- صحيفة 'واشنطن بوست'
في لبنان، رجل دين سني متشدد يعبر عن التوترات الطائفية العميقة/ باباك ديهانبشة
من مسجده في جنوب لبنان، يجسد الشيخ أحمد الأسير، رجل الدين المتشدد، اتجاها جديدا في الشرق الأوسط هو: صعود الإسلاميين المحافظين السنة المعارضين صراحة للمليشيات الشيعية ورعاتها في إيران وسوريا. وقد أصبح الأسير (44 عاما) محرضا شهيرا على الفوضى في لبنان عبر مهاجمة حزب الله، الميليشيا الشيعية والحزب السياسي الأكثر نفوذا في البلاد، حيث دعا أعضائها ب'الكاذبين' و'المجرمين' خلال صلاة الجمعة الأسبوعية، عندما يجتمع المئات لسماع خطاباته. وقد اكتسب الأسير شعبية وسط السنة في لبنان، الذين شعروا لسنوات بالتهديد من قبل ميليشيا حزب الله المدربة تدريبا جيدا، وبعد أن خذلوا في سياسة البلاد. في الأسبوعين الماضيين، صعّد الأسير ضغطه عبر اعتصام سد طريقا رئيسيا في مدينة صيدا، مسقط رأسه، لمطالبة الحكومة بمواجهة حزب الله بسبب سلاحه. والآن، أوصلت الانتفاضة في سوريا المجاورة التوتر إلى ذروته. فالصراع في سوريا بات أشبه بمعركة طائفية فيما تكافح المعارضة، السنية في الأغلب، للإطاحة بنظام يسيطر عليه العلويون. في لبنان يتفهم السنة أن عزل الرئيس السوري بشار الأسد يمكن أن يضعف حزب الله بشكل كبير، وقد بدأوا يتحدثون علنا وبكل قوة لدعم المعارضة. ولا أحد يتكلم بصراحة أكثر من الأسير، الذي عقد تجمعات حاشدة مناهضة للأسد جذبت حشودا كبيرة. وقال محمد عبيد، وهو مفكر شيعي وعضو سابق في حركة أمل 'إن الإسلاميين في المنطقة يعتقدون أن عليهم التحرك مع الإخوان المسلمين في تونس ومصر وسوريا. إنهم يشعرون أن الوقت قد حان للصعود. والأسير يحاول القيام بذلك في لبنان '. وخلافا لما حدث في مصر وسوريا، لم يكن الإخوان المسلمون والجماعات الدينية المتشددة يشكلون تقليديا زعماء الطائفة السنية في لبنان. وكانت معظم القيادات السنية اللبنانية بعد الحرب الأهلية (1975-1990) علمانية نسبيا، وموالية للغرب. إلا أن شعبية الأسير تشير إلى تحول بعيدا عن هذا القالب. وقد كانت صيغة الأسير للنجاح بسيطة: إدانة حزب الله والأحزاب الشيعية الأخرى كلما كان ذلك ممكنا، واتهامهم بأنهم بيادق لسوريا. وقد قام حتى بهجمات على الصعيد الشخصي بحق حسن نصرالله، زعيم حزب الله، الذي هو خط أحمر نادرا ما يتم تجاوزه في بيئة لبنان السياسية الطائفية المشحونة. ويدعو الأسير الجماعة ب 'حزب المقاومة' بدلا من 'حزب الله'، رافضا ربط اسم الله بأي حزب. وقال الأسير في احد المقابلات 'إن خطابات نصر الله الكبيرة وسلاحه يجعلانه يبدو وكأنه ملك أو فرعون. وهذا يجعل أناسه متعجرفين جدا'. وأضاف 'إن المحور ذاته الذي يحكم في لبنان يحكم سوريا. ونحن نعاني كما يعاني الشعب السوري'. وقد اتهم بعض النقاد الأسير بالمساعدة في تهريب الأسلحة إلى متمردي سورية المسلحين، لكنه يقول انه أنصاره ليسوا مسلحين، وأنه لا دور له في إرسال الأسلحة إلى الجيش السوري الحر. وأحد أسباب تمتع الأسير بمثل هذا النجاح هو النقص في القادة لدى الطائفة السنية... وقال مسؤول كبير سابق في الأمن اللبناني تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية المسألة أن 'الأسير يمكن أن يكون خطرا، فعندما يكون هناك صراع، يصعد المتطرفون دائما ويهبط المعتدلون'.
- صحيفة 'الغارديان'
قائد بارز في طالبان: 'القاعدة مثابة طاعون أرسل إلينا من السماء' / 'بي بي سي'
انفردت صحيفة 'الغارديان' بنشر أجزاء من مقابلة أجريت مع واحد من 'أبرز قادة طالبان' كما تصفه. وتنقل الصحيفة عن هذا القائد 'اعترافه' بأن طالبان لا تستطيع تحقيق النصر في الحرب الدائرة في أفغانستان، وأن السيطرة على العاصمة كابول 'احتمال بعيد جدا'.
وأضاف القائد أن هذه الحقائق دفعتهم إلى السعي للتوصل إلى تسوية مع القوى السياسية الأخرى في البلاد. وتضيف الصحيفة، في التقرير الذي أعده جوليان بورغر، محررها للشؤون الدبلوماسية، أن هذه الأجزاء من المقابلة ستنشر في عدد الخميس من مجلة 'نيو ستيتسمان' البريطانية اليسارية. وتضيف الصحيفة أن قائد طالبان، الذي وصف بأنه سجين سابق في معتقل غوانتانامو، 'استخدم أقوى عبارات ممكنة تصدر عن شخصية بارزة (في طالبان) للنأي بأنفسهم عن تنظيم القاعدة'.
ونقلت 'الغارديان' عن القائد قوله إن 'ما لا يقل عن 70 في المئة من عناصر طالبان غاضبون من القاعدة'. ويتابع قائد طالبان قائلا 'رجالنا يعتبرون القاعدة بمثابة طاعون أرسل إلينا من السماء'.وأضاف القائد 'لقد دمر أسامة بن لادن أفغانستان بسبب سياساته. لو كان يعتقد في الجهاد حقيقة كان عليه الذهاب إلى السعودية والجهاد هناك، بدلا من أن يدمر بلادنا'.
- صحيفة 'نيويورك تايمز'
بناء مستوطنات إسرائيلية جديدة يقوض حلم إقامة الدولة الفلسطينية
ذكرت صحيفة 'نيويورك تايمز' أن آمال الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة دائما ما تزداد خفوتًا مع دفع إسرائيل باتجاه إقامة مستوطنات جديدة في الضفة الغربية، وبسط سيطرتها على قطاعات جديدة من القدس الشرقية التي يعلن الفلسطينيون أنها عاصمتهم.
وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها أمس أنه 'في الوقت نفسه لا تحرز محادثات السلام، التي تعد الضمان الأفضل لحل قابل للاستمرار، تقدما'. مضيفة أن 'هناك ضربة أخرى حاليا من الممكن أن تكون كارثية، حيث إن اللجنة التي عينتها الحكومة الإسرائيلية أول أمس الاثنين أصدرت تقريرا يؤكد أن تواجد إسرائيل على مدار 45 عاما في الضفة الغربية لا يعتبر احتلالا.
وأضافت الصحيفة أن اللجنة صدقت على حق إسرائيل القانوني في الاستيطان هناك، وأوصت بأن توافق الحكومة على عشرات المستوطنات الإسرائيلية الجديدة. ولفتت الصحيفة إلى أن اللجنة اقترحت تجريد الجيش من سلطته المتعلقة بإجبار المستوطنين على الخروج من الأراضي التي يعلن الفلسطينيون الحق فيها، ورأت أنه برغم كونها غير ملزمة فإن توصيات اللجنة تعد قانونا سيئا وسياسة سيئة ورأيا سياسيا سيئا، مشيرة إلى أن معظم العالم ينظر إلى الضفة الغربية التي أخذتها إسرائيل من الأردن في حرب عام 1967 على أنها أرض محتلة ولكافة أعمال البناء الإسرائيلية كانتهاك للقانون الدولي، كما قضت المحكمة العالمية في عام 2004. ونوهت الصحيفة إلى أن ميثاق جنيف الرابع يمنع سلطات الاحتلال من توطين سكانها في الأراضي المحتلة، كما أن قرار مجلس الأمن رقم 242 الذي له تأثير جوهري على سياسة الشرق الأوسط يطالب بـ'انسحاب القوات المسلحة الإسرائيلية من أراضى احتلتها في النزاع الأخير'.
- صحيفة 'ديلي تلغراف'
جهاديين دوليين في مالي/ 'بي بي سي'
يقول مراسل صحيفة 'ديلي تلغراف' ديفيد بلير في تقريره الذي أعده من مالي إن مدينة تمبكتو في مالي استقبلت مجموعة من 'الجهاديين الدوليين' خلال الأيام الماضية. ويروي الكاتب أنه بعد أيام من سيطرة 'مسلحين من الصحراء' على تمبكتو، أعلنوا عبر إذاعة المدينة أنهم سيستقبلون بعض الأجانب.
ويصف بلير هؤلاء الأجانب بأنهم 'مقاتلون ملتحون يرتدون جلابيب وعمائم بلون الرمال'. ويضيف أنهم 'جهاديون إسلاميون من مختلف أنحاء العالم الإسلامي، بينهم جزائريون ونيجيريون وصوماليون وباكستانيون'.
ويرى الكاتب أن 'هذا الموكب المتعدد الجنسيات بعث رسالة قاسية مفادها: أن دولة جديدة قد ولدت تحت الحكم الفعلي للقاعدة'. وينقل بلير عن شاهد عيان من سكان المدينة، يدعى موسى ميغار، قوله 'رأينا الغرباء أول مرة عندما وصلوا إلى مدينتنا'. ويتساءل ميغار 'كيف وصلوا إلى بلدنا؟ لا ندرى'. ويرى الكاتب أن تنظيم 'القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي' وحلفاءه قد 'احتلوا' مساحة من إفريقيا تقدر بأكثر من 300 ألف ميل مربع. ويضيف أن المساحة التي سيطروا عليها من الصحراء الإفريقية تزيد على ثلاثة أضعاف مساحة بريطانيا، وقد احتلوها كاملة بمطاراتها وقواعدها العسكرية ومستودعات الأسلحة ومعسكرات التدريب الموجودة بها. ويرى بلير أنه على الرغم من أن السياسة الغربية لمكافحة الإرهاب قد وضعت لمنع القاعدة من السيطرة على المنطقة، 'فإن هذا ما حققه تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بالضبط'.
- صحيفة 'الإندبندنت'
روسيا لن تزود سوريا بالمزيد من السلاح/ 'بي بي سي'
أفردت صحيفة 'الإندبندنت' إحدى مقالاتها الافتتاحية لتطورات الأوضاع في الملف السوري، وتحديدا الإعلان الروسي عن عدم تزويد دمشق بالمزيد من السلاح، فقالت إنه 'بعد أكثر من عام على القمع الدموي في سوريا والطريق المسدود في الأمم المتحدة، فإن التزام موسكو البين بوقف إرسال أسلحة إلى النظام في دمشق يبدو كأنه تقدم حقيقي حدث في نهاية الأمر'. وترى الصحيفة أن هذا 'الالتزام' من قبل موسكو ستكون له 'آثار عملية' في دمشق.
وذكرت 'الإندبندنت' إن الدعم الروسي لسوريا لا يقتصر فقط على بيع الأسلحة، بل يتعداه إلى أكثر من ذلك بكثير. لكن الصحيفة ترى أن الصفقات التجارية بين موسكو ودمشق 'هي ثمرة العلاقة بين الجانبين'، وأن تخلي روسيا عن واحد 'من أقدم حلفائها' في منطقة الشرق الأوسط، ربما يحتاج إلى أكثر من مجرد حظر للسلاح.
- 'الغارديان'
كسر الجمود السوري بحظر الأسلحة/ 'الجزيرة'
علقت صحيفة 'الغارديان' على تدهور الأوضاع السريع في سوريا بأن على روسيا والغرب أن يستخدما نفوذهما لتحقيق وقف إطلاق النار ومنع انزلاق البلد إلى حرب أهلية شاملة. وقالت الصحيفة إن (المبعوث المشترك) كوفي أنان كان محقا الأسبوع الماضي عندما دعا لإنهاء 'التنافس المدمر' بين أعضاء مجلس الأمن، وإن جهود القوى الغربية للتنديد بروسيا ولومها على عرقلتها المزعومة للتغيير السياسي هي محض نفاق في حين أنها تدعم التدفق المتسارع للأسلحة إلى سوريا، الأمر الذي يجعل التوصل إلى حل في نهاية المطاف أكثر تكلفة في الأرواح.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأشهر الثلاثة الماضية شهدت زيادة كبيرة في الاشتباكات بين الثوار المسلحين والوحدات الحكومية فضلا عن القصف المتواصل لمعاقل المعارضة من قبل قوات بشار الأسد. وأن عسكرة النزاع تجلب اليأس للكثيرين الذين خرجوا إلى الشوارع العام الماضي للتظاهر من أجل التغيير السلمي. كما أن هوية سوريا كمكان للتسامح الديني والطائفي تخاطر بتحطمها إلى الأبد مع دخول 'الأصوليين السلفيين والمفجرين على غرار القاعدة' على خط النزاع.
وأضافت الصحيفة أن أنان بحاجة إلى أقصى دعم لإقناع الأطراف بأن التوصل إلى تفاهم أكثر واقعية من البحث عن الفوز. وأن لقاءاته بالأسد والمعارضة ستكون مثمرة فقط إذا استخدمت القوى العالمية نفوذها على أصدقائها لتحقيق وقف إطلاق النار وعملية سياسية يمكن أن تقود إلى إصلاح ديمقراطي. وأكدت الصحيفة على أن الأولوية الآن هي فرض حظر على الأسلحة. وأن على روسيا أن تحث الأسد على سحب أسلحته الثقيلة من المدن وإطلاق سراح المعتقلين إذا أوقفت المعارضة أيضا هجماتها. كما يجب على موسكو أن تعلن بوضوح أن الإمدادات العسكرية الروسية ستتوقف إذا لم يذعن. وينبغي أيضا على إيران أن تقدم تعهدات مشابهة في هذا الشأن. وللضغط على الثوار للتوصل إلى تفاهم ينبغي على الغرب أن يستبعد علنا التدخل العسكري تحت أي ظرف ويحث قطر والسعودية على وقف تمويل سباق التسلح. ومضت الصحيفة في أن مطالبة الأسد بالاستقالة كشرط مسبق للمباحثات قد فشلت لأن فترة رئاسته مستمرة حتى 2014 ومن الأفضل استثمار هذا الوقت في التفاوض على حكومة وحدة وطنية تستطيع الإعداد للانتخابات لتشكيل جمعية تأسيسية وإجراء إصلاحات أخرى.
- صحيفة 'هيرالد تريبيون'
أميركا بحاجة لإعادة تصنيف حلفائها/ 'الجزيرة'
قالت صحيفة 'هيرالد تريبيون' إن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تواجه موقفا لا تحسد عليه، حيث ارتبكت الحسابات الأميركية القائمة منذ عقود، والتي يقيّم على أساسها الصديق من العدو، بعد وصول الإسلاميين إلى السلطة في أكثر من بلد عربي.
ورأت الصحيفة، وهي الطبعة الدولية لصحيفة 'نيويورك تايمز'، أن التحدي الأكبر أمام إدارة أوباما هو مصر، حيث وصل إلى سدة الرئاسة فيها رئيس يمثل أقوى التنظيمات الإسلامية في المنطقة. وقد أدت خطوة الرئيس المصري محمد مرسي بإعادة البرلمان المنحل إلى إرباك حسابات المراقبين الغربيين حول حقيقة إستراتيجيته وتوجهاته. وبينما ربح الإسلاميون في مصر انتخابات الرئاسة بفارق ضئيل عن منافسهم العلماني، إلا أن إسلاميي تونس المجاورة قد ربحوا الانتخابات بأغلبية مريحة. أما في ليبيا فقد برز وضع خاص، حيث تقدم تحالف يقوده محمود جبريل -وهو خبير تخطيط دولي وسياسي معتدل- على حزبين إسلاميين، لكن جبريل ووسط الجو المعبأ لصالح الإسلام السياسي خرج ليرفض وصف تحالفه بـ'العلماني' وصرح بتصريحات تقرب بها من الإسلاميين.
وعلّقت الصحيفة بالقول إنه 'في العقد الذي تلا هجمات 11 سبتمبر/أيلول (2001) كانت الولايات المتحدة تنظر إلى التنظيمات الإسلامية في المنطقة العربية من خلال مفهوم الإرهاب، بل أصدرت الولايات المتحدة بعيد الهجمات تحذيرا أثار زوبعة في المشهد السياسي العالمي عندما صرح الرئيس الأميركي آنذاك 'إما أن تكون معنا أو أن تكون مع الإرهابيين'.
وشهدت السنين الماضية حالات كثيرة تم فيها رفض تأشيرات علماء مسلمين لأنهم صرحوا بتصريحات وآراء لا تتوافق مع الرؤية الأميركية، الأمر الذي أوقع إدارة أوباما في حرج بالغ عندما منحت البرلماني المصري هاني نور الدين تأشيرة للولايات المتحدة رغم أنه كان ينتمي إلى الجماعة الإسلامية وهي منظمة ينظر إليها في الولايات المتحدة على أنها إرهابية. وبعد أن وصل الجدل بشأن تأشيرة نور الدين إلى مجلس النواب الأميركي، خرجت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية لتقول 'إنه عصر جديد في مصر. عصر جديد في عدة دول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا'. ورأت الصحيفة أن المسؤولين الأميركيين لم يفهموا أو يروا الفرق بين الإسلاميين الذين ينادون بدور قيادي للإسلام في الحكم، وبين 'الجهاديين المتطرفين' الذين يروجون للوصول إلى نفس الغاية ولكن عن طريق 'الإرهاب'.
إلا أن الموقف العدائي للولايات المتحدة تجاه الحركات الإسلامية يعود أيضا إلى ما قبل هجمات سبتمبر، حيث دعمت على مدى عقود الحكام العرب المستبدين على حساب الجماعات الإسلامية. ففي مصر دعمت الرئيس المصري السابق حسني مبارك والراحل أنور السادات لعقود بينما كانت جماعة الإخوان المسلمين محظورة ولم تحرك الولايات المتحدة ساكنا. وتقول الصحيفة إن الخبراء في شؤون الشرق الأوسط يرون أن تأشيرة نور الدين ومن قبلها الجدل الذي أثاره مرسي بتطرقه لقضية الشيخ عمر عبد الرحمن، ما هي إلا بداية عملية إعادة تقييم طويلة وشاملة لتقييم وتعريف حلفاء الولايات المتحدة، ومن المؤكد أن ذلك سيلقي بظلاله على المساعدات الأميركية لبعض الدول العربية والعلاقات العربية الإسرائيلية.
لكن الصحيفة أشارت من جهة أخرى، إلى أن هناك من يرى أن من غير المناسب للولايات المتحدة أن تقع في فخ المواقف الاستباقية، ونقلت عن ستيفين ماكينيرلي المدير التنفيذي لمشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط في واشنطن قوله 'أحب أن أقول إنه لا يتعين على الناس أن يشعروا بالهلع من النبرة المعادية لأميركا'، ورأى أن الإطاحة بمبارك 'خطوة مهمة في مواجهة الإرهاب في المنطقة وسحب البساط من تحته. يمكن للناس أن ينفسوا عن غضبهم بحرية ثم يذهبوا إلى مراكز الاقتراع ليدلوا بأصواتهم'. برلمانيا، سادت مشاعر استياء في أوساط مجلس النواب الأميركي من تعهد مرسي بالعمل على إطلاق الشيخ عبد الرحمن، ووصفها النائب الجمهوري بيتر كينغ بأنها تصريحات 'تصدر عن رجل شارع وليس رئيس دولة'.
وأضاف كينغ 'علينا أن نكون متخوفين'. وأشارت الصحيفة إلى أن الضجة التي أثيرت حول تأشيرة نور الدين لم تكن الأولى من نوعها، حيث حدثت من قبل حالات استقبلت فيها واشنطن عناصر كانت تعتبرهم إرهابيين ومصدر خطر، ومن الأمثلة على ذلك زيارة رئيس الجناح السياسي للجيش الجمهوري الآيرلندي جيري آدمز لواشنطن عام 1994، وهناك الإرهابيين الصهاينة الذين اشتركوا في عمليات إرهابية ضد الوجود البريطاني في فلسطين ثم أصبحوا مسؤولين بعد إعلان الدولة العبرية عام 1948 وأصبحوا يُستقبلون استقبالا حافلا في واشنطن.
- صحيفة 'واشنطن بوست'
البازار الإيراني قبلة أعمال الصيرفة/ 'الجزيرة'
ذكرت صحيفة 'واشنطن بوست' إنه 'بينما يتدنى سعر صرف العملة الإيرانية وترتفع الأسعار بشكل يومي في إيران نتيجة العقوبات المفروضة عليها، تتجه الأنظار إلى سوق العملة في البازار (السوق) الإيراني كملاذ محتمل لمساعدة البلاد على تحمل وطأة العقوبات التي تزداد شدة يوما بعد يوم'.
ووصفت الصحيفة سوق العملة في البازار الإيراني بأنها 'مزيج من سوق أسهم ومركز مضاربات. وقد بدأت أنظار الحكومة الإيرانية تتجه نحو هذه السوق بعد أن اتسعت الهوة بين السعر الرسمي لصرف الريال الإيراني مقابل الدولار الأميركي وسعر السوق السوداء. وكانت الضربة الأولى التي تلقاها الريال الإيراني في سبتمبر/أيلول 2010، عندما أعلنت الحكومة الإيرانية عن عزمها رفع الدعم عن السلع الأساسية، وتزامن ذلك مع سريان حزمة عقوبات اقتصادية تتعلق بملف إيران النووي، الأمر الذي خفّض سعر صرف الريال من 10500 ريال للدولار الواحد إلى 13 ألفا في أسبوع واحد. وفي الأسبوع الماضي جاءت الضربة القاصمة للريال مع بدء سريان الحزمة الأشد من العقوبات الأوروبية، فهوى سعر صرفه إلى عشرين ألفا. وقالت الصحيفة إن الأساليب التي اتخذتها الحكومة الإيرانية قد تنوعت وتعددت ومن بينها الحكم بالإعدام على المضاربين بالعملة في السوق السوداء. إلا أن الحديث على الساحة الإيرانية قد تركز في الفترة القليلة الماضية على كيفية تهدئة روع الرأي العام الإيراني وإعادة التوازن لسوق العملة في إيران. ومن بين الحلول المقترحة ربط سعر العملة بسعر النفط، واقتراح عدة أسعار صرف مختلفة تبعا للسلع المراد استيرادها وأهميتها في سلم الأولويات.
وكان وزير المالية الإيراني قد حذر الإيرانيين يوم الأربعاء الماضي من وجود كميات كبيرة من العملة المزورة في إيران وحث المواطنين على شراء العملة من المحلات المرخصة حصرا وتجنب التعامل مع تجار السوق السوداء. في السابق، كانت مهمة سوق العملة في البازار وسط العاصمة طهران، هي تجهيز التجار المغادرين للخارج لأغراض التجارة، بكميات كبيرة من النقد، حيث لم يكن الاحتفاظ بكميات من العملة الصعبة هاجسا للإيرانيين كما هو اليوم، حيث يخافون من الاحتفاظ بعملتهم الوطنية خشية أن تفقد قيمتها في أية لحظة. ونتيجة لذلك صار سوق العملة في البازار قبلة للمواطنين الذين يحاولون تغيير الريال الإيراني إلى دولار أميركي، حيث يعتبر الاحتفاظ بالدولار اليوم أحد الاستثمارات الرئيسية إلى جانب الذهب والعقارات في إيران. وقالت الصحيفة إن المتعاملين يقدرون قيمة التداولات في البازار بمائة مليون دولار يوميا، ويعج السوق بالتجار الذين يلوحون برزم كبيرة من الدولار في إشارة إلى استعدادهم لتغيير العملة. ويرى المسؤولون الإيرانيون أن البازار أصبح قبلة أعمال الصيرفة في إيران، وهو في الحقيقة يتألف من حفنة من التجار والمضاربين والوسطاء، ويرون أن الوضع يعطي هذه المجموعة نفوذا لا تستحقه وغير قادرة على التعامل معه أصلا. وتنقل الصحيفة عن أحد المتعاملين في السوق قوله لمراسل الصحيفة 'انظروا إلينا، إننا أناس لن يتلقوا أي تعليم، لا نتقن سوى استخدام الحاسبة'. وكان البازار قد تعرض للإغلاق في يناير/كانون الثاني الماضي، نتيجة للمضاربات التي تراها السلطات أنها غير صحية للاقتصاد الإيراني، ولكن أعيد فتحه بعد أسابيع ولوحظ تواجد الكثير من المخبرين بالزي المدني، وتوقعت الصحيفة ألا يستمر التداول في البازار بشكله الحالي لوقت طويل.
- 'معهد واشنطن'
العقوبات النفطية ضد إيران لن تكون كافية/ مايكل سينغ
كما كان متوقعاً، لم تكن المحادثات على 'مستوى الخبراء' التي جرت في الأسبوع الماضي بين إيران والقوى العالمية أكثر فائدة وفعالية عن سابقتها، وهو ما يقلص التفاؤل بشأن إمكانية التوصل إلى حل للأزمة النووية في أي وقت قريب من خلال التفاوض. ويبدو أن صناع السياسة الغربيين، معززين بنجاحهم في الحد من صادرات النفط الإيرانية، لديهم رغبة في إعطاء العقوبات مزيداً من الوقت حتى تؤتي ثمارها، على أمل أنه بمجرد أن تشعر طهران بتأثيرها الكامل فإن المفاوضين سيعودون إلى طاولة المفاوضات ولديهم استعداد أكبر لتقديم تنازلات. بيد أن الشواهد والأدلة تشير إلى أن تأثير العقوبات على صادرات النفط لن يزيد بمرور الوقت. أولاً، يغلب على صناع السياسة الغربيين التركيز على ما خسرته إيران أكثر من تركيزهم على ما احتفظت به أو ما اكتسبته. وهذا أمر جيد بالنسبة للمناقشات السياسية لكنه سيء بالنسبة لصياغة سياسة معقولة. صحيح أن صادرات النفط الإيرانية قد تراجعت من 2.5 مليون برميل يومياً إلى 1.5 مليون برميل يومياً. لكن هذا المستوى المتدني لا يكاد يُذكر: فإيران لا تزال واحدة من أكبر مصدري النفط في العالم، والذي تكسب منه المليارات من العملة الصعبة. ولا يوجد ما يشير إلى أن التراجع في الدخل قد أعاق البرنامج النووي الإيراني الذي يثير حفيظة الغرب. وتقوم إيران بتخصيب اليورانيوم بشكل أسرع وعلى مستويات أعلى من أي وقت مضى. وإذا بدا أن أي طرف بحاجة إلى تقديم تنازلات، فإن هذا الطرف هو مجموعة الدول الخمس دائمة العضوية + 1 (الولايات المتحدة وبريطانيا والصين وفرنسا وروسيا وألمانيا). فقد تخلوا عن المطالب بأن توقف إيران عمليات التخصيب تماماً وفضلوا بدلاً من ذلك مطالبتها بمجرد الإبقاء على التخصيب عند مستوى منخفض.
وعلاوة على ذلك، لا تشير الشواهد والأدلة التاريخية إلى أن تأثير العقوبات على النظام يزداد بمرور الوقت. فهناك أمثلة عديدة - بما فيها معمر القذافي في ليبيا وصدام حسين في العراق وكوريا الشمالية في الوقت الحاضر - تظهر أن هذه الأنظمة تمتلك من المرونة ما يمكنها من الاستمرار لفترة طويلة في مواجهة العقوبات - بل يمكنها التكيف معها والالتفاف حولها. كما أن هناك سبباً وجيهاً للاعتقاد بأن الدول التي انصاعت على مضض للعقوبات النفطية لن تقوم بعمليات خفض إضافية بل ربما تزيد من وارداتها النفطية من إيران مع تعافي النشاط الاقتصادي - وبالتالي الطلب للنفط. وتشير البيانات الأخيرة إلى أن مشتريات الصين النفطية من إيران زادت رغم التراجع الذي حصل في الربع الاول من هذا العام. وفي حين يأمل صناع السياسة أن تستمر فائدة العقوبات النفطية، يرجح أنه قد تم التوصل بالفعل إلى التأثير الكامل. فإذا انتظرت الولايات المتحدة وحلفاؤها حتى تراقب ما تسفر عنه الأوضاع، فقد تكون النتيجة فترة مطولة من الجمود على غرار تلك التي أعقبت الموافقة على قرار مجلس الأمن رقم 1929 من عام 2010 والتي استمرت حتى وافق الكونغرس والاتحاد الأوروبي على العقوبات النفطية في أواخر 2011. ومثلما هو الحال مع أي ملاكم محترف، يجب على واشنطن أن تتبع ضربة العقوبات النفطية القاصمة بممارسة المزيد من الضغوط المستمرة. لقد كانت العقوبات الأخيرة هامة جداً لأنها استغلت اعتماد الإيرانيين على عوائد الصادرات النفطية - وهذا يعد من بين نقاط الضعف الرئيسية للنظام. وفي سبيل زيادة الضغط بشكل يحقق نتائج ذات معنى، ينبغي على صناع السياسات تحديد واستغلال نقاط الضعف الأخرى لدى النظام. ومن بينها محدودية الدعم الدولي لإيران؛ فالنظام الإيراني لديه عدد قليل من الحلفاء الحقيقيين أهمهم سوريا، كما أن الجهود الدولية الأكثر جرأة للإطاحة بنظام بشار الأسد سوف تُضعِف من موقف طهران بشكل كبير، وهي النتيجة التي سيحققها كذلك التركيز المتزايد على منع تدفق الأسلحة والأموال من وإلى إيران.
ومن بين نقاط الضعف الرئيسية الأخرى لإيران العزلة الداخلية المتزايدة للنظام. ولا ينبغي أن يتردد الغرب في استقطاب الإيرانيين خارج الدائرة الضيقة المحيطة بالمرشد الأعلى علي خامنئي أو تقديم الدعم للمعارضين في إيران. وأخيراً، يجب أن تعزز واشنطن من مصداقية تهديدها العسكري. وفي هذا الإطار تعد الخطوات الأخيرة الرامية إلى تعزيز وضع القوات الأمريكية في الخليج الفارسي بداية جيدة. وينبغي أن تكون مصحوبة ببيانات أكثر جدية حول استعداد الولايات المتحدة لاستخدام القوة ووضع حد للتصريحات المبالغة في سلبيات العمل العسكري. ومن المرجح أن يجذب هذا اهتمام كل من طهران وبكين. وإذا كان البديل هو نشوب صراع عسكري في الخليج الفارسي، فقد ترى الصين كذلك أن الخفض الإضافي لوارداتها النفطية من إيران - والذي سيكون الطريق الأكثر أهمية لتعزيز العقوبات الحالية - قد يكون قراراً حكيماً. إن تأكيدات صناع السياسة الغربيين بأن هناك وقت لكي تؤتي العقوبات ثمارها تشبه وضع عدّاء في سباق ماراثون يقول إن أمامه الكثير من الوقت لإنهاء السباق. قد يكون هناك وقت، ولكن الإخفاق الذي صاحب الجولة الأخيرة من المحادثات رغم تزايد الضغوط على إيران يشير إلى أنه لدينا أيضاً طريق طويل لنقطعه.