صحافة دولية » في شوارع أوروبا: كلّنا «بوسي رايوت»

78700_430- صحيفة 'السفير'

بعد أشهر من السجال العالمي حول مصير فرقة &laqascii117o;بوسي رايوت"، أصدرت قاضية روسية أمس، حكماً بالسجن عامين على أعضاء الفرقة الموسيقية النسائية، بتهمة تنظيم احتجاج ضد الرئيس فلاديمير بوتين داخل كنيسة. وفور إعلان الحكم، هتف مؤيدو الفرقة المتجمعين أمام قاعة المحكمة في موسكو بكلمة &laqascii117o;عار"، في حين صرّحت السفارة الأميركية في العاصمة الروسية أن &laqascii117o;العقوبة غير متناسبة على ما يبدو مع ما فعلته المتهمات".
لم تحظ قضية &laqascii117o;بوسي رايوت" بتعاطف إعلامي وشعبي كبيرين في روسيا، إلا أنها شغلت الصحف الأوروبية والأميركية طوال الأسابيع الماضية، على اعتبار أنها تعدٍّ على الحرية الإبداعية والسياسية لشابات الفرقة. كما نالت تأييد مجموعة كبيرة من نجوم البوب والروك الغربيين، وفي مقدمتهم مادونا وبول مكارتني وستينغ. ورأت القاضية التي أصدرت الحكم أن ما ارتكبته &laqascii117o;بوسي رايوت"، يعد &laqascii117o;تدنيساً للمقدسات وازدراء للدين وانتهاك لقواعد الكنيسة". وأعلنت إدانة الشابات الثلاث &laqascii117o;بالشغب المدفوع بكراهية دينية"، قائلةً إنهنَّ تعمدن الإساءة للمتدينين الأرثوذكس الروس عندما اقتحمن مذبح الكاتدرائية الرئيسية في موسكو في شباط الماضي، لأداء أغنية تسخر من بوتين، وهنّ يرتدين أقنعة تزلّج برّاقة، وتنانير قصيرة. وكانت نادجدا تولوكونيكوفا (22 عاماً) ومارينا اليوخينا (24 عاماً) ويكاترينا ساموتسيفيتش (30 عاماً) يضحكن عندما قرأت القاضية الأحكام الصادرة بحقهنّ. واعتبر الداعمون للفرقة، أن ما قمن به تعبير فني حر ومشروع، عن احتجاهنّ على علاقات بوتين الوثيقة مع الكنيسة. كما يرى معارضو بوتين أن محاكمة &laqascii117o;بوسي رايوت" هي جزء من حملة أوسع يشنها بوتين لسحق أي حركة احتجاجية ضده.
ونالت القضية اهتماماً إعلامياً ضخماً، إذ أفردت الصحف البريطانية والفرنسية صفحات مواقعها لمتابعة تطورات القضية لحظةً بلحظة. ونزلت تظاهرات في مدن أوروبية عديدة مثل باريس، وبرلين، وبرشلونة مؤيدة لقضية &laqascii117o;بوسي رايوت"، وارتدى المتظاهرون أقنعة تشبه الأقنعة التي ارتدتها شابات الفرقة يوم احتجاحهنّ الشهير. وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها &laqascii117o;كلنا بوسي رايوت". وبثّت موقع صحيفة &laqascii117o;الغارديان" البريطانية مقتطفات من أغنية الفرقة الجديدة، وأعادت صحيفة &laqascii117o;لو موند" الفرنسية على موقعها نشر أشرطة &laqascii117o;يوتيوب" عن ظاهرة الاحتجاج الشهيرة في الكنيسة. ووصفت منظمات دولية تعنى بحقوق الإنسان المحاكمة &laqascii117o;بالمقرفة"، في حين اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي وفي مقدمتها &laqascii117o;تويتر" و&laqascii117o;فايسبوك" بصور الفرقة، وعبارات الدعم لها. ويبدو أن القضية ستتفاعل أكثر، بعدما تحولت فرقة &laqascii117o;بوسي رايوت" إلى رمز معاصر للثورة على الكنيسة وعلى القيم الاجتماعية السائدة وعلى القمع السياسي، كما أعلن العديد من المثقفين والفنانين حول العالم.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد