- صحيفة 'السفير'
ملاك حمّود
في العام 1927، انطلقت الفكرة، وقرّرت مجلة &laqascii117o;تايم" الأميركيّة اعتماد تقليد سنوي، لاختيار &laqascii117o;شخصيّة العام". كان ذلك بعد أربعة أعوام على انطلاقة المجلّة الشهيرة. حينها اختارت &laqascii117o;تايم" للمرّة الأولى &laqascii117o;شخصية العام"، أو بمعنى أدق &laqascii117o;رجل العام"، إذ إنّ الاختيار يقع غالباً على الرجال. في ذلك الوقت، أي قبل 85 عاماً، فاز تشارلز لندبرغ باللقب، وهو طيّار ومهندس أميركي، وأوّل من عبر المحيط الأطلسي على متن طائرة. في مطلع القرن الماضي، كان إقدام الصحافة على مثل تلك المبادرات الجديدة، يعدّ رقياً وتميّزاً، خصوصاً مع غياب المنافسة الواسعة. هذا الأمر، جعل &laqascii117o;شخصيّة العام" كما ابتكرتها &laqascii117o;تايم"، تتحوّل إلى حدث تاريخي عالمي مهمّ. وتحوّلت المجلة ـ التي حافظت على صدارتها طوال الأعوام الماضية ـ من موقع نقل الحدث، إلى &laqascii117o;الحدث" في اليوم الذي يتمّ فيه إعلان النتيجة.. هكذا، صار الظهور على غلاف &laqascii117o;تايم" كـ&laqascii117o;شخصيّة العام" بذات أهميّة جائزة &laqascii117o;نوبل".
هذا العام، وكما صار معروفاً، اختير الرئيس الأميركي باراك أوباما شخصيّة العام، تحت عنوان &laqascii117o;باني أميركا الجديدة". وبالرغم من أنّ فوز أوباما باللقب لم يكن متوقعاً هذا العام، إلا أن المجلة لطالما حرصت على أن تكون خارج التوقعات. فبعض الجهات الموالية السورية توقعت فوز الرئيس السوري بشار الأسد. المفارقة أنّ الرئيس المصري محمد مرسي، احتل مركز &laqascii117o;الوصيف الرابع" لشخصيّة العام، وبررت المجلّة ذلك بكونه &laqascii117o;تمكّن من تهدئة مخاوف إسرائيل والولايات المتحدة حول الشرق الأوسط". ومن بين المرشحين للقب هذا العام، احتلت الطفلة الباكستانيّة ملالا يوسفزاي الرتبة الثانية بعد أوباما.
المعايير التي تختار &laqascii117o;تايم" شخصية العام على أساسها، تبقى غير واضحة. لكنّ المعايير التحريريّة الغامضة، لم تكن يوماً عائقاً أمام ترقب الجميع لذلك الحدث، في نهاية كلّ عام، ليصير خبراً متناقلاً على كل لسان، وفي جميع وسائل الإعلام، مانحاً المجلة العريقة دفعة نحو الأمام، وانطلاقة جديدة في كل مرة. حتى العام 1998، كان اسم اللقب &laqascii117o;رجل العام"، ليصير بعد ذلك &laqascii117o;شخصيّة العام"، وفي تلك السنة أيضاً، بدأت &laqascii117o;تايم" تتيح للجمهور التصويت على اختيار الشخصيّة عبر موقعها على الانترنت. لكنّ فريقاً من محرّري المجلّة، هو وحده الذي يملك القول الفصل في اختيار الشخصيّة الفائزة، من دون الاعتماد على تصويت الجمهور، المغاير لرأي اللجنة في الغالب. على سبيل المثال، اختار الجمهور رئيس الحكومة التركي رجب طيب أردوغان سنة 2011 كشخصية العام، بينما اختارت المجلة، &laqascii117o;المتظاهر" تكريماً لملايين المتظاهرين الذين خرجوا حول العالم للمطالبة بحقوقهم، أو للتظاهر ضد الظلم والقمع.
وفي العودة إلى الأعداد السابقة، يتبيّن أنّ معظم الرؤساء الأميركيين حازوا على هذا اللقب مرتين، بدءاً بفرانكلين روزفلت أعوام 1932 و1934 و1941، وصولاً إلى جورج بوش الإبن الذي حاز اللقب سنة انتخابه، وكذلك في سنة إعادة انتخابه في العام 2004، إضافةً إلى بيل كلينتون الذي حازه في العامين 1992 و1998.
وللمفارقة، اختارت المجلة العالمية في أكثر من مناسبة، شعارات أو أشياء كشخصيّة العام. هكذا، اختارت الكومبيوتر في العام 1982، واختارت &laqascii117o;المتظاهر" العام الماضي. ومن الشخصيّات المثيرة للجدل على غلافها المخصص لشخصيّة العام أدولف هتلر في العام 1938، وستالين في العام التالي، وأنور السادات في العام 1977 احتفاءً باتفاقيّة السلام التي وقعها مع العدوّ الاسرائيلي.
ولأنها تختار رؤساء الدولة لأكثر من مرة، لم يعد مستغرباً فوز باراك أوباما هذا العام، وهو الرئيس الذي يتمتع بشعبية كبيرة سواء في الولايات الأميركية أو خارج حدودها. والجدير بالذكر أن &laqascii117o;تايم" لم تختر امرأة لهذا اللقب منذ العام 1986 حين كرمت رئيسة الفيلبين كورازون اكوينو.
وبالنسبة للمجلّة فإنّ اليوم الذي تختار فيه &laqascii117o;شخصية العام" هو اليوم الذي يكون فيه العالم مشغولاً في الحديث عن المجلة.. كما أنها تكون الشغل الشاغل للشاشات طوال فترة التصويت على المسابقة.