- صحيفة 'نيويورك تايمز'
مسؤولون في السي آي إيه ينشطون في جنوب تركيا للمساعدة في تزويد المعارضة السورية بالسلاح / 'يو بي أي'
ذكرت صحيفة 'نيويورك تايمز' الخميس أن عدداً صغيراً من المسؤولين في وكالة الاستخبارات الأميركية (سي أي إيه) يعملون بشكل سري في جنوب تركيا لمساعدة حلفاء واشنطن على تقرير أي مقاتلين في المعارضة السورية سيحصلون على أسلحة لمحاربة النظام.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين وآخرين استخباراتيين عرب إن الأسلحة التي تضم بنادق آلية وقذائف صاروخية وذخائر وبعض الأسلحة المضادة للدبابات تهرّب بمعظمها عبر الحدود التركية من خلال شبكة من الوسطاء بينهم الأخوان المسلمون، وتدفع ثمنها تركيا والسعودية وقطر. وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى إن المسؤولين في الـ(سي أي إيه) يتواجدون في جنوب تركيا منذ عدّة أسابيع، ويعملون للمساعدة في تفادي وصول السلاح إلى مقاتلين متحالفين مع تنظيم القاعدة أو غيرها من المنظمات الإرهابية.
وكانت إدارة الرئيس باراك أوباما أعلنت أنها لن تزود المعارضة بالسلاح ولكنها أقرت أن جيران سورية سيقومون بذلك. ويسعى عملاء الاستخبارات الأميركية في تركيا إلى جمع المزيد من المعلومات حول شبكات المعارضة في سوريا وإقامة علاقات جديدة معها، وقال مسؤول استخباراتي عربي يتلقى معلومات من الأميركيين بشكل منتظم إن 'عملاء الـسي أي إيه هناك، وهم يحاولون الحصول على مصادر جديدة وتجنيد المزيد من الأشخاص'.
وقال مسؤولون أميركيون وآخرون متقاعدون في الـ(سي أي إيه) إن واشنطن تدرس تقديم مساعدة أكبر للمعارضة من خلال توفير صور أقمار صناعية لهم وغيرها من المعلومات الاستخباراتية المفصلة حول أماكن تواجد القوات السورية وتحركها، ولكن لم يتم حسم هذه الخيارات بعد، كما لم يتم التوصل إلى خطوات أكثر شدّة كإرسال عملاء 'سي أي إيه' إلى سورية. ورفض متحدثون باسم البيت الأبيض و وزارة الخارجية وال'سي أي إيه' التعليق على التقرير. وكان نشطاء سوريون قالوا الشهر الماضي إن مركبات تابعة للجيش التركي نقلت أسلحة مضادة للدبابات إلى الحدود حيث تم تهريبها إلى سورية، فيما تنفي تركيا ذلك علناً.
- صحيفتا 'الغارديان' و 'ديلي تلغراف'
لندن وواشنطن على إستعداد لتقديم ممر آمن للأسد مقابل إنضمامه إلى مباحثات حول التحول السياسي في سوريا / 'يو بي أي'
أفادت صحيفة 'الغارديان' الخميس أن بريطانيا والولايات المتحدة على استعداد لتقديم ممر آمن للرئيس السوري بشار الأسد ومنحه حتى العفو، كجزء من جهود دبلوماسية لعقد مؤتمر ترعاه الأمم المتحدة في مدينة جنيف حول التحول السياسي في سوريا. وقالت الصحيفة إن هذه المبادرة تأتي بعد حصول رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس الأميركي باراك أوباما على مؤشرات مشجعة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال محادثات ثنائية منفصلة على هامش قمة مجموعة العشرين في المكسيك.
وأضافت أن بريطانيا مستعدة لمناقشة منح عفو عن الرئيس الأسد إذا كان ذلك سيفضي إلى عقد مؤتمر حول العملية الانتقالية في سوريا، وضمان حصوله على ممر آمن لحضور المؤتمر.
ونسبت الصحيفة إلى مسؤول بريطاني وصفته بالبارز قوله 'من حضر منا اللقاءات الثنائية مع الرئيس الروسي يخرج بانطباع بأن ما رشح عن تلك اللقاءات يستحق متابعة الهدف من التفاوض على عملية انتقالية في سوريا، لكن تم التأكيد على أن كاميرون لم يتخذ قراراً نهائياً بشأن هذه المسألة'. لكن المسؤول أضاف 'من الصعب رؤية حل عن طريق التفاوض يبدي فيه أحد المشاركين استعداده للذهاب طوعاً إلى المحكمة الجنائية الدولية'.
وقالت 'الغارديان' إن المسؤولين البريطانيين والأميركيين 'كانوا مقتنعين خلال محادثات قمة مجموعة العشرين بأن بوتين لم يكن متشبثاً ببقاء الأسد في السلطة إلى أجل غير مسمى، على الرغم من أن هذا التنازل المحدود متنازع عليه في موسكو'. ولفتت إلى أن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون واستناداً إلى هذه المناقشات 'ستسعى الآن لإقناع المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا كوفي أنان بتغيير صيغة خطته ذات النقاط الست وجهوده لتشكيل مجموعة اتصال بشأن سوريا، والقيام بدلاً من ذلك باستضافة مؤتمر دولي على غرار النموذج اليمني'، والذي أدى إلى تنحي الرئيس السابق علي عبد الله صالح ونقل صلاحياته إلى نائبه مقابل منحه الحصانة.
وأضافت الصحيفة أن المؤتمر المقترح سيشارك فيه ممثلون عن الحكومة السورية وشخصيات بارزة في المعارضة والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن ودول رئيسية في المنطقة مثل تركيا والسعودية، في حين تضغط روسيا لإشراك إيران فيه أيضاً لكن الولايات المتحدة وبريطانيا تعارضان ذلك بشدة. وأشارت إلى أن المؤتمر سيترأسه أنان وينعقد قبل نهاية الشهر الجاري بهدف تشكيل حكومة سورية ذات قاعدة أوسع تفضي إلى إجراء انتخابات خلال 18 شهراً. وكان رئيس الوزراء البريطاني حذّر الثلاثاء الماضي من أن سوريا 'تواجه خطر الانزلاق إلى حرب أهلية دامية'، وشدد على 'أن هناك وقتاً محدوداً للتحرك'.
بدورها، نشرت صحيفة 'ديلي تلغراف' تقريرا عن الموضوع ذاته على صفحتها الأولى أعده مراسلها في المكسيك، روبرت وينيت، بالاشتراك مع زميله أدريان بلومفيلد، وجاء بعنوان: 'عرض الحصانة على الأسد إذا تخلى عن السلطة'.
ويقول المراسل إن المسؤولين البريطانيين يعتقدون أن الأمر 'يستحق الآن محاولة التفاوض حول عملية انتقالية في سورية قد تناقش تخلي الأسد عن السلطة.' وتنقل الصحيفة عن مصدر بريطاني قوله: 'لقد أشار بوتين إلى أن الروس ليسوا متمسكين ببقاء الأسد في السلطة إلى أجل غير مسمى، وبالطبع مضوا إلى تكرار قولهم إن الأمر يعود في نهاية المطاف إلى المجتمع الدولي لكي يقرر.' ويمضي التقرير إلى القول بأن مسؤولين غربيين يأملون الآن في تنظيم قمة في جنيف بسويسرا 'في غضون الأسابيع القليلة المقبلة'، ويمكن أن يحضرها الأسد أو أعضاء آخرون في نظامه، بالإضافة إلى ممثلين عن المعارضة السورية، والدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، واللاعبين الإقليميين كتركيا والسعودية.
- مجلة 'دير شبيغل'
مخاوف من أسلحة الأسد الكيميائية/ 'الجزيرة'
ذكرت مجلة 'دير شبيغل' الألمانية أن التوقعات بوجود كميات كبيرة ومتنوعة من الأسلحة الكيميائية في سوريا، تثير المخاوف من خطر احتمال استخدام 'الدكتاتور' بشار الأسد للغازات السامة ضد معارضيه في لحظاته الأخيرة ، أو وقوع هذه الأسلحة الفتاكة في أيدي إرهابيين. وأشارت المجلة إلى أن المراقبين الدوليين يتوقعون وجود القسم الأكبر من الأسلحة الكيميائية التي تمثل سلاح الأسد الأخير، في قاعدة السفير العسكرية المحصنة الواقعة على بعد عشرين كيلومترا جنوب شرق مدينة حلب ذات الكثافة السكانية.
ورأت المجلة أن المشكلة هي أن المعلومات المتوفرة حول حجم ما تملكه سوريا من غازات سامة هي معلومات تقديرية، بسبب عدم انضمام سوريا لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية التي تمتلك سجلات لمخزونات الأسلحة الكيميائية لدولها الأعضاء فقط. وأشارت دير شبيغل إلى أن المعلومات المقدمة من شهود عيان سوريين خاصة من الهاربين من الخدمة بالجيش وأجهزة الاستخبارات، تزيد من القلق والمخاوف لأنها تشير إلى توسع نظام دمشق منذ الثمانينيات في زيادة ترسانته من الأسلحة الكيميائية، وتنظيم دورات لتأهيل جيشه لاستخدام هذه الأسلحة والتعامل معها.
وقالت المجلة إن تقارير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية تذهب إلى احتواء مخازن الأسلحة الكيميائية السورية على كميات كبيرة، من غاز الخردل الذي يسبب حروقا خطيرة للجلد عند ملامسته، ومن غاز السارين السام. وأشارت إلى أن تقديرات أخرى للوحدة الاستشارية العسكرية العالمية (جينيس) تتوقع أن تضم مخازن أسلحة الأسد الكيميائية كميات من غاز الأعصاب 'في أكس' الشديد السمية الذي يؤدي إلى شل القنوات التنفسية والوفاة بعد دقائق من استنشاقه.
ونقلت 'دير شبيغل' عن تشارلز بلير الباحث بالفدرالية الأميركية للعلوم تقديره صعوبة إمكانية توقع بقاء الغازات السامة المخزنة بقاعدة السفير، وأخرى موجودة بمخازن قرب العاصمة دمشق ومدينة حمص، دون استخدام.ولفتت المجلة إلى تخوف المراقبين الدوليين من سيناريوهين محتملين يتضمن الأول لجوء بشار الأسد المستند بظهره إلى الحائط في مواجهة احتجاجات شعبية متصاعدة وضغوط دولية متزايدة، إلى استخدام أسلحته الكيميائية ضد معارضيه. ووفقا لهذا السيناريو فإن استخدام الغازات السامة ضد المحتجين سيكون الخطوة التالية لنظام دمشق، بعد تصعيده لمواجهته العسكرية للمظاهرات المدنية واستخدامه طائرات الهليكوبتر بشكل مكثف في الفترة الأخيرة في مواجهة الاحتجاجات.
وذكرت 'دير شبيغل' أن السيناريو الثاني الأخطر في تقدير المراقبين الدوليين هو أن تؤدي الفوضى المتوقعة في المرحلة التالية لسقوط بشار الأسد إلى وقوع أسلحته الكيميائية في أيد غريبة. وأضافت أن 'تنظيم القاعدة الذي نشط مؤخرا بسوريا وحزب الله اللبناني وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) الفلسطينية يتطلعون للحصول علي غازات الأسد السامة، ويبدون مرشحين للوصول إليها وهو ما سيمثل حال حدوثه قلبا لموازين القوى بالمنطقة'.
وقالت المجلة إن الفشل المدوي للاستخبارات الأميركية في العثور على أسلحة دمار شامل في العراق بعد سقوط الرئيس صدام حسين، جعل البنتاغون أكثر حذرا في تقديم معلومات حول خطة -كشفتها وسائل إعلام أميركية - لإرسال وحدات خاصة أميركية وقوات من ست دول لتأمين مخازن الغازات السامة السورية بعد سقوط بشار الأسد. ونوهت المجلة الألمانية إلى أن تأمين مخزون الأسلحة الكيميائية السورية بعد سقوط الأسد أكثر صعوبة من عملية مماثلة جرت في ليبيا بعد سقوط القذافي، وأوضحت أن أسلحة القذافي الكيميائية لم تكن سوى كمية كبيرة من غاز الخردل، في حين تحتوي مخازن الأسد على كميات ضخمة من غازات سامة مختلفة ركب بعضها بقذائف وزعت على مخازن غير معروفة بدقة.
- صحيفة 'وول ستريت جورنال'
تجميد ضربة إسرائيلية لإيران في الوقت الحالي
قال مسؤولون إسرائيليون وخبراء أمنيون في تل أبيب، انه من غير المرجح أن تشن اسرائيل هجوما على إيران فيما تتكثف العقوبات على طهران وتتواصل الجهود الدبلوماسية، على الرغم من فشل المحادثات الدولية في موسكو هذا الأسبوع. وهذا يضع القادة الإسرائيليين في مأزق: فعلى الرغم من عدم تحقيق أي تقدم في المحاولات الدبلوماسية للحد من برنامج إيران النووي يدعم موقف إسرائيل من أن طهران لن تتنازل، فإنها بحاجة إلى الانتظار لاستفاذ الوسائل الدبلوماسية والعقوبات حتى تتمكن من إقناع آخرين للانضمام إليها في اتخاذ اجراءات أكثر صرامة، بحسب ما قال محللون. وقال مسؤول اسرائيلي 'طالما المجتمع الدولي مستعد لموصلة جهوده فان إسرائيل لن تقول،' توقفوا '. هذا غير وارد '. واضاف 'إذا لم تجبر المفاوضات إيران على تقديم تنازلات، على الأقل سيكون هناك حالة واضحة تبين أن إيران لا تريد ان تتعاون'.
وكانت صحيفة 'وول ستريت جورنال' قد ذكرت امس أن العقوبات الدولية التي فرضت على إيران باتت تشق طريقها كي تستهدف الاقتصاد الإيراني وذلك بعد أقل من أسبوعين من الآن.وأضافت أن ذلك نظرا لفشل محادثات موسكو بين القوى الدولية وإيران دون تحقيق أي اتفاق يقضي بأن توقف إيران برنامجها النووي.
وقالت الصحيفة - في سياق تقرير أوردته على موقعها الالكتروني - 'إن الآمال لطالما ساورت ذهن الإيرانيين خلال هذه المحادثات حول احتمال أن تحول دون تفعيل العقوبات الدولية المفروضة على قطاع النفط الإيراني خلال يونيو الجاري ؛ إلا أن احتمالات الماضي باتت الآن حقيقة مع دخول النزاع الدولي طويل الأمد مع إيران مرحلة جديدة غير متوقعة سوف تختبر فيها التهديدات الإيرانية الماضية والتي تنذر برد انتقامي عنيف يشمل إغلاق مضيق هرمز'.
وأشارت الصحيفة إلى تصريح كل من المفاوض الرئيسي لكلا الجانبين بأن الكرة صارت في ملعب الآخر، وذلك عقب انتهاء محادثات موسكو بين إيران ومجموعة دول (5+1)، حيث استخدمت مفوضة الشئون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون وكبير المفاوضين الإيرانيين سعيد جليلي عبارات مماثلة، إذ قالا إن 'الفرصة سانحة الآن أمام الخيار الآخر' لكي يعمل على استئناف المفاوضات.وأوضحت أن هذه العقوبات ربما تكون آخر عائق أمام هجوم إسرائيلي محتمل ضد المنشآت النووية الإيرانية، وهى الخطوة التي يخشى المسئولون الأمريكيون من أنها قد تتسبب في اندلاع صراع أوسع نطاقا يشمل المنطقة برمتها.
كما ألقت الصحيفة الضوء على تفاقم الأزمة التي يعاني منها الاقتصاد الإيراني بسبب سوء إدارة الحكومة الإيرانية لمجريات الأمور في البلاد مما أدى إلى زيادة أسعار السلع الأساسية بنسبة تزيد على 50 %. واستطردت 'وول ستريت جورنال' إلى القول إن العقوبات الدولية الوشيكة ستكبد الإيرانيين ثمنا أكبر وذلك من خلال استهداف صادرات النفط الإيرانية التي تمثل مصدرا أساسيا من مصادر الدخل، حيث سيفرض الإتحاد الأوروبي حظرا واسع النطاق ضد مبيعات النفط الإيرانية بدءا من بداية يوليو القادم في خطوة سوف تسبق فرض عقوبات آخرى من جانب أمريكا ضد الشركات التي تتعامل اقتصاديا مع البنك المركزي الإيراني.
وفي السياق ذاته، أعرب مسئولون أمريكيون - حسبما أفادت الصحيفة - عن عزمهم توجيه تحذير إلى فنزويلا بسبب استعدادها للتعاون مع إيران لتطوير طائرات استطلاع بدون طيار، حيث قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند في هذا الصدد 'إنه يتعين على جميع الدول بما فيها فنزويلا الالتزام بالامتثال للعقوبات الدولية ضد إيران'. ,اعتبرت صحيفة (وول ستريت جورنال) أن ما يزيد من فداحة الانتكاسات التي أصابت الوضع الإيراني هو تأييد إيران في وقت سابق لضرورة التوصل إلى اتفاق مبدئي مع الوكالة النووية الأمريكية يسمح بإرسال مراقبي الأخيرة إلى طهران والدخول إلى المواقع العلمية الإيرانية والإطلاع على الوثائق التي تراها واشنطن ذات صلة بالبرنامج النووي الإيراني. وقالت الصحيفة 'إن ما يؤكد الخطورة المتنامية للموقف الراهن هو اعتزام لجنة الخدمات المسلحة التابعة لمجلس النواب الأمريكي عقد جلسة استماع في وقت لاحق اليوم لمناقشة الخيارات العسكرية المتاحة للتصدي للبرنامج النووي الإيراني'.
وحول هذا الأمر، نقلت الصحيفة في ختام تقريرها، عن السيناتور الأمريكي الجمهوري مارك كيرك قوله 'إنه عقب فشل ثلاث جولات من المفاوضات النووية مع إيران، فإنه أصبح من الجلي أن طهران تواصل خرق قرارات مجلس الأمن الدولي التي تلزمها بضرورة وقف أنشطة تخصيب اليورانيوم التي تجريها'.
- مجلة 'فورين أفيرز'
السبيل لإعادة الاستقرار / كينيث والتز
'شهدت الأشهر الأخيرة نقاشاً محتدماً في شأن أفضل السبل للولايات المتحدة وإسرائيل للرد على النشاط النووي الإيراني. فشددت الولايات المتحدة العقوبات على إيران وأعلن الاتحاد الأوروبي فرض حظر على النفط الإيراني مطلع تموز، وفي الفترة الأخيرة عاد الجميع إلى طاولة المحادثات وقت لا تزال الأزمة تلوح في الأفق. وعلى عكس ما يقوله عدد كبير من المعلقين الأميركيين والأوروبيين والإسرائيليين الذين يحذرون من مغبة حصول إيران على السلاح النووي، فإن ذلك قد يكون السبيل لإعادة الاستقرار إلى الشرق الأوسط'.
- 'معهد واشنطن'
الأمن الإسرائيلي في ظل بيئة إقليمية متغيرة
اللواء المتقاعد يوآف غالانت: (جيش الدفاع الإسرائيلي)
'في 14 حزيران 2012 ألقى اللواء المتقاعد يوآف غالانت (جيش الدفاع الإسرائيلي) محاضرة في معهد واشنطن هي المحاضرة السنوية الخامسة على اسم زيئيف شيف حول الأمن في الشرق الأوسط. وقد خدم اللواء غالانت فترة دامت ثلاثة عقود في البحرية الإسرائيلية والقوات البرية وشغل منصب السكرتير العسكري لرئيس الوزراء أريئيل شارون وكان قائد المنطقة الجنوبية خلال عملية 'الرصاص المصبوب'. وفيما يلي ملخص المقرر لملاحظاته.'
تواجه إسرائيل في الوقت الراهن بيئة أمنية بالغة الصعوبة في الشرق الأوسط. فالظروف سريعة التغير في جميع أنحاء المنطقة قد أرغمتها على التكيف حتى وإن كان انكشاف الأحداث لم يكتمل بعد. وفي حين أن العديد من المشاكل التي تواجهها إسرائيل ترتبط بالأمن إلا أن هناك عوامل أخرى تلعب دوراً بارزاً، من بينها التباينات الإقتصادية وتضخم أعداد الشباب وندرة الموارد والإسلام المتطرف، التي تشكل إطار عملية صنع القرارات الاستراتيجية.
مصادر القوة المتغيرة لقد كان الجيش والدين يمثلان مصدرا القوة الرئيسيين في الشرق الأوسط من الناحية التاريخية. وقد انتصرت المؤسسات العسكرية بصورة عامة في هذا الصراع، وكان الاستثناء الأبرز هو الثورة الإسلامية في إيران عام 1979. ومع ذلك فهذا الاتجاه قد تغير مؤخراً، حيث بدأ في غزة بانتصار &laqascii117o;حماس" على &laqascii117o;فتح" وأصبح العرف السائد في جميع أنحاء الشرق الأوسط. فالأحزاب السياسية الدينية - التي كانت مهمشة لفترات طويلة - أصبحت مصدراً جديداً للقوة في المنطقة، مع ما يحمله ذلك من تداعيات مروعة لإسرائيل والمجتمع الدولي ككل.
الوقائع المتغيرة في مصر وسوريا إن هذا الاتجاه هو الأكثر وضوحاً في مصر، حيث حل محل 'الربيع العربي' شتاء بارد وطويل. وتنطوي المستجدات هناك على مشاكل عويصة بالنسبة لإسرائيل، لا سيما وأن مصر كانت فاعلاً رئيسياً في الحروب الإقليمية؛ وحتى الوقت الراهن لا تزال مصر تملك جيشاً ضخماً جيد التسليح في ظل السلام القائم. ورغم أن الحرب أمر غير مرجح على المدى القصير، إلا أنه من المهم أن ندرك احتمالية نشوب صراع في المستقبل القريب. فعلى سبيل المثال، قد يؤدي الجمع بين انخفاض الاستثمارات الغربية وقلة السياحة وفقدان إيرادات قناة السويس وغياب النمو الاقتصادي إلى اندلاع موجة جديدة من 'انتفاضة الخبز'. بيد، لن يحكم الشعب المصري هذه المرة حاكم مستبد مثل حسني مبارك بحيث يستطيع هذا الشعب أن يصب على الرئيس جام غضبه. ولكن يرجح هذه المرة أن يلقي باللائمة على أعداء خارجيين: وهما بالتحديد 'الشيطان الأكبر' (الولايات المتحدة البعيدة) والشيطان الأصغر - والأقرب - إسرائيل. وكجزء من تراكم الأحداث المؤدية إلى الصراع، لن يكون مفاجئاً لو سعت القاهرة إلى نقل كتيبة من القوات إلى سيناء تحت ذريعة الدفاع عن نفسها ضد نوع من التهديد الإسرائيلي. إن التحول بعيداً عن مصادر القوة التقليدية في المنطقة واضح كذلك في سوريا، حيث لقي الكثير من المدنيين العرب حتفهم على يد نظام الأسد أكثر مما قتلت إسرائيل خلال أكثر من ستين عاماً. إن سقوط بشار الأسد ليس سوى مسألة وقت، وعلى الرغم أنه من شبه المؤكد أن بشار سيكون آخر حاكم علوي للبلاد، إلا أن سوريا ما بعد الأسد سوف تواجه مخاطر خاصة بها.
ويبدو أن هناك ثلاثة خيارات ممكنة في الوقت الراهن. أقلها احتمالاً هو ظهور نظام علماني ليبرالي؛ حيث إن غياب الوحدة بين المعارضة قد سمح بتدخل الإسلاميين المتطرفين وتنظيم &laqascii117o;القاعدة" في الصراع. والسيناريو الأكثر احتمالاً هو ظهور تحالف يضم جماعات سنية مختلفة - من المتطرفين والمعتدلين/العلمانيين على حد سواء. والخيار الثالث - وهو أسوؤها جميعاً - اندلاع حرب استنزاف داخل سوريا يهيمن فيها المتطرفون السنة وتصبح مرتفعات الجولان بيئة محتملة للصراع. لذلك يجب على المجتمع الدولي أن يتصرف بسرعة لمنع المتطرفين من ملء الفراغ السياسي. إن ما سيحدث في سوريا من المرجح أن يؤثر أيضاً على الدول الأخرى المجاورة لإسرائيل. ففي الأردن، تواجه العائلة المالكة انتقاداً على الساحة الداخلية حول العدالة الاقتصادية والفساد. إن الأحداث في سوريا قد تفاقم من هذه التوترات، وهو ما قد يؤثر بدوره بصورة سلبية على إسرائيل. كما أن تأثير الأزمة السورية قد وصل أيضاً بالفعل إلى لبنان. فـ &laqascii117o;حزب الله" يراقب الأوضاع عن كثب ويستعد لاحتمال فقدان راعيه السوري؛ وإذا شعرت الجماعة بالخوف أو التهديد، فلن تخضع ولن تتردد في استخدام أسلحتها ضد إسرائيل أو غيرها.
غزة وسيناء يزداد الوضع سوءاً في غزة، مع الزيادة المطردة في الاستعدادات العسكرية واستمرار تدفق البضائع غير المشروعة عبر الحدود المصرية عن طريق شبكات الأنفاق التحت أرضية. ولإسرائيل ثلاث مصالح واضحة المعالم في غزة: منع تحول القطاع إلى مصدر للهجمات وعدم الاستقرار؛ ومنع استيراد الأسلحة المزعزعة للاستقرار؛ وتجنب مسؤولية الدعم الاجتماعي والاقتصادي لساكني القطاع. إن تحديد هذه المصالح هو أمر سهل وبسيط؛ لكن السعي إلى تحقيقها في وقت متزامن هو الجزء الأصعب. كما أن الوضع في سيناء المجاورة أصبح ينطوي على مشاكل كبيرة بشكل متزايد. ويتركز السبب الرئيسي وراء هذه المشكلات في البدو الذين فقدوا ممتلكاتهم ومصادر عيشهم ومن ثم اتجهوا إلى التهريب والأنشطة غير القانونية الأخرى. وعلاوة على ذلك، ليس لدى البدو أي شعور بالحقوق أو الالتزامات تجاه الحكومة المصرية، كما أن القاهرة لم تفعل شيئاً سوى زيادة المشكلة تعقيداً. وتؤمن إسرائيل بأن الجيش المصري قادر على التعامل مع شبه الجزيرة بمفرده حال رغبته في تخصيص الأفراد والموارد اللازمة. ومن هذا المنظور فإن مشكلة سيناء هي قضية داخلية يتعيّن على القاهرة معالجتها - فإسرائيل ليس لديها رغبة في التدخل وتعريض معاهدة السلام مع مصر للخطر.
تحديات استراتيجية طويلة الأمد إن هذه التحولات الجذرية التي تأخذ مجراها في جميع أنحاء الشرق الأوسط لا تؤثر على الوضع الاستراتيجي لإسرائيل فحسب، بل تؤثر أيضاً على الساحة المستقبلية التي ستعمل بها. وكانت بعض هذه التحولات واضحة قبل اندلاع فترة 'الربيع العربي'. فعلى سبيل المثال، إن ثلث سكان المنطقة - أكثر من 100 مليون شخص - هم من دون سن 25 عاماً. وسوف يكون للتعليم الذي يتلقاه هؤلاء الشباب - والذي يغرس في الوقت الراهن كراهية واسعة النطاق ضد اليهود وإسرائيل - تأثير كبير وهائل في النهاية على علاقات البلاد المستقبلية مع جيرانها. كما يجب على إسرائيل أن تتعامل مع التداعيات الاستراتيجية الأكثر إلحاحاً الناجمة عن التغيرات الديموغرافية في المناطق الواقعة تحت سيطرتها. وفي غضون العقد المقبل أو نحو ذلك سوف يعادل عدد السكان العرب عدد السكان اليهود في الأراضي الواقعة بين نهر الأردن والبحر المتوسط.
اغتنام الفرص على الرغم من هذه التحديات الجديدة إلا أنه يتحتم على إسرائيل أن تواصل سعيها بحثاً عن سبل لتغيير تلك البيئة نحو الأفضل. ومن بين طرق القيام بذلك تحسين الوضع السياسي والاقتصادي للفلسطينيين في الضفة الغربية. ورغم أن التوصل إلى حل سياسي نهائي بين الإسرائيليين والفلسطينيين يمثل أهمية جوهرية، إلا أن النمو الاقتصادي في الضفة الغربية سوف يجعل التقدم الدبلوماسي ممكناً بشكل أكبر في الوقت الذي سيفيد إسرائيل أيضاً. لقد قال رئيس وزراء إسرائيل الأول دافيد بن غوريون ذات مرة أن مستقبل إسرائيل يعتمد على قوتها وعدالتها. ويظهر استعراض الأوضاع خلال العقود الستة الماضية أن إسرائيل أبلت بلاءاً حسناً على الجانب الأول. لكن الجانب الأخير هو الأكثر صعوبة: فلا يجب على إسرائيل أن تتمسك بالعدالة فحسب، بل عليها أيضاً أن تعكس رسالة العدالة بفعالية أكبر. وعلى الرغم من أنها بلاد صغيرة يشكل عدد سكانها جزء ضئيل فقط من عدد سكان العالم، إلا أن عليها أن تفخر بسجلها في مجال تعزيز القيم الليبرالية وبناء مجتمع عادل ومنصف تتاح فيه للأفراد فرصة عيش حياة مجزية ومرضية مليئة بالإنجازات. وفي الوقت ذاته يجب على كل من القادة والمواطنين الإسرائيليين أن يتذكروا بالتحلي بالتواضع والسعي الدائم للتوصل إلى سلام في الوقت الذي عليهم أن يتفهموا أن تحقيق ذلك قد يستغرق وقتاً طويلاً. وحتى ذلك الحين، يجب على إسرائيل أن تواصل البحث عن سبل للمساهمة بشكل إيجابي في المجتمع الدولي. وعلى الرغم من المشاكل الأمنية بالغة الصعوبة التي تواجهها، إلا أنه يجب عليها أن تستغل الفرص الناجمة عن الاضطرابات الإقليمية. لقد كان التشرذم الداخلي ضاراً بالشعب اليهودي على مدى التاريخ: ولذا يجب عليه المحافظة على وحدته من أجل مواصلة الازدهار.