صحافة دولية » أخبار ومقالات من صحف ومجلات ومواقع أجنبية

- صحيفة 'واشنطن بوست'
المعارضة اللبنانية تسعى للإطاحة بحكومة حزب الله

قالت صحيفة 'واشنطن بوست' إن فرص المعارضة اللبنانية للإطاحة بالحكومة التي يقودها حزب الله تزايدت بشكل كبير بعد اغتيال العميد وسام الحسن الذي كان ينظر إليه على أنه من ألد أعداء النظام السوري الداعم للقوى التي تسيطر على مقاليد الحكم في لبنان. وأضافت إن قادة تحالف (14 آذار) المعارضة تتهم الحكومة السورية بالمسؤولية عن التفجير الذي أسفر عن مقتل العميد وسام الحسن، رئيس قسم المعلومات في قوى الأمن الداخلي، لدوره في تقليص نفوذ الأسد وإفشال مؤامراته لاغتيال شخصيات معارضة للأسد. وتابعت إن اغتيال الحسن أعطى المعارضة زخم أكبر في جهودها للإطاحة بالحكومة، حيث دعا التحالف المواطنين لجعل اليوم الأحد 'يوم الغضب' ضد نظام بشار الجزار والنظام الأسود الذي يحكم سوريا، مشيرة إلى أنه رغم أن اللوم يلقي على سوريا فإن المعارضة تركز جهودها على حليفه في لبنان حزب الله الذي يهيمن على البلاد. وأوضحت إن عملية الاغتيال زادت التوترات في البلد وأثارت المخاوف من انتقال شرارة الأزمة في سوريا للبنان، وقد أحيا الاغتيال الأحقاد الدفينة من الاضطرابات التي شهدتها البلاد خلال السنوات الماضية، حينما اجتاح مقاتلي الحزب شوارع المنطقة التي تقطنها أغلبية سنية في بيروت الغربية عام 2008، وواجهت القوات السنية التي انشائها حديثا سعد الحريري، وأكد دور الحزب ككيان أقوى في البلاد من السلطة العسكرية والسياسية. وشددت على أن السنة لم ينسوا استخدام الحزب لأسلحة ضد المواطنين محظور امتلاكها وفقا اتفاقية الطائف عام 1990 التي أنهت 15 عاما من الحرب الأهلية، كما لم تنسى احتلالها للمناطق التي كانت تعتبر تقليديا من المناطق السنية.

وفي اليوم التالي وفي تقرير آخر تحت عنوان ' الغضب السني يشتعل في جنازة قائد الجهاز الأمني اللبناني' أشارت الصحيفة إلى احتمال تحول الأزمة إلى أعمال عنف والذي كان واضحا من خلال المشاعر التي أعرب عنها بعض السنة الذين حضروا التظاهرة. وفي المقال ركزت الصحيفة على الطابع المذهبي للأزمة حيث نقلت عن خالد هوا 19( عاما)، قوله في رده على سبب مجيئه من طرابلس لحضور هذا الحدث 'لأن الشيعة كلاب'، مضيفا 'ستندلع الحرب في كل لبنان، إن شاء الله، لأننا لا نستطيع أن نعيش على هذا المنوال بعد الآن'. كما نقلت عن فيصل ابو عزام (25 عاما) الذي جاء من مدينة صيدا بجنوب لبنان والذي تعهد بشل البلاد عبر سد الطرق الرئيسية وحرق الإطارات 'يجب أن يعيش السنة فقط في هذا البلد. لا ينبغي للشيعة أن يكونوا هنا'. فيما قال أحد أصدقائه، الذي عرف نفسه باسم أبو لهب 'إذا مر أي شيعي من هنا، فإننا سنقتله' وأضاف بفخر 'لقد خلقت لقتل الشيعة'. واشارت البوست في نهاية التقرير إلى الدعوات التي أطلقها بعض رجال الدين السنة للمتظاهرين لاسترداد الدور السني قائلين 'دافعوا عن وجودكم دافعوا عن حقكم في البلد، تحركوا'.


- 'معهد دراسات السياسة'
حزب الله ومرحلة ما بعد الأسد/ 'الجزيرة'
  
يرى الباحث جورجيو كافيرو أن حزب الله اللبناني رغم أنه حليف قوي للرئيس السوري بشار الأسد، فإن هناك إشارات إلى أنه اتخذ خطوات استعدادا لمستقبله بمرحلة ما بعد الأسد حيث خسر الحزب تعاطف الكثير من السوريين والعرب. ويقول كافيرو بمقالة نشرها 'معهد دراسات السياسة' الأميركي إنه عندما بدأ الربيع العربي عبرت قيادة حزب الله عن دعمها وتضامنها مع الحركات الثورية بكل من تونس ومصرو ليبيا واليمن والبحرين, ولكن هذا الدعم لم ينسحب على المطالبة بالإصلاحات السياسية بالجارة سوريا, لافتا إلى أنه يمكن فهم ازدواجية المعايير على ضوء العلاقات الوطيدة بين دمشق وحزب الله بسبب ما يقدمه نظام الأسد الحليف الإستراتيجي الحيوي للحزب من دعم لوجستي واقتصادي وعسكري، ولذلك فإن احتمالات تغيير النظام في سوريا تشكل نذر خطر وقلق للحزب. ويستطرد الكاتب بقوله إن بعضا من خصوم حزب الله أكدوا بنبرة اغتباط أن الصحوة العربية ستضع نهاية لهذه المنظمة الشيعية، مستدركا أن تلك الأصوات تنتقص من قوة حزب الله الموجود داخل طائفة كبيرة في لبنان وذلك بسبب توفيره للخدمات الاجتماعية لطائفته وتشكيله قوة في مواجهة إسرائيل والولايات المتحدة. ويؤكد أن حزب الله لن يختفي بسقوط نظام الأسد، فإذا ما أطيح بالنظام البعثي بدمشق فسيضطر الحزب للعمل في بيئة أكثر صعوبة على الصعيدين الداخلي والإقليمي, ومع ذلك فإن النظام الذي سيخلف نظام الأسد ربما سيحتفظ بعلاقات تعاون مع حزب الله لمواجهة إسرائيل. وفي هذا السياق يستشهد الكاتب إلى بما كتبته رندا سليم الباحثة بمعهد الشرق الأوسط وملخصه 'بغض النظر عن طبيعة النظام السوري القادم وفي غياب اتفاقية سلام بين سوريا وإسرائيل فإن على النظام السوري الجديد الاعتماد على ترسانة حزب الله العسكرية كأحد عناصر إستراتيجية الردع الخاصة به'. ويستعرض كافيرو محطات أساسية في تاريخ لبنان المعاصر بشأن امتداد الطائفية بهذا البلد ذي العلاقات والتحالفات المعقدة، لافتا إلى قلق حول احتمال عودة لبنان إلى الحرب الأهلية في حال استمرار ازدياد انتشار تأثير الخلافات الطائفية من سوريا إلى لبنان. ويقول بأن اللبنانيين ينقسمون بشدة في مواقفهم من سوريا بناء على الخطوط الطائفية, فقد أظهر استطلاع للرأي أجراه معهد بيو في أبريل/ نيسان ومايو/ أيار من العام الحالي أن 80% من اللبنانيين السنة يؤيدون تنحي الأسد, بينما توجد لدى 92% منهم نظرة سيئة للرئيس السوري، وقد تزايدت حالة التوتر وعدم الثقة بين معسكري تحالف 14 آذار اللبناني بزعامة السنة وبين معسكر 8 آذار الموالي للأسد بزعامة حزب الله.

ويشير إلى أنه مع توالي تدفق اللاجئين السوريين فقد تظهر تداعيات غير محمودة على التوازن الطائفي الحساس للبنان والذي قد يتغير لصالح السنة كون غالبة اللاجئين السوريين للبنان من السنة، كما تسببت الخلافات اللبنانية حول نظام الأسد باشتباكات بين المجموعات العلوية وبين المجموعات السنية بكل من طرابلس وبيروت فضلا عن حدوث عدد من الاختطافات من منطلق الرد بالمثل مؤخرا كرد فعل لما يجري بسوريا مما يذكر بالاختطافات التي حصلت خلال الحرب الأهلية بلبنان. ومع ذلك ورغم أن الأزمة السورية قد حركت بعض الدوائر السلفية المعينة ضد المنظمة الشيعية المسلحة، فإن حزب الله يبقى أكثر المجموعات تسليحا في لبنان مما يبعد احتمال مواجهته عسكريا من قبل خصومه، وفق الكاتب. يقول الكاتب إن سوريا توفر طريق إمدادات إيرانية لحزب الله وعمقا إستراتيجيا له بمواجهة إسرائيل، وهذه المصالح ستبقى حيوية لحزب الله بحقبة ما بعد الأسد، فرغم الدعم القوي من حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله للأسد، فإن نصر الله يطلب من النظام السوري تنفيذ إصلاحات علاوة على دعمه للقيام باتصالات مع عناصر معينة من المعارضة السورية، وهو مؤشر على أن حزب الله يسعى لإقامة علاقات جيدة مع أي حكومة يمكن أن تخلف حكومة الأسد. وينقل كافيرو عن الأستاذ بالعلاقات الدولية بجامعة بوسطن أغسطس نورتون قوله 'تبين أن الشخصيات المرموقة بحزب الله قد أخطأوا بحساباتهم السياسية، وربما لا يرغبون في الغرق مع سفينة بشار الغارقة' وذلك بناء على حسابات داخلية للحزب 'حيث أنه يفكر في كيفية استمرار الحفاظ على علاقاته المتميزة مع سوريا خاصة في حالة الإطاحة بالنظام الحالي، صحيح أن نصر الله قدم دعما قويا للنظام السوري، ولكن تعليقات موثقة كثيرا ما وضعت النقاط على الحروف على فترات طويلة من الصمت المدروس'. يذهب كافيرو إلى أن لحزب الله باعا طويلا من الشعبية بين سكان الشرق الأوسط تعاطفا مع تاريخ الطائفة الشيعية التي اضطهدت تاريخيا وكذلك بسبب برنامج الحزب في المقاومة ضد إسرائيل، لكن من المفارقات 'أن يجد الحزب نفسه حاليا يدافع عن حكم نظام أقلية في دمشق مارس أقسى أنواع القهر ولجأ إلى استخدام وحشي للقوة للقضاء على حركة ثورية'. ويخلص الكاتب إلى أنه نتيجة لذلك فقد خسر حزب الله تعاطف الكثير من السوريين والعرب، ولذلك ومن منطلق سياسة استخدام القوة العنيفة الصلبة، فإن الحزب سيخسر جراء الإطاحة بالأسد، ولكن قدرة الحزب على تشكيل علاقات تعاون مع النظام الجديد يمكن أن تقلل كثيرا من هذا الضرر. ويرى كافيرو أنه بغض النظر عما سيؤول إليه الحال في سوريا، وإلى حين عقد اتفاقية سلام شامل بين لبنان وإسرائيل وطالما أن محنة اللاجئين الفلسطينيين لم تحل، فسيبقى حزب الله لاعبا ذا نفوذ سياسي واجتماعي في لبنان، فشرعيته تنبع من قدرته على ردع غزو إسرائيل لجنوب لبنان.


- صحيفة 'جيروزاليم بوست'
حزب الله في الاتحاد الأوروبي

... حزب الله ليس مجرد قوة رئيسية في لبنان ولكنه عميل قوي أيديولوجيا / دينيا يقوم من بين مهام أخرى، بدور رئيسي في إحكام قبضة الأسد على السلطة واستخدام الإرهاب ضد الشعب السوري. لكن حزب الله لا يزال يعتبر حركة اجتماعية في مقر الاتحاد الأوروبي، وجزءا من هيكلة لبنان المدنية والسياسية المشروعة، وليس مصدرا للإرهاب المدعوم من إيران الذي هو عليه. لا تزال أوروبا ولسبب غير مفهوم ترفض السجل الدموي الاستثنائي لحزب الله وجرائمه الحربية الجارية. وفيما تجرم أوروبا الأنظمة الشرق أوسطية المارقة - إيران وسوريا – فإنها في الوقت نفسه تغض الطرف عن تصرفات عمليهما، حزب الله. على أقل تقدير يبدو ذلك تناقضا وتقويضا للنوايا الحسنة.

والأمور تصبح اغرب. ففيما تحظر أوروبا التعاملات التجارية مع إيران وتعاقب أفراد القيادة السورية العليا، إلا أنها تتيح لحزب الله جمع الأموال بكل جرأة داخل الاتحاد الأوروبي نفسه سيما في ألمانيا. إن مبعوثي الحزب يزورون داعميهم في أوروبا (والخلايا النائمة أيضا في كثير من الأحيان) ويلتمسون الحصول على المساهمات علنا هناك. والغطاء المستخدم - تمشيا مع التصور الرسمي لمنظمة الاتحاد الأوروبي - هو أن تلك الأموال مخصصة لمشاريع الرعاية الاجتماعية والتعليمية في لبنان. ومع ذلك، تُجمع المنظمات الاستخباراتية في جميع أنحاء العالم أن المال الأوروبي يساعد على سد النقص في تمويل وتنفيذ العمليات الإرهابية.

ولم تقلل الأدلة المتزايدة والملموسة حول تواطؤ حزب الله في القتل الجماعي للمدنيين السوريين من عزوف الاتحاد الأوروبي عن ضم المجموعة إلى قائمة المنظمات الإرهابية. لقد حثت إسرائيل الاتحاد الأوروبي في كثير من المواقف على تصنيف حزب الله في قائمة المنظمات الإرهابية، لكن دون أن تلقى آذانا صاغية. يبدو أن أوروبا مصرة على رؤية الواجهة الخيرية لحزب الله فقط، على الرغم من واجهات الاحتيال التي هي جزء لا يتجزأ من طريقة عمل الجماعات الإرهابية، وهذه حقيقة يجب ألا تفاجئ أو تغيب عن نظر واضعي السياسات في أوروبا.


- صحيفة 'كريستيان ساينس مونيتور'
صحيفة أميركية تشكك في هدنة سورية/ 'الجزيرة'
  
ذكرت صحيفة 'كريستيان ساينس مونيتور' أن مبعوث الأمم المتحدة لسوريا الأخضر الإبراهيمي، الذي قام بمثل هذه المهمة الكبيرة كمبعوث أممي للعراق وأفغانستان، كان يحاول استمالة الأطراف المتنازعة في سوريا لوقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أيام بمناسبة عيد الأضحى. وقالت الصحيفة إن الأمر ينطبق أيضا على إيران التي تدعم نظام بشار الأسد وتركيا التي تدعم الثوار، وتساءلت هل ستكون هناك هدنة؟ وشككت الصحيفة في إمكانية التوصل لوقف لإطلاق النار حيث إنه كانت هناك وعود سابقة بذلك وتم تجاهلها تماما. وليس هناك سبب معين للتفكير بأن هذه المحاولة ستكون مختلفة عن غيرها. وعلى الرغم من أن بلدانا مثل إيران وتركيا وغيرهما تدعم فصائل الحرب الأهلية السورية، فإن هذا لا يعطيها سيطرة كبيرة على تصرفاتها. وغالبا ما يُتصور بحماقة أن أي 'متمرد' أو حكومة مدفوع لها هي حكومة أو متمرد يمكن شراؤه. فهي تحافظ على مصالحها الخاصة.

وأشارت الصحيفة إلى أنه ربما يكون هناك توقف وجيز للحرب الوحشية في سوريا. ويبدو أن الإبراهيمي يقول للصحفيين إنه يأمل أن هدنة مؤقتة قرب عطلة العيد ستشكل الأساس لتسوية تفاوضية للحرب. وإذا كان يعتقد حقا أنه سيصاب بإحباط شديد فهذا ببساطة لأنه لا توجد أسس لتسوية تفاوضية في هذه المرحلة. والثوار لن يقبلوا بقاء هيمنة النظام العلوي البعثي للأسد ولا الدول الراعية في الخليج المؤيدة للعناصر الإسلامية السنية للثوار المسلحين جيدا. وختمت الصحيفة بأن الحرب الأهلية السورية ستحل من تلقاء نفسها يوما ما. لكن في الوقت الحالي فإن فرص أن يكون هذا الأمر بشروط مقبولة للطرفين فهذا أمر غير مرجح بدرجة كبيرة.


- صحيفة 'الغارديان'
 كارثة دبلوماسية / 'بي بي سي

نشرت صحيفة 'الغارديان' مقالا لبيتر هين، عضو مجلس العموم العمالي، الذي خدم مرتين في حكومة حزب العمال وزيرا لشؤون الشرق الأوسط.  وتحت عنوان 'كارثة دبلوماسية' يكتب هين أن المخرج الوحيد من الأزمة السورية هو التوصل لتسوية سياسية بالتشاور مع روسيا وإيران. يقول الوزير العمالي السابق أن الركون إلى الحل السياسي يجب أن يعطى أولوية. 'على بريطانيا وفرنسا وأمريكا وحلفائهم تركيا وقطر والسعودية ادراك انه لن يكسب أي جانب الحرب الأهلية في سوريا، ولا الدعوة التركية للتدخل العسكري الغربي لوقف الكارثة الإنسانية ستحل الأزمة'. وبرأي هين إن المطالب الغربية بتغيير النظام لن تفلح، لأن الأمر في سوريا ليس صراعا بين النظام والشعب كله. ويشرح هين تركيبة البلاد وقلق حتى أقليات كالمسيحيين وغيرهم مما يجري. ويضيف أن الصين وروسيا وحلفائهما لن ينخدعا مرة أخرى بتغيير نظام لم يقروه كما حدث في ليبيا.

ثم يشير أيضا إلى أن الصراع في سوريا أصبح حربا بالوكالة فيما يبدو بين شيعة وسنة، وابعد من ذلك صراعا بين السعودية وإيران. ويعود بيتر هين إلى اقتراح التسوية السياسية التي تضمن عدم انزلاق البلاد الى وضع مثل ليبيا، ولا حتى العراق. ويخلص بيتر هين إلى أن 'السياسة الأمريكية-البريطانية الحالية على طريق فشل رهيب، وبدون تغيير جذري فان الإدانة والانتقاد لا يعدو كونه كلام أجوف أو نفاق أو الاثنين معا'.


- 'كريستيان ساينس مونيتور'
أتراك يتهمون واشنطن بتأزيم الوضع في سوريا/ 'الجزيرة'
  
ذكرت صحيفة 'كريستيان ساينس مونيتور' أن أجواءً من القلق تسيطر على بعض الأتراك في مدينة أنطاكية على الحدود السورية، وإلى أنهم يعتقدون أن الولايات المتحدة تقف وراء تفاقم الأزمة في سوريا، وأن بلادهم تنفذ خططا أميركية لتأجيج الصراع بالمنطقة. ونسبت الصحيفة إلى التاجر التركي أحمد ساري حديثه وهو يجلس في مقهى فارغ في أنطاكية التركية، قائلا إن ما يحدث في سوريا ما هو سوى مشروع أميركي كبير من أجل إعادة تشكيل حدود الشرق الأوسط. وأضاف ساري أن الولايات المتحدة وحلفاءها غير مهتمين بجلب الديمقراطية إلى الشعب السوري، داعيا إلى الاعتبار مما حدث في العراق، وموضحا أن الدول التي وصفها بأنها استعمارية لا يهمها سوى السعي للحصول على النفط والمصادر المعدنية. وقالت ساينس مونيتور إن أجواء من مشاعر الاستياء ضد الولايات المتحدة تسود بين أوساط الناس في مدينة أنطاكية التركية المحاذية للحدود السورية، وذلك منذ اندلاع الصراع في سوريا قبل نحو 19 شهرا. وأوضحت أن أنطاكية تنوء في ظل اعتلال قطاعي التجارة والسياحة فيها، وكذلك بسبب استمرار تدفق اللاجئين السوريين والمقاتلين التابعين للثورة الشعبية السورية الساعية لإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد.  وأضافت أن السكان المحليين في أنطاكية يلقون باللوم على الحكومة التركية التي يصفونها بأنها أقحمتهم في الصراع الدائر في سوريا، وذلك من خلال دعم أنقرة للمعارضة في سوريا واصطفاف تركيا مع حلفاء المعارضة السورية من الغربيين. وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومة التركية الحالية تفاخرت لسنوات بسياستها الخارجية، وأنها ما فتئت تتغني بكون علاقاتها مع دول الجوار تتسم بأنها خالية تماما من المشاكل، إلا أن الحرب الأهلية التي تعصف بسوريا باتت تلقي بظلالها على الدبلوماسية التركية، وأن علاقات تركيا قد تعكرت مع كل من النظام السوري وحليفته إيران. وقالت ساينس مونيتور إن ما تشهده المنطقة يعود بجذوره إلى تطلع إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش نحو شرق أوسط جديد، وهو المشروع الذي صرحت به وزيرة الخارجية الأميركية حينذاك كونداليزا رايس، وذلك عندما أشارت في مؤتمر صحفي في تل أبيب في 2006 إلى ما وصفته بمخاض ولادة شرق أوسط جديد. ونسبت الصحيفة إلى النائب في البرلمان التركي رفيق إيرلماز من حزب الشعب الجمهوري المعارض قوله إن القوى الغربية تحاول إثارة صراع طائفي بين السنة والشيعة، وذلك حتى تصبح البلدان في المنطقة مجزأة وضعيفة، موضحة أن سوريا في غالبيتها سنية، ولكن الأسد علوي شيعي، وكذلك معظم حكومته. وقال النائب التركي المعارض إن الولايات المتحدة وإسرائيل تسعيان لإضعاف إيران ولتعزيز موقفهما في الشرق الأوسط، مضيفا أن واشنطن وتل أبيب تريدان أن تستبدلا بالنظام السوري الحالي نظاما آخر يمكن الاعتماد عليه.


- 'واشنطن بوست'
كثير من قادة العالم غير مستعدين للتعامل مع رومني

رصدت الصحيفة ترقب العالم للفائز من انتخابات الرئاسة الأمريكية وعدم استعداد الكثيرين للتعامل مع إدارة أمريكية يترأسها ميت رومنى. وقالت إنه فى الوقت الذى يستعد فيه الرئيس الديمقراطى باراك أوباما ومنافسه الجمهورى ميت رومنى لمناظرتهما الثالثة والأخيرة حول السياسة الخارجية والتى ستجرى مساء اليوم، ومع ما تظهره استطلاعات الرأى من أن رومنى أمامه فرصة حقيقية للفوز خلال أسبوعين، فإن الكثير من المراقبين في الخارج يقولون: 'انتظروا.. ماذا تقولون؟'. من أوروبا إلى الصين والشرق الأوسط، كانت التصورات مستندة إلى المؤشرات بعدم وجود منافسة ساخنة بين الرجلين، وأن أوباما يظل يحظى بشعبية كبيرة في الخارج. وهناك مؤشرات على أن الكثير من قادة العالم غير مستعدين للتعامل مع رئاسة رومنى. وتتابع الصحيفة قائلة، إنه في أوروبا الغربية، قليلون فقط من يتصورون رومنى رئيسا. وفى الصين ركز المسئولون على مؤامرات انتقال قيادتها الوشيكة، وإن كان الكثيرون يشعرون بالقلق من أن كلا المرشحين الأمريكيين كانا 'يضربان' بكين بدلا من أن يراجع أحدهما الآخر، وفى الشرق الأوسط، فإن الفوضى السياسية أبقت الكثير من النشطاء والمسئولين بعيدين عن التفكير في الانتخابات نهائيا. وتوضح الصحيفة أن قادة أوروبا لديهم سبب وجيه لتجنب القضية، فمن المرتفعات الاسكتلندية وحتى إيطاليا، فإن أوباما سيفوز بكل تأكيد، وأحد استطلاعات الرأي الذي أجرى الشهر الماضي وجد أن 75% من الأوروبيين يؤيدون أوباما مقابل 8% فقط لرومنى. وحتى القادة المحافظين ناوروا بأنفسهم حتى يبدون أقرب للرئيس الأمريكي، معتقدين أن ذلك يمكن أن يعززهم انتخابيا على الرغم من أن الحماس الشعبي لأوباما قد تضاءل بعد الموجة العامة في عام 2008.

فبعد ثلاث سنوات من الأزمة الاقتصادية لمنطقة اليورو التي هددت بالانتقال إلى الولايات المتحدة، فإن الكثير من القادة الأوروبيين بنوا تحالفات مع إدارة أوباما، ويخشون أن تعود إلى نقطة الصفر فى ظل إدارة رومنى، حسبما يقول المحللون. وكان رومنى قد أشار إلى أوروبيين كرموز للدولة الاشتراكية ذات الحكومة الكبيرة التي يقول إن أوباما يريد بناءها. أما عن الصين، فيبدو أن شعبها أصبح أكثر اهتماما بكثير بانتخابات الرئاسة الأمريكية هذا العام، مقارنة بما كان عليه عام 2008. فاستخدام الإنترنت قد زاد منذ هذا الوقت، والإعلام غير الحكومي أصبح واضحا، وكانت هناك تقارير عن استثمارات رومنى في البلاد، إلى جانب السحر بالعملية الديمقراطية. لكن مع استعداد الصين لانتقال السلطة فيها، والذي سيحدث بعد أيام قليلة من الانتخابات الأمريكية، فإن أغلب طاقة مسؤولى بكين موجهة نحو مستقبل الصين أكثر من احتمالات فوز رومنى. لكن هناك شعوب في الشرق الأوسط تريد فوز رومنى، كما أن دول أوروبا الشرقية طالما كانت تنظر إلى الجمهوريين باعتبارهم أكثر تعاطفا لكفاحهم ضد روسيا. وكان رئيس بولندا ليش واليسا قد أثنى على رومنى في الصيف الماضي. وكذلك في إسرائيل التي أصبح ينظر فيها لسياسات أوباما في المنطقة بتشكك، حيث أصبح الكثير من سكانها يريدون فوز رومنى. وفى دول الشرق الأوسط الأخرى، فإن كثيرا من الدول مهتمة بالمشكلات الاقتصادية والتحولات الديمقراطية في أعقاب الربيع العربي، وهناك اعتقاد واسع وراسخ فى الشرق الأوسط بأنه أيا كان الرئيس الذي يحكم أمريكا، فإن السياسة الخارجية لواشنطن لا تتغير.


- صحيفة 'نيويورك تايمز'
غضب يهودي من دعوة قادة مسيحيون في أمريكا إعادة النظر في المساعدات الخاصة بإسرائيل.. ويعتبرون خطاب القساوسة علامة على معاداة السامية

ذكرت صحيفة 'نيويورك تايمز' أن الخطاب الذي وقعه 15 من قادة مختلف الكنائس في الولايات المتحدة والذي يحث الكونجرس على إعادة النظر في تقديم المساعدات الخاصة بإسرائيل بسبب ارتكابها انتهاكات حقوقية بحق الفلسطينيين، أثار غضب الجماعات اليهودية في أمريكا. وأوضحت الصحيفة أن القادة المسيحيين أبدوا عزمهم تسليط الضوء على الأزمة الفلسطينية والتجميد الذي تعانيه محادثات السلام، في الوقت الذي تتركز فيه اهتمامات السياسة الخاصة بالشرق الأوسط على الصراع في سوريا وثورات الربيع العربي والتهديد النووي الإيراني. ونقلت الصحيفة عن أحد القساوسة المعنيين بالأمر: 'نطالب الكونجرس بمعاملة إسرائيل كأي دولة أخرى كي نتأكد من أن مساعداتنا العسكرية تتجه إلى دولة تحترم القيم الأمريكية وحقوق الإنسان'.

واعتبر قادة الجماعات اليهودية، الخطاب، بأنه خيانة كبيرة وأعلنوا انسحابهم من اجتماع الحوار اليهودي المسيحي، المقرر عقده الاثنين. وفى بيان لهم، وصف قادة اليهود في أمريكا خطاب القادة المسيحيين بأنه خطوة تبعد عن الهدف المنشود ولافتة على معاداة السامية. وقال إيثان فلسون، نائب رئيس المجلس اليهودي للشئون العامة، أن الخطاب محزن للغاية، معلنا انسحابهم من اجتماعات الحوار.  وقالت نيويورك تايمز إن الجماعات اليهودية دعت الكنائس الأمريكية إلى إرسال كبار مسئوليها إلى لقاء قمة لبحث الوضع الراهن، وهو ما أشار قساوسة أنهم ينظرون فيها.


- مجلة 'الإيكونوميست'
الخليج يمول الجمعيات الخيرية السلفية التي تنافس الإخوان/ صحيفة 'اليوم السابع'

تناولت الصحيفة في عددها الأخير تجربة السلفيين في مصر واختلافها عن تجربة السلفيين في مناطق أخرى، تحدثت فيه عن أن الخليج يقدم أموالاً للوعاظ السلفيين تذهب على تمويل المواقع الإلكترونية وحوالي 20 قناة تليفزيونية، إلى جانب تمويل الجمعيات الخيرية التي تنافس الجمعيات الخاصة بالإخوان المسلمين.وفى تقريرها، قالت 'إن حزب النور قام بممارسة السياسة بفعالية وبفارغ الصبر، واستطاع أن يحصل على ربع المقاعد في الانتخابات البرلمانية الماضية، في حين أن السلفية في السعودية الممثلة في الوهابية تتجنب الحياة السياسية والديمقراطية. كما أن تنظيم القاعدة وحركة طالبان في أفغانستان وباكستان لها جذور سلفية أيضا'. وتشير الصحيفة إلى أن الذي يربط بين هؤلاء هو الاعتقاد أن الإسلام قد ضعف، ويجب على المسلمين العودة إلى ما كان عليه أسلافهم. وهناك من السلفيين من هم أكثر براغماتية ممن احتضنوا الربيع العربي باعتباره فرصة ذهبية لهم، وتجربة حزب النور السلفي نموذج على ذلك. فرغم أن الكثير من المصريين المثقفين صدموا من نجاح حزب النور الذي تأسس العام الماضي فقط، إلا أن هذا الحزب قام على الوعظ السلفي وبناء المساجد الذي يعود إلى قرن من الزمان، وطالما تمتع بشعبية بين الفقراء لآرائه الصارمة. وحظي الوعاظ السلفيون مؤخراً على دعم بزيادة في الأموال الخاصة القادمة من الخليج. هذا التمويل لا ينصب فقط على المواقع الإلكترونية وحوالي 20 قناة تليفزيونية، ولكن أيضا شبكة من الجمعيات الخيرية التي تنافس تلك الخاصة بالإخوان المسلمين. وتمضى الصحيفة قائلة 'إن التكيف مع السياسة لم يكن سهلا. فالأضواء العلنية قد ثبت أنها قاسية، وتحدثت الصحيفة عن فضيحة أنف البلكيمى وفتاة ونيس'. وأضافت أنه كان الأصعب من ذلك كله التوتر المتوقع بين الدعوة السلفية التي تمثل جذور حزب النور، وبين الحزب نفسه حول المطالب العملية من التكتيكات السياسية. وتناولت الصحيفة الأزمة السياسية الأخيرة والخلاف حول رئاسة عماد عبد الغفور والحزب، ووصفتها بأنها في إطار الخلاف بين الجناح السياسي الأكثر ديناميكية وقاعدته المستندة على المسجد. ورغم التوصل إلى حل للأزمة وبقاء عبد الغفور في منصبه، إلا أنها من المحتمل أن تظهر من جديد.


- 'الغارديان'
انتقاد للصمت على ممارسات الأسد ضد شعبه/ 'الجزيرة'

قال الكاتب البريطاني جوناثان فريدلاند إنه سرعان ما تثور موجة من الغضب عندما تقتل إسرائيل عددا من العرب، فلماذا يسكت العالم على الحملة الوحشية التي يشنها الرئيس السوري بشار الأسد وتستهدف الأطفال بالاعتقال والتجويع والتعذيب، بل وقتل عشرات الآلاف من السوريين؟ وأضاف الكاتب في مقال نشرته صحيفة 'الغارديان' أن الكل يعلم ما فعله ويفعله الأسد ضد مواطنيه بعدما خرجوا إلى الشوارع منادين بإسقاط نظامه قبل 19 شهرا، موضحا أن قوات الأسد ما فتئت تستهدف المدنيين السوريين في منازلهم. وأشار فريدلاند إلى أن قوات الأسد تواصل قصفها المدن والبلدات السورية بالطائرات المقاتلة والمدافع الثقيلة وراجمات الصواريخ، وأنها مستمرة باعتقال الأطفال وتجويعهم وتعذيبهم، وأنها قتلت من الشعب السوري ما يقرب من ثلاثين ألفا حتى الآن. وانتقد الكاتب استمرار صمت الأسرة الدولية إزاء ما يتعرض له الشعب السوري مما وصفها بالمذابح في حلب وحمص ودمشق وغيرها من المدن والبلدات السورية، معربا عن استغرابه لعدم وجود ضغط عالمي على أولئك الذين يقترفون هذه الجرائم البشعة بحق الشعب السوري بدءا من نظام الأسد نفسه. كما أعرب فريدلاند عن استهجانه لعدم خروج مظاهرات حاشدة أمام السفارة السورية في لندن احتجاجا على ما يجري للمدنيين السوريين داخل بلادهم وعلى أيدي نظامهم، مضيفا أن القصة السورية قلما تظهر على الصفحات الأمامية للصحف أو على شاشات التلفزة. وأضاف أن القصة السورية تغيب عن اهتمامات وسائل الإعلام حتى وهي تمثل مجزرة كالتي شهدتها مدينة داريا في آب الماضي، والتي راح ضحيتها أكثر من 400 شخص سوري. كما انتقد الكاتب حزب العمال البريطاني وقال إنه عقد مؤتمرات ناقشت العديد من القضايا المختلفة، ولكنه لم يفرد جلسة واحدة منفردة لمناقشة الأزمة السورية المتفاقمة. وأشار إلى الحرب الإسرائيلية على غزة قبل نحو أربع سنوات والتي أسفرت عن مقتل 1400 فلسطيني، وقال إن الحرب شغلت الصفحات الأولى من الصحف ومثلت العناوين الرئيسية للنشرات الإخبارية التلفزيونية طوال أكثر من شهر، في بريطانيا وفي شتى أنحاء العالم على حد سواء. واختتم الكاتب بالقول إن لحياة الأفراد نفس القيمة المتساوية في شتى أنحاء العالم، وذلك بغض النظر عمن يلقون حتفهم بالقتل أو من يقفون وراء عمليات القتل ذاتها.


- 'معهد واشنطن'
إيران تلقي بظلالها على مشاكل البحرين/ سايمون هندرسون

زادت حدة التوتر مرة أخرى في جزيرة مملكة البحرين في الخليج الفارسي، موطن الأسطول الأمريكي الخامس، بعد مقتل شرطي وتعرض آخر لإصابة خطيرة جراء انفجار قنبلة محلية الصنع أثناء مصادمات مع متظاهرين شيعة في قرية خارج العاصمة المنامة. وقد وقعت الخسائر الأخيرة في البحرين - التي تشهد اضطرابات منذ أوائل 2011 - بعد ثلاثة أيام فقط من استدعاء وزارة الخارجية البحرينية لأرفع دبلوماسي إيراني في الجزيرة للاحتجاج بشأن تدخل طهران في الشؤون الداخلية للبحرين. وقد قام البحرينيون على وجه التحديد - وبدون ذكر مجتمع الأغلبية الشيعية في البحرين بالإسم - باتهام إيران بالتحريض على الفتنة والطائفية 'من خلال الإعلام الجماهيري والروابط والاتصالات مع جماعات محددة داخل البحرين'. كما وُجهت إلى طهران اتهامات بأنها ادعت زيفاً بأن البحرين طلبت وساطة إيرانية للمساعدة في حل مشاكل الجزيرة.  إن الخسائر في الأرواح في صفوف قوات الأمن البحرينية تكون نادرة نسبياً على الرغم من المصادمات الليلية. كما تنشر الحكومة والمعارضة بانتظام مقاطع فيديو مروعة للمصادمات المتبادلة، التي يستخدم فيها مثيرو الشغب الحجارة وقنابل الغازولين ضد العربات المدرعة المملوكة للشرطة. وقد ارتفعت الإصابات والضحايا في صفوف المدنيين، بمن فيهم الأطفال والمسنين جراء الاستخدام واسع النطاق للغاز المسيل للدموع، حيث قُتل أكثر من ستين شخصاً منذ العام الماضي. وعلى الرغم من أن حصيلة القتلى صغيرة مقارنة بما يحدث في سوريا، إلا أن الأحداث في البحرين لها تأثير إقليمي كبير بسبب التوترات القديمة بين السنة والشيعة، المعززة بالتصور عن حقد إيران للأنظمة الملكية العربية في الخليج الفارسي. إن الاضطرابات في البحرين تمثل مصدر قلق خاص للمملكة العربية السعودية، لا سيما وأن مجتمع السنة فيها يشكل الأغلبية المحلية في الإقليم الشرقي الغني بالنفط، على بعد إثني عشر ميلاً فقط من البحرين، والطرف الآخر من المعبر المختصر الرابط بين البلدين. وفي اليوم ذاته الذي احتجت فيه البحرين لإيران، قابل وزير الداخلية السعودي الأمير أحمد بن عبد العزيز، الذي يسطع نجمه كعضو رئيسي للقيادة السعودية الطاعنة في السن، السفير الإيراني في الرياض ويرجح أنه أكد له المخاوف السعودية على غرار مخاوف البحرينيين. ويقوم الشيعة السعوديون بمظاهرات منتظمة ضد ما يسمونه بالتمييز الرسمي، كما وقعت مصادمات مسلحة في بعض الأحيان.

إن المعضلة أمام واشنطن تتمثل في كيفية الحد من التوترات في البحرين وتعزيز التقارب السياسي، مع الحفاظ في الوقت ذاته على مقر الأسطول الخامس، وهو جزء هام من الالتزام الأمريكي بضمان أمن صادرات الطاقة من الخليج وكذلك الضغط على إيران حول برنامجها النووي. يشار إلى أن الشيعة المعتدلين الذين انسحبوا من برلمان البحرين احتجاجاً على القمع الحكومي العام الماضي يدعمون بشكل عام التواجد الأمريكي لكن هناك مخاطر بأن يتغلب عليهم الشيعة الأكثر تطرفاً الذين يرغبون في غلق القاعدة الأمريكية. وفي الوقت نفسه ففي الأسبوع الثالث من تشرين الأول الحالي انتقد النواب السنة المتشددون السفير الأمريكي توماس كراجيسكي بسبب 'تدخله...في الشؤون الداخلية للبلاد' واتهموه 'بعقد لقاءات متكررة مع مثيري الشغب [الشيعة]'. وقد كان التقرير الخبر الرئيسي في صحيفة 'غلف ديلي نيوز' الصادرة في التاسع عشر من تشرين الأول، تحت عنوان 'تحذير المبعوث الأمريكي'، وهو مقال يشير إلى الموافقة الحكومية عليه. وعلى الرغم من تشكيل لجنة رسمية هدفها المساعدة على التئام الجراح السياسية الناجمة عن أزمة 2011 الأولية، إلا أن الوصول إلى تسوية مبكرة لمشاكل البحرين يبدو أمراً غير محتمل. فالحكومة والمعارضة منقسمان إلى معتدلين ومتشددين، حيث يشن كل طرف حملات علاقات عامة موسعة لتصوير نفسه على أنه منطقي وإلقاء اللوم على الطرف الآخر عن الجمود الحاصل [في العلاقات بين الطرفين]. ويكمن الخطر في أن وقوع حدث في الداخل أو في أي مكان آخر في المنطقة سوف يُصعد من التوترات إلى مستوى جديد، مما يعمل على تهميش المعتدلين بشكل متزايد. ينبغي على الولايات المتحدة أن تواصل العمل مع الدول الأخرى، بما فيها دول الخليج العربي المجاورة للبحرين وبريطانيا، القوة الاستعمارية السابقة، للتأكيد على الحاجة إلى أن تقدم الحكومة تنازلات وأن تخفض المعارضة من سقف مطالبها. وبالإضافة إلى ذلك فإن إضعاف قدرة إيران على التسبب في الإزعاج وتحقيق تقدم واضح في إحباط طموحات طهران النووية المشكوك فيها سوف يساعد على توضيح موقف الولايات المتحدة وعزيمتها.


- 'معهد واشنطن'
التصدي للتهديد الصاروخي الإيراني في الشرق الأوسط/ إيدي بوكس
 
في يوم الأحد 21 تشرين الأول سوف تبدأ في إسرائيل مناورات واسعة للدفاع الصاروخي تستمر أسبوعين وتشمل أفراداً من الجيشين الإسرائيلي والأمريكي. ولكن هناك أهمية أوسع نطاقاً لـ 'مناورات التحدي الصارم 2012' حيث إنها تبرز الجهود التي استثمرتها الولايات المتحدة في بناء قدرات الحلفاء في منطقة شرق البحر المتوسط والخليج الفارسي تصدياً للتهديد القذائفي والصاروخي الإيراني الهائل. ومن جانبهم فقد هدد قادة إيران مراراً بضرب قواعد أمريكية وشركاء التحالف في المنطقة بصواريخ في حال نشوب صراع. كما عبروا عن ثقتهم بأن صواريخهم يمكنها التغلب على الدفاعات الحالية. ومن ثم صرح قائد 'فيلق الحرس الثوري الإسلامي' الإيراني اللواء محمد جعفري في أيلول 2012، بأن الدفاعات الصاروخية الأمريكية في المنطقة 'يمكن أن تنجح فقط [بإطلاقها] بضعة صواريخ لكنها عندما تتعرض لقدر هائل من الصواريخ...[فإنها] لن تكون ذات فائدة.' ونتيجة لذلك ووفقاُ لقائد 'قوة القدس' التابعة لـ 'فيلق الحرس الثوري الإسلامي' قاسم سليماني فإن 'أعداء الثورة الإسلامية قد أصبحوا يائسين بائسين بسبب الطاقة والقدرة الصاروخية ... لـ &laqascii117o;فيلق الحرس الثوري الإسلامي".' صحيح أن الميزة المنسوبة إلى صواريخ أرض- أرض الإيرانية موجودة بالفعل، إلا ان مسألة عدم حصانة إسرائيل أمام هذا التهديد هو أقل من مثيله لدى حلفاء الولايات المتحدة الإقليميين الآخرين وذلك بفضل امتلاك إسرائيل لثلاث بطاريات صواريخ 'آرو' التي يمكن أن تدافع عن منطقة مكتظة نسبياً بالسكان ضد عشرات من صواريخ 'شهاب-3' التي يمكن أن تصل إلى هذه المنطقة. وعلاوة على ذلك فليس من الواضح إذا ما كان لدى طهران ما يكفي من منصات صواريخ عملياتية أو صوامع صواريخ لتنفيذ هذا القدر الكبير من عمليات الإطلاق المطلوبة للتغلب على الدفاعات الإسرائيلية. (أما تدخل &laqascii117o;حزب الله" في حرب مستقبلية مع ما لديه من عشرات الألوف من الصواريخ طويلة وقصيرة ومتوسطة المدى فسيكون مع ذلك سبباً في تغيير قواعد اللعبة.) لكن من الواضح أن الميزة العددية لدى إيران قد خلقت مشكلة في الخليج حيث تستطيع طهران إغراق الدفاعات الصاروخية الأمريكية وتلك التابعة لدول 'مجلس التعاون الخليجي' بمئات من صواريخ 'شهاب-1 و-2 و-3' وصواريخ 'فتح-110' و'الزلزال' الكامنة في مستودعاتها. وبالتالي، ونظراً لتقدير إيران الواثق من قدراتها الصاروخية فإن الخطر يكمن في أن إيران قد تبالغ في تقدير نفسها وتخطئ الحسابات حال نشوب أزمة، وما يترتب عن ذلك من تداعيات وخيمة على المنطقة.

دروس مستفادة من الدفاعات ضد الصواريخ /القذائف كما اقتُرح سابقاً فإن إحداث التوازن ضد الميزة العددية الصاروخية الإيرانية يستحث مزيجاً من التدابير الدفاعية والهجومية من خلال الاعتماد على الدروس المستفادة من الحروب الأخيرة. وبالتالي فإن خبرة 'صيد صواريخ سكود' في 'حرب الخليج' مع العراق عام 1991 قد أبرزت صعوبة معالجة التهديد الصاروخي الذي لم يتم القضاء عليه بنجاح من خلال العمليات الهجومية. (ووفقاَ لتقديرات ما بعد الحرب لم يتم تدمير حتى ولو صاروخ سكود واحد من قبل 'القوات الخاصة' أو بواسطة الهجمات الجوية الأمريكية، وبالتالي تم إطلاق واحد وأربعين صاروخاً ضد إسرائيل نفذت كلها تقريباً عبر دفاعاتها الصاروخية التي كانت آنذاك غير متطورة.) ومع ذلك ففي حربهم ضد &laqascii117o;حزب الله" في 2006 أظهر الإسرائيليون القدرة على القيام بعمليات هجومية لمواجهة القوى الصاروخية أو القذائفية. وفي أول ضربة استباقية ناجحة ضد معقل صاروخي كبير دمر سلاح الجو الإسرائيلي ما يزيد عن 90 بالمائة من صواريخ &laqascii117o;حزب الله" متوسطة وطويلة المدى من طراز 'فجر-3 و -5' وكذلك 'الزلزال' بالإضافة إلى منصات إطلاقها ومواقع التخزين في اليوم الأول من الحرب، مما أظهر أهمية ضرب القوى الصاروخية والقذائفية قبل أن يتم إطلاقها.

استراتيجية متكاملة للتصدي للتهديد الصاروخي/القذائفي تدعو العقيدة الدفاعية الصاروخية الأمريكية إلى القيام بعمليات هجومية ودفاعية نشطة. وتشمل الدفاعات الأمريكية النشطة أنظمة 'باتريوت PAC-2 و-3' ونظام 'الدفاع الجوي للارتفاعات الشاهقة' ونظام اعتراض الصواريخ 'SM-3'. وعموماً تحسنت الدفاعات الصاروخية الأمريكية وتلك التابعة لشركائها في الخليج بشكل مطرد في العقدين الماضيين. وثمة خليط من أنظمة 'باتريوت PAC-2' (التي تم استخدامها في الأساس ضد أهداف 'هوائية' مثل الطائرات وصواريخ كروز) وتنويعات 'PAC-3' الأمريكية (المصممة لمواجهة الصواريخ الباليستية) يُحيط بالمجالات الجوية التي تستخدمها القوات الأمريكية في المنطقة. ولدى الولايات المتحدة ما مجموعه ثماني بطاريات 'باتريوت PAC-2 أو -3' في أربع دول - وهي الكويت والبحرين والإمارات العربية المتحدة وقطر- إلى جانب طرادتين من طراز 'ايجيس' في شرق البحر المتوسط واثنتين إلى ثلاث في الخليج الفارسي يمكن دعمها ببطارية نظام 'الدفاع الجوي للارتفاعات الشاهقة' يتم نقلها من الولايات المتحدة.

وعلاوة على ذلك حاولت الولايات المتحدة تعزيز قدرات شركائها الإقليميين عبر سلسلة من الشراكات الثنائية. وتشمل المبادرات المرتبطة بمثل هذه الشراكات إجراء مناورات دفاع صاروخي كل عامين مع إسرائيل (المعروفة باسم 'التحدي الصارم') تهدف إلى تنسيق الدفاعات الصاروخية الأمريكية في شرق البحر المتوسط مع مثيلاتها لدى الدولة اليهودية. وبالمثل، يهدف 'مركز الدفاع الجوي والصاروخي المتكامل' المنشأ حديثاً في الإمارات العربية المتحدة إلى تدريب ضباط من المنطقة على الدفاع الجوي بهدف تعزيز القابلية في تبادل المعدّات او المكوّنات وتحسين تبادل المعلومات وبناء الثقة. والهدف الأكبر من أنشطة المركز هو بناء شراكات إقليمية وتعزيز التعاون في مجال الدفاع الصاروخي مع الولايات المتحدة. وأما عن قدرات الدفاع الصاروخية الحالية لدول 'مجلس التعاون الخليجي' فمعظمها تملك أنظمة دفاع صاروخية مثل الكويت والسعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة حيث إن لدى كل منها نظام 'باتريوت PAC-2'، كما طلبت الكويت والإمارات نظام 'باتريوت PAC-3' بينما طلبت الإمارات مؤخراً نظام 'الدفاع الجوي للارتفاعات الشاهقة' الذي هو أحدث نظام اعتراض أمريكي للصواريخ. وهذا الجهاز مخصص للكشف والتتبع الإقليمي لشبكات الرادار التي ستشمل قريباً نظام 'ريدر النقال للمراقبة والتحكم AN/TPY-2 من طراز X band' التابع للجيش والبحرية الأمريكية المعروف بقدرته العالية والموجه إلى قطر. (وقد تم بالفعل نشر أنظمة إضافية من نوع AN/TPY-2 في إسرائيل وتركيا.) وسيتم تنفيذ العمليات الهجومية في الخليج بطائرات هجوم أمريكية ومثيلاتها لدى الشركاء الإقليميين. وحالياً فإن لدى القوات الجوية الأمريكية في الخليج الفارسي اثنين من أقوى الأجنحة الاستطلاعية التي تم نشرها على الإطلاق مزودة بمقاتلات 'إف-22' و'قاذفات بي-1' و'إف-15 إي' و'إف-16'. ويُضاف إلى ذلك تشكيلان إلى ثلاثة لحاملات [طائرات] مجموعات الهجوم كل واحدة منها مزودة بأكثر من خمسين طائرة هجومية. وما تزال هناك مصادر أخرى تشمل طائرات 'إف-15' و'يوروفايترز' السعودية وطائرات 'إف-16بلوك 60' الهجومية التابعة لدولة الإمارات ومزودة بذخائر دقيقة مثل القنابل الموجهة بـ 'نظام تحديد المواقع العالمي ضمن ذخيرة الهجوم المباشر المشترك' وصواريخ كروز من طراز 'ستورم شادو'. ومنذ 2007 تستضيف الإمارات سلسة مناورات 'الصقر الحديدي' المكثفة التي تستغرق شهراً والتي دربت جيلاً كاملاً من طياري الأسلحة الجوية لدول 'مجلس التعاون الخليجي' من خلال تكتيكات مشتركة وتقنيات وإجراءات تمكنهم من الأداء بشكل أفضل مع القوات الأمريكية. وأخيراً ربما يتم زيادة عمليات الهجوم الجوي بتقويتها بنيران بعيدة المدى تقدمها 'أنظمة الصواريخ التكتيكية للجيش' الأمريكي وكذلك جيشا الإمارات والبحرين مما يعزز من مرونة واستجابية عمليات التحالف الهجومية.

الدلالات والتوصيات من خلال تبني استراتيجية دفاع صاروخية متكاملة توظف إجراءات دفاعية وهجومية على حد سواء، تستطيع الولايات المتحدة وشركاؤها الإقليميون الخلاص من قدر كبير من التهديد الذي تفرضه القوى الصاروخية والقذائفية الإيرانية. وبناء على ذلك فإن مناخ الترهيب والتخويف الذي حاولت إيران خلقه - عبر خطابها الخشن والمزعج وما يتولد عنه من احتمالية وقوع إيران في إساءة التقديرات - ينبغي مواجهته بتحذيرات واضحة بل وحازمة من قبل واشنطن تتمثل بأن لدى الولايات المتحدة وشركاءها الإقليميين الوسائل لمواجهة القوى الصاروخية والقذائفية الإيرانية وباستطاعتها إلحاق خسائر كبيرة بإيران لو وقعت في خطأ تنفيذ تهديداتها. وينبغي تعزيز هذه التحذيرات بالمزيد من العرض العلني المتكرر للقدرات الدفاعية والهجومية للولايات المتحدة وشركائها الإقليميين. ومن خلال اتخاذها خطوات كهذه سوف تعزز واشنطن [استراتيجية] الردع وتُطمئن الحلفاء بل وربما تُقنع طهران بأن أفضل سبيل للتعامل مع الولايات المتحدة هو التعاطي معها دبلوماسياً 10 أشخاص في حي مسيحي من دمشق.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد