صحافة دولية » أخبار وتقارير من صحف ومواقع أجنبية

- صحيفة 'وورلد تربيون'
إسرائيل تطور أقمارا صناعية متناهية الصغر تطلَق بصورايخ جو-جو

ذكرت صحيفة &laqascii117o;وورلد تربيون" الأمريكية في تقرير لها،الجمعة، أن إسرائيل تعتزم الموافقة على تصميم لأول أقمارها الصناعية متناهية الصغر التي يمكن إطلاقها من الطائرات. وأوردت الصحيفة على موقعها الالكتروني أن وزارة الدفاع أشرفت على مشروع لتطوير قمر صناعي يبلغ وزنه 100 كيلوجرام كحد أقصى لكل من الإطلاق الفضائي والجوى. وقال مسئولون أن البرنامج يستهدف عدة تخصصات دفاعية كبرى، بما في ذلك أنظمة&laqascii117o;إلبيت"، وشركة الصناعات الجوية الإسرائيلية وأنظمة رافائيل الدفاعية المتقدمة. ونقلت الصحيفة عن مسئول قوله &laqascii117o;إن التحدي الأول للبرنامج هو مرحلة التصميم، وبعد ذلك سيكون هناك قرارات بشأن التمويل في المستقبل". وكانت شركة رافائيل الإسرائيلية هي الرائدة في المشروع، حيث صممت قمرا صناعيا للاستطلاع وتم تحميل صورة كهربائية ضوئية عالية الدقة لمسافة تقل عن متر واحد فقط من على سطح الأرض. حيث قال مسئولون أن المنصة، تعني دخول مدار يبعد عن سطح الأرض بما يصل إلى 400 كيلومترا، الأمر الذي من شأنه أن يوفر تدفقا من الصور كاسرة للضوء للمرافق العسكرية للعدو، وخاصة في إيران. وأشارت الصحيفة إلى أنه في إطار هذا المشروع، يمكن أن يتم إطلاق القمر الصناعي رافائيل من على متن طائرة باستخدام صاروخ جو- جو. كما أنه توجد خيارات إطلاق أخرى مثل قاذفة صواريخ &laqascii117o;شافيت" الإسرائيلية التي قد ترسل ما يصل إلى أربعة أقمار صناعية صغيرة لتشكيل مجموعة يمكنها ضمان المراقبة المستمرة. وقال مسئول تنفيذي رفيع بشركة رافائيل، التي طورت الدفاعات الكهربائية للمركبات الفضائية &laqascii117o;إن المشروع قد يتطلب شريكا أجنبيا. وأن شركة رافائيل قد حددت عدة شركاء محتملين في فرنسا والهند"، وتابع &laqascii117o;إننا نجري محادثات مع العديد من العملاء والدول في جميع أنحاء العالم".


- صحيفة 'واشنطن بوست' و'نيويورك تايمز'
تحذير من قرب تملك إيران السلاح النووي/ 'الجزيرة'
  
 تناولت بعض الصحف الأميركية تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأخير بشأن البرنامج النووي الإيراني بالنقد والتحليل، وأعرب بعض الصحف عن الخشية من أن تكون طهران باتت على وشك الحصول على القنبلة النووية، وأنها ضربت بعرض الحائط كل الحلول الدبلوماسية المحتملة للأزمة النووية المتفاقمة. فقد أشارت صحيفة 'واشنطن بوست' إلى تقرير الوكالة الدولية الذي تم نشره البارحة والذي يتهم إيران بعرقلة عمليات تحقق من أنشطة نووية مشتبه فيها في قاعدة بارشين العسكرية، موضحا أن طهران عززت جهودها لإخفاء آثار تجارب أسلحة نووية محتملة في هذه المنشأة النووية. وقالت الصحيفة في افتتاحيتها إن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما ما فتئت تتفاءل بإمكانية التوصل إلى حل دبلوماسي من خلال المفاوضات يكون من شأنه الحد من خطورة النووي الإيراني، ولكن إيران لم توافق على خفض إنتاجها من اليورانيوم المخصب لدرجات عالية. وأضافت أن طهران زادت بمعدل 30% من مخزونها من اليورانيوم المخصب، وكذلك زادت من عدد أجهزة الطرد المركزي لديها، وذلك منذ أيار الماضي، بحسب تقرير الوكالة الدولية، وأن إيران رفضت مقترحات من جانب الولايات المتحدة ودول أخرى معنية تتمثل في ضرورة إغلاق منشأة نووية قرب مدينة قم الإيرانية.

وقالت 'واشنطن بوست' إنه بدلا من أن تبادر طهران إلى التفاوض مع المجتمع الدولي بشأن أزمتها النووية المتفاقمة، فإنها قامت باستضافة قمة لدول عدم الانحياز، وإنها أكدت في الاجتماع على حقها في تخصيب اليورانيوم، متحدية بذلك كل قرارات مجلس الأمن الدولي التي تأمرها بوقف تلك النشاطات النووية. وتساءلت الصحيفة هل كانت إيران تلعب لعبة سياسة حافة الهاوية، وذلك من خلال تحديها الإرادة الدولية بشأن طموحاتها للحصول على السلاح النووي؟ وفي ظل ما تقوم به عناصر من الحرس الثوري الإيراني ومن حزب الله اللبناني من هجمات 'إرهابية' ضد دبلوماسيين وأهداف إسرائيلية في العديد من الدول في العالم؟ وأوضحت بالقول إنه لمن اللافت أيضا ما وصفته بسلوك القادة الإيرانيين المتمثل في عدم المبالاة، وبالتالي تجاهلهم لإمكانية استفزازهم لإسرائيل، والتي قد تضطر لشن هجمة جوية على المنشآت النووية الإيرانية في بحر الأسابيع القليلة القادمة. وحذرت الصحيفة من الرفض الإيراني لإجراء مفاوضات بشأن أزمتها النووية، بل ومن احتمال مضاعفتها من خطاها للحصول على السلاح النووي، وبالتالي تعريض المنطقة برمتها إلى حرب كارثية.

من جانبها، أشارت صحيفة 'نيويورك تايمز' إلى تقرير الوكالة الدولية الذي نشر البارحة، والذي ورد فيه أن طهران زادت من عدد أجهزة الطرد المركزي المستخدمة في تخصيب اليورانيوم في منشأة فوردو الواقعة عميقا تحت الأرض، وذلك لتصل إلى أكثر من 2100 جهاز بالمقارنة مع ما كانت عليه في أيار الماضي. وأعربت الصحيفة عن القلق من تزايد احتمالات قيام تل أبيب بشن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية بصفة أحادية، بدون انتظار موافقة من واشنطن، وذلك بسبب الاحتمالات بأن تصبح المنشآت النووية الإيرانية أبعد من أن تصل إليها القوة العسكرية الإسرائيلية.


- 'واشنطن بوست'
طلاس: العلويون بحاجة لطمأنة/ 'الجزيرة'
  
كتبت صحيفة 'واشنطن بوست' أن من وصفته بأنه 'أبرز منشق عسكري سوري' يقول إن مفتاح التحول السياسي في البلاد يكمن في توفير 'شبكة أمان' تقنع العلويين بأنهم لن يُذَبَّحوا إذا ما انشقوا عن الرئيس بشار الأسد. ونقلت عن مناف طلاس، وهو الجنرال السابق في الجيش السوري الذي غادر البلاد في تموز ولاذ بفرنسا، قوله إن 'همي الرئيسي هو إقناع العلويين بأنهم لن يُضطروا للانتحار مع النظام'. وأشارت الصحيفة إلى أن حديث طلاس كان أول حوار تفصيلي منذ انشقاقه عن الأسد الذي كان صديقه المقرب. وقال طلاس إنه قبل أن يكون هناك تحول سياسي يجب أن يكون هناك أولا قناة ثقة بين الجيش السوري الحر المعارض وأفراد الجيش الذين يمكن التصالح معهم والذين هم على استعداد للانشقاق عن الأسد كما فعل هو. وبدون هذه الارتباطات، كما قال طلاس، فإن الإطاحة بالأسد ستقحم البلاد في فترة من العنف الفوضوي ويصبح من الممكن الحصول على أسلحة سوريا الكيميائية.

وأضاف طلاس 'كثير من العلويين الآن غير سعداء بما يحدث على الأرض، لكن أين هي المنطقة الآمنة لهم؟ العلويون بحاجة لأن يعرفوا أن هناك جانبا قويا سيضمن أمنهم إذا انشقوا'. وأشارت الصحيفة إلى أنه رغم أن طلاس مسلم سني فإنه كان يقود وحدة من الحرس الجمهوري الخاص 80% منها كانت من الأقلية العلوية التي ينحدر منها الأسد وحاشيته الداخلية. وذكرت واشنطن بوست أن طلاس، البالغ 49 عاما من العمر، تحدث بتأثر عن انشقاقه عن الأسد الذي قال عنه إنه لطخ اسمه بالدماء للدرجة التي لن يتمكن معها من حكم سوريا فعليا مرة أخرى أبدا. وكان الأمر قد بدأ في ربيع 2011 عندما أخذت الاحتجاجات في الانتشار وعرض طلاس مقابلة المتظاهرين. وأبلغ الأسد عن اجتماع في نيسان في داريا، بريف دمشق مع الثوار الشباب الذين كان آباؤهم صامتين لكنهم على ما يبدو كانوا فخورين. وحذر طلاس وقتها بأن 'هذه ثورة الآباء عبر الأبناء' مشيرا إلى أن هذا الصراع سيكون مستحيلا الفوز فيه بالقوة. ويقول طلاس إنه بحلول شهر أيار 2011 تم تجاهل خطته للتقارب وألقي القبض على الأشخاص الذين كانوا على اتصال به بعد لقائه بهم. وكانت هذه هي القضية حتى في الرستن، وهي مدينة في وسط سوريا حيث ولد أبوه. وبعد أن حاول طلاس إصلاح ذات البين هناك وبخه حافظ مخلوف ابن عم الأسد فتوقف طلاس عن قيادة وحدته بعد ذلك. وذكرت الصحيفة أن انقطاع العلاقة بين طلاس والأسد كان في تموز 2011 عندما استدعى الأسد طلاس وسأله عن سبب عدم قيادته لقواته، وقال طلاس إنه رد على ذلك بأن الرئيس ورجاله كانوا غير مخلصين بشأن التوصل إلى تفاهم. وقال وقتها 'أنتم تجعلون مني كاذبا. وأنت وسوريا تنتحران'. ورد الأسد بأن 'هذه الخطة كانت تافهة وأنه سيلجأ إلى الخيار الأمني'. وقال طلاس في آخر ذاك اللقاء 'أنتم تحملون حملا ثقيلا وإذا أردتم أن تطيروا عليكم أن تسقطوا هذا الحمل عن كاهلكم'. وأضاف 'لكن يبدو هذا الحمل الثقيل -الأسرة والأقارب- هو الذي فاز'. ويقول طلاس إنه فكر في البداية في أنه يمكن أن يبقى في دمشق في معارضة صامتة للسياسات المتشددة. لكن العنف بلغ حد المجازر في أنحاء البلاد 'ولم يعد ضميري يستطيع تحمل أكثر من ذلك'. وبدأ يفكر مع نهاية العام في كيفية الهرب. وتشير الصحيفة إلى أن الجنرال السابق ما زال يتمتع بالملامح المميزة له التي جعلت منه قائدا عسكريا صاحب شخصية كاريزمية وهو الأمر الذي جعل البعض يتكهن بأنه قد يلعب دورا في المرحلة الانتقالية السورية. لكن طلاس يقول إنه لا يرغب في أي منصب في حكومة مستقبلية وإنه يركز فقط على خريطة الطريق التي اعتمدها لتفادي النزاع الطائفي.


- صحيفة 'الإندبندنت'
منع امتداد الحرب خارج سوريا ضرورة/ 'الجزيرة' 30

قالت صحيفة الإندبندنت' إنه من الصعب رؤية فائز واضح يخرج من الحرب الأهلية الدموية في سوريا، مضيفة وقالت إن الرئيس بشار الأسد اعترف أمس أن حكومته بحاجة لمزيد من الوقت 'لكسب المعركة' ضد المليشيات الثائرة. وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها اليوم أن الأسد فعل ذلك بعد أن تردد صدى نيران المدفعية في أنحاء دمشق وحلب وأجزاء كبيرة من البلاد التي سقطت في قبضة الثوار. ورغم كل تفوقها في قوة النيران ما زالت القوات الحكومية تتعرض لهجوم متواصل.

وأشارت الصحيفة إلى أن الأسد قد لا يفوز، لكن ليس هناك إشارة على أن نظامه ينفجر داخليا رغم انشقاق رئيس الوزراء السوري واغتيال قادة أمنيين كبار. والموقف مختلف جدا عن ليبيا، حيث انهار فجأة تأييد معمر القذافي قبل عام تحت وطأة هجمات حلف شمال الأطلسي وعزله بدلا من الضغط من قبل الثوار. وقالت إن الثوار أظهروا أنهم يستطيعون الاستيلاء على أحياء كاملة من دمشق وحلب لكنهم كانوا غير قادرين على التمسك بها. وقد يفوزون في نهاية المطاف لكن هذا الأمر قد يكون في المستقبل البعيد بعد أن يكون قد قُتل المزيد من عشرات آلاف السوريين. وتشير الأخبار الأخيرة لمذبحة بلدة داريا إلى أن كلا الجانبين يفعلان الآن ما يحلو لهما من قتل أحقر المؤيدين لأعدائهم. وهناك احتمال أن هذا القتل الجماعي سيزداد سوءا. وختمت الصحيفة بأن الأسد استبعد أمس 'ملاذات آمنة' للاجئين على الأرض السورية وقالت إن إقامة هذه الملاذات قد يعني صراعا مسلحا بين سوريا وتركيا. وفي هذه المرحلة يعتقد كل من الحكومة والثوار أن لديهما فرصة في تحقيق نصر واضح، رغم عدم احتمال هذا الأمر. وبقية العالم لا يستطيع أن يوقف الحرب لكن ينبغي عليه أن يبذل غاية وسعه في محاولة منعها من الامتداد إلى لبنان وزعزعة استقرار باقي المنطقة.


- 'نيويورك تايمز'
شكوك كولن باول في أقواله عن العراق/ 'الجزيرة'
  
قالت صحيفة 'نيويورك تايمز' إن كولن باول وزير الخارجية الأميركي الأسبق الذي اشتهر بدفاعه عن الحرب على العراق عام 2003 بخطاب ملتهب في مجلس الأمن الدولي يعيش شكوكا أكثر من أي وقت سابق حول الدليل الذي استخدمه لتبرير غزو بلاده للعراق. 'كوفي، لقد أثبتوا أنني صادق'، هذا ما نقله الأمين العام للأمم المتحدة السابق كوفي أنان في مذكراته التي نُشرت يوم الثلاثاء الماضي. وقال أنان 'إن الارتياح والإنهاك، كانا واضحين على باول تماما'، ورغم أن أنان نفسه كان أبعد ما يكون عن الاقتناع بصدق الدليل الذي قدمه باول، فإنه قال 'لم أستطع مقاومة الابتسام مع صديقي ومشاركته الراحة التي يشعر بها'. 

ومع ذلك كتب أنان 'لا شيء يمكن أن يجتذبني في ذلك الوقت أكثر من المرونة الكبيرة التي يتمتع بها هذا الرجل الذي عانى كثيرا في الدفاع عن حرب لم يكن يؤمن بها'.   وكتب ريك غلادستون بنيويورك تايمز في تقرير له عن مذكرات الأمين العام للأمم المتحدة أن كولن باول زار أنان بمكتبه في الطابق الثامن والثلاثين بمقر الأمم المتحدة بنيويورك للتحدث معه بشكل غير رسمي حول التقارير التي تقول إن القوات الأميركية تعتقد أنها عثرت على معامل متنقلة في العراق تدّعي واشنطن أن صدام حسين يستخدمها لإنتاج أسلحة دمار شامل، وهو السبب الرئيسي للحرب. وأشار غلادستون إلى أن كتبا كثيرة قد كُتبت حول التهيئة للحرب على العراق الذي لم يعثر فيه على أي أسلحة للدمار الشامل، وكذلك الدور الذي لعبه باول والذي قال عنه بعض المؤرخين إنه أضر بمصداقيته بشكل لا يمكن إصلاحه وتسبب في إنهاء عمله بوصفه سياسيا قد تم توثيقه بدقة.

ورغم ذلك، قال الكاتب إن العلاقة واللقاءات بين باول وأنان التي تكررت كثيرا في مذكرات الأخير، قد سلطت ضوءًا جديدا على مستوى الشكوك التي أصبحت تساور باول. وفي محادثة هاتفية معه بمكتبه في جنيف، قال أنان (74 عاما) إنه قرر استخدام تلك الحكاية عن قول باول 'إنهم أثبتوا صدقي' في الفصل الافتتاحي لكتابه الجديد الذي أطلق عليه عنوان 'تدخلات: حياة في الحرب والسلام' والذي نشرته دار بنغوين للطباعة، لأن العراق كان قضية على مستوى من الأهمية خلال فترة عمل أنان أمينا عاما للأمم المتحدة. وقال أنان إن حرب العراق كانت 'حدثا تسبب في انقسام المجتمع الدولي بشكل لا يمكن إصلاحه بنفس الطريقة التي ستتسبب سوريا في المزيد من الانقسام في هذا المجتمع'. وأضاف أنان 'باول صديق ويحظى باحترام عال، نجم وسط وزراء الخارجية. وأنا أعتقد أن العرض الذي قدمه دفاعا عن الموقف الأميركي داخل مجلس الأمن قد أضر به كثيرا، وأنا أرغب في نقل ما حدث آنذاك'. وقال غلادستون إن الكتاب الذي كُتب جزئيا كسيرة ذاتية وجزئيا كعرض تاريخي، قد أشرب بأحاديث أنان عن لقاءاته الخاصة بقادة العالم بمن فيهم صدام حسين الذي كان له معه محادثات عاصفة في بغداد خلال محاولاته باعتباره أمينا عاما للأمم المتحدة إقناع الرئيس العراقي بالسماح لمفتشي الأسلحة بالدخول إلى القصور الرئاسية.


- 'موقع الجزيرة'
كتاب حول قصة الجامعة الأميركية في بيروت

مؤلف الكتاب، برين فندمارك، سبق له أن ألف العديد من الكتب منها واحد عن حياة وزير الدفاع الأميركي الأسبق روبرت مكنمارا، ولا عجب، فهو مدرس التاريخ في أكاديمية البحرية الأميركية. وحيث إن تأسيس الجامعة الأميركية في بيروت عام 1866 مرتبط ارتباطا وثيقًا بالتطورات الاستعمارية التي شهدها المشرق العربي، وفي مقدمة ذلك ازدياد التدخل الغربي الاستعماري في بلادنا، ومن منطلق الخلفية السياسية للمؤلف، ليس بمقدورنا تجاهل الخلفية الفكرية والعقدية التي كتب بها هذا المؤلف المثير. من المعروف أن تأسيس 'الجامعة' في العام 1866 كان هدفه سياسيا-دينيا، وبالتالي اقتصاديا. فهذه المؤسسة العلمية أو لنقل الأكاديمية، التي لا يمكن التقليل من شأنها ودورها التعليمي الريادي في بلادنا، بلاد العرب، كان هدفه 'هداية' مسيحيي الشرق 'الهراطقة' إلى المذهب الصحيح، أي إلى البروتستانتية، وهذا حسب رأي المؤلف ومؤسسي الجامعة من عائلتي بلس ودُدْج.

-الكتاب: شيوخ أميركيون: عائلتان وأربعة -أجيال وقصة نفوذ أميركا في الشرق الأوسط؛ -عدد الصفحات: 252 تحوي مجموعة مصورات؛-الناشر: برُمِثيُس بوكس. نيويورك؛ -الطبعة الأولى: 2012

ذلك أن اسمها الأصلي كان 'الكلية السورية البروتستانتية/ Syrian Protestant College'، ولم تضح 'الجامعة الأميركية في بيروت' إلا في العام 1922، أي بعد اعتراف الولايات المتحدة الأميركية بصلح باريس واتفاق المنتصرين في الحرب العالمية الأولى، أي الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا، وبدء إعادة اقتسامهم العالم الفقير المغلوب على أمره.  بعد فترة أدرك المؤسسون عقم محاولاتهم التبشيرية، متذكرين أن أحد المؤسسِين، دانيال بلس، كان مبشرا. وبما أن الجامعة أو الكلية تأسست بمبادرة عائلية، فقد بقيت رئاستها في يد العائلتين، من الأبناء والأحفاد والأصهار.. حيث ظل يورث الرئاسة لأحد أقربائه، وهكذا.

الكتاب تاريخ الجامعة الأميركية في بيروت مرتبط ارتباطا وثيقًا بالأحداث الكبرى التي شهدها المشرق العربي، من 'اتفاقية سايكس بيكو' التآمرية، إلى تقسيم المقسم أي تقسيم سوريا إلى سوريا ولبنان، وتقسيم فلسطين 'التاريخية' إلى فلسطين وشرق الأردن، وبقية التطورات الاستعمارية المعروفة. لذا نجد أن المؤلف قسم الكتاب إلى فصول تتعامل مع مراحل أو منعطفات تاريخية مر بها المشرق العربي، وانعكس بالتالي على مسار تطور الجامعة وما شهدته من تطورات سلبية كانت أو إيجابية. قبل الاسترسال في عرض الكتاب، من الضروري تأكيد أن التعليقات السياسية التي يوردها المؤلف، وعلى نحو خاص ما يتعلق بفلسطين ومشاريع الغرب وتحويلها إلى وطن أو كيان سياسي لليهود، ترتبط على نحو وثيق بفكر المؤلف، وبالتالي تعكس رأيه الشخصي الذي لا يلتزم دوما بالحقيقة، على سبيل المثال، يدعي أن الجيوش العربية التي دخلت فلسطين في 15 أيار 1948 كانت متفوقة عددا وعدة على الجانب الصهيوني. كان على المؤلف الاستفادة من الحقائق الموثقة التي أوردها إيلان بابيه في كتابه الحدث 'التطهير العرقي في فلسطين'. هذه واحدة من التعليقات التي يمررها المؤلف، بينما وجب عليه الحياد على الأقل، مع أن الحياد بين المعتدي والضحية يمكن عده انحيازا للمعتدي أو الظالم. على أي، الكتاب مقسم إلى مدخل ومقدمة تليهما تسعة فصول سنسردها لاحقا، وملحق يضم أسماء شخصيات سياسية واقتصادية تتميز بصيت محترم في العالم، تخرجت في الجامعة. وجدت أن كلا من المقدمة 'عائلتي بلس ودُدج' والمدخل 'التوجه نحو بيروت' مثيران إلى حد كبير، لأنهما يعرفان القارئ بعائلة المؤسسين وانتماءاتهما الفكرية والسياسية، إضافة إلى علاقتهما بالطبقة الحاكمة في أميركا وضمن ذلك رئيسا الجمهورية ابنا العم من عائلة روزفلت. الاسم الأولي للمؤسسة الأكاديمية يعكس بأوضح الكلمات الهدف الحقيقي لتأسيس 'الكلية البروتستانتية'، لكن عندما اصطدم القادمون من خلف الأفق بحقائق الأوضاع تحول هدف الكلية إلى 'تعليم' الشرق حضارة الغرب، أي إعداد أجيال من القيادات المتشبعة بالفكر والقيم الغربية، قيم المادية والاستهلاك. وانطلاقًا من هذا، يحوي الكتاب في مقاطع عديدة نمطا متعاليا على أهل البلاد، وضرورة تعليمهم.. وهذا ينعكس أيضا في عنوان الفصل الأول 'دانيل بلس والمهمة الأميركية التبشيرية'. الفصل الثاني 'أميركا تلتقي بالشرق الأوسط' ويضم المشاكل والإشكاليات التي واجهها المؤسسان في عملهما. الفصل الثالث 'التقاليد في مواجهة الحداثة في الشرق الأوسط' ويضم سردا لأحداث مهمة في تاريخ الكلية وصدامها بتقاليد الشرق 'المتخلف'، وكيف ساهمت في تحرر المرأة العربية من خلال استقبالها أول طالبة في الجامعة (هي المصرية إحسان أحمد التي كانت تحضر الدروس برفقة زوجها الجالس إلى جانبها في الصف، مرتدية نقابين). الفصل الرابع 'هورد بلس والعصبية الأميركية' يتحدث فيه عن سياسة الجامعة وأهدافها والدور الذي تمارسه في مواجهة القوى الاستعمارية الأخرى في سوريا، التي قسمتها فرنسا إلى سوريا ولبنان من المنطلق الرومي الاستعماري المعروف 'فرق تسد'. الفصل الخامس 'أميركا تواجه سياسة قوى عظمى في الشرق الأوسط'.

الفصول الأخيرة، السادس 'بيرد دُدج والعصبية الأميركية' والسابع 'أميركا في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية'، والثامن 'ديفد دُدج والإحباط الأميركي' وأخيرا الفصل التاسع 'أميركا في الشرق الأوسط المعاصر'، وهي مخصصة للأحداث الكبار التي عصفت بالمشرق العربي، من حرب تقسيم فلسطين إلى العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 ثم ثورة العراق في العام 1958 والقضاء على الملكية والوحدة بين مصر وسوريا في العام نفسه، إلى عدوان 1967 والصدام بين 'العمل الفدائي' في كل من الأردن ولبنان، ومن ثم اجتياح بيروت وصعود الأحزاب اللبنانية الجديدة، وفي مقدمتها حركة أمل وحزب الله. لقد مرت الجامعة بأحداث كبار، والكتاب لا يخفي المهمة 'التلقينية' التي أمل مؤسسوها في تثبيتها في المشرق العربي، والقصد هو تصدير الفكر الأميركي، أي تحويل المنطقة إلى مستعمرة ثقافية عقدية. والكتاب يذكر القراء بأن وزير خارجية بريطانيا 'مارك سايكس' وصف العرب بأنهم 'صلف ووقحون.. في الوقت نفسه خسيسون وجديرون بالاحتقار.. سلاب وجشعون وطماعون.. ودواب'، وهو الذي كتب إلى صديق له سوف ننشد ترتيلة 'الرب الذي نبجله/ Te Deascii117m' في كنيسة القديسة صوفيا (آيا صوفيا في إسطنبول) وسننشد في مسجد عمر (المقصود هنا الحرم الشريف الذي يضم كلاً من المسجد الأقصى وقبة الصخرة) ترتيلة (Nascii117nc Dimmittis) المأخوذة من إنجيل لوقا 2/29 القائل 'يا رب، تممت الآن وعدك لي فأطلق عبدك بسلام. عيناي رأتا الخلاص الذي هيأته للشعوب كلها نورا لهداية الأمم ومجدا لشعبك إسرائيل'.

الدور السياسي للجامعة الكاتب يتعرض في مقاطع عديدة للقضية الفلسطينية، بوجهة نظر منحازة للمعتدي المغتصب، لكنه يذكر أن رئاسة الجامعة كانت في أحيان كثيرة معادية للصهيونية، تماما من الروزفلتين، حيث لم يتغير الوضع إلا بتسلم ترومان رئاسة البلاد، على حد قول الكاتب. يركز الكاتب أيضا على الدور الذي مارسته الجامعة، في بعض المراحل، للتقريب بين العرب والصهاينة ومحاولة خلق تفاهم بين الطرفين، بل إنها استضافت سيمفونية تل أبيب للعزف في قاعاتها. كما يذكر تخرج العديد من القادة الصهاينة في الجامعة الأميركية ببيروت ومنهم على سبيل المثال إلياهو إيلات الذي كان ممثل الوكالة اليهودية في بيروت ثم عين سفيرا لدولة العدو في واشنطن ومن بعدها رئيس الجامعة العبرية في القدس المحتلة. والأخير، دوما وفق الكاتب هو من رتب لقاء جمع الرئيس اللبناني إميل إده وحاييم وايزمن رئيس المنظمة الصهيونية العالمية في العام 1937، أيضا بهدف تأسيس مشاريع مشتركة على نهر الليطاني، والمساحة المتوافرة لهذا العرض لا تكفي لسردها كلها. الكتاب يتعرض أيضا للمآسي التي تعرض لها بعض العاملين في الجامعة وكذلك رئيسها الذي قتل وأعضاء هيئة التدريس الذين اختطفوا في بيروت (يتهم حزب الله وإيران بالأمر). كما لا ينسى ذكر أن دُدج كان معارضا للمشروع الصهيوني في فلسطين، تماما مثل ألبرت آينشتاين والصناعي الأميركي (اليهودي) لسنغ روزنوالد، ومصدر صحيفة نيويورك تايمز آرثر سالزبرغر (اليهودي) ومصدر صحيفة واشنطن بوست يوجين ماير (اليهودي) ورئيس الجامعة العبرية في القدس جودا ماغنس وكبير حاخامات نيويورك إيمانو إيل، وغيرهم.
الكتاب مهم لأنه يحوي معلومات ربما تنشر للمرة الأولى عن بدايات تأسيس هذا الصرح الأكاديمي الراقي، الذي تخرج فيه عدد من القادة الثوريين الفلسطينيين ومنهم الراحل جورج حبش. هذا بالإضافة إلى شخصيات سياسية واقتصادية من مختلف بقاع العالم، حيث يورد في نهاية الكتاب قائمة بأسماء بعض هؤلاء الخريجين والخريجات ومنهم قاسم بوعلاي الذي كان وزير خارجية البحرين، وعبد الله بوحبيب اللبناني الذي عمل في البنك الدولي، ورئيس الوزراء اللبناني الحالي نجيب ميقاتي، ومحمد الصفدي، والأفغاني محمد ياسين وزير الزراعة والإصلاح الزراعي وعلي أكبر صالحي المولود في كربلاء وكان ممثل إيران في الوكالة الدولية للطاقة وأضحى الآن وزير خارجيتها، وناصر أمين سعيدي وزير مالية إمارة دبي وعلي النعيمي والسوري روبرت جبجيان صاحب مشفى العيون وغيرهم الكثير. مع كل ما قيل، تبقى الجامعة الأميركية في بيروت صرحا أكاديميا مهما يتطلع إلى الدراسة فيها من أولويات المتفوقين في بلادنا غير الراغبين في التغرب...

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد