- صحيفة 'نيويورك تايمز'
رغم التحذيرات الأمريكية والإسرائيلية حزب الله ينشط في أوروبا بحرية
قالت صحيفة 'نيويورك تايمز' انه فيما يدق المسؤولون الأميركيون ناقوس الخطر حول ما يسمونه تهديدا متناميا لميليشيا حزب الله الشيعية، يعمل الآلاف من أعضاء المجموعة ومؤيدوها على جمع الأموال وتحويلها إلى لبنان من دون قيود تذكر. وأضافت انه في وقت تصر فيه الولايات المتحدة وإسرائيل على اعتبار الحزب منظمة إرهابية مدعومة من إيران وتشارك في أعمال القمع في سوريا، يستمر الاتحاد الأوروبي في التعامل معه كحركة سياسية واجتماعية لبنانية بشكل أساسي.
ولفتت الصحيفة إلى أن الحزب 'ينشط في كل أنحاء أوروبا وعلى الأخص في ألمانيا حيث أشار تقرير استخباراتي ألماني صادر مؤخراً إلى وجود نحو 950 عنصراً أو داعماً له في البلاد العام الماضي بعدما كان العدد يقدر بـ900 عام 2010'. وأضافت نقلا عن وكالات استخباراتية غربية 'أن حزب الله كان يعمل بشكل لا يجذب الكثير من الانتباه في أوروبا بعيد هجمات الحادي عشر من أيلول حيث كان يعقد الاجتماعات بهدوء ويجمع المال الذي يرسل إلى لبنان كي يستخدمه المسؤولون في ميادين عدة بينها بناء المدارس والخدمات الاجتماعية، فضلا عن شن الهجمات الإرهابية'.
وذكرت الصحيفة أن الأجهزة الأمنية الأوروبية تراقب مؤيدي الحزب، ولكن خبراء يقولون إن ذلك لا ينفع في ملاحقة الخلايا النائمة والتي تشكل الخطر الأكبر. ونقلت الصحيفة عن المستشار السياسي في المؤسسة الأوروبية للديمقراطية في بروكسل ألكسندر ريتزمان، الذي سبق وقدم شهادة أمام الكونغرس الأميركي حول 'حزب الله' قوله 'لديهم عملاء حقيقيون ومدربون في أوروبا لم يستخدموهم منذ فترة طويلة، ولكن إن أرادوهم أن يصبحوا ناشطين، فسيستطيعون ذلك'.
وتابعت الصحيفة القول أن رفض أوروبا إدراج 'حزب الله' على لائحة المنظمات الإرهابية 'يعيق الجهود الغربية في التحقيق في التفجير الذي استهدف حافلة ركاب إسرائيليين في بلغاريا الشهر الماضي، التي اتهمت إسرائيل إيران وحزب الله بالوقوف خلفه'، مضيفة أنه عقب أسبوع من الهجوم الذي وقع في بلغاريا توجه وزير الخارجية الإسرائيلي افيجدور ليبرمان إلى بروكسل لحضور اجتماع منتظم مع المسؤولين الأوروبيين دعا خلاله الاتحاد الأوروبي لإدراج جماعة حزب الله على القائمة ولكن لم يسمع له أحد. ونقلت الصحيفة عن وزيرة الخارجية القبرصية إيراتو كوزاكو ماركوليس - التي تتولي رئاسة الاتحاد الأوروبي الدورية - قولها 'ليس هناك توافق في الآراء بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لوضع حزب الله في قائمة المنظمات الإرهابية '.. مؤكدة ضرورة وجود أدلة ملموسة في الوقت الراهن تؤكد انخراط حزب الله في أعمال الإرهاب حتى يدرجه الاتحاد الأوروبي ضمن القائمة.
ووفقا للصحيفة إن الفارق الصارخ في وجهات النظر يعكس الأدوار العديدة التي لعبها حزب الله منذ ظهوره في لبنان بعد الغزو الإسرائيلي عام 1982. حيث كان الجناح العسكري لحزب الله مسؤولا عن سلسلة من عمليات الخطف والتفجيرات المتطورة في الداخل كما جرى اتهامه بعدة تفجيرات في الخارج. لكن المجموعة أصبحت أيضا مصدرا للخدمات الاجتماعية التي لم تكن الحكومة اللبنانية العاجزة قادرة على توفيرها، وتطور منذ ذلك الحين ليصبح قوة سياسية مع وزراء في الحكومة وعشرات المقاعد في البرلمان.
ونقلت الصحيفة عن ستيفان روسني الذي هو باحث في معهد دراسات الشرق الأوسط في المعهد الألماني للدراسات العالمية في هامبورغ قوله 'إنهم محترفون جدا في هذا المجال، وهذا أمر تعترف به بعض الجهات الغربية المانحة التي لديها انطباعا ايجابيا عن بعض السياسيين الغربيين'. وهذا بدوره يوفر الأساس المنطقي لشبكات المجموعة الخيرية في أوساط المهاجرين اللبنانيين في أوروبا. وأضاف روسني 'إنهم يجمعون المال لمؤسساتهم، ولكنهم لا يعملون بشكل علني'، وقال 'طالما أنهم غير متورطين في الحياة السياسية ولا ينشطون علنا، فإن بإمكاننا تحملهم'.
وقالت الصحيفة انه يبدو من جميع المؤشرات حتى الآن، إن ذلك ترتيب يحرص حزب الله على الحفاظ عليه. فأمين عام المجموعة حسن نصر الله، قال أن وضع المنظمة على القائمة السوداء الأوروبية من شأنه أن 'يدمر حزب الله. وأن مصادر التمويل لدينا ستجف وسيتم تدمير مصادر الدعم السياسية والمادية الأخلاقية'. ويلحظ المدافعون عن حزب الله أنه ليس هناك أي أدلة دامغة تربط الجماعة بتفجير الحافلة البلغارية.
وأشارت الصحيفة إلى تشكيك الخبراء في متابعة مسؤولي الشرطة الأوروبية لنشطاء حزب الله الخطرين والمدربين تدريبا جيدا. ونقلت الصحيفة في تقريرها عن الخبير الأمني الألماني غيدو ستريمورغ والذي يعمل في المركز الألماني للقضايا الأمنية والعالمية قوله 'لا أعتقد أن الأوربيين قادرون على متابعة نشاط حزب الله في أوروبا لأن أعضاءه يتمتعون بمهنية عالية للغاية'. كما ونقلت عن ريتزمان قوله 'أن المؤيدين الذي يسيرون في الشوارع مع أعلام حزب الله لا يشكلون تهديدا للأمن القومي، نحن أكثر اهتماما بالمجموعات الصغيرة - كتجار سيارات، والبقالين، و غيرهم من الذين يعملون بشكل تقليدي كخلايا نائمة'.
ونقلت الصحيفة عن الخبير في شؤون الإرهاب في برلين بيرندت جيورغ تام، قوله 'إن الجماعات الشيعية مثل 'حزب الله' خطرها أقل من الجماعات المتشددة السنية مثل القاعدة'. وأضاف: 'الخطر الأكبر من المسلحين الإسلاميين، هو من السلفيين، ليس الشيعة بل السنة'... واشارت نيويورك تايمز إلى أن هولندا قد أعلنت حزب الله منظمة إرهابية في عام 2004، قائلة انها لم تميز بين أجنحة الحركة السياسية والإرهابية. بدورها تميز بريطانيا بين الجناحين وتضع الجناح العسكري فقط على لائحة الإرهاب. وبحسب ريتزمان 'إن البريطانيون يرون في ذلك أداة يمكن استخدامها للقول إذا تغيرتم فإننا سنحذفكم عن القائمة فيما لا يرى الفرنسيون انه من الذكاء وضعهم على قائمة الإرهاب لأنهم فاعلون على الصعيد السياسي'. وقال السيد تام، 'ليس هناك تقييم موحد مشترك لحزب الله.' وأضاف: 'وهذا ليس شيئا قد يتغير في المستقبل المنظور'.
وقالت الصحيفة أن المتشككين في أوروبا يقولون أن حزب الله قد أصبح مجموعة سياسية وانه قد ابتعد عن ماضيه الإرهابي، إن لم يكون قد تخلى عنه نهائيا، وأن إسرائيل تثير المخاوف فيما تسعى لتبرير هجوم على المنشآت النووية الإيرانية.
كما وتنقل الصحيفة عن بعض الخبراء قولهم أن مسؤولي الأمن في القارة يقاومون وضع حزب الله على القائمة السوداء لأنهم يرون انفراجا ضمنيا، حيث لا يشن حزب الله هجمات ولا يتدخل المسؤولون الأوروبيون في عمليات جمع الأموال وتحركات الحزب التنظيمية. كما نقلت الصحيفة عن بروس هوفمان، أستاذ الدراسات الأمنية في جامعة جورجتاون، وخبير مكافحة الإرهاب قوله 'هناك خشية من اجتذاب غضب حزب الله وإثارة عمليات لحزب الله في بلدانهم في نهاية المطاف'...
- صحيفة 'وول ستريت جورنال'
'الأسد' يرفض طلب إيران بشن هجمات على الجيش الحر
ذكرت صحيفة 'وول ستريت جورنال' أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد رفض طلب طهران بالسماح لهم بشن غارة على مواقع للجيش السوري الحر للإفراج عن الإيرانيين الذين تم اختطافهم الشهر الجاري. وأكد المسئولون الأمريكيون-حسبما نقلت الصحيفة في سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني- بأن قاسم سليماني-قائد قوات القدس الإيرانية-الذراع الدولي شبه العسكري للحرس الثوري الإيراني،قد طلب من بشار الأسد الأسبوع الماضي المساعدة في استرداد الإيرانيين المختطفين أو السماح لإيران بعمل مهمات إنقاذ خاصة داخل سوريا، ولكن الأسد رفض طلبه. ووفقا للمسئولين الأمريكيين فأن نظام الأسد رفض طلب طهران لإنقاذ الإيرانيين لأن ذلك ليس على رأس أولويات دمشق الآن، كما أشاروا إلى أن رفض دمشق لطلب طهران قد يعود إلى خوف الأسد من أن يؤدي قبول طلب إيران بإثارة تركيا أو دول الخليج مما يؤدي لتعميق دعمها للمعارضة السورية. ويعتقد المسئولون الأمريكيون بأن إيران توسع من دعمها لنظام الأسد -الذي يواجه إدانة دولية وعقوبات اقتصادية بسبب حملة القمع الدموية التي يقوم بها منذ اندلاع الثورة السورية-حيث تسعى طهران إلى تعطيل وسائل الاتصالات لدى المعارضة السورية بدلا من مجرد تقديم المشورة لنظام الأسد. وكان الجيش السوري الحر قد قام باختطاف حافلة تقل 48 إيرانيا كانت متجهة إلى مطار دمشق الدولي الشهر الجاري. وأكد مسئولون أمريكيون بدورهم البارحة أن بعض المختطفين هم عناصر تنتمي إلى قوات الحرس الثوري الإيراني أرسلوا إلى سوريا لتدريب قوات بشار الأسد وإجراء مهمات سرية لمساعدة نظام الأسد المضطرب، بينما أنكر المسئولين الإيرانيين والسوريين هذه المزاعم، مؤكدين إنهم مجرد حجاج إيرانيين.
- صحيفة 'الغارديان'
الفوضى التي تعيشها سوريا تهدد لبنان/ 'الجزيرة'
كتب ديفد هيرست في مستهل مقاله في صحيفة 'الغارديان' أن سوريا ربما أصبحت الساحة الرئيسية لحرب بالوكالة في الشرق الأوسط، لكن التهديد الواقع على اللبنانيين لا يقل حقيقة. وقال إن لبنان الصغير، من بين كل الدول العربية، كان دائما الأكثر تعرضا لنفوذ الدول الأكبر منه. وبعد أن كان ملعبا للعرب بالماضي أصبح الآن ساحة قتال واصلوا فيها صراعاتهم السياسية والإستراتيجية التي تصاعدت أحيانا إلى حروب بالوكالة.
وبهذا المعيار كان ينبغي للبنان أن يكون من بين أكثر المتأثرين بالربيع العربي. لكنه كان الأقل، في الغالب لأنه لم يحكمه طاغية مستبد ولم تكن هناك سلطة مهيمنة يثور ضدها. فقد كان هناك ديمقراطية من نوعية رديئة والديمقراطية العربية الوحيدة بالمنطقة. لكن الآن، بعد 18 شهرا، ما من بلد يتطلع بخوف أكبر إلى الفوضى المحيطة به. والمثل الأعلى -الحرية والديمقراطية النيابية- الذي ألهم العرب للانتفاض ضد حكامهم في كل مكان آخر تقريبا، شيء. لكن عملية تحقيقه يمكن أن تكون شيئا آخر. فقد سار الأمر كأحسن ما يمكن أن يكون متوقعا في دول قومية ناضجة ومتجانسة تاريخيا مثل تونس ومصر وفي النهاية ليبيا المتغايرة قبليا. لكن في سوريا -والفضل في ذلك يرجع في النهاية إلى تصنع هذه الدولة التي تشكلت استعماريا، أي الانقسام المجتمعي وطبيعة النظام الدكتاتوري الذي أفرزته- سارت العملية بانحراف كارثي. فقد أزاحت الصراع الأساسي من أجل الديمقراطية وحرفته عوامل أخرى: عرقية وطائفية وعلمانية في مقابل دينية وإقليمية وجغرافية سياسية. وقال الكاتب إن الحرب الأهلية التي نشبت في سوريا تشبه إلى حد كبير محنة لبنان قبل 15 عاما. فهي تهدد، مثل تلك، بتمزيق البلد إلى أشلاء كثيرة. لكن سوريا لكونها قلب المشرق العربي العاطفي والإستراتيجي فهذه الحرب تهدد أيضا بأن تمتد إلى الدول العربية المجاورة لها التي كانت في الماضي جزء لا يتجزأ من كيان سياسي واحد يدعى سوريا الكبرى. وهذا التمدد أكثر احتمالا إذا تولت سوريا القيام بالدور الذي اعتاد لبنان أن يقوم به: كساحة القتال لحرب إقليمية ودولية بالوكالة التي ستشكل مصير منطقة الشرق الأوسط بأكملها. فهي في الأساس تحرض النظام السوري، مع الداعمين الإيرانيين والروس، ضد الثوار السوريين والأنظمة العربية (بقيادة قطر والسعودية) والولايات المتحدة.
ومع كون سوريا حلبة الصراع الرئيسية يمكن لدور لبنان في هذه الحرب بالوكالة أن يكون مساعدا فقط. لكن هذا لن يجعل منها أقل حقيقة، ومن المحتمل أن تكون غير سعيدة، للبنانيين. وخط الصدع الرئيسي للبلد يعكس الآن وضع المنطقة ككل، الإسلام السني مقابل الشيعي. وحزب الله هو اللاعب الذي تدور حوله كل هذه الدراما. فقد أظهر استطلاع رأي حديث أن 94% من السنة اللبنانيين معادون له بينما 94% من الشيعة يؤيدونه. وفي السياسة الرسمية للدولة ينقسم هذا إلى كتلتين رئيسيتين: تحالف 14 آذار ذي الأغلبية السنية المناوئ لسوريا والمدعوم من الغرب وخصومه 8 آذار المؤيدين لسوريا من أغلبية شيعية بقيادة حزب الله. وهذا الأخير يتولى حاليا مقاليد السلطة.
وأشار الكاتب إلى أن الصراع سياسي حتى الآن ويبدو أن هناك إرادة لإبقائه كذلك. لكن كلما ساءت الأمور في سوريا زادت صعوبة هذه الإرادة. وفي بؤر التوتر التقليدية في لبنان يتخذ الموقف مظهرا أكثر مذهبية ويمتد إلى عنف صريح. والبؤرة الرئيسية هي مدينة طرابلس ذات الأغلبية السنية وعمقها الوعر. وكل الأحداث التي جرت الأسابيع الأخيرة بهذه المناطق تذكرنا بالعمليات الإضافية التي قادت إلى حرب أهلية شاملة قبل زمن. لكن هذه العمليات كانت تسير ببطء حتى الآن، والشيء الوحيد الذي قد يواصل إبطاءها هو الاقتناع الموجود بالمعسكر المناوئ لسوريا بأن سقوط الرئيس الأسد قد أصبح حتميا. وعندما يحين وقته سيوجه هذا المعسكر ضربة مدمرة لحزب الله ويتحول تلقائيا كل ميزان السلطة اللبناني الداخلي. والسؤال ببساطة لماذا لا ننتظر حتى يحدث ذلك ونستغل الفرصة كاملة عندما تأتي؟ لكن تلك اللحظة، وكيف ستتفاعل الأطراف المتنافسة -وخاصة حزب الله- معها، ستكون حاسمة. زعيم حزب الله حسن نصر الله، يجب أن يعرف هذا جيدا. فهذا يفسر على الأرجح سلوكه المتناقض. فمن ناحية لقد كان متصالحا تماما في مواجهة حرب الاستنزاف السياسية التي أثيرت ضده من قبل خصومه المحليين. من جهة أخرى، وبشكل أدى إلى تراجع جديد لمكانته الكبيرة، أشاد بنظام الأسد بشكل لم يسبق من قبل. وربما ليس من قبيل الصدفة أن يتزامن ذلك مع تأكيدات راعيه الإيراني الحادة على نحو متزايد على عدم سقوط الأسد، وبأنه سيمنع ذلك 'بأي وسيلة ممكنة'. معنى ذلك ليس مؤكدا، ولكن احد الاحتمالات هو أمر مثير للقلق بشكل خاص لبنان. وهو أن هجوما إسرائيليا على المنشآت النووية الإيرانية، أو مجرد التلويح به ، قد يتيح لإيران وحلفائها الفرصة للقيام بأعمال عدائية من نوع مختلف تماما: بما في ذلك، بطبيعة الحال، حرب أخرى بين إسرائيل و حزب الله.
- 'نيويورك تايمز' و 'واشنطن بوست'
الصراع السوري يعبر إلى لبنان/ 'الجزيرة'
قالت صحيفتا 'نيويورك تايمز' و'واشنطن بوست' إن الصراع السوري اتسع عبر الحدود إلى لبنان متمثلا في اختطاف سوريين وآخرين بلبنان ردا على اختطاف لبنانيين في سوريا، وفي قطع طريق المطار ببيروت وتهديد البعثات الدبلوماسية لدول بالمنطقة.
وذكرت 'نيويورك تايمز' إن فيضان الصراع السوري وتدفقه إلى لبنان حدث بطريقة جديدة مخيفة أمس الأربعاء باختطاف أكثر من ثلاثين سوريا داخل الحدود اللبنانية حيث دعا خاطفوهم إلى الانتقام لاختطاف أحد أقاربهم داخل سوريا. وأوضحت الصحيفة أن عشيرة المقداد الشيعية قوية النفوذ بلبنان والتي اختطفت السوريين المشار إليهم هددت بإثارة الفوضى بالشوارع وتنفيذ اختطافات واسعة بلبنان إذا لم يفرج الثوار السوريون عن قريبهم المختطف لديهم.
وأضافت أن القلق من عدم الاستقرار انتشر سريعا على نطاق لبنان وأن احتياطات إضافية اتخذت في بيروت. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين لبنانيين قولهم إن حراسات إضافية تقررت بالنسبة للبعثات الدبلوماسية لدولة قطر والسعودية وتركيا 'وهي الدول الحليفة الرئيسية للثوار السوريين' وإن السعودية وقطر والكويت نصحت رعاياها بمغادرة لبنان فورا.
وأشارت 'نيويورك تايمز' إلى أن هذه الأحداث تعكس هشاشة لبنان وكونه عرضة للعنف الذي يتردد صداه من الثورة في سوريا والتي استمرت حتى اليوم 18 شهرا. وقالت إن الاختطافات المتبادلة ستكون السمة الرئيسية للصراع بين الخصوم في البلدين. وذكرت أيضا أنه لا الشرطة ولا القوات المسلحة اللبنانية ردت على الاختطافات داخل لبنان، وأن المسؤولين اللبنانيين التزموا الصمت حتى عندما أغلقت المليشيات الشيعية طريق المطار.
وأوردت الصحيفة التصريحات المختلفة من عشيرة المقداد ومن خاطفي ابنها في سوريا حول هذا الاختطاف. وأشارت إلى أن خاطفي حسن سالم المقداد في سوريا يقولون إنه اعترف بأنه قناص أرسله حزب الله لدعم الموالين للنظام السوري وأن حزب الله نفى أن المقداد عضو فيه وأن أسرته تقول إنه ذهب إلى دمشق للتخلص من بعض الديون الشخصية وأنه حسم أمرها وكان في طريقه إلى لبنان عندما تم اختطافه. واختتمت نيويورك تايمز تقريرها بنقل تصريحات للعديد من المراقبين في بيروت يقولون فيها إن الاختطافات ربما تكون مجرد بداية لفوضى قادمة ووضع أمني عصي على التحكم فيه.
من جهتها، قالت صحيفة 'واشنطن بوستط إن هذه الاختطافات المتبادلة إحدى العلامات الواضحة على أن الصراع في سوريا قد امتد إلى لبنان، وبدأ يؤثر على الأوضاع الأمنية لدول الجوار. وأشارت إلى اختطاف السوريين و'مواطن تركي' في لبنان، وأوردت المعلومات حول ما قاله خاطفو المقداد وما قاله المقداد على لسان خاطفيه بأنه واحد بين 1500 مقاتل من حزب الله أرسلوا لمساندة النظام السوري، ونفي حزب الله لذلك.
وقالت الصحيفة إن الغضب الطائفي الذي يغلي وسط الشيعة والسنة يمثل أحد دوافع الاختطافات المتبادلة، وإن المراقبين يخشون أن ينفلت الاضطراب من السيطرة. واختتمت واشنطن بوست تقريرها بقولها إن للصراع السوري بعدا إقليميا أوسع، مشيرة إلى 'الدعم الذي تقدمه السعودية وقطر وتركيا للمعارضة السورية' والدعم الذي تقدمه إيران للنظام.
- 'الغارديان' و 'الاندبندنت'
أشباح الحرب الأهلية تعود إلى لبنان/ 'بي بي سي'
نشرت صحيفة 'الغارديان' تحليلا في صفحتها للأخبار العالمية بعنوان 'عودة الاختطافات الطائفية يهدد استقرار المنطقة' للكاتب مارتن شولوف الذي قال إنه بعد أكثر من 20 عاما على انتهاء الحرب الأهلية، يواجه لبنان واحدا من أكبر مخاوفه: عمليات الاختطاف على أسس طائفية. ويقول شولوف إن السلطات اللبنانية أكدت الأربعاء أن عددا غير معلوم من السوريين محتجزون لدى عشيرة آل مقداد الشيعية في وادي البقاع في منطقة قريبة من الحدود السورية.
ويقول شولوف إن اختطاف السوريين جاء في محاولة لإرغام الجيش السوري الحر على إطلاق سراح أحد أفراد العشيرة ويدعى حسن المقداد. ويقول الجيش السوري الحر إن المقداد ينتمي لجماعة حزب الله اللبنانية، وإنه كان يقاتل في صفوف قوات الحكومة السورية، وهو ما تنفيه العائلة. ويرى شولوف أن أحداث الأربعاء أيقظت أشباح الماضي التي يحاول اللبنانيون جاهدين نسيانها. ويضيف شولوف أن الاضطرابات في سوريا المجاورة أوضحت أن عداءات حقبة الحرب الأهلية، التي يحاول اللبنانيون نسيانها، ما زالت موجودة رغم عدم إقرار اللبنانيين بذلك.
ويضيف شولوف أن لبنان ما زال يعاني من نفس المشكلات التي كان يعاني منها منذ انتهاء الحرب الأهلية منذ 15 عاما: الانقسامات وسط النخبة السياسية، ضعف الحكومة، ونظام المحاصصة الطائفية الذي يحول دون نهوض الدولة من خراب الحرب الأهلية. ويقول شولوف إنه مع تحول الصراع في سوريا إلى حرب أهلية، كان لبنان يحاول جاهدا تجنب امتداد الصراع الطائفي إلى أراضيه. ويضيف أن بعض اللبنانيين كانوا ينظرون إلى سوريا المتاخمة على أنها دعامة لاستقرار بلادهم. ومع التدهور المستمر في سوريا، يخشى اللبنانيون من جميع الفئات من أن تنتقل الاضطرابات والنزاع في سوريا إلى لبنان. وتتناول صحيفة الإندبندنت نفس القضية، حيث كتب لوفداي موريس مراسل الصحيفة في بيروت تقريرا بعنوان 'عمليات اختطاف تجلب الحرب الأهلية في سوريا إلى لبنان'. ويقول موريس إن التوترات وعمليات الاختطاف الأخيرة في لبنان، الذي ترتبط سياسته بصورة وثيقة بسوريا، تأتي في الوقت الذي تحول به الصراع في سوريا إلى صراع طائفي إلى حد كبير. ويضيف موريس أن التوترات في لبنان زادت منها حرب بالإنابة بين الدول السنية، خاصة السعودية وقطر، اللتين تدعمان المعارضة والنظام العلوي في سوريا الذي تدعمه إيران وحزب الله في لبنان.
- 'واشنطن بوست'
العقوبات الأمريكية على سوريا تقوض محاولات المعارضة للإطاحة بالأسد
رأت صحيفة 'واشنطن بوست' أن العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا قوضت بشكل كبير حركات المعارضة السورية الذين يحتاجون المساعدة للإطاحة بالرئيس السوري المستبد بشار الأسد. وأوضحت الصحيفة أن هذه العقوبات جعلت من الصعب على حركات المعارضة أن يحصلوا على وسائل تكنولوجية تمكنهم من ردع وهزيمة المراقبة الالكترونية التي تستخدمها القوات الموالية للنظام السوري.
وأضافت الصحيفة أن العقوبات الاقتصادية المفروضة من قبل إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما أجبرت معظم الشركات الغربية ومن بينها شركات التكنولوجيا إلى وقف تعاملاتها مع سوريا وأيضا إيران حيث فرضت عليها واشنطن حزمة من العقوبات الاقتصادية أكثر صرامة . ونقلت الصحيفة عن خبراء قولهم إن بعض هذه الإجراءات كان أيضا عرقلة الدخول في خدمات الانترنت والبرمجيات بما في ذلك رسائل البريد الإلكتروني ومنصات التدوين ووسائل أمنية التي تحمى المستخدم من الملاحقة مما يساعد حركات المعارضة السورية بشكل واسع النطاق . ونقلت الصحيفة أيضا عن ديشاد عثمان ناشط سوري يعمل مع جماعات المعارضة عبر أنحاء المنطقة قوله 'نقاتل في اتجاهين، الأول هو النظام أما الاتجاه الثاني هو العقوبات المفروضة علينا'.
وأضاف الناشط السوري أن العقوبات الأمريكية جعلت من الصعب جدا أن نحصل على معدات ضد المراقبة الالكترونية التي تصمم على أجهزة الهواتف الخلوية والحاسبات الآلية الخاصة بالنشطاء لعدم ملاحقتهم من قبل النظام الديكتاتوري. وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن الإدارة الأمريكية منحت استثناءات على قيود التجارة مع سوريا وإيران حتى تسمح لشركات أمريكية بإتاحة بضائعها وخدماتها للعملاء في هاتين الدولتين . واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول إن المخاوف حيال العواقب غير المقصودة للعقوبات دفعت الإدارة الأمريكية لمراجعة سياستها الحالية تجاه سوريا ومن صدور أمر رئاسي لتوضيح ما هي البرامج والخدمات التي يمكن أن تقدم لهذه الدولة للمساعدة في الإطاحة بالأسد.
- 'الغارديان'
حديث إسرائيل عن ضرب إيران هدفه لي ذراع واشنطن
علقت صحيفة 'الغارديان' عن الحديث المتكرر في الآونة الأخيرة عن مساعي إسرائيل لتوجيه ضربة لإيران بسبب برنامجها النووي، وقالت إن حماس رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه إيهود باراك لتوجيه ضربة لإيران يبدو أنه أدى إلى توحيد مؤسسة الدفاع والأمن في إسرائيل ضدهما.
وترى الصحيفة أن طبول الحرب تقرع من جديد في إسرائيل، والإنذار الأحدث بدأ بتقرير يتحدث عن هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية في غضون أسابيع وليس أشهر، وقبل الانتخابات الأمريكية المقررة في تشرين الثاني المقبل. لكن التقرير الصحفي أشار إلى أن القرار بالهجوم سيحدث لو كان بيد نتنياهو وباراك وحدهما. لكن المؤكد أنه ليس كذلك. ومضت الصحيفة قائلة إن حماس نتناهو وباراك وحد المؤسسة الأمنية والدفاعية ضدهما ومن بين هؤلاء وزير الأمن الداخلي الجديد. فلم يستطيع كلاهما إقناع حكومتهم المصغرة، إلا أن التقرير أخذ على محمل الجد التكهن بأن باراك ربما يحاول تغطية ظهره اعترافا بأن مثل هذا الهجوم ربما لن يحدث أبدا. ويعتمد منطق باراك جزئيا فقط على الأفعال المزعومة لإيران، والتقييم الاستخباراتى الأمريكي الأخير الذي يشير إلى امتلاك طهران 170 كيلو جراما من اليورانيوم المخصب بدرجة متوسطة.
ويشعر باراك بالقلق من احتمال إخفاء الكثير من أجهزة الطرد المركزي تحت الأرض وأن تصبح قريبا بعيدا عن متناول الجيش الإسرائيلي. وبعد ذلك، ستضطر إسرائيل إلى الاعتماد على رئيس أمريكي تشك في أنه سيصدر الأمر بالهجوم. وتعتقد الصحيفة أن الحديث عن ضرب إيران ليس أكثر من محاولة للي ذراع واشنطن. ولو أن الأمر هكذا، فلا شيء يجب أن يؤثر على عزم أوباما عدم حدوث ذلك أكثر من فكرة أن نتنياهو لا يتلاعب فقط بالسياسة في بلده، ولكن في أمريكا أيضا. وتابع الصحيفة قائلة إن نتنياهو يعتقد بحماقة أن أوباما لن يجرؤ على الرفض، لأنه لو فعل فإن منافسه الجمهوري ميت رومنى سيتمسك بفكرة أن وجود ديمقراطي في البيت الأبيض يزيد الخطر الذي يواجهه أمن إسرائيل القومي.. وهذا الأمر لن يجدي نفعا بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
- 'معهد واشنطن'
نبوءة الأسد ذاتية التحقيق/ هارون ي. زيلين
رغم أن معظم المشاركين في الثورة السورية هم من السوريين، لكن أصبح الآن تواجد حقيقي للمقاتلين الأجانب في البلاد وينبغي أن يمثل ذلك مصدر قلق للنظام والمعارضة على حد سواء. عندما انطلقت الثورة السورية، كان من بين المبررات التي تداولها بشار الأسد لتسويغ قمعه الوحشي للمتظاهرين - والعناصر المسلحة لاحقاً - أنه كان يعتبرهم إرهابيين أجانب. وكان زعمه آنذاك مثاراً للسخرية والتهكم؛ إذ كانت الغالبية العظمى من الثوار من السوريين الذين يسعون إلى التخلص من عبودية الديكتاتورية التي فرضها عليهم النظام البعثي تحت قيادة بشار ووالده حافظ لعقود من الزمن. ورغم أن معظم المشاركين في الثورة السورية الحالية لا يزالون من السوريين، إلا أنه أصبح الآن تواجد حقيقي للمقاتلين الأجانب يجب أن يمثل مصدر قلق ليس لنظام الأسد فحسب وإنما للمعارضة السورية أيضاً. ويسافر معظم المقاتلين الأجانب إلى الخارج من أجل الدفاع عن زملائهم المسلمين ومنع ذبحهم. وبمجرد تواجدهم في ميدان المعركة، يتواصل العديد منهم بصورة أوثق مع المجاهدين المتشددين، فضلاً عن مقاتلين من بلدان أخرى، وينفتحون على أفكار جديدة. ومن ثم، فإن شرائح من المقاتلين الأجانب لا يقاتلون من أجل تأسيس دولة مستقبلية للمواطنين السوريين،0} بل يأملون في ضمها لكي تصبح جزءاً من أهدافهم الأكبر المتمثلة في تأسيس إمارات تسفر في النهاية عن إعادة ترسيخ الخلافة، رغم الخيالية التي ينطوي عليها هذا المشروع. وفي هذه المرحلة تشير التغطية الإعلامية على أرض الواقع بالإنكليزية والفرنسية والعربية والألمانية وغيرها من اللغات، إلى أن هناك حالياً ما بين 800-2000 أجنبي في سوريا، يمثلون أقل من 10% من المقاتلين. وقد جاء معظمهم منذ بداية هذا العام: إذ وصلت مجموعة كبيرة من الدول المجاورة لسوريا: لبنان والعراق والأردن، بينما جاءت مجموعة أصغر من شمال أفريقيا ينحدر مواطنيها من ليبيا وتونس والجزائر. وقد كان تواجد الغربيين حتى هذه المرحلة في أدنى حدوده. وهؤلاء الأفراد يقيمون روابط ليس فقط مع 'الجيش السوري الحر' بل مع المنظمات الجهادية أيضاً. وقد دخلت إلى ساحة المنافسة 'كتائب عبد الله عزام' و'فتح الإسلام'، وكلاهما من المنظمات الجهادية الإسلامية. وهذا هو الحال نفسه مع المنظمات الأقل رسوخاً لكنها الآخذة في التنامي، مثل 'جبهة النُصرة'، التي يسود اعتقاد بأنها أقوى جماعة جهادية في سوريا، وكذلك 'أحرار الشام'. وهناك مجموعة أخرى - 'لواء الأمة' - يشكل فيها المقاتلون السوريون 90% من منتسبيها بقيادة الإيرلندي الليبي مهدي الحراتي - وهو قائد سابق في 'لواء طرابلس' الذي ساعد في الإطاحة بنظام القذافي في ليبيا قبل عام.
والمعضلة في كل هذا أنه رغم أن الجهاديين لا يزالون يشكلون نسبة صغيرة من المقاومة، إلا أن العديد منهم يمتلكون خبرات سابقة في الأعمال الجهادية في العراق وأفغانستان واليمن وليبيا. ولذلك، فلديهم مهارات أكثر حرفية فضلاً عن علاقات بشبكات التمويل والأسلحة التي كان 'الجيش السوري الحر' في حاجة ماسة إليها لمواجهة غياب الدعم من المجتمع الدولي. ونتيجة لذلك، يمكن أن يكون المقاتلون المجاهدون عوامل لمضاعفة القوة وفقاً لما رأينا في العراق أثناء ذروة أعمال التمرد ضد الولايات المتحدة. ويوضح مقاتلو 'الجيش السوري الحر' - في مقابلات إعلامية - أنه بسبب خبرات الجهاديين ومواردهم والتقنيات التي يستعملونها، فقد بدؤوا التعاون معهم على مضض، حتى لو كانوا يعتبرونهم متطرفين ولا يؤمنون بأهدافهم النهائية. كما قام الجهاديون الذين يتواصلون على شبكة الإنترنت بنشر مقاطع فيديو على منتدياتهم تظهر كيف أن بعض كتائب الجهاديين قد نسقت عملياتها مع عناصر من 'الجيش السوري الحر' في أماكن مثل حلب. بيد قد يؤدي ذلك إلى تبادل الأيديولوجيات وإزكاء التطرف داخل فصائل في 'الجيش السوري الحر'. كما قد يؤلِّب الجماعات المختلفة ضد بعضها البعض بمجرد انتهاء القتال ضد نظام الأسد، مما سيخلق المزيد من عدم الاستقرار في دولة تتطلع إلى استعادة الأوضاع الطبيعية والتحول إلى مستقبل أفضل. وللأسف لن يختفي هذا التحدي الذي يشكله الجهاديون في أي وقت قريب. فنحن نرى في العراق أنه على الرغم من ضعف الجهاديين مقارنة بما كان عليه الوضع منذ سنوات قليلة، إلا أن بقايا القتال لا يزال مستمراً ولا يزال المقاتلون يعملون على إفساد الأمور. ومن ثم، لا يتحتم فقط على المجتمع الدولي أن يضع خطة للتعامل مع الجهاديين في سوريا ما بعد الأسد، وإنما عليه العمل أيضاً مع المعارضة لمساعدتها على طرد هذه العناصر الأجنبية والسامة التي من شأنها أن تضر بمستقبل سوريا أكثر مما تنفعه.