صحافة دولية » أخبار ومقالات من صحف ومجلات ومواقع أجنبية

- موقع 'سي أن أن'
بايدن: إيران لن تتمكن من تهديدنا بأمريكا الجنوبية

 قال نائب الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إن الروابط التي تمدها إيران بكثافة مع دول أمريكا الجنوبية لن تساعدها على ضمان نفوذ كبير في النصف الغربي من العالم، يسمح لها بتهديد الولايات المتحدة.

وقال بايدن، في مقابلة مع 'سي أن أن' حول نتائج جولة الرئيس الإيراني، محمود أحمد نجاد، الأخيرة في أمريكا اللاتينية: 'لدينا القدرات الكاملة للتأكد من أن هذا الأمر لن يحصل أبداً.' وكان نجاد قد زار أربع دول في أمريكا الجنوبية مطلع العام الجاري، بحثاً عن دعم دولي لبلاده في ظل العقوبات التي تفرضها عواصم غربية عليها والحصار الاقتصاد الخانق الذي يعاني منه الاقتصاد الإيراني بسبب الملف النووي. ودفعت هذه الزيارة إلينا روسلاتينين، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، إلى التعبير عن قلقها حول التحالف الوطيد بين إيران وعدد من قادة أمريكا الجنوبية، وعلى رأسهم الرئيس الفنزويلي، هوغو شافيز.

وقالت روسلاتينين، في جلسة استماع لمجلس النواب قبل أسابيع: 'هذا التحالف يجعل من إيران تهديداً مباشراً لنا من خلال منح الحرس الثوري وفيلق القدس، وتنظيمات مرتبطة بها مثل حزب الله اللبناني، منصة في المنطقة تسمح لها بشن هجمات ضد الولايات المتحدة أو ضد مصالحها ومصالح حلفاء لها.'

غير أن بايدن قلل خلال المقابلة من أهمية هذا المخاوف، وقال إن القلق حول تزايد النفوذ الإيراني في الدول الواقعة جنوبي الولايات المتحدة 'مبالغ فيه.'وأضاف بايدن: 'الناس تتحدث عن حزب الله وعن الدعم الإيراني عبر السلاح وسواه، ولكن يمكنني التأكيد أن طهران لن تمتلك قدرة التحول إلى مصدر تهديد للولايات المتحدة في النصف الغربي' من العالم.

وذكر بايدن، أن زيارته الأخيرة إلى المكسيك وهندوراس 'كانت ناجحة' وتركزت حول قضايا التعامل مع العنف الداخلي، وأشار إلى أن قادة أمريكا الوسطى طلبوا المساعدة الأمريكية في تدريب الشرطة المحلية.ويعتبر عدد من قادة دول أمريكا الوسطى والجنوبية أن الصراع على تهريب المخدرات إلى السوق الأمريكية هو السبب الرئيسي للعنف الداخلي في دولهم، غير أن بايدن قال إن الولايات المتحدة تعتبر الموضوع 'مسؤولية مشتركة' بين الجميع، داعياً دول القارة إلى زيادة جهود مكافحة إنتاج المخدرات على أراضيها.

يشار إلى أن الولايات المتحدة مارست نفوذها لعقود في دول أمريكا الوسطى والجنوبية، قبل أن تتوتر العلاقات بينها وبين عدد من الدول بسبب وصول قيادات يسارية إلى السلطة، وسبق للإعلام الدولي أن أورد العديد من التقارير حول تزايد التعاون الاقتصادي والعسكري بين إيران وبعض تلك الدول.

- 'سي أن أن':
أمانو: لا أستطيع الجزم بأن 'نووي' إيران سلمي

قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو، الأربعاء، إنه لا يمكنه الجزم في ما إذا كانت المنشآت النووية الإيرانية وأنشطتها المتعلقة بذلك مخصصة للأغراض السلمية فقط.
وأضاف أمانو في مقابلة مع شبكة 'سي أن أن' أن 'إيران لا تخبرنا بكل شيء، وهذا هو انطباعي.. نحن نطالب إيران بالتشارك معنا بشكل استباقي.. وهي مطالبة ببعض الأجوبة.'

وأشار المسؤول الدولي إلى أن 'هناك منشآت نووية غير المعلن عنها،' مضيفا 'بالنسبة لهذه المرافق والأنشطة، لا استطيع أن أقول إنها للأغراض السلمية.. قد يكون هناك غيرها من المرافق التي لم يعلن عنها، ونحن لدينا دليل أو معلومات أن إيران تشارك في الأنشطة ذات الصلة في تطوير الأجهزة المتفجرة النووية.' وتأتي تصريحات أمانو بعد يوم من عرض الولايات المتحدة استئناف المباحثات مع إيران حول برنامجها النووي، في وقت تتزايد فيه المخاوف من توجيه إسرائيل ضربة وشيكة لمنشآت نووية إيرانية.

وكشفت مسؤولة السياسية الخارجية بالاتحاد الأوروبي، كاثرين أشتون، أن المجموعة المعروفة باسم (5+1)، والتي تضم كلاً من الولايات المتحدة، وروسيا، وفرنسا، وبريطانيا، والصين، إضافة إلى ألمانيا، عرضت استئناف المباحثات النووية مع طهران، رداً على رسالة سابقة بعثت بها إيران الشهر الماضي. وتشتبه الولايات المتحدة والغرب وإسرائيل بسعي إيران لإنتاج أسلحة نووية، فيما تقول طهران إن برنامجها النووي مصمم لأغراض مدنية. كما أن الولايات المتحدة تخشى من تعرض مصالحها للخطر، إذا وجهت إسرائيل ضربة عسكرية لإيران في هذه المرحلة.


- 'سي أن أن':
صور تكشف نشاطات بقاعدة إيرانية وبيان دولي موحد تجاهها

 قال مصدر دبلوماسي غربي إن 'مجموعة الستة' المتابعة للملف النووي الإيراني، والمكونة من الدول الدائمة العضوية بمجلس الأمن، ومعها ألمانيا، اتفقت على نص بيان مشترك ستقدمه في اجتماع الوكالة الدولية للطاقة الذرية الخميس، بينما أشارت صور من أقمار صناعية لنشاط مريب في موقع 'برشين' الإيراني العسكري.

وذكر المصدر لـ'سي أن أن' أن البيان 'سيعكس القلق حيال نشاطات إيران النووية، بما في ذلك عمليات تخصيب اليورانيوم الجارية في منشأتي نتانز وفردو، وسيطلب من مدير الوكالة الدولية تقديم تقارير حول مدى تقدم إيران في الوفاء بتعهداتها الدولية.' وأضاف المصدر أن أهمية البيان المشترك تنبع من واقع أن الدول المشاركة في 'مجموعة الستة' والتي تتولى التفاوض مع إيران، تقدم اليوم 'رؤية مشتركة' حول القضية، بعد أن كان من الصعب التوصل إلى إجماع في وجهات نظرها.

وتابع بالقول: 'نتمنى أن يساعد البيان المشترك على عزل إيران وإظهار أن روسيا والصين باتا مع المعسكر الغربي لجهة دعوة إيران إلى الالتزام بواجباتها.'

وفي سياق متصل، كشف مصادر دبلوماسية لـ'سي أن أن' أن صور الأقمار الصناعية التي ترصد منشأة برشين العسكرية الإيرانية أظهرت نشاطات لشاحنات وآليات تزيل التربة في الموقع، ما يثير الشك حول الموقع الذي سبق لطهران أن رفضت السماح للمفتشين الدوليين دخوله، قبل أن تعرض إمكانية زيارته في وقت لاحق.

وقالت تلك المصادر إن الصور قد تدعم المعلومات التي كانت قد تسربت من أوساط الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والتي اتهمت إيران بالسعي لـ'تنظيف' المنشأة قبل وصول المفتشين إليها. وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد أعربت عن قلقها حيال إمكانية وجود نشاطات سرية في برشين، تشمل تجارب على أجهزة تفجير مخصصة لإطلاق أسلحة نووية، مضيفة أن تفجيرات اختبارية جرت بالفعل داخل مستوعبات معدنية في الموقع.

غير أن ديفيد أولبرايت، مدير معهد العلوم والأمن الدولي، قال لـ'سي أن أن' إن الصور غير كافية لتقديم أدلة واضحة حول ما يجري، مضيفاً أن بعثات التفتيش التي تعمل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بحاجة للحصول على المزيد من المعلومات. وبحسب أولبرايت، فإن معظم التجارب العسكرية المخصصة للبرنامج النووي الإيراني جرت خلال الفترة ما بين عامي 2002 و2003، ولم يستبعد استمرارها في السنوات اللاحقة، غير أنه قال بأن أدلة حصول ذلك 'ضعيفة،' ولكنها كافية لتبرير حصول زيارات إلى الموقع ومتابعة ما يجري فيه.

واستبعد أولبرايت إمكانية العثور على أدلة تؤكد إجراء إيران اختبارات على أجهزة تفجير لإطلاق الأسلحة النووية، حتى في حال حصولها، ورأى أن ما يجري حتى الساعة لا يبرر حصول ضربات جوية، بل يدعو إلى المزيد من المراقبة.


- صحيفة 'نيويورك تايمز'
أوباما طلب إعداد خيارات عسكرية مبدئية لسوريا / 'سي آن آن'

كشفت مصادر رفيعة المستوى في البنتاغون أن الرئيس باراك أوباما، طلب إعداد خيارات عسكرية مبدئية استجابة للعنف المتزايد في سوريا، إلا أنها أكدت بأن إدارة واشنطن لا تزال تعتقد بأن الضغوط الدبلوماسية والاقتصادية هما أفضل السبل لحماية السوريين من قمع نظام الأسد.

ويعكس تقييم الوضع في سوريا الذي قدمه رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، الجنرال مارتن ديمسبي، ووزير الدفاع، ليون بانيتا، خلال جلسة استماع بمجلس الشيوخ، تسييس إدارة واشنطن للصراع في سوريا مع اقتراب الانتخابات الرئاسية، حيث يبدي أوباما معارضته لفتح جبهة عسكرية جديدة بعد إنهائه حرب العراق واستعداده لوضع خاتمة لأخرى في أفغانستان.

وقال ديمبسي إن الخيارات قيد الدراسة وتتضمن توزيع مساعدات إنسانية بالجو، ورصد بالبحر والجو للجيش السوري وإنشاء منطقة حظر طيران، مشيراً إلى أن الرئيس طلب 'تقدير القيادة'، وهو مصلح  يعني 'التقييم المبدئي لوضع ومسارات محتملة لعمل عسكري،' بحسب الصحيفة الأمريكية. وبدوره قال وزير الدفاع إن الخطة العسكرية مازالت في مراحلها الأولية: 'لم نضع خطة مفصلة لأننا بانتظار توجيهات الرئيس.' وحذر بانيتا من التدخل العسكري الأميركي في سوريا، موضحاً أن واشنطن تعمل على إزالة نظام الأسد من خلال الضغط الدبلوماسي.


- صحيفة 'واشنطن بوست'
تآكل علاقات حماس بسوريا وإيران/ 'الجزيرة'

أشارت صحيفة 'واشنطن بوست' إلى ما وصفته بتعرض علاقات حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مع كل من سوريا وإيران إلى التآكل، وذلك في ظل ما يشهده البلدان من أزمات على المستويين الداخلي والخارجي.

وأشارت الصحيفة إلى إعلان حماس وقوفها إلى جانب ما سمته الانتفاضة الشعبية في سوريا وإلى أن من شأن ذلك الموقف أن يتسبب لحماس في انتقادات قاسية من جانب إيران التي تعتبر الحليف الوفي لسوريا والراعي للحركة في نفس الوقت، وأضافت أن حماس ربما تكون قد فضلت تأييد المعارضة السورية على الملاذ الآمن لها في دمشق. وأوضحت أن رئيس الحكومة المقالة أو من وصفته بزعيم حماس في غزة إسماعيل هنية حيا في كلمة ألقاها أمام المصلين بالجامع الأزهر في القاهرة أواخر شباط الماضي شعوب الربيع العربي وأنه حيا معها الشعب السوري في سعيه لنيل الحرية والديمقراطية والإصلاح. وأضافت أن قياديا آخر بارزا في حماس بقطاع غزة وهو صلاح البردويل خاطب آلاف المصلين الفلسطينيين قائلا إنه ليس هناك أي اعتبارات سياسية من شأنها أن تجعل الحركة تغمض عينيها عما يجري في الأرض السورية.

وقالت واشنطن بوست إن الحركات والجماعات الإسلامية السنية في الشرق الأوسط -ومن ضمنها حماس- بدأت تنهض وتأخذ بزمام أمورها بنفسها وإنها بدأت تنأى بنفسها عن الهيمنة الإيرانية، وأضافت أن البردويل نفى أن حماس تلعب دور وكيل عن إيران في حال هاجمت إسرائيل المنشآت النووية الإيرانية. وبينما أوضح البردويل أن طهران ستدافع عن نفسها أمام أي هجمات محتملة من جانب تل أبيب، وأن حماس غير معنية بأي حرب بالوكالة في الأزمة النووية الإيرانية، أشار أيضا إلى أن حماس لا يمكنها السكوت أو إغماض العين عن سفك الدماء والمجازر التي تشهدها سوريا على أيدي قوات الرئيس السوري بشار الأسد.

كما نسبت الصحيفة إلى النائب عن حماس إسماعيل الأشقر القول إن الفلسطينيين لا يريدون تكرار ما وصفه بغلطة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، وذلك إثر وقوف عرفات إلى جانب العراق في الأزمة التي وقعت بين العراق والكويت عام 1991، مما تسبب في طرد قرابة نصف مليون فلسطيني من الكويت. وقالت الصحيفة إنه انطلاقا من كل الظروف الراهنة في المنطقة والتي تتحكم في الموقف الفلسطيني، فإن رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل وافق على المصالحة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس برعاية قطرية.


- صحيفة 'الاندبندنت'
المعارضة السورية الممزقة في مواجهة شراسة هجمات النظام/ 'بي بي سي'

منذ انطلاق الانتفاضة ضد نظام بشار الأسد شهدت الساحة تكاثر الأطر السياسية والعسكرية للمعارضة وانقسامها، في مواجهة تركيز النظام لهجماته على المدن والبلدات المنتفضة، كما تكتب كيم سينغوبتا في صحيفة 'الاندبندنت'. في البداية تأسس ' المجلس الوطني السوري'، ثم تبعته 'لجنة التنسيق الوطنية' لتتبعها 'الجمعية الوطنية السورية'.

وعلى الصعيد العسكري لم يكن الوضع أفضل حالا، تقول الكاتبة، فقد تأسس في البداية 'جيش سوريا الحر' ثم تبعته 'حركة الضباط الأحرار' وأخيرا 'جيش التحرير السوري'. ومع اشتداد هجمة النظام على مراكز الانتفاضة تبدو المعارضة السورية أشد انقساما من أي وقت مضى. وبينما تحاول فصائل المعارضة خلق نوع من الإطار الذي يجمعها فإن اللقاءات التي عقدت في عمان وباريس وبروكسل لم تسفر عن نتائج حاسمة، تنسب الكاتبة لأحد الناشطين الذي يدعى قيس البيدي والذي شارك في أحد تلك الاجتماعات القول إن اللقاءات تمخضت عن بعض التقدم وإن كانت الخلافات ما زالت موجودة.

أما الشرخ الأكبر فهو بين قيادة الجناح المدني للثورة والأجنحة المقاتلة، كما تلاحظ الكاتبة التي تسوق مثالا على الاتهامات التي توجه للمجلس الوطني السوري على أنه 'ناد للمعارضين المقيمين خارج سوريا، الذين ينعمون بالأمان ويحضرون مؤتمرات دولية بتمويل قطري'.

وأوضح ناشط من حمص اسمه الحركي 'أبو بكر' للكاتبة سبب تشكيل 'الجمعية الوطنية السورية' التي تضم 20 شخصية من القياديين السابقين في المجلس الوطني،فقال 'ان الأطار الجديد تشكل لأن المجلس الوطني لا يمثل الناس في الشارع'، وعبر عن أمله أن تتمكن الأطر المعارضة من العمل سويا بدلا من الانقسام والتشرذم الحالي واشتكى من أن الانتفاضة سمعت الكثير من الأقوال ورأت القليل من الأفعال حتى الآن. ومن أوجه الخلاف بين الفصائل 'من سيتحكم بالأسلحة التي تصل من الخارج'، وفي هذا السياق أعلن برهان غليون زعيم المجلس الوطني تشكيل 'مجلس عسكري' يكون بمثابة 'وزارة دفاع' تقوم بتنسيق توزيع الأسلحة حسب الاحتياجات وأن الفصائل العسكرية وافقت، لكن قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد نفى أن يكون قد استشير بالموضوع.


- مجلة 'فورين بوليسي'
تجنب صفقة نووية سيئة مع إيران/ مايكل سينغ

قبلت الدول الخمس + 1 - التي تشمل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا والصين وروسيا - للتو عرضاً إيرانياً بإجراء محادثات نووية إضافية. وسوف تأتي هذه المحادثات في وقت حرج. فلقد صعّد الغرب بشكل كبير من الضغط على النظام الإيراني من خلال فرض عقوبات جديدة تستهدف صادرات النفط الإيرانية والمصرف الإيراني المركزي، وقد انتهج الرئيس الأمريكي أوباما في ملاحظاته يوم الأحد الرابع من آذار/مارس موقفاً أكثر تشدداً عما انتهجه في الماضي باستبعاده فكرة 'احتواء' إيران المسلحة النووية.

ومن ثم سوف تكون الخطوة التالية من المفاوضات اختباراً هاماً للفكرة القائلة بأن الضغط قد يرغم إيران على إعادة النظر في طموحاتها النووية، إلى جانب اختبار عزم الولايات المتحدة في مواجهة التعنت الإيراني.  مما لا شك فيه أن العقوبات على إيران كان لها أثر كبير، حيث خفضت قيمة العملة الإيرانية وزادت معدلات التضخم وجعلت من الصعب على الإيرانيين بيع النفط أو حتى شراء الطعام.

لكن إساءة الظروف المعيشية للإيرانيين ليس هدفاً للسياسة الأمريكية، بل في الواقع أن سياسة الولايات المتحدة كانت تتجنب على مدار سنوات التسبب في خلق معاناة واسعة النطاق في إيران. فهدف الولايات المتحدة هو وقف الأنشطة النووية الإيرانية، إلا أن ذلك لم يتم تحقيقه حتى الآن - حيث تعمل إيران على تشغيل المزيد من أجهزة الطرد المركزي كما تقوم بتصنيع وتخصيب اليورانيوم بدرجة أعلى من أي وقت مضى.


وإذا ما فشلت الجولة القادمة من المحادثات - كما حدث مع الجولات السابقة - في احراز تقدم فلن يكون أمام الولايات المتحدة من خيار سوى ممارسة المزيد من الضغوط، فيما سيكون لدى إسرائيل المزيد من الحوافز لتنفيذ هجوم ضد إيران. لكن هناك بديل آخر - وهو الذي لم يستبعده الرئيس أوباما - وهو أن الولايات المتحدة سوف تتراجع عن خطوطها الحمراء وتقبل بوجود إيران القادرة على تصنيع أسلحة نووية، لكنها غير مسلحة نووياً. إن ذلك سيكون سوء تقدير خطير. 

وفي حين أن الموقف الرسمي للولايات المتحدة ومجلس الأمن الدولي القائم منذ فترة طويلة هو أنه يتعين على إيران وقف تخصيب اليورانيوم كجزء من أي محادثات جادة، إلا أن واشنطن أظهرت مرونة تكتيكية في محاولة للسماح لإيران 'بحفظ ماء الوجه' وبدء المفاوضات. ففي الفترة من 2006 إلى 2008، عرضت الولايات المتحدة وحلفاؤها على طهران ما يسمى بصفقة 'التجميد مقابل التجميد' تقوم بموجبها إيران بالتجميد المؤقت لعمليات التخصيب الجديدة وفي المقابل سيقوم الغرب بتجميد العقوبات الجديدة، وذلك كمقدمة مختصرة للتعليق التام لكل من عمليات تخصيب اليورانيوم وتنفيذ العقوبات التي دعا إليها مجلس الأمن. 

وعلى نحو مماثل، ففي تشرين الأول/أكتوبر 2009، عرضت الولايات المتحدة وحلفاؤها مقايضة اليورانيوم الإيراني منخفض التخصيب بألواح الوقود التي تحتاجها إيران لتشغيل مفاعل طهران للأبحاث، والذي استخدمته في تصنيع النظائر الطبية. وقد أكدت واشنطن أن الغرض من ذلك الترتيب هو أن يكون بمثابة إجراء لبناء الثقة، لكنه لم يُلغ طلب الأمم المتحدة بأن تعلق إيران عمليات التخصيب.

غير أنه في الآونة الأخيرة ظهرت مؤشرات على حدوث تحول في موقف الولايات المتحدة. ففي خطابه يوم الأحد، عمل الرئيس الأمريكي باجتهاد إلى الإشارة فقط إلى منع إيران من تطوير أسلحة نووية، وليس منعها من امتلاك قدرات تصنيع الأسلحة النووية. وبالمثل، أكد وزير الدفاع ليون بانيتا على أن الخط الأمريكي الأحمر هو ألا تطور إيران سلاحاً نووياً. وهذا يترك الباب مفتوحاً لاحتمالية تقبل واشنطن لامتلاك قدرات الأسلحة النووية 'الكامنة'، تحتفظ بموجبها إيران بمكونات يمكن استخدامها في الأسلحة من برنامجها النووي، مثل أعمال التخصيب، طالما امتنعت فعلاً عن بناء قنبلة نووية. 

لقد حث العديد من المحللين الرئيس أوباما على دراسة أحد الاقتراحات العديدة التي ستتيح لإيران مواصلة تخصيب اليورانيوم، لكن في ظل مراقبة أكثر قوة نوعاً ما. ومن بين تلك الاقتراحات ما يُطلق عليه الاقتراح الروسي، الذي ستتعامل إيران بموجبه مع أسئلة 'الوكالة الدولية للطاقة الذرية' على مراحل، وفي المقابل يقوم الغرب بتخفيف العقوبات. وكان هناك اقتراح آخر هو عبارة عن عرض مبهم تقدم به الرئيس الإيراني أحمدي نجاد أثناء زيارته إلى نيويورك في أيلول تتوقف بموجبه إيران من إنتاج اليورانيوم عالي التخصيب. 

إن مصدر الجاذبية في مثل هذه الصفقة من وجهة النظر الأمريكية هو واضح. إذ سوف تعتبر واشنطن تلك الصفقة بمثابة انتصار دبلوماسي حال دون وقوع حرب وحدّ من قدرات إيران النووية. وبالمثل، فإن النظام الإيراني بإرغامه الغرب على الاعتراف بمكانته النووية واحتفاظه ببرنامجه للتخصيب، سوف يشيد بذلك الاتفاق على أنه انتصار له.

وفي الواقع أن السماح لإيران بالاحتفاظ ببرنامجها لتخصيب اليورانيوم سوف ينطوي على مخاطر جمة للولايات المتحدة وحلفائها. ويُحذر 'معهد العلوم والأمن الدولي' من أنه 'بدون (وقف التخصيب)، فإن برنامج التخصيب الإيراني سوف يستمر في تنمية قدراته وزيادة قدرة إيران على تصنيع اليورانيوم عالي التخصيب بسرعة وربما في سرية لاستخدامه في الأسلحة النووية في محطات أجهزة الطرد المركزي التي تمتلكها'. 

وبمعنى آخر، سوف يستحوذ النظام الإيراني على الكعكة ويتناولها كذلك. وسوف تُخفق حملة العقوبات الحالية كما سيتم تخفيف العقوبات القائمة أو رفعها. كما سيتم استبعاد الهجوم العسكري فعلياً من على الطاولة، بما في ذلك الهجوم من جانب إسرائيل التي يرجح أن تشعر بقيود على شن هجوم على المرافق النووية بموافقة الولايات المتحدة. كما أن النظام الإيراني بنجاحه في تحدي ليس فقط الولايات المتحدة - بل مجلس الأمن بأجمعه - سوف يقوّي وضعه داخلياً. ولكن تهديد الأسلحة النووية الإيرانية لن يتم إزالته، وبدلاً من ذلك يمكن لإيران إتقان خبرتها النووية والتوقف قبل المرحلة الأخيرة فقط عن إنتاج سلاح نووي، أو بناء سلاح كهذا سراً. 

وفيما تدخل مواجهة واشنطن مع إيران مرحلة جديدة وأكثر خطورة، يتعين على الولايات المتحدة أن تتجنب الإغواء المتمثل في إعادة تعريف خطوطها الحمراء وأهدافها بطريقة لا تفي بمتطلبات أمنها القومي. إن الحيلولة دون وقوع الحرب ونزع فتيل التوترات من خلال اتباع تكتيكات ماهرة وسياسات ذكية أمر مقبول، لكن فعل ذلك عن طريق التنازل عن مصالح الولايات المتحدة الجوهرية ليس كذلك.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد