- صحيفة 'فايننشال تايمز'
مصير الأسلحة الكيميائية في سوريا/ 'بي بي سي'
تساءل الكاتب جيمس بليتز في مقال نشرته صحيفة 'فايننشال تايمز' عن المخاوف حول مصير الأسلحة الكيميائية في سوريا، قائلا هل على العالم أن يشعر بالقلق إزاء مصير الأسلحة الكيميائية في سوريا؟ ويقول بليتز إنه مع اشتداد الحرب الأهلية بين النظام والجماعات المسلحة في سوريا، فإن هذا السؤال يصبح أكثر إلحاحا على أذهان كبار المسؤولين في أمريكا وأوروبا والشرق الأوسط.
ويقول بليتز إن أي نقاش حول مخزون سوريا من الأسلحة الكيميائية والبيولوجية لن يكون أمرا يسيرا، نظرا لأن سوريا ليست من الدول الموقعة على الاتفاقية الدولية للأسلحة الكيميائية، كما أنها لم تصرح مطلقا بما في حوزتها من هذه الأسلحة. ويضيف بليتز أنه بعد حوالي تسع سنوات من مزاعم الولايات المتحدة وبريطانيا الخاطئة بأن الرئيس العراقي السابق صدام حسين يمتلك أسلحة دمار شامل سيكون العالم حذرا وحريصا للغاية قبل مناقشة امتلاك أي دولة في الشرق الأوسط لأسلحه دمار شامل. ويقول بليتز إنه على الرغم من هذا لا يمكن إنكار أنه في الثمانينيات ساعد الاتحاد السوفيتي السابق سوريا في الحصول على ترسانة من الأسلحة الكيميائية لموازنة ثقل إسرائيل في المنطقة، ولم تنف روسيا مطلقا دورها فيما يتعلق بذلك'.
ويضيف بليتز أن الكثير من أجهزة الاستخبارات تعتقد أن الأسد يمتلك واحدة من أكبر ترسانات الأسلحة الكيميائية في العالم. ويقول بليتز إن على الحكومات الغربية أثناء التفكير في سيناريوهات الأزمة السورية أن تضع في الاعتبار ثلاثة مخاوف رئيسية: أولها أن نظام الأسد قد يستخدم أسلحته الكيميائية ضد الثوار، وثانيها أن يفقد الأسد سيطرته على ما لديه من مخزون وأن يحصل عليه حزب الله في لبنان. ويشير بليتز إلى أن حزب الله لديه صواريخ سكود يمكنها أن تصل إلى إسرائيل. كما يمكن لهذه الأسلحة أن تصل إلى مقاتلي القاعدة الموجدين حاليا في سوريا. أما الاحتمال الثالث فهو حدوث انفجار كبير في سوريا تنتشر فيه كميات من هذه الأسلحة في الجو. ويقول بليتز إن من المعلوم أن سوريا لديها خمسة مصانع كيمائية و20 منطقة معلومة لتخزينها وأن وقوع تفجير في أي منها قد يؤدي إلى كارثة. ويختتم بليتز تقريره قائلا إنه مما لا شك فيه أن هذه الأفكار والمخاوف تدور بخلد وزارة الدفاع الأمريكية وأجهزة الأمن والاستخبارات في إسرائيل.
- صحيفة 'الغارديان'
شبح الحرب الأهلية/ 'بي بي سي'
تحت عنوان 'الأسد قد يتعرض للمقاضاة بعد إعلان الصليب الأحمر أن سوريا في حرب أهلية'، ذكر تقرير لصحيفة 'الغارديان' أعده مارتن شلوف وجوليان برغر في بيروت، إن اللجنة الدولية للصليب الأحمر قالت إنها تعتبر الصراع الدائر في سوريا حربا أهلية تخضع بالكامل لأحكام اتفاقية جنيف، التي تتضمن القواعد الخاصة بالتعامل مع الأوضاع الناجمة عن اندلاع حرب أهلية. ويقول التقرير إن قرار اللجنة الدولية للصليب الأحمر يعد تطورا هاما في الانتفاضة السورية التي تحولت خلال العام الماضي من مظاهرات واحتجاجات ضد النظام إلى صراع مسلح.
وكان الصليب الأحمر قال سابقا إن مناطق معينة في سوريا تشهد حربا أهلية وهي حمص وحواة وإدلب. ويعني قرار الصليب الأحمر أن المنظمة التي تتخذ من جنيف مقرا لها تعتبر كل المدنيين والمحتجزين في سوريا في حماية القانون الدولي .
وقال أليكس حبيب، وهو متحدث باسم الصليب الأحمر، لـ'الغارديان': 'الآن أصبح الكثير من المناطق في سوريا تفي بمتطلبات الصراع المسلح غير الدولي. وهذا يعني أن قانون الإغاثة الدولي ينطبق على سوريا كاملة، وهو ما يعني حماية المدنيين والأطراف غير المشاركة في القتال'.
- 'الغارديان'
إيما سكاي: حرب العراق ستلازم الغرب/ 'الجزيرة'
في أول مرة تتحدث فيها عن تجاربها، قالت إيما سكاي -المستشارة السياسية البريطانية لقيادة الجيش الأميركي أثناء أكثر الفترات اضطرابا من حرب العراق- إنها تخشى أن يكون الغرب لم ير بعد كيف سيسعى مسلمون ترعرعوا في العقد الأخير للانتقام من 'الحرب على الإرهاب'.
وفي سلسلة المقابلات التي أجرتها معها صحيفة 'الغارديان' مؤخرا، تساءلت إيما سكاي أيضا عن سبب عدم محاسبة أي مسؤول على جانبيْ المحيط عن الإخفاقات في التخطيط قبل الغزو. وأشارت الصحيفة إلى أن سكاي (44 عاما) كانت مستشارة سياسية لأكبر جنرال أميركي في العراق، وكانت جزءا من الفريق الذين نفذ إستراتيجية مكافحة 'التمرد' التي ساعدت في السيطرة على الحرب الأهلية التي اندلعت في البلاد. وكان تعيين هذه المرأة الإنجليزية في قلب الجيش الأميركي خطوة جريئة وغير مسبوقة، وقد منحها منصبها هذا اقترابا فريدا ونظرة ثاقبة لسير إحدى أكثر الحملات العسكرية إثارة للجدل في التاريخ الحديث. وإجمالا قضت خريجة أكسفورد أكثر من أربع سنوات في العراق، ومنها فترة كحاكمة مدنية لإحدى أكثر المناطق تعقيدا وهي كركوك.
والتقت توني بلير وباراك أوباما في بغداد، وكسبت ثقة كبار المسؤولين العراقيين بالإضافة إلى الكثير من القيادات السياسية والعرقية، وما زال البعض منهم أصدقاء لها. وتشعر سكاي بالقلق من الآثار التي تركتها تلك الفترة على العالم العربي، وكيف أن بعض الأخطاء التي ارتكبت في العراق يبدو أنها تكررت في أفغانستان. لكنها دافعت أيضا عن الجيش وكبار القادة الذين عملت معهم، وقالت إنهم فعلوا ما في وسعهم لإنقاذ الموقف. وجادلت بأن الساسة ومسؤولي الحكومة على جانبيْ الأطلسي كان ينبغي أن يُحاسبوا على قرار الذهاب للحرب، وعلى عدم وجود إستراتيجية وتخطيط لعواقبها. كما أن عدم فهم طبيعة العالم العربي أظهر أيضا أن الغرب حاول جاهدا إدراك سبب استثارة الحرب لهذ الكم الهائل من العنف ومن كان مسؤولا عن ذلك.
وقالت سكاي 'كنا في حرب على الإرهاب لمدة عشر سنوات. وفي بعض الأوقات بدا وكأننا كنا نحارب شياطين. وكنا نتصرف كما لو كان هناك عدد محدود من الناس في العالم يجب قتلهم أو أسرهم. وكنا بطيئين في إدراك أن أفعالنا كانت تخلق المزيد من الأعداء. وكان كثير من المسلمين ينظرون إليها كحرب على الإسلام. والآن نقول إننا انسحبنا من العراق وسننسحب من أفغانستان وإن الأمر أوشك على الانتهاء. وقد يكون الأمر كذلك للسياسيين. لكنه ليس كذلك للعالم الإسلامي. فقد قُتل أكثر من 100 ألف مسلم منذ أحداث أيلول عقب تدخلاتنا في العراق وأفغانستان، معظمهم بواسطة مسلمين آخرين. ويجب أن نسأل أنفسنا ماذا نعتقد فيما فعله هذا الأمر بعالمهم؟ وكيف سينتقمون لهذه الوفيات في السنوات القادمة؟'.
وأضافت 'نعم العالم أفضل حالا بدون صدام. لكن لم يُحاسب أحد على ما حدث في العراق، وهناك خطر بأننا لن نتعلم الدروس الصحيحة، وخاصة المتعلقة بحدود نفوذنا. وما زال بإمكان الساسة الزعم بأن العراق كان مجتمعا عنيفا، أو أن العراقيين خاضوا حربا أهلية بسبب أحقاد قديمة، أو أن العنف كان حتميا نتيجة إزاحة صدام، أو أن القاعدة وإيران هما سبب المشاكل. لكنهم يصرفون الاهتمام عن مسؤوليتنا عن التسبب في بعض المشاكل بسبب وجودنا والسياسات التي اتبعناها'. وقالت إن التركيز على بناء قوات أمن محلية في العراق وأفغانستان لم يكن هو الأولوية الصحيحة. واستطردت 'نعتقد أن الأمر يتعلق بنا نحن، وبأمننا. لكن في النهاية الأمر يتعلق بسياساتهم..، والنجاح في العراق كان سيُحدد دائما بواسطة السياسة. وكنا بحاجة إلى حل سياسي، اتفاق، سلام. لكننا لو لم نأت إلى عالمهم لما كان سيحدث شيء من هذا أبدا'.
- صحيفة 'صاندي تلغراف'
تفجيرات للقاعدة في سوريا بتوجيهات النظام/ 'الجزيرة'
اعترف السفير السوري المنشق نواف الفارس بأنه ساعد نظام بلاده على إرسال وحدات جهادية إلى العراق لمقاتلة القوات الأميركية، خلال السنوات التي أعقبت الغزو والإطاحة بالرئيس صدام حسين عام 2003. وقال الفارس -الذي أعلن الأسبوع الماضي انشقاقه كسفير لسوريا لدى العراق- في مقابلة مع صحيفة صندي تلغراف اليوم الأحد إن الوحدات الجهادية نفسها تورطت في سلسلة من التفجيرات الانتحارية في سوريا ونفّذت هجمات بأوامر مباشرة من نظام الرئيس بشار الأسد بأمل إلقاء المسؤولية على الثوار.
وأضاف أن النظام السوري بدأ يشعر بالخطر بعد غزو العراق عام 2003، وشرع في التخطيط لعرقلة القوات الأميركية داخل العراق وشكّل تحالفا مع تنظيم القاعدة مما شجّع كل العرب وغيرهم من الأجانب للذهاب إلى العراق عبر سوريا بتسهيل من حكومة الأخيرة. وأشار الفارس إلى أنه تلقى أوامر شفهية أثناء عمله كمحافظ في تلك الفترة لتسهيل مهمة أي موظف مدني يرغب في الذهاب إلى العراق، ويعتقد أن النظام السوري لطخ يديه بالدماء ويجب تحميله المسؤولية عن العديد من الوفيات في هذا البلد. وقال إنه يعرف شخصيا العديد من ضباط الارتباط في الحكومة السورية الذين ما زالوا يتعاملون مع تنظيم القاعدة الذي يرغب النظام في دمشق بـ'استخدامه كورقة مساومة مع الغرب'.
وأضاف الفارس أن النظام السوري حاول في بداية الثورة إقناع الناس بتنفيذ الإصلاحات المطلوبة وعاش الناس على هذا الأمل، ولكن تبين بعد عدة أشهر أن وعود الإصلاح كانت مجرد أكاذيب، ولذلك اتخذ هو قرار الانشقاق حين بدأ ارتكاب المجازر. وحمّل الفارس النظام السوري مسؤولية التفجيرات الانتحارية التي أصابت المباني الحكومية وأودت بحياة المئات من الناس وخلّفت آلاف الجرحى، ومن بينها التفجير المزدوج الذي استهدف مبنى المخابرات العسكرية في ضاحية القزاز بدمشق في مايو/أيار الماضي وقتل 55 شخصا وأصاب 370 آخرين بجروح. وقال إنه يعرف على وجه اليقين أن الانفجار المزدوج في القزاز لم يصب أي عنصر أمن بأذى بعد أن تم إخلاء المبنى بالكامل قبل 15 دقيقة من وقوعه وكان جميع الضحايا من المارة، وقام تنظيم القاعدة بارتكاب كل التفجيرات الكبرى بالتعاون مع قوات الأمن السورية.
وأردف الفارس أن آخر مرة تحدث فيها وجها لوجه مع الرئيس بشار الأسد جرت قبل ستة أشهر حيث طلب الرئيس منه وقتها أن يستخدم نفوذه في محافظة دير الزور (مسقط رأس السفير) لتهدئة الأوضاع ووعده بترقية إذا ما فعل. وأضاف أن الأسد كان يطلب منهم الإصرار على القول إن هناك مؤامرة من الغرب تستهدف سوريا. وأشار السفير السوري المنشق إلى أنه اتخذ قرار الانشقاق قبل خمسة أشهر، وجرى تهريبه خارج العراق من قبل المعارضة السورية، غير أنه رفض إعطاء أي تفاصيل عن العملية.
- صحيفة 'ديلي تلغراف'
تقارير عن موطئ قدم للقاعدة في سوريا/ 'الجزيرة'
قال تقرير لصحيفة 'ديلي تلغراف' إن تنظيم القاعدة تسلل إلى سوريا وهو يعمل الآن على تعزيز موطئ قدمه في المناطق الشمالية من البلاد. وأشارت إلى أنه رغم ضآلة نفوذ التنظيم، فإن من وصفتهم بالجماعات الجهادية المحلية التي ترتبط بالتنظيم أو تتعاطف مع أفكاره بدأت تتنامى في سوريا. ولفتت معدة التقرير روث شيرلوك النظر إلى أنها شاهدت العلم الذي تستخدمه القاعدة يرفرف في مناطق مختلفة من إدلب وحلب القريبة من الحدود التركية والعراقية، وقالت إن مقاتلي الجيش السوري الحر تحدثوا عن محاولات قام بها ممثلون عن التنظيم في الأشهر الماضية لبسط السيطرة على القرى والبلدات. فقد قال أحد مقاتلي الجيش الحر اشترط عدم ذكر اسمه، إن جماعة القاعدة بقيادة رجل يطلق على نفسه اسم (أبو صادق) سيطرت على بلدة دير تيزة. وأضاف المقاتل أنه كان عضوا في مجلس الثورة، ثم ظهر نمط جديد من التفكير حيث نصب أبو صادق 'أميرا' للمنطقة لمدة ثلاثة أشهر، وأشار إلى أن أبا صادق كان يريد أن يقيم بلدا دينيا ويستخدم المفجرين الانتحاريين وسيلة لقتال القوات الحكومية في المنطقة. وقد تحدث نشطاء آخرون في المعارضة عن مثل تلك الوقائع داخل إدلب، فقال طبيب يعمل مع المعارضة إن القاعدة حاولت تنصيب أمير وإدارة عمليات تفجيرية ضد النظام، وأكد أن جميع أعضاء التنظيم هم من السوريين. غير أن الناشطين والثوار أكدوا أن مثل تلك الجماعات فشلت في استمالة قلوب وعقول السكان الذين لم يحبذوا هذه الطريقة في التفكير، لذلك فإن عدد الجماعة لا يتعدى 25 فردا، وقد انتقلوا للعيش في الجبال المحيطة. ونقلت كذلك الصحيفة عن شهود عيان يروون كيف كان هؤلاء الذين يقدمون أنفسهم على أنهم من القاعدة يتوجهون إلى جماعات المعارضة على الحدود التركية السورية لاستمالتها والعمل تحت رايتها. وقد أصبح وجود القاعدة في القرى الزراعية التي تحيط بمحافظة إدلب سرا مفتوحا، وهو ما يؤكده سكان محليون يشيرون إلى أن القاعدة تنتشر ولكنها ما زالت ضعيفة. من ناحيته قال الشاب محمد 'كنت في تنظيم القاعدة الذي أحبه، ولكني الآن مع فريق أحرار الشام لأنه أقوى في سوريا. أنا أدعم أيدولوجية التنظيم بسبب أفعال أميركا وبريطانيا. أميركا تفعل ما تريد، تقتل كما تشاء، وتسرق كما تشاء، وتهاجم الأبرياء كما تشاء، وكل ما تفعله هو محاربة المسلمين'. وأضاف محمد 'لقد حاولنا تفسير هذا لمواطنين أميركيين وبريطانيين لكنهم لم يرغبوا في الاستماع ومكثوا مع حكومتهم، وهذا هو السبب في أن تفجيرات لندن كانت شيئا صحيحا'. وقال زعيم المجموعة في منطقة خان شيخون على الحدود بين إدلب ومحافظة حماة 'نود أن نكون تحت حكم الله، وفقا للشريعة الإسلامية'. وتشير ديلي تلغراف إلى أنه في الوقت الذي تتقدم فيه هذه الحرب بشكل بطيء تظهر الكثير من علامات 'التشدد الديني' في الصراع، حيث يمكنك أن تشاهد الراية السوداء التي يستخدمها تنظيم 'القاعدة' تحلق عاليا في العديد من القرى، وعلى شاحنات المقاتلين، بينما يصر الرجال على أنها مجرد تحية إلى الله وليست دليلا على الولاء لتنظيم القاعدة. وعلى الرغم من ذلك -وفقا الصحيفة- فإن 'الجماعات المتشددة مثل أحرار الشام' تنمو في الحجم والتأثير، ومنذ أن تشكلت قبل ستة شهور في إدلب أصبحت الآن قوة قتالية هائلة، وتتركز قياداتها في معظم المراكز السكانية الرئيسية في المقاطعة.
- صحيفة 'نيويورك تايمز'
السنة أساس ملك الأسد/ 'الجزيرة'
اعتبرت صحيفة 'نيويورك تايمز' تكرار انشقاق الضباط والطيارين السوريين السنة، إشارة إلى التحديات الكبيرة التي تواجه نظام الرئيس السوري بشار الأسد الذي يعتمد نظامه على البيروقراطيين والعسكريين السنة. وقالت إن النظام السوري يحظى بتأييد شديد بين أفراد الأقلية العلوية السورية التي تنتمي إليها عائلة الأسد، إلا أن النظام يعتمد بالأساس على البيروقراطيين والعسكريين السنة الذين ينتمون إلى الطائفة التي تكون الغالبية العظمى من السوريين، وكان النقيب طراد أحد الأمثلة الحية على ذلك حتى وقت قريب.
وتعتقد الصحيفة أن تلك الكتلة من السنة التي تضع البلاد قبل الطائفة شكلت قاعدة قوية للنظام، وأن بداية تآكل تلك الكتلة سوف تضع النظام السوري في موقف لا يحسد عليه. بدأت قصة النقيب طراد عندما استلم أوامر لم يقوَ على تنفيذها أخلاقيا، فما كان منه إلا أن فكر بالانشقاق لكن ليس قبل تأمين أفراد عائلته. أجرى اتصالات عاجلة مع العائلة بواسطة هواتف نقالة وسيطة لتجنب تنصت أجهزة الأمن السورية، وتم الاتفاق على مكان وزمان التجمع، ومن ثم الانتقال سريعا عبر الحدود إلى تركيا حيث تجمعت العائلة بسلام، وأصبح النقيب طراد مصدر معلومات وتوجيه مهم للمعارضة السورية العاملة ضد قوات نظام الأسد.
وترى الصحيفة أن الطيارين المنشقين قد لا يتمكنون من القتال مع قوات الجيش السوري الحر التي لا تمتلك طائرات في الوقت الحاضر، إلا أن التحاقهم بهذا الجيش يعتبر انتصارا أخلاقيا وتعبويا وحرمانا لنظام الأسد من موارد بشرية مهمة تستخدم في سلاح يعتبر حتى الآن العنصر الأهم في تفوق قوات النظام على قوات الجيش السوري الحر. وقال النقيب طراد لمراسل الصحيفة إن قاعدته تسلمت أوامر بقصف مدينة إدلب، وتساءل 'طلب منا قصفهم (المعارضون في إدلب) ولكننا رفضنا. أقصف ماذا مدينتي وأصدقائي؟ '. واعتبرت الصحيفة أن هجمات قوات النظام على المحتجين والمعارضين اتخذت منحى طائفيا لتستهدف السوريين السنة، الأمر الذي استفز الكثير من العسكر السوريين السنة مثل النقيب الطيار أحمد طراد الذي أكّد أنه لم يستخدم السلاح أو أي قوة نارية منذ اندلاع الاحتجاجات في سوريا.
ونقلت الصحيفة عن طيار سوري آخر انشق في وقت سابق وكان برفقة النقيب طراد وقت إجراء المقابلة، أن ثلثي طياري المروحيات السورية هم من العلويين، وأن هناك تمييزا يمارس ضد الطيارين السنة. وقال الطيار الذي لم يذكر اسمه، إن الطيار أو الضابط العلوي يتميز بمعاملة خاصة عن رفاقه من غير العلويين، الأمر الذي بدأ يولّد حنقا واستنكارا بين ضباط الجيش بشكل عام. وأكمل يقول 'إذا تأخر ضابط سني خمس دقائق فستتم مساءلته، أما إذا تأخر ضابط علوي يوما كاملا فلا يوجد هناك من يسائله'.
وأوضح الطيار أن الطيارين السنة نادرا ما يسمح لهم بمغادرة القواعد الجوية لزيارة ذويهم، حيث يخاف النظام من تجمعهم واحتمال انشقاقهم. وقال إنه غادر قاعدته عشر مرات فقط على مدى خمسة أشهر، بينما يغادر الضباط العلويون حالما ينتهون من واجبهم. كما أوضح الطيار أن الطائرات المروحية التي تستخدم في قاعدته يتألف طاقمها من ثلاثة أفراد، وقد عملت القيادة على أن لا يكون الثلاثة من السنة أبدا، وأن يكون أحدهم علويا لمنع الانشقاق والهروب بالطائرة. وقد أكدّت الصحيفة أن مراسلها تأكد من هوية النقيب أحمد طراد، كما سأله عدة أسئلة أثبتت أن النقيب طراد يتمتع بالمعرفة التقنية واللوجستية لطيار مروحية مقاتلة، لكنها أشارت إلى أن القوات الجوية السورية تعاني بشكل عام من نقص في المهارات والمعدات والتمزق والتحزب الطائفي، وضربت مثالا بالنقيب طراد الذي قالت إنه أدى ثلاثمائة ساعة طيران خلال خدمته التي تمتد لعشر سنوات، وهو رقم أقل بكثير لطيار من الصنف نفسه يخدم في الغرب.
- 'معهد واشنطن'
هل يمكن أن يزداد الوضع سوءاً في سوريا؟ لقد ازداد بالفعل/ جيفري وايت
زادت حدة تدهور الأوضاع في سوريا وارتفعت معدلات العنف إلى مستويات غير مسبوقة كما حدث في الثاني عشر من تموز. ففي سبيل سعي النظام اليائس إلى البقاء في السلطة اتخذ الصراع القبيح بالفعل منحنى مشؤوماً مع ورود تقارير مفادها عن قيام النظام بنقل ذخيرته الكيميائية ووقوع ما يبدو بأنها أسوأ مجزرة ضد المدنيين حتى الآن.
نقل الأسلحة الكيميائية رغم غياب التفاصيل حول الأخبار المتعلقة بقيام النظام بنقل أسلحته الكيميائية في الثاني عشر من تموز، إلا أن التطورات تشير إلى أن شيئاً هاماً ربما قد تغير في سوريا. لقد كانت البنية التحتية للأسلحة الكيميائية التي بحوزة النظام ثابتة ومستقرة منذ سنوات، والنقل المفاجئ لها يشير إلى احتمالية اتخاذ قرار كبير. بيد أن مجرد نقلها يعرضها في جميع الأحوال إلى المخاطر. لقد كان 'الجيش السوري الحر' المعارض يهاجم نظام الطرق على نطاق واسع، بما في ذلك القوافل العسكرية - وإذا تعرضت شحنات الأسلحة الكيميائية للهجوم فقد يصيبها التلف، كما أن المواد الكيميائية قد تتسرب أيضاً أو أن الذخائر قد تقع في أيدي عناصر من 'الجيش السوري الحر'. وقد يكون قرار النظام مستنداً على إحدى عدة عوامل. وإذا كان يجري تركيز الذخائر في عدد أصغر من المرافق الآمنة فإن ذلك يشير إلى قلق النظام بشأن فقدان السيطرة على الأسلحة الكيميائية جراء القتال أو الانشقاقات. كما سيكون ذلك مؤشراً آخر على تدهور وضع النظام. وبدلاً من ذلك، ربما يستعد النظام لاستخدام تلك الأسلحة. فإذا كان يجري نقل ذخائر الأسلحة الكيميائية إلى وحدات عملياتية، فسيشير ذلك إلى أن النظام يعمل على التحضير لاستخدامها. وسيكون استخدام الأسلحة الكيميائية التطور المحتمل الأكثر سوءاً في الحرب، وسيؤدي حتماً إلى تدخل خارجي. ربما يكون النظام قلقاً من استهداف جهات خارجية - كالولايات المتحدة - لمخازن الأسلحة الكيميائية. وبمجرد البدء في نقلها، فإن تحديد موقع واستهداف هذه الأسلحة يصبح مشكلة استخباراتية أكثر صعوبة بكثير. وعلى الرغم أنه من المفترض أن تقوم الاستخبارات الأمريكية بفحص جميع مرافق الأسلحة الكيميائية والوحدات العملياتية المعروفة (الجوية والأرضية والصاروخية) مع بعثة الأسلحة الكيميائية في أعقاب التقارير التي تداولتها وسائل الإعلام في الثاني عشر من تموز، إلا أن باستطاعة النظام إرسال الأسلحة فعلياً إلى أي مكان في البلاد وإخفاءها جميعاً بكل بساطة. وإذا كان النظام راغباً في تحمل المخاطر المرتبطة بنقل الأسلحة الكيميائية بهذه الطريقة، فقد يؤشر ذلك إلى قلق دمشق بصورة جدية من احتمال قيام تدخل خارجي.
المجزرة أفادت التقارير عن مقتل حوالي 200 شخص في مجزرة بقرية التريمسة في الثاني عشر من تموز، ومن الواضح أن مسؤولية تلك المذبحة تقع على عاتق النظام. إذ يبدو أن المدينة - التي يبلغ عدد سكانها حوالي 7000 شخص - قد تعرضت لهجوم مكثف من قبل قوات الجيش السوري (بما في ذلك استخدامه المروحيات والمدفعية والدبابات) ثم تعرضت للنهب على أيدي قوات 'الشبيحة' غير النظامية، وهو ما يعود بنا إلى العصور الوسطى. ويأتي هذا الإجراء متوافقاً مع الأساليب التي يستخدمها النظام في عملياته الهجومية. لقد كانت تلك المذبحة حادثاً متوقعاً عقب مجزرة الحولة التي حدثت في أيار، ويمكن أن تقع هجمات مماثلة في المستقبل أو حتى أسوأ من ذلك مع يأس النظام على نحو متزايد من سحق المعارضة.
التداعيات تدل مجزرة التريمسة ونقل الأسلحة الكيميائية على أن النظام السوري ينتهج أسلوب العنف القاتل على نحو متزايد ولن تثنيه المفاوضات عن غايته. وقد أصبح الوضع أكثر سوءاً بشكل متسارع، كما أن الجهود الدبلوماسية لإنهاء القتال ستستمر بالفشل. لقد أصبحت جهود مبعوث الأمم المتحدة كوفي عنان غير متماسة - على نحو متزايد - مع الحقائق على أرض الواقع، وتعطي النظام غطاءاً من الشرعية وتمنحه الوقت لكسر المعارضة. وباختصار، إن نقل الأسلحة الكيميائية يبعث برسالة مفادها أن هذا النظام يشكل خطورة - فهو خطراً على شعبه، وخطراً على المنطقة. لقد انقضى وقت الحديث مع بشار الأسد وحان وقت إعطاء الإنذارات الأخيرة - وفي حالة فشلها فلن يبق هناك بديل سوى التدخل المسلح للإطاحة بالنظام.
- 'معهد واشنطن'
خطة عنان الأخيرة بشأن سوريا تمثل اتفاقاً سيئاً/ جيفري وايت
تُعد الخطة الأخيرة لمبعوث الأمم المتحدة كوفي عنان لإنهاء العنف في سوريا خطة سيئة -- وربما يمكن وصفها بصورة أفضل كخطة 'عنان - الأسد'. فهي تمد حبل نجاة آخر للنظام وتضعف الفعالية المتنامية للمعارضة المسلحة، وتحل محل الجهود الدبلوماسية الدؤوبة لتحقيق تقدم نحو الإطاحة ببشار الأسد. وكما كان عليه الحال مع اتفاق عنان السابق لوقف إطلاق النار والذي افتقر إلى الفعالية، فمن المؤكد تقريباً أن تكون نتيجة الخطة الجديدة هي الفشل أيضاً - وخير البر عاجله. يعتمد اقتراح عنان الأخير - الذي تمت صياغته بالتشاور مع الأسد نفسه - على إرساء الأمن والاستقرار من المستويات الدنيا إلى المستويات العليا. فهو يدعو إلى ترتيبات محلية لاحتواء القتال في المناطق التي تشهد صراعاً كثيفاً. وهذه الخطة تصب مباشرة في صالح النظام ولا غرو أن الأسد شارك في صياغتها. وإذا ما نُفذت، فإن الترتيبات المحلية لوقف إطلاق النار سوف تُحد من الضغط الواقع على قوات الأسد التي أصابها الإجهاد والإرهاق بشكل متزايد، مما يتيح لها وقتاً للراحة وإعادة التجهيز مع الحفاظ على وضع النظام العسكري غير المستقر على نحو متزايد، في المحافظات الرئيسية في الشمال (إدلب وحلب) والشرق (دير الزور). كما ستسمح للحكومة بإعادة نشر قواتها في مناطق، مثل ريف دمشق، حيث يُشكل فيها 'الجيش السوري الحر' المعارض تهديداً متزايداً على النظام. ولا شك أن النظام سيسعى إلى استغلال أي اتفاقات محلية من هذا القبيل أو سيتجاهلها ببساطة إذا رأى أن ذلك يشكل ميزة عسكرية. إن الإقتراح الجديد يعد خطوة إلى الوراء بمقارنته باتفاق عنان السابق الذي شمل ست نقاط وتم التوصل إليه في آذار، وألزم النظام بسحب قواته من داخل المناطق الحضرية وحولها، وإنهاء استخدام الأسلحة الثقيلة، ووقف تحركات القوات نحو المدن، ووقف إطلاق النار في مختلف أنحاء البلاد.
وقد أخفق النظام في تنفيذ ذلك الاتفاق بأي شكل جدي، وقد ازداد العنف بشكل ملحوظ منذ منتصف أيار. ورغم هذه المؤشرات التحذيرية الواضحة فبإمكان خطة عنان أن تكتسب زخماً على المستوى الدولي، ومن شأن ذلك أن يشير إلى سوء فهم أساسي لكل من الصراع والنظام. لقد أصبحت الحرب في سوريا حرباً على تقرير مصير النظام، وليست تمهيداً لاتفاقات اقتسام السلطة أو القيام بإصلاحات سياسية بزعامة الأسد. وبكل معنى الكلمة إن هذا هو صراع حياة أو موت، بيد يمضي عنان في طريقه كما لو كان الأمر هو مجرد نزاع سياسي يمكن للدبلوماسية الناعمة أن تضع له حلاً. وبالمثل، فإن الفكرة القائلة بأن الأسد هو شريك فعلي في الدبلوماسية تتعارض بشكل صارخ مع ما حدث خلال السبعة عشر شهراً منذ اندلاع الثورة في سوريا. فالنظام لا يسعى إلى التوصل إلى تسوية سياسية مع المعارضة، بل يريد كسر المعارضة وقتل أكبر عدد من الأفراد - مسلحين وغير مسلحين وأبرياء - وفقاً لما تقتضيه الظروف. لقد كان ذلك واضحاً منذ البداية. ومع ذلك، ففي الآونة الأخيرة أصبح النظام يفقد السيطرة على الوضع العسكري جنباً إلى جنب مع تداعي وضعه في المحافظات البعيدة. ولذلك ربما ينظر الأسد إلى الاقتراح الجديد على أنه يمثل فرصة لتعزيز دفاعاته، على الأقل مؤقتاً. وهذا يجعل من خطة عنان صفقة سيئة بالنسبة للمعارضة السورية ولجميع أولئك الذين يسعون إلى نهاية النظام، ولكنها صفقة جيدة بالنسبة للأسد.