- موقع 'كاونتر بانش'
هل جيفري فيلتمان هو صديق إيران المفضل في لبنان؟ / فرانكلين لامب
وصل مسؤولون إيرانيين وأمريكيون إلى لبنان الأسبوع الماضي لتقييم قوة حلفائهم المحليين قبل الانتخابات التشريعية الحاسمة... وقد استمع اللبنانيون ووسائل إعلامهم إلى الكثير من التفاصيل السياسية وحتى إلى تصريحات مشابهة ومكررة على ما يبدو من قبل كلا الضيفين. إلا انه كان هناك الكثير من الاختلافات. فخلال الزيارات كان احد الضيفين يحذر ويهدد لبنان، في حين أثنى الآخر على 'انجازات' لبنان. بطبيعة الحال، إن الإشادة بهذه 'الانجازات' اللبنانية ليست مهمة مزعجة. أحد الزوار كان جيفري فيلتمان، الذي كان لفترة طويلة مساعد الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى، والذي لا يزال سفير الولايات المتحدة في لبنان وفي منطقة بلاد الشام بأسرها في جميع الشؤون والمقاصد. وقد كرر السيد فيلتمان تحذيراته للحكومة والمواطنين اللبنانيين بالابتعاد عن حزب الله، سوريا وإيران.
وقبل ساعات قليلة، كان قد وصل إلى لبنان زائر آخر، هو نائب الرئيس الإيراني، محمد رضا رحيمي، في محاولة لتطبيق الاتفاقات الموقعة بين البلدين، وبعضها منذ عام 1996. وتعهد بالتزام إيران بحرية وسيادة واستقلال لبنان. لقد استخدم الرجلان 67 في المائة من الكلمات المفاتيح نفسها ولكن المضمون بدا مختلفا إلى حد كبير ولهذا السبب قد نحتاج إلى بعض المساعدة من أحد الطلاب الملمين بهذا الموضوع.
لقد قال فيلتمان لمحاوريه انه جاء إلى لبنان للتعبير عن 'قلق' بلادة 'البالغ' بشأن عدد من القضايا بما في ذلك حزب الله وعلاقته مع إيران وسوريا. كما أعطى تعليماته حول الانتخابات البرلمانية العام المقبل والتي هدد فريقه، 14 آذار، بمقاطعتها. وهم إذا ما أقدموا على ذلك، سيكون وفقا لبعض المحللين هنا، قرار مبنيا على تعليمات فيلتمان...
مساعد وزيرة الخارجية فيلتمان، كرر كما فعل على مدى السنوات السبع الماضية، لمضيفيه اللبنانيين بأن الولايات المتحدة سوف تنظر في تقديم السلاح للجيش اللبناني. في حين يدرك الجميع تقريبا في لبنان أن الكونغرس الأميركي سيستخدم حق الفيتو ضد إعطاء أربطة أحذية للجيش اللبناني من دون موافقة إسرائيل، وأن إيران مستعدة للمساعدة. وقد أعلن وزير الدفاع اللبناني فايز غصن هذا الأسبوع أن إيران مستعدة لشحن أسلحة إلى الجيش اللبناني وأن الشحنات ستبدأ فور استكمال حكومة رئيس الوزراء نجيب ميقاتي قرارها السياسي. فيما يعمل السيد فيلتمان على ضمان أن لا يعطي مجلس الوزراء موافقته...
وفي الموضوع الإسرائيلي، والذي يقال إنه يقلق فيلتمان بعمق، لاحظ احد المراسلين الذين يعملون لصالح صحيفة أمريكية كبيرة والذي كان يغطي زيارة المبعوثان أن مصادر السفارة نصحته بأن فيلتمان كان في مزاج سيء خلال جزء من زيارته لعدة أسباب . احدها هو أنه لم يعلم بزيارة نائب الرئيس الإيراني. وسبب آخر هو أنه لم يعلم باحتفالات 12 أيار والتي نظمها حزب الله وخطاب السيد حسن نصر الله الذي كان من المؤكد أن يهيمن على عناوين الأخبار. ..
وقد اعترض فيلتمان على استئجار مواطنين أمريكيين منازل في بعض المباني (التي أعيد بنائها ضمن مشروع وعد) والتي أنجزت مؤخرا بكلفة تجاوزت 450 مليون دولارا، على الرغم من كل من حزب الله وشركته (وعد)، وجهاد البناء موجودين على قوائم الإرهاب الأميركية بناء على اقتراحه. وقد طالب بإجراء تحقيق في هذا الشأن...
وفقا للمصادر نفسها، لقد كان مساعد وزيرة الخارجية فيلتمان منزعجا من تقارير غير مشجعة بشأن مشروع أخر من مشاريعه، الرامي إلى انقاذ كامب ديفيد، والذي أفيد انه يعاني من الاضطراب. وقد أُبلغ على وجه التحديد، أن المرشح الرئاسي المصري الأوفر حظا في الانتخابات الحالية، عبد المنعم أبو الفتوح، وصف إسرائيل بأنها 'دولة عنصرية' وكرر هتافات الحشود بأن معاهدة السلام مع إسرائيل عام 1979 تشكل 'تهديدا للأمن القومي' وانه لا بد من إلغاءها مضيفا أن إسرائيل ومؤيديها هم' أعداء الشعب المصري '. ولزيادة الطين بلة، أُبلغ مساعد وزيرة الخارجية الأميركية أن مرشحا رئاسيا مصريا آخر، هو أحمد شفيق قال لجماهير حملته الانتخابية بأن قائد القوات الجوية السابق قد اسقط طائرتين إسرائيليتين خلال حرب الاستنزاف مع مصر بين عامي 1969 و 1970. '
يشهد فيلتمان، الذي يفتخر بالتزامه الواقعية السياسية، إسرائيل وهي تنبذ من قبل العرب والمسلمين ومن قبل الناس بما في ذلك مواطنيه. وقد قال لأحد مقابليه مؤخرا أنه يرى دوره بوصفه 'محاولة وقف تسونامي قوي من الرفض العالمي ونزع الشرعية عن إسرائيل، وهو ما لن يكون سهلا'.
رغم التعبير المشابهة التي استخدمها كلا من مبعوثي واشنطن وطهران في بيروت، إلا أن المناهج والأفعال كانتا مختلفة بشكل جوهري كما كان هو الحال في كثير من الأحيان خلال العقد الماضي.لقد سلمت واشنطن، على الصعيد الإستراتيجي المهم، العراق وأفغانستان وسوريا، وقريبا المزيد من دول الخليج الفارسي لصالح الوجود والنفوذ الإيراني المتزايدين. ولبنان هو التالي على الأرجح.
- صحيفة 'الاندبدندنت'
صنع في إسرائيل/ 'بي بي سي'
نشرت صحيفة 'الاندبندنت' تقريرا من إعداد دونالد ماكينتاير مراسلها في القدس عن أزمة دبلوماسية تجارية بين اسرائيل وجنوب إفريقيا. يقول مراسل الصحيفة إن جنوب إفريقيا أغضبت حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإعلانها حظرا مقترحا على استيراد السلع التي تحمل عبارة 'صنع في إسرائيل'، بينما أنتجت في الحقيقة في مستوطنات يهودية في الضفة الغربية. ويضيف التقرير أن وزارة التجارة والصناعة في جنوب إفريقيا أصدرت مذكرة رسمية بهذا الشأن.
وحسب الصحيفة، فإن تلك المذكرة طالبت المتعاملين التجاريين مع جنوب إفريقيا بألا يضعوا ديباجات دولة إسرائيل على المنتجات الواردة من الأراضي الفلسطينية المحتلة. وتضيف الصحيفة أن بيانا صادرا عن وزير التجارة والصناعة في جنوب إفريقيا روب ديفيز ذكر أن بلاده تعترف بإسرائيل ضمن حدود عام 1948 فقط. وتقول الاندبندنت إن وزير الخارجية الإسرائيلي أعلن بالأمس أنه سيجري 'محادثات صارمة' مع سفير جنوب افريقيا في تل أبيب في هذا الشأن.
ونقلت الصحيفة عن ييغال بالمور المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية قوله إن الخطوة التي اتخذتها جنوب إفريقيا تحمل 'سمات عنصرية'. وتضيف الاندبندنت أن جنوب إفريقيا ليست واحدة من الشركاء التجاريين الأساسيين بالنسبة لإسرائيل، لكن هذا القرار يعد 'نصرا سياسيا' للجماعات المؤيدة للفلسطينيين.
- صحيفة 'لوس أنجلوس تايمز'
استقبال حار لكافة قادة الناتو باستثناء باكستان/ 'سي آن آن'
تناولت صحيفة 'لوس أنجلوس تايمز' أكبر قمة لحلف شمال الأطلسي منذ تأسيسه قبل 63 عاماً، التي استضافها الرئيس باراك أوباما، بمدينة شيكاغو، وسط إجراءات أمنية صارمة، لقي فيها قادة 'ناتو' ترحيباً دافئا ما عدا الرئيس الباكستاني، آصف علي زرداي، الذي كان البيت الأبيض يأمل حل العلاقات العالقة بين بلاده والإدارة قبيل القمة التي تركزت على الحرب بأفغانستان.
وأوضح المسؤولون الأمريكيون بما لا يدع مجالاً للشك استيائهم من الحكومة الباكستانية لرفضها فتح خطوط إمدادات الحرب لأفغانستان، فقد التقت وزيرة الخارجية، هيلاري كلينتون بزرداري على هامش القمة، بعدما استبعد البيت الأبيض اجتماعه بأوباما في حين ألغى الأمين العام لناتو، أندرس فوه راسموسن، لقاءً مقرراً معه. وكانت باكستان قد أغلقت خطوط الإمداد احتجاجات على مقتل 24 من جنودها بغارة جوية أمريكية في تشرين الثاني الفائت.
- صحيفة 'ديلي تلغراف'
فتح نواد ليلية في ايران/ 'سي آن آن'
اقترح نائب إيراني بسخرية على الرئيس محمود أحمدي نجاد 'فتح نواد ليلية' في البلاد، وذلك خلال خطبة لاذعة ضد تراخي حكومته فيما يتعلق باحترام الحجاب الإسلامي. ونقلت الصحيفة البريطانية، تصريح النائب علي مطهري لوكالة أنباء فارس حيث قال : 'بسبب تشجيع الرئيس أحمدي نجاد ، فإن وضع الحجاب الإسلامي أصبح كارثياً، فقد شجع الرئيس رفقة مدير مكتبه اسفاندر رحيم مشائي بارتداء السروال والمعطف الذي يصل إلى ما فوق الركبة من قبل الفتيات.' وأضاف متهكما، وبحسب 'التلغراف': 'يتعين عليهما أن يفكرا في فتح الملاهي والنوادي الليلية'. يذكر أن التيار المحافظ في إيران يندد دائما بالسياسة الثقافية التي يتبناها الرئيس أحمدي نجاد والتي توصف بأنها ليبرالية لمناهضته استخدام الشرطة في فرض ارتداء الزي الإسلامي.
- صحيفة 'واشنطن بوست'
جهود أميركية لتأمين السلاح الكيمياوي في سوريا / 'الجزيرة'
ذكرت 'واشنطن بوست' أن الولايات المتحدة وحلفاءها يحاولون تسريع الخطط وعمل الاستعدادات اللازمة لتأمين الترسانة الكيمياوية في سوريا، في ظل تفاقم الأزمة في البلاد، ووسط مخاوف من سيطرة متطرفين عليها، ومخاوف أخرى من انفجار الأوضاع في المنطقة بين ليلية وضحاها.
وأوضحت الصحيفة الأميركية أن إدارة الرئيس باراك أوباما تسارع من خططها واستعداداتها مع حلفائها بالشرق الأوسط لمواجهة ما وصفتها بسلسلة الأزمات المتسارعة المحتملة في سوريا الأشهر المقبلة. ونسبت إلى مسؤولين أمنيين أميركيين وشرق أوسطيين القول إن من بين تلك الأزمات المتوقعة في سوريا ما يتمثل في احتمال فقدان الحكومة السورية السيطرة على المخزونات المبعثرة من الأسلحة الكيمياوية.
وأضاف المسؤولون الأمنيون أن التخطيط الأميركي يقتضي قيام مسؤولين عسكريين ومن أجهزة المخابرات من سبعة بلدان على الأقل بوضع الترتيبات التفصيلية لتأمين الأسلحة الكيمياوية في سوريا، إضافة إلى قوات ذات مهام وعمليات خاصة كي تقوم بدورها في حال تمكن مسلحين من السيطرة على أجزاء من سوريا. ويخشى مسؤولون غربيون وإقليميون بشكل متزايد من محاولة من أسمتهم الصحيفة الإسلاميين المتطرفين السيطرة على كل البلدات والمناطق في حال انزلاق سوريا إلى أتون حرب أهلية شاملة. وقالت الصحيفة إن هذه الاستعدادات المتزايدة بهدف السيطرة على الأسلحة الكيمياوية في سوريا ومنع وصولها إلى جهات متطرفة، تأتي بالتزامن مع التدريب العسكري المتصاعد في المنطقة، ومع المناورات العسكرية الدولية في الأردن الشهر الجاري، وهو الجار الجنوبي لسوريا.
وأشارت إلى أن مسؤولين أميركيين وأردنيين ناقشوا بشكل منفصل احتمالات إنشاء قواعد عسكرية أميركية دائمة في الأردن، تضم بعض الوحدات الصغيرة من سلاح البحرية ومن القوات الخاصة الأميركية، والتي من شأنها الانتشار بسرعة في أي بقعة تشهد أزمة في المنطقة من الحدود السورية إلى العراق. ونسبت الصحيفة إلى مسؤول استخباري أميركي سابق -اشترط عدم الكشف عن اسمه- خشيته من انفجار الأوضاع في المنطقة بشكل سريع ومفاجئ وبين ليلة وضحاها، ومشيرة إلى أن الوكالات الأمنية الغربية سبق أن قامت باستعدادات شبيهة للسيطرة على الأسلحة والذخائر الكيمياوية في ليبيا.
- صحيفة 'كريستيان ساينس مونيتور'
من يتحمل الفاتورة الأمنية في أفغانستان؟/ 'الجزيرة'
قالت صحيفة 'كريستيان ساينس مونيتور' إلى قمة شمال الأطلسي (ناتو) والتي تنعقد في شيكاغو الأميركية، وتساءلت بشأن من يمكنه أن يتحمل مسؤولية الفاتورة الأمنية في أفغانستان على المدى البعيد. وأضافت أن قمة الناتو تناقش بشكل أساسي الجدول الزمني لعملية نقل المسؤوليات الأمنية إلى القوات الأفغانية، وكذلك الدعم اللازم لأفغانستان بعد انسحاب القوات الأميركية المقاتلة من البلاد عام 2014.
كما أشارت الصحيفة إلى ما وصفته بالتشاؤم الغربي والأميركي بشأن الحرب على أفغانستان، معتبرة أنه لا ينبغي لأحد أن يتوقع أي خطابات في قمة الناتو على شاكلة 'المهمة أنجزت'، وهي العبارة التي سبق أن أطلقها الرئيس الأميركي السابق جورج بوش في أعقاب غزو العراق. وقالت إن السؤال الأول الذي يتصدر القمة يتمثل في ما الذي سيحدث في أفغانستان بعد انسحاب القوات الأميركية من البلاد، مضيفة أن بعض القوات من حلف الناتو ربما ستبقى بعد 2014 لتدريب الأفغان ومن أجل أن تشكل سياجا مانعا ضد عودة حركة طالبان.
ولفتت الصحيفة إلى أن عدم الرغبة من جانب بعض الدول في قطع التزامات مالية طويلة المدى على نفسها بشأن أفغانستان، يمتد ليشمل الولايات المتحدة، موضحة أن بعض أعضاء الكونغرس أعربوا عما أسمته تضاؤل الشهية لدفع ملياري دولار بشكل سنوي لصالح القوات الأمنية الأفغانية بعد 2014. وأضافت أن تضاؤل الرغبة لدى بعض أعضاء الكونغرس في الاستمرار بدعم الأمن الأفغاني، يأتي بالرغم من أن مبلغ ملياري دولار لا يشكل سوى جزء صغير بالمقارنة مع ما قيمته 88 مليار دولار الذي تتوقع وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) إنفاقه في أفغانستان عام 2013. وقالت أيضا إن الرئيس الأميركي باراك أوباما يرغب في أن يشير إلى مسألة الالتزام المالي طويل المدى تجاه أفغانسان، في ظل توقيعه اتفاقية الشراكة الأميركية الأفغانية الإستراتيجية في كابل مطلع الشهر الجاري.
- صحيفة 'نيويورك تايمز'
مسؤلون نوويون أمريكيون يعربون عن تفاؤلهم لحل الأزمة الإيرانية قبل المفاوضات النووية
ذكرت صحيفة 'نيويورك تايمز' أن المفاوضين النوويين الأمريكيين أعربوا عن اعتقادهم بوجود بوادر أمل تلوح في الأفق عقب أكثر من عقد من الزمان احتدم فيه الجدل غير المثمر مع إيران، وذلك قبل المحادثات النووية المزمع إجراؤها الأسبوع الحالي في بغداد بين إيران والقوى الغربية. ورجحت الصحيفة أن تبدى إيران موافقتها على إبرام اتفاق حول برنامجها النووي خلال المحادثات المقبلة وذلك بفضل تعرض إيران لمزيد من الضغوط أكثر مما تعرضت إليه خلال السنوات السابقة.
ونقلت الصحيفة عن مسئولين بالإدارة الأمريكية قولهم في هذا الصدد، إن مجموعة دول (5+1) التي تضم الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا، قد استعدوا لتقديم مجموعة من الإغراءات إلى إيران بغية الوصول إلى اتفاق يدفعها إلى وقف جهودها في تخصيب اليورانيوم اللازم لتصنيع أسلحة نووية. وأضاف المسؤلون، أن هذه الإغراءات سوف تتضمن تخفيف العقوبات المفروضة على إيران في مجالات بعينها مثل أجزاء الطائرات وتقديم المساعدة التقنية لدعم صناعة الطاقة الإيرانية.. مؤكدين في الوقت ذاته استثناء العقوبات واسعة النطاق المفروضة على قطاع النفط الإيراني، والتي ستدخل حيز التنفيذ في شهر تموز القادم من هذه الإغراءات.
وأوضحت الصحيفة، أن العقوبات الدولية المفروضة على قطاع النفط الإيراني، والتي يسعى الإيرانيون باستماتة إلى تجنبها، تعد واحدة من عدة عوامل يرى فيها المسئولون الأمريكيون أملا يدفع طهران لأن تكون أكثر استعدادًا للبحث عن حل دبلوماسي لأزمتها النووية.. مشيرة إلى أن التراجع الأخير في أسعار النفط العالمية قد فاقم من آلام العقوبات القائمة على إيران.
- 'معهد واشنطن'
جهاديو سوريا بين الحقيقة والمبالغة/ هارون زيلين و أندرو تابلر
'ربما تكون دمشق مبالغة في قوة جماعة &laqascii117o;جبهة النصرة" الجهادية السورية.'
في فيديو نُشر بتاريخ 12 أيار على 'يوتيوب' زعم أنه صادر من قبل الفرع الفلسطيني لجماعة &laqascii117o;جبهة النصرة" الجهادية السورية أعلنت هذه الجماعة مسؤوليتها عن التفجير المزدوج الذي وقع في 9 أيار قرب مجمع أمني في دمشق وأسفر عن مقتل أكثر من خمسة وخمسين شخصاً وجرح مئات آخرين. وبينما يبدو أن &laqascii117o;جبهة النصرة" هي جماعة متطرفة حقيقية إلا أنه ليس واضحاً ما إذا كانت [بالفعل] مسؤولة عن الهجوم أو نشر الفيديو أم لا. فشريط الفيديو نفسه يثير تساؤلات مقلقة عن الاستغلال المحتمل من قبل نظام الأسد للجهاديين بناء على علاقاته السابقة مع هذه الجماعات.
'جبهة النصرة' كانت أول بداية إرهابية أعلنت فيها &laqascii117o;جبهة النصرة" عن وجودها هي في 24 كانون الثاني 2012 عندما نشرت فيديو عبر منفذها الإعلامي [المعروف باسم] مؤسسة 'المنارة البيضاء'. على أن النشر مباشرة لمنتديات جهادية عالمية على شبكة الإنترنت قد أكد أنها كانت جماعة فعلية وهو ما تأكد لاحقاً عندما أيد بضعة من كبار العقائديين الجهاديين أنشطة &laqascii117o;جبهة النصرة". ومنذ كانون الثاني أعلنت &laqascii117o;جبهة النصرة" مسؤوليتها عن الهجمات التالية:
10 شباط2012، حلب: تفجيرين انتحاريين مزدوجين عن طريق السيارات في مباني تابعة لقوات الأمن السورية أسفرا عن مقتل ثمانية وعشرين شخصاً، أربعة منهم مدنيون. &bascii117ll;17 آذار2012، دمشق: هجوم انتحاري ضد مبنى تابع للشرطة ومقرات استخبارات القوات الجوية السورية. &bascii117ll; 20 نيسان 2012، ريف حماه: (بين مدينتي معردس وطيبة الإمام): سيارة مفخخة استهدفت وحدة عسكرية سورية في مطعم 'قطر الندى' كان يُزعم أنها مسؤولة عن مجزرة ارتكبتها في مدينة اللطامنة. 24 نيسان 2012، دمشق: تفجير 'المركز الثقافي الإيراني' في ساحة المرجة. 27 نيسان 2012، دمشق: هجوم انتحاري خلال صلاة الجمعة في حي الميدان.20 نيسان - 5 أيار 2012، دمشق: عبوات ناسفة لاصقة زرعت في سيارات في سلسلة من محاولات اغتيال مسؤولين سوريين. 5 أيار، دمشق: عبوتان ناسفتان تحت شاحنتين في مقر المؤسسة العسكرية السورية في شارع الثورة.
ورغم أنه فور وقوع التفجير المزدوج في 9 أيار توقع كثيرون أن &laqascii117o;جبهة النصرة" كانت هي المسؤولة عنهما، إلا أن شريط الفيديو من 12 أيار قد اختلف على نحو كبير عن بيانات &laqascii117o;جبهة النصرة" السابقة لأن: 1- الفيديو كان قد نُشر لأول مرة على 'يوتيوب' وعلى منتديات جهادية عبر المنفذ الإعلامي لـ &laqascii117o;جبهة النصرة". 2- فيديو الـ 'يوتيوب' زعم أنه صادر من مَنفذ 'ابن تيمية' الإعلامي، وهو وسيلة إعلامية أخرى يديرها جهاديون مستقلون في الأراضي الفلسطينية (وفي وقت لاحق نشروا هم أيضاً بياناً ينكرون فيه نشرهم شريط فيديو على 'يوتيوب'، لأنهم أيضاً نشروا محتواه أولاً على المنتديات). 3- الفيديو قد أكد أنه كان يمثل البيان الرابع لـ &laqascii117o;جبهة النصرة"، غير أنه في اليوم نفسه نشرت &laqascii117o;جبهة النصرة" بيانها السابع إلى المنتديات. بيد، تم نشر بيانها الرابع في الواقع قبل أسبوع من ذلك أي في 5 أيار تحت عنوان مختلف. 4- الهجوم قد تم تبنيه من قبل 'الفرع الفلسطيني' لـ &laqascii117o;جبهة النصرة" - الذي لم يتم ذكره سابقاً في بيانات &laqascii117o;جبهة النصرة".
كل ذلك يشير إلى أن شخصاً ما ربما يحاول استخدام الجهاديين ككبش فداء للتفجير الذي وقع في 9 أيار. والظاهر هنا أن نظام الأسد هو المشتبه به لكن لا توجد أدلة حتى الآن تؤكد تورطه. فقد ادعى النظام مراراً أن عصب المعارضة إنما يتشكل من جهاديين إرهابيين أجانب. وربما أنه ينسق هذه التفجيرات لزيادة تطرف المعارضة ووصمها بأنها مجموعة من البلطجية الإرهابيين. وثمة احتمالية أخرى هي أن عناصر داخل النظام - مثل المخابرات السورية التي هي على علم بعدد المقاتلين الأجانب الذين دخلوا سوريا - تتنكر كجهاديين لكي تجند مقاتلين أجانب يتم إرسالهم بعد ذلك في مهام تستهدف مدنيين. إن ذلك ليس من شأنه فقط أن يجعل الإرهاب الذي يمارسه النظام قانونياً، بل يوفر تبريراً لإصراره على أن لا يزوّد الغرب - ومعه الحكومات العربية وتركيا - أسلحة للمتمردين.
علاقات سوريا المتنامية مع الجماعات السنية المتطرفة على النقيض من الروايات في العديد من وسائل الإعلام التي تقول إن دولة سوريا العلمانية هي على خلاف مع الجماعات السنية المتطرفة نجد أن بشار الأسد قد بنى في الواقع علاقات وطيدة - وإن كانت غير مباشرة - مع مثل هذه الجماعات. فقبل الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 وبعده، سمح نظام الأسد لــ 'متطوعين' سوريين أن يتجمعوا أمام السفارة الأمريكية في دمشق للانتقال بحافلات إلى العراق لـ 'يشنوا جهاداً' ضد القوات الأمريكية. وعندما استبان بسرعة أن المتطرفين الأكثر تنظيماً والأفضل تمرساً سيكونون ضروريين بدأ نظام الأسد في السماح لمقاتلين جهاديين أجانب بدخول سوريا والعبور إلى العراق. على أن أفضل رواية عن تدفق المقاتلين الأجانب يمكن العثور عليها في 'وثائق سنجار' - وهي قاعدة البيانات لـ &laqascii117o;تنظيم القاعدة في العراق" التي استولت عليها قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة في مدينة سنجار العراقية قرب الحدود السورية. وتُدرج قاعدة البيانات تفاصيل عن المئات من المقاتلين الجهاديين من ليبيا والمملكة العربية السعودية والجزائر (بين بلدان أخرى)، الذين كانوا قادرين على الذهاب والمجيء من العراق عبر سوريا. وقد كان حوالي 8 بالمائة من المقاتلين - الواردة أسماؤهم في قاعدة بيانات سنجار - سوريين. كما أن التحكم الصارم في كل نقاط الدخول من قبل أجهزة المخابرات السورية وكذلك تحكم الاستخبارات العسكرية السورية في شرق سوريا التي تم إعداد 'خطوط التهريب' الجهادية فيها إنما يُظهر أن نظام الأسد كان على علم، بل إنه على أحسن تقدير تغافل - إن لم يكن قد تعاون - مع هذه الجماعات.
وقد شكل النظام السوري علاقات مشابهة وأكثر ضبابية مع 'فتح الإسلام' وهي فرع إسلامي متطرف من منظمة 'فتح الانتفاضة' وهي جماعة فلسطينية مدعومة بشكل كبير من قبل دمشق. ورغم أنه لا توجد روابط رسمية بين دمشق وهذه المنظمة إلا أنه ما تزال هناك أسئلة كبرى حول سبب إفراج السلطات السورية عن زعيم الجماعة شاكر العبسي من السجن في عام 2006 قبل أن تنفصل الجماعة عن 'فتح الانتفاضة'. وكان العبسي قد سجن في سوريا بتهمة اغتيال الدبلوماسي الأمريكي لورانس فولي في عام 2002. وبمعنى أكثر عمومية فقد شجع نظام الأسد الإسلاميين المتطرفين السنة قدر ما كان ذلك ملائماً له. على سبيل المثال تسامح النظام مع 'الشغب التلقائي' من قبل المتعصبين السنة - خارج السفارة الدنماركية في دمشق في عام 2006 - الذين احتجوا على نشر صحيفة دنماركية لرسوم كارتونية مسيئة للنبي محمد اعتبروها إهانة للإسلام. وتُظهر روايات شهود عيان أن المظاهرات التي أدت إلى احتراق المبنى قد جرت بمعرفة تامة من السلطات السورية.
الخلاصة حتى الآن نجد أن الهجمات الإرهابية قد شكلت جزءاً صغيراً جداً من التكتيكات المستخدمة في هذا التمرد رغم أن هجمات 9 أيار تشير إلى أن الهجمات الإرهابية في سوريا تتصاعد من حيث العدد والحجم. غير أن التناقضات والتباينات في شريط الفيديو من 12 أيار تبرز احتمالية حقيقية بأن نظام الأسد يمكن أن يستغل الهجمات لصالحه على النطاق المحلي والدولي. وبالتالي ينبغي تقييم تبني المسؤولية عن الهجمات في المستقبل في ضوء المكان الذي نُشر من خلاله الفيديو أو التصريح (المنتديات الجهادية أو 'يوتيوب') وتناسق الحقائق التي يحتويها. ينبغي على واشنطن أن تؤكد على الاختلاف بين الجماعات المتطرفة والمعارضة المدنية والمسلحة داخل سوريا. والواقع أن الجماعات الجهادية نشطة في سوريا إلا أنها جزءاً صغيراً من الجماعات المعارضة لنظام الأسد. ولكن الأهم من ذلك هو أن المسؤولية عن الأنشطة الجهادية في سوريا تقع على عاتق النظام السوري، ذلك أن قدرة تلك الجماعات على العمل في سوريا كانت تتعزز بعلاقات النظام القديمة مع الجماعات السنية المتطرفة. إن القمع الوحشي من جانب الأسد، جنباً إلى جنب مع المساعدة الضئيلة من الغرب للمعارضة، قد منح الرواية الجهادية تعزيزاً أكبر.
- 'معهد واشنطن'
انتخابات 'حماس' السرية تشير إلى صراع داخلي/ إهود يعاري
'ستؤدي انتخابات &laqascii117o;حماس" الجارية إلى تقوية الجناح العسكري للحركة وتضعف خالد مشعل وتجعل المصالحة مع السلطة الفلسطينية أكثر صعوبة وتحافظ على تعاون وثيق مع إيران، وربما تصيغ علاقات أوثق مع مصر.'
من المقرر أن تستمر الانتخابات السرية للهيئات القيادية الجديدة في &laqascii117o;حماس" بشكل غير رسمي حتى أواخر هذا الشهر لكن يمكن الإشارة باطمئنان إلى بعض الاتجاهات الناشئة حيث تكافح الحركة من أجل التأقلم مع الجدل الحامي المتعلق بمسارها المستقبلي. فقد تم إضعاف القائد الأعلى خالد مشعل بشكل كبير في الوقت الذي كسب فيه منافسوه المزيد من النفوذ واضطلع قادة في الجناح العسكري بدور سياسي أكبر بكثير. ومن المرجح أن تسفر تلك التطورات عن المزيد من تعقيد جهود المصالحة المتعطلة بين الجماعة والسلطة الفلسطينية وتسريع تقدمها نحو تحقيق إنتاج ذاتي كبير للصواريخ الأطول مدى والأكثر دقة ومنع الطلاق السياسي - على الأقل في المستقبل المنظور - بينها وبين إيران.
تحول غير مسبوق كقاعدة عامة لا تنشر &laqascii117o;حماس" أية تفاصيل عن الانتخابات بما في ذلك أسماء المرشحين أو عدد الناخبين أو مواقع مراكز الإقتراع أو المؤسسات التي تُعقد الانتخابات من أجلها أو النتائج. وحيث استشهدت بــ 'الاعتبارات الأمنية' فإن الجماعة تجعل مثل هذه المعلومات سرية وتحظر الحملات الدعائية. ورغم تلك الجهود، إلا أنه قد بدأت تتشكل بالفعل صورة شبه كاملة للصراع السياسي الداخلي القائم في الحركة. ووفقاً لأحد كبار المسؤولين في &laqascii117o;حماس" فإن أكثر من ثلاثين في المائة من الأعضاء في مؤسسات القيادة المختلفة التابعة للمنظمة قد تم استبدالهم بوجوه جديدة مما يعد تغيراً جذرياً لحركة محافِظة كانت ترفض الإطاحة برموزها القديمة. ومبدئياً كان من المقرر إجراء انتخابات منفصلة في كل منطقة من 'المناطق' الأربعة المحددة للحركة، اثنان منها من المتوقع الآن أن تتخطى التصويت وبدلاً من ذلك تختار ممثليها عبر عملية من 'المشاورات' (تعيينات، على سبيل المثال).
أولاً، لم يعد سجناء &laqascii117o;حماس" يختارون مندوبيهم عبر نظام الاقتراع الشفهي المعقد كما كانوا يفعلون في الماضي. ولكن هؤلاء الذين يخدمون بالفعل بصفتهم 'قيادة' لسجناء &laqascii117o;حماس" - عادةً في التعاملات مع 'مصلحة السجون الإسرائيلية' - سوف يتم ترشيحهم كأعضاء غيابياً للهيئات العليا للحركة. ومن بين هؤلاء المرشحين سيكون هناك كبار الإرهابيين المدانين مثل القائد السابق لـ 'كتائب عز الدين القسام' في الضفة الغربية إبراهيم حامد، والعقل المدبر لمذبحة ليلة عيد الفصح في نتانيا عام 2002 عباس السيد، ومهندس التفجيرات الانتحارية للجماعة في التسعينات من القرن الماضي حسن سلامة، وقائد سابق في 'كتائب القسام' في منطقة جنين جمال أبو الهيجا. وستكون مشاركاتهم في مداولات القيادة مقصورة على طلبات للحصول على آرائهم بين حين وآخر ويتم إرسالها عبر محاميهم والزوار من العائلة. إلا أنه ينبغي التوضيح هنا أنه خلال المفاوضات الأخيرة التي جرت لإنهاء الإضراب عن الطعام في السجون أملى أولئك القادة من 'حركة السجناء' - كما تُعرف في المصطلحات السياسية الفلسطينية - بشكل جوهري على بقية قيادة &laqascii117o;حماس" شروط عقد الاتفاق مع إسرائيل بوساطة المخابرات المصرية. ثانياً، ستتجاوز الضفة الغربية على الأرجح انتخابات &laqascii117o;حماس" للمرة الأولى على الإطلاق بالنظر إلى الصعوبات التي تمثلها المضايقات المتواصلة واحتجاز أفراد الجماعة من قبل كل من السلطة الفلسطينية وأجهزة الأمن الاسرائيلية. إن الرجل الرئيسي في تحديد أعضاء &laqascii117o;حماس" في 'المجلس التشريعي الفلسطيني' المنحل الذين سيتم اختيارهم لملء حصة هذه المنطقة في هيئات القيادة هو الآن صالح العاروري الذي أسس 'كتائب القسام' في الضفة الغربية وأُفرج عنه من سجن إسرائيلي في آذار 2010. وقد ظل العاروري يعمل لبعض الوقت من تركيا - بمباركة ضمنية من أنقرة - في محاولة لإحياء البنية التحتية لـ &laqascii117o;حماس" في الضفة الغربية. وهو الآن يعتبر القائد الأعلى الفعلي للجماعة في الضفة الغربية وذلك على حساب الشخصيات السياسية المحلية المخضرمة، وبالتالي فقد اكتسب مكانة مهمة في التراتبية الجديدة لحركة &laqascii117o;حماس". وفي المنطقة الثالثة وهي غزة، تم إجراء الانتخابات في أواخر نيسان حيث أدلى 12000 ناخب بأصواتهم وحققوا هزيمة ساحقة لأنصار مشعل - رئيس اللجنة التنفيذية لحركة &laqascii117o;حماس" (وهي هيئة أُنشئت في عام 2009 إلا أنها لم تعلن أبداً بأنها البديل الرسمي لـ 'المكتب السياسي' القديم). وقد نجح القليل - هذا إن وجدوا أصلاً - من أنصار مشعل في المؤسسات المنتخبة المختلفة مثل العديد من مجالس الشورى في أحياء متنوعة، مثل 'مجلس شورى غزة' البالغ عدد أعضائه سبعة وسبعين شخصاً (والذي تم توسيعه من تسعة وخمسين عضواً)، و'المكتب السياسي في غزة' البالغ عدد أعضائه خمسة عشر شخصاً (صلاح البردويل، محمد الجماسي، عصام دغلس، وأعضاء رئيسيين آخرين خسروا مقاعدهم في الهيئة الأخيرة). أما أولئك الذين يطلق عليهم معتدلين مثل أحمد يوسف وغازي حمد فقد هُزموا في الانتخابات، في حين فاز ألد خصوم مشعل وهو عماد العلمي - الرئيس السابق للجنة العسكرية (أو الانتفاضة) الذي عاد مؤخراً من دمشق بعد سنوات طويلة من التوتر مع مشعل - وانتخب نائباً لاسماعيل هنية (رئيس وزراء &laqascii117o;حماس") في وظيفته الأخرى غير المعلنة وهي رئيس 'المكتب السياسي' المحلي.
صعود عسكري على الرغم من أن هنية قد أثبت مرة أخرى أنه القائد الأكثر شعبية في &laqascii117o;حماس" في قطاع غزة إلا أنه يرفض تماماً المطالبة بقيادة عامة بل ويتجنب في الغالب الدخول في جدل ويترك لزملائه الأكثر صراحة يتحدثون عما يجول بخاطرهم. ويمثل العلمي - الذي يُنظر إليه بشكل واسع باعتباره خليفة مشعل المحتمل - بشكل أفضل الاتجاه الأكثر بروزاً وهو ما يمكن تسميته بـ 'بَسْدرة' &laqascii117o;حماس": أي تحويلها إلى نموذج مماثل لـ 'فيالق الحرس الثوري الإسلامي' (أو 'الباسداران')، من ناحية تمكنها من السيطرة على أجهزة الدولة الإيرانية خلال العقد الماضي. ووفقاً لذلك يستحوذ الآن جناح &laqascii117o;حماس" العسكري على المسار السياسي للحركة. ربما كان قادة 'كتائب القسام' وشركائهم السياسيين أكبر الفائزين في انتخابات غزة (حيث توضع عادة صناديق الإقتراع في المساجد أو الجمعيات الخيرية). فعلى سبيل المثال، إن محمد الضيف - المسؤول عن 'كتائب القسام' وراء الكواليس والذي ما يزال يتعافى من إصابات خطيرة تعرض لها خلال محاولة اغتيال إسرائيلية قبل عشر سنوات - لم يقم بترشيح نفسه مفضلاً أن يحتفظ بحضور اعتاد أن يكون محدوداً. غير أن آخرين قد فازوا بانتصارات مثيرة للإعجاب في طريقهم إلى 'المكتب السياسي' وهم: زعماء 'كتائب القسام' مثل أحمد الجعبري ومروان عيسى ويحي السنوار وروحي مشتهى وقادة من 'كتائب القسام' أفرج عنهم من السجون الإسرائيلية في إطار صفقة جلعاد شليط، ووزير داخلية &laqascii117o;حماس" فتحي حماد وهو متعاون وثيق مع القادة العسكريين. وفضلاً عن محمود الزهار (الذي استطاع التغلب على المحاولات العسكرية لإفساد ترشحه) فإن جميع الـ 'مدنيين' المنتخبين الآخرين قد تم دعمهم بنسبة كبيرة من الأصوات التي تتحكم بها 'كتائب القسام'، بما في ذلك شخصيات مثل خليل الحية و نزار عوض الله.
الأعضاء 'الخارجيون' ما يزالون يصوتون في الوقت الحاضر، ما تزال &laqascii117o;حماس" تجري انتخابات في المنطقة الرابعة التي تتكون من بضعة آلاف من الأعضاء 'في الخارج' (بما في ذلك نحو ألف عضو من المقر الرئيسي المنحل لجماعة دمشق، المنتشرين حالياً في مختلف البلدان العربية والإسلامية). ويجري التصويت في فروع &laqascii117o;حماس" في دول الخليج الفارسي ولبنان والسودان واليمن وأوروبا، وتشير التوقعات إلى أن البعض على الأقل من مساعدي مشعل قد يخسرون مقاعدهم في المكتب السياسي 'الخارجي' البالغ عدد أعضائه خمسة عشر عضواً. كما أن أحد البارزين من الخارج - وهو مصطفى اللداوي، أحد قادة &laqascii117o;حماس" من الجيل الأول الذي أبعدته إسرائيل من قطاع غزة - كان أول من تحدث علناً ضد مشعل. وفي وقت لاحق تم اختطاف اللداوي، من منزله في مخيم اليرموك للاجئين بالقرب من دمشق، لبضعة أيام في أواخر نيسان. ويعتقد على نطاق واسع أن المسلحين المجهولين الذين ألقوا القبض عليه كانوا من التنفيذيين الذين وظفهم بقايا حاشية مشعل. ويأتي التحدي الرئيسي لفصيل خالد مشعل في خارج المنطقة من نائبه ومنافسه موسى أبو مرزوق، الذي سمحت له السلطات المصرية بأن يستقر في القاهرة بعد حل المقر في دمشق، في حين اضطر مشعل إلى 'نصب خيمته' في العاصمة القطرية الدوحة. وكونه مواطن من مدينة رفح في جنوب قطاع غزة حقق أبو مرزوق علاقات أوثق مع القيادة في غزة أكثر مما قد يأمل خالد مشعل (في الأصل من قرية في الضفة الغربية) في تحقيقه. ولا ينبع التنافس بين الاثنين من الخلافات الأيديولوجية، ولكن بصورة رئيسية من المنافسة الشخصية القائمة بين الإثنين منذ فترة طويلة، [وبالذات] منذ أن حل مشعل محل أبو مرزوق كرئيس &laqascii117o;حماس" عندما اعتُقل الأخير في الولايات المتحدة.
الدلالات في النهاية من المرجح أن يسيطر مزيج من جيش غزة ومعسكر أبو مرزوق على مؤسسات القيادة العليا، أي 'مجلس شورى &laqascii117o;حماس" العام' الذي يتكوّن من ستين عضواً من جميع المناطق و'اللجنة التنفيذية' المكونة من تسعة عشر عضواً التي تدير الشؤون اليومية للجماعة. ومن جانبه سوف يتمتع مشعل بدعم معظم (ولكن ليس جميع) ممثلي الضفة الغربية، إلا أنه لن يحظى بأغلبية. وثمة بعض الدلائل التي تشير بأنه ربما يعاد انتخابه كرئيس لـ 'اللجنة التنفيذية' على الرغم من أنه أعلن في لقاء سري لـ &laqascii117o;حماس" في الخرطوم في وقت مبكر من هذا العام بأنه لا ينوي الترشح لولاية ثالثة. وكان يأمل على ما يبدو أن يناشده زملاؤه بأن يغير رأيه لكن ذلك لم يحدث. ومع هذا، لا يسعى منافسيه إلى الإطاحة به بل يريدون أن يحدّوا من قدرته على المناورة وإخضاعه لحكم الأغلبية. وليست لديهم مصلحة في خلق انقسام علني في الحركة، وحتى أشد منتقديه يدركون مدى شعبيته بين الفلسطينيين. لقد سعى مشعل قبل الانتخابات إلى قيادة &laqascii117o;حماس" باتجاه اتفاق مصالحة شامل مع &laqascii117o;فتح" وكان مستعداً للتضحية باحتكار الحركة للسلطة في غزة لتحقيق هذه الغاية. وكان أمله الفوز في انتخابات مقبلة في الضفة الغربية والاستيلاء على 'منظمة التحرير الفلسطينية.' وتم بشدة رفض هذه السياسة وفي النهاية أحبطها خصومه في غزة حيث رفضوا تفكيك حكومة &laqascii117o;حماس" هناك معتبرين القطاع 'حصناً' تم الاستيلاء عليه ويجب عدم التخلي عنه مطلقاً وأنه - وفقاً لكلام هنية - 'أقصر طريق إلى المسجد الأقصى'.
وعلاوة على ذلك، بينما يتطلع مشعل إلى إعادة صياغة &laqascii117o;حماس" باعتبارها حركة &laqascii117o;إخوان مسلمين" فلسطينية تمشياً مع اتجاه 'الربيع العربي' في بلدان أخرى، يريد خصومه الحفاظ على مكانة الحركة كمقاومة مسلحة. ومثله مثل بعض أعضاء غزة، يؤمن مشعل أيضاً بأنه ينبغي على &laqascii117o;حماس" أن تحتفظ بمسافة بينها وبين إيران على الرغم من أنها تتلقى نحو 400 مليون دولار سنوياً من طهران. غير أن الجناح العسكري - وبالتأكيد العَلَمي - لا يرى بديلاً لقيام تعاون وثيق مع الجمهورية الإسلامية كونها المورد الرئيسي لهم. ويريدون أيضاً الحد من الدعم الإيراني المكثف لتعزيز حركة 'الجهاد الإسلامي الفلسطيني' من الناحية العسكرية للمنافسة مع 'كتائب القسام'. وقبل أن يقرر مغادرة دمشق، كان مشعل يتمتع بالميزة على مسؤولي &laqascii117o;حماس" في غزة، بسبب تحكمه في الأمور المالية وإشرافه على تهريب الأسلحة إلى القطاع. وقد تحول مركز الثقل الآن مرة أخرى إلى القيادة في غزة، القادرة على تطوير شبكة الدعم الخارجي الخاصة بها نظراً للاضطرابات في مصر المجاورة. ونتيجة لذلك فإن قدرة مشعل على قيادة الحركة قد ضعفت بشكل حاد، فلم يعد هو الأول بين مناظريه بقدر ما يبقى مجرد رئيس صوري. وأي خطوة يخطوها من الآن فصاعداً يجب الموافقة عليها سلفاً من قبل شركائه في غزة، وستكون المصالح العسكرية هي الغالبة على الأرجح في الحسابات السياسية في كثير من الحالات. وفيما يتعلق بقضايا محددة، ليس هناك شك بأن &laqascii117o;حماس" ستستأنف الحوار مع محمود عباس، لكن سيلزم الآن التوصل إلى مصالحة وفق شروط غزة. وتميل الجماعة أيضاً إلى أن تكون أكثر انتباهاً إلى الأولويات المصرية، وخاصة في الحفاظ على وقف إطلاق النار الفعلي مع إسرائيل، وتجنب المواجهات المفتوحة مع مصالح القاهرة في سيناء. وربما يفترض المرء أيضاً أن يتنامى نفوذ قطر لا سيما وأن مساهماتها لخزانة &laqascii117o;حماس" قد وصلت في العام الماضي إلى أكثر من 200 مليون دولار. وأخيراً وعلى نحو يشبه كثيراً الطريقة التي أزاحت بها مؤسسة السلطة الفلسطينية 'منظمة التحرير الفلسطينية' فإن قيادة غزة المحلية تكسب الآن أرضاً على حساب القيادة الخارجية.