- صحيفة 'الاندبندنت'
روبرت فيسك: صور الشهداء في سوق طرابلس، والمزيد في الطريق
نشرت صحيفة 'الاندبندنت' مقالا للكاتب البريطاني روبرت فيسك يتناول العنف الذي انتقل من سوريا إلى لبنان المجاورة راصدا سقوط ضحايا يوما بعد يوم جراء العنف الطائفي. واختار فيسك لمقاله عنوانا مؤثرا يكشف من خلاله الوضع الذي وصلت إليه مدينة طرابلس في لبنان وهو ' ملصقات إعلانية عليها صور الشهداء في سوق طرابلس تتحدث عما يجري، وهناك المزيد في الطريق'. وبدأ فيسك مقاله راويا ما حدث خلال زيارته لمقر الحزب الديمقراطي العربي وملاحظته وجود صورة ضخمة للرئيس السوري بشار الأسد تحتل مكانا بارزا بنهاية شارع ' سوريا' وتحتها هذه الكلمات ' سوريا .. الأسد' ' الله حمى سوريا'. وهناك التقى فيسك مع علي فهوده أصغر أعضاء هذا الحزب الذي يعتبر أن الأسد بطلا وهذا أمر طبيعي لأن علي أيضا ينتمي إلى الطائفة العلوية التي تعيش في منطقة جبل محسن وهي أحد أفقر أحياء طرابلس ويقطنها 60 ألف نسمة. ويقول فيسك إن هناك وجهتي نظر فيما يتعلق بالاضطرابات التي وقعت منذ أسابيع قليلة بين مؤيدي ومعارضي الأسد، فمن جانب يرى السنة أن الطائفة التي تعيش في جبل محسن مجرد أعضاء في الشرطة السرية السورية وأفراد تابعين للحرس الثوري الإيراني وتتعمد إطلاق النار على سكان باب التبانة السنة في محاولة لنقل نيران الحرب الأهلية إلى لبنان.
بينما يعتبر الجانب الآخر، الطائفة العلوية، كما يقول الشاب علي نفسه إن جبل محسن ضاحية فقيرة ومعزولة تتعرض لحصار ونيران مسلحين سنة ومعارضين للنظام السوري مدعومين بدول في المنطقة مثل السعودية وقطر ويهدفون إلى إجبار سكان جبل محسن على مغادرة طرابلس. وأضاف علي أن سكان جبل محسن يعيشون حالة لا يرثى لها تحت حماية الجيش اللبناني ولا سبيل للخروج من المنطقة وإلا تعرض لنيران قناصة وهو االأمر الذي لا يصدقه فيسك الذي يعتقد أن هناك طرقا سرية للخروج والدخول إلى المنطقة. وترك فيسك الحديث لعلي ليكشف عما يفكر فيه هو وبعض أفراد طائفته، وقال علي إنه ليس طائفيا ولم يمكن أبدا ولكن ' العصابات الإرهابية'،مستعيرا كلمات الأسد، تحاول الايقاع بسوريا. وأضاف أنه في نهاية المطاف سيتم الوصول إلى تسوية في سوريا ولن يفلح ' هؤلاء الحمقى في تقسيم سوريا مثلما فعلوا في ليبيا ومصر'.
ونقل فيسك عن مصطفى علوش، المسؤول في تيار المستقبل اعتقاده أن نجيب ميقاتي، رئيس الوزراء اللبناني، يمول احد المجموعات السنية المسلحة وأن حزب الله يرسل السلاح إلى جماعة سنية أخرى. ويضيف فيسك: 'إذا كان علوش يصدق القول، فإن حزب الله – حليف سوريا الشيعي في لبنان - يسلح المعارضة السنية لسوريا في طرابلس، مع مساعدة مالية من رئيس الوزراء الذي يرأس حكومة موالية لحزب الله في بيروت، في حين أن أنصار سوريا يردون على النيران بتدريب من وكالات المخابرات السورية. حتى بالنسبة لبنان، يبدو ذلك مبالغا فيه. كلام علي فهوده، بطبيعة الحال، يتضمن ادعاء الرئيس الأسد بأن الأعداء يستخدمون طرابلس لتمرير السلاح إلى 'الإرهابيين' في شمال سوريا'. ويقول فيسك 'هذا الشيء، يمكن تصديقه لأن الجيش عثر على شاحنة محملة بالأسلحة في طريقها إلى سوريا كانت قد شحنت إلى لبنان على متن قارب مسجل في سيراليون'. وينقل الكاتب مجددا عن علوش اعتقاده أن القتال سيستمر 'لكنها ليست حربا'...
- صحيفة 'الغارديان'
الأزمة في سوريا تعيد فتح انقسامات الحرب اللبنانية القديمة / لينا الخطيب
الاشتباكات في لبنان هي من مظاهر التوترات الكامنة التي باتت تشبه التوترات التي أدت إلى اندلاع الحرب الأهلية في البلاد
... إن المستفيد الأكبر من هذا الوضع هو حزب الله. لقد بعث سعد الحريري، الذي يقود الطائفة السنية رسائل عن طريق التويتر، من باريس مطالبا أنصاره بوقف الاحتجاجات العامة. لكن المتظاهرين السنة كانوا بطيئين في الاستجابة لدعوته. في المقابل، أوقف الجمهور 'الشيعي' تحركاته في أيار بشكل فوري على اثر مداخلة هاتفية مباشرة لحسن نصر الله عبر محطة تلفزيونية لبنانية. وفيما يعتبر النقاد أن الحادث 'الشيعي' كان مخططا له من قبل، وان حزب الله أمر ببدء وانتهاء الاحتجاجات لتقديم نفسه بصورة إيجابية، لقد أثبتت الأحداث أن نصر الله لديه نفوذ وسط أتباعه، في حين هالة الحريري كزعيم سني آخذة في التدني.
كما أن مكالمة نصر الله الهاتفية قد أظهرته أيضا بصورة رجل دولة يدعو جميع الطوائف إلى ممارسة ضبط النفس. في 1 حزيران، استكمل نصر الله حديثه قائلا أن الإفراج عن اللبنانيين المخطوفين هو احد شؤون الدولة اللبنانية، لكنه أضاف: 'نحن جميعا نساعد الدولة'، واضعا حزب الله - الذي يسيطر حاليا على الحكومة - خارج الدولة الضعيفة. فإذا كان الجيش اللبناني، وقوى الأمن الداخلي والقضاء تعد جميعا أنها مؤسسات غير فعالة و / أو غير موثوق بها، إن 'تدخل' نصر الله قدم حزب الله بشكل غير مباشر، باعتباره البديل الناجح الوحيد... لكن على الرغم من أنه يبدو أن حزب الله هو الرابح في الوقت الحاضر، فإن كل 'نصر' لحزب الله يسبب استياء المزيد من الناس داخل المجتمع السني – إن رسملة نصر الله للوضع من خلال الدعوة لعقد مؤتمر وطني من أجل 'تأسيس دولة' هو أحدث مثال على ذلك. لا السنة ولا الشيعة في لبنان يريدون التورط في حرب أخرى: إن الدعوات الحالية لعقد حوار وطني وإرسال الجيش إلى الشمال، هي جميعها محاولات لمنع حدوث تصعيد. ومع ذلك، إن التاريخ يحذرنا أن بإمكان حادثة واحدة تخرج عن السيطرة أن تؤدي إلى حرب أهلية في لبنان.
- الصحافة الإسرائيلية
تحذير في إسرائيل من انتفاضة ثالثة / 'الجزيرة'
حذر مستشرقون إسرائيليون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أن استمرار التوسع الاستيطاني واعتداءات المستوطنين ضد الفلسطينيين وأملاكهم ومقدساتهم، المعروفة باسم جباية الثمن، ستؤدي إلى اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة. وقالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن الخطر الأكبر برأي المستشرقين يكمن في إحراق المستوطنين لمسجد كبير، حيث اعتبروا أن المساجد التي تم إحراقها حتى الآن لم تكن على أهمية كبيرة بالنسبة للفلسطينيين. ومما حذر منه المستشرقون تنفيذ خطة نتنياهو المعلنة لبناء 850 وحدة استيطانية في المناطق الفلسطينية تعويضا للمستوطنين عن إخلاء بضعة منازل في البؤرة الاستيطانية الاولبانة في بيت إيل.
وأضافوا أن بناء من هذا الحجم في المستوطنات في ظل جمود المفاوضات سيؤدي إلى تراجع كبير في تأييد الجمهور الفلسطيني للرئيس محمود عباس ورئيس وزرائه سلام فياض، ويقوض قدرة الأجهزة الأمنية الفلسطينية على كبح أي 'موجة عنف شعبي فلسطيني'. وضمت مجموعة الخبراء التي التقت نتنياهو مساء الثلاثاء الماضي أبرز المستشرقين الإسرائيليين المتخصصين في الشؤون الفلسطينية والأردنية والمصرية والسورية وشمال أفريقيا وتركيا وإيران، لكن الصحيفة تقول إن النقاشات لم تتطرق إلى الملف النووي الإيراني. وقد طرح أمام نتنياهو أثناء جلسات النقاش معطيات من فترات ما قبل اندلاع الانتفاضة الأولى في كانون الأول 1987، والانتفاضة الثانية في أيلول عام 2000. وفي الحالتين سبق اندلاع العنف الجماهيري صعود حاد للعمليات التي نفذها أفراد، في الغالب بسلاح معد محليا على خلفية أزمة وطنية أو دينية، وليس بسبب ظروف شخصية أو عائلية، وقد قيل لنتنياهو إن الظروف الحالية مشابهة لتلك المعطيات.
- صحيفة 'واشنطن بوست'
ثوار سوريا يحققون مكاسب/ 'الجزيرة'
قالت صحيفة 'واشنطن بوست' إن الجيش السوري الحر بدأ يعيد تنظيم نفسه، فحقق مكاسب على الأرض خلال الأسابيع الأخيرة في ظل أنباء عن تلقيه الدعم من المال والسلاح. ويقر الجيش السوري الحر الآن بأنه غير ملزم بالهدنة رغم أن قادة الثوار يصرون على أن هجماتهم تهدف فقط إلى الدفاع عن المدنيين في أعقاب المخاوف التي خلفتها المجازر الأخيرة، حيث كان معظم الـ 186 الذين سقطوا فيها من الأطفال والنساء.
واضافت الصحيفة: 'يقول الثوار إنهم يحصلون على العتاد والتمويل بعد أن كانوا يفتقرون إليهما قبل أشهر قليلة، الأمر الذي ساعدهم على هيكلة أنفسهم لتحسين التنسيق في ما بينهم وتقويض قدرة الحكومة على بسط سيطرتها على مناطق شاسعة من البلاد'.
وتابعت الصحيفة: 'برغم أنهم يقولون إنهم لا يتلقون مساعدات أجنبية، فإنهم يؤكدون أنهم يحصلون على أموال من المعارضة السورية والمنظمات خارج البلاد، والتي تستخدم في شراء الإمدادات من السوق السوداء المزدهرة في الداخل'.
ويشير محللون إلى أن التقدم الواضح للثوار إلى أن المساعدة تجدي نفعا، فتعمل على تعميق الصراع وربما تكثيف الضغط على الحكومة لتقدم تنازلات رغم أن المجتمع الدولي ما زال يصر على استبعاد التدخل العسكري.
واعتبرت 'واشنطن بوست' أن الثوار الذي يتسلحون بأسلحة خفيفة وقذائف محمولة على الكتف ما زال أمامهم طريق طويل ليتمكنوا من إلحاق الهزيمة بالجيش السوري الذي يتفوق عليهم، وتضيف أنهم أيضا ما زالوا بعيدين عن بلوغ قدرات الثوار الليبيين الذين تمكنوا بسرعة مضطردة من السيطرة على مساحات شاسعة من البلاد وترسانة كبيرة. ويؤكد ذلك المسؤول السابق في وزارة الدفاع الأميركية جيفري وايت الذي يقول إن ثوار سوريا لن يتمكنوا من الإطاحة بنظام بشار الأسد وإخراجه من دمشق، ولكنه أشار إلى أن هجمات الكر والفر المتكررة على مواقع الجيش السوري النظامي 'تعزز الضغط على النظام، فتزيد من استنزافه وانشقاقاته'.
ويتابع أن الثوار الآن 'يبدون أكثر قوة وأفضل حالا'، نافيا ما يصفهم به البعض بأنهم قوة متفككة، ويقول 'لا أعتقد أن ذلك الوصف دقيق، ويمكنني أن أصفهم بأنهم قوة عصابات تزداد قدرتهم باضطراد'. وتنقل الصحيفة عن المتحدث باسم المجلس العسكري في حمص سامي الكردي قوله 'كل يوم نسيطر على المزيد من الأراضي، وكل يوم هناك انشقاقات عن الجيش النظامي، ولدينا الآن تنظيم أفضل بين صفوفنا'.
ويضيف أن النظام الآن يسيطر على الأراضي بالدبابات، والدليل على ذلك أنهم (الجنود) لا يجرؤون على الخروج من دباباتهم. وتشير 'واشنطن بوست' إلى أن تلك المزاعم يصعب التحقق منها بسبب القيود الحكومية المفروضة على الصحفيين، ولكنها تنقل عن خبراء عسكريين يتابعون تطور الصراع قولهم إنهم لاحظوا تناميا كبيرا في عدد التسجيلات المصورة لهجمات الثوار التي تبث على الإنترنت. كما أن القتال المحتدم خلال الأسبوعين الماضيين يقدم دليلا آخر على تنامي قدرة الثوار، فقد قال الجيش السوري الحر إنه سيطر على ثلاثة مراكز حكومية في إدلب الأسبوع الماضي، وقد جرت عدة معارك في مناطق لم تصلها الاضطرابات من قبل مثل المناطق الريفية شمال طرابلس.
وتعتبر الصحيفة أن تصعيد الحكومة السورية لاستخدام القوة يأتي ردا على مكاسب الثوار. ويعزو قادة الثوار تراجع معنويات الجنود في الجيش النظامي إلى أداء الثوار، مشيرين إلى أن معدلات الانشقاقات في صفوفه مستمرة، وأن الجنود أنفسهم كلوا بعد 15 شهرا من العمل المستمر من أجل قمع الثورة، وفق تعبيرهم.
- صحيفة 'نيويورك تايمز'
رد الأسد على الأزمة يقسم طائفته / 'الجزيرة'
قالت صحيفة 'نيويورك تايمز' إن رد الرئيس السوري بشار الأسد على الاحتجاجات أحدث انقساما في أوساط طائفته العلوية، فبينما يشعر البعض بالإحباط لأن القوات الأمنية لم تسحق المعارضة، يرى آخرون أن الأسد يزج بطائفته في حرب أهلية مع المسلمين السنة.
ويتناول تقرير الصحيفة قصة العلوي الخباز جابر عبود من بانياس الذي اضطر لمغادرة الحي الذي كان يسكن فيه عندما تجاهله السكان على خلفية انتقاده العلني لفشل الأسد في إجراء تغيير حقيقي في البلاد. وقال عبود من طرابلس في مقابلة هاتفية إن 'سكان الحي ينقسم إلى نصفين، نصفهم خانعون، والنصف الآخر وحوش'، مشيرا إلى أن الذهاب إل الحي يثير الإحباط، 'لأنه أشبه ببلدة أشباح حيث العناصر الأمنية في كل مكان'.
ويقول الناس أمثال عبود إنهم يشعرون بأنهم مشردون في أرض قاحلة، فبينما تقاطعهم مجتمعاتهم العلوية، ينظر إليهم الإسلاميون الذين 'يطغون على المعارضة المسلحة' بعين الشك. وتشير نيويورك تايمز إلى أن الأسد بدأ -مع بلوغ الصراع مستويات جديدة- بالتعويل كثيرا على قاعدته الدينية لنيل الدعم، ولا سيما أن القاعدة العلوية الأساسية من القوات الأمنية النخبوية ما زالت تقف إلى جانبه، فضلا عن العديد من السوريين الذين ينتمون إلى أقليات أخرى. غير أن المقابلات التي أجرتها الصحيفة مع عدد من العلويين أشارت إلى الانشقاق حتى بين صفوفهم الداخلية، فبينما يشعر بعض العلويين بالإحباط لأن قوات الأسد لم تسحق المعارضة، يقول آخرون إن الأسد يخاطر بمستقبل العلويين ويدفعهم إلى شفير حرب أهلية مع السنة. فالتيار الذي ينتقد ما يصفه بليونة الأسد، يقول إن والده الراحل حافظ الأسد كان سيتخلص من هذا التهديد قبل هذا الوقت.
وفي ظل استعداد مئات الشباب العلويين للموت دفاعا عن الحكومة، ترتفع أصوات أثناء تشييع الجنازات وفي أماكن أخرى تتساءل: لماذا لا تفعل الحكومة ما يكفي لحمايتنا؟ وتشير الصحيفة إلى أن الخوف من الانتقام دفع البعض من العلويين إلى التحذير من أن مستقبلهم في خطر، منهم آفاق أحمد المنشق عن فرع المخابرات بالقوات الجوية الذي بث على موقع يوتيوب نداء لمدة عشر دقائق يقول فيه إن على العلويين أن يوقفوا القتل الجماعي.
وتساءل: هل تستحق عائلة الأسد أن تتولى قيادة العلويين؟ ففي ضوء الجرائم التي ترتكب، فإننا لا نستطيع أن نبقى صامتين، علينا أن نلتزم بديننا ومبادئنا الإنسانية لأن التاريخ لا يرحم. وكان أول علوي ينضم إلى اللجنة التنفيذية للمجلس الوطني السوري الذي يعد المظلة الرئيسة للمعارضة في المنفى، في نيسان الماضي. وكانت هيمنة المسلمين السنة على المعارضة والخوف من الانتقام من العائلات في الداخل، أهم ما حال دون انضمام علويين آخرين إلى المعارضة، وفق تقرير نيويورك تايمز.
وفي القرى الصغيرة، يلوذ بعض العلويين المتعاطفين مع المعارضة بالصمت لأنهم قلة قليلة، فيقول الناشط العلوي في كاليفورنيا وجدي مصطفى إنهم يخشون تعرضهم للقتل من قبل طائفتهم، ويخشون أيضا البحث عن ملاذ في أوساط السنة اعتقادا منهم بأنهم قد يتعرضون للقتل أيضا. وتشير الناشطة ريم من قرية مطلة على مدينة طرطوس إلى أنها كانت في بداية الاحتجاجات تتعرض لانتقادات من قبل سكان حيها، ولكنها لاحقا توقفت تلك الانتقادات 'لأنهم بدؤوا يدركون الوجه الحقيقي للأزمة السورية، وهو أنها ثورة ضد الدكتاتورية وليس ضد النظام العلوي'. وتصف ريم دهشة سكان حيها عندما وصفت لهم كيف يتكاتف الشباب العلويين والسنة والدروز معا في الاحتجاجات المناهضة للحكومة في دمشق.
- صحيفة 'فايننشال تايمز'
إصرار روسي على دور إيراني في سوريا / 'الجزيرة'
ذكرت صحيفة 'فايننشال تايمز' أن وزير الخارجية الروسي سيرغى لافروف أوضح أنه لا ينبغي استبعاد إيران من مؤتمر دولي بشأن سوريا، وهو ما يضعها على مسار تصادم مع الولايات المتحدة حول عملية السلام المتعثرة. وقالت الصحيفة إن هذا المؤتمر، الذي شبهه البعض باتفاقات دايتون التي وضعت حدا للحرب الأهلية التي دامت ثلاث سنوات في البوسنة عام 1995، قد يُعقد في وقت لاحق من هذا الشهر.
وأشارت الصحيفة إلى ما قاله لافروف بأن 'روسيا تريد هذا الحدث أن يكون فعالا. ولكي يكون كذلك ينبغي على كل الأطراف التي لها أي نفوذ على أطراف النزاع السوري أن تكون ممثلة في هذا المؤتمر. وإيران إحدى هذه الدول'.
في المقابل ذكرت الصحيفة أن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بدت رافضة لدور إيراني في وقت سابق من هذا الأسبوع، وقالت 'من الصعب قليلا تخيل دعوة دولة تدير مسرح اعتداء نظام الأسد على شعبه'. ووفق شخصية كبيرة في السياسة الخارجية فإن هذا المؤتمر المزمع يمكن أن يُعقد في أواخر يونيو/حزيران عقب اجتماع مخطط بين الرئيس الأميركي باراك أوباما والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قمة مجموعة العشرين المقررة في المكسيك في نهاية الأسبوع القادم. ويرجح أن مكان المؤتمر بين الرئيسين سيكون في جنيف بسويسرا.
وأشارت الصحيفة إلى أن أميركا وروسيا تتفقان على أن خطة السلام التي تفاوض بشأنها الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان، والتي كانت سارية منذ نيسان، كانت لها نتيجة محدودة، ووفقا للحكومات الغربية لم يراع أي وقف لإطلاق النار، والقوات شبه النظامية والجيش السوري مستمران في مهاجمة المدنيين. وقالت إن روسيا تلقي معظم اللوم على المعارضة السورية التي لامتها أيضا على مذبحة الحولة التي راح ضحيتها أكثر من مائة قتيل. وطبقا لوكالة الأنباء الروسية 'إنترفاكس'، أطلق لافروف ملاحظة أو ملاحظتين استرضائيتين في مؤتمر صحفي في موسكو أمس عقب رحلة فرد هوف مبعوث وزيرة الخارجية الأميركية الخاص قال فيها إن روسيا لن توقع على عقود جديدة لتقديم أسلحة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، وإن توريدات الأسلحة الروسية كانت التزاما بالعقود الحالية فقط.
لكنه فند شائعات مروجة منذ أيام بأن روسيا بدأت تخفف تأييدها للأسد حتى قد تكون مستعدة لتسهيل إزاحته من السلطة كجزء من خطة سلام منقحة. وأقر بأن خطة أنان عُرقلت، لكنه قال إنه لم يكن هناك مناص منها. وفيما يتعلق بتنحي الأسد، ختمت الصحيفة بما قاله لافروف بأنه 'إذا وافق الشعب السوري على هذا فسيسعدنا حينئذ فقط أن ندعم هذه النتيجة. لكن أن تُفرض شروط على الحوار من الخارج فهذا ما نعتبره غير مقبول من حيث المبدأ. ولن يقود إلى حل مقبول للنزاع'.
- صحيفة 'الغارديان'
لا للتدخل في سوريا من دون روسيا / 'الجزيرة'
قال ديفيد أوين -وهو وزير الخارجية البريطاني السابق بحكومة العمال الفترة بين 1977 و1979- إن التدخل الغربي في سوريا ممكن في حالة واحدة وهي المباركة الروسية، مشيرا إلى أن حجم المأساة الإنسانية في سوريا يتطلب المحاولة. ودعا أوين في مقال نشرته صحيفة 'الغارديان' الأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي (ناتو) لاستخلاص العبر من التاريخ وخاصة في كوسوفو والبوسنة، مشيرا إلى أن الدبلوماسية والقوة لن تكونا ناجعتين إلا من خلال التحالف. واستهل مقاله بالقول إن كلمات مندوب الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية بالأزمة السورية كوفي أنان كان صريحا جدا عندما قال 'إذا لم يطرأ تغيير، فإن المستقبل سيكون مستقبل القمع والمجازر والعنف الطائفي والحرب الأهلية الشاملة'. وحذر الكاتب من أن خطر انزلاق القتال إلى الدول المجاورة بإيران والعراق وتركيا والأردن ولبنان وإسرائيل، حقيقي، داعيا مجلس الأمن إلى تمرير قرار يخوله لاتخاذ إجراءات بما في ذلك القوة العسكرية. غير أن الكاتب يستدرك قائلا إن مثل ذلك القرار يعني استخدام قوات الناتو أو القوات الأميركية ضمن قوات متعددة الجنسيات، وهما الطرفان اللذان لا تثق بهما الصين وروسيا.
ويستعرض أوين أمثلة من التاريخ منها العمل المشترك بين الأمم المتحدة والناتو بدعم روسي بالبوسنة عام 1995، حيث أبلى الجنود الروس بلاء حسنا في تطبيق قرارات دايتون على الأرض. ويقول إن فرص النجاح الأممي في سوريا كبيرة ولا سيما أن أنان شخصية جديرة بالثقة وقادرة على العمل مع الناتو وروسيا معا، ولديه علاقات طيبة مع مجلس الأمن وبعض القادة السياسيين داخل سوريا. لذلك، فإن التهديد بالقوة -إذا ما تطلب الأمر- ربما يقرن بسهولة أكبر مع العمل على وضع إستراتيجية لتشكيل إدارة انتقالية في سوريا إذا ما تم استيعاب المصالح الروسية. وردا على ما يسأله البعض: لماذا روسيا؟ يجيب بأن كوسوفو لم تحظ حتى الآن باعتراف العديد من الدول بما فيها خمسة من أعضاء الأمم المتحدة، وذلك نظرا لأن التدخل كان يفتقر إلى تخويل الأمم المتحدة. ويتابع أنه بعد الأخطاء التي ارتكبتها أميركا وبريطانيا في التعاطي مع حربي العراق وأفغانستان، 'فإننا نعيش حقبة جديدة مما يسمى بالتدخل المقيد'. فأيام التدخل بشكل منفرد دون الأمم المتحدة قد ولت، كما أنه لا يمكن تجاهل روسيا ويجب أن تؤخذ مصالحها في الحسبان. ويوضح أن القاعدة البحرية الرئيسية بمنطقة البحر المتوسط توجد في سوريا، وأن روسيا تزود الأخيرة بأسلحة ولديها روابط وثيقة مع أجهزة المخابرات السورية، وهو ما يمنح قادة موسكو نفوذا إذا ما تم إقناعهم باستخدامه.
ويضيف الكاتب أن الروس قد يسهلون إخراج الرئيس بشار الأسد من السلطة وتشكيل إدارة انتقالية، مشيرا إلى أن على المجتمع الدولي أن يقر بأن روسيا لا يمكن أن تتخلى عن مصالحها السياسية بذلك البلد، تماما مثل الولايات المتحدة التي لن تتخلى أبدا عن مصالحها الحيوية وقواعدها العسكرية بجنوب شرق آسيا. ويرى أن التحدي الملح الآن في سوريا هو التوصل إلى مبادئ توجيهية لتهديد عسكري من قبل الناتو -بقيادة تركيا- بالتدخل، وذلك عبر تعزيز دبلوماسية أنان وليس استبدالها. أما أفضل آلية لكسر الجمود بالأزمة ورسم مثل تلك التوجيهات فيتمثل في مجلس روسيا-الناتو الذي شكل رسميا منذ 2002. ويختم الكاتب بأن ذلك المجلس قد يوفر منتدى للنقاش، وخاصة أن الروس يدركون بأن أي مقدمة لفرض منطقة حظر طيران تتطلب استخدام صواريخ كروز وهجمات جوية بالتنسيق مع الناتو لاستهداف المواقع السورية التي تطلق صواريخ أرض جو. وقال إن بدء المناقشات بمنتدى مجلس روسيا-الناتو قبيل الاتفاق على قرار أممي معين بشأن استخدام القوة، من شأنه أن يبدد مخاوف الروس، مشيرا إلى أن حجم المأساة الإنسانية في سوريا تتطلب المحاولة.
- 'الغارديان'
انهيار محادثات إيران النووية/ 'الجزيرة'
قالت صحيفة 'الغارديان' إن المحادثات بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن عمليات تفتيش المواقع النووية المشتبه بها في إيران انهارت يوم أمس الجمعة، مما يعمق مشاعر إزاء احتمالات التوصل إلى تسوية بشأن الطموحات النووية الإيرانية. وأشارت إلى أن المفاوضات التي كانت تجري في مقرات الوكالة بفيينا كانت تهدف إلى التوافق على إطار لتحقيق تجريه الوكالة بشأن ما إذا كان لدى إيران برنامج أسلحة نووية في الماضي، وهو ما تنفيه طهران.
وحذرت الصحيفة من أن انهيار المفاوضات من شأنه أن يقوض احتمالات المفاوضات الموسعة بين إيران والقوى الست التي من المقرر أن تجتمع بموسكو في السابع عشر من الشهر الجاري لبحث تسوية بشأن البرنامج الإيراني لتخصيب اليورانيوم، ومنع العمل العسكري الإسرائيلي ضد إيران.
وأعربت الوكالة في بيان عن 'خيبة أمل' مما وصفته بأساليب المفاوضات الإيرانية، قائلة إن وفد طهران 'أثار قضايا سبق أن ناقشناها، وأضاف قضايا جديدة'. ووصفت الصحيفة فشل المفاوضات بأنها صفعة لسلطة المدير العام للوكالة يوكيا أمانو الذي توجه إلى طهران لإنهاء اتفاق وعاد ليعلن عن قرب التوصل إلى اتفاق.
وكانت المفاوضات قد ركزت على رغبة مفتشي الوكالة بزيارة موقع بارشين العسكري كأولوية، من أجل التحقق من التقارير الاستخبارية التي تتحدث عن تنصيب غرفة معدنية خاصة عام 2000 لفحص مكونات عالية التفجير للرؤوس النووية. وبينما تنفي إيران امتلاكها أي برنامج للأسلحة النووية، فإن تقديرات المخابرات الأميركية تقول إن الجهود الرامية لبناء قنبلة نووية ربما توقفت عام 2003، ولذلك فإن الوكالة الدولية للطاقة النووية تطالب بالتحقق من عدم وجود أي برنامج أسلحة بالماضي والتزام إيران مع لجنة التفتيش قبل الحكم بأن أهداف البرنامج النووي الإيراني سلمية.
- 'نيويورك تايمز'
على نفسها جنت روسيا / 'الجزيرة'
لطالما استشاطت روسيا غضبا من الحملات الغربية للإطاحة بزعماء من كراسي الحكم في بلدانهم، لكن موسكو انتهزت فرصة الأزمة السورية لإسماع صوتها إذ لا يمكن للغرب هذه المرة تجاهل الاحتجاجات الروسية كما فعل حين شرع حلف الناتو في شن غاراته الجوية على ليبيا، أو عندما أقدم التحالف الغربي على غزو العراق وضرب صربيا. وعلى خلاف ما جرى في السابق، طرق المجتمع الدولي أبواب روسيا. ففي يوم الجمعة الماضي زار مسؤول من الخارجية الأميركية موسكو سعيا منه لإقناع الكرملين بإعادة النظر في موقفه والإسهام بجهد لتدبر انتقال للسلطة من يد الرئيس السوري بشار الأسد، الحليف القديم لروسيا. وقد ظل القادة الروس يؤكدون مرارا أن هدفهم هو الحيلولة دون زعزعة استقرار سوريا وليس دعم الأسد. وألمحت موسكو إلى أنها ستقبل بتغيير القيادة في سوريا، شريطة أن يجيء ذلك من السوريين أنفسهم لا أن يُفرض الحل من الخارج. غير أن روسيا بذلك تجلب على نفسها مخاطر جمة، كما ترى صحيفة نيويورك تايمز. فالكرملين الذي نصَّب نفسه طرفا رئيسيا في الصراع يتعرض لضغط لاقتراح بدائل لحل الأزمة. وتواجه موسكو حالة من الامتعاض في العواصم الغربية ومن نفور شركائها بالعالم العربي الذين يرون في مواقفها دعما للطغاة. يقول جورجي ميرسكي –الباحث بشؤون الشرق الأوسط بالأكاديمية الروسية للعلوم بموسكو- إن غالبية المواطنين بالدول العربية يؤيدون بطبيعة الحال الثوار ويعارضون الطاغية 'لذلك فقد تعرضت سمعتنا لضرر بالغ'. ويضيف 'إذا تمكن بشار الأسد من الخروج ظافرا من هذه الحرب وتشبث بالسلطة فإن أغلب السكان بالدول العربية سينحون باللائمة على روسيا في ذلك بالطبع، ومن شأن ذلك أن يلحق الضرر بسمعتنا. وإذا ما أُطيح به فإن العديد من الناس سيُحملون روسيا مسؤولية ما جرى على أية حال'.
ومع أن روسيا نظرت إلى الثورات الشعبية بمصر وتونس على أنها نابعة من الداخل وقادها شبان محبطون من أوضاعهم الاقتصادية، فإن الصراع السوري في نظرها يختلف تمام الاختلاف عما جرى في تلك الدولتين لأنه من تدبير دول أخرى بالغرب والعالم العربي ويساهم في صعود الإسلام المتطرف، على حد تعبير الصحيفة الأميركية. وعلى الرغم من ارتفاع أعداد القتلى في سوريا التي تقدرها الأمم المتحدة بما يزيد على عشرة آلاف شخص، فإن المسؤولين الروس دأبوا على التذرع بالقول إن سقوط حكومة الأسد سيجعل الأوضاع أكثر سوءا. غير أن المذابح الأخيرة التي شهدتها البلاد على أيدي قوات الأمن، واستهدفت ضمن ما استهدفت النساء والأطفال، وضعت روسيا في موقع يفرض عليها تقديم بدائل. ولم تكن محادثات الجمعة بين فريد هوف مبعوث وزارة الخارجية الأميركية، وميخائيل بوغدانوف وجينادي غاتيلوف نائبي وزير الخارجية الروسي سوى محاولة للاتفاق على فترة انتقالية في سوريا. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن صحفيا ومحللا روسياً اقترح تبني نموذج اتفاق سلام دايتون عام 1995 الذي وضع حدا لحرب عرقية ضروس في يوغسلافيا السابقة، حيث يمكن لروسيا أن تضطلع بدور أساسي في ضمان استقرار الأمن خلال الفترة الانتقالية لما لها من علاقات متينة مع المسؤولين العسكريين السوريين، الذين تلقى معظمهم تعليمه بالاتحاد السوفياتي السابق. وأشار فيودور لوكيانوف، محرر إحدى الإصدارات الصحفية الروسية، إلى أن لروسيا نفوذا أكبر على الأسد من أي طرف آخر، لكن السؤال يكمن في مدى قدرة أي طرف على التحلي بالصبر حتى يتسنى وضع ذلك الاقتراح موضع التنفيذ.
- صحيفة 'كريستيان ساينس مونيتور'
هل العلاقة بين ألمانيا وإسرائيل خاصة؟ / 'الجزيرة'
ذكرت صحيفة 'كريستيان ساينس مونيتور' أن صفقة الغواصات الألمانية لإسرائيل أثارت الجدل مجددا بشأن 'العلاقة الخاصة' بين تل أبيب وبرلين، وهي العلاقة التي دفعت المستشارة أنجيلا ميركل إلى الترديد أن الأمن الإسرائيلي مسؤولية ألمانية، غير أن القليل في ألمانيا يوافق على هذا التوصيف للعلاقة بين البلدين. وأشارت إلى أن قادة ألمانيا حرصوا بعد ما يسمى بالهولوكست (المحرقة اليهودية) على تقديم الدعم للأمن الإسرائيلي كجزء من سياستهم الخارجية.
ولكن الصحيفة تقول إنه ليس جميع الألمانيين يوافقون على وصف تلك العلاقة بالخاصة، ولا سيما أن قرارات المستشارة أنجيلا ميركل تثير قلقا متناميا في أوساط الألمانيين. وكانت مجلة دير شبيغل كشفت هذا الأسبوع عن بيع غواصات ألمانية لإسرائيل، ونقلت عن مسؤولين ألمانيين سابقين من وزارة الدفاع الألمانية زعمهم أن إسرائيل تسلح هذه الغواصات -التي حصلت عليها بشروط سخية- برؤوس نووية، وأن الحكومة الألمانية كانت على علم بهذا التعديل. ورغم أن المسؤولين الألمانيين والإسرائيليين لم يعلقوا على هذه الأنباء، فإن الخبراء يرون أن ذلك سر علني. وقالت الصحيفة إن رفض برلين حتى الإنكار دفع المعارضة السياسية وحتى المعلقين إلى إثارة الجدل مجددا بشأن طبيعة العلاقات بين البلدين. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال في تصريحات صحفية إن الغواصات تعد إضافة حيوية لأمن إسرائيل القومي، وأضاف أنها تؤكيد على التزام ألمانيا تجاه الأمن الإسرائيلي. غير أن الصحيفة تقول إن الانتقادات لم تكن ضئيلة، مسترشدة بالمؤلف الألماني الحاصل على جائزة نوبل غونتر غراس الذي وجد نفسه في قلب فضيحة عندما نشر قصيدة قبل أسابيع ينتقد فيها أي ضربة عسكرية تقوم بها إسرائيل ضد إيران.
وقد أثارت تلك القصيدة انتقادات في إسرائيل التي وصفت غراس بأنه شخص غير مرغوب فيه، أما في ألمانيا فقد أذكت الجدل بشأن ما إذا كان انتقاد إسرائيل يعادل مناهضة السامية أو التحرر من عقود من الذنب. وتلفت كريستيان ساينس مونيتور النظر إلى أن أغلبية الطبقة السياسية تقف إلى الجانب الرسمي، ولكن بشكل أقل حدة. أما على المستوى الشعبي، فقد كشف استطلاع للرأي أجراه معهد فورسا الذي يحظى بالاحترام، عن أن 60% من الألمانيين يعتقدون بأن بلادهم لا تتحمل مسؤولية خاصة تجاه إسرائيل بسبب الهولوكوست، مقابل 33%. وأشار الاستطلاع إلى أن 70% من الألمانيين يعتقدون بأن إسرائيل تجري وراء مصالحها بغض النظر عن مصالح الأخرين، مقابل 59% في استطلاع شبيه أجري قبل ثلاث سنوات. كما أن نسبة الذين يرون أن إسرائيل 'عدائية' ارتفعت من 49% إلى 59%. غير أن كريستيان ساينس مونيتور تستدرك قائلة إن الإنصاف يتطلب القول إن ألمانيا لم تدعم إسرائيل بشكل أعمى في كل القضايا، مستدلة على ذلك بانتقاد ميركل لسياسة الاستيطان، وبأن ألمانيا تعد أكبر مستثمر غربي في الأراضي الفلسطينية.
- 'معهد واشنطن'
المحافظة على قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في الشرق/ ديفيد شينكر
ارتفعت مؤخراً حدة المعارك وعمليات الاختطاف الطائفية مما أصاب كثيرين في لبنان وواشنطن بالقلق من أن يكون هذا ضرب من العودة إلى الحرب الأهلية. ولكن التداعيات المحتملة من انتقال العنف من سوريا تتجاوز نطاق الحدود اللبنانية: ففي الماضي كان عدم الاستقرار الداخلي يؤدي في بعض الأحيان إلى نشوب حرب مع إسرائيل. وفي محاولة من جانب الأمم المتحدة للمحافظة على الهدوء، نشرت المنظمة الدولية قوات حفظ السلام على طول المنطقة الحدودية المضطربة بين سوريا ولبنان وإسرائيل لفترة دامت أكثر من ستة عقود. وحتى وقت قريب لعبت 'قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان' ('اليونيفيل') و'قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك' ('أوندوف') دوراً إيجابياً بشكل عام رغم ما يشوبه من أوجه القصور. بل إن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة التي تعمل في الشرق قد تعرضت في العام الماضي لانتكاسات هددت بتعطيل نشر القوات وتقويض الهدوء الهش فعلياً.
الخلفية للأمم المتحدة ثلاث منظمات منفصلة لحفظ السلام والمراقبة في إسرائيل ولبنان وسوريا. وعند تأسيسها عام 1948 كانت 'هيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة' أول جهاز من قبل المنظمة الدولية يقوم بعمليات لحفظ السلام على الإطلاق. وكانت إقامتها في البداية لغرض مراقبة الهدنة الإسرائيلية الفلسطينية، لكنها - وفقاً لتوجيهات مجلس الأمن الدولي - تطورت تدريجياً لتتولى مهام في السويس (مصر) ومرتفعات الجولان وجنوب لبنان. واليوم يعمل فيها طاقم دولي مكون من 250 شخصاً، بينهم 151 جندياً من أربعة وعشرين بلداً، ولها مكاتب في القدس والإسماعيلية وبيروت ودمشق وميزانية تبلغ أكثر من 70 مليون دولار. ويبدو أن 'هيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة' تركز حالياً بصورة أساسية على دعم قوات 'اليونيفيل' بدلاً من التفويض الخاص الذي أنيط بها من قبل. في عام 1974 أنشئت 'قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك' وكُلفت بالإشراف على تنفيذ اتفاقية فك الإرتباط بين إسرائيل وسوريا في منطقة الجولان في فترة ما بعد الحرب. وتقوم هذه القوة في الآونة الأخيرة بعمليات تفتيش كل شهرين في إسرائيل وسوريا لضمان امتثال الجانبين للقيود المتفق عليها بشأن التسلح في نطاق خمسة عشر ميلاً من الحدود. وتهتم قوات قوامها 1035 جندياً و 41 موظفاً مدنياً من خمسة بلدان بإنجاز مهمتها من معسكرات العمليات ومراكز المراقبة التابعة لها في كلا البلدين، فضلاً عن مكتب اتصال في دمشق. وتبلغ ميزانية 'قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك' لعامي 2011-2012، 50.5 مليون دولار. وتمثل 'قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان' - المؤلفة حالياً من 12000 جندي ولها ميزانية تبلغ 545 مليون دولار - القوة الأكبر والأكثر أهمية من بعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام في المنطقة. وقد تم تأسيسها في أعقاب الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1978. وكان من المتصور لها أن تكون قوة مؤقتة مهمتها المساعدة في استعادة الأمن وسلطة الحكومة في الجنوب. وفي البداية - في آذار عام 1978 - تم نشر 4000 جندي لحملة مدتها ستة أشهر. واليوم وبعد مرور خمسة وثلاثين عاماً تقريباً من النشر المستمر لا تزال قوات 'اليونيفيل' موجودة في جنوب لبنان وتضم جنود ومدنيين من ثمانية وثلاثين بلداً. وفي عام 2006، بعد حرب استمرت 34 يوماً بين إسرائيل والميليشيا الشيعية لـ &laqascii117o;حزب الله"، أصدر مجلس الأمن قرار رقم 1701 زاد فيه من عدد قوات حفظ السلام الدولية حتى سقف 15000 ووسع نطاق مهمتها لتشمل منع إعادة تسليح &laqascii117o;حزب الله" - وهو الهدف الذي لم تحققه 'قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان' على كافة المستويات.
استهداف 'قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان' تكبدت قوات 'اليونيفيل' على مدار الأعوام بعض الخسائر، ولكن على العموم لاقى نشرها ترحيباً من السكان لما لها من أثر إيجابي على الاقتصاد المحلي. ومن البداية توخت الأمم المتحدة الحذر لئلا تثير العداوة مع الناس، باتخاذها أقل قدر من التدابير لمنع منظمة التحرير الفلسطينية وبعد ذلك &laqascii117o;حزب الله" من مهاجمة المدنيين الإسرائيليين. وكانت هذه الآلية عملية من جانب واحد وهي: افتقار وحدات 'قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان' إلى العناصر الاستخباراتية التي تتطلبها أغلب الكتائب الحديثة من أجل حماية القوات، لذا اعتمدت على حسن نية السكان المحليين من أجل سلامتها. ولتحقيق هذه الغاية، شاركت أيضاً في أعمال خيرية وتواصلت مع المجتمع عن طريق إعطاء دروس الحاسوب واللغة وبناء ملاعب لكرة القدم وقامت بعمليات إنسانية لإزالة الألغام - كان أشهرها ما قامت به الوحدة الهندية - حيث وفرت خدمات بيطرية للحيوانات الكبيرة. لقد عملت هذه الاستراتيجية بشكل جيد نسبياً - على الأقل بالنسبة لقوات 'اليونيفيل' - حتى عام 2006. إلا أنه حين تغيرت مهمة هذه القوات بعد الحرب بدأ &laqascii117o;حزب الله" ينظر إليها بعين الريبة. فخلال مقابلة أجرتها مجلة 'دير شبيغل' في تموز 2006 مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم أشار الوزير إلى أنه من الممكن استهداف قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان كما حدث للقوات الأمريكية في عام 1983. وبالمثل، حذر زعيم &laqascii117o;حزب الله" حسن نصر الله 'قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان' من 'التجسس على &laqascii117o;حزب الله" أو تجريد المقاومة من السلاح' حتى لا تجد نفسها منساقة إلى 'تصادم' مع المليشيا. وبعد ذلك بوقت قصير بدأ أفراد 'اليونيفيل' يتعرضون لهجمات. وفي حزيران 2007 لقي ستة أفراد من الوحدة الإسبانية مصرعهم حين صدمت مركبتهم سيارة مفخخة بألغام قوية ومعقدة - والمعروف عن هذه الوحدة أنها الأكثر إصراراً وشجاعة في البحث عن أسلحة &laqascii117o;حزب الله". وفي وقت لاحق استُهدفت الوحدة التنزانية - العاملة ضمن 'قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان' - بالديناميت. وفي عام 2008 أصيب جنديان من الوحدة الإيرلندية في انفجار قنبلة زرعت على جانب طريق. وفي مناسبات عديدة في الفترة 2009-2010، منع القرويون الموالون لـ &laqascii117o;حزب الله" مركبات قوات 'اليونيفيل' من دخول المدن. وفي إحدى الحالات في كانون الثاني 2009، قذف القرويون قوات حفظ السلام بالحجارة عندما حاول أفرادها التحقيق في انفجار مستودع للأسلحة يُدّعى أنه تابع لـ &laqascii117o;حزب الله"، وأصيب أربعة عشر جندياً خلال ذلك الشجار. وفي الآونة الأخيرة أصيب ستة جنود من الوحدة الإيطالية من جراء انفجار عبوة ناسفة في أيار 2011، وبعد ذلك بشهرين جرح خمسة جنود فرنسيين في انفجار قنبلة زرعت على جانب إحدى الطرق. كما جرح خمسة جنود فرنسيين آخرين في كانون الأول 2011 عندما استُهدفت دوريتهم في انفجار قنبلة زرعت على جانب طريق قرب صيدا.
خطر الاستنزاف ستواجه 'قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان' تحديات صعبة في الأشهر والسنوات المقبلة. فعلاوة على تعقد مشاكل حماية القوة في جنوب لبنان بشكل متزايد تأتي الضغوطات المالية لتزيد الأمور تعقيداً. فها هي دول أوربية كبرى تبدأ بالفعل نفض يديها. ففي شباط، وبعد شهرين فقط من تعرض وحدتها للهجوم الأخير، أعلنت فرنسا اعتزامهما تخفيض فوجها الكبير المكون من 1300 جندي إلى 900 جندي. وتقوم إيطاليا أيضاً بتخفيض قوتها بصورة كبيرة .ففي تموز 2011 وبعد شهرين من تعرض وحدتها لعمليات قصف، أعلنت روما أنه ستقلص التزامها بـ 700 جندي - من 1141 إلى 441. وفي الآونة الأخيرة أعلنت وزارة الدفاع الإسبانية عن خفض فوري بنسبة 20 في المائة من قوتها البالغ عددها 1020 جندي وانسحابها الكامل في عام 2013. وفي أفضل سيناريو يعني ذلك أنه سيكون هناك فقط حوالي 2250 جندياً من قوات حفظ السلام من أوروبا الغربية في جنوب لبنان اعتباراً من عام 2013. ولن تقلل هذه الانسحابات من جدوى المؤسسة فحسب بل يمكن أن تحفز كذلك إلى مغادرات واسعة النطاق.
تضاؤل تأثير قوات 'اليونيفيل' و'هيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة' عند مقارنة 'هيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة' بـ 'قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان' نجد أن الأولى مكلِّفة ولا يكاد يكون لها أثر يُذكر. ورغم أنها ربما تكون قد ساهمت في التخفيف من الصراع الإقليمي في الماضي إلا أنها تفتقر اليوم إلى دور محدد حيث لها مهمة موصوفة وهي 'أداء مختلف المهام الموكّلة إليها من قبل مجلس الأمن'. والأسوأ من ذلك أن ميزانية الهيئة البالغة 70 مليون دولار ومكاتبها في القدس وسوريا ولبنان ومصر تكلف المنظمة الدولية الكثير وخاصة إذا علمنا أن 'قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك' - والتي يبلغ عددها ما يقرب من ثمانية أضعاف عدد القوات الأخرى - مكلفة بمهمة جسيمة في حين لا تتعدى ميزانيتها السنوية 50 مليون دولار. أما طاقم 'هيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة'، ففي ظل عملهم المحدود ومتطلباتهم الأسطورية أطلقوا على تنظيمهم اسم 'هيئة السفر ورؤية المعالم السياحية' حسبما ذكرت التقارير. وبالنسبة لـ 'قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك' فما زالت مهمتها في مراقبة التسليح السوري على الحدود مجدية، بيد تواجه المنظمة صعوبات في تسيير الدوريات في الآونة الأخيرة. فقد جاء في أحدث تقرير يصدر كل ستة أشهر عن 'قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك' أن فرق المراقبين 'مازالت تواجه قيوداً في الحركة...حيث رفضت السلطات السورية تمكينها من الوصول'. والواقع أن ما يقوم به نظام الأسد هو إبعاد 'قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك' لكي يتمكن من طمس أعماله الوحشية ضد المدنيين خلال الانتفاضة الحالية. وبالنظر إلى نطاق عمل 'قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك'، يرجح أن المنظمة لم تكن لتحرك ساكناً في هذا الصدد حتى بدون تدخل النظام. وللعلم فإن تقرير 'قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك' نصف السنوي خلا حتى من ذكر الانتفاضة الشعبية التي أودت بالفعل بحياة ما يقرب من 10000 سوري. وبدلاً من ذلك، كانت القوة شاهداً صامتاً على الأعمال القمعية التي تحدث في سوريا، في وقت أن مجرد قيامها بدور رقابي أكثر فعالية أو حتى مجرد تواجدها في بعض المناطق المعينة يساعد على إثناء النظام عن بعض الهجمات الشائنة التي يرتكبها ضد المدنيين. وفي مكان آخر - في 15 أيار 2011، لم تتدخل 'قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك' حينما وجهت السلطات السورية أربعين حافلة مليئة بالفلسطينيين إلى السياج الحدودي الإسرائيلي. وقد أدى ذلك التحرك إلى إثارة مصادمات عنيفة واشتباكات حادة أسفرت عن مقتل أربعة فلسطينيين.
الخلاصة في الوقت الذي ترتفع فيه حدة التوترات الطائفية في لبنان إلى جانب تدهور الوضع الأمني في سوريا، تزداد احتمالية حدوث مشاكل حدودية بين لبنان وسوريا وإسرائيل. وعلى الرغم من القيود المعروفة الموضوعة على قوات حفظ السلام فإن تواجدها يعد أمراً جيداً ومفيداً - ليس فقط لأنها تمنع من دمشق التراجع عن اتفاقية فض الاشتباك بل لأنها تعمل كوسيلة تحذير مفيدة لإطلاع المجتمع الدولي على المناوشات المحلية الآخذة في الازدياد بسرعة. بيد، يواجه هؤلاء المراقبون صعوبات متزايدة في تنفيذ مهامهم على الأرض. إن هذه العوائق إلى جانب الالتزام الدولي المتناقص حيال المهام لا يبشر بخير فيما يتعلق بالهدوء على الحدود.
- 'معهد واشنطن'
خيارات الولايات المتحدة بشأن سوريا: الفعل مقابل اللافعل/ مايكل سينغ
مع فشل خطة عنان والحصيلة المدنية المتزايدة للقتال في سوريا أوردت التقارير أن إدارة