دمشق دون أن تتمكن من الحصول على ملاذ آمن بديل، تتقهقر 'القيادة الخارجية' لحركة &laqascii117o;حماس" بسرعة في تنافسها المستمر مع 'القيادة الداخلية' المتمركزة في قطاع غزة. ولم يعد مشعل هو المسيطر الوحيد على الموارد المالية للحركة لا سيما وقد تقلصت التبرعات من طهران. كما لم يعد يتمتع باعتراف سوريا وإيران و &laqascii117o;حزب الله" فيما يخص سيادته داخل &laqascii117o;حماس".

وباختصار فإن مشعل - الذي كان ادعاؤه بأنه رقم واحد يتعرض دائماً للتفنيد من قبل البعض في غزة - قد وصل إلى نقطة شعر عندها أنه ينبغي أن يقدم عرضاً علنياً غير مسبوق بعدم الترشح مرة أخرى لرئاسة المكتب السياسي هذا الصيف. وسرعان ما تبين بوضوح تام أن الكثيرين من قادة غزة - وأيضاً أبو مرزوق - لن يتوسّلوا من أجل بقائه.

وقد وضع ذلك مشعل في مأزق: فقد ألزم نفسه بالتقاعد من المنصب الأعلى غير أنه ليس لديه نية بفعل ذلك لأنه ما يزال يتوقع أن يتم 'إقناعه' من قبل زملائه بالبقاء في منصبه.

وهكذا، لجأ مشعل في وقت سابق من هذا الشهر إلى حيلة دراماتيكية مفاجئة: في 6 شباط/فبراير وقّع - تحت رعاية أمير قطر و(تحفيزه المالي) - اتفاقاً مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في الدوحة لتشكيل حكومة وحدة 'مؤقتة' مكونة من التكنوقراط على أن يكون أبو مازن نفسه رئيساً الوزراء. وقد وافقا أيضاً على تأجيل الانتخابات العامة دون تثبيت موعد محدد.

لقد كانت تلك بمثابة مفاجأة مذهلة حيث وافق مشعل على الأقل ضمنياً على تقديم تنازلات كبرى لتفكيك حكومة &laqascii117o;حماس" التي حكمت قطاع غزة على مدى السنوات الخمس الماضية والسماح لإدارة السلطة الفلسطينية (والأجهزة الأمنية؟) باستئناف السيطرة على مختلف الوزارات. وقد بدا كما لو أن مشعل يضحّي بالقطاع المستقل الذي تحكمه &laqascii117o;حماس" على أمل أن تفوز &laqascii117o;حماس" في وقت ما في الانتخابات.

وعلاوة على ذلك خرج مشعل ببضعة تصريحات حبّذ فيها 'الكفاح الشعبي' وهو المصطلح الذي يرمز إلى المواجهة غير المسلحة ضد إسرائيل. وقد فُهم ذلك على أنه يعني بأنه كان مستعداً لوقف استخدام الرصاص والصواريخ وهو ما يعتبر مناقضاً لإخلاص &laqascii117o;حماس" التقليدي لمفهوم 'المقاومة المسلحة.' وقد عبّر أيضاً عن قبوله بدولة فلسطينية ضمن حدود عام 1967 على الرغم من أنه قد شدد بأنه لن يكون هناك أي سلام أو اعتراف بالكيان الصهيوني وأن الهدف سيظل هو تدمير إسرائيل. وبالنسبة للكثيرين في &laqascii117o;حماس" بدا كما لو أن مشعل كان ينحرف نحو مسار خطير في سعيه للتكيف مع 'الربيع العربي' بما يمنح منافسيهم في &laqascii117o;فتح" فوزاً يسيراً.

وقد اندلعت على الفور سلسلة من الاحتجاجات من قبل قادة قطاع غزة - ناهيك عن تلك التي قام بها سكان الضفة الغربية. وقد اتُهم مشعل بأنه يعمل من وراء ظهر مؤسسات &laqascii117o;حماس" وينحرف عن السياسات المتبعة. وقد تصدر خصم مشعل القديم الدكتور محمود الزهار هذا المشهد علناً لكن الكثيرين انضموا إليه أثناء جلسات الأبواب المغلقة لاجتماعات &laqascii117o;حماس" في الخرطوم ومن ثم في القاهرة. ووُصفت خطة تعيين عباس رئيساً للوزراء بأنها 'غير دستورية.'

وقد شرع رئيس وزراء حكومة &laqascii117o;حماس" في غزة إسماعيل هنية في جولة لعدد من الدول العربية متجنباً أي تلميح بدعم &laqascii117o;اتفاقية الدوحة" ثم تجاهل تحذيرات من دول الخليج وجماعة &laqascii117o;الإخوان المسلمين" وقام بزيارة إلى إيران حازت قدراً كبيراً من الدعاية، وقبَّل واحتضن المرشد الأعلى علي خامنئي، وطلب منه مساعدة مالية مباشرة لغزة. وفي عودته إلى القاهرة تصادف أن هتف له الحشد في الجامع الأزهر أثناء صلاة الجمعة وصرخوا 'تسقط إيران ويسقط &laqascii117o;حزب الله"!'

وهكذا، نجد الآن أن عملية المصالحة التي هي محل تفاوض دوماً بين &laqascii117o;حماس" و&laqascii117o;فتح" قد تعرقلت مرة أخرى. ويصر عباس على تنفيذ الاتفاق المبرم مع مشعل فيما يطالب غالبية قادة &laqascii117o;حماس" بإجراء 'تعديلات' على &laqascii117o;اتفاقية الدوحة". إن الاحتفاظ بسيطرة أمنية حصرية على القطاع هو بالتأكيد الشرط الذي تريده &laqascii117o;حماس" الآن، مثله مثل الطلب بحق الاعتراض على تعيين جميع الوزراء.

وما يزال الطرفان يتباحثان في القاهرة لكن ليس باستطاعهما حتى الآن الاتفاق على زيارة عباس لغزة. وقد ظهر الجدل البيني داخل &laqascii117o;حماس" إلى العلن.

لقد فقدت الحركة القدرة على التظاهر بالتماسك، حيث تحتدم المعركة الآن على القيادة والتوجيه.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد