- صحيفة 'نيويورك تايمز'
الولاء للرئيس السوري قد يعزل حزب الله/ آن بارنارد
مزق مازن، وهو نجار ينظم تظاهرت ضد الرئيس السوري بشار الأسد في إحدى ضواحي دمشق، ملصقات حسن نصر الله، زعيم حزب الله، التي زينت سيارته وورشته يوما ما. وعلى غرار العديد من السوريين، كان مازن (35 عاما)، يجل السيد نصر الله لموقفه المواجه لإسرائيل. وكان مازن ينظر إلى حزب الله، الميليشيا اللبنانية والحزب السياسي، باعتباره بطل المستضعفين العرب، ليس فقط بالنسبة لقاعدته الشيعية وإنما أيضا لأهل السنة مثله. لكن حزب الله قد وقف الآن إلى جانب السيد الأسد خلال حملته الدموية على الثورة التي نشبت ضد حكمه. وبات مازن يرى حزب الله الآن كحزب طائفي يدعم الرئيس الأسد لأن خصومه هم في معظمهم من السنة. ويقول مازن 'أنا أكره حزب الله الآن'، مضيفا 'ينبغي على نصر الله أن يقف إلى جانب ثورة الشعب إذا كان يؤمن بالله '.
لقد خاطر السيد نصر الله عبر قراره الالتزام بتحالفه مع سوريا بمكانة حزب الله فضلا عن محاولاته بناء علاقات إسلامية في لبنان والعالم العربي. وعلى الرغم من أن قاعدة حزب الله في لبنان لا تزال قوية، فإن الحزب يواجه خطرا متزايدا بالانعزال، بل أن الأمر قد يتخطى ذلك بأن يجد الحزب نفسه في خضم حرب طائفية بين راعيته إيران، القوة الشيعية في المنطقة، والمملكة العربية السعودية، حامية مصالح السنة في الشرق الأوسط. بدورها، نأت حماس، حليفة حزب الله القديمة بنفسها عن حكومة الأسد، ونقلت مقراتها من دمشق، فيما وضع الثوار السنة في سوريا حزب الله في خانة الأعداء. وفي الداخل، يرى خصوم حزب الله اللبنانيين في المرحلة فرصة نادرة لتآكل قوته. وفي تعديل دقيق لخطابه جراء الوقائع الجديدة - وصمود الانتفاضة – خفف حزب الله من حدة لهجته. وأشار نصر الله بطريقة لطيفة لكنها حازمة في خطابات صيغت بعناية الشهر الماضي، إلى أن السيد الأسد لا يمكنه سحق الانتفاضة بالقوة، وأن عليه إلقاء السلاح والبحث عن تسوية سياسية. لقد اعترف نصر الله ضمنا بالغضب الأخلاقي المتزايد في العالم الإسلامي في ظل ارتفاع أعداد القتلى، وأشار بشكل غير مباشر إلى أن الحكومة السورية متهمة ب 'استهداف المدنيين' ودعا الرئيس الأسد إلى 'تقديم الحقائق للشعب.'
ويقول علي بركة، وهو مسؤول من حركة حماس يشارك في المحادثات 'لقد حاول السيد نصر الله شخصيا وراء الكواليس، بدء عملية مصالحة في وقت مبكر من الثورة، وهو يجدد هذه الجهود الآن'. وقال السيد بركة، الذي هو ممثل حركة حماس في بيروت 'إن نصر الله يرفض عمليات القتل على كلا الجانبين'. وأضاف بركة أن السيد نصر الله زار دمشق في نيسان من العام الماضي، وأقنع الرئيس الأسد بمحاولة التوصل إلى حل سياسي، بوساطة من حزب الله وحماس. لكن فيما بدأت حماس تمد يدها للمسلمين السنة في المعارضة، أُفشلت الخطة من قبل الحكومة السورية.
نادرا ما يسمح حزب الله بإجراء مقابلات رسمية، وقد رفض ذلك لعدة أشهر. ويشير مؤيدون وناشطون حاليون وسابقون في الحزب إلى أن الوضع يثير مخاوف من رد فعل عنيف ضد الشيعة وانه يختبر موالين يجب عليهم شرح موقف الحزب للآخرين، ولأنفسهم. وتقول ناشطة طلابية سابقة تمضي ساعات في الدفاع عن حزب الله على الفيسبوك، حيث تجادل أن القوات المارقة، لا السيد الأسد، هي المسؤولة عن 'الأخطاء 'إن السيد حسن نصر الله يلطف موقفه لأنه يريد تجنب الطلب من مؤيديه تحمل حرب أخرى'. وتضيف المرأة التي تعمل في أحدى مؤسسات حزب الله، أن السيد نصر الله 'لا يريد أن يعاني أنصاره'، مشيرة إلى أن بعضهم لا يزال يشعر 'بكسر داخلي' جراء حرب 2006 مع إسرائيل وأنهم 'لا يريدون المزيد من الضغوط'.
إن الأزمة السورية تختبر تناقضات حزب الله الممتدة منذ فترة طويلة. إن الحزب يعتمد على التأييد الشعبي، لكنه وفي بعض الأحيان يتصرف بشكل استبدادي مطلق. وحزب الله هو مجموعة وطنية تأسست لمحاربة الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان، ولكنه يدين بقوتها العسكرية – فضلا عن الأموال التي أعادت بناء الجنوب بعد حرب عام 2006 - إلى رغبة إيران بفرض قوة لها؛ وفيما يصنف الحزب نفسه على انه حزب إسلامي، إلا انه يعتمد على دعم صلب من شيعة لبنان الذين اكسبهم الحزب قوة حرموا منها لفترة طويلة منذ أن أصبحت المجموعة الميليشيا الأكثر شراسة في منطقة الشرق الأوسط وأقوى قوة سياسية في لبنان. بشكل رئيسي، حاز حزب الله على الاحترام عبر تمسكه بمبادئه، حتى بين الطوائف المتناحرة والقوى اليسارية في بيروت التي تشكك بالمحافظين الدينيين. لكنه يدفع الآن ثمن سياسته البراغماتية في سوريا.وبالنسبة لشابة الجامعية تعمل في مجال الرعاية الصحية وأيدت حزب الله طوال حياتها، إن دعم الحزب للسيد الأسد يبقي الإيمان قائما بالمبدأ الأهم على الإطلاق : وهو معاداة إسرائيل. وقالت الشابة لأصدقائها في مقهى على شاطئ بحر صيدا بعد التسوق في مركز تجاري جديد 'إن هذه الثورة ليست مصنوعة في سوريا، إن الهدف الحقيقي هو لبنان والمقاومة'. وقالت الشابة، مرددة خطاب الحزب، إن الولايات المتحدة وحلفائها العرب أشعلوا ثورة في سوريا لمعاقبة حزب الله على محاربة الإسرائيليين في عام 2006.
لكن هذا الجدال دحضته حماس. فالحركة الفلسطينية لم تتمكن من التبرؤ من الثوار السنة في سوريا، وأعلنت وقوفها على الحياد، الأمر الذي أثار غضب الرئيس الأسد، ثم نقلت قيادتها من دمشق. وقد ذهب بعض قادة حماس في قطاع غزة إلى ابعد من ذلك، مشيدين بالثورة السورية أمام الحشود التي صرخت، 'لا، لا، لحزب الله.'محروما من غطاء حماس السياسي، اُتهم حزب الله بالكراهية الطائفية، الذي كان هو نفسه هدفا لها . وقد احرق الثوار السوريون علم حزب الله، وزعموا أن قناصة الحزب يقتلون المدنيين في سوريا، وأطلقوا على كتائبهم أسماء مقاتلين تاريخيين انتصروا على الشيعة في معارك انشقاق الإسلام الأولى . في البداية اعتقد بعض المحللين أنه في حال تشكيل حكومة سنية في دمشق فإنها قد تدعم حزب الله ضد إسرائيل. لكن الآن، يقول مايكل وحيد حنا من مؤسسة القرن، أن حزب الله قد أضاع فرصته في ذلك .وقد وضع أنصار حزب الله، الذين رفضوا جميعهم الكشف عن هوياتهم لأن الحزب لا يشجع على إجراء مقابلات صحفية، مخاوفهم في اطر طائفية. حيث أبدى احدهم قلقه من وصول السنة إلى السلطة في سوريا، قائلا أنهم سيمنعون الشيعة من الوصول إلى المزارات هناك وفي العراق، كما تتنبأ النصوص الشيعية. فيما أعرب مؤيد آخر عن اعتقاده بان المتطرفين السنة قد يقصفون مناطق حزب الله. لا يبدو أن هناك خطر أن يخسر حزب الله أنصاره المتشددين. لكن بعض مؤيديه لديهم أسئلة.
في مقهى صيدا، أعلنت العاملة في مجال الرعاية الصحية أن السوريين الذين يتمتعون بنظام تعليم مجاني ورعاية طبية، ليس لديهم سبب يستدعيهم للثورة. فيما اختلفت معها صديقتها، وهي شيعية من معقل حزب الله في جنوب لبنان، قائلة &ldqascii117o;لديهم أشياء، لكنهم يقاتلون من أجل حقوقهم'. وقال مؤيد في الضاحية، معقل حزب الله في بيروت، أن قناة الجزيرة تزور أعمالا وحشية وتلقي بلومها على الحكومة. فسخر منه صديقه قائلا إن سقوط الرئيس الأسد سيكون سيئا بالنسبة للشيعة، لكن الأسد 'يذبح شعبه'. وقال احد أعضاء حزب الله أن قصف الحكومة السورية قد قتل الكثير من المدنيين، ولكنه مبرر لأن الضحايا تركوا المتمردين يستخدمون منازلهم 'كمخابئ.' علما أن إسرائيل كانت قد استخدمت حجة مماثلة، والتي أدانها حزب الله، للدفاع عن قصفها لأحياء حزب الله في عام 2006. وأشار السيد بركة من حماس إلى أن قادة حزب الله، الذين يثمنون سمعتهم الأخلاقية، انزعجوا من عمليات'قتل الأبرياء' على كلا الجانبين وأنهم يدركون أن الحكومة تتحمل المسؤولية. وأضاف 'إنهم يدركون ذلك'. وقال بركة أنه تحدث إلى السيد نصر الله مدة خمس ساعات في 9 آذار، حيث قال له أن أيا من الطرفين لا يمكن أن يفوز عبر استخدام القوة. في 14 آذار ذكرت صحيفة السفير الموالية لحزب الله، أن حزب الله بارك مرة أخرى جهود حماس لإجراء محادثات مع المعارضة عبر اتصالاتها مع جماعة الإخوان المسلمين. في اليوم التالي، وفيما أصر السيد الأسد على أن يوقف المتمردون إطلاق النار أولا، دعا السيد نصر الله جميع السوريين - 'الشعب، والنظام، والدولة والجيش' - إلى إلقاء أسلحتهم 'في وقت واحد.' ودعا نصر الله في وقت لاحق إلى إجراء إصلاحات 'جادة وحقيقية'. وقال نصر الله، مشيرا إلى 'اعتبارات دينية وقومية عربية وأخلاقية'، أن إيجاد حل سياسي هو واجب الجميع الذي 'تخفق قلوبهم تعاطفا مع الشعب السوري - رجالا ونساءا وأطفالا ومسنين'. وقد كانت تلك الملاحظة موجهة للمملكة العربية السعودية لمحاولتها تسليح المتمردين، ولكنها أيضا شكلت تأييدا للاستياء الإقليمي من عمليات القتل.حتى بالنسبة لأنصار حزب الله الذين يعتبرون أن الثورة السورية قامت بإيحاء خارجي، فإن فكرة الثورة هناك تلقى صدى طبيعيا. وقالت الناشطة الطلابية السابقة في مكتبها 'على الشعب العربي أن يستيقظ'. 'كيف تقضي يومك أيها الشاب العربي؟ تشاهد الليدي غاغا، وتدخن النرجيلة'.ثم حلمت بثورة 'نظيفة ونقية' في العالم العربي. وأضافت 'لو أنها كانت ثورة حقيقية، نابعة من إرادة الشعب حقا': 'فإن الأمر لن يكون جيدا فقط، بل سيكون عظيما'.
- صحيفة 'ديلي تلغراف'
مهاجمة إسرائيل لإيران تهدد أوباما / 'الجزيرة'
قالت صحيفة 'ديلي تلغراف' إن دعاة الحرب في إسرائيل متلهفون للانقضاض على إيران، وتساءلت إن كان بمقدور الرئيس باراك أوباما أن يوقفها. وأضافت الصحيفة أنه في الظروف المثالية سيفضل أوباما حتما تأجيل القضية الملتهبة لبرنامج إيران النووي إلى ما بعد انتهاء سباق الرئاسة هذا العام. لكن للأسف لن يتحمل أوباما هذا الترف ما لم يكن هناك تغير جذري في طريقة معالجة إيران للأزمة النووية المتعمقة.
وأضافت الصحيفة أن 'السبب الوحيد في أننا لم نستيقظ، الأيام الأخيرة' على مفاجأة أن الطائرات الحربية الإسرائيلية شنت سلسلة غارات قصف مدمرة ضد منشآت إيران النووية هو الطلب الشخصي الذي وجهه أوباما لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عندما زار البيت الأبيض الشهر الماضي. فقد طمأن أوباما نتنياهو بأن أميركا لن تسمح مطلقا لإيران بامتلاك أسلحة نووية، وأنه يفضل ترك الجولة الجديدة من العقوبات الاقتصادية تأخذ مجراها. ومع ترنح الاقتصاد الإيراني، كما جادل أوباما، هناك دائما احتمال أن 'الملالي' الإيرانيين قد يتم إقناعهم بالتعقل والعودة لطاولة المفاوضات. بالإضافة إلى أن قصف إيران لن يخدم تطلعات إعادة انتخاب أوباما.
وأشارت الصحيفة إلى أنه من بين كل النقاشات التي دارت بينهما فإن الحوار الذي ترك أعمق انطباع على نتنياهو هو الضمان الأكيد بأن إدارة أوباما لن تتسامح أبدا مع إيران مسلحة نوويا، ولهذا السبب أجلت إسرائيل خطط القصف في الوقت الحالي. لكن صورة أوباما المصقولة بعناية كرئيس مناهض للحرب ما زال بالإمكان أن تهتز إذا واصل الإيرانيون نهج التحدي للغرب، وهو ما يبدو واضحا، وكان أوضح مثال له الهجوم على السفارة البريطانية بطهران في تشرين الثاني الماضي. وأشارت الصحيفة إلى أن قدرة أوباما على ردع من وصفتهم بـ 'كلاب' الحرب الإسرائيلية تتوقف إلى حد كبير على ما إذا كانت الجولة الأخيرة للعقوبات الأممية على إيران لها تأثير مفيد على المراجع الدينية هناك، وإقناعهم بإظهار أنهم جادون بشأن استئناف المباحثات، لكن المبشرات لا تبدو جيدة.
واردفت الصحيفة أن العقوبات قد تؤثر في مستويات المعيشة للإيرانيين العاديين، لكن هذا لم يمنع النظام من دفع نحو 1.59 مليار دولار لتمويل مشتريات الرئيس السوري بشار الأسد لأحدث الأسلحة من روسيا. ودمشق هي أقرب حليف إقليمي لطهران ومن وصفتهم بـ'الملالي' يصممون على ضمان بقاء نظام الأسد. ومن أجل ذلك يسعون بكل طريقة لتوفير كم هائل من الذخيرة لسحق الحركة الاحتجاجية المناوئة للحكومة. وختمت بأن استمرار هذا التوجه المتحدي من جانب إيران يحمل بعض الأنباء السيئة لأوباما. فإذا لم يكن هناك تغيير كبير في موقف إيران، مع نهاية الصيف، فإن لغط عمل عسكري سيبدأ من جديد عندما تصبح أحوال الطقس بالشرق الأوسط مواتية لهجوم ناجح. وإذا حدث ذلك فقد يجد أوباما نفسه يدير حملة إعادة انتخابه في وسط الحرب التي سعي جاهدا لتفاديها.
- صحيفة 'الغارديان'
انشقاق دولي حول تسليح المعارضة في سوريا
ذكرت صحيفة 'الغارديان' أن كلا من المملكة العربية السعودية وقطر قد طالبتا المجتمع الدولي بعدم إمداد المعارضة السورية بالسلاح، وذلك في سبيل دعم الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة حاليا لإنهاء الأزمة السورية من خلال إيجاد حل سياسي للأزمة التي تشهدها سوريا منذ أكثر من عام، رغم الخلافات التي ثارت بين القوى الغربية، وبعض دول الخليج خلال مؤتمر أصدقاء سوريا الأخير، حول تقديم دعم مالي للجيش السوري الحر.
وأضافت الصحيفة أن هناك مخاوف كبيرة من الإقدام على تسليح المعارضة السورية، على اعتبار أن مثل هذه الخطوة قد تؤدى إلى مزيد من العنف خلال المرحلة المقبلة، وبالتالي مقتل المزيد من المدنيين الذين وصل عددهم إلى أكثر من عشرة آلاف قتيل منذ بداية الانتفاضة في سوريا العام الماضي. وأضافت الصحيفة البريطانية أن هناك دعما كبيرا من جانب خصومه من القادة العرب، للمعارضة السورية التي تسعى للإطاحة به، وإن كان هذا الدعم مازال في إطار من السرية، إلا أن النظام البعث في سوريا مازال يعانى من ضغط دولي شديد من أجل التنحي وترك الحكم.
وأوضحت 'الغارديان' أنه في الوقت الذي أكد فيه عدد من المسئولين البريطانيين أنه لا يوجد دليل دامغ وواضح على قيام بعض الحكومات، بتسليح قوات المعارضة في سوريا، إلا أنه بعض المصادر قد أكدت أن السلطات السعودية قد تجاهلت قيام بعض رجال الأعمال السوريين بشراء أسلحة بمبالغ طائلة، وقاموا بتهريبها إلى قوات المتمردين في سوريا عبر الحدود مع لبنان.
وأكد مصطفي ألانى – الباحث بمؤسسة الخليج للدراسات الإستراتيجية – أن قرار تسليح وتمويل المعارضة في سوريا قد تم اتخاذه بالفعل، إلا أنه مازال لم يطبق حتى الآن. وأضافت الصحيفة البريطانية أن قطر التي سبق وأن قامت بتقديم الدعم للمتمردين في ليبيا من أجل إسقاط العقيد الراحل معمر القذافي، قد وضعت برنامجا لضخ عشرات الملايين من الدولارات لإمداد المعارضة السورية بأسلحة مضادة للدبابات والصواريخ، إلا أن هذا البرنامج قد لاقى معارضة شديدة من جانب أطراف عديدة بالمجتمع الدولي.
من ناحية أخرى، حذر وزير الخارجية الروسي سيرجى لافروف الأربعاء الماضي من تداعيات الإقدام على تسليح المعارضة في سوريا، مؤكدا أن قوات المتمردين لن تقدر على مجاراة القوات الحكومية التابعة لنظام بشار الأسد، حتى في حالة تلقيها لمساعدات عسكرية من جانب الدول الأخرى، في حين أن كلا من مصر والعراق قد تبنيا موقفا مناوئا لفكرة تسليح المعارضة على أساس أن ذلك قد يؤدى إلى إشعال فتيل حرب أهلية طائفية في سوريا.
وقد أعرب وزير الخارجية البريطاني ويليام هيج عن رفضه لفكرة تسليح المعارضة، إلا أنه قد أكد أن المجتمع الدولي قد يكون مضطرا لذلك في حالة فشل المبادرة التي تقدم بها المبعوث الأممي كوفي عنان والتي تقوم في الأساس على وقف إطلاق النار. وأضافت الصحيفة البريطانية أن هناك خلافا كبيرا قد ثار مؤخرا إبان مؤتمر أصدقاء سوريا والذي عقد الأحد الماضي في إسطنبول، ففي الوقت الذي أعرب فيه كافة المشاركين عن دعمهم لوقف إطلاق النار، إلا أنهم قد اختلفوا حول التعهدات التي قدمها بعض دول الخليج حول دفع مرتبات شهرية لأفراد الجيش السوري الحر، باعتبار الجناح المسلح الرئيسي للمعارضة السورية، باعتبار أن مثل هذه الخطوة قد تمثل غطاء لتسليح قوات المتمردين.
إلا أن بعض المحللين قد رأوا أن القيام بتقديم الدعم المالي للمعارضة في سوريا يهدف إلى فرض مزيد من الضغوط النفسية على نظام الأسد البعث، ولا يعبر عن استعداد القادة الخليجيين لنقض التزاماتهم بخطة عنان أو تسليح المعارضة، خاصة أن هناك إجماعا دوليا حول قبول المبادرة التي تقدم بها المبعوث الأممي للسلام. وأضاف المحلل السياسي عبد العزيز خميس أن المملكة العربية السعودية تسعى لفرض مزيد من السيطرة على الثورة السورية وأن تبدى اهتماما أكبر بالسوريين الذين ينتمون إلى الطائفة السنية والذين يعانون من القمع والقتل المتزايد من قبل النظام العلوي الذي يفرض قبضته على البلاد منذ الستينيات من القرن الماضي. في حين أن الولايات المتحدة قد أعربت عن رفضها لفكرة التسليح، خوفا من تداعيات وصول تلك الأسلحة إلى الجماعات الجهادية، لذلك فإن الإدارة الأمريكية قد قررت أن تقدم مساعدات إنسانية تكنولوجية فقط للمعارضة في سوريا، في حين أن الدول التي تقع على الحدود مع سوريا كالأردن وتركيا قد تفتح الباب أمام مرور المساعدات العسكرية للمعارضين السوريين عبر أراضيها وهو ما يزيد الموقف تعقيدا.
- صحيفة 'واشنطن بوست'
أردوغان وسيط أوباما لإيران/ 'الجزيرة'
ذكر ديفيد إغناتيوس أن الرئيس الأميركي باراك أوباما بعث برسالة شفهية إلى إيران، عبر رئيس الوزراء التركي، يشير فيها إلى أن الولايات المتحدة تقبل ببرنامج نووي سلمي في إيران إذا ما تعهد المرشد الأعلى علي خامنئي بالالتزام بتصريحاته العلنية التي تقضي بأن طهران لن تمضي قدما في الأسلحة النووية.
وقال الكاتب في مقاله في صحيفة 'واشنطن بوست' إن تلك الرسالة الشفهية نقلها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الذي زار طهران الأسبوع الماضي، بعد أيام من لقائه بأوباما في سول حيث ناقشا ما يمكن أن يبلغه أردوغان لخامنئي بشأن الملفين الإيراني والسوري. وأشار إلى أن أوباما نصح أردوغان بأن على الإيرانيين أن يدركوا بأن الوقت ينفد أمام أي تسوية سلمية، وأن على طهران أن تستفيد من الفرصة الراهنة للمفاوضات.
ورغم أن أوباما لم يحدد ما إذا كان سيسمح لطهران بتخصيب اليورانيوم محليا كجزء من البرنامج المدني الذي تدعمه الولايات المتحدة، أم لا، مشيرا إلى أن تلك القضية الحساسة ستبقى محل تفاوض يفترض أن يبدأ في الثالث عشر من الشهر الجاري، في مكان لم يحدد بعد. ويشير الكاتب إلى أن أردوغان وافق على نقل وجهات نظر أوباما لخامنئي الذي يعتقد أنه التقاه الخميس الماضي. غير أن التحدي أمام المتفاوضين -يقول إغناشيوس- يكمن في إمكانية تحويل خطاب خامنئي الذي اعتبر امتلاك السلاح النووي خطيئة، إلى التزام جاد وملموس تجاه عدم تصنيع القنبلة النووية. وتابع أن الطريق الدبلوماسي ما زال متعثرا، مدللا على ذلك بما وصفه بالتلكؤ بتحديد مكان المفاوضات، ولا سيما بعد رفض طهران الاقتراح باختيار إسطنبول وتلميحها بعقد المفاوضات بالعراق أو الصين.
المسؤولون الأميركيون يرون بهذا 'التلكؤ' مؤشرا على أن القيادة الإيرانية ما زالت تحاول تأطير موقفها التفاوضي. أما استخدام أردوغان قناة خلفية لإيران، فيراه الكاتب بأنه أوضح دليل على العلاقة الوثيقة بين أوباما والقيادي التركي. ويقول إغناشيوس إن المؤشر على دور أردوغان كوسيط اتضح باصطحابه باجتماعاته مع أوباما وخامنئي لرئيس جهاز المخابرات هاكان فيدان الذي يقيم علاقات وطيدة مع قاسم سليماني رئيس قوة القدس الإيرانية والمستشار المقرب من خامنئي بشأن الأمن.
- مجلة 'التايم'
لماذا ترحب واشنطن بإخوان مصر؟/ 'الجزيرة'
تساءلت مجلة 'التايم' عن الأسباب التي قد تجعل الولايات المتحدة ترحب بشكل سري بوصول جماعة الإخوان المسلمين إلى سدة الرئاسة في مصر، وأشارت إلى ما وصفته بقلق الليبراليين والعلمانيين من قرار الإخوان الأخير ترشيح خيرت الشاطر لانتخابات الرئاسة المزمع إجراؤها الشهر القادم. وقالت إن قرار ترشيح الشاطر أثار غضب العديد من أعضاء الجماعة نفسها، في الوقت الذي ترى فيه واشنطن ترشح الشاطر لمنصب الرئيس المصري على أنه ربما يعكس مدى تغير الأوضاع في المشهد السياسي المصري، بالمقارنة مع تلك الأيام التي كانت تعلق فيها الولايات المتحدة آمالها السياسية على قدرة نظام الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك على اعتقال شخصيات مثل الشاطر وغيره.
وأشارت المجلة إلى أن مرشح الإخوان المسلمين المهندس المليونير خيرت الشاطر (62 عاما) رجل اقتصاد مجدد، وأنه سيسعى لإنقاذ الاقتصاد المصري المحتضر أكثر من سعيه للدخول في مواجهة مع إسرائيل والولايات المتحدة. وأضافت تايم أنه يشار إلى الشاطر بوصفه يمثل شخصية معتدلة لا تسعى للاصطدام مع إسرائيل أو مع الولايات المتحدة، وأنه يوصف كذلك بأنه خبير اقتصادي يسعى لاستخدام أمواله في بناء وإنعاش الاقتصاد المصري.
وأوضحت أن الولايات المتحدة ترى أن الإخوان المسلمين يمثلون بديلا أكثر جاذبية من التيار السلفي المتشدد الذي استخدمه مبارك كفزاعة خلال العقود الماضية. وأشارت تايم إلى احتمال أن يحشد العلمانيون أصواتهم لصالح شخصية مثل الأمين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى، في مقابل قرار جماعة الإخوان المسلمين الترشح لسدة الحكم في مصر ما بعد مبارك.
- 'ديلي تلغراف'
الأسد يكسب الوقت/ 'الجزيرة'
رأت صحيفة 'ديلي تلغراف' إن قلة عدة وعتاد الثوار وانقسام المعارضة سمح للرئيس السوري بالتشبث بالسلطة، مشيرة إلى أنه عندما يسقط أحد الثوار في القتال تكون أولوية زملائه الأولى هي استرجاع سلاحه وذخيرته، فيما يأتي دفنه في المرتبة الثانية من شدة حاجتهم للوازم الحرب الأساسية. وبدا الموقف رهيبا لأعداء الرئيس بشار الأسد منذ أن شن الجيش السوري هجوما مضادا وشرسا.
وكانت الوديان وغابات الصنوبر بمحافظة إدلب على الحدود الشمالية مع تركيا مسرحا مثاليا لحملة عنيفة استعادت المبادرة العسكرية للسلطة بعد عام من الثورة. وتمضي الصحيفة للقول إن تحول الكفة لصالح الأسد بعد التنبؤ بسقوطه الوشيك جعل تركيا وحلفاءها الغربيين يعيدون سرا تقييم سياساتهم وقللوا من سقف آمالهم. وبعد أن كانوا واثقين بما يكفي للمصادقة على خطة سلام الجامعة العربية التي حثت الأسد على التنحي وتسليم السلطة لنائبه نفذ اليوم 'أصدقاء سوريا'، كما يسمي خصوم النظام الدوليين وبريطانيا وأميركا أنفسهم، تقهقرا سريا واختاروا المصادقة على الاقتراحات المتواضعة لكوفي أنان الأمين العام السابق للأمم المتحدة. وبدلا من المطالبة باستقالة الأسد تدعو هذه الخطة المكونة من ست نقاط إلى مباحثات سلام بالإضافة إلى وقف إطلاق النار وإطلاق سراح السجناء وفتح طريق لهيئات الإغاثة، وهو ما يعني أن خطة أنان تعترف ضمنا بحق الأسد في تمثيل نظامه.
وهكذا فإن مقترحات أنان ترقى إلى ما يمكن تسميته 'أكبر نجاح حتى الآن' لدبلوماسية الأسد التي كسب بها وقتا كثيرا وأعاد تشكيل نفسه كممثل في النقاشات بشأن مستقبل سوريا. ومما يضعف موقف الثوار أن بريطانيا وفرنسا -المقيدتين بحظر الأسلحة الذي فرضه الاتحاد الأوروبي على سوريا- استبعدتا تزويد الثوار بالأسلحة. لكن السعودية وقطر وعدتا علنا بتزويدهم. لكن حتى الآن ليس هناك إشارة لوصول أسلحة ويبدو أنه مجرد كلام، كما قال أحد قادة الثوار، وأن لا شيء يحدث على الأرض وأنها مجرد سياسة بجعل الناس متفائلين من أجل لا شيء. وبعيدا عن أي مساعدة خارجية يقول الثوار المقاتلون إنهم يمولون أنفسهم ذاتيا ببيع منازلهم وأراضيهم وماشيتهم لشراء أسلحتهم وذخيرتهم. وعلى صعيد آخر هناك المعارضة السورية التي لا تهتم إلا بنفسها ومستقبلها السياسي وتعيش حياة مترفة بأموال يمكن إدخالها لسوريا. وقالت الصحيفة إن مساعدة المعارضة السورية المنقسمة لتصير قوة متماسكة تمثل أولوية أساسية للحكومات الغربية. ويقر الدبلوماسيون فيما بينهم أن النظام السوري كسب لنفسه مزيدا من الوقت لكنهم ما زالوا يتوقعون أن الأسد سيسقط في النهاية. لقد كسب الأسد مهلة لكنه لن يتمكن من إعادة عقارب الساعة إلى حقبة ما قبل بداية الثورة. وختمت الصحيفة بأن الثوار يستطيعون استرداد عافيتهم إذا توفر لهم ثلاثة مقومات حيوية: ملاذ في دولة مجاورة، ومستويات هامة من التأييد الشعبي، وأنصار رسميون أقوياء. والجيش السوري الحر لديه كل المقومات الثلاثة. فتركيا توفر الملاذ الآمن والسعودية وقطر توفران المقومين الآخرين والمسألة هي توقيت البدء وحينها من المحتمل أن يتمكن الثوار من إعادة تجميع أنفسهم بنجاح.
- 'واشنطن بوست'
تدهور العلاقات العراقية العربية بعد القمة/ 'الجزيرة'
بدأت العلاقات العراقية العربية تتدهور، فقد سافر طارق الهاشمي -نائب الرئيس العراقي- إلى السعودية أمس بعد أن بدأ يتغير الشعور الودي الذي تولد بين العراق وجيرانه العرب في قمة بغداد التي كانت قبل أيام.
وقالت صحيفة 'واشنطن بوست' إن 'زيارة الهاشمي -الذي تطارده حكومة رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي- جاءت بعدما أعلن المسؤولون العراقيون أنهم ألغوا مؤتمر مصالحة وطنية كان مخططا له اليوم الخميس لتخفيف التوترات بين المالكي والفصائل السنية والكردية في حكومته الاتئلافية'. وقال رئيس البرلمان أسامة النجيفي إن الاجتماع تأجل إلى أجل غير مسمى بسبب 'الخلافات المتزايدة' حول مجموعة من القضايا، إحداها فقط مذكرة الاعتقال ضد الهاشمي.
وأشارت الصحيفة إلى أن زيارة الهاشمي للسعودية وإلغاء مؤتمر المصالحة سلط الضوء على الخطر بأن الأزمة السياسية المتفاقمة في العراق ستجذب إليها جيران البلد في وقت يزداد فيه الاستقطاب في المنطقة بسبب طريقة معالجة الاضطرابات في سوريا. فقد وافق المالكي على عقد مؤتمر المصالحة كتنازل في الدقيقة الأخيرة للسنة والأكراد قبيل قمة بغداد التي كانت الحكومة تأمل من ورائها أن يبرز العراق كبلد مستقر وآمن ومتقلد لمكانه الشرعي في سماء الأمة العربية بعد انسحاب القوات الأميركية في أواخر العام الماضي. لكن العلاقات مع الدول العربية منذ ذلك الحين كانت تتدهور بسرعة بالإضافة إلى أي آمال في أن العراق سرعان ما سيكون قادرا على حل مشاكله الداخلية. ففي يوم الأحد الماضي أصدر المالكي دفاعا قويا عن الرئيس السوري بشار الأسد قائلا إن خلعه من منصبه سيزعزع استقرار المنطقة. وفي نفس اليوم، في اجتماع مدعوم أميركيا لأصدقاء سوريا في إسطنبول أقرت السعودية خطة لتمويل وتجهيز الثوار السوريين.
وأشارت الصحيفة إلى أن تصريحات المالكي أثارت انتقادات غاضبة في الصحف السعودية التي غالبا ما تعكس التفكير الرسمي. فقد دعت صحيفة الشرق الأوسط في افتتاحية إلى فرض عقوبات على المالكي لـ'منع ظهور صدام جديد أو بشار آخر'. وقالت إن 'ما يفعله المالكي هو علامة على أن الحكومة العراقية الحالية لا يمكن الوثوق فيها تحت أي ظرف'. وأعادت صحف يومية أخرى للأذهان اتهامات سعودية قديمة بأن المالكي عميل لإيران، أقرب حليف لسوريا.
وتساءلت صحيفة الرياض 'هل المالكي صوت لإيران أم حاكم العراق؟'. وبعد لجوء الهاشمي لقطر -التي تؤيد بقوة الانتفاضة السورية والتي أرسلت مندوبا صغيرا لقمة بغداد- قال كمال الساعدي -وهو مسؤول كبير في حزب الدعوة الذي يتزعمه المالكي- إنه 'باستضافة قطر والسعودية للهاشمي فإنهما تقوضان التوددات العراقية'. وأضاف أن 'استقبال مجرم أمر ليس بجيد للعلاقات الدبلوماسية'. وبالإضافة إلى الاتهامات ضد الهاشمي فقد وضعت النزاعات بشأن إنتاج وصادرات وعقود النفط أكراد العراق في خلاف مع حكومة المالكي. حيث يتخوف السنة والأكراد من أن المالكي يجمع السلطة لنفسه على حسابهم وتحديا لاتفاق تقاسم السلطة الذي تم التوصل إليه في أربيل -عاصمة إقليم كردستان- قبل تشكيل الحكومة في 2010. وختمت الصحيفة بأن السنة والأكراد يريدون أن يعيد المالكي التزامه بالتقيد باتفاق أربيل لكن ائتلافه 'دولة القانون' يبدو غير مستعد حتى للوعد بوضعه على جدول أعمال مؤتمر المصالحة المؤجل.