- صحيفة 'ديلي ستار'
صواريخ حزب الله ستشكل اختبارا للقبة الحديدية/ نيكولاس بلانفورد
لقد أمطرت وسائل الإعلام الإسرائيلية نظام القبة الحديدية بعبارات الثناء، واصفة إياه بأنه 'مصدر فخر كبير' لإسرائيل ودعت إلى تكريم عمير بيرتس، وزير الدفاع الإسرائيلي السابق الذي عمل على تطوير نظام القبة الحديدية بعد حرب 2006 مع حزب الله. ومع ذلك، وفي حين أن نظام القبة الحديدية يمكن أن يكون قد تجاوز التوقعات في مواجهة العدد المحدود من الصواريخ غير المتطورة نسبيا التي تطلقها الجماعات الفلسطينية في غزة، فإنه من غير الواضح ما إذا كان ذلك النظام سيبلي بلاء حسنا عند التعامل مع وابل متزامن من الصواريخ التي يعتقد أنها موجودة حاليا لدى حزب الله. إن لدى إسرائيل في الوقت الحاضر خمس أنظمة قبة حديدية، وقد وضع النظام الخامس قيد الخدمة فقط خلال النزاع الأخير مع غزة في 17 تشرين الثاني. لكن توفير حماية وطنية شاملة لإسرائيل يتطلب 13 بطارية. وهذا يشكل تكلفة مالية ضخمة بالنظر إلى أن كل بطارية تكلف 50 مليون دولار، كما تقدر كلفة كل صاروخ اعتراضي ما بين 30،000 دولار إلى 100،000 دولار، وبمعدل إطلاق صاروخين اعتراضيين في وجه كل صاروخ معادي. مع ذلك، ومن ناحية أخرى، بالنظر إلى أن دافعي الضرائب الأميركيين يساعدون في دعم تكاليف القبة الحديدية، فإن كلفة النظام المفترضة ليست مسألة مقلقة إلى حد كبير بالنسبة للحكومة الإسرائيلية. سيكون على حزب الله أن يدقق عن كثب في قدرات القبة الحديدية خلال الصراع الأخير في غزة لإيجاد نقاط ضعف محتملة في هذا النظام ولاستحضار تكتيكات لخداع النظام.
إن صواريخ حزب الله الآن تتفوق في الحجم ومستوى التطور على ترسانته عام 2006، عندما كان أطول الصواريخ مدى ضمن تلك الموجودة بحوزته هو زلزال-2، الصاروخي الإيراني غير الموجه 610mm والذي يحمل رأسا حربيا بزنة 600-كيلوغرام بمدى يصل إلى 210 كلم. إن صاروخ زلزال-2 لم يطلق في حرب عام 2006، وإنما كان الصاروخ الأكبر الذي أطلق خلال تلك الحرب هو صاروخ B302السوري الصنع. لقد أفيد بأن حزب الله قد تلقى تدريبات على صواريخ سكود البالستية قصيرة المدى، وإن كانت هناك تقارير متضاربة بشأن ما إذا كان قد تم نقل أي منها إلى لبنان. وبغض النظر عن صواريخ السكود، يعتقد أن حزب الله قد حصل على صواريخ M600 الموجهة السورية الصنع المبنية على أساس صواريخ فتح A-110 الإيرانية. ويعتقد أن لدى صواريخ M600 رأس حربي بزنة 500 كيلوغرام، ومدى يصل إلى 240 كيلومتر وقدرة على الضرب على بعد 100 إلى 500 متر من الهدف.
لقد أقام الجيش السوري بشكل غير اعتادي تدريبات تلفزيونية في شهر كانون الأول من عام 2011 وشهر تموز من عام 2012 لإظهار القدرات الصاروخية السورية، بما في ذلك الصواريخ المضادة للسفن والطائرات وأنظمة ارض ارض . ويبدو أن الغرض من تلك التدريبات كان تحذير المجتمع الدولي من مخاطر القيام بتدخل عسكري أجنبي نيابة عن المعارضة السورية. لكن ما يحمل أهمية خاصة في سياق الحرب بين حزب الله وإسرائيل كان الكشف العلني الأول لصواريخ M600، الذي عرفه السوريون باسم 'تشرين'. وأيضا باسم 'ميسلون' وهو الإصدار السوري من زلزال 2-الإيراني.
إن الاختبار الأصعب لنظام القبة الحديدية سيأتي في حال نشوب حرب أخرى بين حزب الله وإسرائيل. كيف ستواجه القبة الحديدية آلاف الصواريخ التي سيطلقها حزب الله باتجاه إسرائيل، والتي ستتفاوت ربما، ما بين صواريخ سكود التي ستنطلق من مواقع مموهة على الحدود الشمالية للبنان مع سوريا، إلى صواريخ ال M600s (أو تشرين) التي ستطلق من حاويات شحن على ظهور شاحنات مدنية في وادي البقاع الأوسط، إلى وابل من صواريخ فجر 5 التي ستطلق شمالي نهر الليطاني، إلى صواريخ الكاتيوشا من طراز 107mm و mm 122 التي ستطلق من شمالي إسرائيل من مناطق يقوم فيها اليونيفيل بدوريات على الحدود الجنوبية؟
وعلاوة على ذلك، من المتوقع أن يقوم حزب الله في الصراع المقبل باستهداف أهداف عسكرية والبنية التحتية والصناعية الإسرائيلية، مما يلقي عبئا إضافيا على القبة الحديدية، التي ستكون مضطرة لاعتراض عدد أكبر من الصواريخ من السابق، عندما كانت أغلبية القذائف تسقط في مناطق مفتوحة. وحتى لو تمكنت القبة الحديدية من الحفاظ على معدل نجاحها ضد صواريخ حزب الله، إلا أنها تبقى حلا تكتيكيا لمشكلة إستراتيجية. تقليديا، كان عدد الخسائر البشرية ومقدار الأضرار المادية التي سببتها صواريخ حزب الله في السابق متدنيا وذلك جزئيا بسبب عدم دقة الأنظمة ولكن أيضا بفضل تدابير السلامة التي اتخذتها الحكومات الإسرائيلية لحماية المواطنين، مثل صفارات الإنذار والملاجئ العامة. بدلا من ذلك، إن التأثير الحقيقي للهجمات الصاروخية من لبنان أو غزة هو تعطيل الحياة الطبيعية والخسارات التجارية. أي شخص يعيش في إسرائيل في متناول صواريخ العدو، سواء الصادرة من غزة أو لبنان، لا يمكنه مواصلة حياته الطبيعية، بغض النظر عن معدل نجاح القبة الحديدية الذي يصل إلى 80 حتى 90 بالمئة. فعلى سبيل المثال، إذا أطلقت حماس 10000 صاروخ على المناطق المأهولة بالسكان واعترضت القبة الحديدية 90 في المئة منها فإنه لا يزال هناك 1000 صاروخ سيسقط على المنازل والشركات الإسرائيلية.
إذا كان حزب الله لديه صواريخ سكود فعلا، فإن كامل الأراضي الإسرائيلية في الحرب القادمة من المطلة وحتى إيلات ستكون تحت مرمى صواريخ حزب الله. لقد كتب الوف بن، رئيس تحرير صحيفة هآرتس الإسرائيلية حول نجاح القبة الحديدية يوم الأربعاء 'يجب على المرء ألا ينخدع بأن هذا الإنجاز سوف يستمر إلى الأبد. 'فالجانب الآخر أيضا يتعلم الدروس من المعركة واعتراض صواريخهم سيشجعهم على تطوير صواريخهم لخداع الرادار ... وحينئذ سيكون على تلك الأنظمة الدفاعية النامية أن تجد إجابات لهذه التحديات الجديدة وهكذا دواليك'.
- صحيفة 'جيروزاليم بوست'
إسبانيا: تحقيق بورغاس 'أساسي' لحظر حزب الله
قال وزير الدولة للشؤون الخارجية الاسبانية غونزالو دي بينيتو أن نتائج تحقيق بلغاريا في دور حزب الله المحتمل في تفجير تموز الانتحاري 'سيكون أساسيا' من اجل تصنيف الاتحاد الأوروبي المنظمة اللبنانية ككيان إرهابي. وفي مقابلة أجرتها معه صحيفة 'جيروزاليم بوست' قال دي بينيتو، حول حظر حزب الله 'نريد اتخاذ القرار مع البلدان الأوروبية ونحن ننتظر تقرير بلغاريا. لغة دي بينيتو تعكس تعليقات السفير الفرنسي لدى إسرائيل كريستوف بيغو الذي قال للصحيفة في وقت سابق هذا الشهر انه في ما يخص موقف الاتحاد الأوروبي من حزب الله، فإن ' نتيجة التحقيق في بلغاريا هي العنصر الرئيسي'. وأكد دي بينيتو أن اسبانيا تسعى للعمل 'ضمن الإطار الأوروبي' بشأن قرار حظر حزب الله. وقال دي بينيتو ردا على سؤال حول دور الجماعة الشيعية اللبنانية في قتل الأوروبيين ومساعدة نظام الأسد في قتل للسوريين المؤيدين للإصلاح، 'لدينا جميع المعلومات، وهي لن تؤدي بنا إلى اتخاذ قرار' مستقل عن العملية في صوفيا. وأكد دي بينيتو أن التقرير البلغاري 'سيكون أساسيا.' وردا على سؤال حول أوجه التشابه بين منظمة الوطن الباسكي الحر (ايتا أو أوسكادي تا أسكاتاسونا) وحزب الله، قال دي بينيتو أن الأهداف مختلفة ولكن معايير التأهل لكونهما جماعات إرهابية هي نفسها. وأضاف لقد كان هناك 'أعمال إرهابية في السابق من هذا الجانب [حزب الله]،' وكانت بدعم من هدف 'دولي'...
- صحيفة 'الغارديان'
أزمة غزة كشفت عن انكماش أدوار كثيرين/ 'الجزيرة'
تطرقت صحيفة 'الغارديان' إلى الهدنة التي أوقفت الحرب الإسرائيلية على غزة، وقالت إن الهدنة كشفت عن تضاؤل وانكماش كل من النفوذ السوري ونفوذ حزب الله اللبناني ونفوذ آخرين في قضايا المنطقة على حد سواء. وأوضحت أنه لا أحد يمكنه التنبؤ بمدى صلابة الهدنة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة، ولكن الصراع كشف بوضوح عن تغير كبير في المنطقة متمثل بتقلص نفوذ سوريا، العالقة في حرب أهلية دموية غير قابلة للانتهاء أو التوقف. وأضافت أنه إذا كان الرئيس المصري محمد مرسي يشعر بالفرح والمجد لكونه يقوم بدور الوسيط الذي لا غنى عنه بين حماس وإسرائيل، فإن نظيره السوري بشار الأسد يبدو وكأنه أصبح من الماضي. وأشارت الصحيفة إلى أن قوات الأسد قتلت من الشعب السوري أكثر مما قتله الإسرائيليون من الشعب الفلسطيني في غزة، موضحة أن 160 فلسطينيا فقط قضوا في الحرب الإسرائيلية على غزة، والتي استمرت لثمانية أيام، ولكن الأسد قتل من شعبه في هذه المدة القصيرة 817 شخصا وتسبب في إصابة وجرح الآلاف من السوريين. كما أشارت الصحيفة إلى حاخام إسرائيلي ظهر علنا وهو يحث الجنود الإسرائيليين على التعلم من قوات الأسد 'فن الذبح وكيفية سحق العدو'، مضيفة أن أزمة غزة لم تبعد أنظار العالم عن ما يجري في سوريا سوى لفترة قصيرة. وأوضحت أن سوريا كانت تصف نفسها بأنها 'قلب العروبة النابض' وأنها كانت عضوا بارزا في 'محور المقاومة'، وكانت حليفا لإيران وراعية لحماس وحزب الله اللبناني، ولكن حماس هجرت أخيرا مقرها في دمشق، في ظل عدم قدرتها على التنسيق بين مطالب الشعب الفلسطيني من أجل الحرية والقمع الوحشي للانتفاضة السورية. وقالت إن رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل أصبح ضيف شرف في مصر ولدى دولة قطر العدوتين اللدودتين للأسد، وإن حماس التي كان ينظر إليها كحركة إرهابية من جانب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وإسرائيل، صار لها الآن أصدقاء عرب محترمون ومؤثرون أكثر مما لدى الأسد. وأضافت أن الأسد لا يعتبر القائد العربي الوحيد الذي يعاني من التهميش في المنطقة، بل إن الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله يعاني أيضا من نفس المصير، وأنه كان يشجع حماس ولكنه لم يفعل شيئا لنجدتها، كما أنه لفت الانتباه إلى أن حزبه لم يطلق أي صاروخ تجاه إسرائيل منذ 2006. وأوضحت أن انخفاض مستوى شعبية نصر الله وتشوه سمعته يعودان لدعمه للأسد ضد الشعب السوري، مضيفة أن بعض المحللين يرون أن حزب الله ربما يحتفظ بدوره ليلعبه إذا شنت إسرائيل هجوما على إيران. وأضافت الصحيفة أيضا أن الحرب على غزة كشفت عن هامشية دور الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وقالت إن مشكلة عباس ليست جديدة ولكنها تفاقمت بعد ادعاء منافسته حماس الانتصار في الحرب، وأنه تبين أن لا جدوى منه، وأنه قريب من إسرائيل جدا، ولكنه لم يستطع الحصول منها على أي تنازلات. واختتمت الصحيفة بالقول إن الشرق الأوسط يشهد تحولات جديدة تشير إلى تضاؤل وانكماش أدوار كثيرة كانت سائدة، وتشير بنفس اللحظة إلى بدء ظهور نظام إقليمي جديد.
- صحيفة 'نيويورك تايمز'
الصراع في غزة اختبار لمواجهة إسرائيل مع إيران
قالت صحيفة 'نيويورك تايمز' إن الصراع في غزة يمثل بالنسبة لإسرائيل اختبارا للمواجهة مع إيران، ورأت الصحيفة، أن هذا الصراع الذي انتهى بوقف إطلاق النار بين حماس والدولة العبرية، يمثل الحلقة الأحدث فى مواجهة دورية، إلا أن هناك أجندة ثانية إستراتيجية تتكشف، حسبما يقول مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون، فقد كان هذا الصراع بمثابة تدريب على أى مواجهة مسلحة مستقبلية مع إيران، تشمل صواريخ مطورة يمكن أن تصل إلى القدس، ونظم دفاعات صاروخية لمواجهتها. فإيران بالتأكيد تتابع الصحيفة، وهى الشغل الشاغل لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، والرئيس الأمريكي باراك أوباما، ورغم خلافهما حول التكتيكات، إلا أن كليهما أوضح أن الوقت قصير يقاس على الأرجح بالشهور لحل المواجهة بشأن البرنامج النووي لإيران. وأحد مفاتيح لعبة الحرب الخاصة بهم هي شل قدرة إيران على نقل صواريخ متطورة إلى قطاع غزة أو لبنان، والتي يمكن إطلاقها من قبل وكلاء إيران وحماس وحزب الله والجهاد الإسلامي، خلال أي أزمة حول العقوبات، أو في حاله توجيه ضربة إسرائيلية ضد إيران. وتشير الصحيفة إلى أن السفير الإسرائيلي في واشنطن والمؤرخ العسكري مايكل أورين، يشبه نقل الصواريخ الإيرانية إلى غزة بأزمة الصواريخ الكوبية. ويقول في أزمة الصواريخ الكوبية، لم تواجه الولايات المتحدة كوبا، ولكن الاتحاد السوفيتى، ويضيف في عملية عمود الدفاع، لم تكن إسرائيل تواجه غزة بل إيران. غير أن نيويورك تايمز، تشير إلى أن هذا تشبيه غير دقيق، فما كان الاتحاد السوفيتي ينقله إلى كوبا قبل 50 عاما، كان ترسانة نووية، وفى غزة، فإن الصواريخ والأجزاء القادمة من إيران تقليدية، وكما علم الإسرائيليون، لا تزال تواجه مشكلة في دقتها.
- صحيفة 'واشنطن بوست'
حماس خرجت أقوى مما سبق/ 'الجزيرة'
قالت صحيفة 'واشنطن بوست' إن الهجمات الجوية الإسرائيلية على غزة دمرت مباني حكومية ومخازن للأسلحة وخلفت 161 قتيلا فلسطينيا، ومع ذلك خرجت قيادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من هذه الحرب أقوى من أي وقت مضى. وذكرت في تقرير لها من غزة أن حماس والمقاتلين المقنعين من المنظمات المسلحة الأخرى نظموا مهرجانات صاخبة احتفالا بالنصر أمس الخميس غداة سريان اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه مصر. وأشارت الصحيفة إلى أن المسيرات رفعت الأعلام واستمعت إلى خطب سياسية أشادت فيها مختلف المنظمات المسلحة بنصر المقاومة الفلسطينية وبما سمته المرحلة الجديدة للوحدة الفلسطينية. لكن الصحيفة قالت إن المهرجانات المنفردة لكل مجموعة مسلحة، بدلا من تنظيم مهرجان موحد، تثير أسئلة حول إمكانية استمرار وقف إطلاق النار. وأوضحت أن حماس اجتهدت كثيرا للسيطرة على 'مجموعات المقاومة المتطرفة الصغيرة الأخرى'، ولا يُعرف بعد ما إذا كانت الهدنة الجديدة عززت من قدرة حماس على منع أي انتهاك لوقف إطلاق النار من قبل المجموعات الأخرى، بما فيها حركة الجهاد الإسلامي، التي تمتلك صواريخ طويلة المدى وشاركت في مفاوضات وقف إطلاق النار في القاهرة. وحذر بعض الفلسطينيين، بمن فيهم مقاتلون ومسؤولون حكوميون من أن إسرائيل، التي تصف حماس بأنها منظمة إرهابية، ربما تتنصل من الالتزام بالفقرات الثانوية من اتفاق وقف إطلاق النار. وكان الجيش الإسرائيلي قد أصدر بيانا ليلة الأربعاء يعلن فيه الخسائر التي ألحقها بالبنية التحتية المدنية والعسكرية لحماس خلال الهجوم الذي استغرق ثمانية أيام. أوضح البيان أن الطائرات والسفن الحربية الإسرائيلية هاجمت 1500 موقع، بينها 19 مركزا للقيادة والعمليات ومقرات لكبار قادة حماس، كما قصفت أكثر من 200 نفق للتهريب و26 مخزنا للسلاح ومرفقا للتصنيع. لكن مسؤولا عسكريا إسرائيليا كبيرا طلب عدم الكشف عن هويته قال إن الهجوم لم يقترب من إلحاق هزيمة عسكرية بحماس، وأضاف 'لا تزال لديهم القدرة على مواصلة الحملة من وجهة نظر عسكرية'. وقالت الصحيفة إن 'شبح الدعم الإيراني للمقاومة الفلسطينية لا يزال مستمرا، حيث شكر قادة حماس والجهاد الإسلامي إيران على تزويدها لهم بالسلاح'. وفي غزة قال كثيرون إن الدور الذي لعبته الحركات الإسلامية في حشد الدعم الإقليمي حول القضية الفلسطينية كشف عجز خصومهم السياسيين. ونسب التقرير إلى أستاذ علم السياسة والمتحدث السابق باسم السلطة الفلسطينية غسان الخطيب قوله إن حماس، بنجاحها في جر إسرائيل إلى مائدة المفاوضات هذا الأسبوع، همشت السلطة الفلسطينية وأثبتت أنها جزء من المستقبل ومن التغيرات التي تجري في الدول العربية وأن السلطة جزء من الماضي. ومع ذلك قال رئيس وزراء الحكومة المقالة إسماعيل هنية وقادة الجهاد الإسلامي وقادة الجناح العسكري لفتح إن وقف إطلاق النار هو نتاج اتفاقية بين جميع التنظيمات الفلسطينية.
- صحيفة 'لوس أنجلوس تايمز'
نفوذ طهران على الفلسطينيين إلى ضعف/ 'الجزيرة'
كشف الصراع في غزة ظهور تغيرات في ديناميكيات المنطقة ربما تسفر عن إضعاف نفوذ طهران على منظمات المقاومة الفلسطينية، كما تعزز وضع مصر، بالإضافة إلى أن التغيرات في سوريا هي الأخرى ربما تضعف مكانة إيران أكثر في المنطقة. هذا ما خلص له تقرير تحليلي نشرته صحيفة 'لوس أنجلوس تايمز' قالت فيه إن إيران ظلت تزوّد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالأسلحة كجزء من حربها الخاصة ضد إسرائيل، لكنها الآن في منافسة مع مصر لكسب ولاء المقاومة الفلسطينية. وقالت الصحيفة إن الصواريخ التي أطلقتها حماس وأربكت إسرائيل خلال حرب غزة الأخيرة طُورت بمساعدة إيران، 'لكن حرب غزة نشبت في ظروف جديدة في الشرق الأوسط تميزت بقيام حكومات للإخوان المسلمين، خاصة في مصر، حلت محل الدكتاتوريات الموالية للغرب'. وأشار التقرير إلى أن الثورات العربية أثارت نزعة العداء لأميركا، الأمر الذي يجد الترحيب من إيران، لكنها أيضا أحبطت مخططات طهران الإقليمية. وأشار إلى أن حماس أغضبت إيران بمعارضتها تأييد طهران المستمر للنظام السوري. وأضاف أن الإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد ستؤدي إلى قيام نظام في سوريا أقل صداقة لإيران. وأوضحت الصحيفة أن الهدف العاجل لطهران في غزة هو كبح حماس من تعزيز علاقاتها بالعواصم العربية. وقالت إن ذلك ربما يكون صعبا بسبب أن الإخوان المسلمين في مصر -الذين شجعوا على تأسيس حماس- لعبوا دورا رئيسيا في التوسط للتوصل لوقف لإطلاق النار بين حماس وإسرائيل الأربعاء المنصرم. وذكرت أن الرئيس المصري محمد مرسي ربما يضغط على حماس للكف عن إثارة القلاقل في المنطقة ووقف هجماتها على إسرائيل لتتفرغ مصر لحل مشاكلها المحلية العديدة 'لكن مصر تعرضت لانتقادات لمساعدتها على تسليح حماس وذلك بعدم ضبط حدودها مع غزة لوقف تهريب الأسلحة من ليبيا والسودان'. وقال السفير السابق لمصر لدى الولايات المتحدة والعميد المؤسس لمدرسة الشؤون العامة بالجامعة الأميركية بالقاهرة نبيل فهمي 'حماس تحتاج لمصر كثيرا. في الواقع ليس لديها مفاوض آخر للتعامل مع إسرائيل'.لكن فهمي أضاف أن المنطقة تتغير بسرعة وأن الوقت لا يزال مبكرا على التنبؤ بمن يكسب ومن يخسر، لكنه قال أيضا 'إذا تم التوصل لقرارات سلمية، فإن ذلك سيؤدي إلى إضعاف دور إيران، وإذا زاد العنف فإن أي لاعب كان داعما للعنف سيكسب'.
وقال الصحفي والمحلل السياسي نادر كريمي في طهران 'إن علاقات حماس بالإخوان المسلمين والحكومة الحالية في مصر تختلف عن علاقاتها مع إيران، ففي الظروف السلمية، عندما تكون الحاجة للدبلوماسية، فستكون حماس أقرب إلى مصر على حساب طهران. لكن عندما تكون في حرب فإن علاقات حماس بطهران تكون أهم من علاقاتها بمصر'. ونسبت لوس أنجلوس تايمز للمحلل الإيراني المحافظ رضا طاراقي انتقاده القاهرة لعدم فتح حدود مصر مع غزة لتزويد حماس بالأسلحة وقوله 'تحققت حماس الآن من أن إيران هي السند الحقيقي للقضية الفلسطينية'. كما نسبت الصحيفة للمسؤول السياسي لحماس خالد مشعل قوله بعد إعلان وقف إطلاق النار 'لعبت إيران دورا في هذا الإنجاز أيضا، نحن اختلفنا مع إيران حول القضية السورية، لكننا نتفق معها ضد الاحتلال الصهيوني'. ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم إن القاهرة ستعمل على كبح جماح حماس، كما أن خصوما آخرين لإيران بما فيهم دول الخليج العربية سيشاركون في هذا الكبح أيضا. واختتمت الصحيفة تقريرها بأن مصر تمثل العقبة الأكبر أمام خطط إيران في غزة وأن مرسي والإخوان المسلمين يعتبرون القاهرة الوسيط بلا منافس في المنطقة بين الفلسطينيين وإسرائيل.
- صحيفة 'فايننشال تايمز'
دروس مستخلصة من أزمة غزة/ 'الجزيرة'
أشارت صحيفة 'فايننشال تايمز' إلى الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة، وقالت إنه يمكن استخلاص بعض الدروس منها، وذلك سواء على مستوى إسرائيل أو مستوى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أو على مستوى آخرين. وأوضحت أن أول هذه الدروس يتمثل في أن حماس باتت لاعبا إقليميا شرعيا، بالرغم من احتمال استمرار النظر إليها من جانب إسرائيل والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة كمنظمة إرهابية، مضيفة أن قادة حماس صاروا مرحبا بهم في القصور الملكية والرئاسية من تركيا إلى دولة قطر ومن تونس إلى الأردن على حد سواء. وأضافت أن الهدنة التي أوقفت الحرب الإسرائيلية على غزة تثبت أن حماس وجدت كجماعة إسلامية لتبقى، وأنه لم يجري خلال التباحث بشأن الهدنة تذكير حماس بأي التزامات كانت مطلوبة منها من جانب اللجنة الرباعية الدولية، من مثل ضرورة نبذها للعنف أو اعترافها بإسرائيل. وأما الدرس الثاني الذي يمكن استخلاصه من أزمة غزة فيتمثل في تعلم إسرائيل كيفية إنهاء الحرب ووقفها، فإسرائيل شاركت في ثلاث حروب منذ 2006، إحداها ضد حزب الله البناني واثنتان ضد حماس في غزة، ولكنها لم تحقق نصرا واضحا في أي منها. وقالت فايننشال تايمز إن قادة إسرائيل هذه المرة لم يرغبوا في المجازفة بشن هجوم بري على غزة، وذلك لأن الهجمات البرية لم تكن ذات جدوى في الماضي، لا في جنوب لبنان عام 2006 ولا في غزة في بداية 2009.
وأضافت أن الرئيس المصري محمد مرسي قد نجح في الاختبار الأول، وأن نجاحه يمثل الدرس الثالث المستخلص من أزمة غزة، موضحة أن مرسي كان يسير على حبل سياسي مشدود طيلة أيام الحرب الأخيرة على القطاع. وقالت لو أن مرسي أظهر دعما واضحا تجاه حماس، فإنه كان سيدمر مصداقيته كوسيط في الصراع، وكان سيزيد من شقة الخلاف مع إسرائيل وسيدمر علاقاته بالولايات المتحدة، مضيفة أنه لو فشل في المقابل في دعم حماس ومساعدة شعب غزة، لكان قد أغضب قاعدته وقوض سعيه للقيادة على المستويين الأخلاقي والإقليمي. كما أن الدفاع الصاروخي أثبت فاعليته وجدارته في حفظ الأرواح على المستويين الفلسطيني والإسرائيلي، فقد كانت هذه الحرب بمثابة الاختبار الأول لنظام القبة الحديدية الدفاعية الإسرائيليلة ضد الصواريخ، والأهم أن الهجمات الصاروخية منعت إسرائيل من شن الهجوم البري، وبالتالي جنبت الطرفين تكبد المزيد من الخسائر البشرية. وأما الدرس الأخير الذي يمكن استخلاصه من الحرب على غزة فيتمثل في أن الحرب كشفت عن أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أصبح يشكل قوة مستهلكة، خاصة في ظل احتفال الفلسطينيين في غزة وفي الضفة الغربية بانتصار المقاومة، بينما يسعى عباس إلى انتصار أجوف في الأمم المتحدة. وأضافت أن الفلسطينيين سوف لن ينسوا أن عباس رفض زيارة قطاع غزة عندما كان يتعرض للقصف الإسرائيلي، وأن رفضه لزيارة القطاع شكل فشلا ذريعا له، خاصة وأن قطاع غزة حظي بلائحة طويلة من الزيارات على مستوى القادة السياسيين وكبار المسؤولين من العالم العربي.
- 'الغارديان'
النفوذ السوري الآخذ بالانحسار/ 'بي بي سي'
يبدأ التحليل الذي كتبه إيان بلاك في صحيفة 'الغارديان' بالحديث عن وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل ويقول إن أهم ما يلاحظ في هذه العملية هو النفوذ السوري المنحسر بسبب انغماسها في حرب دموية يصعب إيقافها. ويقول بلاك 'إن كان محمد مرسي يفخر بإنجازاته كوسيط لا يمكن الاستغناء عنه بين حماس وإسرائيل، فإن نظيره السوري بشار الأسد يبدو بامتياز كأنه رجل الأمس'. ويذكر التحليل أن الإعلام السوري الرسمي قد غطى الهجوم الإسرائيلي على الفلسطينيين في غزة بكثافة، ويجري مقارنة بين عدد القتلى الفلسطينيين في غزة على أيدي الجيش الإسرائيلي، وهو 160 قتيلا، والقتلى في المدن السورية على أيدي الجيش السوري في فترة الأيام الثمانية التي استمر فيها الهجوم الإسرائيلي على غزة، الذي بلغ 817 قتيلا. وينقل بلاك عن المعارضة السورية قولها إن 150 سوريا قد قتلوا في يوم الاثنين فقط.
- صحيفة 'الاندبندنت'
هل كانت حرب غزة تمهيدا لإعادة انتخاب نتنياهو؟/ 'بي بي سي'
تصدر الصفحة العالمية في صحيفة 'الاندبندنت' تقرير عن الهجوم الإسرائيلي على غزة، وتحليل للكاتب السياسي المعروف روبرت فيسك المتخصص في شؤون الشرق الأوسط. ويتساءل فيسك في تحليله المعنون: 'أي مكسب (من حرب غزة) غير إعادة انتخاب نتنياهو؟' لماذا تلك الحرب؟ لماذا تلك الألف وخمسمئة طلعة جوية إسرائيلية على غزة وألف وخمسمئة صاروخ التي أطلقت على إسرائيل؟ هل لقتل الطفل الفلسطيني ذي الأحد عشر شهرا الذي قتل مع جميع أفراد عائلته على يدي طيار إسرائيلي؟ هل هي لقتل أكثر من 150 فلسطيني معظمهم مدنيون، في الغارات الجوية الإسرائيلية؟ أم من أجل قتل ستة إسرائيليين؟ هل كان كل هذا من أجل وقف إطلاق النار؟ فليس هناك معاهدة سلام ولا حتى هدنة. يذكِّر فيسك بعنوان في جريدة 'جروزلم بوصت' الإسرائيلية الذي كان: 'نهاية العملية العسكرية وبداية الحملة الانتخابية'! ويضيف: من المؤكد أن حملة بنيامين نتنياهو الانتخابية قد بدأت عندما أمر باغتيال أحد قادة حماس 'أحمد الجعبري' قبل أسبوع، لكن الحرب في غزة انتقلت بهدوء إلى مشروع الحملة الانتخابية لنتنياهو، ولسان حاله يقول للإسرائيليين: 'إن من يريد أمنا فهو يعرف لمن يصوّت'! لكن فيسك يتساءل: هل حقا أنهم يعرفون لمن يصوتون من أجل الحصول على الأمن؟ ثم ينقل فيسك عن نتنياهو قوله: 'أنا أعرف أن بين الإسرائيليين من يريد عملا عسكريا أكثر شراسة من هذا، لكن التحديات الإسرائيلية قد ازدادت تعقيدا بمرور الزمن. وفي ظل مثل هذه الظروف علينا أن نوجه الدولة الإسرائيلية بمسؤولية وحكمة'. ويقول فيسك إن اختيار نتنياهو لكلماته كان لافتا، لكنها ليست خطبة تشرشلية. فنتنياهو يمضي منذ سنين في بناء المستعمرات اليهودية على أراضي الضفة الغربية التي سرقها من العرب، وهو فعليا ينكر على الفلسطينيين إقامة دولة فلسطينية في المستقبل. إن نتنياهو يقود 'سفينة دولته إلى إعصار مستقبلي'. ويخلص فيسك إلى القول إنه 'إن لم يحصل الفلسطينيون على الدولة، فلن يحصل الإسرائيليون على الأمن'.
- 'واشنطن بوست'
من الفائز في الحرب على غزة؟/ 'الجزيرة'
تطرقت صحيفة 'واشنطن بوست' إلى اتفاق وقف إطلاق النار في الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة، وتساءلت بشأن من يكون انتصر في الحرب، أهي إسرائيل أم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أم آخرون؟ وأشارت الصحيفة إلى أن الحرب على غزة التي استمرت حوالي أسبوع أسفرت عن مقتل خمسة إسرائيليين وما لا يقل عن 140 فلسطينيا، وسط تساؤلات عمن تكون قد تسببت الحرب في دعمه أو تكون قد آذته أو بشأن ما إذا تسببت في أي تغيير؟ وأوضحت أن الخاسر الأكبر في هذه الحرب هم المدنيون سواء أكانوا من الفلسطينيين في غزة من الذين استهدفتهم إسرائيل بقصفها المتواصل، أم من الإسرائيليين في جنوبي إسرائيل ممن استهدفتهم حماس بصواريخها، مضيفة أنه إذا ما بقي الصراع بين إسرائيل وغزة على حاله، فإنه يمكن القول إنه لا منتصر في هذه الحرب. وقالت إنه لا بد أن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قدم بعض الفوائد للاعبين الرئيسيين في المنطقة، فإسرائيل ربحت من خلال إضعافها لحماس، مشيرة إلى تصريحات لوزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، والمتمثلة في قوله إن إسرائيل حققت الأهداف من وراء هجومها على غزة. وأوضحت الصحيفة أن حماس عانت من جراء الهجوم الإسرائيلي على غزة، وأنها خسرت أحد قادتها العسكريين، وأن إسرائيل فعلت ذلك دون خسائر كارثية ودون أن تتكلف عناء هجوم بري مكلف كما جرى معها في أوائل 2009، لكن احتمال إطلاق حماس صواريخها على إسرائيل لا يزال قائما. وأضافت أن حماس تعتبر أيضا منتصرة وذلك من خلال التوصل إلى اتفاق لتسهيل حركة المرور من خلال المعابر الحدودية مع القطاع، وذلك من خلال تخفيف القيود التي تفرضها إسرائيل على قطاع غزة المحاصر. وقالت إن تخفيف إسرائيل من قيودها على المعابر الحدودية مع غزة شأن يبهج الفلسطينيين في القطاع، الذي يعاني أكثر من 40% منهم من البطالة ويعيش 38% منهم تحت خط الفقر، مضيفة أن شعبية حماس ارتفعت أيضا أكثر في غزة، خاصة وأنه صار بمقدور قادتها التفاوض مع كبار قادة العالم. كما أن الولايات المتحدة تعتبر أيضا رابحة، وذلك من خلال كسبها مزيدا من النفوذ لدى إسرائيل، فرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعرب عن شكره للرئيس الأميركي باراك أوباما الذي أعلن عن وقف إطلاق النار.
وأضافت أن كثيرا من الإسرائيليين أعربوا عن شكرهم للولايات المتحدة التي مولت لهم نظام القبة الحديدية الدفاعي ضد الصواريخ، والذي يعتمد تقنية متطورة أثبتت نجاحها، وقالت واشنطن بوست إن صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أشارت إلى أن أوباما الآن في وضع أفضل، وأنه يمكنه الضغط على نتنياهو تجاه مسائل حيوية أخرى، سواء ما تعلق منها بالحصار الإسرائيلي على غزة أو ما تعلق بالأزمة الإيرانية أو بشأن عملية السلام المتعثرة. كما أن مصر تعتبر أيضا فائزة، وذلك من خلال تعزيز مكانتها في الشرق الأوسط عبر تأكيدها للغرب بأنها الضامن لاستمرار اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، وأنه يرجع إلى مصر الفضل في جلب حماس إلى طاولة المفاوضات. وقالت إن الرئيس المصري محمد مرسي برعايته لوقف إطلاق النار يكون بدد مخاوف الغرب إزاء مرحلة ما بعد الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، وكشف عن أنه في الطريق إلى أن يصبح لاعبا في قضايا الشرق الأوسط وشريكا بالسلام في المنطقة. وأضافت أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) يعتبران من الخاسرين، وخاصة أمام الشعبية التي اكتسبتها حماس على المستووين المحلي والعالمي، كما أن تركيا تعتبر من الخاسرين، وأنها عملت على تهميش دورها السابق وخسرت لكونها لم تعد تلعب دور الوسيط على المستوى الإقليمي. وقالت الصحيفة إن احتمالات السلام على المدى الطويل في المنطقة تبقى ضعيفة، وإنه من المستحيل التنبؤ بمستقبل الشرق الأوسط، في ظل عدم وجود ما يشير إلى استئناف عملية السلام المتعثرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
- 'الغارديان'
نتنياهو رفع مكانة حماس/ 'الجزيرة'
رغم مزاعمه بشل حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، فقد ارتقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالحركة إلى صفوف المتنافسين على قيادة منظمة التحرير الفلسطينية. وأشارت صحيفة 'الغارديان' في مستهل افتتاحيتها إلى أنه خارج نطاق حملة الانتخابات الإسرائيلية يصعب رؤية الأيام الثمانية الأخيرة من القصف الجوي لغزة على أنه نجاح تكتيكي. فما بدأ من وجهة نظر المؤسسة العسكرية الإسرائيلية بلحظة من الغبطة -عند استهداف سيارة الجعبري- انتهى بالحركة وغيرها من الجماعات المسلحة الأخرى إلى كسر محرميْن: إطلاق الصواريخ بشكل متكرر على تل أبيب -وهو ما لم يفعله حزب الله حتى أثناء ذروة حرب لبنان الثانية- والعودة إلى أسلوب تفجير الحافلات. وقالت الصحيفة إن نتنياهو ووزير الدفاع إيهود باراك يجدان نفسيهما الآن في موقف مشابه للذي كان فيه رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت ووزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني في نهاية عملية الرصاص المصبوب على غزة عام 2008، إذ يتصارعان لسحب شيء من الأنقاض يبرر قرار الهجوم منذ البداية، وسيزعمان أنهما أسسا ردعا ضد الجماعات المسلحة في غزة لما لا يقل عن سنتين. حماس من جانبها وافقت على عدم إطلاق الصواريخ أو شن تفجيرات أو الانخراط في أي نشاط عبر الحدود، لكن كل هذا كان مطروحا وكان موضوع المفاوضات التي وقعت أمس الأربعاء ونصت على أن كل المعابر إلى غزة -وليس فقط حدود مدينة رفح مع مصر- ستفتح لحركة الناس والبضائع. وبعبارة أخرى فإن حصار غزة الذي حاربت إسرائيل بشراسة ولزمن طويل للإبقاء عليه، قد انتهى. والاتفاق يشير إلى حقيقة أن إجراءات التنفيذ سيتم التعامل معها خلال 24 ساعة من بدء وقف إطلاق النار، وهذا كان مطلب حماس الأساسي ويبدو أنه قد تمت تلبيته. وكان للمفاوضين الإسرائيليين مطلبين: أن يدوم وقف إطلاق النار لفترة وجيزة محددة، وعدم إنشاء منطقة حظر لإطلاق النار على الحدود. لكن لم يُلبّ أي منهما في الاتفاق. وقارنت الصحيفة بين حرب الأسبوع الماضي وما كان يحدث طوال هذا الأسبوع في الضفة الغربية، وبين ما حدث عام 2008 عندما كان الوضع أشبه بمستودع للجثث وبدت رام الله كأنها على كوكب مختلف، حيث لم يجرؤ صوت فلسطيني واحد على أن يرتفع ضد الغزو البري الإسرائيلي لغزة، والمنشقون سرعان ما كانت الشرطة الفلسطينية تعتقلهم. لكن هذا الأسبوع في المقابل، كانت الشرطة الفلسطينية غير نشطة بشكل غريب، واندلعت المظاهرات في كبرى مدن الضفة الغربية وأُلقيت الزجاجات الحارقة. ويوم الأربعاء دعا الساسة القوميون والإسلاميون إلى إضراب في منطقة الخليل.. هذه المشاهد لم يشهدها أحد منذ نهاية الانتفاضة الثانية. وكما أن الحلقة الأخيرة في الانفصال المادي لحماس في غزة يبدو أنها قد حلت، يبدو المحرم من ظهورها السياسي في الضفة الغربية قد ذاب أيضا. وبالنسبة للرئيس الفلسطيني محمود عباس فإن هذا يشكل أخبارا مرعبة له. والوحدة بين حركتي فتح وحماس تصاغ عمليا رغم الجهود الحثيثة لعباس وأميركا واللجنة الرباعية للشرق الأوسط لاستبعاد نشطاء غزة من العملية السياسية حتى يعترفوا بدولة إسرائيل. وانتهت ليلة الأربعاء بإغداق الثناء من قبل إسرائيل ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون على الرئيس المصري محمد مرسي، إذ عززت إسرائيل وأميركا المكانة الدولية لرجل طالما بذلتا غاية وسعهما لتقويض فرصه قبل خمسة أشهر. وختمت الصحيفة بأن نتنياهو زعم أنه شل حركة حماس وأنه بلفته الانتباه للتحذيرات بشأن هجوم أرضي سيكون قد عزز دعمه الغربي، لكن هذا كان على حساب رفعه مكانة حماس في العالم العربي. وقد فعل بالمنظمة الآن ما فعله بخالد مشعل، عندما أمر باغتياله بالسم وأجبر حينها على تزويد الأردن بالترياق المضاد للسم، ونتيجة لذلك صعد نجم مشعل، وبنفس الطريقة ارتفعت حماس إلى مكانة المنافس على قيادة منظمة التحرير الفلسطينية. فهل هذا ما كان يقصده رئيس الوزراء الإسرائيلي؟ وهل اكتشف للتو حدود استخدام القوة؟ وبدلا من محاولة القضاء على حماس ربما ينبغي على نتنياهو أن يحاول التباحث معها.
- صحيفة 'ديلي تلغراف'
نتنياهو يواجه واقعا سياسيا متغيرا/ 'الجزيرة'
استهلت صحيفة 'ديلي تلغراف' تقريرها حول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه يواجه الواقع الجديد لمشهد سياسي متغير. وبما له من سمعة بأنه من أكثر الزعماء الإسرائيليين تشددا لكنه قرر -على الأقل بالوقت الحاضر- وقف هذا النوع من الحرب التي رأى كثير من أسلافه ضرورة الإيذان بها. فقد سمح نتنياهو للدبلوماسية بأن يكون لها أسبقية، رغم أن قصفه الجوي لغزة ومفاوضاته اللاحقة مع حماس منحت أعداءه شرعية دولية طالما رغبوا فيها. والبعض -وربما حتى نتنياهو نفسه في عصر سابق- سيعتبرون هذا الأمر دليلا على الضعف. لكنه في الواقع اعتراف بتغير الظروف. وأشارت الصحيفة إلى أن الناطقين الرسميين بإسرائيل يقولون إن أهداف العمل العسكري تحققت، وهي أن وقف النار من شأنه أن يضع حدا للهجمات الصاروخية على جنوب إسرائيل. لكن كان هناك بالفعل وقف لإطلاق النار مطبق عندما بدأت إسرائيل قصفها بهجوم صاروخي استهدف القائد العسكري لحماس أحمد الجعبري. وقالت إن القصة الحقيقية هي حاجة إسرائيل للتوصل إلى اتفاق جديد مع جيرانها. وربما أدرك نتنياهو هذا منذ البداية. والمفاوضات التي بدأت كانت هدفه دائما وقد حققت درجة معينة من تدعيم الأساس العسكري. والمسألة التي لم تؤكد بما يكفي بهذا العصر من الربيع العربي هي أن الأزمنة قد تغيرت بالنسبة لإسرائيل نفسها. فقد كان هناك وقت عندما كان بإمكانها، في مواجهتها معركة من أجل وجودها بتأييد غربي قوي، أن تتحمل التراجع إلى وضع افتراضي لاستخدام القوة المفرطة في الدفاع عن نفسها. والآن إسرائيل لديها قاعدة سياسية أكثر انقساما وأوسع نطاقا من أي وقت مضى، وحلفاء يشعرون بقلق عميق من سياساتها بغض النظر عن دعمهم العلني. وعليها الآن أن تزن التكاليف الاقتصادية والدبلوماسية للحرب بهذه الأوقات العصيبة التي يواجهها الغرب ومع ائتلافات معقدة من الجماعات الدينية والعلمانية اللازمة لتشكيل الحكومات داخليا. وفجأة جيرانها أصبحوا ينادون بالتعددية. وهذا الأمر أولا وقبل كل شيء حقيقي في غزة حيث لا تتنافس حركة حماس فقط بل فتح، صلب الحركة الفلسطينية العلمانية، والجماعات الأكثر تطرفا مثل الجهاد الإسلامي على الشعبية. وحماس نفسها لديها حلفاء ديمقراطيون جدد بالخارج، متحالفون في حالات كثيرة مع الولايات المتحدة، من أبرزهم مصر وتركيا وقطر. وترى الصحيفة أن على إسرائيل أن توازن اعتباراتها الأمنية مقابل الرأي العام الدولي، ولا سيما الأميركي، في بيئة سياسية ضبابية ومتغيرة الآن. وقالت أيضا إن الأسبوع الماضي همش السلطة الفلسطينية، التي كانت تسمى فيما مضى 'الشريك في السلام'. وهذا الأمر أذهل وأغضب المعلقين، إلا أنها كانت بالفعل فاشلة. والاتفاق مع حماس، الذي فرضته مصر والجامعة العربية، يعد جائزة أكبر بكثير. وسواء كان لمصر القدرة التقنية لإعطاء ضمانات أمنية بشأن تهريب الأسلحة التي ستطالب بها إسرائيل فهو مسألة أخرى. فالواقع أن إسرائيل تريد أن يكون لديها فهم أكثر وضوحا للطموحات الإستراتيجية الأوسع لدول مثل مصر وتركيا، اللتين تعترفان بإسرائيل وتظلان حليفتين لحماس. وختمت ديلي تلغراف بأن هذ الفهم سيكون من الصعب تحقيقه، ومع ذلك فليس من الواضح حتى أن تعرف مصر مدى طموحاتها هي.