اهتمت الصحافة الامريكية بالاستفتاء الذى من المقرر ان تجريه مصر على الدستور يوم السبت القادم وكان اهم العناوين كالتالى: دور الاخوان المسلمين فى الاستفتاء، والمعارضة تحث بالتصويت 'بلا' على الدستور.

- صحيفة 'وول ستريت جورنال'

تحت عنوان' دور الاخوان المسلمين فى الاستفتاء' كتب مات برادلى يقول:
يخشى العلمانيون فى مصر من ان تضطلع جماعة الاخوان المسلمين التى تتمتع بالنفوذ بدور فى الاستفتاء على الدستور والذى من شأنه ان يجعل النتيجة تأتى فى صالحهم.

الا ان زعماء الجماعة الذين أيدوا مرسى فى جهوده الرامية الى تمرير الدستور يقولون انهم يمارسون العمل ببساطة فى المواضع حيث تعجز الحكومة عن الوصول اليها. وتقوم الجماعة بتوزيع مئات الالاف من النسخ من الدستور المؤلف من 236 مادة فى كافة انحاء البلاد، ويقومن بتمويل الجهود التى يقوم بها الاعضاء الاسلاميون من الجمعية التأسيسية -التى وضعت الدستور - للسفر عبر البلاد والدفع من اجل تمريره وتنظيم جماعات غير رسمية يقودها المواطنون لتأمين مراكز الاقتراع.

وهذا النشاط من جانب الجماعة يثير قلق الليبراليين حيال نزاهة الاستفتاء 'واخونة' الحكومة فى مصر. والان وبعد مرور عامين على الاطاحة بالرئيس السابق والاضطرابات السياسية الناجمة عن الثورة، فان الكثير من العلمانيين يشعرون بالقلق من ان الاخوان يشغلون حاليا الفراغ الذى خلفته حكومة تفتقر للكفاءة.

ومن جانبها حثت جبهة الانقاذ الوطنى – وهى جماعة المعارضة الرئيسية فى مصر- الناخبين المؤهلين فى مصر والبالغ عددهم خمسين مليون ناخب امس الاربعاء على التصويت 'بلا' على الدستور. الا انه من الارجح الا يعدل هذا القرار ما ينظر اليه المحللون على انه تمرير شبه مؤكد للدستور فى الاستفتاء المقرر ان يتم على يومين يفصل بينهما اسبوع كامل، الا انه يضفى شرعية تتطلبها الحاجة بشدة على التصويت المثير للجدل حوله.

ويصرح الليبراليون بان المخاوف التى تساورهم حيال العمليات الامنية التى يقوم بها المواطنون تحت اشراف الجماعة – اى ما تطلق عليه المعارضة المليشيات- قد تحققت الاسبوع الماضى عندما قام الالاف من المؤيدين باستخدام القوة لتفريق المتظاهرين الذين كانوا يعتصمون فى خيام امام قصر الاتحادية.

الا ان زعماء الاخوان المسلمين يصرحون بان ثمة حاجة لجماعتهم للمحافظة على النظام فى ظل غياب حكومة تؤدى وظائفها كما ينبغى، ويلومون اجهزة امن الدولة عن عدم توفير الامن.

ومن ناحية اخرى، فان الكثير من الناخبين يقولون انهم لم يعرفوا بعد مكان مراكز الاقتراع التى من المفترض ان يتوجهوا اليها يوم السبت القادم. وتعتزم مجموعات من شباب الاخوان المسلمين تشكيل 'لجان شعبية' غير رسمية خارج مراكز الاقتراع لتعريف الاشخاص بلجانهم.

ويرى بعض المسئولين فى الجماعة ان القوات الامنية فى البلاد والتى تعمل تحت اشراف وزارة الداخلية متورطة فى مؤامرة للاطاحة بمرسى ولاستعادة النظام السابق.

صحيفة 'لوس انجلوس تايمز'

تحت عنوان' المعارضة المصرية تحث على التصويت 'بلا' على الدستور' كتب جيفرى فليشمان يقول:
حثت جماعة المعارضة المصرية الرئيسية فى مصر مؤيديها - يوم امس الاربعاء - على التصويت ' بلا' على مسودة الدستور، وبذلك يكونون قد حسموا امرهم بعد اسابيع من الجدل حول ما اذا كان يتعين على القوى المناوئة للحكومة مقاطعة الاستفتاء الذى سيٌجرى يوم السبت القادم والذى يثير العلمانيين ضد الاخوان المسلمين.

ويعد هذا التحرك من جانب جبهة الانقاذ الوطنى اختبارا عصيبا لشعبيتها فى مواجهة الرئيس محمد مرسى ومؤيديه الاسلاميين. وكانت الجبهة قد انعشت الحمى الثورية فى البلاد الا انها تعانى من الانقسامات والتنظيم الضعيف، وهو الامر الذى من المتوقع ان تستغله شبكات الاخوان الشعبية العريضة.

واضاف الكاتب ان الجبهة اعلنت ان قرارها اشترط وجود اشراف قضائى ومراقبين دوليين وزيادة الاجراءات الامنية فى مراكز الاقتراع اثناء الاستفتاء. الا انه لم يتضح بعد ما اذا كانت ثمة امكانية لتلبية هذه المطالب من عدمه، ذلك ان الكثير من القضاة -الغاضبين من الاعلان الدستورى الصادر عن الرئيس مرسى والذى من شأنه اضعاف المحاكم - يرفضون الاشراف على الانتخابات. وهذا اضطر الرئيس الى الاعلان عن ان التصويت سيتم على مرحلتين حتى يتسنى للقضاة الموافقين على الاشراف على الاستفتاء المشاركة فى اليومين، وبالتالى يتم حل ازمة نقص عدد القضاة.

واستطرد الكاتب يقول ان الجبهة قد حثت المصريين على الخروج من الشوارع برسالة مفادها ان الاجندة الاسلامية التى يتبناها الاخوان تهدد اى مجتمع متسامح. الا ان الكثير من المصريين – الذين ينتمون الى الطبقة العاملة والفقيرة- ينظرون الى المظاهرات والمجادلات حول الدستور على انها تصرف البلاد عن المشكلات الاقتصادية والامنية التى تعانى منها البلاد.
ومن الارجح ان يتبع هؤلاء المصريون الاخوان المسلمين فى الموافقة على الاستفتاء.

المصدر: EGYNEWS.NET
إعداد وترجمة: صفاء عديل غلاب